على مدى سنوات، هيمنت قضايا الأقلّيات العرقية والمتحوّلين جنسياً على أجندة "المعهد الجمهوري الدولي" في بنغلادش، الذي يرعاه "الحزب الجمهوري" الأميركي، حيث كشفت وثائق مسرّبة أنّ المعهد رعى أكبر دراسة استقصائية منشورة عن المثليّين والمتحوّلين جنسياً في البلاد، وأنّ 24% من أصل 1868 شخصاً ممّن شاركوا في برامج المعهد بين أعوام 2019 و2020 كانوا من المتحوّلين جنسياً. وتعكس هذه الأنشطة خطط الحكومة الأميركية في الخارج، مثل قيام "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية"، كما ذكرت صحيفة "ذا غراي زون"، بتمويل فنّاني "الراب" لتقويض الحكومة الاشتراكية في كوبا وتحفيز الاضطرابات السياسية والاجتماعية.
إحصائيات المعهد المثيرة للدهشة حول مشاركة هؤلاء في أنشطة تغيير النظام في بنغلادش، صدرت في تقرير داخلي والذي حصلت على نسخة منه "ذا غراي زون" في العام الماضي، تضمّنت المفاخرة بأصدار 11 منحة لمناصرة فنّانين وموسيقيين ونشاطات أنتجت 225 عملاً فنّيّاً تناولت قضايا سياسية واجتماعية شوهدت ما يقرب من 400.000 مرة، كذلك تمّ دعم 3 منظّمات من المجتمع المدني من المثليّين والأقلّيات العرقية وتدريب 77 ناشطاً وإشراك 326 مواطناً لتطوير 43 مطلباً سياسياً محدّداً، والتي قدّمت أمام 65 مسؤولاً حكومياً.
في المجمل، بين عامي 2019 و2020، رعى "المعهد الجمهوري"، إنتاج 21 عرضاً مسرحياً، 8 أفلام قصيرة ووثائقية، عملين موسيقيين، 30 لوحة تشكيلية، 160 صورة فوتوغرافية، 3 عروض راقصة للمتحوّلين جنسياً، وكتاب واحد. كذلك، حدّد أكثر من 170 ناشطاً "ديمقراطياً" "سيتعاونون معه لزعزعة الاستقرار السياسي في بنغلاديش". لكنّ، المعهد نفى أن تكون العبارة الأخيرة قد ذكرت في تقريره الأصلي.
وفي العام 2019، أجرى المعهد تقييماً أساسياً خلص إلى أنّ الأشكال الحديثة من النشاط الثقافي غير مستغلّة، وأنّ حملات المناصرة يجب أن تستهدف المسؤولين على المستوى الوطني لتعظيم التأثير.
ولكن، لماذا يشكّل المتحوّلون جنسياً ربع المشاركين في برنامج المعهد، في بلد يبلغ عدد سكانه 173 مليون نسمة، بينما وجد تعداد عام 2022 أنّ هؤلاء يشكّلون 0.007% فقط من السكّان؟
تشير وثائق المعهد إلى أنّ السبب في ذلك هو أنّ المعهد ينظر إلى المثليّين على أنّهم فاعلون تخريبيون على نحو فريد، يمكن توظيفهم للتلاعب بالواقع السياسي في الخارج، وفي مواجهة التمييز والتحيّز، حيث يميل المثليّون إلى المشاركة في أنشطة التغيير الاجتماعي لإحداث تغييرات في السياسة في نهاية المطاف.
يظهر "المعهد الجمهوري الدولي" أنّه كان يحقّق التغييرات المرجوّة ببطء ولكن بثبات، حيث تباهى مؤلّفو التقرير بأنّهم نجحوا في "تأهيل ناشطين جدد وغير مستغلّين من المجتمعات المهمّشة للدفاع عن التغيير مع صنّاع السياسات، لكنهم خلصوا إلى أنّ المستفيدين من المعهد، قطعوا خطوات مهمّة في رفع مستوى "الوعي العامّ" والدعوة إلى التغيير، إلّا أنّ هناك حاجة إلى المزيد من الوقت والموارد والمهارات للاستفادة من هذا النجاح الأوّلي لإضفاء الطابع الرسمي على التغييرات في السياسات العامّة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :