افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 20 شباط 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 20 شباط 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

العدو يكرّس حرية الحركة والاغتيال

يوماً بعد آخر، وبذريعة "حق الدفاع عن النفس" كما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار، يكرّس العدو "حقّه" في حرية الحركة والاغتيالات في كل المناطق.
ففي اليوم الثاني لتثبيت وقف إطلاق النار، استهدفت مُسيّرة سيارة مدنية في عيتا الشعب، ما أدى إلى استشهاد ابن البلدة يوسف سرور وإصابة زوجته عندما كانا يتفقّدان منزلهما.
كذلك يكرّس العدو، بالنار والسواتر والردميات، المناطق العازلة والمحتلة داخل الأراضي اللبنانية المحررة، عبر استهداف جنوده ومُسيّراته تحركات الأهالي القريبة من الحدود. ففي بلدة كفركلا، ألقت محلّقة ثلاث قنابل صوتية على عناصر الدفاع المدني أثناء انتشالهم جثامين شهداء على بعد مئات الأمتار من الجدار.
صادر العدو عشرات الدونمات وضمّها إلى المنطقة المحتلة
ومن تلة الحمامص المحتلة، أطلق جنود الاحتلال النيران على سيارة مدنية كانت تمر من سهل الخيام باتجاه سردا. وفي وادي نهر الوزاني، تعرّض أحد أصحاب المنتزهات لإطلاق النار، ما أدى إلى إصابته بجروح.
وعلى طول الواجهة الشرقية لكفركلا الواقعة على مسافة صفر من مستعمرة المطلة، صادر العدو عشرات الدونمات وضمها إلى المنطقة العازلة، أو المحتلة فعلياً، بعد جرف الحقول والمنازل المحاذية للجدار، إذ فتح الجنود ثغرات في الجدار في أكثر من مقطع لدخول الآليات. كذلك تحوّل مثلث تل النحاس إلى تلال من الجرف والردميات.
وأقفل العدو بصخور ضخمة الطريق من تل النحاس نحو تقاطع سهلَي الخيام والوزاني في سفح تلة الحمامص التي استحدث فيها مركزاً عسكرياً يشرف على المطلة.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان أن "الوحدات العسكرية تستكمل الانتشار في جميع البلدات الحدودية الجنوبية بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة، وذلك بعد انسحاب العدو الإسرائيلي".
وأشار البيان إلى أن "العدو لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة عملاً بالمواثيق والشرعية الدولية وبقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدّمها القرار 1701 (...) ولا يزال يتمركز في عدة نقاط حدودية، ويتمادى في تنصّله من التزاماته، وخرقه للسيادة اللبنانية من خلال الاعتداءات المتواصلة على أمن لبنان ومواطنيه".
وشدّد رئيس الجمهورية جوزيف عون في اتصال هاتفي مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز على "ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في النقاط المتبقية واستكمال تنفيذ اتفاق 27 تشرين الثاني 2024 لضمان تعزيز الاستقرار في الجنوب وتطبيق القرار 1701"، مؤكداً على "الإسراع في إعادة الأسرى اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل".

*********************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

غزة تسلّم اليوم 4 قتلى وغداً 6 أحياء من الأسرى… إلى مفاوضات المرحلة الثانية

عون ووالتز لإنجاز الانسحاب وفق الاتفاق… والاحتلال يوسّع اعتداءاته بعد المهلة
اكتمال التحضير ليوم 23… وبو صعب: مشاركة رسميّة… و«القومي»: لأوسع مشاركة

مع تبادل يوم غد السبت بين المقاومة والاحتلال، حيث يتسلم الاحتلال 4 جثث لقتلى من أسراه اليوم و6 من أسراه الأحياء غداً، بينما يخرج إلى الحرية أكثر من 600 أسير فلسطينيّ منهم أكثر من 50 من أصحاب المؤبدات، تشارف المرحلة الأولى على الانتهاء من دون أن تتبلور صورة المرحلة الثانية، حيث تستعاد إسرائيلياً كل العناوين التي عطلت لشهور إمكانية التوصل إلى اتفاق، كمثل قضية اليوم التالي بعد الانسحاب من غزة، بينما تمسك المقاومة بورقة الأسرى من الضباط والجنود بين يديها، ولا تمانع بصيغة حكم لغزة تحت راية حكومة رام الله برعاية مصرية لتعيين لجنة إسناد اجتماعي من التكنوقراط تتولى إدارة عملية إعادة الإعمار، لكن كيان الاحتلال الذي رفعت سقف تطلعاته تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تهجير سكان غزة، بات رصيداً لتطرف في مواقف حكومة بنيامين نتنياهو ما سوف يعقد التوصل إلى تفاهمات المرحلة الثانية.
في جنوب لبنان بعد تثبيت الاحتلال سيطرته على التلال التي رفض الانسحاب منها، دون أي موقف من الجانب الأميركي الراعي والضامن للاتفاق، الذي قالت الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل إن بقاء الاحتلال يشكل إخلالاً بأحكامه وانتهاكاً للقرار 1701، وسّع الاحتلال من اعتداءاته، مستهدفاً المزيد من أبناء القرى الواقعة على تخوم الحدود، كما حدث في عيتا الشعب، بينما تواصل الدولة مساعي التحرك الدبلوماسي، حيث كان البارز الاتصال الذي تلقاه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من مستشار الأمن القوميّ الأميركي مارك والتز والذي شهد مناقشة وتقييماً للوضع في الجنوب وتأكيداً أميركياً على مساعدة لبنان على إكمال تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بكل مندرجاته.
بالتوازي، يطغى على المشهد اللبناني والإقليمي من اليوم موعد تشييع الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله ورفيقه الأمين العام الذي خلفه الشهيد السيد هاشم صفي الدين، يوم الأحد المقبل ليصبح موعد 23 شباط مفصلاً تاريخياً يودّع فيه اللبنانيون والعرب وأحرار العالم شخصية قيادية استثنائية في الكفاح بوجه الهيمنة الاستعمارية، وفيما اكتملت التحضيرات للمناسبة لوجستياً وإعلامياً، وبدأت الشخصيات العربية والعالمية بالتوافد للمشاركة في الحدث الكبير، يستعدّ اللبنانيون من كل المناطق للزحف الى المدينة الرياضية في بيروت صباح الأحد، بينما أعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب أن لبنان الرسميّ سوف يشارك في التشييع، فيما وجّه الحزب السوري القومي الاجتماعي الدعوة لمناصريه ومحازبيه وأصدقائه وجمهوره الى أوسع مشاركة حاشدة في التشييع.
وبعد يوم واحد على الانسحاب الإسرائيلي من القرى الجنوبيّة الحدودية مع فلسطين المحتلة، وفيما تكثف الدولة اللبنانية جهودها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا للضغط على "إسرائيل" للانسحاب من النقاط الخمس التي تحتلها، واصل جيش الاحتلال عدوانه على الجنوب، حيث أطلق النار على أهالي بلدة الوزاني الجنوبية أثناء قيام بعضهم بتفقد ممتلكاتهم في منتزهات الوزاني بعد عودتهم إليها، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح، وفق ما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة اللبنانية.
وفي خرق فادح، أطلقت قوة "إسرائيلية" معادية مؤلفة من دبابتي "ميركافا"، النار على مركز الجيش اللبناني في منطقة بركة النقار جنوب بلدة شبعا، من دون أن يُسجّل أي إصابات، كذلك، أقدمت قوة ثانية، بمرافقة جرّافة عسكرية صهيونيّة، على إقفال طريق قرب خط الانسحاب.
كما قام جيش العدو "الإسرائيلي" بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من موقع "الرادار الإسرائيلي" في خراج بلدة شبعا باتجاه منازل البلدة. ولاحقًا، شنَّ العدو الصهيوني غارة من مُسيَّرة على سيارة رابيد في بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، ما أسفر عن ارتقاء شهيد، وفق ما أعلنت وزارة الصحة العامة اللبنانية. كما حلّق الطيران "المسيّر" المعادي، بشكلٍ كثيف وعلى علو منخفض، في أجواء بلدات: الدوير، جبشيت، الشرقية، أنصار، عبا، حاروف، تول، النميرية والكفور.
بدورها أعلنت قيادة الجيش أن "الوحدات العسكرية تستكمل الانتشار في جميع البلدات الحدودية الجنوبية بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل، وذلك بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، علمًا أن العدو لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة عملًا بالمواثيق والشرعية الدولية وبقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمها القرار 1701". وذكرت القيادة، أن "العدو الإسرائيلي لا يزال يتمركز في عدة نقاط حدودية، ويتمادى في تنصّله من التزاماته، وخرقه للسيادة اللبنانية من خلال الاعتداءات المتواصلة على أمن لبنان ومواطنيه".
وأشارت مصادر مطّلعة لـ"البناء" الى أن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري أجريا اتصالات مكثفة مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية وبعددٍ من مستشاري البيت الأبيض، وكذلك بمسؤولين فرنسيين وأوروبيين وعرب للضغط على الحكومة الإسرائيلية للانسحاب الى ما وراء الخط الأزرق، إلا أن الأميركيين أكدوا بأن بقاء القوات الإسرائيلية في بعض النقاط مؤقت ومرتبط بضمان أمن المستوطنات الإسرائيلية الذين سيعودون قريباً إليها، لكن المسؤولين الأميركيين لم يحددوا موعداً واضحاً للانسحاب الإسرائيلي وبتأكد "إسرائيل" بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب وتمكنه من ضبط الأمن على الحدود وفي جنوب الليطاني، كما لم يقدموا أي ضمانات بموضوع احتفاط "إسرائيل" بحرية الحركة العسكرية الجوية والبرية والبحرية للدفاع عن أمنها ولاستهداف تحرّكات حزب الله العسكرية في أي وقت وعلى كامل الأراضي اللبنانية. كما شدّدت المصادر على أن الجهود الدبلوماسية لم تتوقف وهي مستمرّة على صعيد رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية إضافة الى الرئيس نبيه برّي ورئيس الحكومة نواف سلام استناداً للاجتماع الرئاسي الأخير في قصر بعبدا والذي رسم محددات ومسار التحرك الدبلوماسي اللبناني حتى تحقيق الانسحاب الكامل من الجنوب.
وفي سياق ذلك، أكد رئيس الجمهورية، خلال تلقيه اتصالاً هاتفياً من مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، أن "من الضروري إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في النقاط المتبقية واستكمال تنفيذ اتفاق 27 تشرين الثاني 2024 لضمان تعزيز الاستقرار في الجنوب وتطبيق القرار 1701". وشدّد الرئيس عون، على "ضرورة الإسراع في إعادة الأسرى اللبنانيين المعتقلين في "إسرائيل"".
بدوره، أكد والتز للرئيس عون "متابعة الإدارة الأميركية للتطورات في الجنوب، بعد الانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية واستمرار احتلالها لعدد من النقاط الحدودية".
وأشاد والتز بـ"الدور الذي لعبه الجيش اللبناني في الانتشار في المواقع التي أخلاها الإسرائيليون"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة ملتزمة تجاه لبنان بالعمل على تثبيت وقف النار وحلّ المسائل العالقة دبلوماسياً".
كما أكد رئيس الجمهورية أن لبنان سيبذل كل جهد ممكن من خلال الخيارات الدبلوماسية ودعم الدول العربية والصديقة، لتحرير أرضه من الاحتلال الاسرائيلي. وشدّد على أنه لا يمكن مواجهة التحديات الراهنة في المنطقة إلا من خلال موقف عربيّ موحّد، وخصوصاً التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، مؤكداً خلال استقباله السفراء العرب، أن لا أحد بمنأى عن تداعيات الأحداث في أي دولة عربية. وذكَّر الرئيس عون بما قاله مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حول أن لبنان هو شرفة العرب، مؤكداً أنّه سيعود شرفة العرب بدعم الدول العربية، وجدّد التأكيد على أن لبنان لن يكون بعد اليوم منصة للهجوم على الدول الصديقة والشقيقة، ولا سيما الدول العربية.
وخلال استقباله وفداً من الرابطة المارونية، أعاد رئيس الجمهورية التأكيد على ضرورة عودة النازحين السوريين الى بلدهم بعد انتفاء أسباب بقائهم في لبنان. واعتبر أن أحد وجوه أعباء هذا النزوح يتمثل بارتفاع نسبة الجريمة في لبنان.
وقال "لنكن كلبنانيين أبعاداً داخلية في الخارج وليس أبعاداً خارجية في الداخل لا سيما أن ما حصل في الجنوب أثر سلباً على كل لبنان ولا صحة إطلاقاً بأن الطائفة الشيعية محاصرة، لأننا كلنا جسم واحد وبيئة واحدة دفعنا ثمن الحرب ونواجه معاً التحديات، والثقة داخل المجتمع اللبناني هي الأساس"، مؤكداً على ضرورة تحييد لبنان عن سياسة المحاور.
بدوره، طلب وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي من سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال دعم مساندة الاتحاد الأوروبي لكي تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، تطبيقاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. كما بحث الوزير رجّي مع السفيرة دو وال في التحضيرات الجارية لمؤتمر بروكسل - 9 بشأن النازحين السوريين المزمع عقده في شهر آذار المقبل. وتمنى في هذا الإطار على الاتحاد الأوروبي تعديل مقاربته لقضية النزوح السوري بعد تغيّر النظام في سورية، مُجدِداً التأكيد على ضرورة عودة النازحين السوريين الى بلادهم بعد أن تحوّلوا الى نازحين اقتصاديين، فانتفت أسباب وجودهم في لبنان، وباتت الظروف في سورية تسمح بعودتهم، من خلال مساعدتهم على إعادة بناء قراهم ومدنهم والاستثمار في بناها التحتية وخدماتها.
من جهتها، ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، "بانسحاب القوات الإسرائيلية من قرى في جنوب لبنان"، وبـ"ضرورة الانسحاب الكامل في أقرب وقت ممكن". وقالت الوزارة في بيان "إنّ باريس تدعو كل الأطراف إلى تبنّي اقتراحها: يمكن لقوات اليونيفيل، بما في ذلك الكتيبة الفرنسية، أن تنتشر في هذه المواقع الخمسة على مقربة مباشرة من الخط الأزرق لتحلّ محلّ القوات المسلّحة الإسرائيلية وتضمن أمن السكان هناك". أضاف "إلى جانب الولايات المتحدة في إطار آلية (الإشراف على وقف إطلاق النار)، ستواصل فرنسا تولّي كل المهامّ المحدّدة في اتفاق 26 تشرين الثاني 2024". ورحّب "بإعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية، بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)".
على صعيد آخر، من المتوقع أن تمثل الحكومة اللبنانية الأسبوع المقبل أمام المجلس النيابي لمناقشة بيانها الوزاري ونيل الثقة، وفيما علمت "البناء" أن بعض الكتل النيابية التي لم تمثل بالحكومة ستفاوض رئيس الحكومة على حصص تتعلق بملفين أساسيين المشاريع الإنمائية في بعض المناطق وبالتعيينات في المواقع القضائية والأمنية والعسكرية والإدارية، وذلك مقابل منح الحكومة الثقة، لكن أوساطاً نيابية رجحت لـ"البناء" بأن تأخذ الحكومة الثقة بأكثر من 80 نائباً، مشيرة الى وجود ضغوط خارجية على بعض الكتل النيابية والنواب غير الممثلين في الحكومة لمنحها الثقة.
على صعيد آخر، تتجه الأنظار الى المدينة الرياضية التي تحتضن مئات آلاف لمناسبة تشييع الأمينين العامين لحزب الله السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين الأحد المقبل، وسط مخاوف أمنية من افتعال أحداث داخلية في بيروت أو اعتداءات إسرائيلية على لبنان لمحاولة التشويش على حفل التشييع، غير أن مصادر معنيّة أكدت لـ"البناء" أن اللجان المسؤولة عن تنظيم الحفل تتخذ إجراءات مشددة في كامل محيط المدينة الرياضية ومداخلها ومخارجها، بموازاة التنسيق مع الأجهزة الأمنية التي ستنتشر في مختلف الأراضي اللبنانية خاصة في بيروت وعلى طريق الجنوب - بيروت لمنع أي أحداث.
وكشفت قناة "المنار"، أنه "من المتوقّع أن ينتشر فيديو يراد منه الفتنة وتوتير وتخريب مراسم تشييع السّيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين"، موضحةً أنه "قد حضرت مساء اليوم (أمس) فتاتان (إحداهما ترتدي الحجاب) إلى موقف المدينة الرياضية قامت إحداهما بتمزيق صورة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وقامت الفتاة الأخرى بتصويرها ولاذتا بالفرار".
ودعا الحزب السوري القومي الاجتماعي لأوسع مشاركة في تشييع السيدين الشهيدين نصرالله وصفي الدين، مؤكداً أن أحرارَ بلادنا ومقاوميها ماضون على طريق الصراع في مواجهة عدونا الوجودي حتى بلوغ النصر الأكيد.
وشدد الحزب في بيان لعميد الإعلام معن حمية، أن الثالث والعشرين من شباط 2025، ليس يوماً عابراً في روزنامة التاريخ، بل هو تجسيد لكلّ معاني الصمود والبطولة والتضحية، في معارك المصير والوجود، انتصاراً للأمة كلها وبوصلتها فلسطين، ودفاعاً عن الأرض والسيادة والكرامة.
وقال: "أيها الأحرار الأوفياء لشهادة الدم، الملتزمون بالمقاومة ثقافة ونهجاً وخياراً، أنتم على موعد في 23 شباط 2025 لترفعوا أعلامكم وراياتكم وصور الشهداء، فشهداؤنا هم طليعة انتصاراتنا الكبرى، في استفتاء شعبي يثبّت شرعية المقاومة، ويؤكد بقاءها واستمراريتها، طالما هناك احتلال وعدوان ومؤامرات".
واعتبر نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، في حديث تلفزيوني أن هناك مشاركة رسميّة في التشييع من قبل الدولة.
واستقبل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في كليمنصو، النائب حسن فضل الله ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، بحضور النائب وائل أبو فاعور، حيث سلّماه دعوة لحضور تشييع الأمينين العامين السابقين لـ"حزب الله" حسن نصرالله وهاشم صفي الدين.
وأبرق رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة المطران عطالله حنّا برسالة تأبين لسيد شهداء الأمة الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، واصفًا تشييع سماحة السيد في لبنان أنّه سيكون حدثًا عظيمًا واستثنائيًّا، موجّهًا تحية إجلال وإكرام لتضحيات سماحة السيد ورفاقه الشهداء. كما شدّد على ضرورة مواجهة المشاريع الاستعمارية التي تستهدف فلسطين والأمة كلها.

******************************************

افتتاحية صحيفة الأنباء:

الأزمات المتراكمة بانتظار "الثقة" ... الحدود وقضايا الناس أولوية

يواصل العدو الإسرائيلي انتهاكاته في جنوب لبنان، ضارباً بضرب الحائط اتفاق وقف إطلاق النار. فخروقاته لا تقتصر على البقاء في 5 مواقع استراتيجية، إنما ما زال يستبيح الاجواء والأراضي اللبنانية بشكل فاضح، وكان آخرها الغارة التي شنّها الطيران الحربي أمس على بلدة عيتا الشعب، والتي أدت الى استشهاد يوسف سرور نجل رئيس البلدية.
وتوقفت مصادر أمنية في اتصال مع جريدة الأنباء الالكترونية عند استمرار الخروقات الإسرائيلية اليومية، معتبرة أنها انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، لا سيما القرار 1701 الذي التزم به لبنان بشكل كامل، فيما تستمر إسرائيل بانتهاكاتها اليومية على طول الشريط الحدودي.
استنفار في بعبدا
وفي هذا السياق، أبلغ رئيس الجمهورية جوزاف عون رسالة واضحة إلى الاميركيين، حيث أكد لمستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ضرورة الالتزام الاسرائيلي والانسحاب الكامل من جنوب لبنان. في حين أشاد والتز بالدور الذي لعبه الجيش اللبناني في عملية الانتشار في المواقع التي يخليها الاسرائيليون، مؤكداً ان الولايات المتحدة ملتزمة تجاه لبنان للعمل على تثبيت وقف اطلاق النار وحلّ المسائل العالقة دبلوماسياً. 
وشدد والتز على اهمية الشراكة اللبنانية الأميركية، وضرورة تعزيزها في كل المجالات.
وبالتوازي، أشارت مصادر مطلعة عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى أن الدولة اللبنانية اتخذت خيارها بتفعيل العمل الدبلوماسي من أجل تحرير كامل الأراضي اللبنانية المحتلة، وعدم المساومة على شبر واحد من الجنوب. ولفتت المصادر إلى ان هذا القرار هو موضع إجماع لدى كل أركان الدولة، لا سيما الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.
جلسة الثقة
في هذه الأثناء، ملفات كثيرة تنتظر منح مجلس النواب ثقته للحكومة، كي تنطلق عملياً مسيرة العهد وحكومته الأولى. فالأزمات المتراكمة والتي استعصت طوال السنوات الماضية، تحتاج إلى حلول جذرية إن كان على مستوى البنية التحتية أو الاقتصاد والكهرباء والاتصالات وأزمة المودعين وهيكلة القطاع المصرفي والصحة والتعليم، وغيرها الكثير من التحديات التي باتت حاجات ملّحة للمواطنين.
وعليه، تتجه الأنظار إلى جلسة الثقة التي دعا اليها الرئيس بري يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، حيث توقعت مصادر مواكبة عبر "الانباء" أن لا تخلو نقاشات البيان الوزاري من الحدة. 
وأشارت المصادر إلى ان الرئيس سلام يلتزم الصمت الى ما بعد التصويت على الثقة، لأن ما بعد هذا التاريخ ليس كما قبله. فالرئيس سلام وبخلاف كل ما يتوقعه البعض فهو عازم على تنفيذ كل ما وعد به، بدءا بتنفيذ الاصلاحات التي وعد بها، وتوظيف كل علاقاته الدولية والدبلوماسية من أجل استكمال اسرائيل انسحابها من المواقع الاستراتيجية التي ما تزال تحتفظ بها، وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته. 
وكشفت المصادر أن سلام سيتفرغ بعدها الى معالجة الأزمة الاقتصادية وإيجاد حل لأموال المواعين، وإعادة جدولة الدين العام من خلال الاتفاق مع البنك الدولي. الى غيرها من المسائل المتعلقة بالقضاء والتعيينات وقانون الانتخابات، وتطبيق البنود المتبقية من اتفاق الطائف. إلى غيرها من القضايا التي تساعد على انطلاقة مسيرة الدولة، كما إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية والعام المقبل الانتخابات النيابية. 
المصادر أكدت عزم رئيسي الجمهورية والحكومة على انطلاقة مسيرة الدولة وتجاوز كل المطبات والعراقيل، والعمل على توظيف كل المناخات العربية والدولية في خدمة لبنان. 
المصادر رأت أن الأمور تسير نحو الأفضل، وأن محاولات البعض إعادة عقارب الساعة الى الوراء ستبوء كلها بالفشل ولن يُكتب لها النجاح. وأن مسيرة استعادة الدولة قد بدأت منذ انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة، وأن كل الاعمال المخلّة بالأمن سترتد على أصحابها ولن تعيق مسيرة العهد.
صندوق النقد الدولي
وفي سياق المساعدات التي يتوقعها لبنان لا سيما من صندوق النقد الدولي، أعربت مصادر اقتصادية عن استعداد صندوق النقد البدء في مفاوضات مع الحكومة من خلال برنامج دعم جديد يهدف الى مساعدة لبنان على تجاوز أزمته. وذلك بعد اجتماع ممثل الصندوق مع وزير المالية ياسين جابر. 
وأكد المصادر عبر الانباء الالكترونية أن الصندوق يتطلع الى التعاون مع الحكومة الجديدة لمواجهة التحديات الاقتصادية الكبيرة التي يمر بها لبنان، بما في ذلك مناقشة برنامج مساعدات جديد يمكن أن يساعد في استعادة قدرة البلاد على سداد الديون. 
من جهته أوضح جابر أن الحكومة ووزارة المال تعطيان أولوية قصوى للوصول الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي نظراً لأهمية دوره في تحقيق الإصلاحات الاقتصادية، وإعادة جذب الدعم الدولي للبنان.

***************************************

افتتاحية صحيفة النهار


 

لبنان يحذّر من تداعيات “شريط” المواقع الخمسة واشنطن تتعهد دعم حلّ المسائل العالقة ديبلوماسياً

 

اتخذت الحملة الديبلوماسية الواسعة التي أطلقها لبنان الرسمي مع الدول المؤثرة لإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من جنوب لبنان بعدما رسّخت تمركز قواتها في النقاط الخمس الحدودية طابعاً متدحرجاً وسط معالم سباق مع الوقت. ذلك أن لبنان يسعى إلى استعجال الضغوط الدولية على إسرائيل وحملها على الجلاء التام عن التلال الخمس الحدودية التي تحتلها وأقامت فيها وحولها تحصينات كبيرة تدلل إلى احتلال طويل لها، بذريعة حماية التجمعات الاستيطانية المقابلة لكل موقع. ويحذر لبنان الرسمي في حملته من أن التمركز الاحتلالي الإسرائيلي في المواقع الخمسة بات أشبه بشريط حدودي ولو فصلت مسافات غير قصيرة أحياناً بين النقاط الخمس. ولذا يتشدد لبنان في الضغط لاستعجال إنهاء الواقع الجديد الذي خلفته إسرائيل وتسعى إلى فرضه كوجود احتلالي طويل الأمد تحت وطأة إحداث تداعيات أشدّ خطورة من احتلال المناطق السكنية، لأن ما اقدمت عليه إسرائيل شكّل ما يتجاوز الانتهاكات الجوهرية لاتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل وبدا بمثابة تمزيق للاتفاق وإعادة للأمور إلى نقطة الصفر التي كانت سائدة إبان الحرب بين إسرائيل و”الحزب”. وتشير المعطيات المتوافرة في هذا السياق إلى أن ثمة تفهماً واسعاً لموقف لبنان واقتناعاً دولياً بصحة المطلب اللبناني الضغط على إسرائيل لإنجاز انسحابها بالكامل، لكن لم تتبين بعد وسائل الضغط اللازمة والقوية التي ينتظرها لبنان وهو الأمر الذي بات الرهان الزامياً على الجانب الأميركي الذي يملك أدوات الضغط اللازمة لدعم لبنان في مطلبه وترجمة التزاماته بدعم الدولة اللبنانية في بسط سيطرتها التامة على أراضيها.


ولذلك اتخذ الاتصال الهاتفي الذي تلقاه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون أمس من مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز دلالات بارزة غداة الانسحاب الإسرائيلي المنقوص من الجنوب. وأفادت معلومات قصر بعبدا أن والتز أكد للرئيس متابعة الإدارة الأميركية للتطورات في الجنوب، بعد الانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية واستمرار احتلالها لعدد من النقاط الحدودية.

وأشاد والتز بالدور الذي لعبه الجيش اللبناني في الانتشار في المواقع التي أخلاها الإسرائيليون، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة تجاه لبنان بالعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وحل المسائل العالقة ديبلوماسياً. وشدّد على أهمية الشراكة اللبنانية- الأميركية وضرورة تعزيزها في المجالات كافة.

من جهته، شكر الرئيس عون والتز، مؤكداً الموقف اللبناني بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من النقاط المتبقية واستكمال تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني 2024 لضمان تعزيز الاستقرار في الجنوب وتطبيق القرار 1701. وشدّد الرئيس عون على الإسراع في إعادة الأسرى اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل.


وفي السياق نفسه، شدّد الرئيس عون خلال استقباله السلك الديبلوماسي العربي على “أن لبنان سيبذل كل جهد ممكن من خلال الخيارات الديبلوماسية ودعم الدول العربية والصديقة، لتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي”. وأكد أنه “لا يمكن مواجهة التحديات الراهنة في المنطقة إلا من خلال موقف عربي موحد، وخصوصاً التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني”، مؤكداً أن “لا أحد بمنأى عن تداعيات الأحداث في أي دولة عربية”.

وفي إطار المواقف الدولية البارزة أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أنّ باريس “أخذت علماً بانسحاب القوات الإسرائيلية من قرى في جنوب لبنان”، مذكّرة بـ”ضرورة الانسحاب الكامل في أقرب وقت”. وقالت الوزارة “إنّ باريس تدعو كل الأطراف إلى تبنّي اقتراحها: يمكن لقوات اليونيفيل، بما في ذلك الكتيبة الفرنسية، أن تنتشر في هذه المواقع الخمسة على مقربة مباشرة من الخط الأزرق لتحلّ محلّ القوات المسلّحة الإسرائيلية وتضمن أمن السكان هناك”. وأضافت: “إلى جانب الولايات المتحدة في إطار آلية (الإشراف على وقف إطلاق النار)، ستواصل فرنسا تولّي كل المهام المحدّدة في اتفاق 27 تشرين الثاني 2024”. ورحّب “بإعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية، بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل). واعتبر أنّ “إعادة التموضع هذه ستسمح للقوات المسلّحة اللبنانية بأن تنفذ عمليات إزالة (ذخائر غير منفجرة) وأن تدعم عودة السكّان في أفضل الظروف الأمنية الممكنة.


وطالب وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال بدعم ومساندة الاتحاد لكي تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، تطبيقاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. كما بحث مع السفيرة دو وال في التحضيرات الجارية لمؤتمر بروكسل- 9 بشأن النازحين السوريين المزمع عقده في شهر آذار المقبل، وتمنى في هذا الإطار على الاتحاد الأوروبي “تعديل مقاربته لقضية النزوح السوري بعد تغيّر النظام في سوريا، مُجدِداً التأكيد على ضرورة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم بعد أن تحولوا إلى نازحين اقتصاديين، فانتفت أسباب وجودهم في لبنان، وباتت الظروف في سوريا تسمح بعودتهم، من خلال مساعدتهم في إعادة بناء قراهم ومدنهم والاستثمار في بناها التحتية وخدماتها”.

 

الوضع في الجنوب      

على الصعيد الميداني ووسط عودة متواصلة للأهالي إلى البلدات والقرى التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية ،أعلنت قيادة الجيش اللبناني أنّ “الوحدات العسكرية تستكمل الانتشار في جميع البلدات الحدودية الجنوبية بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوّة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل، وذلك بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، علمًا أنّ العدو لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة عملًا بالمواثيق والشرعية الدولية وبقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدّمها القرار 1701، وهو لا يزال يتمركز في نقاط حدودية عدة، ويتمادى في تنصّله من التزاماته، وخرقه للسيادة اللبنانية من خلال الاعتداءات المتواصلة على أمن لبنان ومواطنيه”. ولفتت إلى أنّ “الوحدات العسكرية المختصة كثّفت جهودها لمواكبة عودة الأهالي إلى أراضيهم، عبر إزالة الأنقاض وفتح الطرق بعد الدمار الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، ومعالجة الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة التي تُمثّل خطراً داهماً على حياة المواطنين”.


كما أكدت “أهمية الالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة تفادياً لوقوع ضحايا”.

بيد أن إسرائيل مضت في انتهاكاتها لوقف النار، ففيما تواصلت عودة الأهالي إلى القرى الجنوبية المدمرة بالكامل غداة انتهاء مهلة الانسحاب الكامل، أغارت مسيّرة إسرائيلية أمس على سيارة رابيد في بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، وأدت إلى سقوط قتيل. وبحسب المعلومات الضحية هو  عنصر في “الحزب” إبن رئيس بلدية عيتا الشعب، في وقت أصيبت زوجته إصابة خطيرة.

ولاحقاً أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنّ “طائرة لسلاح الجوّ أغارت لإزالة تهديد وقضت على ناشط عسكري لـ”الحزب” في منطقة عيتا الشعب، في جنوب لبنان، بعد أن تم رصده يتعامل مع وسائل قتالية”، بحسب زعمه.

وأضاف: “يواصل الجيش الإسرائيلي العمل لإزالة أي تهديد وفق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان”.

وقام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من موقع الرادار في خراج بلدة شبعا في اتجاه منازل البلدة، كما نفذ عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من تلة الحمامص. وأفيد أن جرافة اسرائيلية رفعت ساتراً ترابياً جديداً على مقربة من ساحة بلدة العديسة، في خلة المحافر. وأفيد أيضاً أن قوة اسرائيلية مؤلفة من دبابتي ميركافا أطلقت النار على مركز الجيش اللبناني في منطقة “بركة النقار” جنوب بلدة شبعا من دون وقوع اصابات. كما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على مواطن لدى قيامه بتفقد المتنزه العائد له على ضفاف نهر الوزاني ما أدى الى إصابته برجله.

******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 عون لمستشار الأمن القومي: الانسحاب وإعادة الأسرى… حراك ديبلوماسي في كل الاتجاهات لإنهاء الاحتلال

 

أبقت إسرائيل الوضع في المنطقة الحدودية جمراً تحت رماد اعتداءاتها، إنْ من خلال زرعها قنابل مَوقوتة وآيلة للتفجير في خمس تلال داخل الأراضي اللبنانية، أو من خلال خرقها المتمادي لاتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر بصورة فاضحة أمس، باعتدائها على الجيش اللبناني باستهداف مركزه قرب بلدة شبعا، واستهداف المدنيّين ما أدّى إلى ارتقاء شهيد وسقوط جرحى من المواطنين العائدين إلى قراهم الحدودية.


وأمّا على الخط السياسي، فيبدو التركيز مُنصّباً على أمرَين، الأول بمثابة تحدٍ كبير ماثل أمام الدولة في كيفية حشد الدعم الدولي والفاعل للبنان، وإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من كامل الأراضي اللبنانية. والثاني اكتمال البنية الحكومية بنيل حكومة نواف سلام ثقة المجلس في الجلسة العامة التي سيعقدها المجلس يومَي الثلاثاء والأربعاء المقبلَين، وذلك كنقطة انطلاق للعهد الرئاسي والسياسي الجديد في ورشة عمل حكومية فاعلة وواسعة لمواجهة بنك الأولويات التي تنتظرها في شتى المجالات.

 

إتمام الانسحاب ضرورة

معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» تؤكّد أنّ ملف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، يُشكّل بنداً أساسياً وحاضراً في رأس قائمة أولويات العمل الرئاسي والحكومي في هذه المرحلة، وضمن هذا السياق تُبقي رئاسة الجمهورية قناة الإتصال مفتوحة في كل الاتجاهات الدولية لنزع فتيل إبقاء إسرائيل احتلالها للتلال الخمس داخل الأراضي اللبنانية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يشكّل خرقاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وعاملاً لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. والرهان الأساس في هذا الإطار يبقى على الجانب الأميركي الذي قطع وعوداً جدّية في تحقيق الإنسحاب الإسرائيلي الكامل، يُريد لبنان أن يرى ترجمة أكيدة لها من دون إبطاء.


 

عون والأميركيّون

وموضوع الاحتلال الإسرائيلي، حضرَ أمس، في حديث بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ومستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، فأكّد عون أنّه «من الضروري إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في النقاط المتبقية واستكمال تنفيذ اتفاق 27 تشرين الثاني 2024 لضمان تعزيز الاستقرار في الجنوب وتطبيق القرار 1701». وشدّد على «ضرورة الإسراع في إعادة الأسرى اللبنانيِّين المعتقلين في إسرائيل».

من جهته، أكّد والتز للرئيس عون «متابعة الإدارة الأميركية للتطوّرات في الجنوب، بعد الانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية واستمرار احتلالها لعدد من النقاط الحدودية»، وأشاد بـ«الدور الذي لعبه الجيش اللبناني في الانتشار في المواقع التي أخلاها الإسرائيليّون»، مؤكّداً أنّ «الولايات المتحدة ملتزمة تجاه لبنان بالعمل على تثبيت وقف النار وحل المسائل العالقة ديبلوماسياً». كما أكّد على «أهمية الشراكة اللبنانية-الأميركية وضرورة تعزيزها في جميع المجالات».


 

تعاطف فرنسي

في موازاة التأكيد الصادر عن الأمم المتحدة وقيادة «اليونيفيل» على أنّ تأخير الانسحاب إلى جنوبي الخط الأزرق يُناقض ما كنا نأمل حدوثه ويُشكّل انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار وللقرار 1701، فإنّ الجانب الفرنسي، وكما تشير المعلومات، يُبدي تعاطفاً أكيداً مع الموقف اللبناني الرافض لبقاء الاحتلال في أيّ بقعة من لبنان، والمستويات الرسمية في لبنان تبلّغت عزم باريس على أداء دور فاعل ومتواصل، سواء في موقعها في لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، أو عبر التواصل المباشر مع الجانب الإسرائيلي. وهذا الأمر أكّدت عليه وزارة الخارجية الفرنسية التي أعلنت «أنّ فرنسا أخذت علماً بأنّ جيش الدفاع الإسرائيلي ما زال متواجداً في خمسة مواقع على الأراضي اللبنانية»، لافتةً إلى «أنّ فرنسا تذكّر بضرورة الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، في أقرب وقتٍ ممكن، وفقاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار».


 

نحو مجلس الأمن

وإذا كان لبنان على مستوياته الرئاسية الثلاث، قد أكّد في موازاة الإنسحاب الإسرائيلي الناقص والمبتور، رفضه القاطع لبقاء الإحتلال الإسرائيلي ولاسيما في النقاط الخمس داخل الأراضي اللبنانية، فإنّ بيان الرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونواف سلام ونبيه بري بعد اجتماعهم في القصر الجمهوري في بعبدا أمس الأول، وكما تؤكّد مصادر رسمية متابعة لـ«الجمهورية»، يشكّل قاعدة لتحرّك رسمي سريع ومكثف في اتجاه الدول الشقيقة والصديقة، وكذلك في اتجاه مجلس الأمن الدولي لحمل إسرائيل على الإلتزام الكامل بالقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 27 تشرين الثاني الماضي وتطبيق مندرجاته، ولاسيما الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية التي توغل إليها الجيش الإسرائيلي خلال العدوان الأخير».

 

إسرائيل تتعمّد التوتير


في هذا الإطار، أكّد مرجع مسؤول لـ»الجمهورية» أنّ بيان الرؤساء الثلاثة يُعبّر عن كل اللبنانيّين ورفضهم بقاء الاحتلال، ومضمونه يخاطب الدول الكبرى لتحمّل مسؤولياتها والإيفاء بالتزاماتها في إلزام إسرائيل بالإنسحاب من كامل الأراضي اللبنانية».

وأضاف: «ما من شك أنّ إبقاء إسرائيل لاحتلالها للنقاط الخمس، يمسّ صدقية الدول، ولاسيما الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة الى أنّ عدم التزامها بوقف إطلاق النار وتعمّدها التوتير منذ لحظة إعلانه أواخر تشرين الثاني الماضي، يُثيران المخاوف من سعي إسرائيل إلى تثبيت احتلالها داخل الأراضي اللبنانية، وهو أمر من شأنه أن يفرض واقعاً جديداً وتحدّياً خطيراً يُصبح فيه اتفاق وقف إطلاق النار مشكوكاً في صموده».

ورداً على سؤال أكّد المرجع: «الجميع مدركون ما يترتب عليه بقاء الإحتلال الإسرائيلي من مخاطر على لبنان، والآن الأمر متروك للجهد الديبلوماسي، ورئيس الجمهورية يولي هذا الأمر أولوية كبرى، ويؤكّد أنّه لن يعدم وسيلة لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الأمن والهدوء إلى المنطقة الجنوبية».

وفي حال لم ينجح الجهد الديبلوماسي، أوضح: «كما سبق وقلت، الأمر متروك الآن للجهود الديبلوماسية التي نأمل أن تثمر ما يرغب به لبنان». واستطرد قائلاً: «لا أحد يجادل في حق لبنان باسترجاع أراضيه المحتلة وبسط سيادته على كامل ترابه الوطني. وبيان الرؤساء الثلاثة شديد الوضوح لجهة التأكيد على حق لبنان في اعتماد كل الوسائل لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي».

 

موقف الحزب

إلى ذلك، وفي وقت تُثار فيه تساؤلات حول موقف «الحزب» من إبقاء إسرائيل على احتلالها للنقاط الخمس في الجانب اللبناني، وما يمكن أن يُقدِم عليه حيال ذلك، كشف مطلعون على موقف الحزب لـ«الجمهورية» أنّه يدعم موقف السلطة السياسية، وقرار الحزب حالياً، هو إعطاء الفسحة الزمنية التي تتطلبها الجهود الديبلوماسية التي تقودها الدولة اللبنانية لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الذي ترعاه الولايات المتحدة الأميركية، على رغم من أنّه يشك في أن تتمكّن الديبلوماسية من إتمام هذا الأمر.

وبحسب هؤلاء المطلعين فإنّ «أولوية الحزب في هذه المرحلة منصبّة على تمرير تشييع أمينه العام السيد نصرالله ورئيس مجلسه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، تُضاف إلى ذلك أولوية احتواء آثار العدوان الإسرائيلي وإعادة الإعمار، وكذلك إعادة تنظيم وتكوين بنيته الحزبية والتنظيمية وتصويب الاختلالات الكبرى التي تعرّض لها خلال العدوان، وهذا الأمر قد يتطلب وقتاً ليس بالقصير».

 

مخاوف

إلى ذلك، وفي موازاة الإشارات اليومية التي تطلقها إسرائيل لجهة الاستمرار في خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار واستهداف المناطق اللبنانية والمدنيّين، أبلغ مرجع أمني كبير «الجمهورية» إنّ «الأمن الداخلي بصورة عامة تحت السيطرة والأجهزة الأمنية والعسكرية تقوم بواجباتها ومسؤولياتها على كلّ صعيد، وقرارها مجتمعة أن تضرب بقوة كل العابثين، وأي محاولة لإثارة الفتن والنعرات والإنقسام الداخلي».

وأضاف المرجع: «الأجهزة الأمنية ساهرة، بالتالي لا خَوف على الأمن الداخلي، لكن ينبغي ألّا نخرج من حسباننا العامل الإسرائيلي ومحاولاته العبث بأمن البلد وزعزعة استقراره جرّاء عدم إلتزام إسرائيل الجدّي بوقف إطلاق النار ومواصلتها استهداف المناطق اللبنانية، وكل ذلك يبدو مندرجاً في سياق ما تبدو أنّها محاولة إسرائيلية لصياغة واقع جديد تكون فيه يدها هي العليا بالإعتداءات والاستهدافات والإغتيالات على غرار ما حصل قبل أيام في صيدا وإقليم التفاح».

 

مرحلة دقيقة

في موازاة تحذير المرجع الأمني، تتحدّث أوساط سياسية وسطية عن مرحلة دقيقة مقبل عليها لبنان، حبلى بالضغوط.

وأوضح زعيم وسطي لـ«الجمهورية»: «حتى الآن لا أشعر بأنّ الحرب قد انتهت، وأخشى من خطوات إسرائيلية مبيتة. ما من شك أنّ الإبقاء على النقاط الخمس هو خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار ويُشكّل ضغطاً يومياً على لبنان، لكنّ أخطر ما في موازاته هي التوغلات الإسرائيلية بطابع مدني وديني في اتجاه الأراضي اللبنانية، على ما قامت به خلال اليومَين الماضيَين مجموعة من الحريديم تسلّلت نهاراً وعلناً إلى الجانب اللبناني من الحدود، حيث لا يجب تجاهل هذا الأمر، إذ قد تكون لهذه الخطوة ما يماثلها وربما أكبر في المستقبل».

وفي تقدير الشخصية الوسطية عينها، فإنّه لا يستبعد أن يتواصل الضغط الكبير على «الحزب»: «يُريدون إخضاعه بصورة كاملة، ونتنياهو وحكومته المتطرّفة يُحرّضان في هذا الاتجاه. والأميركيّون يَعتبرون أنّ «الحزب» قد هُزم، ويتحدّثون عن اتخاذ كل الإجراءات لمنعه من إعادة بناء نفسه وتحصين بنيته العسكرية والتسليحية من جديد. هذا الأمر يُبقينا في دائرة الخطر».

 

العمل الحكومي

 

حكومياً، إذا كانت ثقة المجلس النيابي محسومة ومضمونة بما يَزيد عن 80 صوتاً لحكومة نواف سلام، إلّا أنّ الإمتحان الحقيقي للحكومة يبدأ بعد الثقة، في مقاربة بنك الأولويات والتحدّيات.

وفيما بدا البيان الوزاري للحكومة طموحاً إزاء تحديد سُلم أولويات، وشكّل نافذة أمل للبنانيّين في تحديد سبُل معالجة الأزمات المَوروثة والملفات الكبرى والعالقة في شتى المجالات، يُضاف إليها الملف الناشئ عن العدوان الإسرائيلي والأضرار الكارثية التي خلّفها، وإعادة الإعمار، إلّا خلاصات تقييمية للواقع اللبناني بصورة عامة، تخلص إلى تجنّب تكبير الحجر ومقاربة وضع البلد بواقعية. فالبيان الطموح في مضمونه، وإن كان يَعِد بإنجازات كبرى وبتصميم حكومي على الحسم والفصل والإصلاح وما شابه ذلك من خطوات، فإنّه يصطدم بعامل الوقت ربطاً بعمر الحكومة القصير نسبياً أقل من سنة ونصف، الذي يحول حتماً دون الإنجاز المَوعود.

 

وبحسب تلك الخلاصات، فإنّ الحكومة بعد الثقة، وبموازاة الإجراءات الإدارية والتعيينات التي ستجريها لملء الشواغر الواسعة في الوظائف، ستجد نفسها أمام ثلاثة تحدّيات من شأنها أن تصرف الوقت الأكبر من عمر الحكومة؛ أولّها إعداد موازنة عامة تحاكي المرحلة الجديدة ومتطلباتها. وهذا التحدّي قد يكون الأسهل أمام استحقاق الإنتخابات البلدية والإختيارية الذي اقترب موعده (بعد 3 أشهر)، وكذلك أمام استحقاق الانتخابات النيابية العام المقبل، إذ تنتهي ولاية المجلس النيابي الحالي آخر شهر أيار 2026، ومعلوم في الاستحقاق النيابي أنّ كل البلد يتفرّغ بالكامل لهذا الاستحقاق ويدخل في كوما الانتخابات النيابية قبل 6 أشهر على الأقل من موعد إجراء الانتخابات، أي اعتباراً من شهر تشرين الثاني المقبل وتحديداً بعد 9 أشهر.

 

وكان الرئيس عون قد أمل أمام زوّاره في بعبدا أمس بـ»دعم الدول العربية ليعود لبنان شرفة العرب»، مجدِّداً التأكيد على أنّ «لبنان لن يكون منصّة للهجوم على الدول، ولا سيما الدول العربية الشقيقة. أمامنا فرص كثيرة مقدَّمة من الدول الشقيقة والصديقة، ومن المؤسف أن نضيّعها بسبب خلافات جانبية وحسابات فردية».

وأضاف: «لا إقصاء لأحد في لبنان، فالدولة هي التي تحمي جميع الطوائف، وليس العكس. إنّنا مع حرّية التعبير السلمي، لكنّ التجاوزات التي حدثت قبل أيام، من قطع للطرق والإعتداء على الجيش والمواطنين، هي ممارسات مرفوضة ولن تتكرّر». مؤكّداً أنّ «ما حصل في الجنوب أثَّر سلباً على لبنان بأسره، ولا صحّة إطلاقاً للادّعاء بأنّ الطائفة الشيعية محاصرة. فنحن جميعاً جسم واحد وبيئة واحدة، دفعنا ثمن الحرب ونواجه التحدّيات معاً، والثقة داخل المجتمع اللبناني هي الأساس».

 

******************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

«الشرق الأوسط» ترصد عودة «الأرض المحروقة» إلى لبنان

إسرائيل بقيت في 7 نقاط حدودية… والدمار يفرض على الجنود اللبنانيين النوم في آلياتهم

بيروت: ثائر عباس

 

استعاد لبنان القرى الحدودية المحتلة، وبات الجيش اللبناني لأول مرة من اندلاع الحرب الإسرائيلية نهاية العام الماضي على خط الحدود الدولية، لكن هذه العودة تكشف عن الكثير من «المفاجآت المتوقعة»، حيث تبين أن الجيش الإسرائيلي استغل فترة الـ60 يوماً التي أعطيت له للانسحاب والتي مددها أسبوعين إضافيين، للمضي في تدمير هذه القرى التي باتت أرضاً محروقة قولاً وفعلاً، كما تبين وفق معطيات أمنية اطّلعت عليها «الشرق الأوسط» عن بقاء الجيش الإسرائيلي في سبع نقاط على الأقل بدلاً من 5 نقاط معلنة.

 

كما أظهرت الوقائع احتفاظ إسرائيل لنفسها بحق الضرب في لبنان رغم انسحابها، حيث أطلقت النار نحو الجنود اللبنانيين ترهيباً في أكثر من مناسبة، كما أغارت على سيارة في بلدة حدودية، وأصابت مدنيين اثنين في قرية أخرى.

الانتشار جنوباً

وينشر الجيش اللبناني نحو 6500 جندي في منطقة جنوب الليطاني وحدها ومستعد لزيادتها إلى 8000 قريباً، في أكثر من نقطة عسكرية أقامها في المنطقة التي كانت مسرحاً للحرب بين الجيش الإسرائيلي و«الحزب» الذي يفترض به أن يكون انسحب منها عسكرياً منذ وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ونهاية فترة الانسحاب الإسرائيلي الممددة التي انتهت الثلاثاء بانسحاب القوات الإسرائيلية حتى الحدود الدولية باستثناء المناطق التي أبقت على نقاط عسكرية فيها.

 

النقاط السبع… بلا فوائد عسكرية

ورغم أن إسرائيل أعلنت أنها ستبقى في 5 نقاط عسكرية، فإن الوقائع التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر أمنية لبنانية واسعة الاطلاع توضح أن الجيش الإسرائيلي لا يزال موجوداً في سبع نقاط داخل الأراضي اللبنانية يبلغ أعمقها نحو ثلاثة كيلومترات. والجدير ذكره أن هذه النقطة تعدّ «خاصرة رخوة» للجيش الإسرائيلي إذا ما أطال البقاء فيها بسبب امتدادها على شكل سهم داخل الأراضي اللبنانية. وتبدأ النقاط التي توجد فيها القوات الإسرائيلية من تلة الحمامص جنوب مدينة الخيام اللبنانية ويتراوح عمق التوغل الإسرائيلي فيها ما بين 1.5 و3 كيلومترات، أما النقطة الثانية فتقع داخل بلدة كفركلا، وهي نقطة لم تعلن إسرائيل عن بقائها فيها، وهي عبارة عن طريق يتراوح عمقه بين خمسة أمتار وصولاً إلى نحو 200 متر بجانب السياج الحدودي، حيث عزلت طريقاً كانت تمر بجوار الجدار الحدودي. واللافت، أن هذه النقطة بالتحديد كانت من بين النقاط التي طال النقاش حولها مع الإسرائيليين في العام والتي كان يصرّ الجانب الإسرائيلي على أنها من ضمن أراضيه قبل أن ينسحب منها ويقبل بلبنانيتها. أما النقطة الثالثة، فتقع قرب بلدة مركبا في الجنوب الشرقي للأراضي اللبنانية وقد وضعت القوات الإسرائيلية فيها مركزاً محاذياً لمركز «يونيفيل»، علماً أن الطريق التي تمر بمحاذاة الحدود من كفركلا وحتى مركبا لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية. والمركز المستحدث هو مركز قريب من تلة العباد الشهيرة التي تضم قبراً مختلف على هوية صاحبه، بين من يعدّه قبراً لمسلم صالح، أو حاخام يهودي وفق الرواية الإسرائيلية. وقد تم في عام 2000 بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان تقسيم القبر مناصفة بين لبنان وإسرائيل. واستغلت إسرائيل الواقع الجديد لضم ما تبقى من القبر إلى جانبها وأخضعته للترميم. وتقع النقطة الرابعة في منطقة عيترون اللبنانية، حيث اقتطعت إسرائيل منطقة تشبه الزاوية تسمى «جل الدير» وهي منطقة لبنانية غير مأهولة تقع في منطقة تنعطف فيها الحدود مع إسرائيل من الشرق إلى الجنوب. أما النقطة الخامسة، فتقع في منطقة «جبل بلاط» وفيها أقفلت القوات الإسرائيلية الطريق بين بلدتي رامية ومروحين بسيطرتها على «جبل بلاط»، في حين تقع النقطة السادسة (غير المعلنة) قرب بلدة الضهيرة الحدودية، حيث أقفلت القوات الإسرائيلية الطريق من دون وجود مركز دائم لها. وينتهي الخط في منطقة اللبونة قرب الساحل، حيث النقطة السابقة المطلة على منطقة الناقورة الساحلية التي كانت بدورها موقع اعتراض إسرائيلي في عام 2000.

وتظهر دراسة ميدانية أعدتها الوحدات المختصة في الجيش اللبناني واطلعت «الشرق الأوسط» عليها، أن النقاط التي بقيت فيها القوات الإسرائيلية لا تتمتع بأي ميزة استكشافية عسكرية. وتوضح الدراسة أن مدى الرؤية التي تعطيه هذه المواقع لا يتناسب مع حاجات الاستطلاع العسكرية؛ ما يرجح «الحاجات السياسية» لهذه المواقع التي يقع بعضها في مناطق مكشوفة عسكرياً ويسهل استهدافها.

غير أن اللافت في هذه المواقع أنها أقيمت في مواجهة المستعمرات الإسرائيلية الكبرى بدءاً من المطلة في الالشرقية وصولاً إلى شلومي غرباً.

 

آليات الجيش… مخادع للجنود

دخل الجيش اللبناني المنطقة الحدودية ليجد مشهدية دمار تناهز الـ80 في المائة من مساحة قرى الحدود، وفق ما أكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط»؛ ما وضع الجيش كما الأهالي أمام معضلة كبيرة. فقد وجد الجيش أن كل مراكزه الحدودية قد دُمّرت بالكامل من قبل القوات الإسرائيلية. وهي مراكز كان الجيش قد أخلاها قبيل التوغل الإسرائيلي في سبتمبر (أيلول) الماضي عندما بدأت العملية البرية الإسرائيلية. وإذا كان الأهالي قادرين على العودة إلى أماكن سكنهم المؤقتة خارج المنطقة الحدودية، فالجيش مضطر إلى البقاء هناك في ذروة عاصفة تحمل رياحاً قطبية إلى المنطقة. وبينما لا يستطيع الجنود اتقاء البرد في مبانٍ مشيدة، يلجأ العسكريون إلى النوم من آلياتهم فتحولت ملالات الجيش وسيلة نقل نهاراً ومكان مبيت ليلاً. كما وضعت الجيش أمام تحدٍ آخر هو تأمين الدعم اللوجيستي للوحدات المنتشرة عند الحدود، حيث باتت الأمور رهن ساعتها والظروف الميدانية.

 

رفع الأنقاض… والجثث

وبخلاف دوره في ضبط الحدود وتأمين الأمن في القرى اللبنانية المحررة، ينشغل الجيش بمساعدة المدنيين على رفع الأنقاض لفتح الطرقات وتأمين العبور، وتنظيف المنطقة من القذائف غير المنفجرة وسحب جثث المقاتلين، حيث تمكن في اليوم الأول للانسحاب الإسرائيلي وحده من سحب 69 جثة لمقاتلي الحزب، كما أنقذ اثنين كانا عالقين بأحد المخابئ في بلدة كفركلا، حيث بقيا طوال فترة الحرب التي امتدت لأكثر من شهرين.

في المستجدات الأمنية، وبينما عودة الأهالي إلى قراهم المدمرة بالكامل مستمرة، أغارت مسيَّرة إسرائيلية على سيارة رابيد في بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل؛ ما أدى إلى مقتل ابن رئيس بلدية عيتا الشعب وإصابة زوجته إصابة خطيرة.

ولاحقاً، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنّ «طائرة لسلاح الجوّ أغارت لإزالة تهديد وقضت على ناشط عسكري لـ(الحزب) في منطقة عيتا الشعب، في جنوب لبنان، بعد أن تم رصده يتعامل مع وسائل قتالية»، بحسب زعمه.

 

وأضاف أدرعي عبر منصة «إكس»: «يواصل الجيش الإسرائيلي العمل لإزالة أي تهديد وفق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان».

 

وقام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من موقع الرادار في خراج بلدة شبعا في اتجاه منازل البلدة. كما نفذ بعد ظهر عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من تلة الحمامص. وأفيد بأن جرافة إسرائيلية رفعت ساتراً ترابياً جديداً على مقربة من ساحة بلدة العديسة، في خلة المحافر. وألقت القوات الإسرائيلية قنابل صوتية استهدفت نقطة تجمع للأهالي في بلدة كفركلا. وأفيد بأن قوة إسرائيلية مؤلفة من دبابتي ميركافا أطلقت النار على مركز الجيش اللبناني في منطقة بركة النقار جنوب بلدة شبعا من دون وقوع إصابات. وسقطت إصابات عدة جراء إطلاق قوات إسرائيلية النار على منتزهات الوزاني جنوب لبنان أثناء قيام بعض أهالي البلدة بتفقدها بعد عودتهم. كما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على لبناني لدى قيامه بتفقد المتنزه العائد له على ضفاف نهر الوزاني؛ ما أدى إلى إصابته في رجله.

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

عون لـ«والتز»: لانهاء الإحتلال الإسرائيلي في النقاط الخمس

دعم عربي متجدّد وتطمينات لبنانية للعرب.. ومصرف لبنان يرفع سقف السحوبات بالدولار

 

تدفع الدولة اللبنانية، ممثلة برئيسي الجمهورية والحكومة بكل ثقلها الدبلوماسي وعلاقاتها للجم الاعتداءات الاسرائيلية، التي لم تتوقف على الرغم من إنهاء مهلة الانسحاب، وحشد الدعم الدولي والعربي من خلال «الخيارات الدبولماسية ودعم الدول العربية والصديقة لتحرير ارضنا»، حسب تعبير الرئيس جوزفف عون امام السلك الدبلوماسي العربي.

وتندرج حركة الاتصالات الدبلوماسية من ضرورة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للنقاط الخمس التي اعلن عدم الانسحاب منها عند تخوم الحدود الجنوبية.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن اتصالات رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من أجل إنهاء الأحتلال الإسرائيلي في النقاط المتبقية لم تتوقف وإن البيان الذي صدر من قصر بعبدا يمهد الطريق أمام العمل بالوسائل المشروعة في هذا المجال.

ورأت المصادر نفسها أن رئيس الجمهورية يواصل العمل في هذا المجال وكذلك في ما خص عودة الاسرى اللبنانيين.

إلى ذلك أوضحت أن نيل الحكومة الثقة في مجلس النواب هو أمر محسوم وبعد ذلك يصار إلى ترتيب الملفات التي تبحث في مجلس الوزراء بعد تفاهم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، على أن التحضيرات لجولة الرئيس عون الخارجية تنطلق خصوصا أنه سبق وتحدث عن زياراته بعد تشكيل الحكومة.

على ان الاتصالات والمساعي التي يجريها الرؤساء الثلاثة لم تفلح في لجم الاحتلال الاسرائيلي عن انتهاك اتفاق وقف اطلاق النار والانسحاب من باقي مناطق الجنوب، حيث اضاف الى التلال الخمس ونقاط التحفظ الست العالقة من العام 2006 نقاطاً جديدة احتلها مؤخرا ورفض الانسحاب منها بل واقام السواتر والعوائق امام مداخل وبين بعض القرى واقام فيها نقاط تمركز.  فيما كانت نتيجة المساعي «مزيداً من الوعود الاميركية الفارغة من اي جهد فعلي على الارض يجبر الاحتلال على الانسحاب» كماقالت مصادر متابعة للوضع لـ «اللواء». بينما لم يملك لبنان سوى سلاح الموقف بأنه سيعتبر «أي استمرار للوجود الإسرائيلي احتلالا، وإن له الحق في اتخاذ كل الوسائل لضمان الانسحاب وتحرير الارض».

اضافت المصادر: ان لبنان لا يملك حالياً سوى المسعى الدبلوماسي الضاغط وهناك تعهدات اميركية دائمة بضمان الانسحاب لكن المهم التنفيذ على الارض.فكل الكلام الاميركي عن دعم لبنان والجيش اللبناني يذهب هباء حيث تعرض الجيش اكثرمن مرة للإعتداء من الاحتلال الذي منع الجيش أكثرمن مرة ولا زال من استكمال انتشاره في القرى الحدودية ويقفل الطرقات امامه ويستهدف مراكزه بالقصف كماحدث امس.

وبالنسبة للدفع الفرنسي المستمر منذ فترة قالت مصادر دبلوماسية لـ «اللواء»: ان فرنسا تعتبر بشكل شبه يومي عن موقفها برفض اي وجود اسرائيلي يمس بالسيادة اللبنانية على أرض الجنوب وطالبت اسرائيل بوجوب استكمال الانسحاب، وهي تحاول تحقيق نوع من التوازن في عمل لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار.

واوضحت المصادر: ان فرنسا ساهمت بشكل غير مباشر في تصليب الموقف اللبناني، لكن نتائج المساعي الدبلوماسية تستغرق عادة بعض الوقت ولا تتم بكبسة زر خاصة مع الانحيار الاميركي الفاضح للإحتلال الاسرائيلي.

وفعلاعلقت وزارة الخارجية الفرنسية على إعلان جيش الاحتلال أنه سيبقى في 5 مواقع في جنوب لبنان، فقالت في بيان: إنّ فرنسا أخذت علما بأن جيش الدفاع الإسرائيلي ما زال متواجدا في خمسة مواقع على الأراضي اللبنانية. وانّ فرنسا تذكّر بضرورة الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، في أقرب وقت ممكن، وفقا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار.

تابعت: انّ باريس تدعو كل الأطراف إلى تبنّي اقتراحها: يمكن لقوات اليونيفيل، بما في ذلك الكتيبة الفرنسية، أن تنتشر في هذه المواقع الخمسة على مقربة مباشرة من الخط الأزرق لتحلّ محلّ القوات المسلّحة الإسرائيلية وتضمن أمن السكان هناك.

أضافت: إلى جانب الولايات المتحدة في إطار آلية الإشراف على وقف إطلاق النار)، ستواصل فرنسا تولّي كل المهامّ المحدّدة في اتفاق 26 تشرين الثاني 2024.

ورحّبت «بإعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية، بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل».واعتبرت أنّ «إعادة التموضع هذه ستسمح للقوات المسلّحة اللبنانية بأن تنفذ عمليات إزالة (ذخائر غير منفجرة) وأن تدعم عودة السكّان في أفضل الظروف الأمنية الممكنة».

وكان الجديد في المسعى الدبلوماسي الذي اعتمده لبنان تلقي رئيس الجمهورية العماد جوزاف امس، عون اتصالا هاتفيا من مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز، الذي أكد له «متابعة الإدارة الأميركية التطورات في الجنوب، بعد الانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية واستمرار احتلالها عددا من النقاط الحدودية».

وأشاد والتز بـ«الدور الذي لعبه الجيش اللبناني في الانتشار في المواقع التي أخلاها الإسرائيليون، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة تجاه لبنان العمل على تثبيت وقف إطلاق النار وحل المسائل العالقة ديبلوماسيا» وشدد على «أهمية الشراكة اللبنانية – الأميركية وضرورة تعزيزها في المجالات كافة».

واكد الرئيس عون بالمقابل «الموقف اللبناني بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من النقاط المتبقية، واستكمال تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني 2024 لضمان تعزيز الاستقرار في الجنوب وتطبيق القرار 1701، كما أكد  على الإسراع في إعادة الأسرى اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل».

مع السفراء العرب

وقال الرئيس جوزاف عون لوفد السفراء العرب الذي زاره امس، ان ما يحصل في المنطقة لا تقتصر تداعياته على الشعب الفلسطيني وحسب، بل ستطال الدول العربية، ومن بينها لبنان، ولا يمكن مواجهة التحديات الراهنة الا بموقف عربي موحد.

وخاطب عون السفراء العرب قائلاً: لبنان لن يكون منصة لمهاجمتكم. ولبنان سيضع اصلاحات قابلة للتنفيذ تعيد ثقتكم بمؤسساته الرسمية، وتضع حداً لسنوات الهدر والفساد، فتؤمن الاستثمارات للمستقبل.

وشارك في اللقاء سفراء المملكة العربية السعودي وليد بخاري، ومصر علاء موسى، والقطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وسفراء دول الخليج والسفير الفلسطيني اشرف دبور (عميد الدبلوماسيين العرب).

واكد دبور وقوف بلدانهم الى جانب لبنان في هذه المرحلة، ودعمهم لما تحقق من استكمال الاستحقاقات الدستويرة، عبر انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة جديدة.

واجرى الرئيس نواف سلام اتصالاً بنظيره العراقي محمد شياع السوداني، الذي اكد استمرار العراق بتقديم الدعم للشعب اللبناني، لا سيما لجهة توفير الوقود لتعزيز قدراته في مواجهة التحديات.

واكد سلام حرص حكومته على تنمية العلاقات مع العراق، وتأكيد العمل المشترك لتوفير الامن والاستقرار في المنطقة.

السقف: 500 دولار

مالياً، التقى وزير المال في مكتبه حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، الذي تداول معه في الوضعين المصرفي والنقدي، وتدابير مصرف لبنان أزاءها.

وعرض منصوري لتحضيرات الخطة المرتبطة بالودائع المصرفية.

وقرر المجلس المركزي لمصرف لبنان رفع سقف السحوبات على التعميم رقم 158 الى 500 دولار شهرياً والتعميم رقم 166 الى 250 دولار شهرياً بدءاً من الاول من آذار المقبل.

5 أيام

وعلى مدى خمسة ايام، تنشغل اللجنة العليا لترتيبات تشييع الامينين العامين للحزب السيد نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، من الجمعة الى الثلاثاء، اي من اول وصول المشاركين من خارج لبنان يوم الجمعة الى يوم المغادرة الثلاثاء في 25 شباط.

وسيجري استقبال الوفود المشاركة يوم الجمعة، على ان تعقد اللجنة العليا لمراسيم التشييع مؤتمراً صحافياً.

وفي اليوم التالي، تنظم جولات للاعلاميين على مسار التشييع، ثم اضاءة الشموع ليلاً على الشرفات.

والاحد: مراسم التشييع المعلنة في المدينة الرياضية الى الضريح.

اما الاثنين، فسيصار الى تشييع السيد صفي الدين في دير قانون النهر.

وبعد العزاء وانتهاء المراسيم تعقد اللجنة العليا مؤتمراً صحفياً، الثلاثاء موعد مغادرة الوفود الآتية من الخارج.

ودعت حركة امل عبر قرار الهيئة التنفيذية للحركة للمشاركة الشعبية الحاشدة في مراسم التشييع التي ستقام في بيروت وجبل عامل.

ومن المتوقع ان يشارك الرئيس نبيه بري في تشييع السيد نصر الله، ويمثل عندها الرئيس جوزف عون.

وفي ما خصل الافكار المطروحة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، ذكر موقع «ميدل ايست آي» البريطاني، ان فرنسا والولايات المتحدة تحاولان تشجيع إسرائيل على الانسحاب الكامل من جنوب لبنان، من خلال اقتراح نشر قوة لحفظ السلام أو حتى شركات أمنية خاصة في المناطق الاستراتيجية. وعرضت الولايات المتحدة، التي شاركت في التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار، نشر قوات متعددة الجنسيات أو متعاقدين من القطاع الخاص، بحسب مصدر دبلوماسي أميركي.

اضاف الموقع: وتشبه هذه الاستراتيجية ما يقال إنه بدأ يحدث في ممر نتساريم في قطاع غزة، حيث تقوم شركات أمنية خاصة بإرسال موظفين لحراسة نقطة تفتيش.وقال مصدر لبناني مقرب من الرئاسة لـ«ميدل إيست آي» إن لبنان يرفض هذه الفكرة بشدة.

الجنوب: استمرار الاعتداءات والخروقات

اما على الارض الجنوبية، فغداة الإنسحاب الإسرائيلي من الجنوب والإبقاء على النقاط الخمس، وبينما عودة الاهالي الى قراهم المدمرة بالكامل مستمرة برغم المعوقات المعادية، واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي تعدياته في الجنوب، فنفذ ظهرا غارة على سيارة في عيتا الشعب، كان يقودها الشاب يوسف محمد سرور وهو نجل رئيس بلدية عيتا الشعب فإرتقى شهيداً، واصيبت زوجته التي كانت معه بجروح.

وقام العدو صباحاً بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من موقع الرادار في خراج بلدة شبعا في اتجاه منازل البلدةر.وأفيد بأن قوة معادية مؤلفة من دبابتي ميركافا أطلقت النار على مركز الجيش اللبناني في منطقة «بركة النقار» جنوب بلدة شبعا من دون وقوع اصابات.

واطلقت قوات معادية النار على منتزهات الوزاني جنوبي لبنان أثناء قيام بعض أهالي البلدة بتفقدها بعد عودتهم. وادى إطلاق العدو الإسرائيلي للرصاص  في بلدة الوزاني  إلى إصابة شخصين بجروح، حسب وزارة الصحة اللبنانية. بينهم المواطن اسعد عبد الله لدى قيامه بتفقد المنتزه العائد له على ضفاف نهر الوزاني واصيب برجله.

وبعد الظهر، نفذ العدو عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من تلة الحمامص نحوالقرى المقابلة. والقى جنوده قنابل صوتية على نقطة تجمع للاهالي في كفركلا، ورفعت جرافة معادية ساتراً ترابياً جديداً على مقربة من ساحة بلدة العديسة، في خلة المحافر.

وأفرجت قوات الاحتلال الاسرائيلي عن المسعف عماد قاسم الذي اختطفته في بلدته حولا يوم الأحد الماضي، فيما لا تزال تحتجز عضو بلدية حولا حسين قطيش.

الى ذلك، سُجل صباح اليوم تحليق كثيف للطيران المسيّر الاسرائيلي على علو منخفض، في اجواء بلدات الدوير، جبشيت، الشرقية، انصار، عبا، حاروف، تول، النميرية والكفور.

واعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيانك أن الوحدات العسكرية تستكمل الانتشار في جميع البلدات الحدودية الجنوبية بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وذلك بعد انسحاب العدو الصهيوني، علماً أن العدو لم يلتزم بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة عملًا بالمواثيق والشرعية الدولية وبقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمها القرار 1701. وهو لا يزال يتمركز في عدة نقاط حدودية، ويتمادى في تنصّله من التزاماته، وخرقه للسيادة اللبنانية من خلال الاعتداءات المتواصلة على أمن لبنان ومواطنيه.

وقالت القيادة: كثفت الوحدات العسكرية المختصة جهودها لمواكبة عودة الأهالي إلى أراضيهم، عبر إزالة الأنقاض وفتح الطرقات بعد الدمار الواسع الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، ومعالجة الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة التي تمثل خطرًا داهمًا على حياة المواطنين..وأكدت أهمية الالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة تفاديًا لوقوع ضحايا.

وتمكنت الفرق المختصة في الدفاع المدني اللبناني من انتشال جثامين سبعة شهداء من بلدة ميس الجبل، وجثمان شهيد من بلدة الخيام، وجثمان شهيد من بلدة مركبا، بالإضافة إلى انتشال أشلاء شهيدين من بلدة دير سريان. ونُقلت الجثامين والأشلاء المنتشلة من البلدات إلى مستشفيات : راغب حرب، وصلاح غندور، ومرجعيون الحكومي، وستخضع هذه الجثامين والأشلاء للفحوصات الطبية والقانونية اللازمة، بما في ذلك فحوصات الحمض النووي (DNA)، تحت إشراف الجهات المختصة لتحديد هويات الشهداء.

من جهة ثانية، ذكرت وسائل إعلام إسرائيليّة: «ان مجموعة من اليهود الحريديم المتشددين  تسللوا الى حدود لبنان ورشقوا قوات الجيش الإسرائيلي بالحجارة ما أدى إلى إصابة 2 منهم».

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

لبنان يترقب اليوم الكبير في 23 شباط…

سلام اختار وزراءه لجذب الاستثمارات الدولية… و100يوم لاقرار القوانين الاصلاحية – نور نعمة

 

الاولوية الاميركية اليوم تكمن بحل الازمة الروسية – الاوكرانية وقد توضحت الصورة بان الرئيس دونالد ترامب يريد تسليم زيلينسكي واوكرانيا لروسيا سياسيا وبالتالي سعت واشنطن الى اتمام انسحاب «اسرائيلي» وان كان منقوصا ولكن دون تخطي المهلة المحددة لترضي السعودية التي شددت على خروج الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان بانسحاب «لا بأس به» بالنسبة للادارة الاميركية. الا ان ادارة ترامب في الوقت ذاته لن تضغط على «اسرائيل» لاخراج جيشها المحتل من النقاط الخمس المحددة جنوب لبنان ولن تدعوها الى تطبيق وقف اطلاق النار بشكل حازم ونهائي لان ترامب لا يريد مقاربة عدة مسائل وازمات في آن واحد وحاليا لا تندرج ازمة لبنان والعدو الاسرائيلي ضمن اولوية ترامب. وهذا يشير الى ان مسألة الجنوب اللبناني مجمدة حتى اشعار اخر الى ان يتم حل ازمة اوكرانيا.

 

في غضون ذلك، قالت اوساط سياسية للديار بأن القوى اللبنانية جميعها عرفت حجمها وقدراتها وعليه تضغط اميركا على القوى ضمن خطوات صغيرة. وبمعنى اخر، لم تضع الولايات التحدة الاميركية فيتو على حصول الثنائي الشيعي على وزارة المالية انما مقابل ذلك شطبت كلمة «المقاومة» من البيان الوزاري. اضف على ذلك، انتشر الجيش اللبناني في الجنوب ويساعد الاهالي انما في ظل وجود الجيش «الاسرائيلي» في المناطق الخمس. وعليه، رأت هذه الاوساط السياسية بان واشنطن تعتمد نوعا من توازن في الخطوات والذي ينطبق المثل الشعبي على هذا المسار: «لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم».

 

اما الحزب فهو ايضا يدرك ان المرحلة الحالية تطلب الهدوء والروية رغم التصعيد الكلامي.

 

ولفتت الاوساط السياسية الى ان اميركا تريد تمرير الامور تدريجيا وبخطوات بطيئة لان الهدف الاساسي بالنسبة لواشنطن هو معالجة ازمة غزة التي هي مسألة اهم من المسألة اللبنانية في الوقت الحاضر. فعين اميركا اليوم هي على غزة حيث ان الرئيس دونالد ترامب لم يتكلم صدفة عن مشاريع لغزة ولا يقصد مشاريع سياحية بل ما يضمره لغزة هو خطط واليات واساليب لمعالجة غزة. وعلما ان انعقاد القمة العربية اقترب موعدها وهي ستناقش طروحات ترامب عن الفلسطينيين. فهل سترفض قرارات ترامب؟ تستبعد الاوساط السياسية ان ترفض القمة العربية تطلعات ترامب لغزة وللشعب الفلسطيني بل ستسعى الى ايجاد صيغة وسطية لا تكون ظالمة ولا عادلة للفلسطينيين. والحال ان ترامب لا يفكر استراتيجيا علما ان الدولة العميقة الاميركية تعلم ان الهوية الفلسطينية اذا شطبت من غزة فسيكون لها ارتدادات سلبية وخطيرة. ولكن ترامب من جهته، سيسعى جاهدا خلال ولايته ان يحقق مبتغاه ومن ضمنها طبعا المصلحة الاسرائيلية.

 

بموازاة ذلك، تتجه الانظار الى يوم الاحد 23 شباط، اليوم الذي سيرتدي الوطن ثوب الحداد لتشييع الامين العام السابق للحزب السيد الشهيد نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين. ومن المسلمات انه سيكون حدثا تاريخيا يمتزج الحزن بالفخر، والدمع بالعزّة، والمأتم بالبيعة. وستاتي الجموع من كل صوب ليجتمعوا حول الجسد المسجّى، الذي حمل همّ الأمة، وقاد المقاومة، وانتصر للبنان وفلسطين، حتى الرمق الاخير من حياته. ذلك ان النعش الذي سيحمل سماحة السيد  نصرالله، لا يحمل مجرد قائد، بل يحمل وعدًا صادقًا، وصرخة مقاومة لن تنكسر، ونبضًا حيًا لن يموت، وإن غاب الجسد، فإن روحه ستظل تهتف في ساحات الابطال والمواجهة، وستظل تُلهب القلوب، وترشد السائرين على درب العزّة.

 

وفي التفاصيل، ستبدأ المراسم في تمام الساعة التاسعة صباحًا في مدينة كميل شمعون الرياضية، بحضور وفود رسمية وشعبية من 79 دولة، تعبيرًا عن التضامن والوفاء لمسيرة المقاومة.

 

وفي طهران، ومع اقتراب موعد التشييع، أُزيح الستار عن جدارية في ساحة ولي عصر، تجسّد نعش الشهيد السيد نصرالله محمولًا على أكتاف الأوفياء، مع شعار «نحن الإيرانيين لن نتراجع عن العهد الذي قطعناه».

الحكومة الجديدة: هل ستحجب الثقة عنها ام ستنالها من البرلمان؟

الى ذلك، حتى تحديد موعد مناقشة البيان الوزاري في 25 و26 شباط الجاري كاد يتحول الى نقطة تجاذب بعدما كانت احدى القوى الحزبية تريد اثارة الضجيج حول الموعد بحجة ان الرئيس نبيه بري ارجأ هذا الموعد الى الاسبوع المقبل لتكون الجلسات تحت تاثير الاجواء التي يمكن ان تحدثها التظاهرات الشعبية يوم تشييع الامين العام الشهيد نصرالله والسيد الشهيد هاشم صفي الدين الاحد المقبل.

 

انما في الوقت ذاته، الطرقات مشرعة امام الحكومة لنيل الثقة من البرلمان في ظل محاولات لعدم تحويل الجلسات الى مناسبة لفتح «اوراق النار» اي حول كل ما يتعلق بحرب الاسناد. ذلك ان الوضع بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون واختيار القاضي نواف سلام رئيسا للحكومة، هو للتصدي للمرحلة المقبلة لا للمراوحة داخل المتاهة السياسية السابقة.

 

وهنا، سؤال يطرح نفسه: «كيف ستكون انطلاقة الحكومة الجديدة بعد قيام جهات بوصفها «غرفة عمليات اميركية» لادارة الدولة»؟

 

وهنا، قال مصدر في السراي الحكومي للديار بان اختيار الوزراء الذين هم على علاقة مع المؤسسات الدولية المؤثرة على غرار صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يساعد على جذب الاستثمارت للبنان كعامل ضروري في اي خطة لارساء الاستقرار الاقتصادي والمالي والسياسي.

 

وعليه، من المرجح ان تنال الحكومة الثقة من المجلس النيابي الاسبوع المقبل لينطلق العهد الجديد برئاسة جوزاف عون والرئيس نواف سلام بنهج سيادي اصلاحي يمثل تطلعات جميع اللبنانيين.

 

وفي هذا السياق، كشفت مصادر ديبلوماسية للديار بان لبنان مقبل على مرحلة ايجابية في معالجة الازمة الاقتصادية بالوسائل المناسبة وهنا سيكون الدور لبعض الدول الاوروبية وفي طليعتها فرنسا بان يكون الحل جذريا لا مؤقتا. واضافت هذه المصادر ان الرئيس جوزاف عون كونه رئيسا غير محسوب على اي فريق سياسي، مصمم على اعادة تفعيل مؤسسات الدولة وابعاد التجاذبات السياسية التي كانت سابقا تعطل اي انجاز حكومي.

 

كما ان الدول العربية باتت تنظر الى لبنان بثقة بعد تشكيل حكومة متجانسة تضم 24 وزيرا وتعتمد رؤية اقتصادية واضحة فضلا عن اعلان بيان وزاري متزن الذي من شأن ذلك ان يساعد على بناء الجسور بين هذه الدول والدولة اللبنانية والى استئناف المساعدات المالية والاستثمارية التي ستؤدي الى تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي اللبناني.

القوات اللبنانية: قطار الدولة انطلق في لبنان

 

من جانبها، اعتبرت القوات اللبنانية ان البيان الوزاري للحكومة هو اول بيان من نوعه منذ عام 1990 حتى تاريخنا اي دون ذكر المقاومة وهذا امر استثنائي اضافة الى حذف «من حق اللبنانيين» الذي كان يفتح الباب للفوضى. وبناء على ذلك، تؤكد المصادر القواتية لـ «الديار» ان هذا البيان يشكل نقلة نوعية باتجاه جمهورية جديدة لافتة الى ان فقرات البيان تلحظ دور الدولة ومركزية الدولة وتطبيق الدستور. وعلى هذا الاساس، ترى القوات اللبنانية في انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون وتكليف رئيس الحكومة نواف سلام وفي اعلان البيان الوزاري ان قطار الدولة في لبنان قد انطلق.

الخط الازرق…. «خط اميركي»

 

واذا كان في «اسرائيل» من يصف الخط الازرق بـ «الخط الاميركي» فان التعليقات «الاسرائيلية»، لا سيما على لسان اليمين المتشدد، تشير الى ان الاميركيين والاسرائيليين يسيرون في خط واحد حول كل الملفات المرتبطة بالمسار الاستراتيجي للشرق الاوسط، ويفترقون بالنسبة للموضوع اللبناني.

 

في التفاصيل، تصر «اسرائيل» بالضغط على لبنان لنزح سلاح الحزب رابطة اعادة الاعمار بتجريد المقاومة من سلاحها اولا. في المقابل، يشدد الاميركيون ان مسألة سلاح الحزب يجب ان تحل عبر المؤسسات الدستورية اللبنانية وان اليوم لم يعد هناك مجال للاسرائيلي بالتذرع بالحرب خاصة ان الحزب خسر سوريا بسقوط نظام الاسد.

الرئيس عون لمستشار الامن القومي الاميركي: لانهاء الاحتلال الاسرائيلي

 

من جهته، شدد رئيس الجمهورية جوزاف عون لمستشار الامن القومي الاميركي مايك والتز على ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي في النقاط المتبقية داعيا الى تطبيق القرار 1701 فضلا عن ضرورة الاسراع في اعادة الاسرى اللبنانيين المعتقلين في «اسرائيل». وبدوره، قال والتز ان واشنطن ملتزمة تجاه لبنان بالعمل على تثبيت وقف النار وحل المسائل العالقة ديبلوماسيا.

 

ومن جهة اخرى، لقد بات مؤكدا ان كلاما اميركيا وصل الى كل من الرئيسين عون وسلام حول ضرورة اقرار الاصلاح المالي والاقتصادي فضلا عن اعادة بناء الهيكلية الجديدة للادارة عبر التعيينات الرئيسية في مدة المائة يوم الاولى.

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

عون تلقى اتصالاً من البيت الأبيض وطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

 

غداة انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان باستثناء النقاط الخمس، استنفر لبنان ديبلوماسياً لحملها على الانسحاب كلياً. رئاسيا لا يوفر الرئيس جوزف عون مناسبة، ان من خلال المواقف او الاتصالات بالقوى الدولية الكبرى، الا ويدفع في هذا الاتجاه ،فيما يتولى وزير الخارجية يوسف رجي بدوره حركة اتصالات مكوكية للدفع نحو تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

 

الالحاح اللبناني، لاقته واشنطن بايجابية، في المواقف على الاقل، اذ اكد مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز للرئيس عون متابعة الإدارة الأميركية للتطورات في الجنوب، وحل المسائل العالقة ديبلوماسياً.

 

عودة واغتيالات بيد ان اسرائيل لا تبدو، حتى الساعة، في وارد التجاوب لا بل تمعن في خروقاتها. ففيما عودة الاهالي الى القرى الجنوبية المدمرة بالكامل، مستمرة غداة انتهاء مهلة اتفاق وقف النار اول امس، أغارت مسيرة اسرائيلية امس على سيارة رابيد في بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، وأدت الى سقوط قتيل. وبحسب المعلومات الضحية عنصر في الحزب وهو ي.م.خ.س ابن رئيس بلدية عيتا الشعب، في وقت اصيبت زوجته.

 

اشادة اميركية بالجيش

 

ليس بعيدا، اكد مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز للرئيس عون متابعة الإدارة الأميركية للتطورات في الجنوب، بعد الانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية واستمرار احتلالها لعدد من النقاط الحدودية. وأشاد والتز بالدور الذي لعبه الجيش اللبناني في الانتشار في المواقع التي أخلاها الإسرائيليون، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة تجاه لبنان بالعمل على تثبيت وقف إطلاق النار وحل المسائل العالقة ديبلوماسياً. والتز شدد على أهمية الشراكة اللبنانية-الأميركية وضرورة تعزيزها في جميع المجالات.

 

طلب دعم

 

وفي السياق، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال في زيارة تعارف جرى خلالها عرضٌ للأوضاع في جنوب لبنان والمنطقة. طلب الوزير رجّي دعم ومساندة الاتحاد الأوروبي لكي تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، تطبيقاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

 

باريس للانسحاب

 

بالعودة الى الوضع الجنوبي، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أنّ باريس “أخذت علما، “بانسحاب القوات الإسرائيلية من قرى في جنوب لبنان”، مذكّرة بـ”ضرورة الانسحاب الكامل في أقرب وقت ممكن”. وقالت الوزارة في بيان “انّ باريس تدعو كل الأطراف إلى تبنّي اقتراحها: يمكن لقوات اليونيفيل، بما في ذلك الكتيبة الفرنسية، أن تنتشر في هذه المواقع الخمسة على مقربة مباشرة من الخط الأزرق لتحلّ محلّ القوات المسلّحة الإسرائيلية وتضمن أمن السكان هناك”. أضاف “إلى جانب الولايات المتحدة في إطار آلية (الإشراف على وقف إطلاق النار)، ستواصل فرنسا تولّي كل المهامّ المحدّدة في اتفاق 26 تشرين الثاني 2024”. ورحّب “بإعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية، بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). واعتبر أنّ “إعادة التموضع هذه ستسمح للقوات المسلّحة اللبنانية بأن تنفذ عمليات إزالة (ذخائر غير منفجرة) وأن تدعم عودة السكّان في أفضل الظروف الأمنية الممكنة”.

 

كل جهد

 

في المواقف، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن لبنان سيبذل كل جهد ممكن من خلال الخيارات الديبلوماسية ودعم الدول العربية والصديقة، لتحرير أرضه من الاحتلال الاسرائيلي. وشدد على أنه لا يمكن مواجهة التحديات الراهنة في المنطقة الا من خلال موقف عربي موحد، وخصوصاً التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، مؤكداً خلال استقباله السفراء العرب، أن لا أحد بمنأى عن تداعيات الأحداث في أي دولة عربية. وذكَّر الرئيس عون بما قاله مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حول أن لبنان هو شرفة العرب، مؤكداً أنه سيعود شرفة العرب بدعم الدول العربية، وجدد التأكيد على أن لبنان لن يكون بعد اليوم منصة للهجوم على الدول الصديقة والشقيقة، ولا سيما الدول العربية.

 

لا لقطع الطرق

 

وعشية تشييع الامين العام للحزب السيد نصرالله الاحد وسط مخاوف من اعمال شغب، أكد الرئيس عون “اننا مع حرية التعبير السلمي، لكن التجاوزات التي حدثت قبل أيام، من قطع للطرق والاعتداء على الجيش والمواطنين، هي ممارسات مرفوضة ولن تتكرر”.

 

توقيف مهربي سلاح

 

وسط هذه الاجواء، كشفت الوكالة العربية السورية للأنباء أن بعد المتابعة والتحري، ألقى الأمن العام القبض على مجموعات متورطة في تهريب وبيع السلاح لـ”الحزب” اللبناني، في منطقة القطيفة في ريف دمشق.

 

الوضع المالي

 

على الضفة المالية، التقى وزير المال ياسين جابر في مكتبه في الوزارة، حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري الذي وضعه في أجواء الوضع المصرفي والنقدي والتدابير التي يتخذها مصرف لبنان حيال ذلك. كما عرض منصوري لتحضيرات الخطة المرتبطة بالودائع المصرفية.

 

رفع سقف السحوبات

 

ولاحقا، قرّر المجلس المركزي لمصرف لبنان رفع سقف السحوبات على التعميم رقم ١٥٨ إلى ٥٠٠ دولار شهرياً، والتعميم رقم ١٦٦ إلى ٢٥٠ دولاراً شهرياً بدءاً من الأول من آذار المقبل . وأصدر البيان الآتي: “بناءً على سياسة المصرف المركزي بزيادة سقف السحوبات على التعاميم ذات الصلة، وبعد التواصل مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير المالية، قرر المجلس المركزي لمصرف لبنان رفع سقف السحوبات على التعميم رقم ١٥٨ إلى ٥٠٠ دولار شهرياً والتعميم رقم ١٦٦ إلى ٢٥٠ دولاراً شهريا بدءاً من الأول من آذار ٢٠٢٥”.

******************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

هل اقتربت “الطلقة الأولى” على النقاط الخمس؟

“الحزب” ومغامرة العودة إلى الخيار العسكري

 

هل يعود “الحزب” إلى العمل العسكري من “بوابة” النقاط الخمس التي بقي فيها الجيش الإسرائيلي؟ وهل يكون عنوان المرحلة الجديدة من عمله العسكري انطلاقاً من هذه “الذريعة”؟

 

مصادر دبلوماسية غربية قالت لـ”نداء الوطن” إن البعثات الدبلوماسية في لبنان، ولا سيما الملحقين العسكريين في السفارات، يرصدون حركة “الحزب” في المناطق التي تقع فيها النقاط الخمس، من زاوية إذا كان “الحزب” سيفتح جبهة “النقاط الخمس” بغية القول إنه عاد إلى “المقاومة” وإن “الطلقة الأولى” اقتربت.

 

في المقابل، تقول مصادر لبنانية إن “الحزب” يرتكب مخاطرة كبيرة إذا ما “غامر” بدخول الحرب مجدداً، فهو وافق على اتفاق وقف إطلاق النار من خلال وزرائه في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وقد تمت الموافقة بإجماع أعضاء مجلس الوزراء بمن فيهم وزراء “الحزب” وحركة “أمل”، فكيف يوفِّق بين موافقته على وقف النار ثم عودته إلى العمل العسكري.

 

وتتابع هذه المصادر: إن مغامرة “الحزب” قد تُدخِل البلد في نفق عودة الحرب، وهذا الخيار هو في غاية المخاطرة.

في المقابل، تقول مصادر مواكِبة، إنه لم يَعُد خافياً أنَّ التحدي الأكبر أمام لبنان اليوم هو استعادة الهيبة الدستورية لمؤسساته، بعد عقود من تآكل الصلاحيات لصالح كيانات موازية. البيان الحكومي الأخير ليس مجرد وثيقة إجرائية، بل هو إعلانٌ صريحٌ بأنَّ الزمن الذي كانت تُدار فيه الأمور عبر حسابات ضيقة خارج إطار القانون قد ولّى. السردية الجديدة تُعيد تعريف الأولويات: الجيش كحامٍ وحيد للحدود، والدولة كصاحبة القرار الحصري في إعلان الحرب أو إقرار السلام. هذه ليست شعارات، بل خطوات عملية لتحويل النصوص الدستورية إلى واقع ملموس، في ظل بيئة إقليمية لم تعد تسمح بوجود فوضى السلاح.

 

رسالة واضحة إلى الداخل والخارج

وتتابع المصادر المواكبة أن التركيز المكثف في البيان الوزاري على “احتكار الدولة للسلاح” و”الالتزام بقرارات الأمم المتحدة” ليس مصادفةً، بل هو رسالة واضحة إلى الداخل والخارج مفادها أن لبنان لم يعد ساحةً لتصفية الحسابات الجيوسياسية. الصياغة المتعمدة لاستبعاد أي إشارة إلى أدوارٍ خارج الإطار الرسمي تعكس تحولاً استراتيجيّاً في فهم التوازنات. إنَّها لحظة تاريخية حيث تُحوّل السيادة من مفهومٍ غائمٍ إلى ممارسة يومية، عبر تفعيل القضاء، وإخضاع الجميع لسلطة القانون، وتكريس الولاء للوطن فوق أي ولاءاتٍ أخرى.

واحدة من النقاط الجدلية في إعداد البيان تمحورت حول كلمة “حصراً” التي اقترحت إضافتها المطالب “القوّاتية” عند الكلام عن استعمال القوة من قبل الدولة، للتأكيد على حصرية السلاح بيد الدولة. وحسناً فعلت لجنة صياغة البيان التي ثبّتت حصرية الدولة وحقها في العنف كمرجعية وحيدة على الأراضي اللبنانية.

 

“مايك والتز” والشراكة اللبنانية – الأميركية

وفي المواقف، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز للرئيس عون متابعة الإدارة الأميركية للتطورات في الجنوب، بعد الانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية واستمرار احتلالها عدداً من النقاط الحدودية.

والتز أشاد بالدور الذي لعبه الجيش اللبناني في الانتشار في المواقع التي أخلاها الإسرائيليون، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة تجاه لبنان بالعمل على تثبيت وقف إطلاق النار وحل المسائل العالقة دبلوماسياً.

كما شدّد والتز على أهمية الشراكة اللبنانية – الأميركية وضرورة تعزيزها في جميع المجالات.

 

اهتمام حدودي واقتصادي

وعلمت “نداء الوطن” أن الأيام الأخيرة قد تكون سجلت أعلى رقم للتواصل بين رئيس لبناني والمسؤولين الأميركيين. حيث كان يسجل أكثر من اتصال معلن وغير معلن بين عون والأميركيين. وأتى اتصال مستشار الأمن القومي بعون كتتويج لتلك الاتصالات. وحسب المعلومات فقد كان هناك تأكيد أميركي على استمرار الاتصالات مع تل أبيب لانسحاب الإسرئيليين من التلال والنقاط الموجدين فيها. وسمع الرئيس ضمانات أميركية بخصوص الانسحاب في حين أكد المسؤول الأميركي أن العملية تحتاج بعض الوقت وأن الأميركيين ملتزمون الاتفاق ولن يتراجعوا وهم حريصون على هذا الأمر وعلى تقوية الجيش اللبناني. وأعطى “والتز” جرعة دعم جديدة للعهد للانطلاق بقوة، وسط تأكيد عون التزام تعهدات لبنان وعلى رأسها القرار 1701 في مقابل التزام اسرائيل الانسحاب، وسط تشديد الرجلين على الحل الدبلوماسي والابتعاد عن الحرب.

 

من جهة ثانية علمت “نداء الوطن” أن قرار رفع سقف السحوبات من المصارف أتى بعد طلب الرئيس عون من المركزي، حيث تشاور عون ومنصوري وأبلغه عون أن الأجواء العربية والدولية مريحة وبإمكان المركزي اتخاذ خطوات تريح المودعين. ومن المنتظر أن يطلق عون ورشة اقتصادية بالتعاون مع الحكومة بعد نيلها الثقة لأن العهد يضع الاقتصاد والسيادة والحدود في المنزلة نفسها، والاهتمام بالجنوب وبسط سلطة الدولة لا يلغيان الاهتمام بهموم الناس.

 

تشييع نصرالله وتأثير … الطقس

وفي الداخل، تساؤلات تطرح حول تشييع الأمين العام السابق لـ “الحزب” نصرالله الأحد المقبل ومستوى المشاركة فيه خصوصاً وأن لبنان تحت تأثير منخفض جوي قطبي المنشأ أطلق عليه اسم ” آدم”  Adam، يستمر حتى الثلثاء المقبل حيث تشتد غزارة الأمطار ويتدنى مستوى تساقط الثلوج ليلامس يوم الأحد ارتفاع الـ 300 متر شمالاً.

 

سوريا ورفع العقوبات

البارز دولياً، مسوّدة إعلان، يقول فيها الاتحاد الأوروبي إنه يعتزم تعليق العقوبات المفروضة على سوريا في مجالات الطاقة والنقل وإعادة الإعمار والمعاملات المصرفية المرتبطة بهذه القطاعات.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram