ميشال نصر - الديار
اقفل الاسبوع على سلسلة احداث، ستترك تداعياتها على المشهد السياسي العام في البلد، رغم ان غالبيتها أمنية في الشكل، غير ان مضمونها سياسي بامتياز يبدأ من بيروت ولا ينتهي بواشطن، والعواصم الدولية والاقليمية المعنية بالملف اللبناني.
واذا كانت محطة رئيس الحكومة السابق في بيروت سعد الحريري، التي ارادها انطلاقة جديدة لتياره وعودة الى الساحة بعد اعتكاف، من بوابة دعم العهد والحكومة، رغم ما ينقل من مآخذ يجري تداولها في الحلقات الزرقاء الضيقة، في ظل "النقمة" السنية على رئيس الحكومة، الا انه نجح في اعادة تكريس زعامته، رغم الخلافات المستمرة مع المملكة العربية السعودية، والتي تتضارب المعطيات حول موقفها من العودة والدور.
امور حضرت في كواليس كلمته، التي عكست مسار التغييرات الجوهرية والعميقة على الصعيد الجيوسياسي في المنطقة، من تطورات الساحة الفلسطينية، وما تبعها من نتائج وصلت الى لبنان، وصولا الى الانقلاب في سورية، ما غيّر من المعادلات السياسية في لبنان، والتي ساهمت الى حد كبير في قرار العودة الى المعادلة اللبنانية الداخلية، رغم حرصه على تظهير العودة من خلال العمل على المستوى الشعبي.
مصادر "المستقبل" اشارت الى ان هذا الحشد الشعبي الذي تخطى الـ 70 الفا، من مختلف المناطقة السنية حصرا، حيث لم توجه الدعوات على جري العادة للاحزاب والقوى السياسية، التي تشكلت منها قوى الرابع عشر من آذار، اذ اكدت ان الشارع السني ما زال يعتبر الشيخ سعد قائده السياسي، وربما يكاد يكون الزعيم السياسي الاوحد للطائفة، التي تفتقد القيادة السياسية التي تمثلها، فالحضور الشعبي في ساحة الشهداء، شكل استفتاء ومبايعة من جديد للتيار ورئيسه، ما سيعيد بالتأكيد جزءا من التوازن الى الساحة السياسية الوطنية.
وتتابع المصادر بان المحطة الابرز ستبقى الانتخابات النيابية، التي ستفتح الباب واسعا امام عودة الشيخ سعد الى معادلات السلطة والحكم، وان باشكال مختلفة، دون اسقاط الانتخابات البلدية التي ستمهد لاستحقاق 2026 البرلماني، حيث تبقى الامور مفتوحة على كل الاحتمالات، فلبنان امام استحقاقات كبيرة ومعقدة على الاصعدة كافة، سواء السياسية او الاقتصادية، لذلك يبقى السؤال حول ما سيحمله المستقبل من تطورات في هذه المجالات، خاصة في ظل الوضع الاقليمي والدولي المتغير.
وضع وجد له متنفسا في الاحتجاجات التي شهدتها اكثر من منطقة، على خلفية ما حصل مع طائرة "ماهان اير"، والذي يبدو انه يتجه الى مزيد من التصعيد:
- اولا: مع ما كشف عن اتجاه ايران لوقف رحلات طيرانها الى مطار رفيق الحريري والدولي، ومنعها طائرات الشرق الاوسط من الهبوط في مطارات الجمهورية الاسلامية.
- ثانيا: اصرار البيئة الشيعية على الرد، بعد الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها، خصوصا بعد نجاحها في اختبار "المقاومة الشعبية"، التي نجحت في تحرير القرى الجنوبية من جهة، وقد تكون الزامية لمواكبة مشاركة الثنائي في الحكومة خلال الفترة المقبلة.
مع الاشارة الى ان مصادر مواكبة للجنة البيان الوزاري كشفت، ان بند المقاومة والسلاح لم يحسم بعد، نتيجة بعض التعقيدات التي فرضتها التطورات الميدانية، وخصوصا عدم الانسحاب "الاسرائيلي"، والذي ابلغ رئيس المجلس نبيه بري الجانب الاميركي صراحة، بان الكرة في ملعب رئيسي الجمهورية والحكومة، متعهدا بانه في حال عدم الانسحاب "الايام بيننا".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :