افتتاحية صحيفة الأخبار:
الجنوبيون لرئيس الحكومة: متى تحرّرون وتعيدون الإعمار؟
بين جولة رئيس الحكومة نواف سلام النهارية في الجنوب، وحديث رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى «الشرق الأوسط» مساء، ينتظر اللبنانيون نتائج «تحرك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسياً»، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب، وتواصل الاعتداءات والخروقات في مناطق عدة.
والدولة – أي رئيس الجمهورية بوصفه حامي الدستور والمجلس النيابي بكونه مصدر السلطات والحكومة بوصفها السلطة التنفيذية – معنية بالإجابة على التساؤلات التي سمعها رئيس الحكومة من الجنوبيين مباشرة أمس حول ما سيقوم به لتحرير أراضيهم وإعادة إعمار بيوتهم التي دمّرها العدوان.
ففي الخطاب العام، يكثر كل المسؤولين من الحديث عن التزام لبنان بتطبيق الشق المتعلق به من القرار 1701، ويطالبون الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار بممارسة الضغط على العدو لتنفيذ الاتفاق. لكنّ كل هذا الكلام لا يبدو مقنعاً لأحد، في ظل إعلان العدو بأن احتلاله مستمر حتى إشعار آخر، بغطاء ومباركة من الجانب الأميركي نفسه الذي يعوّل عليه المسؤولون.
ولأن الأمر على هذا النحو من الوضوح، كانت التعليقات العفوية من المواطنين الذين أتيح لهم لقاء سلام في جولته الجنوبية، والذين ذكّروه بأن المقاومة هي الطرف الذي يستحق الشكر أولاً، وحمّلوا حكومته مسؤولية تحرير الأرض وإعادة الإعمار، سيما أن نمط التعامل مع إعادة الإعمار في المناطق الجنوبية لا يبشّر بالخير، خصوصاً أن الجانب الأميركي يربط الأمر بتنازلات وبضغوط سياسية – وليس «مطالبات» كما سمّاها رئيس الجمهورية – هي أكبر من أن يتحمّلها لبنان وقد تؤدي إلى تفجيره. وهذا ما يفترض أن سلام لمسه بنفسه أمس، من غضب من تحدّثوا إليه معبّرين عن عدم رضاهم عن الأداء الحكومي الذي لا يعيد أرضاً ولا ينهي احتلالاً، مؤكدين أن المقاومة وحدها من حرّرت وتحرّر الأرض.
رئيس الجمهورية: سنتابع تحرك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسياً
وجال سلام أمس على الجنوب لمعاينة آثار العدوان الإسرائيلي، وخلص بعد نهاره الطويل إلى «ضرورة انسحاب إسرائيل من النقاط التي لا تزال تحتلها لأن أي تأخير في ذلك، يشكّل خرقاً للقرار 1701 وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية كما وافقت عليه الحكومة السابقة».
في المحطة الأولى للجولة في ثكنة الجيش اللبناني في صور، انتظره عدد من أهالي الضهيرة ويارين والبستان ومروحين، وعرضوا له معاناتهم من الاحتلال المتمادي لبلداتهم بعد 18 شباط، ومن توغّل جنود العدو فيها واستحداث سواتر ترابية لمنعهم من الوصول إلى الأحياء القريبة من الحدود، مطالبين بالإسراع في إعادة الإعمار، فتعهّد بأن «إعادة الإعمار على رأس أولويات الحكومة».
وبعد تفقّد ثكنة الجيش في مرجعيون، زار سلام مدينة الخيام، حيث انتظره أهالي الخيام والوزاني والجوار، وشكوا من اعتداءات مواقع الاحتلال المستحدثة. ولم يجب سلام لدى سؤال أحد أبناء الخيام له: «هل بالحوار نسترد تلة الحمامص المحتلة؟»، كما التزم الصمت لدى زيارته النبطية أمام ردّ فعل الأهالي على تغريدة صباحية له شكر فيها الجيش واليونيفل من دون الإشارة إلى المقاومة وأبناء الجنوب، وأمام أسئلتهم عن جدوى الدبلوماسية التي لم تحرر الجنوب سابقاً، وطالبوه بالإقرار بتضحيات المقاومة وفضلها في عودة الناس إلى أرضهم.
وفي تغريدة لاحقة، نشرها بعد زيارته، وجّه تحية إلى «الأبرياء الذين استشهدوا تاركين وراءهم أيتاماً وأرامل ومفجوعين»، مقراً بأن ما شاهده من دمار في البناء والأراضي يفوق ما قرأ وسمع عنه في التقارير والدراسات حول الأضرار. وعليه، وبعد ما لمسه سلام شخصياً، بات الأمر رهناً بما ستضعه الحكومة من أولويات أمامها، خصوصاً ملف إعادة الإعمار الذي لا يمكن للدولة التذرّع بانتظار المساعدات الخارجية، وتقع على عاتقها مسؤولية توفير هذا التمويل من الموجودات الحالية في خزائن الدولة ومصرف لبنان.
إلى ذلك، أكّد رئيس الجمهورية الالتزام «على كامل الأراضي اللبنانية بكل ما يقوله القرار 1701»، موضحاً أنّ «التجاوب كامل في الجنوب»، و«هناك تعاون من الجميع».
وعن الضغوط الأميركية، قال: «حتى الآن لم نرَ أي ضغط أساسي. كل المطلوب تطبيق القرار 1701 والإصلاحات. وهذه نراها مطالب وليست ضغوطاً». واعتبر أنه «لم يعد مسموحاً لغير الدولة القيام بواجبها الوطني في حماية الأرض والشعب. وليس مسموحاً لأحد آخر بلعب هذا الدور. عندما يصبح هناك اعتداء على الدولة اللبنانية، الدولة هي من يتخذ القرار، وترى كيف تجنّد عناصر القوة لصالح الدفاع عن البلد».
وأوضح أن مقاومة الاحتلال «مهمة الدولة أولاً، وإذا الدولة وجدت ضرورة للاستعانة بشعبها، فهي تتخذ القرار، وتحدد مقدار هذه الاستعانة في الاستراتيجية الدفاعية».
ورأى أن «مفهوم السيادة هو حصر قرارَي الحرب والسلم بيد الدولة واحتكار السلاح بيدها»، وأشار إلى أنّ «الثقة التي أعطتها كتلة الوفاء للمقاومة، ومواقف رئيسها الحاج محمد رعد وكلامه عن الانفتاح على الحوار ومسؤولية الدولة بالعمل الدبلوماسي، تطور إيجابي كبير يُبنى عليه». كما أثنى على خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «الذي أشار في محطات عدة في كلمته إلى الدولة»، وقال: «المقاومة هي أساس وخيارنا الإيماني والسياسي. وسنتابع تحرك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسياً».
****************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
ترامب يلتهم زيلينسكي على الهواء في كمين محكم ثم يطرده من البيت الأبيض
الانقلاب الإسرائيلي في غزة ولبنان يتكامل مع التوغل في سورية والمناطق العازلة
عون ينوّه بخطابَيْ قاسم ورعد… الجيش يستعين بفئات من الشعب بفشل الدبلوماسية
خطف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأضواء في جلسة صمّمها على الهواء تقاسم خلالها الانقضاض على الرئيس الأوكراني مع نائبه جيمس دي فانس، حيث تلاحقت الضربات على رأس زيلينسكي تقريعاً وتعنيفاً وإهانات، أمام الكاميرات، سمع خلالها زيلينسكي كلمات مثل أنت غير محترم ولم تحترم أميركا ولم تشكرها، وشعبك يباد وأنت غير جاهز لصنع السلام. وانتهى اللقاء بطرد زيلينسكي من البيت الأبيض كما قال المسؤولون الأميركيون بينما قال الأوكرانيون إن رئيسهم غادر بملء إرادته احتجاجاً على سوء المعاملة خارج البروتوكول والأصول الدبلوماسية للتعامل بين رؤساء الدول. وترك المشهد عاصفة من ردود الأفعال أجمعت معها المواقف الأوروبية وتعليقات قادة الحزب الديمقراطي في أميركا والتعليقات الأوكرانية على التضامن مع زيلينسكي ومطالبة ترامب بالتراجع والاعتذار، لكن موسكو اعتبرت ما جرى طبيعياً بسبب إدمان الرئيس الأوكراني على الكوكايين، كما قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف.
في المنطقة مراوحة في المكان سياسياً وتصاعد التوترات عسكرياً، مع تواصل الاعتداءات الإسرائيلية في سورية ولبنان والضفة الغربية، في ظل انقلاب إسرائيليّ معلن على اتفاقات وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان، وإعلان البقاء في مناطق تضمن الاتفاق في غزة الانسحاب منها مثل محور فيلادلفيا، وبالمثل البقاء في عدد من التلال اللبنانية، خلافاً للاتفاق الذي رعته وضمنت تنفيذه واشنطن، التي قال وزير حرب كيان الاحتلال يسرائيل كاتس إنها منحت الكيان ترخيص البقاء من خارج الاتفاق دون مهلة زمنية، بينما في سورية تتمادى التوغلات الإسرائيلية بعد إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن أبدية ضم الجولان والبقاء في جبل الشيخ والمنطقة العازلة في الجولان، واعتبار محافظات درعا والسويداء والقنيطرة مناطق منزوعة السلاح ومنطقة أمنية إسرائيلية، بما يرسم علامات استفهام كبرى حول إمكانية استمرار التهدئة ومنح الدبلوماسية مزيداً من الفرص في ظل هذا الوضع مع غليان شعبيّ قد يتحوّل إلى انفجار في أي وقت.
هذا الغليان الشعبيّ لمسه رئيس الحكومة نواف سلام في المناطق الجنوبيّة التي زارها، حيث لمس درجة الغضب من غياب الدولة عن توفير الحماية وردع العدوان من جهة والبدء بإعادة الإعمار من جهة مقابلة، وبالمقابل حجم الثقة بخيار المقاومة، بينما فتح رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الباب لتعاون الجيش مع فئات من الشعب إذا فشل الخيار الدبلوماسي وبات الحل العسكري ضرورياً، منوّهاً بخطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وخطاب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ومنح الكتلة الثقة للحكومة، مشيداً بالتعاون في تنفيذ القرار 1701 من جانب حزب الله، والإجماع السياسي على تنفيذ موجبات لبنان في هذا القرار أمام التراجع الإسرائيلي، متسائلاً عما إذا كان عدم التدخل الأميركي عدم رغبة بردع الاحتلال عن الانقلاب على الاتفاق أم انتظار التوقيت المناسب للتدخل.
لا يزال الوضع الأمني في الجنوب يطغى على المشهد الداخلي لا سيّما بعد إعلان وزير الحرب الإسرائيلي بقاء قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان بتغطية أميركية، ما يؤشر وفق مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى تصعيد إسرائيلي عسكري وأمني مقبل مع احتمال أن يقدم الاحتلال على توسيع عدوانه برياً وجوياً وبحرياً وشنّ المزيد من الغارات على الجنوب والبقاع والاغتيالات لتزخيم الضغط السياسي على الحكومة اللبنانية لفرض الشروط السياسية والأمنية الإسرائيلية على لبنان لا سيما الاحتفاظ بحرية الحركة الإسرائيلية وفتح ملف سلاح حزب الله شمال الليطاني وكامل الأراضي اللبنانية.
وفي سياق ذلك، أشارت مصادر “الحدث” إلى أن “”إسرائيل” أبلغت لبنان بأنها ستستهدف “كل نقاط حزب الله” “إذا واصل خرق الاتفاق”، و”لن تحيّد الضاحية الجنوبية” من ضرباتها. ولفتت إلى أن “إسرائيل” طالبت الرسميين اللبنانيين تحذير حزب الله من عواقب “خرقه الاتفاق”، وأبلغت المسؤولين إبلاغ حزب الله بـ “وقف نقل السلاح في الهرمل”.
وشدّدت جهات في فريق المقاومة لـ”البناء” الى أن العدو يحاول قدر الإمكان استثمار نتائج الحرب العسكرية على لبنان وترجمة ما يدّعيه أنه إنجازات ضد المقاومة في لبنان، في المعادلة السياسيّة لجهة الاستمرار في حصار المقاومة والضغط على الدولة اللبنانية لوضعها في مواجهة المقاومة. مشيرة إلى أن العدو يعمل وفق مشروع الشرق الأوسط الجديد للسيطرة على أربع دول في المنطقة لبنان وسورية وفلسطين والأردن، ولذلك يحاول التوسّع في سورية والبقاء في جنوب لبنان، وذلك في إطار المشروع الأميركي الأكبر أي فرض مشروع السلام والتطبيع على المنطقة وإنهاء حركات المقاومة بشكل كامل، والسيطرة على منابع الغاز والنفط في البحر المتوسط. وأكدت الجهات بأن المقاومة والقوى الحيّة في لبنان والمنطقة ستتصدّى لهذه المشاريع الهدامة للمنطقة مهما بلغت الأثمان.
وفي سياق ذلك، شدّد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك على أنّ العدو الإرهابي والصهيونيّ هو أوهن من بيت العنكبوت، متوجهًا إلى سيّد شهداء الأمة الأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله بالقول: “كنت تريد الإصلاح كما كان الأنبياء، وكنت تجدّد العهد مع الحسين (ع) لإصلاح الأمة ضد عدو الإنسانيّة”.
وفي كلمة له خلال تلقي قيادة حزب الله وعائلتَي الشهيدين السيد نصر الله والسيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين التعازي والتبريكات في منطقة البقاع، قال الشيخ يزبك: “نحن على العهد ولن نتركك يا سيدي يا أبا هادي. تركت أبطالًا وأسودًا كربلائيّين”، مضيفًا: “الأمة التي هي وفية لك وعاشت على حبّك تُشيّع اليوم في عيتا الشعب وعيترون 130 شهيدًا على هذا الدرب حماية لفلسطين وحفاظًا على كرامة الأمة”، آسفًا لأننا وأمام هذا التشييع الهائل لم نجد من السلطة السياسية مَن يشارك، مؤكدًا أنه لولا هذه الدماء والشهداء لكان العدو في بيروت وكل لبنان”.
وتوجّه الشيخ يزبك مجددًا إلى سيد شهداء الأمة بالقول :”سيدي يا أبا هادي أنت الذي قلت لو قُتلنا ومزّقنا لن نرضى بالتطبيع مع الكيان، ونحن نردّد معك هذا الأمر كما كانت وصيتك”، لافتًا إلى أنّ الأمة التي وقفت في التشييع المهيب هي أمة وفيّة، فأنت بذلت دماءك ودماء صفيّك من أجل كرامتها وهي لبّت النداء وجاءت لتشارك رغم كل الظروف ورغم كل ما قيل لتبقى هذه المقاومة حاضرة”، وأضاف: “هذه الراية ستبقى مرفوعة ولن تسقط لنا راية، كما قال الشهيد الأسعد الشهيد حسن نصر الله وستظل رايتك مرفوعة ووعدك بالنصر، والنصر آتٍ”، مشددًا على “أننا سنكمل الدرب وهذه المقاومة التي بنيتها وعبّدتها بدمائك الطاهرة هي مستمرة بإذن الله، وهي التي سترفع عن فلسطين والأمة الذل وتقطع الطريق على أميركا ومشاريعها”.
إلى ذلك، أطلق رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، سلسلة مواقف من الملفات المطروحة، حيث أثنى على خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم “الذي أشار في محطات عدة بكلمته إلى الدولة”، وقال: “المقاومة هي أساس وخيارنا الإيماني والسياسي. سنتابع تحرّك الدولة لطرد الاحتلال ديبلوماسيًا”.
وشدّد الرئيس عون على أننا “ملتزمون بالقرار 1701 وفي الجنوب التجاوب كامل”، وقال: “ثقة كتلة “الوفاء للمقاومة” وكلام رعد عن الحوار كله تكوّر إيجابي يبنى عليه”. وقال: “علاقتي مع نبيه بري أكثر من ممتازة”.
وشدّد على أنه “لم يعد مسموحاً لغير الدولة القيام بواجبها الوطني في حماية الأرض وحماية الشعب”، وأضاف: مفهوم السيادة هو حصر قرارَي الحرب والسلم بيد الدولة واحتكار السلاح بيدها”.
وقال: “آمل وأنتظر من السعودية وخصوصًا ولي العهد محمد بن سلمان أن نصوّب العلاقة لمصلحة البلدين وسأطلب خلال زيارتي للسعودية إذا كان ممكناً إعادة تفعيل المساعدات العسكرية للجيش اللبناني”.
ولفت إلى أنه “لا يمكن للدولة السورية أن تتخلى عن مليونَيْ شخص من مواطنيها النازحين بلبنان وتجب عودتهم إلى بلدهم”.
ورأى عون أن “العلاقة مع أميركا ضرورية والمساعدات للجيش اللبناني مستمرّة، ويجب أن تكون الصداقة الإيرانية مع كل اللبنانيين”.
في غضون ذلك، وبعد نيله الثقة النيابية زار رئيس الحكومة نواف سلام الجنوب وقال أمام مجموعة من أهالي القرى الأماميّة الذين تجمعوا أمام ثكنة بنوا بركات في صور، إن “الحكومة تضع في رأس أولوياتها العمل على إعادة إعمار منازلهم وقراهم المدمرة وتأمين عودتهم الكريمة اليها”، مشدداً على أن “ذلك ليس وعداً بل التزام مني شخصياً ومن الحكومة”. وعقد رئيس الحكومة نواف سلام والوفد المرافق لدى وصوله إلى ثكنة بنوا بركات لقاء في مكتب قيادة القطاع، وكان استقبله قائد الجيش بالإنابة اللواء حسان عودة وقائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن ادكار لوندوس.
وقال أمام وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في الجنوب: “أنتم عنوان الشرف والتضحية والوفاء، وأنتم العمود الفقريّ للسيادة والاستقلال. الجيش هو المولج بالدفاع عن لبنان، وعليه مسؤولية الحفاظ على أمن الوطن وحماية شعبه وصون سيادته ووحدة وسلامة أراضيه. والجيش اللبناني يقوم اليوم بواجباته بشكل كامل، ويعزّز انتشاره بكل إصرار وحزم من أجل ترسيخ الاستقرار في الجنوب وعودة أهالينا إلى قراهم وبيوتهم”. وأؤكد أن “الحكومة سوف تعمل على تمكين الجيش اللبناني من خلال زيادة عديده وتجهيزه وتدريبه وتحسين أوضاعه مما يعزّز قُدراته من أجل الدفاع عن لبنان. أود أن أعرب عن تقديري لدور اليونيفيل كقوة حفظ سلام تواجدت مع لبنان وجنوبه منذ العام ١٩٧٨ وقدّم عدد من عناصرها حياتهم من أجل تحقيق رسالتها. كما أشيد بتعاونها الوثيق مع الجيش والسلطات اللبنانية لتنفيذ القرار ١٧٠١، في سبيل تعزيز أمن واستقرار لبنان وجنوبه. نرفض أي اعتداء على اليونيفيل ونؤكد العمل من دون تهاون لتوقيف ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، ونحرص على القيام بكل الإجراءات لعدم تكرارها”.
ثم توجّه سلام إلى مرجعيون، حيث عقد فور وصوله والوفد المرافق إلى ثكنة فرانسوا الحاج لقاءات مع كبار الضباط والقيادات العسكرية، وزار بلدة الخيام حيث اطلع على حجم الدمار الكبير الذي خلفه العدوان الإسرائيلي والذي طاول البلدة والبلدات المجاورة. وأكد رئيس الحكومة أن “الجيش اللبناني يقوم بواجباته على أكمل وجه وهو الوحيد المخول بحماية الوطن والدفاع عنه”. ثم توجّه إلى طريق عام الخيام -مرجعيون – الخردلي، ومنها الى النبطية، حيث جال في السوق التجاري الذي دمرته الطائرات الحربية الاسرائيلية.
**********************************************
افتتاحية صحيفة النهار
“جولة التزام” لسلام جنوباً وإسرائيل تهدّد مجدداً… عون الى الرياض لإعادة تصويب العلاقات
الملف الجنوبي وعبره مصير لبنان بكامله عاد ليتصدر واجهة الحدث المحلي.
الملف الجنوبي وعبره مصير لبنان بكامله عاد ليتصدر واجهة الحدث المحلي أمس في ظل مجموعة مفارقات متزامنة تمثلت أبرزها في أول جولة ميدانية قام بها رئيس الحكومة نواف سلام على مواقع الجيش اللبناني وبعض مدن وبلدات الجنوب كاول نشاط بارز له بعد نيل حكومته الثقة في دلالة منه على إعطاء الملف الجنوبي الأولوية. والمفارقة الثانية تمثلت في مشهد دراماتيكي صادم تمثل في تشييع بلدة عيترون في الجنوب 95 من أبنائها بينهم مقاتلون من”الحزب” ومدنيون، في أكبر تشييع جماعي في جنوب لبنان منذ نهاية الحرب المدمرة الأخيرة ، وفي الوقت نفسه جرى تشييع 41 جثماناً في موكب واحد في بلدة عيتا الشعب التي تعتبر بعد بلدة كفركلا بلدة منكوبة وشبه مدمرة بنسبة 85 في المائة.
ولعل المفارقة الثالثة تمثلت في التحدي المتمادي والتصاعدي الذي تمثله مواقف إسرائيل التي تمضي قدما في ترسيخ واقع احتلالها للنقاط الخمس الحدودية وما تسرب أمس عن توجيهها تحذيراً جديداً للبنان.
ولذا سيتخذ التحرك الذي يباشره رئيس الجمهورية العماد جوزف عون بزيارة الرياض وبعدها القاهرة دلالات مهمة لجهة محاولات العهد والحكومة التعجيل في توظيف الدعم العربي والدولي للبنان في واقعه الدستوري الجديد لإزالة الاحتلال الإسرائيلي للمواقع الحدودية وكذلك لتوفير الدعم لعملية إعادة اعمار ما هدمته الحرب. وأفادت المعلومات ان الرئيس عون سيتوجه الى الرياض الاثنين المقبل ويمكث فيها لساعات قليلة، قبل أن يغادر الى القاهرة للمشاركة في القمة العربية يرافقه وزير الخارجية يوسف رجي. وأشارت المعلومات الى أن المحطة السعودية الأولى للرئيس عون تأتي تلبية لدعوة تلقاها من ولي العهد الامير محمد بن سلمان وهي ليست زيارة رسمية ، وسيقوم بزيارة رسمية في وقت لاحق سيتم خلالها توقيع اتفاقات ثنائية وبروتوكولات تعاون بين البلدين.
وعشية زيارته للسعودية أدلى الرئيس عون بحديث الى صحيفة “الشرق الأوسط ” أبدى فيه رغبته في أن يكون لبنان ضمن “رؤية السعودية 2030″، مشيداً بالتحرك السعودي الذي قاده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان. واعتبر أن “السعودية صارت إطلالة للمنطقة وللعالم كله. وصارت منصة للسلام العالمي؛ لذلك اخترت السعودية لعلاقتها التاريخية. وآمل وأنتظر من السعودية وخصوصاً ولي العهد سمو الأمير أن نصوّب العلاقة لمصلحة البلدين، ونزيل كل العوائق التي كانت في الماضي القريب، حتى نبني العلاقات الاقتصادية والطبيعية بيننا، ويعود السعوديون إلى بلدهم الثاني لبنان، واللبنانيون اشتاقوا للسعودية”. وأكد أن “هدفنا بناء الدولة، فلا يوجد شيء صعب. وإذا أردنا أن نتحدث عن مفهوم السيادة، فمفهومها حصر قرارَي الحرب والسلم بيد الدولة، واحتكار السلاح أو حصر السلاح بيد الدولة. فإذا كان هذا المبدأ السياسي جميعنا ننادي به، فإذن ليس هناك شيء صعب أبداً. نضع الهدف والمسار، ونذهب إلى الاتجاه الصحيح. متى يتحقق؟ أكيد الظروف ستسمح، والظروف تتحكم بطبيعة الأمر بتحقيق الهدف الأساسي. وأكيد مع انتشار الجيش على مساحة الأراضي اللبنانية كافة”.
وكان الرئيس نواف سلام الذي جال على الجنوب يرافقه الوزراء جو صدي وتمارا الزين وفايز رسامني اكد أمام مجموعة من أهالي القرى الأمامية الذين تجمعوا أمام ثكنة بنوا بركات في صور، أن “الحكومة تضع في رأس أولوياتها العمل على إعادة إعمار منازلهم وقراهم المدمرة وتأمين عودتهم الكريمة اليها” مشددا على أن “ذلك ليس وعداً بل التزاماً مني شخصياً ومن الحكومة”.وعقد سلام والوفد المرافق لدى وصوله إلى ثكنة بنوا بركات لقاء في مكتب قيادة القطاع، وكان استقبله قائد الجيش بالإنابة اللواء حسان عودة وقائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن ادكار لوندوس. ووجه في كلمته “التحيّة لكل ابطال جيشنا الوطني ولشهدائه الابرار ، فأنتم عنوان الشرف والتضحية والوفاء، وانتم العامود الفقري للسيادة والاستقلال. الجيش هو المولج الدفاع عن لبنان، وعليه مسؤولية الحفاظ على أمن الوطن وحماية شعبه وصون سيادته ووحدة وسلامة أراضيه. والجيش اللبناني يقوم اليوم بواجباته بشكل كامل، ويعزز انتشاره بكل اصرار وحزم من اجل ترسيخ الاستقرار في الجنوب وعودة أهالينا إلى قراهم وبيوتهم. واؤكد ان الحكومة سوف تعمل على تمكين الجيش اللبناني من خلال زيادة عديده وتجهيزه وتدريبه وتحسين أوضاعه مما يعزّز قُدراته من اجل الدفاع عن لبنان. اود ان أعرب عن تقديري لدور اليونيفيل كقوة حفظ سلام تواجدت مع لبنان وجنوبه منذ العام ١٩٧٨ وقدم عدد من عناصرها حياتهم من اجل تحقيق رسالتها. كما أشيد بتعاونها الوثيق مع الجيش والسلطات اللبنانية لتنفيذ القرار ١٧٠١، في سبيل تعزيز امن واستقرار لبنان وجنوبه. نرفض اي اعتداء على اليونيفيل ونؤكد العمل من دون تهاون لتوقيف ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، ونحرص على القيام بكل الاجراءات لعدم تكرارها”. بعدها توجه سلام الى مرجعيون، حيث عقد فور وصوله والوفد المرافق الى ثكنة فرانسوا الحاج لقاءات مع كبار الضباط والقيادات العسكرية، وزار بلدة الخيام حيث اطلع على حجم الدمار الكبير ثم توجه الى طريق عام الخيام – مرجعيون -الخردلي ، ومنها الى النبطية، حيث جال في السوق التجاري الذي دمرته الطائرات الحربية الاسرائيلية
في المقابل نقلت محطة “الحدث” عن مصادر أن إسرائيل أبلغت لبنان بأنها ستستهدف كل نقاط “الحزب” إذا واصل خرق الاتفاق”، و”لن تحيد الضاحية الجنوبية” من ضرباتها . ولفتت الى أن إسرائيل طالبت الرسميين اللبنانيين تحذير “الحزب” من عواقب “خرقه الاتفاق”، وأبلغت المسؤولين إبلاغ الحزب بـ “وقف نقل السلاح في الهرمل”.
وفي السياق، أكدت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان “اليونيفيل”، “أننا نواصل التزامنا دعم سكان جنوب لبنان ودعم الجيش اللبناني وانتشاره لاستعادة الأمن والاستقرار”
************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
جوزيف عون لـ«الشرق الأوسط»: قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها
قال في أول مقابلة له إن «المجهود السعودي الكبير» أنهى الشغور الرئاسي… وشدد على كشف الحقيقة في ملف مرفأ بيروت
بيروت: غسان شربل
في بداية السنة الحالية، انتخب البرلمان اللبناني العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية. أيقظ الانتخاب رغبة اللبنانيين العميقة في العودة إلى الدولة الطبيعية التي غابت طويلاً، وجدد الرغبة العربية والدولية في مساعدة لبنان على إعادة الإعمار وعودة الاستقرار والازدهار.
في أول مقابلة منذ انتخابه، يتحدث الرئيس اللبناني إلى «الشرق الأوسط» عن خططه للإصلاح وفرض سيادة الدولة، وشكل علاقاتها الخارجية في المرحلة الجديدة. وقبل أيام من زيارته المرتقبة إلى السعودية، أبدى الرئيس عون رغبة في أن يكون لبنان ضمن «رؤية السعودية 2030»، مشيداً بالتحرك السعودي الذي قاده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان. وفيما يلي نص المقابلة:
* ما هو الأصعب؛ الإقامة في قيادة الجيش أم الإقامة في القصر الجمهوري؟
– لكل منهما ظروفها. مؤكد في قيادة الجيش كان النطاق كله هو العمل العسكري والأمني والعلاقات مع الجيوش الأخرى في الخارج. ولكن هنا في القصر أصبح عندك نطاق أوسع. وعليك أن تتعاطى بالشأن الاقتصادي والشأن الدبلوماسي والشأن الأمني، وبالعلاقات مع الدول.
في قيادة الجيش لديك مساحة لحرية الحركة. مثلاً يخرج قائد الجيش يتفقد المراكز وعسكرييه، ولكن هنا (هو) مُقيد كثيراً بالبروتوكولات وبالمواعيد التي تأتيه. وأكيد أتيت من مدرسة تختلف عن مدرسة أخرى؛ مدرسة انضباط مدرسة عسكر، إلى مدرسة في حاجة إلى الانضباط، ولكن لها مقاربة تختلف عن الأولى.
* آتٍ من مدرسة «أمر اليوم»… من الصعب قيادة الجمهورية على طريقة «أمر اليوم». أليس كذلك؟
– طبيعي؛ نعود لنقول (في العسكرية) لديك مدرسة كلها من العقلية نفسها، الضباط والعسكر يتخرجون في المدرسة العسكرية نفسها بالانضباط نفسه، وهناك القضاء العسكري. ولكن أكيد المدرسة السياسية أو الدبلوماسية تختلف مقاربتها كلياً. ففي العسكرية هناك أمر، وهنا ليس هناك أمر؛ عليك أن تجرب العمل الدبلوماسي الذي يلعب دوراً أكثر من غيره، هناك واحد زائد واحد يساوي اثنين، ولكن هنا (في السياسة) واحد زائد واحد يمكن أن يساوي صفراً… ويمكن عشرة، ويمكن مائة.
* هل يحق للبناني أن يحلم بعودة الدولة الطبيعية بعد هذا العذاب الطويل؟
– أكيد كلنا. لأنه بصراحة تعب لبنان. تعب اللبنانيون من حروب الآخرين على أرضه. أصبح يستحق أن تكون لديه نقاهة اقتصادية وسياسية، وتعب من تحارب السياسيين ومسؤوليه. وربما بعض الأصدقاء تعبوا منا، وهذا كان الهدف من خطاب القسم وهو بناء الدولة. ونحن توجهنا إلى الشعب بمعاناته.
أنا عشت أربعين سنة في الجيش، منها ثماني سنوات قائداً للجيش، وخدمت بكل المناطق وعايشت معاناة العسكر واللبنانيين. وكانت هذه المعاناة والتجربة هي خطاب القسم.
* تحدثت أمام وفد إيراني زائر عن حروب الآخرين، وأن لبنان قدَّم ما فيه الكفاية للقضية الفلسطينية… هل تعتقد أننا في الطريق إلى إقامة علاقات من دولة إلى دولة مع إيران مثلاً؟
– نحن نسعى إلى أن تكون كل علاقاتنا مع كل الدول من الند للند، وفقاً للاحترام المتبادل. وليست علاقة دولة مع فريق من السياسيين أو فريق من اللبنانيين. يجب أن تكون الصداقة الإيرانية مع كل اللبنانيين والعكس صحيح. تحت قاعدة الاحترام المتبادل، أهلاً وسهلاً.
* تحدثتم في خطاب القسم عن حصرية السلاح في يد الدولة. هل هذا الحلم قابل للتحقيق؟
– إذ هدفنا بناء الدولة، فلا يوجد شيء صعب. وإذا أردنا أن نتحدث عن مفهوم السيادة، فمفهومها حصر قرارَي الحرب والسلم بيد الدولة، واحتكار السلاح أو حصر السلاح بيد الدولة. فإذا كان هذا المبدأ السياسي جميعنا ننادي به، فإذن ليس هناك شيء صعب أبداً.
نضع الهدف والمسار، ونذهب إلى الاتجاه الصحيح. متى يتحقق؟ أكيد الظروف ستسمح، والظروف تتحكم بطبيعة الأمر بتحقيق الهدف الأساسي. وأكيد مع انتشار الجيش على مساحة الأراضي اللبنانية كافة.
«لم يعد مسموحاً لغير الدولة بحماية الأرض»
* هل سنشهد سيطرة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية وبلا شراكة عسكرية أو أمنية؟
– ما الهدف من استراتيجية الأمن الوطني؟ الهدف منها وضع خطط لاستعمال عناصر القوة كافة بالدولة اللبنانية لتحقيق الغرض الأساسي للدولة، سواء بناء علاقات مع دول أخرى، أو حماية الدولة من أي تداعيات أو نزاعات بالداخل أو على الحدود.
فإذن استراتيجية الأمن الوطني – دعنا نتوسع فيها بعض الشيء – هي ليست للعمل العسكري فقط، بل تتضمن الاقتصاد والمال والإعلام والعمل العسكري.
الاستراتيجية الدفاعية ضرورية؛ لأن عليك أولاً أن تحدد مهمة الجيش. هل هو منوط به فقط حفظ الأمن؟ هل هو منوط به الحدود؟ هل الأمران؟… فإذا تحددت له المهمة، على أساسها يضع الجيش خططه. ما هو العتاد المطلوب؟ ما هو العدد المطلوب؟ ما هي التجهيزات؟، وكيفية وضع الخطط لمواجهة أي اعتداء داخلي أو خارجي.
فإذن، استراتيجية الأمن الوطني تحاكي الواقع؛ وتضعها كل دولة حتى ولو لم يكن هناك عدو أو اعتداءات أو تداعيات على حدودها أو بالداخل. وكما قلت، هي لا تتعلق فقط بالعمل العسكري، وإنما تتعلق بمقدرات الدولة كافة أو عناصر القوة بالدولة.
هدفنا أن تصبح الدولة فقط هي المسؤولة. وهذه واجبات الدولة. انتهى، ولم يعد مسموحاً لغير الدولة القيام بواجبها الوطني في حماية الأرض وحماية الشعب. ليس مسموحاً لأحد آخر لعب هذا الدور. عندما يصبح هناك اعتداء على الدولة اللبنانية، الدولة تتخذ القرار، وهي ترى كيف تجند عناصر القوة لصالح الدفاع عن البلد.
* هل أفهم أن مقاومة أي احتلال هي مهمة الدولة أولاً، وهي صاحبة القرار في هذه المقاومة؟
– مهمة الدولة أولاً، وهي صاحبة القرار يجب أن تكون. وإذا الدولة احتاجت ووجدت أن هناك ضرورة للاستعانة بالآخرين بشعبها، فهي تتخذ القرار.
* وتحدد هي مقدار الاستعانة؟
– صحيح. في الاستراتيجية الدفاعية.
* هل نحن في الطريق إلى الاستراتيجية الدفاعية؟
– هذا هدفنا، وهذا ما تطرقنا إليه في خطاب القسم. أعود لأقول لك: ليس الموضوع وجود أعداء على حدودك أم لا… فأي دولة بالعالم، مثلاً دول أوروبا، لا بد أن تكون عندها استراتيجية أمن وطني. كل أربع أو خمس سنوات أو ربما كل عهد يضع استراتيجية أمن وطني؛ حتى يتمكن الرئيس الذي يبدأ من إعلان خططه الاقتصادية والدبلوماسية والمالية وفي الإعلام، وبشأن حفظ الأمن بالداخل، وحتى يعرف الجيش مهمته بالضبط. لا يمكنك أن تقول للجيش مهمتك ليست محددة. عليك أن تطلب منه بناء وتجهيز نفسه، والتدريب ووضع الخطط، وفقاً للمهمة التي تحددها الدولة؛ بالنهاية الجيش يخضع لسلطة السلطة السياسية.
القرار 1701 «ليس محل بحث»
* أثار انتخابكم الكثير من الآمال. هل هناك مهل زمنية للإنجاز، سواء ما يتعلق بتطبيق القرار 1701 أو حصر السلاح أو هيكلة المصارف؟
– السياسة بنت الظروف، والظروف تفرض نفسها. أكيد هذا هدفنا. بالأمس الحكومة نالت الثقة، ومؤكد سنبدأ العمل لتحقيق هذه الأهداف.
ودعني أكن واضحاً في موضوع القرار 1701. رئيس الجمهورية ورئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب ملتزمون بتطبيق 1701 منذ عام 2006؛ فإذن هذا ليس محل بحث. نحن ملتزمون بتطبيق القرار، وبدأنا به في الجنوب وأعطيناه الأفضلية. وإذا نظرت إلى الأراضي اللبنانية كافة؛ فالمخيمات التي هي خارج ما يسمى «المخيمات الطبيعية» كلها تم تفكيكها ونزع السلاح منها. نتابع التركيز على الجنوب وهناك تعاون من الجميع، ولاحقاً نعود إلى مرحلة أخرى؛ لأننا نريد أن نمشي خطوة بخطوة لنحقق هذا الشيء.
وأعود لأؤكد أن الدولة بمؤسساتها كافة ملتزمة بتطبيق القرار 1701. ولكن لا يمكنني إعطاء توقيت محدد. فكيفما تتحرك الظروف نحن جاهزون، نريد سرعة وليس تسرعاً.
* ملتزمون بتطبيق القرار 1701 على كامل الأراضي اللبنانية؟
– على كامل الأراضي اللبنانية. بكل ما يقوله القرار 1701.
* بالنسبة إلى تطبيق القرار 1701، هل تتوقع تجاوباً من كل الأطراف؟
– في الجنوب التجاوب كامل. وهنا أريد أن أثني على خطاب الأمين العام لـ«الحزب» الشيخ نعيم قاسم الذي أشار في محطات عدة بكلمته إلى الدولة. وقال: «المقاومة هي أساس وخيارنا الإيماني والسياسي. سنتابع تحرك الدولة لطرد الاحتلال ديبلوماسياً». ويعود ليقول: «سنشارك في بناء الدولة القوية والعادلة، وسنشارك في نهضتها وتحت سقف اتفاق الطائف»، ويعود ليقول: «لبنان بالنسبة لنا وطن نهائي لجميع أبنائه». هذه مقدمة الدستور. ويرجع ليقول: «نؤمن بدور الجيش الكبير في الدفاع عن السياسة والأمن. لا يوجد رابح ولا يوجد خاسر. فلنتنافس لخير البلد والناس. وهذا أفضل لنا جميعاً».
أيضاً الثقة التي أعطتها كتلة «الوفاء المقاومة»، ومواقف رئيسها الحاج محمد رعد وحكيه عن الانفتاح على الحوار ومسؤولية الدولة بالعمل الدبلوماسي، كله تطور إيجابي كبير يُبنى عليه.
* هل تخشون فخامة الرئيس من ضغوط أميركية؟ بمعنى أن يُطلب من لبنان ما لا قدرة له على احتماله؟
– بطبيعة الحال، يمكن أن نتعرض لضغوط. ولكن (التعامل مع) أي ضغط يأتينا يخضع للتوافق الوطني. وحتى الآن لم نرَ أي ضغط أساسي بكل صراحة. كل المطلوب تطبيق القرار 1701، كل المطلوب الإصلاحات. وهذه نراها مطالب وليست ضغوطاً.
الإصلاحات مطلب الدول كافة ومن ضمنها أميركا. الإصلاحات الاقتصادية، والمالية، ومحاربة الفساد وما إلى ذلك. هذه ليست ضغوطاً، هذه مساعدة على بناء الدولة، وأنا لا أراها ضغوطاً.
* هل كان تشكيل الحكومة سهلاً؟
– لم يكن صعباً. بدليل أنها تشكلت بسرعة.
* تبدو وكأنها حكومة أهل الخبرة والنزاهة. ألم تتعرضوا لضغوط وتجاذبات في تشكيلها؟
– بالنهاية هذا لبنان. وعليك أن تتشاور مع الأفرقاء كافة، ويحدث أن تكون هناك طلبات. وهذا طبيعي. لكن أنا ورئيس الحكومة نواف سلام، وأكيد بالتعاون مع رئيس البرلمان نبيه بري، كان هدفنا الأساسي تشكيل حكومة تكون بحجم آمال الشعب، وتألفت الحكومة، وعليكم أن تحكموا غداً على أدائها وإنجازاتها.
* أريد منك أن تصف لي علاقتك بالرئيس نواف سلام حتى الآن؟
– علاقة أكثر من ممتازة، ودائماً على تواصل وتشاور.
* هل ستستمر على هذا النحو؟
– مؤكد، لمصلحة لبنان.
* من بين أحلام اللبنانيين، حل مشكلة الودائع… هل ستحل هذه المشكلة التي تسببت بمأساة وأفقرت الناس؟
– ذكرت هذا في خطاب القسم، وقلت: «عهدي ألا أتهاون في أموال المودعين». أكيد هذا الموضوع ضروري، ومن المهم معالجته بالتعاون مع الهيئات الاقتصادية، والمودعين، والمصارف والدولة. هذا أيضاً ضمن خريطة الطريق في خطاب القسم، وهذا حق طبيعي.
* هل سنرى الدولة دولة ونرى القضاء قضاءً لا يخشى محاكمة مرتكب؟
– إن شاء الله، وهذا هدفي. وفي كل لقاء مع الوزراء كافة، أطلب منهم أن يتخذوا القرارات التي تناسب مصلحة الدولة والوطن، لا مصلحة الأحزاب أو الطوائف، وأياً كان ما يطلبونه مني فأنا معهم، وبخاصة القضاء. كل تعبي ونظري وعملي سيكون على القضاء.
عندما يكون عندك قضاء بكل معنى الكلمة، فكل الأمور الباقية تُعالج. ومؤخراً زرت «هيئة مكافحة الفساد» وأبلغت مسؤوليها بأن عليهم أن يضربوا بيد من حديد… وقلت: «أنتم سيفي للإصلاحات، ولا تسألوا ولا تردوا على أي سياسي، ولا تتأثروا بالإعلام أو السوشيال ميديا، نفذوا واجباتكم و(حكّموا) ضميركم وفقاً للمستندات المتوفرة بين أيديكم، وإذا تعرَّض لكم أحد، فتعالوا إلى عندي».
* ذئاب الفساد نهشوا خبز اللبناني؟ صارت وكالات الأنباء العالمية تصور لبنانيين ينقبون في النفايات عما يسد الجوع، أو شاباً لبنانياً يلقي بنفسه في قوارب الموت ويستقيل من البلد… هل ستحرس أمل اللبنانيين بالعودة إلى دولة تستحق التسمية؟
– صحيح. أريد بناء دولة لأولادي وأولاد أولادي ولأجيال المستقبل، وحتى لا يرحل من بقوا هنا، ويعود من هم في الخارج… والإصلاح يبدأ بمحاربة الفساد الذي أصبح ثقافة. لبنان ليس مفلساً بصراحة. في لبنان، للأسف مسؤولون أساءوا إدارة مقدرات الدولة، ومؤكد أن مكافحة الفساد هي جهدي الرئيسي، وعيني على كل الأمور، وإن شاء الله الأيام ستظهر.
* سأعود إلى القرار 1701. هل تطبيقه يخرِج لبنان من الشق العسكري في النزاع مع إسرائيل؟
– نحن تعبنا من الحرب، ومؤكد أن العمل الدبلوماسي أيضاً يلعب دوره؛ لأن أدوات السياسة هي: الدبلوماسية والاقتصاد والعسكرية. الآن نحن بمرحلة العمل الدبلوماسي؛ ولكن إذا كان لا بد من نزاع عسكري فسيكون بيد الدولة. القرار يكون بيد الدولة. نحن نتمنى أن ننتهي من النزاعات العسكرية، وننهي كل مشاكلنا بالجهود الدبلوماسية، ولكن دائماً نحن – العسكريين – نحسب دائماً حساب الأسوأ. وفي حال كان الأسوأ النزاع العسكري، يكون على الدولة، ومهمتها هي القرار.
* هل فوجئت ببقاء الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط في جنوب لبنان، وكم تزعجك هذه النقطة؟
– لم نفاجأ بمعنى المفاجأة لأنك تتوقع دائماً الأسوأ منه، ومؤكد يزعجنا لأنه هناك اتفاق تم توقيعه للطرفين برعاية أميركية وفرنسية كان المفترض الالتزام به، وكان من الواجب احترام التوقيع. وعندما طُلب أن نمدد المهلة، وافقنا بشرط أن يكون 18 فبراير (شباط) هو الانسحاب النهائي، ولكن مثل العادة لم يتقيد الطرف الإسرائيلي بالاتفاق وبقي بعضه موجوداً هناك. والآن نحن على اتصالات دائمة مع الفرنسيين والأميركيين للضغط على الإسرائيليين حتى ينسحبوا من النقاط الخمس؛ لأنها ليست لها قيمة عسكرية.
* بصفتك جنرالاً هل تعدّ النقاط الخمس لا قيمة لها؟
– بالمفهوم العسكري القديم قبل أن يكون هذا التطور التكنولوجي، كانت الجيوش تفتش عن التلة لأنها تعطيك تحكماً عسكرياً ومراقبة، ولكن بوجود التكنولوجيا والمسيّرات في الجو، والأقمار الاصطناعية، فقدت (التلة) قيمتها كلها.
يعني إذا قلنا نريد الاستيلاء على هذه التلة ويجلس عليها عسكري لمراقبة الوادي، يمكن أن يرى 200 إلى 500 متر، ولكن عندما يكون لديك مسيّرات في الجو وأقمار اصطناعية، تكشف البقعة كلها وأنت وراء مكتب مرتاح؛ فإذن القيمة العسكرية انتفت ولا لزوم لها، ولا تؤمّن أي قيمة استراتيجية أو عملياتية أو أمنية للطرف الإسرائيلي.
* هل الغرض منها استدراج لبنان إلى نوع من المفاوضات، من الاتصالات أو شيء من هذا؟
– كل الاحتمالات واردة معهم.
العلاقة مع أميركا ضرورية
* هل هناك خشية من أن تكون إدارة ترمب شديدة التسامح مع الحكومة الإسرائيلية؟
– إذا كانت الإدارة الأميركية، حتى الآن، لم تضغط على الإسرائيلي ليغادر الأراضي اللبنانية، فهذا معناه إما أنها لا تريد، أو تنتظر اللحظة المناسبة… لا أعرف.
* هل أنت متفائل بالعلاقة مع أميركا؟
– أنا دائماً متفائل. العلاقة مع أميركا ضرورية بكل صراحة. فيما يخص مساعدات الجيش، لا تزال المساعدات مستمرة، ورأينا في آخر فترة عندما أصدر الرئيس دونالد ترمب قراراً بوقف المساعدات كافة استثنى الجيش اللبناني. ونحن 90 في المائة من المساعدات المالية والتدريبية والتجهيزات تأتينا من الدولة الأميركية. وفيما يخص هذه النقطة، عندما كنت قائداً للجيش كنت اُتهم بأنني لا أحصل على مساعدات إلا من أميركا؛ وأنا قلت لهم: «أي دولة مستعدة تقدم ببلاش للجيش اللبناني أهلاً وسهلاً» فنحن ليس معنا أموال لندفع.
العلاقة مع أميركا ضرورية، فوضعها معروف على المسرح العالمي، قوة عظمى وعضو في مجلس الأمن ودولة مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، فإجباري يجب أن تكون على علاقة جيدة مع أميركا.
* هل تشعر بالقلق من احتمال أن نكون في الطريق إلى أزمة أميركية – إيرانية كبرى تنعكس في لبنان؟
– عليك أن تتوقع كل شيء في السياسة. إذا الرئيس ترمب أراد الالتزام بكلامه، وأنه لا يريد الحرب بل السلام، فمن الضروري ألا تذهب الأمور إلى حالة الصدام. فإذا كان صراعاً ضمن حدود الدبلوماسية فليكن.
* هل تحتاج حصرية السلاح إلى مؤتمر للمصالحة الوطنية؟ شيء من هذا النوع؟
– الاستراتيجية الوطنية هي أهم رد لهذا الإطار. وتعالج هذا الأمر.
«زيارة شكر واحترام للسعودية»
* اخترتم السعودية وجهةً أولى في زياراتكم الخارجية. لماذا؟ وماذا تأملون من هذه الزيارة؟
– أولاً: هناك العلاقة القديمة بين السعودية ولبنان من أيام الملك المؤسس (عبد العزيز آل سعود). وكذلك علاقته الأدبية مع الأديب الكبير أمين الريحاني. ومنذ فترة صار الاحتفال بالذكرى المئوية للريحاني (في الرياض). وثانياً: علاقة المؤسس مع البطريركية المارونية. فالعلاقة التاريخية هي الأساس.
السعودية صارت إطلالة للمنطقة وللعالم كله. صارت منصة للسلام العالمي؛ لذلك أنا اخترت السعودية لعلاقتها التاريخية. وآمل وأنتظر من السعودية وخصوصاً ولي العهد سمو الأمير (محمد بن سلمان)، أن نصوّب العلاقة لمصلحة البلدين، ونزيل كل العوائق التي كانت في الماضي القريب، حتى نبني العلاقات الاقتصادية والطبيعية بيننا، ويعود السعوديون إلى بلدهم الثاني لبنان، واللبنانيون اشتاقوا للسعودية.
هذا هدف الزيارة، بالإضافة إلى أنها زيارة احترام وشكر لولي العهد على مشاركته في الخماسية، ولمدة سنتين إلى ثلاث سنوات وحتى إنهاء الشغور الرئاسي، والتي كانت بتوجيهاته التي عمل عليها (المستشار في الديوان الملكي) نزار العلولا، والسفير (السعودي لدى لبنان وليد) البخاري، وبالتأكيد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وأخيراً الأمير يزيد بن فرحان.
وهذا المجهود الكبير بتوجيهات سمو الأمير محمد بن سلمان، أدى إلى إنهاء الشغور الرئاسي، وهذه الأهداف الأساسية التي على أساسها اخترت أن تكون السعودية وجهة أول زيارة.
* هل ستطلبون شيئاً محدداً بالنسبة للجيش اللبناني؟
– مؤكد. أنا زرت سمو وزير الدفاع السعودي (الأمير خالد بن سلمان) قبل انتخابي بنحو أسبوعين، وطلبت منه وأرسلت رسالة باحتياجات الجيش اللبناني، وعندي كل الثقة أنه سيُستجاب لها.
وخلال الزيارة سأطلب – إذا كان ممكناً – إعادة تفعيل الهبة (المساعدات العسكرية التي كانت تقدمها السعودية إلى الجيش اللبناني).
* هل تتوقع أن يستفيد لبنان أيضاً من النهضة الاقتصادية الواسعة التي تشهدها السعودية؟
– طبعاً لبنان يستطيع أن يكون ضمن رؤية سمو ولي العهد «رؤية السعودية 2030». ومن المؤكد أنه يجب أن يكون هناك نوع من اللجان الثنائية تتابع القضايا بجميع المجالات الأمنية العسكرية، الاقتصادية، السياحية والتجارية والمالية، وما إلى ذلك.
* بماذا توصي اللبنانيين العاملين في السعودية؟
– لا تنسوا أن هذه المملكة احتضنتكم وعشتم فيها بكرامة، وأعنتم أهلكم في لبنان، حافظوا عليها وتقيّدوا بقوانينها وردوا الجميل إليها. وهنا لا ننسى أن السعودية هي عراب «اتفاق الطائف» الذي أنهى الحرب الأهلية، فالسعودية بلد أساسي؛ والبلد الثاني للبنانيين الذي احتضن اللبنانيين وعيشهم بكرامة، فإذن لا بد من أن نرد له الجميل. حافظوا على السعودية. البلد الذي احتضنكم، وكرمكم، ولا تنسوا بالمقابل لبنان بلدكم الأم.
* هل خفت من تفكك الجيش اللبناني تحت وطأة الحاجة؟
– أبداً. ولا لحظة تشككت في تفكك الجيش اللبناني. عشت معهم معاناتهم، وأمّنت لهم حاجاتهم الأساسية وكنت بجانبهم وما تركتهم. وهذا الفضل ليس لي فقط، بل أنوّه بكل عسكري وضابط بالجيش كان لديه إيمان كبير ببدلته العسكرية وإيمان بقدسية مهمته وببلده.
القادة على الأرض هم أيضاً عملوا وتعبوا ليحافظوا على لحمة الجيش ووحدته، واستمراريته عبر الأمور كافة لتأمين حاجات العسكر، من زراعة الأراضي وإنتاج بعض المزروعات أو المنتوجات من إنشاء معمل صغير وحتى تأمين مثلاً المواد المنزلية بأرخص الأسعار، وتأمين التنقلات مجاناً.
لكن أهم أمر كان الخدمات الطبية العسكرية، التي يستفيد منها 400 ألف شخص. لم يحدث أن احتاج أحدهم إلى شيء «ولا عسكري اتبهدل على أبواب المستشفيات وكانت مؤمَّنة للكل». كل هذه العناصر سوياً جعلت الجيش متلاحماً، والأهم إيمانهم بقضيتهم، وقدسية المهمة، يعملون وهم مقتنعون بأنه ليس هناك خيار إلا المؤسسة العسكرية. والشهداء كانوا من الطوائف كافة، وعندما كان الضابط يذهب في مهمة لم يكن يسأل: هذه المهمة ضد من؟ أو ضد أي طائفة أو منطقة أو حزب؟… كان ينفذ أوامره من دون تردد وهذه لمستها لمس اليد.
* فخامة الرئيس، ستشارك في القمة العربية في القاهرة بعد أيام، وهذه أول قمة تشارك فيها. ما هي توقعاتك؟
– القمة الطارئة هي لمتابعة الموضوع الفلسطيني الطارئ. أكيد أقل شيء هو أن يكون هناك موقف عربي موحد، ولكن لا يجب أن نكتفي بالموقف فقط، بل تجب متابعة الموقف لمواجهة التحديات. إذا أردنا الذهاب فقط من أجل إطلاق مواقف من دون وجود لجان لمتابعة المواقف في المجتمع الدولي سواء في أوروبا أو الأمم المتحدة أو أميركا وبالدول كافة؛ فإذن يكون حبراً على ورق، بكل صراحة يعني. ربما تفاجأون بصراحتي بعض الشيء لأنني جئت من خلفية عسكرية ولكن هذا الواقع، ورأينا قمماً كثيرة وكانت بمقرراتها ممتازة، ولكن لم يطبق منها شيء؛ ليس فقط المقررات، بل تجب متابعة تطبيق القرارات.
* هل ستلتقون عدداً من القادة العرب على هامش أعمال القمة؟
– صحيح، نحن طلبنا لقاءات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قائد البلد المضيف، والأمين العام للأمم المتحدة، وأمين عام الجامعة العربية، مع سمو أمير قطر، ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس السوري أحمد الشرع، وأعددنا لائحة بلقاءات عدة لتأمينها في إطار الوقت المتوفر، وإن شاء الله نقدر.
أولويات العلاقة مع سوريا
* عاش لبنان على مدى ما يقرب من نصف قرن تحت ظل نظام الأسدين السوري… هل تأمل فعلاً بقيام علاقات ندية مع سوريا كما أشرت؟
– هذا هدفنا، أن تكون علاقات كلها تحت مبدأ الاحترام المتبادل لسيادة الدولتين، ودعنا ننسَ الماضي ونبنِ عليه للمستقبل؛ أي (ضمان) أن الأخطاء التي ارتُكبت لا تتكرر بالمستقبل. الرئيس السوري نسمع له كلاماً رائعاً ولديه فكرة بناء دولة، وسنرى كيف تترجم هذه الأمور… الحكومة اللبنانية حصلت على الثقة ومؤكد سنعمل خطوات باتجاه الدولة السورية، وبالمقابل إن شاء الله نجد خطوات مقبلة من الجهة السورية تحت مبدأ الاحترام المتبادل.
* على قاعدة الاحترام المتبادل بين دولتين متجاورتين… إذا التقيت الرئيس الشرع غداً لنفترض، ما هي المواضيع الأكثر إلحاحاً التي ستثيرها معه؟
– صراحة، الأكثر إلحاحاً الآن هو ضبط الحدود. تحدث المشاكل على الحدود مع المهربين، والأهم من هذا كله ترسيم الحدود البحرية والبرية مع الطرف السوري وصولاً إلى مزارع شبعا.
أيضاً هناك ملف عودة النازحين السوريين، يجب إيجاد حل سريع لمصلحة البلدين أيضاً، لا يمكن للدولة السورية أن تتخلى عن مليوني شخص من مواطنيها النازحين بلبنان، وتجب عودتهم إلى بلدهم؛ لأن أسباب هجرتهم انتفت ولم تعد موجودة، سواء كانت الحرب أو النظام الذي كان يضطهدهم، ولم يعد هناك لزوم لبقائهم. وعلى الدولة السورية أن تستقبلهم. هاتان النقطتان الأساسيتان، ومؤكد العلاقات الطبيعية تحت قاعدة الاحترام المتبادل.
* فخامة الرئيس… هل فوجئت بجلوس أحمد الشرع على الكرسي الذي كان يجلس عليه بشار الأسد؟
– بالسياسة عليك أن تتوقع كل شيء.
الإصلاحات وإعادة الإعمار
* أعود إلى نقطة. يُقال إن المساعدات الدولية للبنان مربوطة بالإصلاحات وبالتطبيق الكامل لـ1701. هل تخشون أن تتسبب هذه الشروط في تأخير الإنجاز؟
– صراحة، الكل طلب أن يكون هناك إصلاحات. ولكن لم يطلب أحد بحصرية السلاح أو تحدث عنه. بطبيعة الحال نحن مستعجلون على الإصلاحات، ولكن أتمنى أن تترافق الإصلاحات مع إعادة الإعمار، والمطلب طبيعي لأن التجارب السابقة معنا للأسف غير مشجعة بموضوع المساعدات.
نحن مع الإصلاحات وأخذنا على أنفسنا عهداً أن نعمل الإصلاحات. لكن أيضاً في المقابل نتمنى عدم انتظار انتهاء الإصلاحات، بل على الأقل المضي خطوة مقابل خطوة. إذا انتظرنا انتهاء الإصلاحات، وإن شاء الله لا تكون بعيدة كثيراً، فسنتأخر على إعادة الإعمار. بالدرجة الأولى تهمنا إعادة الإعمار لأن كثيرين من الناس (المهجرين) لم يعودوا بعد إلى بيوتهم.
* فخامة الرئيس، تجارب أسلافك من الجنرالات في القصر الجمهوري لم تكن سهلة كي لا نقول شائكة. الاستثناء الوحيد هو الجنرال فؤاد شهاب. بمن تتأثر من أسلافك الجنرالات؟
– دعني أكن واضحاً صريحاً. كما قلت لك: السياسة بنت الظروف وكل رئيس – ليس فقط الجنرالات – من أيام الرئيس بشارة الخوري إلى كميل شمعون وفؤاد شهاب إلى آخرهم الرئيس (ميشال) عون، كل واحد كان عنده ظرف. أكيد هناك الشخصية التي تطبع كل ظرف. يعني شخصية الرئيس فؤاد شهاب بنى المؤسسات التي لا تزال تمضي بلبنان. أنا لا أريد أن أقيّم أحداً، لكن يمكننا أن نتعلم مما حدث ونستخلص العبر. بالنهاية، يمكن أن ألتقى مع الرئيس شهاب ببناء الدولة أو بإعادة تكوين الدولة أو بإصلاحات الدولة. حتى الآن لا يزال الحديث عن الشهابية ومؤسساته لا تزال موجودة، فإذن نحن يهمنا نبني الدولة وهذا هدفنا الأساسي. كما قلنا، كل رئيس جاء بظرف ويمكن لو كنا مكانه لم نكن لنتصرف بهذه الطريقة أو تلك. لست بصدد تقييم أحد ولكن نقدر نتعلم من العبر أو نستخلص العبر من الدروس.
* يوم ذهبت إلى المدرسة الحربية، بمن كنت معجباً. عادةً يُعجب الشاب بقائد عسكري أو بقائد سياسي. بمن أُعجبت؟
– صراحة، كان الدافع هو أحداث التهجير التي تعرضت له قريتي. صارت عندي ثورة داخلية وأحببت أن تكون هذه الثورة ضمن مؤسسة الدولة المؤسسة العسكرية. أنا تربيت في بيئة عسكرية. الوالد في قوى الأمن وعمي كان في الجيش، الله يرحمه، وابن عمتي ضابط في الجيش، وهذا الذي دفعني أساساً للالتحاق بالجيش. وداخل المدرسة الحربية أو الكلية الحربية تقرأ عن القادة العظام في التاريخ وتتعلم منهم وتتأثر بهم. كل قائد عنده محطات معينة يمكنك أخذها والبناء عليها.
* هل أُصبت بالإحباط حين رأيت الجيش اللبناني لا يسيطر على كامل الأراضي اللبنانية أو لا يوفر له السياسيون ما يحتاج؟
– ليس بالإحباط، ولكن بالعتب على السياسيين لأنهم يطلبون الكثير من الجيش ولا أحد يعطي الجيش. دائماً يلقون باللوم على الجيش: الجيش لم يقم، الجيش لم يعمل، الجيش مقصر. لا أنتم المقصرون. الجيش في حاجة إلى متطلبات، وأنا عانيت 8 سنوات. أعطيك مثلاً، سمعت انتقادات كثيرة للجيش أنه لا يضبط الحدود. أسأل هذا الشخص: هل تعرف الحدود؟ هل طلعت على الحدود؟ يقول لا. أرد: على أي أساس تبني وتتهم الجيش بالتقصير إذا لم تكن تعرف حدود بلدك؟
هذا ما كان يجعلني عاتباً على السياسيين. وبالعكس، عندي فخر كبير بالمؤسسة العسكرية لأنه رغم الصعوبات الاقتصادية والتعقيدات كان الجيش يقوم بمهمته على أكمل وجه. تخيل أن أحد العسكريين الأجانب قال لي: إذا وصل راتبي إلى 60 دولاراً أترك الخدمة. لكن العسكري (اللبناني) نفذ مهمته وهو يتعرض لهذا.
* كم دولاراً كان يقبض العسكري اللبناني؟
– من ألف إلى ألف ومائتين دولار، ثم وصل إلى 60 دولاراً و40 دولاراً. الآن صار تقريباً 230 دولاراً. هذا أيضاً ليس كافياً مقابل تضحيات العسكريين. أنا أفتخر بالجيش والعسكر والضباط الذين بقوا واقفين على أرجلهم وحافظوا على قسمهم. وخلال ثماني سنوات وأنا في قيادة الجيش تعرَّضنا لحملات كثيرة لحصر موازنة الدفاع، واتُهمنا بأننا نكسر الدولة. نعطيهم بالأرقام حاجات الجيش. لم نطلب شراء أسلحة متطورة تكلف الدولة، بل نطلب الأشياء الأساسية التي تمكن الجيش من القيام بمهماته.
في المحطات كلها من الأحداث التي حدثت بعد 2019 بسبب الوضع الاقتصادي، ما يسمى الثورة، مظاهرات واجهها الجيش وقدَّم أكثر من 600 جريح. ورغم كل ما تحمَّله الجيش من إهانات ومحاولة تشويه صورته وإصابات، استطاع ضبط الأمور. كان مع الطرفين. كان يحمي غير المتظاهر وكان يحمي المتظاهر. ويمكنكم الرجوع للأرشيف والتأكد من ذلك. ساهم الجيش بمواجهة جائحة «كورونا» مع الدولة. في انفجار مرفأ بيروت، أول من تسلم ضبط الأمن ولملمة الوضع والقيام بأعمال البحث والإنقاذ بالتنسيق مع الدول التي سارعت لتساعدنا ومسح الأضرار، هو الجيش. العمليات الانتخابية هو الجيش، ضبط الحدود هو الجيش، مكافحة الإرهاب هو الجيش.
* هل يحرجكم تشوق اللبنانيين إلى معرفة بعض الأحداث التي أُسدل الستار عليها ولم يسمح للقضاء بمعرفة أسبابها؟ تفجير المرفأ مثلاً؟
– هذا لا يحرجنا. هذا حق اللبنانيين بالوصول للحقيقة. أنا عندي ثمانية عسكريين استُشهدوا من المجموعة التي تقوم بحماية المرفأ. أريد أن أعرف ما هو المسبب. الضحايا والمصابون والمعاقون والمشوهون حتى الآن. دعك من الأضرار التي وقعت بالبنايات. لكن الأضرار البشرية، أليس من حق أهل الضحية أن يعرفوا السبب؟ إذا كان هناك متسبب نعرف من هو ويحاكم. وإذا هناك إهمال لنعرف من المسؤول عن إهمال ويحاكم. وإذا هناك فساد لنعرف من المسؤول عن الفساد ويحاكم. هذا الملف لا بد من أن يغلق.
* هل أفهم فخامة الرئيس أنك لن تتدخل لإنقاذ صديق لك إذا استُدعي إلى التحقيق؟
– أبداً. أنا عندما بدأ التحقيق طلبت من القاضي فادي صوان إذا هناك أي سؤال تشعر بأنني يجب استدعائي للتحقيق للإجابة عنه، استدعوني من دون طلب رفع الحصانة وأنا سأنزل من تلقاء نفسي. وكررت الطلب من القاضي بيطار. وأنا لا أتدخل ولا أغطي أحداً، حتى لو كان أخي.
* بماذا تشعر بصفتك ضابطاً حين يستشهد عسكري قربك أو تابع لك؟
– نحن في وسط شعارنا التضحية. والاستشهاد هو قدر وليس قراراً. وأكيد نحن حين ننضم إلى المؤسسة العسكرية نكون مقتنعين بأنه يمكن أن نتعرض للإصابات أو للاستشهاد. وليس معنى هذا أن هذا الشيء طبيعي، لكن نحن بقناعتنا أن هذه تضحية نقدمها لصالح البلد. ولكن ساعتها تكون من أصعب اللحظات أن ترى عسكرياً يسقط إلى جانبك أو بمهمة في سبيل وطنه.
أهم أنواع التضحية حين يضحي الإنسان بحياته من أجل الآخرين من دون مقابل. عندما يقولون لي إن عسكرياً استشهد وهو ينفذ مهمة، وأنا استشهد معي عسكريون كثيرون، يحز في قلبي. أحس بالفخر ولكن يحز بقلبي أن هذه اللحظة صعبة. مع قناعتنا بأن هذه تضحياتنا وقدرنا، لكن ساعة وقوع الأمر صعبة.
* أعود إلى السؤال. هل سنرى الدولة تستكمل تطبيق «اتفاق الطائف»؟
– أنا عملت خلية دستورية هدفها ومهمتها الأساسية دراسة «اتفاق الطائف» والدستور والثغرات فيه واستكماله. أين ما لم يستكمل بعد ويقدمون لي دراسة عن هذا الموضوع. هذا الهدف. وإن شاء الله يكون هناك تجاوب من الأطراف الأخرى.
* فخامة الرئيس، ماذا تقرأ؟ أي نوع من الكتب؟
– أكثر ما يعنيني الإحاطة بتاريخ لبنان؛ لأننا للأسف كلبنانيين لا نعرف تاريخ بلدنا.
* لكن انطباعي أننا حين نعرف تاريخنا نزداد قلقاً…
– لا أبداً. لا بد من أن تتعلم منه وترى أخطاء الماضي حتى لا تكررها وتبني على أساسها. السياسة بنت التاريخ والتاريخ ابن الجغرافيا، والجغرافيا لا تتغير.
* كيف يبدأ نهارك؟
– الساعة الخامسة والنصف أكون بالمكتب. وأعمل حسب ما يتطلب الوضع. حتى السادسة،ـ السابعة، منتصف الليل.
* وهواياتك؟
– الآن ليست عندي هوايات.
* أوقفت الرئاسة الهوايات؟ بلغني أنك تحب الصيد.
– صحيح. هوايتي الصيد والغطس. لكن بالوقت الحاضر الرئاسة أخذت كل وقتي.
* هل هناك شعور بالقلق الأمني عليك؟
– أنا صراحة، يعني دائماً متفائل. ليس عندي خوف وعندي إيمان بالقدر. أنا بمسيرتي العسكرية تعرضت لحوادث كثيرة وأُصبت مرتين. جعلني هذا أؤمن بالقدر. ما يريده الله لك سيحدث. وتجاربي الشخصية ومع العسكريين تؤكد أنه بالنهاية لا يحدث إلا المكتوب لك. إذا قدرنا أن نذهب باغتيال فليكن، وإذا قدرنا أنه لا، فليكن.
* لمن تسمع أغاني؟
– الصبح، أجمل شيء عندي فيروز.
* وغيرها؟
– إذا كان لدي وقت.
* على كل حال الرحابنة اخترعوا بلداً، وآمن اللبنانيون بلبنان الرحابنة. أترك لك المجال إذا كانت لديك كلمة توجهها إلى اللبنانيين عبر هذا الحوار.
– أريد أن أكرر ما كنت أقوله للعسكر وللضباط في الحربية. لا تجعلوا زواريب المذهبية والطائفية تعشعش بداخلكم. ما بعمرها الطوائف أو الطائفية أو الأحزاب استطاعت أن تبني بلداً. لبنان الدولة هي التي تحمي وليست الطوائف. انزعوا الأحقاد من قلوبكم؛ لأن الأحقاد لا تبني دولاً ولا تبني لبنان. إذا كنا كبلد نريد أن نرجع لنعيش بكرامتنا ونجعل لبنان كما كان قبل (الحرب الأهلية في) 1975 «سويسرا الشرق»، علينا أن ننسى كل ماضينا ونتعالى ونتفق كلنا ونتوحد كلنا لنبني لبنان.
* هل بدأت تتدرب على العيش وسط السياسيين والشروط المتناقضة؟
– الوظيفة تتطلب ذلك.
* كيف علاقتك مع الرئيس نبيه بري؟
– أكثر من ممتازة.
تبث المقابلة الكاملة الساعة مساء الجمعة بتوقيت الرياض على موقع «الشرق الأوسط» ومنصاتها وتلفزيون «الشرق للأخبار
**************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
ملف السلاح مفتوح… وإسرائيل تعتدي وتهدّد وسلام للجنوبيين: سننال ثقتكم بالأفعال والإعمار
الوجهة الحكومية الأولى بعد نَيل الثقة في المجلس النيابي، كانت الجنوب المدمّر، في زيارة لافتة لرئيس الحكومة نواف سلام قدّم من خلالها رسالة التزام للجنوبيِّين بإعادة ما هدّمه العدوان الاسرائيلي، والعمل الدؤوب لدعم الجيش اللبناني وتمكينه، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس. ويأتي ذلك بالتزامن مع تأكيد قوات «اليونيفيل» التزامها دعم سكان جنوب لبنان ودعم الجيش اللبناني وانتشاره لاستعادة الأمن والاستقرار. في وقت واصلت إسرائيل خروقاتها واعتداءاتها على المناطق اللبنانية، وإطلاق التهديدات بمواصلة استهداف «الحزب».
جولة سلام شملت جولة الرئيس سلام برفقة الوزراء جو الصدي وتمارا زين وفايز رسامني، صور والنبطية وقرى ما تسمّى الحافة الأمامية، ولاسيما مرجعيون وبلدة الخيام المدمّرة، واطّلع على الوضع الكارثي الذي سبّبه العدوان الإسرائيلي فيها.
وأكّد سلام للجنوبيِّين أنّ «الحكومة تضع في رأس أولوياتها العمل على إعادة إعمار منازلهم وقراهم المدمّرة وتأمين عودتهم الكريمة اليها»، مشدّداً على أنّ «ذلك ليس وعداً بل التزام مني شخصياً ومن الحكومة». ووجّه سلام التحية للجيش اللبناني، مؤكّداً انّه، العمود الفقري للسيادة والاستقلال، وهو المولج الدفاع عن لبنان، وعليه مسؤولية الحفاظ على أمن الوطن وحماية شعبه وصَون سيادته ووحدة وسلامة أراضيه. وهو يقوم اليوم بواجباته بشكل كامل، ويُعزّز انتشاره بكل إصرار وحزم من أجل ترسيخ الاستقرار في الجنوب وعودة أهالينا إلى قراهم وبيوتهم». وأكّد «أنّ الحكومة ستعمل على تمكين الجيش اللبناني من خلال زيادة عديده وتجهيزه وتدريبه وتحسين أوضاعه، ممّا يعزّز قُدراته من أجل الدفاع عن لبنان». وأعرب عن تقديره لدور قوات «اليونيفيل» مشيداً بتعاونها الوثيق مع الجيش والسلطات اللبنانية لتنفيذ القرار 1701، في سبيل تعزيز أمن واستقرار لبنان وجنوبه». رافضاً «أي اعتداء على اليونيفيل» ومؤكّداً «العمل من دون تهاون لتوقيف ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، ونحرص على القيام بكل الإجراءات لعدم تكراره».
عون: انطلاق العمل في سياق سياسي متصل، أكّد رئيس الجمهورية جوزاف عون أمام زواره أنّه «أصبح في إمكان الحكومة التي نالت ثقة المجلس النيابي، الانطلاق بالعمل لخدمة اللبنانيِّين بكل مسؤولية». مذكّراً بما سبق وذكره في خطاب القَسَم من ضرورة الإستثمار «بالعلم ثم العلم ثم العلم»، ومشدّداً على أنّ ثروة لبنان هي في شبابه المثقف «الذي يتخرّج بمعظمه من مدارسكم. ونحن نريد أن يبقى شبابنا متجذّراً بأرضه».
بري: حفظ لبنان بدوره، وفي كلمة له لمناسبة حلول شهر رمضان، توجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري: «إلى اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بالتهنئة، آملاً بأن يكون شهر رمضان المبارك والذي يتزامن هذا العام مع اقتراب بدء الصوم الكبير لدى أبناء الطوائف المسيحية الكريمة، مناسبة يتلاقى فيها الجميع لاستحضار كل القِيَم والمثل الإيمانية السامية بما تجسّده هاتان المناسبتان المباركتان صبراً وتآزراً وتراحماً وتعاوناً في سبيل حفظ كرامة الإنسان والتخفيف من معاناته وبلسمة جراحه وتأمين حقه في العيش الكريم . وأولاً وآخراً لحفظ لبنان. فحب الأوطان من الإيمان».
الإعمار وإذا كان ملف الإعمار يشكّل محور العمل الحكومي في هذه المرحلة، فإنّ الشغل الأساس في هذا السبيل كما تقول مصادر وزارية لـ«الجمهورية»، يتركّز على توسيع مصادر التمويل العربية والدولية لتمكين لبنان من إتمام هذا الأمر، والدفع في اتجاه ترجمة سريعة للوعود التي قُطعت للبنان في هذا المجال، على أن تسبقها وتواكبها خطوات حكومية سريعة في مجال الإصلاحات والإجراءات التي من شأنها أن تعزّز ثقة المجتمع الدولي بلبنان.
السلاح… السلاح
في موازاة ذلك، يبرز ملف معقّد، يبدو أنّه يتقدّم على ما عداه في أوساط محلية وخارجية. إذ إنّ ملف الإعمار وإن كان يحظى بمواقف داعمة دولياً، فإنّه، وفق معلومات موثوقة لمصادر سياسية رفيعة، «يفتقد إلى الحماسة التطبيقية لهذا الدعم وتوفير المساعدة اللازمة للحكومة لتجاوز هذا التحدّي الخانق بآثاره الاجتماعية على شريحة واسعة من الشعب اللبناني». وقالت المصادر عينها لـ«الجمهورية» إنّه «تبعاً لما ينقله الديبلوماسيّون والموفدون من بعض العواصم، يبدو أنّ ملف إعادة الإعمار يشكّل بنداً متأخّراً عن البند الأول في أجندة الدول والمتعلق بسلاح «الحزب» ونزعه ليس فقط جنوبي الليطاني، بل شمالي النهر». على أنّ الأخطر في ما كشفته المصادر الرفيعة أنّها تخشى أن يكون استمرار إسرائيل في احتلالها النقاط الخمس مرتبطاً بنزع سلاح «الحزب». كما أنّها لا تخرج من حسبانها أن تشهد المرحلة المقبلة ضغوطاً متعدّدة المصادر حول ملف السلاح، واتخاذه ذريعة للابتزاز في ملف المساعدات لإعادة الاعمار».
واشنطن: خطر السلاح ضمن هذا السياق، يبرز ما نسبه عائدون من الولايات المتحدة الأميركية إلى مسؤول أميركي كبير لناحية تحميل «الحزب» مسؤولية الحرب «جراء مغامرة أقدم عليها ورتبت عواقب وخيمة، ليس عليه فحسب بالهزيمة القاسية التي مُني بها، بل على لبنان بصورة عامة، بالدمار الكبير الذي لحق به وتعميق أزمته».
ووفق ما سمعه العائدون فإنّ «الأولوية الأساسية للإدارة الأميركية توفير الدعم للجيش اللبناني كالتزام دائم، لتمكينه من أداء دوره ومهمّاته كجهة معنية وحدها دون غيرها بضمان الأمن والاستقرار في لبنان. وتبعاً لذلك لم يَعُد مقبولاً استمرار احتفاظ «الحزب» بالسلاح لما يرتّبه ذلك من مخاطر على لبنان، ومسّ بالدولة اللبنانية، التي ترى واشنطن أنّ مسؤولية كبرى تقع عليها في هذا المجال، إذ لا يمكن لأي دولة تحترم نفسها أن تسمح بوجود سلاح غير شرعي في أيدي جهات غير شرعية، ينطوي على مخاطر جمّة، ليس بالنسبة إلى الأمن الوطني فحسب، بل بالنسبة إلى أمن المواطن أيضاً». ويُضيف العائدون بناءً على ما سمعوه من المسؤول الأميركي الكبير: «إنّ أصدقاء لبنان وفي مقدّمهم الولايات المتحدة، ينظرون بأمل كبير إلى عهد الرئيس جوزاف عون وإلى الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام، ولاسيما لناحية تأكيد حقّ الدولة في احتكار حيازة السلاح واستخدامه، ومسؤوليتها وحدها في حماية المواطن وضمان الأمن في لبنان، والنأي به عن أن يكون منصة لخلق توترات».
جبهة السياديّين يتناغم ذلك مع قراءات سيادية ترى في الأفق فرصة لإنهاء ملف السلاح، إذ ترى «أنّ «الحزب» في حال احتضار، لأنّه أُصيب بضعف كبير جداً، والهزيمة التي تلقّاها أفقدته قدرته على المبادرة، بل وعلى الاستمرار، وجعلته محاصراً من الخارج بعدما قُيِّدت إيران وكُبّلت دولياً، وأُقفلت أمامه طريق سوريا، ومحاصراً في الداخل بانحدار وضعه وحضوره ودوره إلى حال لا يُحسد عليه، وفَقَد قدرة تحكّمه ولم يَعُد يسبح في مياه داخلية صافية، فأمامه جبهة سياسية عريضة تزيد عن ثلاثة أرباع الشعب اللبناني، تعارض منهجه، وضدّ سلاحه واحتكاره قرار الحرب والسلم، ولا تريد أن تتكرّر فترة إمساكه بمفاصل الدولة وقرارها. فضلاً عن أنّ العهد الرئاسي والحكومي الجديد يحول دون ذلك».
وبحسب القراءات السيادية، فإنّ «عاملاً أساسياً يعزّز تراجع الحزب، هو إدراكه أنّ أيّ مجازفة من قبله بأي عمل عسكري، باتت تشكّل مخاطرة كبرى بالتسبّب بالمزيد من التهجير والخراب والدمار. ثم إنّه بعد اتفاق وقف إطلاق النار بات مقيّداً بالكامل، لأنّ حرية حركته جنوبي الليطاني لم تعد ممكنة، كما أنّه لا يستطيع أن يخرج على القرار 1701 الذي يحظى بإجماع دولي وإجماع داخلي على تطبيق مندرجاته وتعزيز الجيش لتأمين وحماية الحدود الجنوبية». وتخلص القراءات السيادية إلى تأييد ودعم توجّه الدولة اللبنانية إلى اعتماد الخيار الديبلوماسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس، وهو الأمر الذي يؤمل أن يحقق نتائجه المرجوّة بالاستناد إلى الدعم الدولي والالتزام باستعادة لبنان لسيادته على كامل أراضيه».
الحزب لم ينتهِ على أنّ هذه القراءات يدرجها مسؤول وسطي بارز في خانة «الإفراط في المبالغة». بقوله لـ«الجمهورية»: «إنّ «الحزب» لم ينتهِ، فهو بلا أدنى شك يعاني وضعاً صعباً، لكنّه يبدو قادراً على النهوض إنما ذلك قد يستلزم بعض الوقت. لكن في الوقت الراهن، فإنّ صعوبة وضعه يبدو أنّها لا تسمح له بالتحرّك على ما كان عليه في السابق، ولذلك حسناً فعل بانكفائه في هذه الفترة – وهذه خطوة ذكية – بترك مسؤولية استرجاع التلال الخمس اللبنانية للحكومة للتحرك ديبلوماسياً ودفع العدو الإسرائيلي إلى الانسحاب من تلك النقاط».
وعمّا إذا كان واثقاً بنجاح الجهد الديبلوماسي في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس، قال المسؤول: «الدولة كما سمعنا جميعاً مصمِّمة على خوض الحرب الديبلوماسية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس، وتؤكّد وجود تطمينات بأنّ المجتمع الدولي يقف إلى جانبها لتحقيق هذا الهدف. لكنّ مسؤولين كباراً يشكّكون باستجابة إسرائيل للجهد الديبلوماسي. أنا أتفق مع هذا الموقف، وأرى صعوبة كبرى تعتري المسار الديبلوماسي، وخصوصاً بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي استمرار احتلال النقاط الخمس بموافقة أميركية لمدى زمني غير محدّد. أعتقد أنّ القرار النهائي في ما خصّ الانسحاب هو بيَد الأميركيِّين، والجهد الديبلوماسي ينبغي أن ينصبّ في اتجاههم، فوحدهم القادرون على إلزام إسرائيل بالانسحاب، وغير ذلك مضيعة للوقت».
موقف الحزب في موازاة ذلك، استفسرت «الجمهورية» مسؤولاً في «الحزب» حول حقيقة وضع الحزب وموقفه ممّا يثار حول سلاحه والمطالبات بنزعه، فأجاب: «تعرّضنا إلى خسارات صحيح وخسرنا قادتنا، لكنّنا لم ننتهِ، ولن ننتهي، خصومنا يُريدون ذلك، ويستسهلون الكلام عن هزيمة وما شاكل ذلك، لكنّهم يعلمون أنّنا سنُخيِّب أملهم ولن نحقق لهم ما يُريدونه. أمّا في موضوع السلاح فالمقاربات التي تتناوله من دائرة الخصوم والأعداء في رأينا مقاربات فارغة لسنا بصدد الدخول في سجالات حيالها، وكل شيء في أوانه».
وفي الإطار نفسه، أبلغ أحد كبار مسؤولي «الثنائي» إلى «الجمهورية» قوله: «الجهة الوحيدة التي تعرف تماماً إن كانت المقاومة قد هُزمت أم لا هي إسرائيل… فليسألوها وليتابعوا ما تقوله صحافتها ومسؤولوها ومستوطنو الشمال. صحيح أنّ «الحزب» تلقّى بلا شك ضربات موجعة، لكنّه لم يُهزم والشاهد على ذلك هو أنّ اسرائيل لم تتمكن من تحقيق أهدافها كاملةً. وفي اللحظة التي تمّ التوصّل فيها إلى اتفاق وقف اطلاق النار كان «الحزب» لا يزال قادراً على ضرب العمق الإسرائيلي وخصوصاً تل أبيب. ولو كانت قد حققت انتصاراً على «الحزب» فهل كانت ستطلب هي وقف اطلاق النار، وتنسحب من معظم المناطق التي توغلت اليها في الجنوب؟ فيما المستوطنون الإسرائيليّون لم يعودوا إلى الشمال، خوفاً من علم لـ«الحزب» مرفوع على أحد المنازل المدمّرة على الحدود». أضاف: «أمّا في ما خصّ ملف السلاح فهو مرتبط بالحوار المنتظر حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع، وهذا الأمر رهن بما سيقرّره رئيس الجمهورية في شأن الحوار، علماً أنّ مداولات تجري في بعض الأوساط تعكس الرغبة في إطلاق هذا الحوار في المدى المنظور». ورداً على سؤال عن الموقف من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، أضاف: «هذا الأمر برسم راعيَي اتفاق وقف إطلاق النار ولجنة مراقبة تنفيذه التي ترأسها الولايات المتحدة، والدولة اللبنانية أخذت على مسؤوليتها متابعة هذا الأمر. فيما «الحزب» ملتزم بمندرجات اتفاق وقف إطلاق النار وبتطبيق القرار 1701 جنوبي الليطاني. وبطبيعة الحال هذا الأمر لا يعني شمالي الليطاني، وبالتالي فإنّ المطالبة بنزع السلاح الآن، في ظل الاعتداءات والخروقات والتهديدات واستمرار الاحتلال أمرٌ ينطوي على خطر جسيم على لبنان بصورة عامة».
******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
سلام على أرض المنازل المهدمة في الجنوب: التزام بالإعمار السريع وتمكين الجيش
في خطوة شجاعة ومسؤولة، عاين رئيس الحكومة نواف سلام المنازل المهدَّمة والبيوت المختفية عن الأرض، والحفر وعمليات التجريف، في الخيام وبين كفركلا ومرجعيون، مروراً بالنبطية، في جولة استهلها من ثكنة بنوا بركات العائدة للجيش اللبناني في مدينة صور، التي كان لها حصة كبيرة من الاعتداءات وعمليات التدمير، والابادة طوال اشهر الحرب..
وتأتي هذه الخطوة بعد يومين من نيل الحكومة الثقة، وعشية اطلاق حركة الاتصالات والتحركات باتجاه الدول الشقيقة والصديقة، بدءاً من المملكة العربية السعودية التي يزورها الرئيس جوزف عون في أول محطة له.
واليوم، يدخل لبنان وغالبية الدول العربية في اول ايام شهر رمضان الفضيل، وسط دعوات من المرجعية الدينية ان يكون شهر تفاهم وحوار ووحدة وطنية، خاصة انه يتزامن مع اقتراب الصوم الكبير عند الطوائف المسيحية.
وبعد غد الاثنين موعد زيارة غير رسمية قصيرة للرئيس جوزاف عون تستمر ساعات لشكر المملكة على دعمها المستمر لبنان، وينتقل منها الى القاهرة لترؤس وفد لبنان الى القمة العربية، تليها لاحقا الزيارة الرسمية الى المملكة يتم في خلالها توقيع اتفاقات ثنائية وبروتوكولات تعاون بين البلدين، على ان تجتمع اللجنة المشتركة اللبنانية – السعودية لتوقيع عدد من الاتفاقات المتوقع ابرامها في مختلف المجالات. على ان يقوم الرئيس في وقت آخر بزيارة العاصمة الفرنسية باريس عشية المؤتمر الدولي المخصص للبنان وحشد الدعم الدولي اسهاماً في اعادة اعماره.
ولم يُخفِ الرئيس عون في حوار مع صحيفة «الشرق الاوسط» تعرض لبنان لضغوط اميركية، كأن يُطلب من لبنان ما لا قدرة له على احتماله؟ فردَّ على السؤال: يمكن ان نتعرض لضغوط، ولكن التعامل مع اي ضغط يأتينا يخضع للتوافق الوطني، كل المطلوب تطبيق القرار 1701، وكل المطلوب الاصلاحات، وهذه نراها مطالب ليست ضغوطاً.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية تحمل في طياتها تأكيدا واضحا على عمق لبنان العربي وفي خلالها يشكر رئيس الجمهورية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على اهتمامه بالوضع في لبنان، وقالت إنها تمهيدية لزيارة رسمية مرتقبة لرئيس الجمهورية في وقت لاحق.
وأوضحت هذه المصادر ان مواضيع متعددة تشكل محور الزيارة من مضامين خطاب القسم إلى أولويات الحكومة الجديدة، ولفتت إلى أن القيادة السعودية تثمن مواقف رئيس الجمهورية تجاه الدول العربية وهذا ما يسمعه الرئيس عون في هذه الزيارة القصيرة، وهناك ترقب لقرار المملكة برفع الحظر عن سفر السعوديين إلى لبنان. واعلنت أنه متى تصبح الاتفاقيات بين البلدين جاهزة فإن زيارة رسمية يقوم بها الرئيس عون إلى المملكة العربية السعودية.
وقالت المصادر أن مشاركة رئيس الجمهورية في القمة العربية الاستثنائية في القاهرة الأولى له في مؤتمر عربي يبحث بقضية فلسطين وتكتسب أهمية لا سيما ان الرئيس عون شدد على اهمية التضامن العربي.
وفي اطار المشاورات المحلية، يعتزم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل زيارة قصر بعبدا لوضعه في اجواء المبادرة التي اطلقها تحت عنوان «المصارحة والمصالحة».
كما تحدثت المعلومات عن ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يرغب بزيارة بعبدا لتهنئة الرئيس عون، والتباحث معه في المجريات الحالية، وبرنامج المرحلة المقبلة.
يوم الجنوب
وكان يوم امس، يوماً جنوبياً رسمياً وجنائزياً، حيث قام رئيس الحكومة نواف سلام ووفد وزاري بجولة على مناطق صور والخيام والنبطية ومرجعيون متفقداً وحدات الجيش وحجم الدمار، فيما شيعت بلدتا عيترون وعيتا الشعب 137 شهيدا عادوا الى ترابها، في حين واصل العدو الاسرائيلي خرق السيادة اللبنانية بإعتداءاته المتتالية وسط استمرار الحديث عن احتفاظه بما اسماها المنطقة العازلة في الجنوب.
ووصل الرئيس سلام بطوافة عسكرية برفقة وزيرة البيئة تمارا الزين ووزير الاشغال فايز رساميني.
وعقد الرئيس سلام والوفد المرافق لدى وصوله إلى ثكنة بنوا بركات في صور لقاء في مكتب قيادة القطاع، في حضور قائد الجيش بالإنابة اللواء حسان عودة وقائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن ادغار لوندوس.
وقال الرئيس سلام للمناسبة: توجهت اليوم (أمس) إلى الجنوب مع زملائي الوزراء جو الصدي وتمارا زين وفايز رساميني، وكانت محطتنا الأولى في ثكنة بنوا بركات في صور، حيث وجّهت الكلمة التالية إلى أبنائنا في جيشنا الغالي وقوات اليونيفيل: التحيّة لكل ابطال جيشنا الوطني ولشهدائه الابرار، فأنتم عنوان الشرف والتضحية والوفاء، وانتم العامود الفقري للسيادة والاستقلال.
اضاف: الجيش هو المولج الدفاع عن لبنان، وعليه مسؤولية الحفاظ على أمن الوطن وحماية شعبه وصون سيادته ووحدة وسلامة أراضيه. والجيش اللبناني يقوم اليوم بواجباته بشكل كامل، ويعزز انتشاره بكل اصرار وحزم من اجل ترسيخ الاستقرار في الجنوب وعودة أهالينا إلى قراهم وبيوتهم. واؤكد ان الحكومة سوف تعمل على تمكين الجيش اللبناني من خلال زيادة عديده وتجهيزه وتدريبه وتحسين أوضاعه مما يعزّز قُدراته من اجل الدفاع عن لبنان.
وتابع: اود ان أعرب عن تقديري لدور اليونيفيل كقوة حفظ سلام تواجدت مع لبنان وجنوبه منذ العام ١٩٧٨ وقدم عدد من عناصرها حياتهم من اجل تحقيق رسالتها. كما أشيد بتعاونها الوثيق مع الجيش والسلطات اللبنانية لتنفيذ القرار ١٧٠١، في سبيل تعزيز امن واستقرار لبنان وجنوبه. نرفض اي اعتداء على اليونيفيل ونؤكد العمل دون تهاون لتوقيف ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، ونحرص على القيام بكل الاجراءات لعدم تكرارها.
ونفذ عدد من أهالي بلدة الضهيرة الحدودية، اعتصاماً امام ثكنة بنوا بركات في صور، تزامناً مع زيارة الرئيس سلام، ورفعوا الاعلام اللبنانية مطالبين بضرورة الضغط على العدو الاسرائيلي للانسحاب كي يتمكنوا من العودة الى بلدتهم المدمرة خلال العدوان.
وتحدث الرئيس سلام إلى المعتصمين فور انتهاء لقائه بالضباط في ثكنة بنوا بركات. وقال: انني وزملائي نشاركهم آلامهم، واننا نضع في رأس أولويات الحكومة العمل على اعادة إعمار منازلهم وقراهم المدمرة وتأمين عودتهم الكريمة اليها، مكرراً ان ذلك ليس وعداً بل التزاماً مني شخصياً ومن الحكومة.
ومن صور إنتقل سلام الى ثكنة فرانسوا الحاج في مرجعيون. ثم انتقلوا الى مدينة الخيام حيث عاين اضرار العدوان الاسرائيلي وما تركه من دمار.واكد «التزام الحكومة إزالة الأضرار وإعادة الإعمار سريعا وضمان عودة الأهالي إلى بيوتهم».
وقال سلام: لن نقبل إلا برحيل العدو بالكامل عن لبنان. وإسرائيل هي من دأبت على اختراق سيادتنا وأراضينا.
وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي، يظهر فيه شاب من مدينة الخيام يوجه سؤالاً إلى رئيس الحكومة نواف سلام، أثناء زيارته إلى مدينة الخيام.
وسأله الشاب: العدو الصهيوني على بعد امتار في تلال الحمامص. الحوار عمرو ما جاب نتيجة، بيوتنا مهدمة وما عم يخلونا نعمر بيوتنا بمجلس الوزراء. بالمقاومة رح نجيب ارضنا. بتقدر تجيب تلال الحمامص بالحوار؟. وإكتفى سلام بعدم الرد.
في النبطية
بعد الخيام، وصل رئيس الحكومة والوفد الى مدينة النبطية في اطار جولته الجنوبية. وقام بجولة تفقدية في السوق التجارية التي دمرته الغارات الجوية الاسرائيلية في عدوان الـ٦٦ يوما. وقد فرض فوج المكافحة في الجيش قبيل وصول الرئيس سلام اجراءات امنية في المدينة.
و أكد سلام من النبطية، أن هناك فرقاً بين ما تراه بأم العين وبين ما تقرأه وتسمعه.وقال: جئنا الى النبطية لهدفين، اولا لكي نستمع للمواطنين، بعدما كنا استمعنا لقسم منهم في صور والخيام، وثم لكي نطلع ميدانيا، فعدا عما شاهدناه من صور وتقارير، نحن اليوم نرى بأم العين الدمار في البيوت والسوق التجارية، اضافة الى المدارس المدمرة والطرقات والاراضي الزراعية المحروقة.
وأضاف :من المؤكد، هناك فرق بين ما تراه بأم العين وبين ما تقرأه وتسمعه، وانا اقول باسمي واسم زملائي في الحكومة ان هذا الوضع لا يزيدنا الا اصرارا على الاسراع في إعادة عملية الاعمار، ونحن ما وعدنا بعملية اعادة الاعمار بل نحن التزمنا بعملية اعادة الاعمار وإن شاء الله في أسرع مما تتوقعون تتم.
المؤتمر المسيحي
وانعقد في هنغاريا (المجر) مؤتمر تطرق الى مستقبل لبنان من حيث المنظور المسيحي والشرق الاوسط، ومن زاوية المناقشات، تبيّن للمؤتمرين ان الوجود المسيحي في لبنان هو «واجب الوجود» بالنسبة الى مسيحيي الشرق الاوسط، وهذا الحضور حيوي، لكنه يحتاج الى دعم لإبقاء المسيحيين على أرضهم.
ولم يحضر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لأسباب صحية.
وقرأ كلمة البطريرك الرسمية المطران بولس الصياح، لافتاً إلى أنّ «لبنان يواجه الكثير من الأزمات بحكم موقعه الجغرافي وجيرته لسوريا وفلسطين وإسرائيل الأمر الذي يدفع الشباب المسيحي اللهجرة بحثًا عن مستقبل أفضل، لهذا السبب نثمن المبادرة التي دعت اليها هنغاريا في هذا التوقيت».وأضاف: «أيضا هكذا مبادرات تساعد على بقاء المسيحيين في أرضهم وهو هدف ليس فقط لبنان إنما أيضا منطقة الشرق الاوسط. اذ إن لبنان ومن حيث تركيبة مجتمعه يشكل نموذجا وهو قادر على لعب دور في صنع السلام والحوار في المنطقة.
وشارك وفد من التيار الوطني الحر مؤلف من النائبة ندى بستاني ونائبة الرئيس للشؤون السياسية مارتين نجم كتيلي ومنسق لجنة العلاقات الدبلوماسية بشير حداد في المؤتمر، اضافة الى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي قال : «أصبح بإمكاننا الآن أن نبني وطنًا وشراكة في الوطن ولا عزل لأي مكوّن بل مرحلة بناء». أما النائب نعمة افرام فقال: «نعوّل على كل دعم دولي للبنان واليوم نحن أمام فرصة جديدة من هنغاريا الحريصة على لبنان لخلق استثمارات تساعد على بقاء اللبناني في أرضه». وأفيد ان صندوقا لدعم بقاء المسيحيين في لبنان سيُنشأ، وسيتمّ تنظيم آليته ومجلس إدارته في مؤتمر اليوم في بودابست على أن يعقد اجتماع أوسع استكمالي بعد أشهر قليلة.
الجنوب: غارة وطيران وتشييع
لم يترك العدو الاسرائيلي يوماً هادئاً لأهل الجنوب والبقاع عبر استمرار اعتداءاته، فاستهدفت مسيّرة إسرائيليّة امس سيارة قرب ملعب بلدة كفردونين.
ونفذ العدو الصهيوني من موقع العاصي عمليات تمشيط مكثفة باتجاه منطقة الجدار بين ميس الجبل وبليدا.
ولم يغب الطيران الحربي المعادي عن الاجواء فحلّق على علو منخفض فوق البقاع وصولاً إلى بعلبك والبقاع الشمالي بالإضافة إلى القطاع الشرقي في الجنوب.
وعلى ارض الجنوب وترابه، شيّعت بلدتا عيترون وعيتا الشعب اليوم 137 شهيدا من أبنائها الذين ارتقوا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العدوان الإسرائيلي ودُفنوا كودائع خارج البلدتين. وتعرضت الأطراف الجنوبية لبلدة عيترون صباح أمس لعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة من مواقع لاحتلال، تزامنت مع الاستعدادات لتشييع شهدائها.
انطلق موكب شهداء بلدة عيترون الـ 95 من أمام مقام النبي ساري في عدلون الساحلية نحو أوتوستراد الزهراني باتجاه بلدتهم.ووصلت قافلة تضمّ الجثامين إلى ساحة البلدة، حيث تمّ لفّ النعوش بأعلام الحزب والأعلام اللبنانية، وكان في استقبالها حشود كبيرة في ساحة شهداء عيترون للمشاركة في التشييع.
وفي إطار التحضيرات لنقل جثامين الشهداء إلى عيترون، أقام أهالي بلدتي الوردانية وعيترون تكريماً خاصاً لنحو 40 شهيداً من عيترون، كانوا قد دُفنوا كودائع في الوردانية.
وفي بلدة عيتا الشعب، شاركت حشود غفيرة في تشييع 42 شهيداً من أبناء البلدة، ليكملوا طريق الشهادة في مواجهة العدوان المستمر.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
«إسرائيل» بدأت إنشاء فصائل عسكريّة لحماية المناطق العازلة
…التعيينات الأمنيّة والتسريبات
إحتفال حاشد لـ«الإشتراكي» في 16 آذار
لبنان على فوهة بركان ومعه سوريا، في ظل معادلة «اسرائيلية» عنوانها “ السلام بين لبنان وسوريا وإسرائيل»، ومن دون ذلك لا استقرار ولا مساعدات ولا دولة وذلك بغطاء أميركي مباشر.
وفي معلومات مؤكدة من جبل العرب ان «اسرائيل» بدأت بتجهيز فصائل عسكرية من جنوب سوريا معظمهم من الدروز والبدو ، لحراسة المنطقة في جبل الشيخ وصولا الى السويداء ودرعا والمناطق المحاذية للعرقوب والمسالك البرية مع لبنان، ومنع جيش احمد الشرع الدخول اليها ، مقابل اغراءات مالية تصل إلى حدود الـ 75 دولارا للعنصر في اليوم الواحد ، وتتولى «اسرائيل» القيادة والتدريب والتنظيم والسيطرة والتمويل والتجهيز والدعم بكل اشكاله والتسليح والامن ، وتوزيع العناصر في المواقع الاستراتيجية لحماية المنطقة وحدودها من اي تسلل لعناصر المقاومة، في حال قرروا استئناف عملياتهم ضد «إسرائيل».
وفي المعلومات ، ان «اسرائيل» قتلت خلال الأيام الماضية مواطنين سوريين، كانا يحاولان تنفيذ عملية ضد القوات «الإسرائيلية» في القنيطرة . وفي المعلومات ايضا ، انها تريد انشاء جيش على غرار «جيش لبنان الجنوبي» يتولى حماية حدودها، واقامة خطوط تماس في مواجهة قوات احمد الشرع والجيش اللبناني ، وتسعى الى اقامة منطقة عازلة من حاصبيا الى درعا بقيادة درزية ، وتتولى الفصائل العسكرية الانتشار في المنطقة لحفظ الامن .
وتؤكد المعلومات ان التجاوب لجهة الالتحاق بالفصائل العسكرية ما زال محدودا، رغم صعوبة الاوضاع الاقتصادية ، لكن المسؤولين «الاسرائيلين» يعدون السكان بمستقبل اقتصادي واعد في أغنى منطقة بالثروات المائية والزراعية والمناطق السياحية ، كما تشير المعلومات ايضا ، الى ان «اسرائيل» مستعدة للتراجع عن هذا الخيار، اذا تم توقيع السلام بين لبنان وسوريا و»إسرائيل»، وخلاف ذلك” تخبزوا بالأفراح».
وعلى رغم النفي الرسمي، وتحديدا من قبل وزير الخارجية اللبناني، للمعلومات عن طلب اميركي للبنان بإجراء مفاوضات مباشرة مع «اسرائيل» ، لكن ما سرب من مراجع رسمية ، يؤكد بان المسؤولين الاميركيين فاتحوا المسؤولين اللبنانيين والسوريين بالسلام المباشر والعلاقات الديبلوماسية مع العدو، وان الموقف اللبناني كان رافضا بالمطلق وصلبا في مواقفه، بعكس الموقف السوري الذي لم يعط إجابات واضحة، وترك الباب مفتوحا للنقاشات .
وحسب المصادر المتابعة للملف ، فان واشنطن و»اسرائيل» واوروبا تعتبر ان الظروف الحالية مؤاتية لاقامة العلاقات المباشرة، بعد الضربات للحزب وحركة ح وسقوط النظام السوري والتهديدات لإيران وضعف روسيا ، وان «اسرائيل» هي من قامت باضعاف الحزب وحركة ح ، وتريد ثمنا لذلك بعلاقات مباشرة ، وبان لاعوائق حاليا امام لبنان وسوريا لرفض الحوار المباشر ، وتقمص النموذج المصري – الاردني – السلطة الفلسطينية مع لبنان وسوريا، والا فان القديم على قدمه لجهة اقامة منطقة عازلة ، تمتد من غزة إلى الأردن وسوريا ولبنان، بالتوازي مع حرية للحركة برا وبحرا وجوا ، واستنساخ تجربة «جيش لبنان الجنوبي» لحماية المنطقة العازلة .
فـ «اسرائيل» تعتبر ان اتفاق 17 ايار 1983 ما زال قابلا للحياة في ايار 2025، ولذلك المرحلة صعبة جدا وخطيرة ، ولبنان امام مرحلة من الضغوطات . فالمطلوب اميركيا تهجير الفلسطينيين الى مصر والاردن، بينما المطلوب «اسرائيليا» سلاما مباشرا مع لبنان وسوريا.
} سلام في الجنوب }
وفي ظل هذه الاجواء ، قام رئيس الحكومة بزيارة تفقدية الى الجنوب في اول تحرك رسمي، وجال على مواقع الجيش والقرى المدمرة ، واكد للاهالي المعتصمين امام ثكنة بنوا بركات للجيش في صور ، ان في رأس اولويات الحكومة العمل على اعادة اعمار منازلهم وقراهم المدمرة ، وتأمين عودتهم الكريمة، وان ذلك ليس وعدا بل التزاما مني شخصيا ومن الحكومة . وحيا الجيش وشهداءه وقوات اليونيفيل، واكد ان الجيش هو المكلف بالدفاع عن الوطن، وعليه مسؤولية الحفاظ على امنه وصون سيادته ، والجيش يقوم بواجباته ويعزز انتشاره من اجل ترسيخ الاستقرار في الجنوب ، مؤكدا على دعم الجيش في كل المجالات . وندد بالاعتداءات التي حصلت على اليونيفيل ومحاسبة المسؤولين عنها.
وكان لافتا عدم تطرق سلام الى المقاومة وتضحياتها وشهدائها ، والاكتفاء بشكر الجيش واليونيفيل ، مما اثار احتجاجات الاهالي وهتفوا بوجه سلام في الخيام والنبطية معترضين على التجاهل ، وقال احد المواطنين لسلام “ لولا المقاومة انت مش هون “… “ فيك تحرر التلال الخمس بالحوار».
وفيما كان سلام يجول في الجنوب ، ابلغت «اسرائيل» لبنان عبر لجنة وقف النار ، انها لن تحيد الضاحية الجنوبية عن ضرباتها، اذا استمر الحزب خرق الاتفاق ، وستضرب كل نقاط الحزب اذا لم يوقف نقل الاسلحة في الهرمل .
بدوره، قال النائب حسن فضل الله من عيتا الشعب في مهرجان تشييع اكثر من 100 شهيد ، «لقد وضعنا في عهدة الدولة مسألة تحرير اراضينا المحتلة» .
بالمقابل ، اكد قائد قوات اليونيفيل ، الالتزام بدعم سكان جنوب لبنان ودعم الجيش وانتشاره لاستعادة الاستقرار .
} نائب رئيس البنك الدولي ووزير المالية }
اعلن نائب رئيس البنك الدولي عثمان ديون، بعد اجتماعه بوزير المالية ياسين جابر عن مبادرة متقدمة لاعادة الاعمار، من ضمن برنامج المساعدة للبنان بقيمة مليار دولار ، يساهم البنك الدولي فيها بقيمة 250 مليون دولار ، فيما يتم توفير الباقي من قبل الشركاء المانحين واصدقاء لبنان .
} الامن العام }
ان مسالة التعيينات تحتل الاهتمام الاول عند المسؤولين، واقرارها على دفعات وليس سلة متكاملة، فاكثر من 2400 مركز شاغر في ادارات الدولة ونصفها يعمل بالتكليف ، وتحتل التعيينات العسكرية الاهتمام الاول ، وبدأ التداول بالاسماء في الكواليس ، وبالنسبة للمديرية العامة للامن العام، فان المعلومات تشير الى اتجاه بابقاء منصب المدير العام للامن العام للطائفة الشيعية ، في ظل ميل من رئيس الجمهورية، كما تردد تعيين العميد علي الامين مديرا عاما للامن العام ، المشهود له بالكفاءة والنظافة ، في حين يطرح الثنائي الشيعي عدة عمداء كفوزي شمعون ومرشد الحاج حسن وحسن شقير ، رغم تراجع حظوظه بعد الحملات التلفزيونية عليه، وهناك من يطرح العميد خطار ناصر الدين . ولم يستبعد البعض بقاء المدير الحالي الياس البيسري وتعيينه مدنيا ،اذا كان هذا الخيار يجنب اشكالا بين رئيس الجمهورية والثنائي الشيعي ، كون العميد الياس البيسري موضع اجماع من كل الافرقاء ، وهذا ما يضمن بقاء المركز للمسيحيين .
علما ان رئيس الجمهورية يرغب بان يكون صاحب القرار الاول في تعيينات قيادة الجيش والامن العام وقوى الامن الداخلي وحاكم مصرف لبنان ورئيس مجلس القضاء الأعلى، لتنفيذ برنامج عمله واساسه خطاب القسم .
هذا، ودعا وزير الإعلام الراغبين بالترشح الى منصب رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان واعضاء مجلس الإدارة، الى التقدم بشهاداتهم وسيرهم الذاتية الى وزارة الاعلام قبل 15 آذار.
} التحضيرات لـ 16 آذار }
بدأت الاستعدادات في المختارة لتنظيم مهرجان حاشد واستثنائي في الذكرى الـ 48 لاستشهاد كمال جنبلاط في 16 آذار ، بعد سقوط النظام السوري ، وسيكون لجنبلاط مواقف هامة، في ظل المحاولات «الاسرائيلية» لسلخ الدروز عن ثوابتهم ، وسيؤكد على الخيارات العربية للدروز وهويتهم . ووجهت الدعوات لاوسع مشاركة رسمية وحزبية دون استثناء لاي طرف ، وبدأت الفروع الحزبية في مختلف المناطق، العمل لتأمين اكبر حشد شعبي في المناسبة، وباستطاعة جنبلاط القول للجميع محليا وخارجيا “ الامر لي درزيا “ في أخطر مرحلة على الدروز .
} تفجير المرفأ }
أفادت معلومات خاصة من دمشق ، ان السلطات القضائية السورية قررت تسليم السلطات القضائية اللبنانية الملفات الامنية، التي كانت بحوزة النظام السابق في كل ما يتعلق بانفجار مرفأ بيروت ونيترات الألمنيوم والمواد المتفجرة، التي كانت تنقل من مرفأ بيروت الى سوريا، واستخدامها من قبل الجيش السوري في عمليات القصف.
وحسب ما ذكرت المواقع الاعلامية السورية، فان الملفات تتضمن معلومات وأسماء كانت على علم بما يجري على خط لبنان سوريا في هذا الشان ، وان ما سيكشف سيحدث صدمة كبيرة في لبنان وسوريا .
*************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
سلام في الجنوب.. وعون: السيادة تعني احتكار الدولة لقرار الحرب والسلم
الشرق – أشار رئيس الجمهورية جوزاف عون، إلى «أنني أريد أن أثني على خطاب الأمين العام لـ «الحزب» الشيخ نعيم قاسم الذي أشار في محطات عدة بكلمته إلى الدولة»، وقال: «المقاومة هي أساس وخيارنا الإيماني والسياسي. سنتابع تحرك الدولة لطرد الاحتلال ديبلوماسيًا». ولفت، في مقابلة مع صحيفة «الشرق الأوسط» تعرض عبر قناة «الشرق»، إلى «أننا سنشارك في بناء الدولة القوية والعادلة، وسنشارك في نهضتها وتحت سقف اتفاق الطائف»، مضيفًا «لبنان بالنسبة لنا وطن نهائي لجميع أبنائه. هذه مقدمة الدستور»، مشددًا على «أننا نؤمن بدور الجيش الكبير في الدفاع عن السياسة والأمن. لا يوجد رابح ولا يوجد خاسر. فلنتنافس لخير البلد والناس. وهذا أفضل لنا جميعاً». وأوضح أنّ «هدفنا بناء الدولة، فلا يوجد شيء صعب. وإذا أردنا أن نتحدث عن مفهوم السيادة، فمفهومها حصر قرارَي الحرب والسلم بيد الدولة، واحتكار السلاح أو حصر السلاح بيد الدولة. فإذا كان هذا المبدأ السياسي جميعنا ننادي به، فإذن ليس هناك شيء صعب أبداً»، وتابع: «نضع الهدف والمسار، ونذهب إلى الاتجاه الصحيح. متى يتحقق؟ أكيد الظروف ستسمح، والظروف تتحكم بطبيعة الأمر بتحقيق الهدف الأساسي. وأكيد مع انتشار الجيش على مساحة الأراضي اللبنانية كافة». واكد ان علاقته مع الرئيس نبيه بري أكثر من ممتازة. اضاف: سأطلب خلال زيارتي للسعودية إذا كان ممكناً إعادة تفعيل المساعدات العسكرية للجيش اللبناني وقال: «نحن نسعى إلى أن تكون كل علاقاتنا مع كل الدول من الند للند، وفقاً للاحترام المتبادل. وليست علاقة دولة مع فريق من السياسيين أو فريق من اللبنانيين. يجب أن تكون الصداقة الإيرانية مع كل اللبنانيين والعكس صحيح. تحت قاعدة الاحترام المتبادل، أهلاً وسهلاً». وأكّد الرئيس عون أنّ «العلاقة مع أميركا ضرورية بكل صراحة. وفيما يخص مساعدات الجيش، لا تزال المساعدات مستمرة». وعن ملف النازحين السوريين قال عون: لا يمكن للدولة السورية أن تتخلى عن مليوني شخص من مواطنيها النازحين بلبنان وتجب عودتهم إلى بلدهم. وبالنسبة لايران قال: يجب أن تكون الصداقة الإيرانية مع كل اللبنانيين.
رئيس الحكومة تفقد الجنوب: الجيش وحده يدافع عن لبنان
أكد رئيس الحكومة نواف سلام، أمام مجموعة من أهالي القرى الأمامية الذين تجمعوا أمام ثكنة بنوا بركات في صور، أن “الحكومة تضع في رأس أولوياتها العمل على إعادة إعمار منازلهم وقراهم المدمرة وتأمين عودتهم الكريمة اليها”، مشددا على أن “ذلك ليس وعداً بل التزام مني شخصياً ومن الحكومة”، وذلك خلال الزيارة التفقدية التي يقوم بها الى الجنوب.
وعقد رئيس الحكومة نواف سلام والوفد المرافق لدى وصوله إلى ثكنة بنوا بركات لقاء في مكتب قيادة القطاع، وكان استقبله قائد الجيش بالإنابة اللواء حسان عودة وقائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن ادكار لوندوس.
وقال سلام عبر منصة “أكس”: “توجهت اليوم إلى الجنوب مع زملائي الوزراء جو الصدي وتمارا زين وفايز رسامني وكانت محطتنا الأولى في ثكنة بنوا بركات في صور حيث وجّهت الكلمة الآتية إلى أبنائنا في جيشنا الغالي وقوات اليونيفيل: التحيّة لكل ابطال جيشنا الوطني ولشهدائه الابرار ، فأنتم عنوان الشرف والتضحية والوفاء، وانتم العامود الفقري للسيادة والاستقلال.
الجيش هو المولج الدفاع عن لبنان، وعليه مسؤولية الحفاظ على أمن الوطن وحماية شعبه وصون سيادته ووحدة وسلامة أراضيه.
والجيش اللبناني يقوم اليوم بواجباته بشكل كامل، ويعزز انتشاره بكل اصرار وحزم من اجل ترسيخ الاستقرار في الجنوب وعودة أهالينا إلى قراهم وبيوتهم.
واؤكد ان الحكومة سوف تعمل على تمكين الجيش اللبناني من خلال زيادة عديده وتجهيزه وتدريبه وتحسين أوضاعه مما يعزّز قُدراته من اجل الدفاع عن لبنان.
اود ان أعرب عن تقديري لدور اليونيفيل كقوة حفظ سلام تواجدت مع لبنان وجنوبه منذ العام ١٩٧٨ وقدم عدد من عناصرها حياتهم من اجل تحقيق رسالتها. كما أشيد بتعاونها الوثيق مع الجيش والسلطات اللبنانية لتنفيذ القرار ١٧٠١، في سبيل تعزيز امن واستقرار لبنان وجنوبه.
نرفض اي اعتداء على اليونيفيل ونؤكد العمل من دون تهاون لتوقيف ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، ونحرص على القيام بكل الاجراءات لعدم تكرارها.
اكدت امام مجموعة من اهلنا في القرى الأمامية الذين تجمعوا امام ثكنة بنوا بركات في صور انني وزملائي نشاركهم آلامهم واننا نضع في رأس أولويات الحكومة العمل على اعادة إعمار منازلهم وقراهم المدمرة وتأمين عودتهم الكريمة اليها، مكرراً ان ذلك ليس وعداً بل التزاماً مني شخصياً ومن الحكومة”.
مرجعيون: بعدها توجه سلام الى مرجعيون، حيث عقد فور وصوله والوفد المرافق الى ثكنة فرانسوا الحاج لقاءات مع كبار الضباط والقيادات العسكرية، توجه بعدها الى بلدة الخيام حيث اطلع على حجم الدمار الكبير الذي خلفه العدوان الاسرائيلي والذي طاول البلدة والبلدات المجاورة.
وكان لسلام حوار سريع مع اهالي بلده الخيام، الذين رفعوا صرخة شددة على تمسكهم بتحرير ارض الجنوب بالكامل، وتمسكهم بخيار المقاومة وتحرير الارض من اي ظهور للجيش الاسرائيلي.
بعد جولته في الخيام توجه الرئيس سلام والوفد الوزاري المرافق، الى طريق عام الخيام -مرجعيون -الخردلي ، ومنها الى النبطية .
النبطية: وزار سلام ايضا مدينة النبطية يرافقه الوزراء: جو صدي، فايز رسامني، تمارا الزين والامين العام المجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى.
وكان في استقباله محافظ النبطية بالانابة الدكتورة هويدا الترك وشخصيات، حيث جال في السوق التجاري الذي دمرته الطائرات الحربية الاسرائيلية في عدوان الـ66 يوما ، وبدا التأثر واضحا على الرئيس سلام من حجم الدمار الكبير الذي شاهده، واستمع للمحافظ الترك عن عملية ازالة الردم ورفع الاضرار واعادة العمل بالبنى التحتية المدمرة في المدينة.
******************************************
افتتاحية الأنباء:
انهيار غير مسبوق في العلاقات الأميركية الأوروبية ... الدولة في الجنوب ولبنان إلى حضنه العربي
تدهور اللقاء الذي كان مرتقباً بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والأوكراني فولودومير زيلينسكي في البيت الأبيض بشكل غير متوقّع، لينتهي بشكل سيء بعد تلاسن بينهما على مرأى من الرأي العام العالمي.
انهيار لقاء البيت الأبيض، وما اعتبره قادة غالبية الدول الأوروبية إهانة لهم، دفعم إلى إصدار سلسلة مواقف داعمة لزيلينسكي وتأكيد استمرار دعم أوكرانيا، ويشكّل نقطة تحوّل كبيرة في مسار العلاقات الأميركية الأوروبية، ما يطرح علامات استفهام حول مصير المحادثات بين واشنطن وموسكو، وفرص السلام المتاحة بين روسيا وأوكرانيا.
لا يمكن إلا التوقّف عند هذا المشهد الدولي المستجد، مع ما يحمله من دلالات عالمية قد تترك تداعياتها وتطبع المرحلة المقبلة من العلاقات الدولية.
مشادة كلامية حادّة
وفي تفاصيل لقاء المكتب البيضاوي، ظهر ترامب وهو في حالة عصبية، وهو يقول لزيلينسكي إنه منح أوكرانيا الكثير من الأسلحة التي ساعدتها في الحرب ضد روسيا.
وشدد ترامب بعدها لزيلينسكي: "يجب أن تكون ممتنا لي، أنت لا تمتلك بطاقات اللعب بدوننا، ستمتلكها فقط معنا". ورد زيلينسكي بقوة: "أنا لست هنا لألعب الورق".
واستمر ترامب في توبيخ زيلينسكي قائلا: "أنت تقامر بإطلاق حرب عالمية ثالثة، ما تفعله يتضمن قلة احترام لدولتنا".
وكان من المفترض أن يوقع زيلينسكي اتفاقية تعاون اقتصادي تمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن الأوكرانية وغيرها من الموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز.
وأفادت قناة "فوكس نيوز" الأميركية، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب من رئيس نظام كييف المغادرة، إثر التلاسن الحاد بينهما في البيت الأبيض.
وغادر زيلينسكي البيت الأبيض بعد إلغاء المؤتمر الصحافي الذي كان مقررا مع ترامب، ومن دون توقيع اتفاق المعادن.
عودة لبنان إلى الحضن العربي
لبنانياً، وفيما يتحضر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للقيام بجولة عربية، يستهلها يوم الاثنين بزيارة السعودية تلبية لدعوة تلقاها من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عقب انتخابه رئيساً للجمهورية. رد عليها عون بالإستجابة لهذه الدعوة والتأكيد أن السعودية ستكون محطته الأولى في زياراته الخارجية، إيماناً منه بدورها التاريخي في مساعدة لبنان، وتأكيداً لعلاقة لبنان مع محيطه العربي.
مصادر مواكبة لجولة رئيس الجمهورية الخارجية أشارت عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى أن اللقاء بين عون وولي العهد السعودي سيؤكد على تعزيز العلاقات الثنانية بين البلدين بعد الفتور التي شابها في السنوات الماضية منذ العام 2016 عقب انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، إلى جانب بحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
ولفتت المصادر إلى أن الزيارة ستبحث في الملف الأمني المتصل بوقف إطلاق النار، واستمرار احتلال اسرائيل نقاطاً حدودية في الجنوب، وانتهاكها للاتفاق، إضافة الى مسألة إعادة الإعمار.
المصادر توقعت أن يعلن بن سلمان عن رفع الحظر المفروض على الرعايا السعوديين بشأن السفر الى لبنان كهدية منه للعهد الجديد. ولفتت الى مشاركة رئيس الجمهورية في القمة العربية المقررة في القاهرة يوم الثلاثاء في الرابع من أذار الجاري. على أن يزور بعدها العاصمة الفرنسية للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
الدولة في الجنوب
وفي تحرك لافت ترجمة لقراره بسط سلطة الدولة على كل الاراضي اللبنانية، قام رئيس الحكومة نواف سلام بزيارة الى الجنوب مع وفد وزاري مرافق ضم الوزراء: جوي الصدي وتمارا الزين وفايز رسامني.
ولدى وصوله الى ثكنة بنوا بركات كان في استقباله قائد الجيش بالإنابة رئيس الاركان اللواء حسان عودة، وقائد قطاع الجنوب العميد الركن ادغار لوندوس، حيث توجه سلام بالتحية الى الجيش اللبناني وقوات اليونيفل. وقال سلام: "التحية لكل أبطال جيشنا الوطني ولشهدائه الأبرار. فأنتم عنوان الشرف والتضحية والوفاء، وانتم العمود الفقري للسيادة والاستقلال".
وأكد سلام أن الجيش هو المولج الدفاع عن لبنان، وعليه مسؤولية الحفاظ على امن الوطن، وحماية شعبه وصون سيادته ووحدة وسلامة أراضيه. والجيش اليوم يقوم بواجباته بشكل كامل. ويعزز انتشاره بكل اصرار وحزم من اجل ترسيخ الاستقرار في الجنوب وعودة اهالينا الى قراهم".
وشدد على أن الحكومة سوف تعمل على تمكين الجيش اللبناني من خلال زيادة عديده وتجهيز وتدريب وتحسين أوضاعه. بما يعزز قدراته من أجل الدفاع عن لبنان". وأعرب سلام عن تقديره لدور اليونيفل كقوة حفظ سلام تواجدت على أرض لبنان وجنوبه منذ العام 1978. وقدم عدد من عناصرها حياتهم من أجل تحقيق رسالتها"، مشيداً بالتعاون الوثيق بين الجيش والسلطات اللبنانية لتنفيذ القرار 1701 في سبيل تعزيز أمن واستقرار لبنان وجنوبه، مؤكداُ رفضه اي اعتداء على اليونيفل، والعمل دون تهاون لتوقيف ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، والحرص على القيام بكل الاجراءات لعدم تكرارها.
ومن صور انتقل سلام الى النبطية محطته الثانية على ان يستكمل زياراته الى المناطق الجنوبية الاخرى في المستقبل القريب.
*******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
عون عشية زيارته الرياض: “لم يعد مسموحاً لغير الدولة بحماية الأرض”
سلام في الجنوب يوم القبض على أموال «الحزب»
نزلت الدولة إلى الميدان بكل ما في الكلمة من معنى. نزلت من خلال الجولة التي قام بها أمس رئيس مجلس الوزراء نواف سلام على امتداد رقعة الدمار في الجنوب. ونزلت أيضاً من خلال المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون عشية زيارته الأولى إلى الخارج بعد انتخابه، للمملكة العربية السعودية. ونزلت أيضاً وأيضاً في مطار بيروت من خلال ضبط عملية «الحزب» لإدخال المال الإيراني خلسة وفضحت العملية وزارة المال، وما تعنيه هذه الوزارة، تفاصيل تهريبة «الحزب» وذلك للمرة الأولى منذ عقود.
فقد قالت وزارة المالية أمس إن لبنان ضبط 2.5 مليون دولار نقداً مع رجل وصل من تركيا. كما قالت ثلاثة مصادر بحسب وكالة «رويترز» إن الأموال كانت في طريقها إلى «الحزب». وقال أحد المصادر إن هذه أول مرة يجرى فيها ضبط أموال نقدية.
وأعلنت الوزارة أن الشخص الموقوف سيحال والأموال المضبوطة إلى قسم التحقيقات في المديرية العامة للأمن العام.
وعلمت «نداء الوطن» أن التحقيقات الأمنية التي تجرى تؤكد ارتباط الشاب الذي ألقي القبض عليه في مطار بيروت والقادم من تركيا ويحمل أكثر من مليوني دولار له علاقة بـ «الحزب»، وحاول إدخال الأموال إلى لبنان لـ «الحزب»، لكن جهاز أمن المطار ألقى القبض عليه وصادر الأموال.
وفي الإطار نفسه، كشفت أوساط دبلوماسية لـ «نداء الوطن» أن «الحزب» شرع في «تنفيذ الخطة باء لإدخال المال الإيراني إلى لبنان بالمفرق بعدما تعذر ذلك بالجملة نتيجة الحظر الأميركي» .
وفي السياق نفسه، رأت الأوساط نفسها أن «الحزب» يسعى جاهداً لعدم تسليم سلاحه للدولة بدءاً من جنوب الليطاني ويعمد إلى تفكيك بنيته العسكرية في هذه المنطقة ونقل العتاد إلى مناطق أخرى تحت سيطرته.
وأفادت مصادر لـقناة «الحدث» التلفزيونية، بأن «إسرائيل أبلغت مسؤولين لبنانيين بضرورة إبلاغ «الحزب» بـوقف نقل السلاح في الهرمل، وطالبت الرسميين اللبنانيين بتحذير «الحزب» من عواقب خرقه الاتفاق».
وكشفت المصادر، أن «إسرائيل أبلغت رسميا لبنان بأنها ستستهدف كل نقاط «الحزب» إذا واصل خرق الاتفاق»، مضيفةً أن «إسرائيل أبلغت لبنان بأنها لن تحيّد الضاحية الجنوبية من ضرباتها إذا استمر خرق «الحزب» للاتفاق».
وتزامنت عملية إحباط عملية «الحزب» إدخال المال الإيراني مع جولة لرئيس الحكومة في الجنوب. ورافقتها مظاهر أعادت إلى الأذهان ظاهرة «الأهالي» التي كان يقودها «الحزب» ضد قوات «اليونيفيل» قبل الحرب الأخيرة لعرقلة تحركات هذه القوات. وتمثلت أمس هذه الظاهرة في قيام أفراد من بيئة «الحزب» بإلقاء محاضرات على الرئيس سلام تتصل بـ«المقاومة» والتي «لولاها لما كنا هنا»، كما قال أحدهم لسلام في النبطية. وترافقت هذه المسرحية مع غياب نواب النبطية وهم نواب «الحزب» أو حتى ممثليهم عن الحضور .
ورد سلام قائلاً إن هدفه من الجولة هو الاطلاع «بأم العين» على «الدمار في البيوت والسوق التجارية، إضافة إلى المدارس المدمرة والطرقات والأراضي الزراعية المحروقة».
وقال: «إن هذا الوضع لا يزيدنا إلا إصراراً على الإسراع في إعادة عملية الإعمار، ونحن ما وعدنا بعملية إعادة الإعمار بل نحن التزمنا بها وإن شاء الله في أسرع مما تتوقعون تتم».
وتأتي في هذا السياق الزيارة المرتقبة للرئيس جوزاف عون إلى الرياض لشكرها على «المجهود الكبير» الذي بذلته بتوجيهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، «ما أدى إلى إنهاء الشغور الرئاسي» كما قال الرئيس عون. وأبدى ثقة بأن ما طلبه قبل انتخابه لتلبية احتياجات الجيش اللبناني، «سيُستجاب» له.
وأعلن أيضاً في حديث صحافي أنه «لم يعد مسموحاً لغير الدولة بحماية الأرض».
وسئل: هل أنتم ملتزمون بتطبيق القرار 1701 على كامل الأراضي اللبنانية؟ فأجاب: «على كامل الأراضي اللبنانية. بكل ما يقوله القرار 1701».
وعلمت «نداء الوطن» أيضاً أن ما قاله الرئيس عون أمام رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف خلال زيارته الأخيرة لبيروت أتى بعد سلسلة مواقف إيرانية تشكل تدخلاً بالشأن اللبناني، وهذه المواقف كانت تطول دور لبنان والمقاومة وتحاول تحديد سياسة لبنان الخارجية وتشكل انتهاكاً لسيادته، ولم يشأ الرئيس الرد على تلك التصاريح في الإعلام أو عبر بيانات بل انتظر زيارة الوفد الإيراني فأسمعه الكلام الذي يجب أن يقال ووضع النقاط على الحروف وكان حازماً في أن اللبنانيبن هم من يقررون سياسة بلدهم ويجب على الدول احترام سيادة البلد وعدم التدخل في سياستنا، ولبنان الساحة قد انتهى وأصبح هناك رئيس جمهورية ودولة مسؤولة عن حدودها ومرافئها ومطارها وهي من تحدد الإجراءات. وكدليل على أن عون كان يريد إيصال الرسالة إلى الإيرانيين استشهد بالمادة التاسعة من الدستور الإيراني التي تنص على عدم تدخل أي دولة بشؤون إيران الداخلية فطالب إيران بتطبيق هذا الأمر على البلدان الصديقة ومن ضمنها لبنان.
واللافت أن الضيف الإيراني استوعب رسالة عون ولم يعترض بل أكد العمل بموجب ما تقتضيه العلاقات الإيرانية – اللبنانية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :