"بين الخطاب والممارسة: الفرق الحزبية تطوّق الوزراء وتُضعف شعارات الإصلاح"

 

Telegram

 


في مفارقة تتناقض مع المنطق عند مقارنة القول بالفعل، تبرز الشعارات التي رفعها كلٌّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بشأن استبعاد الحزبيين عن الوزارات، والتركيز على الاختصاصيين وأصحاب الكفاءات. غير أن بعض الأحزاب التفت على هذا النهج وقامت بتعيين معظم فريق الوزراء المحسوبين على هذه الجهة بتعيين محسوبين حزبيين، بحيث أصبح الوزير أسير هذا الفريق.

ففي العديد من الوزارات، يتحول الفريق الحزبي إلى ظلٍّ للوزير، حيث يتم تعيين الأفراد بناءً على ولائهم الحزبي وليس على أساس كفاءتهم أو خبرتهم. هذا النهج يتناقض بشكل صارخ مع الشعارات التي تُرفع حول ضرورة تعزيز الكفاءة والاستقلالية في الإدارة العامة. بل إنه يكرّس حالة من المحسوبية والزبائنية التي طالما انتُقدت في الخطابات الرسمية.

هذا الواقع يطرح تساؤلات كبيرة حول مدى التزام بعض التيارات السياسية بمبادئ الإصلاح التي تدّعي تبنيها. فبدلاً من أن تكون هذه التيارات نموذجاً للتغيير الإيجابي، يبدو أنها تكرّس نفس الأساليب التي تنتقدها في الآخرين. هذه المفارقة بين الخطاب والممارسة تضعها في موقف محرج،  أمام الراي العام الذي  يتوقع منها أن تكون قدوة في النزاهة والشفافية.

في النهاية، يبدو أن المشهد السياسي اللبناني لا يزال أسيراً لثقافة المحسوبية والانتماءات الحزبية الضيقة. وهذا ما يجعل من الصعب تحقيق أي تقدم حقيقي في مسار الإصلاح، ما لم يتم التصدي لهذه الممارسات بشكل جدي وشفاف، بعيداً عن الانتماءات الحزبية التي تُضعف مؤسسات الدولة وتعيق تقدمها.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram