افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم 21 شباط 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم 21 شباط 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الديار:

«اسرائيل» تقيم منطقة عازلة وواشنطن تضغط «لنزع السلاح»

مخاوف أوروبية من «دفتر شروط» اميركي يؤدي لاضطرابات

تراجعت الاتصالات الديبلوماسية بالامس حول مستقبل النقاط المحتلة في الجنوب، وسط غياب الجدية الاميركية في معالجة هذا الملف، وفيما تراهن الجهات الرسمية على تنشيط هذه المساعي مع الوصول المرتقب اليوم لوفد من الكونغرس الاميركي الى بيروت، تواصلت العربدة الاسرائيلية عبر فرض منطقة عازلة تمتد الى مئات الامتار على طول الحدود داخل الاراضي اللبنانية، فيما علمت «الديار» من اوساط ديبلوماسية ان اولوية الوفد الاميركي لا ترتبط بهذا الخرق الفاضح للسيادة اللبنانية، وانما الضغط على الجانب اللبناني لتسييل ما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري لجهة حصر السلاح بالدولة، اي استعجال فتح ملف سلاح المقاومة، عبر المطالبة بآليات واضحة لتنفيذ ذلك، باعتباره اولوية اميركية تتقدم على ملف الاصلاحات.

وفي ظل العجز عن التاثير في حجم المشاركة الشعبية في تشييع الامين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، والشهيد السيد هاشم صفي الدين يوم الاحد المقبل، تنشغل الولايات المتحدة الاميركية عبر سفارتها في بيروت بالتهويل على جهات رسمية وغير رسمية لمنع مشاركتها في الحدث باعتباره يمنح شرعية لحزب الله في وقت المطلوب عزله على الصعيد الداخلي. وفيما يسعى حزب الله لتحويل المناسبة الى محطة وطنية تاسيسية يبنى عليها لمد الجسور مع معظم القوى السياسية، ولارساء علاقة منفتحة مع العهد والحكومة، تتجه الانظار الى كيفية تعامل هذه الاطراف مع الدعوة باعتبارها مؤشرا على طبيعة المرحلة المقبلة، وفيما لم يتضح بعد حجم التمثيل الرسمي، باستثناء المشاركة المؤكدة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، اكد الحزب التقدمي الاشتراكي المشاركة. في المقابل، اعلن الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري المقاطعة، فيما نفى مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك المعلومات الاعلامية التي تحدثت عن قرار بمقاطعة التشييع.

«دفتر شروط» اميركي

بات وضاحا، ان ثمة دفتر شروط اميركيا تريد واشنطن فرضه على لبنان، بالتنسيق مع حكومة الاحتلال، عنوانه نزع سلاح حزب الله، لكن هل تتحمل الساحة اللبنانية جدول الاعمال الاميركي؟ هو سؤال تجيب عنه مصادر سياسية بارزة بالنفي، وتحذر من الانسياق في التزام هذا الجدول لانه قد يؤدي الى انفجار داخلي غير محدود. وهذا ايضا ما تحذر منه اوساط ديبلوماسية اوروبية لا توافق على الاندفاعة الاميركية وتحاول فرملتها دون جدوى حتى الان، وهي تتخوف من اضطرابات داخلية. وفي هذا السياق، لم تتلق الجهات الرسمية اي رد اميركي حول كيفية معالجة الاحتلال الاسرائيلي، في ظل تبني كامل للذرائع الاسرائيلية حيال عدم التاكد من عودة عناصر قوات «الرضوان» الى قراهم الحدودية، وعدم معالجة ملف صواريخ حزب الله البعيدة المدى، ومزاعم اخرى غير منطقية تهدف الى ارباك الساحة الداخلية ودفع الامور نحو الفوضى، خصوصا ان ثمة من يحاول ربط مسالة اعادة الاعمار بملف السلاح والترتيبات الامنية، وغيرها من الملفات، وهو امر يعد «قنبلة موقوتة»، ولن يتهاون حزب الله في التعامل معها. وكان بارزا بالامس رد عضو الوفاء للمقاومة حسين الحاج حسن على رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي ربط اعادة الاعمار بالاصلاحات، معتبرا ان هذين الملفين منفصلين ولا يمكن الربط بينهما.

السلاح والتطبيع؟

ووفقا للمعلومات، فان القراءات التي أدرجت احتفاظ إسرائيل بالنقاط الخمس في محاولة لتطمين سكان المستوطنات الرافضين العودة اليها في ظل ما يعتبرونه انعدام الامن، تراجعت خلال الساعات القليلة الماضية، وتقدمت قناعة موازية تعتبر ان إبقاء احتلال النقاط الخمس بات اكبر من ضغط على لبنان لنزع سلاح حزب الله، بل تهدف الى فرض شروطها على الدولة اللبنانية سواء ما يعود لتثبيت الحدود المتنازع عليها او لدفع لبنان الى التطبيع، في ظل الاندفاعة الاميركية لفرض «السلام» بالقوة.

عنوان المرحلة؟

وفي هذا السياق، تحدث سفير غربي امام زواره انه لا يوجد أدنى شك في أنّ المرحلة المقبلة في لبنان عنوانها الأبرز سيكون نزع سلاح حزب الله، ومحاولة تهميشه كقوة سياسيّة رئيسيّة في البلاد وداخل المؤسسات الرسميّة، وذلك عبر تجفيف كل مصادر الدّعم الماليّة التي يتلقّاها الحزب من إيران وبعض المتعاطفين معه من المهاجرين اللبنانيين، وبخاصَّةٍ رجال الأعمال في أوروبا والقارّة الأفريقيّة. ومنع وصول أي أسلحة إيرانيّة إلى الحزب لاستعادة قوّته، وتعويض ما خسره من أسلحة وصواريخ وذخائر، وذلك عبر تشديد الاجراءات على الحدود الشرقية، وذلك بالتنسيق مع السلطات الجديدة في سورية.

وفد الكونغرس في بيروت

وبعد ساعات على تاكيد مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز للرئيس عون متابعة الإدارة الأميركية للتطورات في الجنوب، بعد الانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية واستمرار احتلالها لعدد من النقاط الحدودية، دون تقديم اجوبة واضحة عن كيفية اجبار اسرائيل على الانسحاب «ديبلوماسيا»، يصل وفد من الكونغرس الأميركي، يضم السيناتور داريل عيسى وعددا من الشخصيات، اليوم بيروت للقاء كبار المسؤولين والبحث معهم في المستجدات العسكرية والامنية وتطبيق القرار ١٧٠١ وتدعيم اتفاق الهدنة. كما يناقش مع الرئيسين جوزف عون ونواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجي عددا من القضايا السياسية والديبلوماسية.

احباط فرنسي

ووفقا لمصادر ديبلوماسية، اصيبت باريس بالاحباط، بعد رفض الاميركيين الاقتراح الفرنسي بنشر قوات فرنسية مشاركة في «اليونيفيل» في النقاط الخمس، ولهذا جاء بيان وزارة الخارجية الفرنسية، كرفع عتب، حين اكد ان «اليونيفيل»، بما في ذلك القوات الفرنسية، يمكنها الانتشار في هذه المواقع الخمسة في المنطقة المجاورة مباشرة للخط الأزرق الذي يجب ان تنسحب منها القوات الإسرائيلية.

منطقة عازلة

في هذا الوقت، وسعت قوات الاحتلال المنطقة المحتلة وتجاوزت النقاط الخمس عبر انشاء مناطق عازلة تمتد مئات الامتار بين بلدة الخيام وصولا الى بوابة فاطمة في بلدة كفركلا، وصولا الى مدخل بلدة العديسة، حيث تعمل على تغيير معالم المنطقة، حيث تم قضم طريق مركبا حولا ايضا عبر احتلال تلة الدواوير، فيما تسيطر قوات الاحتلا على الطريق بين رامية ومروحين، وكذلك الطريق بمحاذاة اللبونة، ومناطق حرجية داخل الاراضي اللبنانية.

حشد مهيب في يوم التشييع

في غضون ذلك، تتوجه الانظار الى مراسم تشييع الامين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله، والسيد الشهيد هاشم صفي الدين الاحد المقبل، وفيما يشهد مطار بيروت حضورا مكثفا خصوصا من العراق وايران، وبحسب اللجنة المنظمة في حزب الله فان المشاركة ستكون من نحو 79 دولة من كل أرجاء العالم بين مشاركات شعبية ورسمية. وتتوقع مصادر مطلعة ان يكون الحشد مَهيبا، في ظل انعكاس محاولات تهشيم الحدث من قبل اعداء المقاومة في الداخل والخارج، ايجابا على الحضور.

المجلس الشيعي يدعو لاوسع مشاركة

وفي السياق، دعا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيان «اللبنانيين بعامة وأبناء الطائفة الشيعية بخاصة، إلى أوسع مشاركة في مراسم تشييع الأمينين العامين لحزب الله، يوم الأحد 23 شباط 2025 في بيروت، ويوم الاثنين في 24 الجاري في بلدة دير قانون النهر في جنوب لبنان»، واعتبر «هذه المشاركة مناسبة تاريخية لتأكيد وحدة الموقف تجاه الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل لبنان، وتأكيدا جامعا على إدانة العدوان الصهيوني وتمسكا حازما بالإنسحاب الكامل لقوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية.

نفي من البطاركة الكاثوليك

في هذا الوقت، نفت الأمانة العامة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك نفيًا قاطعًا ما تناقلته وسائل إعلام من أن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان قرّر مقاطعة مراسم تشييع الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، وخلفه السيد هاشم صفيّ الدين. وقالت في بيان ان هذا «الموضوع لم يتطرّق اليه أعضاء المجلس في اجتماعاتهم لا من قريب ولا من بعيد، وبالتالي هذا الخبر هو عارٍ من الصحة جملةً وتفصيلاً.»

«الاشتراكي» واللحظة الوطنية

في هذا الوقت، أعلن الحزب التقدمي الاشتراكي مشاركته عبر ممثلين عنه، وقد أشار الحزب التقدمي الاشتراكي الى ان «أمام مشهدية الاستشهاد يوجّه الحزب التقدمي الإشتراكي التحية لأرواح الشهداء الذين قضوا على مدى التاريخ الطويل في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ويدعو في هذا السياق جميع اللبنانيين إلى لحظة وطنية في يوم تشييع الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، اللذين تشكل شهادتيهما تكريساً لمسارهما في المقاومة فوق كل الاختلافات». وامتنع تيار المستقبل «لاعتبارات سياسية» عن المشاركة، كما قال الامين العام «للتيار» احمد الحريري، فيما لا تزال مسألة المشاركة الرسمية بعد توجيه حزب الله دعوات إلى الرؤساء الثلاثة للمشاركة غير معلنة، وقد تبقى غير معلومة حتى موعد التشييع. لكن المؤشرات حتى اللحظة تشير الى مشاركة الرئيس نبيه بري، ويجري البحث في ان يكون حضوره بصفة ممثل عن الرؤساء الثلاثة.

تكلفة اعادة الاعمار؟

في هذا الوقت، ترأس رئيس مجلس الوزراء نواف سلام بعد ظهر امس اجتماعا في السرايا خصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الاضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية والخطة الاولية لتمويل مشاريع اعادة الاعمار، حيث تبين ان التكاليف قد تصل الى ما يتجاوز الـ10 مليارات دولار. وقد شارك في الاجتماع وزراء المال ياسين جابر، الطاقة والمياه جوزيف الصدي، الاقتصاد والتجارة عامر البساط، الاتصالات شارل الحاج، الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، البيئة تمارا الزين ووفد من البنك الدولي برئاسة المدير الأقليمي جان كريستوف كاريه.

250 مليون دولار من البنك الدولي

بعد الاجتماع قال وزير المال ياسين جابر ان الاجتماع كان مع رئيس مكتب لبنان وخبراء في البنك الدولي واللجنة الوزارية التي تبحث في موضوع الاعمار، فالبنك الدولي اعد دراسة اولية لمشروع اعادة الاعمار تتركز بشكل أساسي على البنى التحتية وإزالة الركام الموجود اليوم في المناطق، وبخاصة في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، وكلفة المشروع حوالى مليار دولار والبنك الدولي سيقدم اولا ٢٥٠ مليون دولار، ولكن بمجرد اقرار هذا المبلغ من البنك من المؤكد انه ستكون هناك مساهمات من دول أخرى، من اجل السير قدما بالمشروع، فوجود البنك الدولي اساسي ومهم ويعطي مصداقية للمشروع، فالدراسة اولية كما قلت، وهي تقدر الخسائر المباشرة لإعادة الإعمار والخسائر غير المباشرة أيضا. وردا على سؤال عن التقديرات الاولية لحجم الخسائر، قال الوزير جابر ان الارقام ما زالت اولية، وبالطبع الخسائر تقدر بمليارات الدولارات.

اولوية مكافة الفساد

سياسيا، قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال ترؤسه اجتماعًا للجنة الاستشارية الدستورية والقانونية : «‏مهمتكم المساعدة في أداء المهام الدستورية والقانونية الملقاة على عاتق رئيس البلاد، وذلك استنادًا إلى المصلحة العامة، بهدف استكمال تطبيق الدستور ومعالجة ثغره، انطلاقًا من خطاب القسم والبيان الوزاري. و قال الرئيس عون أمام الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ان» الفساد بات، وللأسف، ثقافةً... ولن يتوقّف إذا لم تكن هناك محاسبة». وتوجه الى الوفد بالقول: لا تتردّدوا في تطبيقِ القانون، وليكنِ الحكَم ضميركم وأخلاقكم، ولا تخضعوا للضغوط من أيّ جهةٍ أتَت». اضاف: دوركم أساسيّ في المرحلة المقبلة، والجميع يجب أن يكون تحت سقف القانون، بدءًا من رئيسِ الجمهورية.

**************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

في وداع السيد: اكتمال التحضيرات وإعادة تأهيل المدينة الرياضية ليوم التشييع الكبير
 

عادت الروح إلى «المدينة الرياضية» بعد سنوات من الإهمال. ملعب كميل شمعون الشاسع ينغل بالشبان الذين يرفعون الأعمدة لتثبيت الشاشات ومكبّرات الصوت، و«المؤثرين» الحاضرين من العراق لتغطية التشييع في جميع مراحله. الساحة التي كانت موقفاً للسيارات تمتلئ بآلاف الكراسي. لا أعلام لفرق أو منتخبات رياضية، بل أعلام حُمر وصُفر.

في المدينة الرياضية، الأجواء غير حماسية بل كئيبة، أصوات اللطميات والندبيات تصدح أينما كان، وصور الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين الضخمة تستقبلك وتودعك، وشعور أنّ موعد التشييع لم يعد بعيداً لا يفارقك.

لم يكن الملعب بالشكل الذي يبدو عليه قبل القرار باستخدامه لمراسم التشييع. المشهد اليوم نتيجة «ورشة تأهيل طويلة على صعيد تنظيف الكراسي من الصدأ، صيانة الحمامات والمداخل، تركيب الإنارة...»، كما يقول المشرف العام على مراسم التشييع علي ضاهر لـ«الأخبار»، متعهّداً لمجلس إدارة المدينة بـ«تسليمه أفضل مما كان عليه، وعدم إلحاق الضرر بالعشب».

وقد أنجزت الفرق المسؤولة الأمور اللوجستية من نصب الرايات واللافتات وتركيب ست شاشات في حرم المدينة بشكل يسمح بالاستفادة من كل زاوية في الملعب. ومع ذلك، لا يتوقع ضاهر أن يستوعب المكان كلّ الحضور، لكنه يبتعد عن لغة الأرقام في تقدير العدد الإجمالي، ويقول: «خلي تحكي الصورة»، لافتاً إلى أن «القدرة الاستيعابية القصوى للملعب تصل إلى 65 ألف شخص، قمنا برفعها إلى ما بين 80 و85 ألفاً».

وفي خريطة انتشار الحشود، تقدّر اللجنة العليا للتحضير لمراسم التشييع أن تستوعب أرضية الملعب 23 ألف شخصٍ، والجانب الأيمن من المدرجات المخصّص للرجال 20 ألفاً، فيما الجانب الأيسر الذي يتسع لـ 30 ألفاً سيُخصص للسيدات. وبعد امتلاء المدرجات، توجّه النساء إلى مساحة مجاورة تتسع لـ 15 ألفاً، والرجال إلى موقف السيارات الذي يتسع لـ 30 ألف شخصٍ. «ويمكن إفساح المجال للجلوس على الأرض، مع الحرص على ترك مساحة فارغة لتأمين خروج الناس».

قبل أن تبدأ مراسم التشييع عند الواحدة بعد الظهر، «سنقوم بإشغال الحاضرين منذ التاسعة والنصف صباحاً ببرنامج من الأنشطة المرتبطة بالمناسبة». ثم تنطلق المراسم بتلاوة جماعية للقرآن الكريم عبر فرقة «آيات»، وتلاوة النشيد الوطني ونشيد حزب الله عبر الفرقة المركزية لكشافة الإمام المهدي. بعدها، «يدخل النعشان في آلية مخصّصة بحجم القاطرة والمقطورة ومقفلة بالزجاج من خلف السّتار، وتدور حول أرضية الملعب لـ 10 دقائق على صوت الشهيد نصرالله وفقرة وجدانية»، على أن تلي ذلك كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

السيناريو الذي يتوقعه حزب الله لما بعد مراسم التشييع في المدينة الرياضية أن لا تكون هناك مسارات للمشي في التشييع نظراً إلى العدد الضخم الذي سيملأها كلها، «الناس سيخرجون إلى الطرقات منذ الصباح، وستملأ السيدات خط «BHV» والرجال خط السفارة الكويتية مع جميع متفرعات الخطين». لذلك، «سينصب الشباب حواجز لتأمين مرور آلية نقل الجثمانين الثانية، والأكبر حجماً، بين الناس إلى مكان الدفن»، وقبل وصولها، سيُحمل النعشان على الأكتاف. كلّ هذه المراسم ستقوم اللجنة الإعلامية بتأمين «النقل المباشر لها بأربع لغات: العربية، الإنكليزية، الفارسية والتركية، وباستخدام 96 كاميرا».

على الصعيد الأمني، «نسّقنا مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية وستنتشر عناصرهم إلى جانب عناصر الانضباط في حزب الله لحفظ الأمن». وستكون هناك مضائف شعبية في أماكن التّجمعات ومواقف السيارات والمسارات الرديفة غير الأساسية المؤدية إلى مكان التشييع. أما عن تأمين وصول الناس من المناطق البعيدة، فستشرح اللجنة العليا لمراسم التشييع في المؤتمر الصحافي اليوم، عن الطرقات التي ستكون مقفلة أو مفتوحة أمام الحضور، علماً أن هناك مبادرات فردية لتأمين نقل الضيوف من المناطق البعيدة ومبيتهم، كما «ستُفتتح مؤسسات ومجمّعات ومدارس خاصة لاستقبال الحاضرين مساء غد السبت».

إلى جانب الحضور المحلي، هناك وفود رسمية وشعبية من عدة بلدان، «وأكبر الوفود الشعبية من الجمهورية الإسلامية في إيران والعراق، علماً أنه لو كانت شركات الطيران تنقل الركاب بشكل طبيعي من إيران ولو كانت الحدود السورية البرية مفتوحة كما كان عليه الوضع قبل سقوط نظام بشار الأسد لتضاعف عدد الحاضرين».

1500 متطوّع «صحّي» و100 سيارة إسعاف

يحضّر الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية لتغطية استثنائية لخدمات الإسعاف والإطفاء والإنقاذ والطوارئ في يوم تشييع الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين بعد غدٍ الأحد. ويشارك في لجنة الطوارئ «1500 متطوّع بين مسعف/ة وممرّض/ة وطبيب/ة، موزّعين على 60 خيمة مجهّزة بغرفة عمليات خاصة لاستقبال المصابين والتدخل السريع، إلى جانب 100 سيارة إسعاف ستنتشر على طول مسار التشييع»، بحسب المسؤول الإعلامي في الدفاع المدني محمود كركي.

وفي تفاصيل خريطة انتشار الفرق الصحية والطبية، «سيكون هناك أكثر من 5 أطباء من مختلف التخصصات في 32 خيمة إلى جانبي مسار التشييع في طريق المطار وصولاً إلى مرقد الشهيد نصرالله، و12 طبيباً في كلّ من الخيمتين في المدينة الرياضية، كما ستنتشر الفرق في الطرقات التي سيسلكها الضيوف من صور والنبطية إلى الزهراني ومنها إلى خلدة وعلى خط ضهر البيدر للقادمين من البقاع».

واستعداداً لهذا اليوم على أكمل وجه، «شبّكنا مع الجهات الصحية المختلفة: كشافة الرسالة، والدفاع المدني اللبناني، والصليب الأحمر، وهيئة الإسعاف الشعبي، للانتشار على كل الطرق. كما ستكون المستشفيات القريبة من مكان التشييع في حالة استنفار عالية تحسباً لأي طارئ، علماً أن الخيم الإسعافية يمكنها التدخل الفوري وعلاج المصابين من دون حاجة إلى نقلهم إلى المستشفيات».

والإصابات التي يتوقع الدفاع المدني التصدّي لها بحسب طبيعة الحدث وبعد جولة ميدانية للمخاطر المحتملة وإجراءات السلامة العامة هي «حالات اختناق وإغماء وإصابات قد تنجم عن التدافع والضغط النفسي». وفيما يزيد احتمال وقوع حالات اختناق داخل النفق الذي يمرّ من السفارة الكويتية إلى مستديرة الجندولين «زوّدت الهيئة الصحية المكان بأجهزة أوكسيجين، وشفاطات مربوطة بمنظومة كهربائية خاصّة».

وإلى جانب خدمات الإسعاف، وضعت الهيئة خططاً للإطفاء والإنقاذ، تقوم على «نشر 20 سيارة إطفاء داخل مسار التشييع و10 سيارات خارجه، و25 دراجة نارية مجهّزة بأجهزة إطفاء للتدخل السريع تحسباً لوقوع حوادث سير أو أي خلل كهربائي في الشاشات العملاقة المنتشرة على الطرقات». وعلى صعيد الإنقاذ، «ستكون هناك فرق على الطرق المؤدية إلى مكان التشييع للتصدي لحوادث السير التي قد تعيق حركة المرور».

القوى الأمنيّة في أعلى درجات الجهوزيّة

يفرض تشييع الشهيد السيّد حسن نصرالله على القوى الأمنيّة التحسب لكل السيناريوهات بسبب الحجم غير المعتاد للجماهير التي يتوقّع أن تتدفّق إلى الشوارع. ولهذه الغاية أعدّ الجيش وبقية الأجهزة الأمنيّة خطّة أمنيّة دقيقة، مع رفع تدابير الجهوزيّة إلى أعلى مستوياتها، بما فيها عدد ضخم من العناصر سيكون على الأرض، وعدد مماثل جاهز للتدخّل في حال حصول أي طارئ، علماً أن الجيش وقوى الأمن أصدرا تعميمين بحجز كل العسكريين يوم الأحد.

وقالت مصادر أمنيّة متابعة إنّ التنسيق بين الأجهزة الأمنيّة سيكون على أعلى مستوياته، بعدما شُكّلت غرفة عمليّات مقرّها «ثكنة هنري شهاب» تنسّق بين الأجهزة والقطعات، لحفظ أمن المدينة الرياضيّة ومحيطها، ومحيط مكان دفن السيّد نصرالله. وبالتوازي ستُتخذ تدابير مماثلة في كل المناطق والأقضية التي سيسلكها المُشاركون، والتي سينتشر فيها عناصر أمنيّون من مختلف الأجهزة، على أن تتولى المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي إجراءات تسهيل المرور وفتح الطرقات ربطاً بالازدحام المُرتقب وباحتمال اشتداد العاصفة. كما سيُقفل عددٌ من الطرق المؤديّة إلى مكان التشييع، كجسر عماد مغنية في الضاحية وأنفاق خلدة باتّجاه طريق المطار، وتحويل مسالك المطار، لتحويلها إلى طرقٍ أُخرى. فيما سيتم تأمين مسارات موحّدة للمشاركين، وأُخرى للمغادرين أو الواصلين إلى مطار رفيق الحريري في بيروت بقصد السفر.

ولفتت المصادر إلى أنّ قوى الأمن ستبدأ الإجراءات من اليوم، لتصل إلى ذروتها بعد ظهر غد السبت، من إقفال طرقات ومنع ركن السيارات على جوانب الطرقات في عدد من المناطق المؤدية إلى المكان. وبالتالي، ستكون تدابير السيْر استثنائيّة، مع إجراءات أمنيّة تفرضها قوى الأمن التي ستنتشر أيضاً في عدد من الأماكن، باعتبار أن مهام عناصرها لن تكون محصورة بالسيْر.

أمّا الجيش فسيقوم بإجراءات متعدّدة بعدما رفع درجات الجهوزيّة إلى أعلى مستوياتها، وتحضّر لخطّة ضخمة سينفّذها بعد غد الأحد في الساعات التي تسبق موعد التشييع، على أن ينتشر في العديد من المناطق، مع الأخذ في الاعتبار حجم المشاركة الشعبيّة من مختلف المناطق، إضافةً إلى الفرضيّات والهواجس الأمنيّة، وسبل معالجتها سريعاً، خصوصاً داخل مكان الحدث. وفي هذا الإطار، يفترض أن ينتشر عناصر الجيش عند المداخل المؤدية إلى المكان، وكذلك داخله، وعلى سطوح الأبنية في المناطق والمخيّمات المحيطة بالمدينة الرياضية.

وفي سياق متّصل، أصدر وزير الدّفاع ميشال منسّى قراراً بتجميد مفعول تراخيص حمل الأسلحة على الأراضي اللّبنانيّة كافّة، اعتباراً من الغد وحتّى يوم الثلاثاء، باستثناء حمل الأسلحة صفة دبلوماسيّة، وصفة خاصّة الممنوحة لمرافقي الوزراء والنّواب الحاليّين والسّابقين ورؤساء الأحزاب ورؤساء الطّوائف الدّينيّة، عندما يكونون برفقة الشّخصيّة فقط، إضافةً إلى التراخيص الممنوحة لموظّفي السّفارات الأجنبيّة.

******************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

حافلات مفخخة في تل أبيب بعضها انفجر وبعضها مُعدّ للتفجير… والردّ في الضفة

انتفاضة المسافرين في مطار بيروت دفاعاً عن حقهم برفع صور السيد نصرالله
حملة شائعات لمحاصرة التشييع وزرع الفتن والردّ بنفي بطريركيّ ودعوة اشتراكيّة

بينما تتمّ غداً الخطوة الأخيرة في عمليّات تبادل المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وسط تساؤلات عن مستقبل التفاوض حول المرحلة الثانية، ضجّت وسائل الإعلام العبريّة بخبر انفجار حافلات إسرائيليّة لنقل المستوطنين في تل أبيب واكتشاف حافلات أخرى مفخّخة بعبوات معدّة للتفجير، ولم تصل التحقيقات إلى أي خيوط تُحدّد جهة التنفيذ، فيما سارع قادة الكيان إلى الإعلان عن تصعيد الحملات العسكرية والأمنية في الضفة الغربية، وهو توجّه يخدم معادلة الأمن الاستراتيجي لكيان الاحتلال، بعد فشل الحرب في غزة وجنوب لبنان بتأمين عودة الحياة إلى جنوب وشمال فلسطين المحتلة وبات المدى الجغرافي الفعلي للكيان محصوراً بين حيفا شمالاً وعسقلان جنوباً، وصارت الضفة الغربية مصدر الأمن الحيوي لإسرائيل الصغرى.

في لبنان، تواصلت عمليات الشحن والتحريض التي تستهدف بيئة المقاومة، ووسط الإجراء غير المفسّر للحكومة بمنع هبوط الطائرات الإيرانية في مطار بيروت، بعدما سقطت مزاعم العقوبات الأوروبية بظهور مطارات دوليّة عديدة تحت المظلة الغربية تتعامل مع الشركات الإيرانية ذاتها من دون قيود. ومع عودة المسافرين الذين احتجزوا بسبب تعطّل خط الطيران الإيراني إلى مطار بيروت واجهت بعضهم تحرّشات من عناصر زعمت انتسابها للأجهزة الحكومية تطلب منهم عدم رفع صور السيد حسن نصرالله، فكانت انتفاضة بدأتها شابّة وقفت وسط الجموع رفعت صوتها بلغة وطنيّة قويّة وواضحة أسكتت المتحرّشين، وما لبثت صرختها أن تحوّلت الى هتاف مدوٍّ في صالات المطار للسيد نصرالله، وقد طرحت أسئلة عما إذا كان التصرّف الأرعن وغير القانوني في المطار يعبر عن قرار رسميّ، أم أنه تصرف حاقد يعبّر عن استغلال الصفة من قبل صاحبه، وفي الحالتين لا يزال الأمر بانتظار توضيحات لم تصدر.

مع اقتراب موعد تشييع السيد حسن نصرالله يوم الأحد، شهدت الساحة الإعلامية حملة تحريض وشائعات، فتحوّل بعض الشاشات إلى مصدر إطلاق الأكاذيب وترويج معلومات مفبركة لثني المشاركين عن الذهاب للتشييع، ومنها محاولات لدعوة تيار المستقبل لدعوة مناصريه لمقاطعة التشييع، ردّ عليها مسؤولون في التيار بأنهم ليسوا وقوداً لتنفيذ سياسات عدائيّة للبعض ومَن يريد قتال جمهور المقاومة، فليفعل ذلك بجمهوره ولا يحلم باستعمال جمهور الحريريّة لهذه الغاية، بينما أصدر الحزب التقدمي الاشتراكي بيان تحية لشهادة نصرالله وموعد تشييعه، وأصدرت البطريركيّة المارونيّة بيان نفي لما نُسب إليها من تعميم يدعو لعدم المشاركة في التشييع.

فيما يواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، تتجه الأنظار الى يوم الأحد المقبل الذي سيشهد حفل تشييع الشهيدين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في المدينة الرياضية في بيروت، حيث تتوالى الدعوات الموسّعة للمشاركة بالتشييع الوطني المهيب، وتستمر التحضيرات على قدم وساق.

وأفادت مصادر «البناء» عن حشود غفيرة من خارج لبنان من دول عربية وإسلامية وأجنبية عدة ستصل خلال اليومين المقبلين إلى بيروت وتقدر بعشرات الآلاف للمشاركة في التشييع، كما أفادت بأن الجمهورية الإسلامية في ايران ستتمثل بوفد رفيع.

وأفادت مصادر قناة «الجديد» إلى أنه من المرجّح حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري التشييع يوم الأحد ممثلاً الدولة اللبنانية الرسمية، وإلقاؤه كلمة في هذه المناسبة الوطنية. كما سيكون خلال الحفل كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

وعلمت «البناء» أن الأجهزة الأمنية كافة ستتخذ يوم الأحد إجراءات مشدّدة في كامل أنحاء بيروت لا سيما في الضاحية الجنوبية والمدينة الرياضية لمواكبة مراسم التشييع وضبط الأمن.

ووصل أمس، إلى مطار بيروت اللبنانيون العالقون في إيران بسبب منع الحكومة اللبنانية الطائرة الإيرانية من الإقلاع من مطار طهران الى مطار بيروت بعد تلقي لبنان تهديدات إسرائيلية بقصفها، وذلك برحلة عبر طيران الشرق الأوسط.

ودعا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيان «اللبنانيين بعامة وأبناء الطائفة الشيعية بخاصة، إلى أوسع مشاركة في مراسم تشييع الأمينين العامين لحزب الله، الشهيدين الكبيرين سماحة السيد حسن نصر الله وسماحة السيد هاشم صفي الدين»، واعتبر «هذه المشاركة مناسبة تاريخية لتأكيد وحدة الموقف تجاه الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم في سبيل لبنان، وتأكيداً جامعاً على إدانة العدوان الصهيوني وتمسكاً حازماً بالإنسحاب الكامل لقوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية».

بدوره، وجّه الحزب التقدمي الإشتراكي التحية لأرواح الشهداء الذين قضوا على مدى التاريخ الطويل في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ودعا أنصاره الى المشاركة في التشييع، كما دعا جميع اللبنانيين إلى لحظة وطنية في يوم تشييع الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، اللذين تشكل شهادتهما تكريساً لمسارهما في المقاومة فوق كل الاختلافات». وأضاف: «وإذ يتمسك الحزب التقدمي الاشتراكي بتراثه والتزامه النضالي في هذا السياق، مستذكراً التاريخ المُقاوم الذي جمعه بالحركة الوطنية والمقاومة الوطنية وحركة أمل والمقاومة الإسلامية، يجدّد تعازيه بالشهيدين الراحلين، ويشدّد على روح التضامن الوطني التي تجلّت في مراحل العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأن تتكرّس أكثر في الخطاب والأداء السياسي في هذه المرحلة الجديدة التي تتطلب تكاتف وتعاون الجميع على قاعدة الشراكة والتفاهم لمنح لبنان واللبنانيين الفرصة التي يستحقون، وإعطاء الشهداء معنى إضافيًا لاستشهادهم».

من جهته، شدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن أنه «لن يمنعنا أحد من تشييع السيد حسن نصر الله وسيتجلى حبّ الناس للسيد بحضورهم يوم الأحد ومن يمنعه ظرفه من الحضور سيكون حاضرًا بقلبه»، لافتًا إلى أن السيد حسن نصر الله سيبقى في قلوب المحبين والمستضعفين وأحرار العالم.

وأكد الحاج حسن أن حزب الله ما زال موجودًا وقويًا ومستمرًا كما كان بعد أن تلقى الضربات.

وفي حديث لقناة «المنار»، شدّد الحاج حسن على أننا سنتسمك أكثر بالوفاء والطريق والدرب والدين والولاية والوطن والأرض بعد شهادة الشهيد الأقدس السيد حسن نصر الله والسيد الهاشمي هاشم صفي الدين، مردفًا: «سيتحوّل حزننا إلى غضب وأشواقنا إلى ولاء وكل ما فينا إلى ولاية وإخلاص وعهد». وأضاف: «السيد حسن نصر الله كان له عدد من المؤسسات التابعة له المخصّصة للناس، منها التقديمات الصحية، وتقديمات الزواج وغيرها»، مشيرًا إلى أن السيد حسن نصر الله كان متواضعًا ولديه كاريزما تاريخية ويملك قوة الخطاب». وقال: «إنه ليس من مصلحة أحد عرقلة عملية إعادة الإعمار»، مؤكدًا أنه «لدينا الوسائل ولكل مقام مقال ولكل تطور موقف وهذا عهد والتزام».

إلى ذلك، تمثل الحكومة الجديدة أمام المجلس النيابي لنيل الثقة على أساس بيانها الوزاري الأسبوع المقبل، ووفق معلومات «البناء» فإن البيان الوزاريّ سيخضع لبعض التعديلات وربما الإضافات بناء على كلمات النواب والمناقشات، وتوقعت أوساط نيابية لــ»البناء» أن تنال الحكومة الثقة بأكثر من ثمانين نائباً، على أن تنطلق بورشة عمل واسعة في كافة المجالات السياسية والمالية والاقتصادية والإصلاحية لا سيما استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وتطبيق القوانين الإصلاحية التي أقرّها مجلس النواب في السنوات الماضية، إضافة الى إصلاح الكهرباء والاتصالات والمطار. كما علمت «البناء» أن الحكومة تحضّر سلة تعيينات في المواقع الأمنية والعسكرية والقضائية والإدارية وقد تأخذ باقتراح رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون باعتماد المداورة في هذه المواقع وأن لا تبقى وظيفة حكراً لطائفة.

وشدّد الرئيس عون أمام الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أن «الفساد بات، وللأسف، ثقافةً… ولن يتوقّف إذا لم تكن هناك مُحاسبة». وتوجه الى الوفد بالقول: «لا تتردّدوا في تطبيقِ القانون، وليكنِ الحكَم ضميركم وأخلاقكم، ولا تخضعوا للضغوط من أيّ جهةٍ أتَت».

وأوضح وزير المال ياسين جابر بأن هناك طريقتين لتعطيل قانون إمّا عدم إصدار المراسيم أو عدم تعيين الهيئة الناظمة، وشعار «وزارة المال للحرامية» يُحفّزنا على العمل وسنثبت أن الطائفة الشيعية مليئة بالكفاءات وكما نجحتُ بوزارات أخرى سأكرر ذلك في المالية، والأهم أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الناس.

وأوضح جابر في حديث تلفزيوني أن المقاومة وِجدت لأنها كانت ضرورة وطالما الاستقرار والأمن موجودين، ستشعر الناس بالأمان. وذكر بأن واشنطن لن توقف مساعداتها للجيش اللبناني وهذا الأمر يجب أن ينسحب على الجميع، وكلنا وراء الجيش وأحييه وأثني على جهده الكبير الذي يقوم به وسنكون إلى جانبه لتأمين كل ما يحتاجه.

وأردف «طالما تأمّن الأمن والاستقرار في الجنوب فلا أظّن أن أحدًا يريد أن يُقتل أولاده»، و»بتنوجد المقاومة لما يكون في احتلال»، وسيكون هناك عمل دبلوماسي لإخراج إسرائيل من النقاط الـ5 التي تتمركز فيها.

وشدد جابر على أن مطار بيروت لكلّ اللبنانيين وليست هناك رغبة لإثارة مشكلة مع إيران، وعند وجود تهديدات لأمن المطار اضطرت الحكومة عبر وزارة الأشغال لاتخاذ قرار بمنع الطائرة الإيرانية من الهبوط والجهود مستمرّة لإيجاد حلّ.

قضائياً، فسخت الهيئة الاتهامية في بيروت قرار قاضي التحقيق الأول في بيروت بِلال حلاوي، بترك المحاميَين مروان عيسى الخوري وميشال تويني، اللذين كانا أوقفا مع الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة في ملف حساب الاستشارات في المصرف، مقابل كفالة مالية. وأعادت الهيئة الملف إلى القاضي حلاوي، طالبةً توقيف المحاميَين ولم يتخذ حلاوي بعد أي قرارٍ في هذا السياق.

وكان المدعي العام المالي علي إبراهيم استأنف قرار الترك المتخذ من قبل حلاوي أمام الهيئة الاتهامية في بيروت.

على صعيد آخر، أفاد مصدر قضائي فرنسي، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، عن «إرجاء إصدار القرار بشأن الإفراج عن الناشط اللبناني جورج عبدالله حتى 19 حزيران».

وتجدر الإشارة إلى أن محكمة الاستئناف الفرنسية كانت ستصدر اليوم في العشرين من شباط قرارها بشأن الحكم الصادر بالإفراج عن جورج عبد الله، والذي جرى استئنافه.

وكان قد وقع عدد من النواب عريضة بمبادرة حيث وجّهت العريضة إلى الحكومة الفرنسية للمطالبة بالإفراج عن الناشط جورج إبراهيم عبدالله المعتقل تعسفًا في السجون الفرنسية منذ 41 عامًا بتهمة التواطؤ في اغتيال دبلوماسيين أجنبيين.

****************************************

افتتاحية الأنباء:

قمة في الرياض رفضاً لتهجير الفلسطينيين... والنائب جنبلاط: لإطلاق الإصلاحات لتطوير لبنان
 

ملفات صعبة أمام الحكومة التي يفترض أن تبدأ بعد نيل ثقة مجلس النواب الأسبوع المقبل ورشة عمل كبرى. فيما التحديات أمامها كبيرة، ما يتطلب تعاون الجميع لمواجهتها، لا سيما مسألة الانسحاب الاسرائيلي الكامل ووقف الخروقات والانتهاكات اليومية لاتفاق وقف النار. 

جنبلاط 

وأمس أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط أنه لا يمكن تحقيق سيادة لبنان فيما بعض أراضيه محتلة، وأنه يجب تحرير تلك الاراضي بما يتوافق مع الاتفاق الأميركي لوقف إطلاق النار والذي يتضمن تطبيق القرار الاممي 1701. واعتبر ان "استمرار إسرائيل باحتلال 5 نقاط في جنوب لبنان، يشكل تحديا للقانون الدولي وللمجتمع الدولي".

وقال خلال استقباله رئيسة مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الأوروبي إيراتكسه غارسيا بيريز Iratxe García Pérez والوفد المرافق، "ان لبنان يتقلب ما بين أوقات صعبة وأخرى واعدة، واننا في هذه اللحظات الصعبة نجد أنفسنا على مفترق طرق. فإما أن نسلك طريق الاصلاحات، او نستمر في متاهات لا متناهية من انعدام الأمل". 

وإذ شدد جنبلاط على مسؤولية الدولة اللبنانية في إعادة إعمار ما هدمته الحرب، لفت إلى أن هذا الأمر يحتاج أيضا إلى الدعم العربي والدولي.

واكد ان الحزب التقدمي الإشتراكي سيبقى ملتزماً بالمطالبة بتنفيذ القرار الأميركي المتعلق بوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وهدنة العام 1949. كما أكد أنه "يتوجب على لبنان أن يبقى السلاح فيه حصرا بيد المؤسسات الشرعية، وأن يكون الجيش اللبناني هو الوحيد المولج الدفاع عن أراضيه". 

واكد جنبلاط "ان حل الدولتين الذي تبنته القمة العربية في العام 2002 في بيروت، يبقى الحل الوحيد للصراع الأطول والمستمر في الشرق الأوسط". وشدد على حق للفلسطينيين كأي شعب آخر، بإنشاء دولة مستقلة. 

بيريز

من جهتها، اشارت بيريز إلى أن هدف مهمتها هو دعم كل ما يضمن الاستقرار في المنطقة، مشددة على أن الشرط الوحيد لضمان السلام في المنطقة هو عبر تطبيق حل الدولتين، بحيث يمكن للفلسطينيين أن يعيشوا بحرية في بلدهم، والأمر نفسه ينطبق على اسرائيل.

وأبدت بيريز أملها بأن يسير لبنان على سكة الإصلاحات التي يحتاجها، معتبرة انها لحظة أمل للبنان ولأوروبا التي تريد من هذا البلد ان يكون حليفا أساسيا لها في المنطقة، مؤكدة دعم الاتحاد الأوروبي المستمر للبنان. 

ملفات الحكومة

وبانتظار نيلها ثقة المجلس النيابي، تنكب الحكومة الجديدة على دراسة ملفاتها المختلفة وإعداد مشاريعها الإصلاحية والتحضير لإطلاق ورشة إعادة الإعمار وتطبيق القرار 1701 وإتفاق وقف إطلاق النار. وفي هذا السياق ترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام اجتماعا في السرايا خصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الأضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية، والخطة الأولية لتمويل مشاريع إعادة الإعمار. 

بعد الاجتماع أشار وزير المال ياسين جابر إلى أن البنك الدولي أعد دراسة اولية لمشروع إعادة الإعمار تتركز بشكل أساسي على البنى التحتية وإزالة الركام، لافتاً إلى أن كلفة المشروع حوالي مليار دولار والبنك الدولي سيقدم اولاً ٢٥٠ مليون دولار، وبمجرد إقرار هذا المبلغ ستكون هناك مساهمات من دول أخرى، من أجل السير قدما بالمشروع. اضاف، "الامر يحتاج الى جهد حتى نستطيع تحضير  أنفسنا بسرعة لانجاح المشروع، الذي من  الممكن ان يعرض  في أواخر آذار على مجلس إدارة البنك الدولي،  في هذا الوقت يكون للبنان يعمل على تحضير مؤسساته لمواكبة هذا المشروع، وإجراء التغيرات اللازمة كي يعتبر الإعمار  بالنسبة للقوانين اللبنانية حالة مستعجلة". 

قمة الرياض 

وفي إطار الرد العربي على خطة تهجير الفلسطينيين من غزة، تستضيف العاصمة السعودية الرياض، اليوم، قمة تشاورية تضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الأردن ومصر، لتعزيز التعاون والتنسيق بين هذه الدول.

ووفقاً لمصدر سعودي مسؤول، فإن هذا اللقاء يأتي في سياق اللقاءات الودية الخاصة التي جرت العادة على عقدها بشكل دوري منذ سنوات بين قادة مجلس التعاون والأردن ومصر، وذلك في إطار العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع القادة، وتسهم في تعزيز التعاون والتنسيق والتشاور بين دول المجلس والأردن ومصر.

وأشار إلى أنه "فيما يتعلق بالعمل العربي المشترك وما يصدر من قرارات بشأنه، فإنه سيكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة القادمة التي ستنعقد في جمهورية مصر العربية الشقيقة".

ويأتي هذا اللقاء التشاوري للبحث بالتطورات التي تمر بها المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى بقية الملفات الإقليمية الأخرى. فالتنسيق بين هذه الدول أمر مهم لاعتبارات جيو - استراتيجية واقتصادية، كما أن دعوة ولي العهد السعودي لعقد هذه القمة واحتضان المملكة لها يعكسان الدور المهم والقيادي الذي تضطلع به الرياض على صعيد السياسة الإقليمية والدولية، كما في الوساطة المهمة والناجحة التي قامت بها المملكة بين الولايات المتحدة وروسيا مؤخراً.

اتفاق غزة

في غضون ذلك، سعت إسرائيل وحركة حماس لطي المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، وقررتا إطلاق سراح عدد من الأسرى في محاولة لتسريع إطلاق مفاوضات المرحلة الثانية، التي تناقش الوقف الدائم للحرب، واليوم التالي للقطاع.

وأعلن رئيس حماس في غزة خليل الحية، أن الحركة "قررت الإفراج يوم غد السبت عمن تبقى من أسرى الاحتلال الأحياء، المتفق على إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، وعددهم 6 أسرى"، مشيراً إلى "تسليم 4 جثامين لأسرى يوم أمس".

وفي حال مضى الاتفاق، تكون إسرائيل قد حصلت في المرحلة الأولى على 33 أسيراً، ويتبقى لدى حماس 59 محتجزاً آخرين من بينهم 28 قتيلاً على الأقل.

*****************************************

افتتاحية صحيفة النهار


أولى المقاربات لإعادة الإعمار: أكثر من 14 مليار دولار عون وسلام يستعدان لطلب الدعم بسلاح “الشفافية”

 

وفد البنك الدولي شرح للجانب اللبناني في اجتماع السرايا الوسيلة الأنجع من أجل التوجه إلى المجتمع الدولي لطلب المساعدة، ونصح بضرورة تأسيس صندوق من أجل أموال إعادة الإعمار وأن يترافق ذلك مع إصلاحات تظهر الشفافية في  استخدامها.

 

وسط ترقّب حذر لمصير المساعي الديبلوماسية الكثيفة الجارية لحمل إسرائيل على الانسحاب من المواقع الخمسة الحدودية التي لا تزال تحتلها على الحدود اللبنانية- الاسرائيلية، شرعت الحكومة الجديدة قبل أيام من مثولها أمام مجلس النواب للحصول على ثقته يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، في أولى مقارباتها العملية والتنفيذية لملف إعادة إعمار المناطق اللبنانية التي دمرها اعصار الحرب الأخيرة. واكتسب الشروع في مقاربة هذا الملف الشائك أهمية كبيرة لجهة استباق الحكومة نيلها الثقة والبدء في إرساء أساسات الإنطلاق في عملية إعادة الإعمار ترجمة لتعهدات رئيسها نواف سلام منذ تكليفه وكذلك في مضمون البيان الوزاري بأن إعادة الإعمار هي التزام وليست وعداً. كما أن الحكومة لم تربط المسارعة إلى فتح ملف إعادة الإعمار بمسالة الجهود المبذولة لإنهاء الانسحاب الإسرائيلي من المواقع التي تحتلها في الجنوب على رغم وجود ارتباط وثيق بين استتباب الاستقرار والاطمئنان إلى انتفاء احتمالات التدهور الميداني مجدداً وإطلاق ورشة إعادة الإعمار. ومع ذلك فإن إنطلاق المقاربات الحكومية لا يقلل أبداً الصعوبات الكبيرة الماثلة أمام لبنان في حشد الدعم الدولي لعملية إعادة الإعمار من الدول العربية والخليجية والغربية، إذ أن الأمر سيشكل أبرز وأكبر تحديات العهد والحكومة وسيشكل المحور الأساسي للجولات الخارجية التي يتوقع أن يقوم بها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بعد نيل الحكومة الثقة.


 

وفي هذا السياق ترأس الرئيس سلام أمس اجتماعاً في السرايا خُصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الأضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية والخطة الأولية لتمويل مشاريع إعادة الإعمار، شارك فيه وزراء المال ياسين جابر، الطاقة والمياه جوزف الصدي، الاقتصاد والتجارة عامر البساط، الاتصالات شارل الحاج، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، البيئة تمارا الزين ووفد من البنك الدولي برئاسة المدير الإقليمي جان كريستوف كاريه.

 

وأوضح وزير المال ياسين جابر أن الاجتماع كان مع رئيس مكتب لبنان وخبراء في البنك الدولي واللجنة الوزارية التي تبحث في موضوع الإعمار، “فالبنك الدولي أعدّ دراسة أولية لمشروع إعادة الإعمار تتركز بشكل أساسي على البنى التحتية وإزالة الركام خصوصاً في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، وكلفة المشروع حوالى مليار دولار، والبنك الدولي سيقدم أولاً 250 مليون دولار، ولكن بمجرد إقرار هذا المبلغ من البنك من المؤكد أنه ستكون هناك مساهمات من دول أخرى، من أجل السير قدماً بالمشروع، فوجود البنك الدولي أساسي ومهم ويعطي صدقية للمشروع، والدراسة أوليّة تقدر الخسائر المباشرة لإعادة الإعمار والخسائر غير المباشرة أيضا”.


 

أضاف: “الأمر يحتاج إلى جهد حتى نستطيع تحضير أنفسنا بسرعة لإنجاح المشروع، الذي من الممكن أن يُعرض في أواخر آذار على مجلس إدارة البنك الدولي. في هذا الوقت يكون لبنان يعمل على تحضير مؤسساته لمواكبة هذا المشروع، ولإجراء التغييرات اللازمة كي يُعتبر الإعمار بالنسبة للقوانين اللبنانية حالة مستعجلة، ويجب التعامل معها بسرعة لأننا لا نستطيع تأخير المواطنين ، وموضوع إعادة إعمار البنى التحتية وإزالة الردم مهم جداً، لأن هناك قرى ومدن كثيرة في المناطق المتضررة تفتقر إلى السبل الأساسية للحياة”.

 

ورداً على سؤال عن التقديرات الأولية لحجم الخسائر قال: “الارقام ما زالت أولية، وبالطبع الخسائر تقدر بمليارات الدولارات”.


 

وأفادت معلومات بأن وفد البنك الدولي شرح للجانب اللبناني في اجتماع السرايا الوسيلة الأنجع من أجل التوجه إلى المجتمع الدولي لطلب المساعدة في إعادة الإعمار، وتنصح هذه الوسيلة بضرورة تأسيس صندوق من أجل أموال إعادة الإعمار وأن يترافق ذلك مع إصلاحات تظهر الشفافية في استخدام هذه الأموال وعلى هذا الأساس يتوجه لبنان إلى المجتمع الدولي والدول المانحة. وأشارت مصادر وزارية إلى أن التقييمات الجديدة غير النهائية للبنك الدولي للأضرار والخسائر بلغت اكثر من 14 مليار دولار .

 

“الشفافية “

وبدا لافتاً أن رئيسي الجمهورية والحكومة ركزا في الساعات الأخيرة على مسالة الشفافية بما يعكس دلالات حاسمة لهذا الأمر حيال التوجه إلى الدول لمساعدة لبنان. فالرئيس عون شدّد خلال ترؤسه اجتماعًا للجنة الاستشارية الدستورية والقانونية على أن “‏مهمتكم المساعدة في أداء المهام الدستورية والقانونية الملقاة على عاتق رئيس البلاد، وذلك استنادًا إلى المصلحة العامة، بهدف استكمال تطبيق الدستور ومعالجة ثغراته، انطلاقًا من خطاب القسم والبيان الوزاري”. ثم قال أمام الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد إن “الفساد بات، وللأسف، ثقافةً ولن يتوقّف إذا لم تكن هناك مُحاسبة. لا تتردّدوا في تطبيقِ القانون، وليكنِ الحكَم ضميركم وأخلاقكم، ولا تخضعوا للضغوط من أيّ جهةٍ أتَت. دوركم أساسيّ في المرحلة المُقبلة، والجميع يجب أن يكون تحت سقف القانون، بدءًا من رئيسِ الجمهورية”.


 

وبدوره “وتعزيزا للشفافية وبُغية مكافحة الفساد ومُلاحقة مرتكبيه والحفاظ على حُسن سير العمل ومنع هدر المال العام” اصدر رئيس مجلس الوزراء نواف سلام تعميماً إلى جميع المؤسسات العامة والمرافق التابعة للدولة طلب إليها إخضاع حساباتها لنظام تدقيق داخلي ومستقل من قبل مكتب تدقيق ومحاسبة معتمد، وذلك تطبيقاً للمادة /73/ من قانون الموازنة للعام 2001″ .

 

الاستعدادات ليوم التشييع

في غضون ذلك بدأت الأنظار ترصد الاستعدادات الجارية لإقامة تشييع كبير وحاشد للأمينين العامين الراحلين لـ”الحزب” السيدين نصرالله وهاشم صفي الدين الأحد المقبل في المدينة الرياضية في بيروت. وقد توّج المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أمس في بيان الدعوات إلى الاحتشاد في يوم التشييع، إذ دعا “اللبنانيين عامة وأبناء الطائفة الشيعية خاصة، إلى أوسع مشاركة” في مراسم التشييع، واعتبر “هذه المشاركة مناسبة تاريخية لتأكيد وحدة الموقف تجاه الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل لبنان، وتأكيداً جامعاً على إدانة العدوان الصهيوني وتمسكاً حازماً بالانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية”.


 

أما في الجانب السياسي الآخر، فكان لافتاً اصدار الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً وجّه عبره “التحية لأرواح الشهداء الذين قضوا على مدى التاريخ الطويل في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ودعا جميع اللبنانيين إلى لحظة وطنية في يوم تشييع الشهيد السيد نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، اللذين تشكل شهادتهما تكريساً لمسارهما في المقاومة فوق كل الاختلافات”. وشدّد على “روح التضامن الوطني التي تجلت في مراحل العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأن تتكرس أكثر في الخطاب والأداء السياسي في هذه المرحلة الجديدة التي تتطلب تكاتف وتعاون الجميع على قاعدة الشراكة والتفاهم لمنح لبنان واللبنانيين الفرصة التي يستحقون، وإعطاء الشهداء معنى إضافيًا لاستشهادهم”.

 

وواصل “الحزب” استكمال التجهيزات اللوجستية في مدينة كميل شمعون الرياضية، حيث ستُقام مراسم التشييع، بدءاً من رفع صور نصرالله وصفي الدين الكبيرة على جدران المدينة الرياضية، باتجاه العاصمة بيروت، إضافة إلى وضع مئات الكراسي في الباحة الخارجية لتستوعب المشاركين. كما رفع المنظمّون الأعلام اللبنانية وأعلام “الحزب”، إضافة إلى صور لعدد من قادة الحزب العسكريين الذين تمّ اغتيالهم في الحرب الإسرائيلية على لبنان.


 

ويقول “الحزب” إنه يترقب وصول الوفود المشاركة من خارج لبنان، من أكثر من 70 دولة، غالبيّتهم من دولتَي العراق وإيران. ورصدت عمليات استقدام لبنانيين وعراقيين عبر العراق خصوصاً. وكانت مصادر في قطاع النقل العراقي، أفادت بأنّ الرحلات الجوية بين بغداد وبيروت تكاد تكون محجوزة بالكامل هذا الأسبوع، مع زيادة عدد الرحلات اليومية إلى العاصمة اللبنانية قبل أيام من التشييع. ورجّح مسؤول عراقي أن يحضر مسؤولون بينهم نواب المراسم في بيروت بصفتهم الشخصية.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

إسرائيل تسعى لفرض «حرية حركة» في لبنان بالأمر الواقع

بيروت تضغط دبلوماسياً لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار

بيروت: نذير رضا

 

لم ينهِ الانسحاب الإسرائيلي من القرى والبلدات الحدودية بجنوب لبنان الخروقات الإسرائيلية التي تبدأ من استمرار وجود قوات الدولة العبرية في سبع نقاط عسكرية استحدثتها داخل الأراضي اللبنانية، ولم تتوقف «الخروقات» و«الاعتداءات» التي تنفذها بإطلاق النار، أو استهداف سيارات، أو تسيير محلقات في الأجواء اللبنانية، وهو ما يشير إلى محاولة إسرائيلية لفرض واقع جديد تتصدره حرية الحركة لسلاح الجو فيها، فيما يعده لبنان «تجاوزاً لاتفاق وقف إطلاق النار».

 

وأتمّت إسرائيل الثلاثاء سحب قواتها من بلدات وقرى حدودية عدة، بينما أبقت على وجودها في 7 نقاط، اعترفت بخمس منها، ويشرف بعضها على الجانب الإسرائيلي من الحدود، وتخولها كذلك مراقبة مناطق من جنوب لبنان، ورصد أي حركة فيها. واستهدفت مسيرة لها يوم الأربعاء شخصاً قالت إنه عنصر في «الحزب»، مما أدى إلى مقتله، إلى جانب إطلاق رشقات نارية، وتمشيط ورفع سواتر ترابية داخل الأراضي اللبنانية.

 

وقالت مصادر لبنانية مواكبة للاتفاق وتنفيذه إن هذه الخروقات الموثقة تعكس قفزاً إسرائيلياً فوق اتفاق وقف إطلاق النار، وفوق القرار الأممي 1701، بمعنى أنها «تحاول فرض أمر واقع جديد من خارج النص الذي تم التوصل إليه»، حيث لم تتوقف المسيرات عن التحليق في الأجواء اللبنانية، وعرقلة عودة السكان، وتأخير انتشار الجيش اللبناني. كما قتل 60 شخصاً على الأقل بقصف إسرائيلي متكرر خلال فترة وقف إطلاق النار، ومن بينهم عدة أشخاص في شمال نهر الليطاني الذي يعتبر الحد الفاصل بين منطقة عمل القوات الدولية وبقية المناطق اللبنانية.

 

وتعمل السلطات السياسية والمراجع الدبلوماسية اللبنانية على معالجة هذا الواقع عبر اللجوء إلى الأمم المتحدة، وعبر الاتصال بلجنة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار التي يرأسها جنرال أميركي. وسُجل في الساعات الماضية لقاء بين رئيس الأركان الإسرائيلي وقائد القيادة المركزية الأميركية لإجراء تقييم للوضع بالمنطقة، مع التركيز على لبنان وإيران.

 

ونصّ الاتفاق على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وجعل منطقة جنوب نهر الليطاني خالية من السلاح غير الشرعي، أي على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً من الحدود، مقابل انتشار الجيش اللبناني الذي أعلن أنه استكمل الانتشار في كل البلدات الحدودية، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية و«اليونيفيل».

 

تكريس واقع جديد

وأثار «الواقع الجديد» الذي كرسه الجانب الإسرائيلي في لبنان أسئلة عما إذا كانت هناك ملحقات بالاتفاقية غير معلن عنها تتيح لإسرائيل التحرك بحرية، وهو البند الذي توقفت المفاوضات عليه أسبوعين على الأقل، قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. لكن النفي اللبناني الرسمي لوجود أي ملحقات يعزز الاستنتاج الأساسي بأن إسرائيل تفرض أمراً واقعاً من خارج الاتفاق.

 

ويوضح عضو «كتلة التغيير» بالبرلمان اللبناني النائب إبراهيم منيمنة أن الاتفاقية التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية، وتم التوصل إليها برعاية أميركية، واضحة لجهة الانسحاب من كافة الأراضي اللبنانية بالتاريخ المحدد، مشيراً إلى أن لبنان «غير معنيّ بأي اتفاقيات جانبية، في حال وُجدت، لم تُعرض عليه ولم يوافق عليها»، مشدداً على «أننا لا يمكن أن نلتزم بأي اتفاق لم نوافق عليه».

 

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نتوقع بعد التخلف الإسرائيلي عن الانسحاب في الموعد الأول -27 يناير (كانون الثاني)- أنه سيماطل بسبب قوته، أو تفوقه العسكري، وهنا يأتي دور الدولة اللبنانية والحكومة لإجراء اتصالات مع لجنة متابعة وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار التي يعتبرها لبنان هي الضمانة لتنفيذ كافة البنود».

 

ويؤكد منيمنة أن لبنان ينفذ كافة البنود والنقاط المطلوبة منه، لناحية تفكيك البنى العسكرية في منطقة جنوب الليطاني، كما يتجه لبنان نحو حصر حمل السلاح بالشرعية، والقوى الرسمية، وهي بنود تضمنها نص الاتفاق والقرار 1701»، ولاحقاً وردت في البيان الوزاري الذي أقرته الحكومة، مضيفاً: «هي نقاط يجري تنفيذها، ويبقى على الدول أن تقوم بدورها لتنفيذ كامل الاتفاق، والضغط لانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية، لأن بقاءها أمر غير مقبول».

 

وعما إذا كانت هناك بنود سرية، أو ملحقات غير معنية بالاتفاق تتيح لإسرائيل حرية الحركة، يؤكد منيمنة: «إننا غير معنيين بأي اتفاقات من خارج النص الذي قُدِّمَ لنا. كدولة يعنينا النص الذي وافقت عليه حكومة ميقاتي، وهو يتضمن تعريفاً واضحاً وتحديداً للإطار الزمني، ونحن نلتزم بذلك، ويبقى على الجانب الإسرائيلي أن يلتزم وينفذ الاتفاق بضمانة الدول الراعية للاتفاق».

 

«أمل» و«الحزب»

ووسط مطالبة السلطات اللبنانية للدول المؤثرة بالضغط على إسرائيل لسحب جنودها، ووقف الخروقات، أكدت قيادتا «حركة أمل» و«الحزب»: «الرفض المطلق لبقاء الاحتلال فوق أي جزء من الأراضي اللبنانية الجنوبية، وإدانتهما للاستباحة الصهيونية المستمرة لسيادة الأجواء والأراضي اللبنانية براً وبحراً وجواً في خرق فاضح ومهين للشرعية الدولية، وقراراتها، وخصوصاً لبنود القرار الأممي 1701، واتفاق وقف إطلاق النار».

 

وأعلنا أن «كل ذلك هو برسم المجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار التي عليها أن تتحرك فوراً لإلزام إسرائيل بتنفيذ بنود القرار 1701 والانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية وكبح جماح عدوانيتها على اللبنانيين، ووقف استباحتها لسيادة لبنان».

*****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

بدء التحضير الحكومي للأعمار.. عون: لبنان منهوب وليس مفلساً

 

في انتظار جلسة الثقة بالحكومة المقرّرة يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين، وقبلهما الحدث الكبير المتمثل بتشييع الأمينين العامين للحزب الشهيدين السيدين نصرالله وهاشم صفي الدين بعد غد الأحد، تستمر المساعي والاتصالات الديبلوماسية من مجلس الأمن الدولي والراعيين الاميركي والفرنسي لتنفيذ القرار الدولي 1701 لإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من المناطق الحدودية اللبنانية التي لا تزال محتلة، والتزام وقف إطلاق النار الذي تخرقه يومياً في جنوب الليطاني وشماله وصولاً إلى منطقة البقاع احياناً. فيما الأنظار منصبّة على ما يجري في المنطقة من محادثات تكتسب أهمية كبيرة، وفي أبرزها المحادثات التي ترعاها المملكة العربية السعودية لتطبيع العلاقات بين واشنطن وموسكو، وسعيها لرعاية قمة على أراضيها قريباً بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يمكن أن تؤسس لحل يوقف الحرب الروسية ـ الأوكرانية وغيرها من الأزمات الإقليمية والدولية.

وفي خطوة لافتة في هذا الاتجاه، أفادت «وكالة أنباء السّعوديّة الرسمية (واس)» أنّ «ولي العهد السّعودي الأمير ​محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود​ تلقّى اتصالًا هاتفيًّا من الرّئيس الرّوسي ​فلاديمير بوتين​، أعرب خلاله عن شكره وتقديره للسّعوديّة ولولي العهد على استضافة السّعوديّة للمحادثات المثمرة بين روسيا والولايات المتّحدة الأميركيّة». وأشارت إلى أنّه «جرى خلال الاتصال الإشادة بعمق العلاقات بين البلدين، والحرص على تنميتها في مختلف المجالات»، لافتةً إلى أنّ «من جهته، أكّد بن سلمان التزام السّعوديّة ببذل الجهود الممكنة لتعزيز الأمن والسّلام في العالم، إيمانًا منها بأنّ الحوار هو السّبيل الوحيد لحلّ جميع الأزمات الدّوليّة».

الثقة وما بعدها

وفي الشأن الداخلي اللبناني، أكّد مصدر مطلع لـ«الجمهورية»، انّ عمل الحكومة الجديدة يجب أن ينطلق بقوة وزخم بعد حصولها على الثقة النيابية عقب انتهاء مناقشة البيان الوزاري في جلستي الثلاثاء والأربعاء المقبلين في مجلس النواب. ولفت إلى «انّ هذه الحكومة ليست لديها فترة سماح، لأنّ وضع البلد في مختلف المجالات لم يعد يتحمّل التجارب وإعطاء المهل، وبالتالي فإنّ الوقت ثمين جداً ويجب أن تتمّ الاستفادة منه بعدما تمّ إهدار ما يكفي منه».

 

وأشار المصدر إلى «انّ الحكومة في حاجة إلى إثبات فعاليتها بسرعة وإظهار قدرتها على ترجمة البيان الوزاري أفعالاً، بعدما اعتاد اللبنانيون على أن تبقى البيانات الوزارية حبراً على ورق». وشدّد على «أنّ المطلوب من الحكومة بعد أن تنال ثقة المجلس النيابي أن تنال ثقة الشعب اللبناني وهذه هي المهمّة الأصعب». واكّد «انّ استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس في الجنوب يستوجب تفعيل الوسائل الديبلوماسية المتوافرة للضغط على تل أبيب من أجل إلزامها بالانسحاب».

 

وحذّر المصدر من تحويل الاحتلال للمواقع الخمسة أمراً واقعاً طويل الأمد قد تتآلف معه الدولة مع مرور الوقت، مشيراً إلى ضرورة أن يستمر المسعى الديبلوماسي الحثيث في كل الاتجاهات الممكنة، وعدم الاستكانة حتى ضمان مغادرة القوات الإسرائيلية كل الأماكن التي لا تزال تحتلها في القريب العاجل.

 

التزام التحفظ

وإلى ذلك، سجّلت مصادر سياسية عبر «الجمهورية» التزام «الحزب» جانب التحفظ عن إبداء أي موقف سياسي في الوقت الراهن، خصوصاً في ما يتعلق بالبيان الوزاري، وتبنيه بشكل واضح منطق حصرية السلاح في يد الجيش والقوى الشرعية الأخرى. ووفق المصادر، يعود هذا التحفظ في شكل أساسي إلى رغبة «الحزب» في عدم إثارة أي أزمة سياسية عشية موعد تشييع أمينيه العامين السيد نصرالله والسيد هاشم صفي الدين يوم الأحد المقبل. فـ«الحزب» يريد إمرار هذا الاستحقاق من دون توتر مع أي من المرجعيات السياسية، خصوصاً أنّه وجّه إليها الدعوات للمشاركة. وكذلك، يهمّه أن يُظهر للأطراف الخارجية المعنية بالملف اللبناني وجود حال من الانسجام بين القوى السياسية الداخلية، ما يقطع الطريق على الاستثمار في أي تباين أو خلاف في وجهات النظر.

إلّا أنّ هذا التحفظ من جانب «الحزب» لا ينفي استعداده لتظهير حقيقة مواقفه، على مداها، في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ما يتعلق بالسلاح وباستمرار احتلال إسرائيل لعدد من النقاط الاستراتيجية في المناطق الحدودية. وهو سيبدأ بإيضاح مواقفه في احتفال التشييع، على أن تتبلور أكثر في جلسات الثقة المحدّد موعدها بعد ذلك بيومين، ويُتوقع أن تشهد الساحة تصعيداً سياسياً بعدها.

 

 

بدء التحضير للإعمار

في غضون ذلك، ترأس رئيس الحكومة نواف سلام بعد ظهر أمس اجتماعاً في السراي الحكومي ضمّه إلى وفد من البنك الدولي برئاسة المدير الإقليمي جان كريستوف كاريه وشارك فيه عدد من الوزراء. وخُصّص للإطلاع على مشروع تقرير مسح الأضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية والخطة الأولية لتمويل مشاريع إعادة الإعمار.

 

وقال وزير المال ياسين جابر:‏ «كان الاجتماع مع رئيس مكتب لبنان وخبراء في البنك الدولي واللجنة الوزارية التي تبحث في موضوع الإعمار، فالبنك الدولي أعدّ دراسة أولية لمشروع إعادة الإعمار تتركز بشكل أساسي على البنى التحتية وإزالة الركام الموجود اليوم في المناطق، وخصوصاً في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، وكلفة المشروع نحو مليار دولار، وسيقدّم البنك الدولي 250 مليون دولار، ولكن بمجرد إقراره هذا المبلغ من المؤكّد انّه ستكون هناك مساهمات من دول أخرى، من اجل السير قدماً في المشروع». واضاف: «كلنا يعلم انّه في العام 2024 حصل تراجع في النشاط الاقتصادي، مما يُعتبر خسائر غير مباشرة، الامر يحتاج إلى جهد حتى نستطيع تحضير أنفسنا بسرعة لإنجاح المشروع، الذي من الممكن ان يُعرض أواخر آذار على مجلس إدارة البنك، وفي هذا الوقت يكون لبنان قد حضّر مؤسساته لمواكبة هذا المشروع».

 

لبنان ليس مفلساً

في غضون، ذلك قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله أمس وفد الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد برئاسة القاضي كلود كرم: «همّي الكبير هو مكافحة الفساد الذي نخر إدارات الدولة وصار ثقافة، ولا يوقف هذا الفساد الّا المحاسبة. انا اراهن على دوركم في هذا المجال، لأنّ الهيئة يجب ان تقوم بدورها كاملاً، واعملوا وفق ضميركم ونصوص القانون، ولا تترددوا في مواجهة الفاسدين وكشفهم تمهيداً لمحاسبتهم». وأضاف: «لبنان ليس مفلساً بل دولة منهوبة، تحكّم به اشخاص أساؤوا إدارة مقدّراته، ودوركم اليوم تصحيح هذا الواقع، والكل تحت القانون بدءاً من رئيس الدولة. لن تستقيم الأمور الّا من خلال مكافحة الفساد والمفسدين».

 

وخلال استقباله وفداً من عشائر بعلبك ـ الهرمل أكّد عون «انّ منطقة بعلبك – الهرمل هي جزء من الدولة، وأبناءها كانوا دوماً في موقع الانتماء لها وفي كنفها». وقال للوفد: «نحن ملزمون بحمايتكم، فكفاكم حرماناً وابتعاد الدولة عن منطقتكم التي لا يمكن إهمالها، فأنتم مؤمنون بالدولة، وعلى الدولة أن تؤمن بكم. وأعدكم، خلال ولايتي، أن تذهب الدولة اليكم وليس العكس».

 

زيارات ديبلوماسية

وعلى صعيد الزيارات الديبلوماسية، بدأت المفوضة الأوروبية لمنطقة المتوسط دوبرافكا شويتزا زيارة للبنان في أول مهمّة لها في الشرق الأوسط. وأشار بيان للاتحاد الاوروبي إلى أنّ «الزيارة تأتي كتأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي القوي للزخم السياسي الجديد في لبنان، وهو فرصة سانحة لجميع اللبنانيين لتشارك المستقبل الوطني نفسه كجزء من مصير لبناني مشترك وسلمي ومزدهر. ويواصل الاتحاد الأوروبي دعمه للبنان وشعبه. وستشكّل زيارة المفوضة أيضاً فرصة لدفع المشاورات الواسعة النطاق بشأن الميثاق الجديد للمتوسط».

 

وذكر البيان أنّ شويتزا ستلتقي رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة ووزير الخارجية يوسف رجّي. وستناقش معهم «أولويات تنفيذ حزمة دعم الاتحاد الأوروبي، ولا سيما منها دعمه لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والحكومية الأساسية، وتعافي البلاد».

كذلك يزور وفد من الكونغرس الأميركي، يضمّ السيناتور داريل عيسى وعدداً من الشخصيات، غداً بيروت للقاء المسؤولين الكبار والبحث معهم في التطورات العسكرية والأمنية وتطبيق القرار 1701 وتدعيم اتفاق الهدنة. فضلاً عن مناقشة عدد من القضايا السياسية والديبلوماسية.

*****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

إعادة الإعمار على الطاولة.. والبنك الدولي لتأسيس الصندوق والإنفاق الشفَّاف

عون لملاحقة الفاسدين.. والإحتلال على خروقاته.. والأنظار على مشاركات الأحد

 

وُضع ملف إعادة إعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي خلال الحرب التي لم تتوقف فصولاً لأشهر، مع استمرار احتلال 5 نقاط استراتيجية عند القرى الحدودية، على جدول الاهتمام الحكومي، الملحّ، قبل مثول الحكومة أمام المجلس النيابي يومي 25 و26 الجاري لنيل الثقة.

ولئن كانت الممارسات العدوانية، ما تزال تحتل الاهتمام المطلوب لدى رئيسي الجمهورية والحكومة، وسائر الجهات الرسمية، فإن التركيز الداخلي بدأ يلامس القضايا الداخلية، لا سيما إعادة امول المودعين.

وعلى خط آخر، يشيع الحزب امينيه العامين السيد نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، بعد غد الاحد، والاثنين، في بيروت ودير قانون النهر، في خطوة يطمح الحزب من ورائها الى ايصال رسائل متعددة، ابرزها قوة الحضور الشعبي والتمثيلي.

وسيطر الهدوء امس على مناطق الجنوب وتمكّنت الفرق المختصة في الدفاع المدني أمس، من انتشال أشلاء شهيد في بلدة الخيام ونُقلت إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، تمهيداً لإجراء الفحوص الطبية والقانونية اللازمة، بما في ذلك فحوص الحمض النووي (DNA)، تحت إشراف الجهات المختصة لتحديد هويته. فيما حافظ الاحتلال الاسرائيلي وبرغم مرور ثلاثة ايام على انتهاء مهلة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار والانسحاب، على بعض النقاط داخل بعض القرى او عند اطرافها مثل اطراف حولا والعديسة وكفركلا وعيترون والخيام وميس الجبل ومارون الراس ويارون وغيرها في القطاع الغربي وقطع الطرقات بين بعض هذه القرى، ما حال دون تمكن الاهالي من الوصول الى املاكهم وارزاقهم ودون تمركز الجيش اللبناني في بعض المناطق.

وتعوّل السلطات اللبنانية على المساعي الدبلوماسية والاتصالات واللقاءات مع اعضاء لجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، لا سيما الجانب الاميركي منها، لكن مصادر رسمية افادت لـ«اللواء» ان الكلام الذي نسمعه من الاميركي جميل لكن المهم ان نلمس شيئاًعلى الارض، ولذلك ننتظر تحقيق الوعود الاميركية ولانملك خياراً آخر حتى الان.

وفي هذا المجال، تؤكد مصادر دبلوماسية لـ «اللواء»، ان الاتفاقات الجانبية بين اميركا واسرائيل اقوى وافعل من اي اتفاقات او التزامات اخرى ولو رعتها الامم المتحدة، والاتفاق الجانبي واضح في تبني الادارة الاميركية لسياسات اسرائيل ليس في لبنان فقط بل وفي سوريا ايضاً، حيث تقوم قوات الاحتلال بتثبيت نقاط لها داخل الاراضي السورية، برغم الحديث الاميركي عن ضرورة حفظ استقرار وامن سوريا وسيادتها كما استقرار لبنان وامنه وسيادته.

اضافت: لكن ما يميز فرنسا عن اميركا في لبنان بحسب المصادر الدبلوماسية، انها «لاعب غير مباشر ايضاً خارج اتفاق وقف اطلاق النار، وهي بموازاة الانحياز الاميركي لإسرائيل، تحاول ان تحقق نوعاً من التوازن السياسي بانحيازها غير المباشر للبنان وتبنيها لكل مطالبه وتوجهاته حتى لا يكون مستفرداً».

وتوضح المصادر ان فرنسا ساهمت من خلال وجودها في لجنة الاشراف ومن خلال آلية المراقبة الموضوعة في معالجة 250 حالة تخالف اتفاق وقف اطلاق النار في الجنوب منذ بدء تنفيذه في كانون الاول من العام الماضي، كما ساهمت بشكل غير مباشر عبر تبنيها لمطالب لبنان في تصليب موقفه ليكون صارماً وحازماً في مواجهة الانتهاكات الاسرائيلية للاتفاق والدعم الاميركي له. لكن بما ان القرار الفعلي بيد اميركي عبر دعمها المفتوح للكيان الاسرائيلي ما زال لبنان يركن الى الوعود الاميركية لتحقيق الانسحاب.

سياسيا، مع اقتراب موعد جلسة الثقة النيابية بالحكومة يومي الاربعاء والخميس المقبلين، لم تتضح بعد توجهات بعض الكتل السياسية لا سيما التي تم استبعادها من التمثيل الحكومي. ويبدو انها تركت القرار الى  ما قبل الجلسة بيوم او ربما بساعات.

مكافحة الفساد

ورأى الرئيس جوزف عون ان الفساد اصبح ثقافة، ولن يتوقف اذا لم تكن هناك محاسبة، مضيفاً، لبنان ليس مفلساً بل دولة منهوبة، تحكم به اشخاص اساؤوا ادارة مقدراته. وقال: الكل تحت القانون بدءا من رئيسا لدولة.

وقال الرئيس عون امام عشائر بعلبك- الهرمل: انتم اولاد الدولة، وما جرى لا يستهدف الطائفة الشيعية، فهي مكوِّن اساسي في لبنان.

وعبّر البطاركة والاساقفة الكاثوليك في ختام اعمال دورتهم السنوية عن فرحتهم بإنهاء الفراغ الرئاسي بإنتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية وتكليف نواف سلام برئاسة الحكومة اللذين يحظيان بثقة اللبنانيين. ودعوا الرئيسين عون وسلام للعمل مع الحكومة الجديدة والمجلس النيابي على تحقيق الاصلاحات المطلوبة واعادة بناء المؤسسات.

اجتماع السراي: مقاربة الأضرار

وترأس الرئيس نواف سلام في السراي الكبير اجتماعا لدراسة الاضرار التي خلفتها الحرب ضد لبنان.

وشرح الوفد الدولي  في اجتماع السراي الوسيلة الانجع من اجل التوجه الى المجتمع الدولي، لطلب المساعدة في اعادة الاعمار، وبضرورة تأسيس صندوق من اجل اموال اعادة الاعمار، بالتزامن مع اصلاحات تظهر الشفافية في استخدام هذه الاموال، وانطلاقا من ذلك التوجه الى المجتمع الدولي والدول المانحة.

وكشفت مصادر وزارية ان التقديرات الاولية للبنك الدولي للاضرار والخسائر بلغت 14 مليار دولار، اضافة 12 مليار دولار تحت مسمى احتياجات.

وقال وزير المال ياسين جابر ان موضوع اعادة اعمار البنى التحتية وازالة الردم مهم جدا، كل هذه الامور بحاجة الى الاستثمار بها من جديد.

وعشية تشييع الشهيدين السيد نصر الله والسيد هاشم صفي الدين بعد غد الاحد، بدأ احتساب الجهات التي ستشارك والتي لن تشارك، فيما المشاركة الشعبية الضخمة محسومة ومن كل مناطق لبنان تقريباً، عدا الوفود من نحو 79 دولة، في حين إن المشاركة الرسمية مقتصرة حتى الان على رئيس المجلس نبيه بري الذي قد يمثل نفسه والرئيسين عون وسلام والدولة وقد تكون له كلمة في المناسبة، ما لم يطرأ قرار بإيفاد ممثلين عن الرئيسين. كما سيشارك عدد النواب والوزراء ويمتنع اخرون.

وبالنسبة للقوى السياسية، وفي وقت دعت حركة «امل» والحزب السوري القومي الاجتماعي واحزاب اخرى والعديد من النقابات والهيئات الاهلية في بيانات مناصريها الى اوسع مشاركة، أعلن الحزب التقدمي الإشتراكي مشاركته عبر ممثلين عنه، واصدر بيانا امس، مما قال فيه: أمام مشهدية الاستشهاد يوجّه الحزب التقدمي الإشتراكي التحية لأرواح الشهداء الذين قضوا على مدى التاريخ الطويل في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ويدعو في هذا السياق جميع اللبنانيين إلى لحظة وطنية في يوم تشييع الشهيد السيد نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، اللذين تشكل شهادتهما تكريساً لمسارهما في المقاومة فوق كل الاختلافات.

وامتنع تيار «المستقبل» عن المشاركة كما اعلن امينه العام احمد الحريري، وفي ما خص مشاركة الشخصيات السياسية المسيحية فلم تحسم أيضاً بعد ولم يتقرّر ما إذا كانت هذه  المشاركة ستكون على المستوى الشخصي أو عبر ممثلين من الدرجة الثانية أو الثالثة أو لا مشاركة، علما ان بعض القوى المسيحية تلقى دعوة للمشاركة كالتيار الوطني الحر، وقوى اخرى لم تتلقَ دعوة كالقوات اللبنانية والنائب كميل شمعون.

وافادت معلومات (المركزية) انه قبل 24 ساعة من موعد اختتام أعمال مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك اليوم، طُرِحَ موضوع المشاركة في التشييع، وتقرر بعد مداولات عديدة عدم المشاركة الرسميّة في التشييع، بحيث لن يحضر أيٌّ من رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة أو من يمثّلهم.

واكد النائب علي فياض (عضو كتلة الوفاء للمقاومة) ان الرئيس نبيه بري سيحضر في التشييع، ويمثل الرئيس جوزف عون، ووصف المناسبة بالطائفة الشيعية بل هي مناسبة وطنية.

وحسب اللجنة المنظمة، فإن الوفود المشاركة تقدر بـ: 140 الف (العراق)، 106 (ايران)، 18 الف (الكويت)، 9 آلاف (البحرين)، 9 آلاف (عمان) و27 الف (اليمن).

ويواصل العدو ممارساته الاستفزازية وانتهاكاته، بعد عدم الانصياع لراعيي اتفاق وقف النار: (الولايات المتحدة وفرنسا)، في محاولة لشل عودة الاهالي واعادة نبض الحياة الى القرى المدمرة.

ميدانياً، تمكّنت الفرق المختصة في الدفاع المدني أمس، من انتشال أشلاء شهيد في بلدة الخيام ونُقلت إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، تمهيداً لإجراء الفحوص الطبية والقانونية اللازمة، بما في ذلك فحوص الحمض النووي (DNA)، تحت إشراف الجهات المختصة لتحديد هويته.

*****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

العاصفة المناخية تجمد السياسة والسياسيين

 

انعكست برودة الطقس الاتية الى لبنان مع المنخفض الجوي “آدم”، برودة على الحركة السياسية في البلاد. وبينما تستمر المساعي الرئاسية والاتصالات الدبلوماسية لتحرير الاراضي اللبنانية قاطبة واجبار اسرائيل على الانسحاب من التلال الخمس، توجهت الانظار الى مراسم تشييع  السيد نصرالله الاحد المقبل، والى القوى التي ستشارك او ستغيب.

 

الشيعي الاعلى

 

في السياق، دعا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيان “اللبنانيين بعامة وأبناء الطائفة الشيعية بخاصة ، إلى أوسع مشاركة في مراسم تشييع الأمينين العامين للحزب، الشهيدين الكبيرين سماحة السيد نصر الله وسماحة السيد هاشم صفي الدين ،وذلك يوم الأحد 23 شباط 2025 في بيروت، ويوم الإثنين في 24 الجاري في بلدة دير قانون النهر في جنوب لبنان”، واعتبر “هذه المشاركة مناسبة تاريخية لتأكيد وحدة الموقف تجاه الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل لبنان ،وتأكيدا جامعا على إدانة العدوان الصهيوني وتمسكا حازما بالإنسحاب الكامل لقوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية”.

 

الاشتراكي

 

من جانبه، أشار الحزب التقدمي الإشتراكي الى ان “أمام مشهدية الاستشهاد يوجّه الحزب التقدمي الإشتراكي التحية لأرواح الشهداء الذين قضوا على مدى التاريخ الطويل في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ويدعو في هذا السياق جميع اللبنانيين إلى لحظة وطنية في يوم تشييع الشهيد السيد نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، اللذين تشكل شهادتهما تكريساً لمسارهما في المقاومة فوق كل الاختلافات”. أضاف في بيان: “وإذ يتمسك الحزب التقدمي الإشتراكي بتراثه والتزامه النضالي في هذا السياق، مستذكراً التاريخ المُقاوم الذي جمعه بالحركة الوطنية والمقاومة الوطنية وحركة أمل والمقاومة الإسلامية، يجدّد تعازيه بالشهيدين الراحلين، ويشدد على روح التضامن الوطني التي تجلت في مراحل العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأن تتكرس أكثر في الخطاب والأداء السياسي في هذه المرحلة الجديدة التي تتطلب تكاتف وتعاون الجميع على قاعدة الشراكة والتفاهم لمنح لبنان واللبنانيين الفرصة التي يستحقون، وإعطاء الشهداء معنى إضافيًا لاستشهادهم”.

 

الرئيس عون

 

سياسيا، قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال ترؤسه اجتماعًا للجنة الاستشارية الدستورية والقانونية: “‏مهمتكم المساعدة في أداء المهام الدستورية والقانونية الملقاة على عاتق رئيس البلاد، وذلك استنادًا إلى المصلحة العامة، بهدف استكمال تطبيق الدستور ومعالجة ثغراته، انطلاقًا من خطاب القسم والبيان الوزاري. وقال الرئيس عون أمام الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ان “الفساد بات، وللأسف، ثقافةً… ولن يتوقّف إذا لم تكن هناك مُحاسبة”. وتوجه الى الوفد بالقول: “لا تتردّدوا في تطبيقِ القانون، وليكنِ الحكَم ضميركم وأخلاقكم، ولا تخضعوا للضغوط من أيّ جهةٍ أتَت”. اضاف: “دوركم أساسيّ في المرحلة المُقبلة، والجميع يجب أن يكون تحت سقف القانون، بدءًا من رئيسِ الجمهورية”.

 

زيارة فاتيكانية

 

ليس بعيدا، يزور عميد دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل تشيرني بيروت من 19 حتى 23 شباط الحالي لزيارة مشاريع الكنيسة المحلية والمنظمات الإنسانية وتشجيعها، ويلتقي مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك وقيادات روحية إسلامية ومجموعات شبابية تشارك في التنشئة على السلام كما يلتقي نازحين ولاجئين تساعدهم جمعية “كاريتاس” والهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين. وأعلن الكاردينال تشيرني لوسائل الإعلام الفاتيكانية التي ستشارك في الزيارة، أنه يحمل في قلبه “البابا الذي نوكله ونوكل شفاءه إلى العذراء مريم سيدة لبنان”. وبالنسبة إلى الهدف من زيارته لبنان قال: “الزيارة بدعوة من بطريرك أنطاكية للموارنة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي. كانت الدعوة في تشرين الثاني الماضي ولكن لم يكن من الممكن الذهاب، والآن أنا سعيد بالزيارة لكي أقدم شهادة على العمل الذي قامت به الكنيسة المحلية لاسيما بعد الحرب التي أجبرت حوالى مليون شخص على النزوح لمدة ثلاثة أشهر من جنوب البلاد”. وفي ما يتعلق بالرسالة التي يريد أن يحملها للبنان “إن قداسة البابا يذكر لبنان ويصلي من أجله ويتضامن معه ويرسل له محبّته. هذه هي الرسالة الرئيسية التي يسعدني أن أحملها إلى البلاد. أعتقد أن الألم الذي عاشه الشعب اللبناني والكنيسة خلال هذه السنوات هو أيضًا رسالة رجاء. إنه كذلك بسبب الشجاعة التي واجهوا بها الكثير من التحديات. تحدّيات لا تزال مستمرّة، لكنّهم يعيشوها بذكاء وإبداع. فضيلتان مهمتان للعديد من الأماكن في العالم حيث يكافح الناس لكي يتعايشوا في الاختلافات”.

 

تفاؤل بريطاني

في الغضون، استقبل وزير المال ياسين جابر سفير بريطانيا في لبنان Hamish Cowell في زيارة عنوانها التهنئة إلا أنه بادر الوزير ياسين فور وصوله بمخاطبته بالعربية “إني متفائل” بالأوضاع في لبنان ونتطلع الى أفضل العلاقات بين بلدينا. وتناول اللقاء موضوع التبادل التجاري بين لبنان وبريطانيا، فلفت السفير الى “استمرار هذا التبادل على رغم الظروف التي مر بها لبنان”، مبدياً الدعم، وقال: بريطانيا والعائلة الأوروبية جميعها تتطلع إلى لبنان مستقبلاً كي يسير قدماً بالإصلاحات التي ينوي تنفيذها. وزار السفير البريطاني ايضا وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى.

واستقبل الوزير جابر ايضاً وزير التنمية الادارية فادي مكي وتم البحث في مجال التعاون بين الوزارتين في مجالي التدريب والمكننة.

كما التقى رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان الذي أكد على تعزيز التعاون بين اللجنة والوزارة ودعم التوجهات الإصلاحية التي تقودها. كما التقى النائب ميشال موسى.

*****************************************


افتتاحية صحيفة نداء الوطن

ماذا عن أحقية المناطق البعيدة في التعويض؟

إعادة الإعمار مشروطة دولياً و”الحزب” مأزوم مالياً

 

تتواصل المساعي والاتصالات الدبلوماسية لتحرير التلال الخمس، وفيما أثبت المسار الدبلوماسي مع المجتمع الدولي مدى جدّيته وفعاليته في إتمام انسحاب القوات الإسرائيلية من القرى والبلدات الجنوبية في 18 شباط، تاريخ انتهاء التمديد الثاني لاتفاق وقف إطلاق النار، يعوّل على المسار ذاته اقتصادياً، لإعادة النهوض بالبلد وإخراجه من كبوة أزماته المتلاحقة طيلة السنوات الماضية.

 

أمام هذه التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يتحمل “الحزب” مسؤولية الجزء الأكبر منها، بعد توريطه لبنان بحرب مدمرة لا ناقة له فيها ولا جمل، ينكب لبنان الرسمي من خلال حكومته الجديدة على العمل الجدي لوضع خطط ممنهجة لإعادة إعمار المناطق المنكوبة والمدمرة بسبب الحرب الإسرائيلية.

وفيما تبرز إشكالية توفير الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، المشروطة بتنفيذ القرارات الدولية وبسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني، وحصر السلاح بيد الشرعية، وإظهار نية حقيقية وجدية وشفافة أمام المجتمع الدولي، للبدء بالإصلاح، ترأس رئيس الحكومة نواف سلام اجتماعاً، للإطلاع على مشروع تقرير مسح الأضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية والخطة الأولية لتمويل مشاريع إعادة الإعمار، بحضور وفد من البنك الدولي برئاسة المدير الإقليمي جان كريستوف كاريه.

 

البنك الدولي: مليار دولار قيمة الخسائر

وزير المال ياسين جابر كشف بعد الاجتماع أن البنك الدولي، أعد دراسة أولية لمشروع تقدير الخسائر المباشرة وغير المباشرة لإعادة الإعمار، تتركز بشكل أساسي على البنى التحتية وإزالة الركام الموجود في المناطق، وخاصة في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، بكلفة مليار دولار وسيقدم البنك الدولي أولاً 250 مليون دولار، وبمجرد إقرار هذا المبلغ، ستكون هناك مساهمات من دول أخرى، للمضي قدماً في المشروع

وفيما أشارت مصادر إلى تشديد وفد البنك الدولي على ضرورة تأسيس صندوق لجمع أموال إعادة الإعمار، الأمر الذي سبق وأشار إليه البيان الوزاري من خلال العمل على إعادة الإعمار بكل شفافية عبر صندوق دعم، شدد مصدر لـ “نداء الوطن” على ضرورة التعويض عن الخسائر والأضرار المباشرة وغير المباشرة التي أصابت مناطق غير الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.

ويشكل وجود البنك الدولي على خارطة ملف إعادة الإعمار خطوة جدية للمشروع، ويكسبه مصداقية تشجع على توفير مساهمات من دول أخرى.

الدولية للمعلومات: أرقام مبالغ فيها

 

وفي هذا السياق يقول الباحث في شركة “الدولية للمعلومات”، محمد شمس الدين، لـ”نداء الوطن”، لقد سبق للبنك الدولي أن أعد دراسة في أيلول الماضي حدد فيها قيمة الأضرار بثمانية مليارات دولار ونصف. أما اليوم فقد أعد دراسة حدد فيها الخسائر بـ 26 مليار دولار، 14 مليار دولار حجم الأضرار المباشرة و12 مليار دولار للأضرار غير المباشرة.

يعتبر شمس الدين أن الرقم مبالغ فيه وغير صحيح، خصوصاً في ما يتعلق بالأضرار غير المباشرة، فيما تثبت الدراسات أنها بحدود 4 مليارات دولار. يضيف، “إن تكلفة الأضرار جراء الحرب تتراوح ما بين 8 و10 مليارات دولار، ولا تشمل أضرار المؤسسات الصناعية والتجارية، أما تكلفة أضرار البنى التحتية فتقدر بحوالى مليار دولار.

وعن الوحدات السكنية المتضررة يقول شمس الدين، عددها 317 ألفاً، 51 ألفاً متضررة بالكامل بينها 9 آلاف في الضاحية الجنوبية، و1500 في البقاع، و22 ألفاً في منطقة الشريط الحدودي.

 

صعوبة إعادة ترميم هيكلية “الحزب”

 

أمام هذه الأرقام المرتفعة جداً، وتجفيف كل مصادر تمويل “الحزب” غير الشرعية، والتي وضعته أمام أسوأ ضائقة مالية، وجد “الحزب” نفسه في مأزق كبير، فبات محرجاً أمام بيئته، لعدم قدرته على التعويض بعد الوعود التي أطلقها الأمين العام لـ “الحزب” الشيخ نعيم قاسم في وقت سابق عن استعداده لعملية إعادة إعمار واسعة، وتشديده على أن البيوت والمصالح التي تهدمت ستعود أجمل مما كانت.

هذه العوامل دفعت بالشيخ قاسم إلى التراجع عن وعوده ورمي كرة إعادة الإعمار في ملعب الدولة اللبنانية، وحمّلها مسؤولية هذا الملف مؤكداً أن لبنان لا يمكن أن يُعمّر إلا بتعاون جميع الأطراف.

مصادر مطلعة أكدت لـ “نداء الوطن”، أن تحميل “الحزب” للدولة مسؤولية إعادة الإعمار، يظهر حجم الضائقة المالية التي يعانيها، والاستنسابية في عودته إلى الدولة متى تقتضي مصالحه. يضيف المصدر، من حق الدولة أن ترفض التكفل بإعادة الإعمار، لأن “الحزب” صادر قرارها في الحرب والسلم، وورطها بحرب تسببت في حصول هذا الدمار الهائل، فيما كان لبنان يعاني من تبعات أسوأ أزمة اقتصادية، وعلى “الحزب” التعويض وحتى إيران أيضاً، التي وعدت أكثر من مرة بالمساعدة شرط أن تكون مساعداتها من خلال الدولة اللبنانية وإذا سمحت القوانين الدولية بذلك في ظل العقوبات المفروضة عليها.

 

وفي هذا السياق وعلى مشارف نهاية شهر شباط، لفتت مصادر لـ نداء الوطن” إلى أن جميع المدرجين على لوائح الرواتب في “الحزب” لم يتقاضوا رواتبهم حتى الساعة. ورجحت المصادر تفاقم الأزمة أكثر في خلال الشهرين المقبلين.

كما يعتبر المصدر أن “الحزب” وفي خلال السنوات الماضية كان يعتمد بشكل أساسي على المال لضبط قواعده وتركيبته بالإضافة إلى عوامل “فائض القوة” التي استند إليها لتسيير شؤونه، الأمر الذي حلّ بشكل رئيسي مكان الاعتبارات الأخرى الدينية منها والإيديولوجية.

من هنا يؤكد المصدر أنه من الصعب إعادة ترميم هيكلية “الحزب” من دون قدرات مالية كبيرة. وعليه فإن الإيديولوجيا اليوم لا يمكنها أن تحل مكان المال وعناصر السلطة والقوة. وانطلاقا من الواقع الجديد الذي يمرّ به “الحزب” فإن الترجيحات تميل إلى ازدياد النقمة داخل بيئته خاصة بعد غياب كل الآفاق المرتبطة بإعادة الإعمار أو حتى التعويضات المرحلية التي لم يلتزم “الحزب” بها بالكامل حتى الساعة.

 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram