افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 7 شباط 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 7 شباط 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الديار:

تعثر ولادة الحكومة... «شياطين» اميركية او عناد داخلي؟

سلام يُجهض توافق عون وبري على «الشيعي» الخامس
اورتاغوس في بيروت ومواجهات خطيرة على الحدود الشرقية

من نصب الكمين لرئيس مجلس النواب نبيه بري؟ ومن اطاح «ولادة» الحكومة بالامس؟ هل هي «الشياطين» الاميركية التي كشرت عن انيابها عقب اللقاء الثلاثي في بعبدا عبر تسريبات اعلامية مريبة تحذر من توزير حزب الله، قبيل وصول وفد اميركي رفيع الى بيروت؟ تزامنا مع تواتر المعلومات عن اتصال هاتفي تلقاه رئيس الحكومة المكلف نواف سلام من مبعوث الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى المنطقة ستيف ويتكوف! ام ان ما حصل مجرد «شد حبال» داخلي يمكن تجاوزه خلال الساعات المقبلة بمساع حثيثة يقودها رئيس الجمهورية جوزاف عون؟

لا جواب واضح حتى الان، فكل شيء كان يوحي بان الحكومة ستولد امس، لكن سلام اجهض الفرصة بعد اصراره على عدم ايجاد مخرج حول تسمية الوزير الشيعي الخامس، علما ان العقدة الشيعية ليست وحدها ما يشوه ولادة الحكومة بعدما جرى احراج «التيار الوطني الحر» لاخراجه، واحتكار سلام لتسمية الوزراء السنة، وعدم بذل جهد كاف لحل ازمة المردة، والاكتفاء بنسج اتفاق حكومي مع القوات اللبنانية. اكثر المتفاجئين بموقف سلام كان رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي استقبل يوم الاربعاء القاضي عبد الرضى ناصر، وكان اللقاء جيدا جدا واقتنع به كمرشح شيعي خامس للتوزير، وظن ان لا مشكلة مع الرئيس المكلف.

بري: طلبها ماكرون ولم اقبل

وقد وصل الرئيس بري الى القصر الجمهوري والتقى عون وكانت الاجواء ايجابية، ثم استدعي سلام الذي رفض التصور المشترك لعون وبري حول ترشيح الوزير الشيعي. وبعد نقاشات مستفيضة استمرت لنحو ساعتين ابدى بري تساهلا عارضا على سلام اكثر من اسم للتوزير، وهي تتمشى مع معايير رئيس الحكومة، تصلب سلام في موقفه واصر على توزير لميا المبيض، مصرا على انه هو من يسمي وحده الوزير الشيعي الخامس بحجة عدم منح «الثنائي» القدرة على تعطيل الحكومة انطلاقا من الميثاقية اذا قررا الاستقالة لاحقا... عندئذ قال له بري «ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون طلب الامر مني سابقا لكنني لم اقبل، واذا اردت فشكل حكومة مبيض وحدك»، ملمحا الى ان «الثنائي» لن يشارك ولن ويمنحه الثقة... ثم غادر من الباب الخلفي للقصر الجمهوري، بعدها بعشرة دقائق غادر سلام دون التصريح بعدما تمنى عليه الرئيس ذلك وقال في دردشة «مشي الحال وما مشي الحال؟ وفيما لا يزال «الثنائي» يتعامل مع الامور انها غير مقفلة الا ان التعثر بقي بالامس، والرهان على مساعي الرئيس عون لتذليل العقبات، ووفق مصدر سياسي فان الامور ليست سيئة الى هذا الحد، ولا مشكلة مع الاميركيين، وقالت ان الرئيس عون طلب من سلام حل المشكلة سريعا والعودة خلال الساعات المقبلة باسم جديد واعلان الحكومة، وفيما نقل زوار سلام عنه اصراره المضي في التاليف وعدم نيته الاعتذار بتاتا، علم انه ارسل اسما جديدا الى بري وينتظر رده.

من نصب «الكمين»؟

ومن وجهة نظر مصادر مقربة من «الثنائي»، فانه في السادس من شباط، وهو تاريخ له رمزيته عند رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثمة من حاول نصب كمين سياسي محكم له في قصر بعبدا امس، لكسره، واللعب على رمزية هذا التاريخ حين تمرد عام 84 على اتفاق 17 ايار واسقطه، لاعلان افول «الشيعية السياسية». فهو وصل الى القصر الجمهوري على اساس ان الامور منتهية بالنسبة الى اسم الوزير الخامس من حصة الطائفة الشيعية، بعد التوافق مع الرئيس عون على اسم القاضي عبدالرضى ناصر، الا انه فوجىء بان الرئيس المكلف نواف سلام مصر على توزير لميا المبيض التي سبق وتم ابلاغه بان «الثنائي» لا يقبلها، وللضغط عليه تم استدعاء الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية للايحاء بان المراسيم «قاب قوسين» او ادنى من الصدور، وما عليه الا القبول بالمطروح او يتحمل مسؤولية افشال ولادة الحكومة امام الراي العام اللبناني والخارج الذي يراقب عن كثب مجريات الامور. لكن بري انتفض مرة جديدة رافضا «لي ذراعه» بهذه الطريقة غير المألوفة في الحياة السياسية، خصوصا ان الرئيس جوزاف عون كان ممتعضا وحاول تأدية دور الوسيط للانتقال الى طرح تسميات اخرى، الا انه ووجه بعناد غير مفهوم من قبل سلام. على الرغم من ذلك، فان دوائر القصر الجمهوري رفضت اي حديث عن عودة الامور الى نقطة الصفر، ولفتت الى ان الرئيس عون يتابع اتصالاته لتقريب وجهات النظر.

«رسالة» اميركية مريبة!

وفي توقيت مريب جاء بعد الانتكاسة في بعبدا، وقُبيل ساعات قليلة على وصول الوفد الأميركي مساء امس الى بيروت، برئاسة مورغان أورتاغوس، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في الإدارة الأميركية وديبلوماسي غربي ومصادر حكومية إقليمية، تاكيده، أنّه «من المقرر أن توجّه مبعوثة الرئيس دونالد ترامب رسالة حازمة إلى الزعماء اللبنانيين خلال زيارتها بيروت، مفادها أنّ الولايات المتحدة لن تتسامح مع النفوذ غير المقيّد لحزب الله وحلفائه على تشكيل حكومة جديدة، حاملة رسالة أميركية بأنّ لبنان سيواجه عزلة أعمق ودماراً اقتصاديّاً ما لم يُشكّل حكومة ملتزمة بالإصلاحات والقضاء على الفساد والحدّ من قبضة حزب الله.

واشنطن: لا لمشاركة حزب الله

وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية «من المهم بالنسبة لنا أن نُحدّد الصورة التي نعتقد أن لبنان الجديد يجب أن يبدو عليها في المستقبل»، مؤكداً أن «واشنطن لا تختار وزراء الحكومة بشكل فردي ولكنها تضمن عدم مشاركة حزب الله في الحكومة. وأضاف «كانت هناك حرب وهُزم حزب الله ويجب أن يظل مهزوماً... أنت لا تريد شخصاً فاسداً. إنه يوم جديد للبنان. لقد هُزم حزب الله، والحكومة الجديدة بحاجة إلى مواكبة هذا الواقع الجديد.

«فيتو» على حركة امل

اما ديفيد شينكر، وهو مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى، فاكد ان الإصلاح الحقيقي لا يمكن أن يأتي من شخصيات تابعة لحركة أمل. «لا يمكن أن يكون العمل كالمعتاد» وأضاف شينكر، الذي يشغل الآن منصب زميل بارز في معهد واشنطن للأبحاث: «إذا كان للبنان أن يصبح دولة لا تعجّ بالفساد، وتحتضن الإصلاح وتتطلع إلى المضي قدمًا كدولة ذات سيادة، فلن يتمكن نواف سلام من تعيين حزب الله أو حركة أمل. وفي سياق متصل، عين الرئيس الاميركي دونالد ترامب انطوان بريدي، اللبناني الأصل، سفيرا للولايات المتحدة الاميركية في لبنان خلفا للسفيرة ليزا جونسون.

لا «فيتو» اميركي!

هذه الاجواء «المريبة»، ردت عليها مصادر مطلعة على التاليف، واشارت الى ان الرهان بات معقودا على جولة مشاورات جديدة تتسم بدفع قوي من رئيس الجمهورية جوزاف عون، واجتراح صيغة لحل عقدة الشيعي الخامس، نافية ما أشيع عن حظر اميركي على حزب الله وطلب منع اشراكه في الحكومة، وقالت» انه لو كانت واشنطن قد فرضت حظرا حكوميا على الحزب، لما خاض سلام معه مفاوضات منذ اللحظة الاولى ولا انزل اسماء في مسودة تشكيلته، وقبل اسناد حقيبة المال للوزير ياسين جابر...

التيار احرج فاخرج

وفيما يعقد النائب جبران باسيل مؤتمرا صحفيا اليوم للحديث عن ظروف احراج «التيار الوطني الحر» لاخراجه من الحكومة، كانت التشكيلة ستبصر النور دون مشاركة «التيار» بعدما عرضت عليه المشاركة بوزير واحد في الحكومة، بينما ذهبت الحصة الوازنة الى القوات اللبنانية. ووفقا للمعلومات اتخذ «التيار» البقاء خارج الحكومة والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة افضل من تحويله الى شاهد زور في حكومة تجمع المتناقضات. وهو الموقف المفترض اعلانه اليوم من قبل باسيل.

العقدة السنية

وسعى سلام لنيل «المظلة» السنية للمضي باستراتيجيته المتحكمة بتسمية الوزراء السنة من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان حين زاره في دار الفتوى قبل التوجه الى بعبدا، سلام الذي يواجه اعتراضات من الكتل السنية الوازنة بعدما اصر على حصر توزير الشخصيات السنية بشخصه، اعلن بعد لقاء دريان انه جاء الى دار الفتوى لاطلاع سماحته على مسار عملية تأليف الحكومة الذي وصلنا له، مؤكدا انه يعمل بكل ما أوتي به من قوة للإسراع في تشكيل الحكومة. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى «ان مفتي الجمهورية اكد خلال اللقاء حرصه على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة انطلاقا من وثيقة اتفاق الطائف وعدم التساهل في هذه الصلاحيات وضرورة التزام تطبيق الدستور. ودعا المفتي دريان الرئيس المكلف الى الإسراع في تشكيل الحكومة ضمن اطار المساواة في الحقوق والواجبات بين كل المكونات اللبنانية من دون أي تمييز، كأساس للعيش المشترك في مجتمعنا المتنوع والمتعدد...

صرخة «الاعتدال»

كانت الاعتراضات على التشكيل تواصلت قبل وصول سلام الى بعبدا. وتعرض لهجوم عنيف من عضو «تكتل الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني الذي دعاه الى الاعتذار، وقال «امعنوا في ضرب الدستور لهذا نطالب بالفدرالية، معلنا الثورة على سلام «لان الكرامة اغلى من الذهب». وكانت الكتلة اصدرت بيانا نفت فيه الاخبار عن وجود انقسام وتفكك في كتلة الاعتدال الوطني. واشارت الى أن «كتلة الاعتدال الوطني» التي تمثل عكار والمنية والضنية هي موحدة تحت عنوان واحد هو إنماء مناطقها والدفاع عن حقوق مناطقها». واكدت أن «لاعضائها الحق في إبداء ارائهم السياسية بكل حرية و ديموقراطية وأن أي قرار يتخد يكون بالتشاور والتشارك بين كافة أعضائها وبالإجماع وهي وجدت كي تبقى».

«المردة» ووزارة الاعلام

وبعد عدم تلبية مطالب تيار «المردة» بتولي حقيبة غير وزارة الاعلام ، تحدث «التّكتّل الوطني المستقل» الذي يضم النائب طوني فرنجية عن مسار استنسابي وازدواجيّة في المعايير يتّبعها الرئيس المكلّف نواف سلام، الذي أظهر انحيازاً فاضحاً لبعض القوى السياسية على حساب قوى أخرى، «إذ انه في الوقت الذي يدّعي فيه عدم رغبته في تمثيل الأحزاب السياسية، نراه يمنح قوى محدّدة وزارات سياديّة وخدماتيّة أساسية، وذلك في تناقض صارخ مع ما يُروّج له»..بينما يرضخ لقوى حزبيّة وطائفيّة أخرى وحملات إعلاميّة، ضارباً عرض الحائط الدستور والميثاق الوطني. من هنا نسأل: هل المطلوب اليوم هو إنتاج حكومة حسان دياب جديدة؟ لكن وعلى الرغم من هذا البيان العالي السقف، فان مصادر مطلعة اكدت ان الاتصالات لا تزال متواصلة مع سلام وقد يشارك «المردة» بالحكومة بحقيبة الاعلام.

حملة «ام تي في» على متري؟

في غضون ذلك، لوحظ ان قناة «ام تي في» شنت حملة ممنهجة لتشويه صورة المرشح لمنصب نائب رئيس الحكومة الوزير السابق طارق متري، ووفقا للمعلومات، فان اسباب الحملة تعود الى رفض رئيس الحكومة المكلف نواف سلام طلب صاحب المحطة ميشال المر تعيينه نائبا لرئيس الحكومة ووزيرا للاعلام. وفي هذا السياق اصدر مكتب متري، بيانا اشار فيه الي ان المر سبق واتصل به وابلغه انه احق منه بالتوزير، وتوعده بحملة ضده اذا اصر على الدخول الى الحكومة، وهو ما حصل بالامس.

الخروقات الاسرائيلية

على صعيد آخر، استبق جيش الاحتلال الاسرائيلي وصول الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت بعمليات نسف لما تبقى من منازل في بلدة كفركلا، ينتظر اهالي البلدة منذ ايام الدخول اليها ولكن من دون جدوى. وتوجه الناطق باسم جيش العدو افيخاي أدرعي الى سكان الجنوب قائلا: تم تمديد فترة تطبيق الاتفاق ولا يزال «جيش الدفاع» منتشرًا في الميدان ولذلك يمنع الانتقال جنوبًا. وفي هذا السياق، عرض رئيس الجمهورية جوزاف عون مع رئيس أركان هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة اللواء باتريك غوشا الاوضاع في الجنوب، وشدّد على تطبيق القرار 1701 وانسحاب القوات الاسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الحرب الأخيرة وإطلاق الأسرى اللبنانيين.

اشتباكات حدودية خطرة

وفي تطور خطر على الحدود الشرقية، اقتحم مسلحون تابعون للادارة السورية الجديدة، «هيئة تحرير الشام» الى قرية حاويك الحدودية السورية التي يسكنها لبنانيون، بحجة إقامة حواجز متقدّمة في المنطقة لتعزيز سيطرتها ووقف عمليات التهريب، ما ادى الى اشتباكات مع العشائر في المنطقة الذين اعتقلوا مسلحين من «الهيئة». وقد أفيد عن مقتل شاب لبناني من آل جعفر إثر الاشتباكات المسلّحة، كما أقدم المسلحون السوريون على احتجاز الدكتور أحمد زعيتر وعبدو زعيتر والمختار بسام نون، بالإضافة إلى 10 نساء من عائلتَي زعيتر والجمل، وبينما تجري الجهود الحثيثة لتهدئة الامور أظهر مقطع فيديو سيطرة مسلّحي «الهيئة» على قرية حاويك بعد إخراج السكان الشيعة منها، ورفع آذان السنّة للمرة الأولى على مأذنة جامع القرية!

********************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الوصاية الأميركية – السعودية تبسط سلطتها: كيف تُشكّل الحكومة وكيف تستـعدّ للانتخابات النيابية؟

اتّسعت دائرة الشكوك والانطباعات السلبية أمس حيال إمكانية التوصل إلى تشكيل حكومة في وقتٍ قريب. بل إن ثمّة مخاوف بدأت بالتصاعد في شأن العقدة الحقيقية التي تمنَع الرئيس المكلّف نواف سلام من إتمام مهمته. ففيما كانَ الأخير يتحضّر للإعلان عن تشكيلته الوزارية، بدا من الواضح أن ثمّة وقائع جديدة طارت معها كل الحسابات، وهي تتخطّى «المعايير» التي قال سلام إنه يلتزِم بها.

فظاهر الأمر، أن الخلاف هو حول الاسم الشيعي الخامس، لكن باطنه يعكس وجود شروط خارجية (أميركية – سعودية) بأن تشكّل الحكومة وفق آليات تمنع تشكّل ثلث ضامن فيها، مع مسعى من «الثنائي الخارجي» إلى إبعاد حزب الله عن الحكومة تماماً. وهو موقف يُرتقب أن تنقله مبعوثة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مورغان أورتاغوس، التي وصلت إلى بيروت مساء أمس، وفقَ المعلومات التي كشفتها وكالة «رويترز» عن أن «الولايات المتّحدة لن تتسامح مع النفوذ غير المضبوط لحزب الله وحلفائه في تشكيل الحكومة الجديدة».

ما بدا خلافاً حول تسمية الوزراء، لم يحجب جانباً أساسياً من المعركة يتعلق باستكمال التحالف الأميركي – السعودي في الحرب الإسرائيلية ضد لبنان والمقاومة. وهي معركة تستهدف، بشكل واضح، قيام سلطة سياسية تابعة كلياً لهذا التحالف الذي يريد فرض جدول أعمال لا ينحصر فقط بكيفية إدارة الدولة في المرحلة المقبلة، بل بتحضير لبنان خلال الـ 15 شهراً المقبلة من أجل أن تكون الانتخابات النيابية المقبلة عنواناً للإجهاز على المقاومة وحلفائها.

ولأن المعركة بهذا الحجم، فإن فكرة «تقاطع المصالح» بين رغبات الرئيس المكلّف ومطالب الثنائي أميركا – السعودية قد تأخذ شكلاً أكثر خطورة، عندما يتبيّن أن كل ما يريده الرئيس المكلّف، أو يسعى إلى فرضه من قواعد ونتائج على صعيد تشكيل الحكومة، إنما يعكس الأهداف الفعلية للتحالف الخارجي الساعي إلى فرض وصاية كاملة على لبنان، من خلال السيطرة على القرار السياسي والعسكري من جهة، وتوسيع دائرة النفوذ لتشمل الإدارة العامة بكل فروعها الأمنية والمالية والقضائية.

وهي عملية تطوّع للمشاركة فيها حشد من المجموعات، سواء كانت على شكل قوى سياسية أو تجمعات تنسب إلى نفسها صفة المدنية أو الأهلية، فيما الهدف الذي بات واضحاً الآن يمكن تلخيصه بالآتي:

أولاً، منع أي فرصة لأي مجموعة من لون طائفي واحد من الخروج بما يفقدها ميثاقيتها، وهو ما استدعى أن تكون لرئيس الحكومة يد في تسمية وزير من كل طائفة، علماً أن الوزراء السنّة الخمسة جميعاً تحت سلطته.

ثانياً، منع أي فرصة لتشكيل تحالف سياسي داخل الحكومة يمكنه تشكيل ثلث معطّل، إذ إن تقاطعات سياسية قد تجمع ممثلي حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر وتيار المردة، وفي حال حصل الثنائي الشيعي على 5 مقاعد، والتيار وحلفاؤه الأرمن على 3 مقاعد وتيار المردة على مقعد، فإن هذا التحالف يمكنه جمع 9 مقاعد. لذلك، تقرّر سحب مقعدين من الشيعة والتيار الوطني، واختيار وزير محسوب على تيار المردة لا يكون خاضعاً تماماً لسلطة التيار سياسياً، ما ينزع من هؤلاء الأفرقاء أي فرصة لتهديد مصير الحكومة. وفي المقابل، يملك رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف نفوذاً على عشرة مقاعد على الأقل، بينما تتوزع المقاعد الـ 14 الأخرى على قوى وتحالفات غير قادرة على تهديد الحكومة أيضاً.

ثالثاً، السعي منذ الآن إلى فرض قاعدة تمثيلية من خارج نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، عبر فرض أسماء على الثنائي الشيعي أو على القوى المسيحية والكتل السنّية، بما يقود إلى تكريس واقع أن نتائج الانتخابات النيابية لا تعكس حقيقة التمثيل الشعبي. وهو ما يمثّل انقلاباً غير دستوري على نتائج الانتخابات. ولا يمكن للرئيس المكلّف – ولو تفاهم مع رئيس الجمهورية على ذلك – أن يحقق ذلك إلا من خلال إدخال معيار جديد إلى طريقة تشكيل الحكومة، وهو أن لرئيس الحكومة الحق باختيار أسماء من كل الطوائف. وهو إذ يبرر ذلك بأنه اختار وزيراً درزياً ووزراء مسيحيين من دون موافقة مسبقة من القوى السياسية الدرزية والمسيحية، إلا أن الجميع يعرف أن من تمّ اختيارهم ليسوا في موقع المعارض لوليد جنبلاط أو سمير جعجع أو سامي الجميل.

رابعاً، بدا أن هناك «ثأراً» قديماً للأميركيين والسعوديين يريدون تصفيته مع التيار الوطني الحر والنائب جبران باسيل. فرغبة سمير جعجع بإبعاد التيار عن الحكومة ليست كافية لذلك، كما أن الرئيس المكلّف الذي لا تربطه علاقة ودّ بالتيار ليس ممن يرتاحون لشخصية جعجع، ويدرك أن «القوات اللبنانية» أُجبرت على تسميته، وهو ما يعزّز فرضية أن السعودية والولايات المتحدة تريدان الانتقام من التيار الوطني بإقصائه كلياً عن المشهد الحكومي، تمهيداً لمحاصرته ودفعه إلى التراجع في الانتخابات النيابية المقبلة.

**********************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

حملة تراجع أميركية للتخفيف من تصريحات ترامب وتحويلها إلى مجرد فكرة

انتكاسة الولادة الطبيعيّة لحكومة سلام وانتظار موعد وشكل الولادة القيصريّة
اشتباكات الحدود الشرقيّة بين العشائر ومسلحين سوريين تنتهي بتبادل الأسرى

دعسة ناقصة للرئيس ترامب قدّمت خدمة معنوية وإعلامية لحكومة بنيامين نتنياهو، وقامت بحمايتها وتحصينها من مخاطر التفكك، لكنها استثارت ردود أفعال عربيّة ودولية وتنصلاً أميركياً واسعاً منها، وأطلقت حملة علاقات عامة أميركية من مسؤولي البيت الأبيض والخارجية الأميركية للتخفيف من وقعها، وقدّمت مزاعم تنفيها كلمات ترامب الصريحة، فقال مسؤولون أميركيون إن لا نزع لملكية قطاع غزة في مشروع ترامب من يد أصحابه وأهله الفلسطينيين، بينما تحدّث ترامب بوضوح عن ملكية أميركيّة طويلة الأمد، وقالت إن التهجير مؤقت بينما قال ترامب صراحة إنه لا يرى مبرراً لعودة أهالي غزة إلى القطاع بعد بنائه كأرض عالمية تمثل ريفييرا الشرق الأوسط. وظهرت مواقف مماثلة داخل كيان الاحتلال تتحدث عن تشجيع الفلسطينيين على الهجرة الطوعيّة لا عن التهجير، لكن الرفض العالمي والعربي تصاعدت نبرته، وباتت الأسئلة عما سوف يفعله العرب الذين تبلغوا عملياً من ترامب بدفن مشروع حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية، ودعوته للتطبيع مع كيان الاحتلال على هذا الأساس، بعدما أكدت السعودية تمسكها بالدولة الفلسطينية، ورفضها كما الأردن ومصر لكل أشكال التهجير وضم الأراضي والاستيطان.
في لبنان دعسة ناقصة للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نواف سلام، مع وصول مورغان أورتاغوس خليفة اموس هوكشتاين ونائبة المبعوث الأميركي للمنطقة ستيف ويتكوف التي قالت رويترز إنّ «من المقرّر أن تنقل رسالةً حازمةً إلى القادة اللّبنانيّين خلال زيارتها، مفادها أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة لن تتسامح مع النفوذ غير المضبوط لـ»حزب الله» وحلفائه في تشكيل الحكومة الجديدة». وأوضح مسؤول في الإدارة الأميركيّة ودبلوماسي غربي ومصادر حكوميّة إقليميّة، أنّ «الرّسالة ستتضمّن إشارة إلى أنّ لبنان سيتعرّض لعزلة أعمق ودمار اقتصادي، ما لم يشكّل حكومةً ملتزمةً بالإصلاحات والقضاء على الفساد وكبح جماح جماعة «حزب الله» الشّيعيّة المدعومة من إيران». وكشف مسؤول أميركي بارز لوكالة «رويترز» للأنباء، أنّ «واشنطن لا تختار أعضاء الحكومة بشكل فردي، لكنّها تريد ضمان عدم وجود دور لحزب الله فيها»، مشيرًا إلى أنّ «حزب الله هُزم، ويجب أن تعكس الحكومة الجديدة هذه الحقيقة الجديدة».
الدعسة الناقصة لسلام ترجمت هذه الرسائل بتقديم تسمية للوزير الخامس المتفق عليه لتمثيل الطائفة الشيعية في الحكومة بطريقة استفزازية تهدف للإيحاء بأن ثنائي حركة امل وحزب الله قد تم إلحاق الهزيمة بهما، بخلاف الاتفاقات السابقة على آلية التسمية، وانتهت الدعسة الناقصة بانتكاس الولادة الطبيعية للحكومة، وسط تساؤلات عن موعد وشكل الولادة القيصريّة وظروفها، حيث إن الخيارات ضيّقة طالما أن لا أحد يريد انسحاب الرئيس المكلف من المشهد، بين العودة إلى التفاهمات، أو حكومة بدون الثنائي يصعب أن يوقع مراسيمها رئيس الجمهورية وأن يشارك فيها اللقاء الديمقراطي، وأن تنال الثقة، والبقاء في حال مراوحة لأسابيع وربما لشهور في أسوأ بداية ممكنة للعهد الجديد.
دعسة ناقصة ثالثة على الحدود الشرقية تمثلت بتعرّض اللبنانيين لإطلاق النار من الأراضي السورية من مسلحين منتسبين لهيئة تحرير الشام، لم يعرف إذا كانوا يمثلون قرارها أم أنهم قاموا بتصرفات واجتهادات محلية، وتحوّل الوضع في منطقة الهرمل وجوارها السوري إلى اشتباكات امتدت لساعات سقط فيها عدد من الضحايا وتعرض خلالها عدد آخر للأسر المتبادل، وانتهت الأمور ليلاً الى تبادل أسرى وتثبيت وقف النار.

وبعد تعثر تأليف الحكومة وعشية وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، وفي ظل وجود رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً واسعاً على لبنان ليل أمس، حيث نفذ الطيران الحربي غارة جوية مستهدفاً الوادي الواقع بين بلدتي بفروة وعزة في قضاء النبطية، وعلى دفعتين.
وقد سمع دوي انفجارين في محيط بلدتي حومين الفوقا ورومين جنوب لبنان، بالتزامن مع تحليق منخفض جداً للطيران الحربي الإسرائيلي.
وطال العدوان البقاع، وأغار على الحدود مع سورية، حيث أفيد عن 4 غارات استهدفت السلسلة الشرقية في محيط الزبداني.
وقبيل العدوان سُجِل تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض فوق بيروت ومنطقة البقاع وبعلبك والبقاع الشمالي.
وإذ ربطت مصادر سياسية بين الغارات الإسرائيلية على لبنان وبين التعثر في تشكيل الحكومة، وبالتالي هذا التحرك الإسرائيلي العسكري السريع يهدف الى الضغط على المسؤولين اللبنانيين وعلى المقاومة تحديداً للتنازل في مسألة تأليف الحكومة وعدم تمثيل حزب الله، كما يطالب المسؤولون الأميركيون. لفت خبراء عسكريون وسياسيون لـ»البناء» الى أن هذه الغارات الليلية تهدف الى فرض التفسير الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار وتكريس حرية الحركة والتدخل الإسرائيلي الجوي بعد الثامن عشر من الشهر الحالي ومحاولة تصوير أن حزب الله يخرق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال نقل وتخزين الأسلحة وفق ما يزعم الإسرائيليون، وكذلك الأمر إثارة مسألة سلاح حزب الله شمال الليطاني لمزيد من الضغط السياسي الداخلي على الحزب. وتوقع الخبراء مزيداً من الاعتداءات الإسرائيلية حتى الثامن عشر من الشهر الحالي.
وكان جيش الاحتلال واصل عمليّات نسف ما تبقى من منازل في بلدة كفركلا، وقام بعمليات تفجير يوميّة في البلدة الحدودية. وينتظر أهالي البلدة منذ أيام الدخول إليها، ولكن من دون جدوى حتى الساعة. وأصدر الناطق باسم جيش العدو افيخاي أدرعي تحذيراً جديداً لسكان الجنوب: «بحظر العودة إلى منازلهم في المناطق المعنية حتى إشعار آخر. كل من يتحرك جنوبًا يعرّض نفسه للخطر».
في المقابل وجّه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رسالة خطيّة إلى جرحى المقاومة أكّد فيها أنّ جراح المقاومين كسرت تطلعات العدو الصهيوني وداعميه وهزمت أهدافه، مشددًا على أن مسيرة المقاومة والتحرير مستمرة، وستكون أقوى بالمجاهدين والجرحى والأسرى والشعب الوفي ‏والأشرف.
وقال قاسم في مناسبة يوم الجريح في الرابع من شهر شعبان: «عدوكم الكيان «الإسرائيلي» وداعمته أميركا، وهو أعتى الطغاة في عالمنا اليوم، ولكنكم بجراحكم كسرتم ‌‏تطلعاته، وهزمتم أهدافه، وأصبحتم أصواتًا صادحةً بالحق، أنتم الأوفياء لسيد شهداء الأمة السيد حسن ‏‏نصر الله (رض) ولكل الشهداء والأسرى والجرحى والمؤمنين بهذا الخط، وقد أبقاكم الله تعالى على قيد ‏الحياة ‏لتستكملوا مهمتكم وتقوموا بِدوركم بقدر استطاعتكم.‏
وأضاف: «مسيرة المقاومة والتحرير مستمرة، وستكون أقوى بالمجاهدين والجرحى والأسرى والشعب الوفي ‏والأشرف، هذه سيرة الأنبياء والأئمة، سيرة الإمام المهدي (عج)، سيرة خط الإمام الخميني (قده)، والولي ‏الإمام الخامنئي (دام ظله)، وسيد شهداء الأمة السيد حسن (رض) والسيد الهاشمي (رض)، والشهداء، قال ‏تعالى: «ونُريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين».‏
على صعيد آخر، عاد التفاوض في ملف تشكيل الحكومة إلى المربع الأول بعدما كانت المؤشرات تشي بإعلان ولادتها ليل أمس، بعد اللقاء الرئاسي الثلاثي الذي عُقد في قصر بعبدا لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة التي حملها الرئيس المكلف نواف سلام إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، غير أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري رفض اسم الوزير الشيعي الخامس الذي سمّاه سلام عارضاً إسماً آخر، فرفضه سلام، ما دفع بالرئيس بري الى مغادرة القصر الجمهوريّ من المدخل الخلفي.
وتشير مصادر الثنائي حركة أمل وحزب الله لـ»البناء» الى أن «الاتفاق كان مع الرئيس المكلف أن يسمّي هو الوزير الشيعي الخامس يوافق عليه الثنائي، لكن الرئيس بري تفاجأ بأن الرئيس المكلّف مصرّ على لميا المبيض من دون تشاور مسبق وكأنه أراد إحراج رئيس المجلس للموافقة على التشكيلة تحت ضغط تحضير المراسيم الحكومية لتوقيعها وحضور الجميع الى القصر الجمهوري والتسريبات الإعلامية المقصودة منذ يوم أمس بالإعلان عن قرب ولادة الحكومة، وبحال وافق الرئيس بري تكون نجحت خطة كسر الثنائي أما بحال رفض بري فيصار الى تحميله مسؤولية عرقلة ولادة الحكومة». وشدّدت المصادر على أن «الثنائي أبدى كل التعاون مع الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ومنفتح على أسماء بديلة تكون مقبولة من الثنائي والرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، لكن الرئيس المكلّف أقفل الباب بإصراره على اسم يعرف مسبقاً أنه مرفوض من قبلنا، فما المصلحة بالتمسك به وتعليق مراسيم الحكومة على توزيره؟».
ولفتت المصادر الى أن «الأداء المعتمد بتأليف الحكومة يهدّد الميثاقية ومبدأ الشراكة في السلطة والتوازن الطائفي في البلد، علماً أن الرئيس المكلف أعلن حرصه على أن تحظى الحكومة بأوسع تمثيل نيابي وسياسي لتنطلق من أرض صلبة لمواجهة التحديات والأزمات المتعددة وأولها مواجهة الخطر الإسرائيلي من الجنوب»، وعوّلت المصادر على «حكمة ودراية رئيس الجمهورية في معالجة هذا الخطأ بالتعامل مع مكونٍ أساسي في البلد يحظى بإجماع التمثيل النيابي في المجلس النيابي ومن حقه اختيار وزرائه الذين يمثلوه». وتضيف المصادر أن عين التينة وعلى الرغم ما حصل لم تقفل أبواب التشاور على قريطم بل مفتوحة للتوصل الى توافق وإخراج الحكومة الى النور.
وبعد نحو ساعتين على اجتماع رئاسيّ ثلاثيّ في قصر بعبدا، غادر الرئيس بري القصر من الباب الخلفي، فيما بقي الرئيسان عون وسلام، حيث أفيد أن العقدة لا تزال في اختيار الوزير الشيعي الخامس. ليخرج بعد خمس دقائق سلام من دون الإدلاء بأي تصريح، واكتفى بالقول رداً على سؤال ما إذا كان «مشي الحال» في عملية التشكيل «مشي الحال وما مشي الحال». وأفيد أن سلام طرح اسم لميا مبيض للتنمية الإدارية فرفضه بري، ثم طرح بري اسم القاضي عبد الناصر رضا بديلاً فرفضه سلام. وتردّد أن «لدى تمسك سلام باسم لميا مبيض للمقعد الشيعي الخامس رد بري «اعملها حكومة مبيض» ومن ثم غادر الاجتماع من الباب الخلفي للقصر».
ووفق معلومات «البناء» فإن رئيس الجمهورية دخل على الخط لحلّ عقدة الوزير الشيعي الخامس، وقد يطرح أسماء أخرى توافقية.
وأفيد أن الرئيس المكلف تلقى اتصالاً من مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى تضمن تحذيرات من تداعيات إشراك حزب الله في الحكومة. وفي سياق ذلك ذكرت «رويترز» أنّ «من المقرّر أن تنقل مبعوثة الرّئيس الأميركي دونالد ترامب (مورغان أورتاغوس) رسالةً حازمةً إلى القادة اللّبنانيّين خلال زيارتها الى لبنان، مفادها أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة لن تتسامح مع النفوذ غير المضبوط لـ»حزب الله» وحلفائه في تشكيل الحكومة الجديدة».
وأوضح مسؤول في الإدارة الأميركيّة ودبلوماسي غربي ومصادر حكوميّة إقليميّة، أنّ «الرّسالة ستتضمّن إشارة إلى أنّ لبنان سيتعرّض لعزلة أعمق ودمار اقتصادي، ما لم يشكّل حكومةً ملتزمةً بالإصلاحات والقضاء على الفساد وكبح جماح جماعة «حزب الله» الشّيعيّة المدعومة من إيران». وكشف مسؤول أميركي بارز لوكالة «رويترز» للأنباء، أنّ «واشنطن لا تختار أعضاء الحكومة بشكل فردي، لكنّها تريد ضمان عدم وجود دور لحزب الله فيها»، مشيرًا إلى أنّ «حزب الله هُزم، ويجب أن تعكس الحكومة الجديدة هذه الحقيقة الجديدة». ما يعني وفق ما يشير مطلعون على ملف التشكيل لــ»البناء» فإن العقدة ليست بالوزير الشيعي الخامس بل بفيتو أميركي على تمثيل حزب الله في الحكومة ولو كان هناك ضوء أخضر أميركي لسلام بتمثيل الحزب لكان تمّ الاتفاق على الوزير الخامس وتم إعلان ولادة الحكومة.
وهذا ما ظهر في كلام نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان الذي لفت الى أنّ «هذه المعركة ليست معركة حقائب، واليوم تبيّن أنّ هناك محاولة جديّة لإبقاء الوضع على ما كان عليه في السابق، وعلى حزب الله أن يعلم أنّه سيتواجد في حكومة مصمّمة على تنفيذ القرارات الدوليّة، وهذا عهدُ رئيس الحكومة المكلف نواف سلام لنا، وإلا فنحن لا نريد أن نكون في الحكومة، ونحن لن نشارك في أي حكومة تفرض علينا الرضوخ لضغط معيّن، وما يهمّ هو الموقف اللبناني فهل يقبل اللبنانيّون بعد بحرب إسناد وسلاح غير شرعي؟».
ووفق معلومات «البناء» فإن الرئيس المكلّف سيتجه الى تقديم تشكيلة حكومية يراها مناسبة الى بعبدا ويضع رئيس الجمهورية أمام الأمر الواقع ويرمي الكرة على المجلس النيابي، وبالتالي لن يعتذر عن التأليف. وأشار المكتب الإعلامي لسلام، في بيان، إلى أنّ «زوّار سلام نقلوا عنه إصراره المضي في تأليف الحكومة، وعدم نيّته الاعتذار بتاتًا».
ولفتت معلومات «البناء» الى ضغوط يتعرّض لها الرئيس المكلف من الخارج والداخل عبر نواب تغييريين يلازمون مكتبه للإشراف على عملية التشكيل، بهدف الحد من تمثيل الثنائي حركة أمل وحزب الله في الحكومة. وما يؤكد ذلك وفق المصادر التصريحات المريبة للنائب مارك ضو والذي قال أمس عبر «إكس»: خامس ما في… ما في خامس».
وتواصلت الاعتراضات على أداء الرئيس المكلف قبل وصوله الى بعبدا. ففي حين يعبر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن امتعاضه الشديد حيال عملية التأليف، في مؤتمر صحافي يعقده اليوم، نفى تكتل «الاعتدال الوطني» في بيان الأخبار التي تتحدث عن تفكك في كتلة الاعتدال الوطني. وأكد التكتل أن «لأعضائها الحق بإبداء آرائهم السياسية بكل حرية وديموقراطية وأن أي قرار يتخذ يكون بالتشاور والتشارك بين كافة أعضائها وبالإجماع وهي وجدت كي تبقى». وأشارت إلى أن اجتماعاً موسعاً سيعقد في مطلع الأسبوع لمناقشة الأوضاع الراهنة على الساحة السياسية».
بدوره، أشار «التّكتّل الوطني المستقل» إلى أن «بعد المسار الاستنسابي وازدواجيّة المعايير التي اتّبعها الرئيس المكلّف نواف سلام، الذي أظهر انحيازاً فاضحاً لبعض القوى السياسيّة على حساب قوى أخرى، إذ أنه في الوقت الذي يدّعي فيه عدم رغبته في تمثيل الأحزاب السياسية، نراه يمنح قوى محدّدة وزارات سياديّة وخدميّة أساسية، وذلك في تناقض صارخ مع ما يُروّج له».
ورأى النائب فيصل كرامي أن «هناك سوء تقدير من قبل سلام بعدما زار بعبدا بحضور رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ولم يعلن عن حكومة ممّا شكّل خيبة ظنّ كبيرة لدى اللبنانيّين»، وعلى رئيس الحكومة «أن يتذاكى» لكي يتمكّن من الحصول على الثقة، وحصول «القوّات» على 4 وزارات «مش كتير حقيقي».
وإذ أشارت معلومات الى أن الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة يتدخل بشكل مباشر بعملية التأليف وطرح أسماء عدة محسوبة عليه، كان لافتاً توقيت زيارة الرئيس المكلف الى دار الفتوى للاطمئنان الى صحة المفتي عبد اللطيف دريان، قبيل زيارته الى بعبدا! ما رأى فيها البعض محاولة للتحصن خلف دار الفتوى قبل إعلان تشكيلته وتأمين التغطية الشرعية والدينية لتشكيلته التي يعارضها الثنائي حركة أمل وحزب الله وأغلب الكتل السنية والتيار الوطني الحر وآخرون.
وأكد سلام من دار الفتوى «أنني أعمل بكل ما أوتيت به من قوة للإسراع في تشكيل الحكومة». بدوره، أكد المفتي دريان خلال اللقاء حرصه على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة انطلاقاً من وثيقة اتفاق الطائف وعدم التساهل في هذه الصلاحيات وضرورة التزام تطبيق الدستور. ودعا المفتي دريان الرئيس المكلف الى «الإسراع في تشكيل الحكومة ضمن إطار المساواة في الحقوق والواجبات بين كل المكوّنات اللبنانية من دون أي تمييز، كأساس للعيش المشترك في مجتمعنا المتنوع والمتعدد».
أمنياً، شهدت الحدود اللبنانية السورية اشتباكات عنيفة في منطقة جرماش السورية عند الحدود مع لبنان من جهة الهرمل بين عشائر المنطقة وهيئة تحرير الشام.
وأرسل الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود اللبنانية السورية الشمالية منعًا لدخول المسلّحين إلى الأراضي اللبنانية.
وبعد اشتباكات لأكثر من ساعتين بين عناصر هيئة تحرير الشام والعشائر، دخلت قوات الهيئة قرية حاويك السورية وخرج السكان اللبنانيون من البلدة باتجاه الأراضي اللبنانية، حيث تقوم قوات من الهيئة بتفجير بعض المنازل.
وأفيد عن سقوط قذيفة على أطراف بلدة القصر الحدودية وجرح شخص، إثر الاشتباكات بين العشائر اللبنانيّة وهيئة «تحرير الشام». كما وقعت «معدات عسكرية بأيدي العشائر اللبنانية أثناء المعارك مع هئية تحرير الشام»، عند الحدود اللبنانية السورية الشمالية.
وذكرت وسائل إعلامية مقتل شخصين وأسر شخصين من عناصر الهيئة في بلدة حاويك الحدودية.
ومساء أمس سلّم الصليب الأحمر جثة عنصر من هيئة تحرير الشام للهيئة عند معبر جوسي الحدودي ضمن المرحلة الأولى من التبادل مع العشائر.

***********************************************

افتتاحية الأنباء:

ربع الساعة الأخير طيّر إعلان الحكومة وعون يدخل على خط المعالجة
 

"مشي الحال وما مشي الحال". هكذا كان جواب الرئيس المكلّف نواف سلام بعد انتهاء الاجتماع الذي عقد في القصر الجمهوري بينه وبين الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري، والذي لم ينتج عنه التوافق على اسم الوزير الشيعي الخامس، والذي كان أوحى استدعاء أمين عام مجلس الوزراء محمود مكية قبل انفضاض الاجتماع بأن مراسيم اعلان الحكومة ستعلن في نهايته.

جواب سلام للصحافيين أعطى انطباعا بأن الأمور لم تقفل، وبأن ثمة إمكانية للتشاور مجددا للوصول إلى إسم لا يشكل استفزازا للثنائي، ويكون في الوقت نفسه مطابقا للمعايير التي وضعها الرئيس المكلّف للتشكيلة العتيدة. وكانت ترددت معلومات عن إصرار سلام على تسمية لمياء مبيض لوزارة التنمية الإدارية مقابل إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على اسم القاضي عبد الرضا ناصر. وكذلك اعترض بري على سحب وزارة الصناعة من الثنائي الشيعي مقابل منحها للقوات اللبنانية.

غير أن التسريبات التي أوردها الاعم الأميركي ليلاً تشي بأن الخلاف الحقيقي يتعلق برفض الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال مشاركة حزب الله في الحكومة العتيدة وهذا يعني إضافة المزيد من التعقيدات على الوضع الداخلي اللبناني وعلى إمكانية صعود الدخان الأبيض الحكومي من قصر بعبدا في وقت قريب، ومن المرجح أن يتبلغ لبنان الرسمي الموقف الأميركي على لسان نائبة المبعوث الأميركي إلى لبنان مورغان اورتاغوس المتوقع وصولها إلى بيروت اليوم.

غير أن مصادر مطلعة أكدت لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن المشاورات مازالت مستمرة، وأن الرئيس جوزيف عون يتابع شخصيا المشاورات لتذليل العقبة المتبقية بعد أن حسمت المقاعد الأخرى الـ 23 كاملة". وأشارت المصادر إلى "أن الحكومة قد تبصر النور قبل نهاية الأسبوع الجاري".

وبحسب المصادر يتضح أن ما يجري هو محاولة فرض خيارات كانت معتمدة في تشكيل الحكومات بعد مؤتمر الدوحة 2008، وخيارات جديدة أعلن عنها رئيس الحكومة المكلف نواف سلام من بعبدا وتحديده لمواصفات تتناسب وطبيعة المرحلة، ومتطلبات الإصلاح وبناء المؤسسات، وتنفيذ خطاب القسم الذي تعتبره معظم الكتل النيابية بمثابة ارضية صلبة للبيان الوزاري المرتقب للحكومة العتيدة.

وفي سياق سعيه لتذليل العقد التي وضعتها الكتل السنية، إلتقى رئيس الحكومة المكلف، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وأشار بعد اللقاء الى أنه تداول مع المفتي حول الشؤون الوطنية، وأطلعه على مسار عملية تأليف الحكومة. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى بأن "مفتي الجمهورية أكد خلال اللقاء حرصه على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة انطلاقا من وثيقة اتفاق الطائف وعدم التساهل في هذه الصلاحيات وضرورة التزام تطبيق الدستور. ودعا المفتي دريان الرئيس المكلف الى الإسراع في تشكيل الحكومة ضمن إطار المساواة في الحقوق والواجبات بين كل المكونات اللبنانية من دون أي تمييز، كأساس للعيش المشترك في مجتمعنا المتنوع والمتعدد، كما دعاه الى التمسك بالثوابت الإسلامية التي هي الركن الأساسي للوحدة الوطنية والمشاركة الفعلية في الحكم وموجباته الوطنية الساعية لبناء دولة المؤسسات والقانون وهو ما أشار إليه رئيس الجمهورية في قسمه الدستوري".

استمرار الخروقات الإسرائيلية

على صعيد آخر، وعشية وصول الموفدة الأمريكية مورغان اورتاغوس الى بيروت، نفذ الجيش الاسرائيلي عمليات نسف لما تبقى من منازل في بلدة كفركلا. وينتظر أهالي البلدة منذ أيام للدخول اليها بدون جدوى. وأمس جدد الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي تهديداته لأبناء الجنوب، معلنا استمرار منعهم من الانتقال جنوبًا حتى إشعار آخر. مضيفا، كل من يتحرك جنوبًا يعرض نفسه للخطر.

وكان رئيس الجمهورية جوزاف عون عرض مع رئيس أركان هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة UNTSO اللواء Patrick Gauchat لعمل المراقبين، وشدّد على تطبيق القرار ١٧٠١ وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الحرب الأخيرة وإطلاق الأسرى اللبنانيين. وعرض رئيس الجمهورية مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة (الأونروا) فيليب لازاريني عمل المنظمة والصعوبات التي واجهتها، ونوّه بالإجراءات التي اتخذت في عدد من مراكز المنظمات الفلسطينيّة.

التطورات على الحدود مع سورية

شهدت الحدود اللبنانية – السورية توترات أمنية، بعد اشتباكات أدت إلى مقتل شخص وجرح آخر، مع تسجيل "عمليات أسر" متبادلة بين إدارة العمليات العسكرية وسكان قرية حاويك التي تقع في ريف منطقة القصير في ريف حمص الغربي، والتي كانت تُعتبر إحدى مناطق انتشار حزب الله اللبناني.

وفي التفاصيل، ووسط تضارب وتضخيم بالأخبار، وانتشار شائعات كاذبة كالنار في الهشيم، حول حقيقة ما حصل، روت مصادر مطلعة لـ "الأنباء" أن "الفرقة-103" في إدارة العمليات العسكرية، كانت تعمل على إنشاء نقاط حدودية في منطقة ريف القصير في ريف حمص الغربي. وبالتزامن مع ذلك، كانت تقوم بعملية تمشيط من مسافات بعيدة بالأسلحة الرشاشة، مما أدى إلى مقتل وجرح شخص في ساحة قرية حاويك، وهي قرية يقطنها سكان لبنانيين وسوريين وتبعد عن الحدود اللبنانية - السورية مسافة 5 كيلومترات. علما أن حاويك أرض سورية بالكامل، ومصنفة كأملاك عامة، تتبع مدينة القصير، وإداريا لبلدية العقربية. ما يعني أن الجيش السوري دخل إلى أراض سورية لا لبنانية كما أشيع.

وأضافت المصادر أنه خلال عمليات التمشيط، طالبت القوات السورية بإخلاء مرصد كان يتبع سابقا لحزب الله، ويتواجد بداخله عدد من مهربي المخدرات والسلاح، لكنهم رفضوا وبدأوا بإطلاق النيران على عناصر القوة، فما كان من الأخيرة إلا أن قصفت المرصد ومحيطه.

وتمكن المهربون وجمع من أهالي حاويك، من أسر اثنين من عناصر إدارة العمليات العسكرية، مع سيارتهم المزودة برشاش ثقيل. فيما دخل الجيش للقرية وقام باعتقال مختار حاويك، وطبيب وشخص آخر، وذلك وسط توترات أمنية وعسكرية، وتبادل لإطلاق النار. وأكدت المصادر أن المسألة في طريقها للحل، موضحةً أن شخصيات ووجهاء من الجانبين، يعملون على حلحلة الأمر، وإطلاق سراح جميع الموقوفين.

******************************************

افتتاحية صحيفة النهار

معركة الشيعي الخامس: مقارعة بين سلام وبري… رسائل تحذير أميركية متشدّدة من مشاركة “الحزب”

 

من المقرر أن توجّه مبعوثة الرئيس دونالد ترامب رسالة حازمة إلى الزعماء اللبنانيين خلال زيارتها بيروت، مفادها أنّ الولايات المتحدة لن تتسامح مع النفوذ غير المقيّد لـ”الحزب”


 

في الشكل ليس هناك سابقة في تاريخ تشكيل الحكومات عُطلت فيها إصدار المراسيم في اللحظة الاخيرة كما حصل أمس في قصر بعبدا. أما في المضمون، فإن انتكاسة إعلان ولادة حكومة نواف سلام الأولى برئاسته كما الأولى في عهد الرئيس العماد جوزف عون أمس شكلت مفارقة شديدة السلبية لجهة “استعادة” الثنائي الشيعي “امل” و”الحزب” الإدمان الذي طالما التصق بسلوكياته والمتمثل بممارسات التعطيل. فما برز بقوة من خلال الانتكاسة التي تسبّب بها ممثل الثنائي رئيس مجلس النواب نبيه بري تمظهر في تفاجؤ بري بإصرار الرئيس المكلف نواف سلام وعدم تهاونه حيال تسمية الوزير الخامس الشيعي لدى عرضه اسم المرشحة لوزراة التنمية الإدراية لميا مبيض على نحو لا جدل فيه لأن تسميته الوزير الخامس كانت من بين معايير ومسلمات عملية التأليف لحماية شرط أساسي كان سلام أعلن التزامه التام به في بيانه في قصر بعبدا مساء الأربعاء وهو منع قيام أي حالة توزيرية تعطيلية من داخل الحكومة. ولذا برزت خلفيات تتجاوز الاعتراض على تسمية سلام للوزير الخامس تتمثل في حسابات تعطيلية في هذه اللحظة خصوصاً لدى ما كشفه انفعال بري حيال أمر جديد غير معتاد حيال ما درج عليه في عمليات تشكيل الحكومات وهو أنه كان يحمل معه الاسماء الشيعية إلى بعبدا في اللحظة الأخيرة السابقة لاصدار مراسيم التاليف، فإذا به هذه المرة يواجه تبديلاً في اللعبة سواء في تسمية الوزراء الأربعة في أوقات سابقة أو لدى محاولته البارحة فرض اسم مرشحه للمقعد الخامس وإذ بسلام يبلغه باسم المرشحة من جانبه.


هل يعني ما حصل أن عملية التأليف أُصيبت كلا بنكسة كبيرة؟ المعطيات التي أعقبت الاجتماع الرئاسي الثلاثي في بعبدا تشير إلى أن المشاورات والاتصالات استؤنفت بعد الظهر بما يفترض معه أن تشكل الساعات المقبلة اختباراً للحسابات حيال إنجاز إعلان التشكيلة أو ظهور عقبات طارئة علماً أن الرؤساء سينشغلون باستقبال الوفد الأميركي الزائر.

ومعلوم أن اجتماعاً عقد ظهر أمس في قصر بعبدا وضم الرؤساء عون وبري وسلام إيذاناً بصدور مراسيم تشكيل الحكومة وطال انتظار الاجتماع لنحو ساعتين تبين بعده أن بري غادر القصر من الباب الخلفي، فيما بقي عون وسلام مجتمعين. وأفيد أن العقدة لا تزال في اختيار الوزير الشيعي الخامس، ليخرج بعد خمس دقائق سلام من دون الإدلاء بأي تصريح، واكتفى بالقول رداً على سؤال ما إذا كان “مشي الحال” في عملية التشكيل “مشي الحال وما مشي الحال”. وأفيد أن سلام طرح اسم لميا مبيض للتنمية الإدارية فرفضه بري، ثم طرح بري اسم القاضي عبد الناصر رضا بديلاً فرفضه سلام. وأفيد أنه لدى تمسك سلام بإسم لميا مبيض للمقعد الشيعي الخامس ردّ بري “اعملها حكومة مبيض”، كما أنه اعترض على نقل حقيبة الصناعة من الثنائي إلى “القوات اللبنانية”، ومن ثم غادر الاجتماع من الباب الخلفي للقصر.


 

رسائل واشنطن

وتجدر الإشارة إلى ما اوردته وكالة رويترز قُبيل ساعات قليلة من وصول وفد أميركي رفيع المستوى إلى بيروت، إذ نقلت عن مسؤول في الإدارة الأميركية وديبلوماسي غربي ومصادر حكومية إقليمية أنّه “من المقرر أن توجّه مبعوثة الرئيس دونالد ترامب رسالة حازمة إلى الزعماء اللبنانيين خلال زيارتها بيروت، مفادها أنّ الولايات المتحدة لن تتسامح مع النفوذ غير المقيّد لـ”الحزب” وحلفائه على تشكيل حكومة جديدة، حاملة رسالة أميركية بأنّ لبنان سيواجه عزلة أعمق ودماراً اقتصاديّاً ما لم يُشكّل حكومة ملتزمة بالإصلاحات والقضاء على الفساد والحدّ من قبضة الحزب”.

وسيلتقي الوفد الأميركي برئاسة مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الخاص للشرق الأوسط، برئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الوزراء المكلّف نواف سلام.


وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية لـ”رويترز”: “من المهم بالنسبة لنا أن نُحدّد الصورة التي نعتقد أن لبنان الجديد يجب أن يبدو عليها في المستقبل”، مؤكداً أن “واشنطن لا تختار وزراء الحكومة بشكل فردي ولكنها تضمن عدم مشاركة الحزب في الحكومة”.

أضاف المسؤول: “كانت هناك حرب وهُزم الحزب ويجب أن يظل مهزوماً… أنت لا تريد شخصاً فاسداً. إنه يوم جديد للبنان. لقد هُزم الحزب، والحكومة الجديدة بحاجة إلى مواكبة هذا الواقع الجديد”.

من جهته، قال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى، إنّ “الإصلاح الحقيقي لا يمكن أن يأتي من شخصيات تابعة لحركة أمل. لا يمكن أن يكون العمل كالمعتاد”.

وأضاف شينكر، الذي يشغل الآن منصب زميل بارز في معهد واشنطن للأبحاث: “إذا كان للبنان أن يصبح دولة لا تعجّ بالفساد، وتحتضن الإصلاح وتتطلع إلى المضي قدمًا كدولة ذات سيادة، فلن يتمكن نواف سلام من تعيين “الحزب” أو حركة أمل”.


وبدا لافتاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أنه سيعيّن سفيراً جديداً لبلاده في لبنان، فيما كشفت “وكالة الانباء المركزية” أن ترامب عيّن فعلا الدكتور انطوان بريدي اللبناني الأصل سفيرا للولايات الممتحدة في بيروت خلفا للسفيرة الحالية ليزا جونسون.

 

تفاعل داخلي

وتفاعلت انتكاسة عدم صدور مراسيم الحكومة داخلياً كما تفاعلت اصداء سلبية لجهة غياب تمثيل “التيار الوطني الحر” وأطراف سُنّة عن التشكيلة. ومن المقرر أن يعقد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل مؤتمراً صحافياً ظهر اليوم يحدّد فيه موقف التيار من مجريات تشكيل الحكومة.

واعتبر عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك أن “الرئيس بري أعطى صورة متقدمة وغير مطَمئِنة من قصر بعبدا لِما سيكون عليه أداء الثنائي داخل مجلس الوزراء. وفي اختصار، الشباب ما زالوا على عاداتهم القديمة، إما أن يحصلوا على ما يفرضونه أو يعطِّلون”.


من جانبه، كتب النائب مارك ضو: “خامس ما في… ما في خامس”.

وأعلنت كتلة “الاعتدال الوطني” أنها “تمثل عكار والمنية والضنية وهي موحدة تحت عنوان واحد هو إنماء مناطقها والدفاع عن حقوق مناطقها”. واكدت أن “لأعضائها الحق بإبداء آرائهم السياسية بكل حرية و ديموقراطية وأن أي قرار يتخذ يكون بالتشاور والتشارك بين كل أعضائها وبالإجماع وهي وجدت كي تبقى”، وأشارت إلى أن اجتماعاً موسعا سيعقد في مطلع الأسبوع لمناقشة الأوضاع الراهنة على الساحة السياسية”.

بدوره، انتقد “التّكتّل الوطني المستقل” بحدة “المسار الاستنسابي وازدواجيّة المعايير التي اتّبعها الرئيس المكلّف نواف سلام، الذي أظهر انحيازاً فاضحاً لبعض القوى السياسية على حساب قوى أخرى، إذ أنه في الوقت الذي يدّعي فيه عدم رغبته في تمثيل الأحزاب السياسية، نراه يمنح قوى محدّدة وزارات سياديّة وخدماتيّة أساسية، وذلك في تناقض صارخ مع ما يُروّج له”. أضاف: “بناء عليه، نؤكّد في “التّكتّل الوطني المستقل” أنّ الدستور اللبناني وُجد ليُحترم ويُطبّق بعدالة على جميع الأفرقاء من دون تمييز، فلا يجوز أن يتعامل الرئيس المكلّف مع بعض الأطراف والأحزاب أو حتى المذاهب والطّوائف من موقع “المُستقوي”، بينما يرضخ لقوى حزبيّة وطائفيّة أخرى وحملات إعلاميّة، ضارباً عرض الحائط الدستور والميثاق الوطني”.


وكان الرئيس سلام زار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وأطلعه على مسار عملية تأليف الحكومة. وقال: “أكدت له أنني أعمل بكل ما أوتيت به من قوة للإسراع في تشكيل الحكومة، واستمعت لما عند سماحته من حكمة  تشكل بوصلة لنا وشكرا”. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى أن مفتي الجمهورية “أكد خلال اللقاء حرصه على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة انطلاقاً من وثيقة اتفاق الطائف وعدم التساهل في هذه الصلاحيات وضرورة التزام تطبيق الدستور. ودعا المفتي دريان الرئيس المكلف إلى الإسراع في تشكيل الحكومة ضمن إطار المساواة في الحقوق والواجبات بين كل المكوّنات اللبنانية من دون أي تمييز، كأساس للعيش المشترك في مجتمعنا المتنوع والمتعدد”.

******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

كرة التأليف عند سـلام.. والحكومة رهــن الإســم الخامس
 

تنوعت الروايات حول الاجتماع الرئاسي الثلاثي وكانت النتيجة واحدة: الحكومة لم تولد وتأجّلت ولادتها إلى أجل غير مسمّى، ليطول انتظارها لدى الداخل والخارج، وترتفع موجة الاعتراضات لدى كتل نيابية وسياسية تشكو استثناءها من التوزير، مشفوعة بحديث عن «فيتوات» خارجية وأخرى محلية على هذا الفريق او ذاك، اللهمّ الّا إذا حصل ما يستعجل الولادة مع اقتراب موعد انتهاء هدنة وقف إطلاق النار في 18 من الجاري، فيما يستقبل لبنان اليوم وفداً اميركياً رفيع المستوى آتٍ من ،أجل هذين الاستحقاقين الحكومي والجنوبي.

مع اقتراب التشكيل إلى الخواتيم وحل معظم الإشكاليات التي أعاقت ولادة الحكومة في الأيام الماضية، ولا سيما العقدة "القواتية"، أصبحت العقدة المتمثلة في تسمية الوزير الخامس من حصة "الثنائي الشيعي" هي الوحيدة التي حوّلت أجواء القصر الجمهوري ظهر أمس من أجواء إصدار مراسيم باستدعاء مطبخ الولادة، إلى أجواء مشحونة دفعت برئيس مجلس النواب نبيه بري إلى مغادرة القصر الجمهوري غاضباً، تبعه الرئيس المكلّف متأبطاً ملفه الأسود.

وفي معلومات "الجمهورية"، انّ الاجتماع الذي دام ساعة ونصف ساعة كاد ان ينفجر لولا تدخّل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بعد توتر على خلفية طرح سلام لإسم خامس وحيد لتولّي حقيبة التنمية الإدارية هو لميا المبيض، أجابه الرئيس بري: "لا نوافق على هذا الإسم". فأصرّ سلام عليه فأجابه بري: "ما هكذا كان الاتفاق... انت تسمّي ولنا حق "الفيتو" وبالعكس إلى ان نتفق على اسم. وأنا اقترح القاضي عبدالرضا ناصر". فرفضه سلام وأصرّ على المبيض. عندها وقف بري وقال له: "إذاً شكّل حكومة ولتكن حكومة مبيض".

وبعد خروج بري وسلام من دون اتفاق تبدّدت بشائر الولادة، فيما اكتفى سلام بالقول لسائليه: "مشي الحال وما مشي الحال". ليتبين انّه "مشي الحال" في التشكيلة الوزارية عموماً و"ما مشي الحال" في تسمية الوزير الشيعي الخامس.

إذا حصلت مشكلة

وقال مصدر سياسي بارز مطلع على عملية التشكيل لـ"الجمهورية" إنّ "سلام فاجأ الجميع بإصراره على اسم وحيد، والكرة الآن في ملعبه، إما يستبدل الاسم بأسماء أخرى يتمّ نقاشها والاتفاق عليها، وإما ستبقى الحكومة رهن الإسم الخامس خصوصاً انّ الموقف المستجد تحول معركة كسر عضم لن يكون التراجع عنه بالموقف السهل، إلّا إذا نجحت جهود الرئيس عون مع دفع خارجي للحلحلة". ورأى المصدر "انّ التذرّع بموضوع التعطيل والإمساك بزمام الميثاقية ليس صائباً أبداً لأنّه حتى ولو استطاع سلام ان يحصل على حصة وزير من الطائفة الشيعية خارج اصطفاف الثنائي، لا يعني شيئاً إذا ما حصلت مشكلة كبيرة أطاحت باستقرار البلد، وهذا كان رأيه من الأساس من خطورة الإقصاء".

ونفى المصدر ان يكون سلام قد قدّم اسماً آخر بعد ظهر امس، مؤكّداً انّ التواصل انقطع مع الثنائي في انتظار مقترح جديد للإسم الخامس. وتوقع المصدر الّا يطول هذا الأمر كثيراً، وأن تشهد الساعات المقبلة حلحلة سريعة ترفع مجدداً فرصة ولادة الحكومة في الساعات الـ 48 المقبلة.

"فاجأناكم مو"

وإلى ذلك، أبلغت اوساط سياسية قريبة من "الثنائي" إلى "الجمهورية"، انّ اجتماع قصر بعبدا "كان يخفي محاولة لفرض اسم الوزير الشيعي الخامس في اللحظة الاخيرة كأمر واقع على الرئيس نبيه بري، تحت شعار "فاجأناكم مو"، غير انّ بري أصرّ على رفض خيار عليا مبيض التي لا تربطها علاقة جيدة مع "الثنائي"، وعرض في المقابل اسم القاضي عبد الرضا ناصر كونه يمكن أن يشكّل تقاطعاً مع رئيسي الجمهورية والحكومة في اعتباره غير مستفز، لكن سلام اعترض عليه.

وأبدت الأوساط خشيتها من ان تكون المسألة أبعد من حدود الوزير الشيعي الخامس، مشيرة إلى انّه لا يجب استبعاد احتمال ان تكون الغاية من افتعال مشكلة حول هذا الاسم التلطّي خلفه، سعياً الى تحقيق هدف آخر على وقع الضغط الأميركي لتحجيم نفوذ "حزب الله" في الحكومة الجديدة والدولة عموماً.

وتساءلت الاوساط عمّا إذا كان هناك من يضمر محاولة إخراج "حزب الله" من الحكومة او تغيير اسم الوزير المقترح لوزارة المال ياسين جابر، او تكبيله مسبقاً بقيود سياسية. ودعت إلى ترقب زيارة الوفد الاميركي اليوم لبيروت برئاسة خليفة آموس هوكشتاين نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس، وما يمكن أن تحمله من إشارات في شأن مصير عملية تشكيل الحكومة ومستقبل الوضع في الجنوب.

"رسالة حازمة"

وقُبيل وصول الوفد الذي سيجول على عون وبري وسلام، نقلت وكالة "رويترز" عن "مسؤول في الإدارة الأميركية وديبلوماسي غربي ومصادر حكومية إقليمية"، قولها إنّ "من المقرر أن توجّه مبعوثة الرئيس دونالد ترامب رسالة حازمة إلى الزعماء اللبنانيين خلال زيارتها بيروت، مفادها أنّ الولايات المتحدة لن تتسامح مع النفوذ غير المقيّد لـ"حزب الله" وحلفائه على تشكيل حكومة جديدة، حاملةً رسالة أميركية بأنّ لبنان سيواجه عزلة أعمق ودماراً اقتصاديّاً ما لم يُشكّل حكومة ملتزمة بالإصلاحات والقضاء على الفساد والحدّ من قبضة حزب الله".

وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية لـ"رويترز": "من المهمّ بالنسبة الينا أن نُحدّد الصورة التي نعتقد أنّ لبنان الجديد يجب أن يبدو عليها في المستقبل"، مؤكّداً أنّ "واشنطن لا تختار وزراء الحكومة في شكل فردي، ولكنها تضمن عدم مشاركة "حزب الله" في الحكومة". وأضاف: "كانت هناك حرب وهُزم "حزب الله" ويجب أن يظل مهزوماً... أنت لا تريد شخصاً فاسداً. إنّه يوم جديد للبنان. لقد هُزم "حزب الله"، والحكومة الجديدة في حاجة إلى مواكبة هذا الواقع الجديد".

إلى ذلك، قال مصدر قريب من الحكومة القطرية لـ"رويترز": "رسالتنا متفق عليها مع المجتمع الدولي، نحن مستعدون لتقديم الدعم المالي والاستثمارات بمجرد تطبيق الإصلاحات".

مواصلة المشاورات

وكان إعلام رئاسة الجمهورية اعلن انّ الاجتماع الثلاثي "خُصّص للبحث في التشكيلة الحكومية الجديدة، وتمّ خلال اللقاء عرض المراحل التي قطعتها عملية التشكيل، وتمّ الاتفاق على مواصلة الرئيس سلام مشاوراته مع الجهات المعنية لاستكمال عملية التأليف".

وفي بيان للمكتب الاعلامي لسلام، انّ زواره نقلوا عنه "إصراره على المضي قدمًا في تأليف الحكومة، مؤكّدًا عدم نيته الاعتذار عن المهمّة على الإطلاق". وأشاروا إلى تصميم سلام على تكليفه رغم التعقيدات التي تكتنف البحث حول تشكيل الحكومة.

وقالت مصادر سياسية لـ"الجمهورية"، إنّه "لم يسبق أن شهد لبنان منذ الاستقلال حدثاً سياسياً من هذا النوع. إذ عادة ما ينتهي مثل هذا الاجتماع الرئاسي الثلاثي باعلان مراسيم تأليف الحكومة". وأبدت هذه المصادر اعتقادها "أنّ هناك نقطة أخرى غير الوزير الشيعي الخامس، ربما تركت أثرها في فشل محاولة التأليف التي وصلت إلى محطتها الأخيرة أمس، في حضور رئيس المجلس النيابي والرئيس المكلّف إلى قصر بعبدا، وتحضير الترتيبات اللازمة لإصدار مراسيم الحكومة".

وقالت: "من المعروف أنّ هناك تبايناً بين بري من جهة وعون وسلام من جهة أخرى حول الفقرة المتعلقة بالسلاح. ففيما يريد الرئيس المكلّف أن يكون البيان مراعياً لما ورد في "خطاب القَسَم" حول هذه النقطة، يبدو رئيس المجلس راغباً في تضمين البيان عبارة تحفظ دور المقاومة، على غرار ما كان يحصل في البيانات السابقة.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

«الوزير الخامس» يؤجل ولادة الحكومة اللبنانية

واشنطن لا تريد نفوذاً لـ«الحزب» في تشكيلها

 

أجّلت عقدة «الوزير الشيعي الخامس» ولادة الحكومة اللبنانية التي كان يتوقع أن تُعلن، أمس الخميس، إثر زيارة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة إلى القصر الجمهوري للقاء الرئيس اللبناني جوزيف عون، وانضمام رئيس البرلمان نبيه بري إليهما، في خطوة بروتوكولية تسبق عادة إعلان التشكيلة الحكومية.

 

وأُفيد بأن إصرار برّي على تسمية ثنائي «الحزب» و«حركة أمل» للوزير الشيعي الخامس، هو الذي أطاح بفرصة ولادة حكومة العهد اللبناني الجديد. في حين يحاول عون معالجة الإشكالية الأخيرة.

 

وفي السياق، لفتت وكالة «رويترز» إلى أن مبعوثاً أميركياً سيوجّه خلال زيارته للبنان، رسالة شديدة اللهجة إلى زعماء البلد، مفادها أن الولايات المتحدة لن تقبل نفوذاً دون قيود لـ«الحزب» وحلفائه على عملية تشكيل الحكومة الجديدة. وتتضمن الرسالة إشارة إلى أن لبنان سيتعرض لعزلة أكبر ودمار اقتصادي ما لم يشكل حكومة ملتزمة بالإصلاحات، ويلتزم بالقضاء على الفساد، والحد من نفوذ جماعة «الحزب» المدعومة من إيران.

 

كرة التأليف عند سـلام.. والحكومة رهــن الإســم الخامس

 

تنوعت الروايات حول الاجتماع الرئاسي الثلاثي وكانت النتيجة واحدة: الحكومة لم تولد وتأجّلت ولادتها إلى أجل غير مسمّى، ليطول انتظارها لدى الداخل والخارج، وترتفع موجة الاعتراضات لدى كتل نيابية وسياسية تشكو استثناءها من التوزير، مشفوعة بحديث عن «فيتوات» خارجية وأخرى محلية على هذا الفريق او ذاك، اللهمّ الّا إذا حصل ما يستعجل الولادة مع اقتراب موعد انتهاء هدنة وقف إطلاق النار في 18 من الجاري، فيما يستقبل لبنان اليوم وفداً اميركياً رفيع المستوى آتٍ من ،أجل هذين الاستحقاقين الحكومي والجنوبي.

مع اقتراب التشكيل إلى الخواتيم وحل معظم الإشكاليات التي أعاقت ولادة الحكومة في الأيام الماضية، ولا سيما العقدة “القواتية”، أصبحت العقدة المتمثلة في تسمية الوزير الخامس من حصة “الثنائي الشيعي” هي الوحيدة التي حوّلت أجواء القصر الجمهوري ظهر أمس من أجواء إصدار مراسيم باستدعاء مطبخ الولادة، إلى أجواء مشحونة دفعت برئيس مجلس النواب نبيه بري إلى مغادرة القصر الجمهوري غاضباً، تبعه الرئيس المكلّف متأبطاً ملفه الأسود.

وفي معلومات “الجمهورية”، انّ الاجتماع الذي دام ساعة ونصف ساعة كاد ان ينفجر لولا تدخّل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بعد توتر على خلفية طرح سلام لإسم خامس وحيد لتولّي حقيبة التنمية الإدارية هو لميا المبيض، أجابه الرئيس بري: “لا نوافق على هذا الإسم”. فأصرّ سلام عليه فأجابه بري: “ما هكذا كان الاتفاق… انت تسمّي ولنا حق “الفيتو” وبالعكس إلى ان نتفق على اسم. وأنا اقترح القاضي عبدالرضا ناصر”. فرفضه سلام وأصرّ على المبيض. عندها وقف بري وقال له: “إذاً شكّل حكومة ولتكن حكومة مبيض”.

وبعد خروج بري وسلام من دون اتفاق تبدّدت بشائر الولادة، فيما اكتفى سلام بالقول لسائليه: “مشي الحال وما مشي الحال”. ليتبين انّه “مشي الحال” في التشكيلة الوزارية عموماً و”ما مشي الحال” في تسمية الوزير الشيعي الخامس.

 

إذا حصلت مشكلة

وقال مصدر سياسي بارز مطلع على عملية التشكيل لـ”الجمهورية” إنّ “سلام فاجأ الجميع بإصراره على اسم وحيد، والكرة الآن في ملعبه، إما يستبدل الاسم بأسماء أخرى يتمّ نقاشها والاتفاق عليها، وإما ستبقى الحكومة رهن الإسم الخامس خصوصاً انّ الموقف المستجد تحول معركة كسر عضم لن يكون التراجع عنه بالموقف السهل، إلّا إذا نجحت جهود الرئيس عون مع دفع خارجي للحلحلة”. ورأى المصدر “انّ التذرّع بموضوع التعطيل والإمساك بزمام الميثاقية ليس صائباً أبداً لأنّه حتى ولو استطاع سلام ان يحصل على حصة وزير من الطائفة الشيعية خارج اصطفاف الثنائي، لا يعني شيئاً إذا ما حصلت مشكلة كبيرة أطاحت باستقرار البلد، وهذا كان رأيه من الأساس من خطورة الإقصاء”.

 

ونفى المصدر ان يكون سلام قد قدّم اسماً آخر بعد ظهر امس، مؤكّداً انّ التواصل انقطع مع الثنائي في انتظار مقترح جديد للإسم الخامس. وتوقع المصدر الّا يطول هذا الأمر كثيراً، وأن تشهد الساعات المقبلة حلحلة سريعة ترفع مجدداً فرصة ولادة الحكومة في الساعات الـ 48 المقبلة.

 

“فاجأناكم مو”

وإلى ذلك، أبلغت اوساط سياسية قريبة من “الثنائي” إلى “الجمهورية”، انّ اجتماع قصر بعبدا “كان يخفي محاولة لفرض اسم الوزير الشيعي الخامس في اللحظة الاخيرة كأمر واقع على الرئيس نبيه بري، تحت شعار “فاجأناكم مو”، غير انّ بري أصرّ على رفض خيار عليا مبيض التي لا تربطها علاقة جيدة مع “الثنائي”، وعرض في المقابل اسم القاضي عبد الرضا ناصر كونه يمكن أن يشكّل تقاطعاً مع رئيسي الجمهورية والحكومة في اعتباره غير مستفز، لكن سلام اعترض عليه.

 

وأبدت الأوساط خشيتها من ان تكون المسألة أبعد من حدود الوزير الشيعي الخامس، مشيرة إلى انّه لا يجب استبعاد احتمال ان تكون الغاية من افتعال مشكلة حول هذا الاسم التلطّي خلفه، سعياً الى تحقيق هدف آخر على وقع الضغط الأميركي لتحجيم نفوذ “الحزب” في الحكومة الجديدة والدولة عموماً.

 

وتساءلت الاوساط عمّا إذا كان هناك من يضمر محاولة إخراج “الحزب” من الحكومة او تغيير اسم الوزير المقترح لوزارة المال ياسين جابر، او تكبيله مسبقاً بقيود سياسية. ودعت إلى ترقب زيارة الوفد الاميركي اليوم لبيروت برئاسة خليفة آموس هوكشتاين نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس، وما يمكن أن تحمله من إشارات في شأن مصير عملية تشكيل الحكومة ومستقبل الوضع في الجنوب.

 

“رسالة حازمة”

وقُبيل وصول الوفد الذي سيجول على عون وبري وسلام، نقلت وكالة “رويترز” عن “مسؤول في الإدارة الأميركية وديبلوماسي غربي ومصادر حكومية إقليمية”، قولها إنّ “من المقرر أن توجّه مبعوثة الرئيس دونالد ترامب رسالة حازمة إلى الزعماء اللبنانيين خلال زيارتها بيروت، مفادها أنّ الولايات المتحدة لن تتسامح مع النفوذ غير المقيّد لـ”الحزب” وحلفائه على تشكيل حكومة جديدة، حاملةً رسالة أميركية بأنّ لبنان سيواجه عزلة أعمق ودماراً اقتصاديّاً ما لم يُشكّل حكومة ملتزمة بالإصلاحات والقضاء على الفساد والحدّ من قبضة الحزب”.

وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية لـ”رويترز”: “من المهمّ بالنسبة الينا أن نُحدّد الصورة التي نعتقد أنّ لبنان الجديد يجب أن يبدو عليها في المستقبل”، مؤكّداً أنّ “واشنطن لا تختار وزراء الحكومة في شكل فردي، ولكنها تضمن عدم مشاركة “الحزب” في الحكومة”. وأضاف: “كانت هناك حرب وهُزم “الحزب” ويجب أن يظل مهزوماً… أنت لا تريد شخصاً فاسداً. إنّه يوم جديد للبنان. لقد هُزم “الحزب”، والحكومة الجديدة في حاجة إلى مواكبة هذا الواقع الجديد”.

 

إلى ذلك، قال مصدر قريب من الحكومة القطرية لـ”رويترز”: “رسالتنا متفق عليها مع المجتمع الدولي، نحن مستعدون لتقديم الدعم المالي والاستثمارات بمجرد تطبيق الإصلاحات”.

 

مواصلة المشاورات

وكان إعلام رئاسة الجمهورية اعلن انّ الاجتماع الثلاثي “خُصّص للبحث في التشكيلة الحكومية الجديدة، وتمّ خلال اللقاء عرض المراحل التي قطعتها عملية التشكيل، وتمّ الاتفاق على مواصلة الرئيس سلام مشاوراته مع الجهات المعنية لاستكمال عملية التأليف”.

وفي بيان للمكتب الاعلامي لسلام، انّ زواره نقلوا عنه “إصراره على المضي قدمًا في تأليف الحكومة، مؤكّدًا عدم نيته الاعتذار عن المهمّة على الإطلاق”. وأشاروا إلى تصميم سلام على تكليفه رغم التعقيدات التي تكتنف البحث حول تشكيل الحكومة.

 

وقالت مصادر سياسية لـ”الجمهورية”، إنّه “لم يسبق أن شهد لبنان منذ الاستقلال حدثاً سياسياً من هذا النوع. إذ عادة ما ينتهي مثل هذا الاجتماع الرئاسي الثلاثي باعلان مراسيم تأليف الحكومة”. وأبدت هذه المصادر اعتقادها “أنّ هناك نقطة أخرى غير الوزير الشيعي الخامس، ربما تركت أثرها في فشل محاولة التأليف التي وصلت إلى محطتها الأخيرة أمس، في حضور رئيس المجلس النيابي والرئيس المكلّف إلى قصر بعبدا، وتحضير الترتيبات اللازمة لإصدار مراسيم الحكومة”.

وقالت: “من المعروف أنّ هناك تبايناً بين بري من جهة وعون وسلام من جهة أخرى حول الفقرة المتعلقة بالسلاح. ففيما يريد الرئيس المكلّف أن يكون البيان مراعياً لما ورد في “خطاب القَسَم” حول هذه النقطة، يبدو رئيس المجلس راغباً في تضمين البيان عبارة تحفظ دور المقاومة، على غرار ما كان يحصل في البيانات السابقة.

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

معركة «إستقلالية الحكومة» تتفجر على خلفية الشيعي الخامس

سلام متمسك بصلاحياته.. وإصرار أميركي على إبعاد الحزب.. وغارات ليلاً شمال الليطاني وعلى السلسلة الشرقية

 

إستبق وصول الموفدة الرئاسية الأميركية الى لبنان والمنطقة مورغان اورتاغوس موقفاً أميركياً، تجاهل المهمة الاساسية المتعلقة بـ «ضمانات» وقف النار وتنفيذ الاتفاق ضمن المهلة الممتدة الى 18 شباط، والمرشحة لان تتمدد لفترات اضافية، بدعم اميركي، والتركيز على ملف تأليف الحكومة، من زاوية إبعاد اي دور للحزب داخلها، وبالتهديد بأن لبنان سيتعرض لعزلة اكبر ودمار اقتصادي، ما لم تشكل حكومة ملتزمة بالاصلاحات، وتحد من نفوذ الحزب.

وبدت المسألة اكبر من خلاف على وزير او تسمية، بل تتعلق باستقلالية تشكيل الحكومة، وعملها في المرحلة المقبلة، بعيدا عن المناكفات والتدخلات.

وجاء هذا التطور، بعد ان انفضَّ الاجتماع الرئاسي الثلاثي في بعبدا، والذي كان المأمول ان يتصاعد منه دخان مراسيم الحكومة الابيض، الى مغادرة، على خلاف بين الرئيس نبيه بري، الذي تمسك بتسمية الوزير الشيعي الخامس القاضي عبد الناصر رضا في الحكومة، والرئيس المكلف نواف سلام «لمياء مبيض»، والذي اكد انه من غير الممكن بالنسبة له التنازل عن تسمية الوزير الشيعي الخامس، حتى لا تكون الحكومة مُشكَّلة على غرار ما كان في السنوات السابقة، وحرصا على الحؤول دون تحول مجلس الوزراء الى متاريس داخلية، تمنع عليه اتخاذ القرارات، وسط رهانات عربية ودولية على ضرورة السير بالاصلاحات والتزام القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وجنوبه، لا سيما بالقرار 1701.

وعقد الاجتماع في قصر بعبدا ظهر امس، ضم رئيس الجمهورية العماد جوزف عون والرئيس نبيه بري والرئيس سلام، خصص للبحث في التشكيلة الحكومية الجديدة، وتم خلال اللقاء عرض المراحل التي قطعتها عملية التشكيل، وتم الاتفاق على مواصلة الرئيس سلام مشاوراته مع الجهات المعنية لاستكمال عملية التأليف.

وبعد نحو ساعتين، غادر بري القصر من الباب الخلفي قبل انتهاء الاجتماع الثلاثي، فيما بقي الرئيسان عون وسلام، حيث أفيد ان العقدة لا تزال في اختيار الوزير الشيعي الخامس. ليخرج بعد خمس دقائق سلام من دون الإدلاء بأي تصريح، واكتفى بالقول ردّا على سؤال ما إذا كان «مشي الحال» في عملية التشكيل: «مشي الحال وما مشي الحال».

وأفيد ان سلام طرح اسم لميا مبيض للتنمية الإدارية فرفضه بري، ثم طرح بري اسم القاضي عبد الناصر رضا بديلاً فرفضه سلام. وتردد ان «لدى تمسّك سلام بإسم لميا مبيض للمقعد الشيعي الخامس ردّ بري «اعملها حكومة مبيض» ومن ثم غادر الاجتماع من الباب الخلفي للقصر».

وكان يُفترض ان تُعلن الحكومة امس لكن بقيت تسمية الوزير الشيعي الخامس عالقة، واستمر التشاور حولها بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام والرئيس نبيه بري. كما استمر التشاور في تسمية الوزراء السنّة بعد غضب الكتل الثلاث (التوافق والاعتدال واللقاء التشاوري) من عدم الوقوف على رأيها في تسمية ولو وزيرين من طرابلس وعكار، فارضاً عليها الحقائب والوزراء المخصصين للطائفة السنية. بينما تردد ان التيار الوطني الحر قرر ان لا يشارك بالحكومة بعد منحه حقيبة واحدة، ويعقد النائب جبران باسيل مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم الجمعة لإعلان الموقف من الحكومة. فيما خرج بعض تجمعات «نواب التغيير» والمستقلين من المولد راضياً وبعضهم الاخر ممتعضاً.

فشل الاجتماع الرئاسي

وعلى هذا التقدير اجتمع الرؤساء عون ونبيه بري وسلام وتم استدعاء الامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية لتلاوة مرسوم تشكيل الحكومة على اساس ان تشكيلة الحكومة منتهية، وجاء في المعلومات الرسمية من القصر الجمهوري: عقد في قصر بعبدا، اجتماع ضم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، خصص للبحث في التشكيلة الحكومية الجديدة، وتم خلال اللقاء عرض المراحل التي قطعتها عملية التشكيل، وتم الاتفاق على مواصلة الرئيس سلام مشاوراته مع الجهات المعنية لاستكمال عملية التأليف.وغادر الرئيسان بري وسلام القصر الجمهوري بعد انتهاء الاجتماع الذي استمر ساعتين، من دون الادلاء بأي تصريح.

لكن تبيّن ان الرئيس سلام خالف التوقعات ولم يكن قد حسم اسم الوزير الشيعي الخامس، واراد فرضه على الرئيس بري لكن لم يتم التوافق عليه، وافادت المعلومات: انه خلال الاجتماع الثلاثي طرح سلام اسم مديرة «معهد باسل فليحان المالي لميا مبيض للتنمية الادارية فرفضه بري، ثم طرح بري اسم القاضي عبد الناصر رضا بديلاً فرفضه سلام. وتردد ان «لدى تمسك سلام بإسم لميا مبيض للمقعد الشيعي الخامس رد بري «اعملها حكومة مبيض» ومن ثم غادر الاجتماع من الباب الخلفي للقصر».

وافيد ان بري المح الى احتمال حجب الثقة عن الحكومة، وأيضاً ان الرئيس عون يتولى معالجة إشكالية الوزير الشيعي الخامس الذي يصر بري على ان يكون له رأي في تسميته.. وتردد ان حقيبة التنمية الادارية ستكون لوزير يوافق عليه الحزب.

وبعد بري بعشر دقائق غادر الرئيس سلام، واكتفى بالقول ردا على سؤال ما اذا كان «مشي الحال» في عملية التشكيل: «مشي الحال وما مشي الحال». على امل استئناف المشاورات لاحقاً.ولم تنفع محاولة الرئيس عون للوساطة وعدم إنهاء الاجتماع.

وعقب انفضاض الاجتماع، أعيدت الاتصالات لاستكمال عملية التفاوض، خصوصاً أنّ الضغط الدولي المتزايد يدفع إلى الاسراع في عملية التأليف.

ولاحقا وزع المكتب الاعلامي لسلام بيانا مفاده: نقل زوار الرئيس المكلف الدكتور نواف سلام عنه، «إصراره المضي في تأليف الحكومة، وعدم نيته الاعتذار بتاتا».

ونقل عن الرئيس بري قوله امام زواره: لن ازور قصر بعبدا مجددا قبل اوافق على الاسم الشيعي المقترح، ويجب ان يزورني ويصعد الى بعبدا بمعيتي، واذا الثنائي الشيعي قاطعين قلبو لرئيس الحكومة يتفضل يعمل حكومة بالاهن، وما في اعتراض من جهتي.

وكان ملفتاً للإنتباه ان النائب في مجموعة التغيير مارك ضو كتب عبر منصة اكس خلال الاجتماع الرئاسي: «خامس ما في.. ما في خامس». وهو من اكثر النواب المؤيدين للرئيس سلام. وقال: المصلحة الوطنية تقتضي عدم مشاركة الحزب بحكومة نواف سلام والمشكلة الوحيدة اليوم تكمن في تمسك بري بالتعطيل. وعاد ضو وكتب مساءً: «لا اعتذار مستمرون وإذا نسيتو لا خامس».

كما وبقي إنجاز بيان وزاري متوازن يُرضي كل الاطراف ويكون قابلاً للتنفيذ في شقّيه، السياسي المتعلق بموضوع السلاح والمقاومة والاستراتيجية الدفاعية وتطبيق باقي بنود اتفاق الطائف، و الشق الاصلاحي السياسي والاداري والاقتصادي والمالي وهو لا يقل صعوبة عن الشق السياسي نظراً لتداخل السياسة والمحسوبيات والانتماءات بالمال والاقتصاد والادارة.

وامام الحكومة متى ابصرت النور تحديات وصعوبات محلية وخارجية في كيفية التعامل معها من دون توافق سياسي واسع تؤمّنه للحكومة الكتل النيابية، لا سيما اذا استمر الضغط الاميركي على العهد وسلام لإستبعاد الحزب، وما لم يحصل سلام على ثقة نيابية معقولة ستواجه الحكومة عقبات وتعطيل من دون وجود الثلث المعطل فيها.

والاهم اكثر، الشق الخارجي الاقليمي الذي سيواجه الحكومة بعد الحرب ومعالجة نتائجها الاعمارية والمالية وبقاء الاحتلال في عدد من المناطق الجنوبية، وبعد المتغيرات التي حصلت في وضع المنطقة من سوريا الى العاصفة الهوجاء التي تسببت بها تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعد لقاء رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، حول «السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين وإعادة توطينهم في مصر والاردن ودول اخرى منها لبنان».

وما يمكن ان يزيد طين الحكومة بِلّة ما ذكره مسؤول في الإدارة الأميركية ودبلوماسي غربي ومصادر حكومية إقليمية، أنّه «من المقرر أن توجّه مبعوثة الرئيس دونالد ترامب مورغان أورتاغوس رسالة حازمة إلى الزعماء اللبنانيين خلال زيارتها بيروت، مفادها أنّ الولايات المتحدة لن تتسامح مع النفوذ غير المقيّد للحزب وحلفائه على تشكيل حكومة جديدة، حاملة رسالة أميركية بأنّ لبنان سيواجه عزلة أعمق ودماراً اقتصاديّاً ما لم يُشكّل حكومة ملتزمة بالإصلاحات والقضاء على الفساد والحدّ من قبضة الحزب».

وسيلتقي الوفد الأميركي برئاسة مورغان أورتاغوس، ومعها نائب المبعوث الخاص للشرق الأوسط وإيريك تراغر، الرؤساء عون وبري، وسلام.

وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية لـ«رويترز»: «من المهم بالنسبة لنا أن نُحدّد الصورة التي نعتقد أن لبنان الجديد يجب أن يبدو عليها في المستقبل»، مؤكداً أن «واشنطن لا تختار وزراء الحكومة بشكل فردي ولكنها تضمن عدم مشاركة الحزب في الحكومة».

أضاف المسؤول: «كانت هناك حرب وهُزم الحزب ويجب أن يظل مهزوماً… أنت لا تريد شخصاً فاسداً. إنه يوم جديد للبنان. لقد هُزم الحزب، والحكومة الجديدة بحاجة إلى مواكبة هذا الواقع الجديد».

وبرغم تخصيص حقيبة له، أعلن «التّكتّل الوطني المستقل» الذي يضم نائب تيار المردة طوني فرنجية، أنه «بعد المسار الإستنسابي وازدواجيّة المعايير التي اتّبعها الرئيس المكلّف نواف سلام، الذي أظهر انحيازاً فاضحاً لبعض القوى السياسية على حساب قوى أخرى، إذ أنه في الوقت الذي يدّعي فيه عدم رغبته في تمثيل الأحزاب السياسية، نراه يمنح قوى محدّدة وزارات سياديّة وخدماتيّة أساسية، وذلك في تناقض صارخ مع ما يُروّج له».

وقال: أمام كلّ ما تقدّم، نطالب بأن تكون معايير تشكيل الحكومة واضحة وموحّدة، فيتمّ التعامل مع الجميع بمساواة، وفق أسس الدستور والميثاق الوطني، لا وفق الأهواء والمزاجية السياسية. كما نعوّل على فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي نثق بأنه لن يقبل بمثل هذه السّياسات الكيدية والممارسات الإنتقائية التي تعمّق أزماته.

واكد التكتل انه «انطلاقًا من مسؤوليّتنا الوطنيّة، أننا لم ولن نكون في موقع المعطّل والعائق أمام إنتاج الحكومة، بل على العكس، نحن من دعاة تسهيل هذا العهد الجديد، حتى لو كان ذلك على حسابنا السياسي.

وكان الرئيس المكلف زار دار الفتوى والتقى المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، حيث اطمأن الى صحته واطلعه على مسار عملية تأليف الحكومة، واكد الرئيس سلام انه يعمل بكل ما أوتي من قوة للاسراع في تشكيل الحكومة، واكد الشيخ دريان على صلاحيات الرئيس المكلّف، وعدم التساهل في هذه الصلاحيات، بالتنسيق مع رئيس الجمهورية.

وكشف مكتب الوزير السابق متري المرشح لدخول الوزارة كنائب لرئيس الحكومة انه يتعرض لحملة تشهير منظمة من قبل محطة MTV, لا تستند الى وقائع، كاشفا ان اتصالا هاتفيا جرى معه من قبل مالك المحطة ميشال المر، مدعيا (بتعبير مكتب متري) بأنه احق منه بهذا المنصب، ومهددا باطلاق حملة ضده.

تفجيرات العدو جنوباً

استمر جيش الاحتلال الاسرائيلي بإرتكاب جرائمه التدميرية في قرى الجنوب الحتلة، ونفذ عمليات نسف لما تبقى من منازل في بلدة كفركلا، وقام بعمليات تفجير يومية في هذه البلدة الحدودية، وينتظر اهالي البلدة منذ ايام  الدخول اليها ولكن  من دون جدوى حتى الساعة. كما نسفت قوات الاحتلال عصراً عدداً من المباني في بلدة ميس الجبل.

بالمقابل، دعا رئيس بلدية بليدا الحاج حسان حجازي أهالي البلدة للتجمع نهار الأحد القادم في تمام الساعة العاشرة صباحاً عند مدخلها من جهة بلدة عيترون في منطقة الكيلو ٩ جانب محطة وحيد حمد، حاملين العلم اللبناني وراية المقاومة للوقوف خلف الجيش اللبناني في مهمته للتمهيد لتحرير بلدة بليدا من رجس الإحتلال.

ولكن توجه الناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي افيخاي أدرعي لسكان الجنوب قائلا: «تم تمديد فترة تطبيق الاتفاق ولا يزال جيش الدفاع منتشراً في الميدان ولذلك يمنع الانتقال جنوبًا. جيش الدفاع لا ينوي المساس بكم. من أجل سلامتكم يحظر عليكم العودة إلى منازلكم في المناطق المعنية حتى إشعار آخر.كل من يتحرك جنوبًا يعرض نفسه للخطر».

وليلاً، شن الطيران المعادي غارتين على وادي رومين، وغارة على وادي زفتا، كما حلق الطيران الحربي المعادي على علو منخفض فوق بيروت والجنوب واقليم التفاح.

كما شملت الغارات مواقع على سلسلة جبال لبنان الشرقية.

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الحكومة تنتظر حلّ عقدة الوزير الشيعي الخامس

 

عند عقدة الوزير الشيعي الخامس تعقدت، وكما دخل الرئيس المكلف نواف سلام خرج، خلافا لرئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي دخل الى قصر بعبدا من الباب الرئيسي وخرج من باب خلفي لأن “الاستيذ حردان”، وطارت مع حرده آمال عقدت على اعلان تشكيل الحكومة امس، بعدما اكتملت عدة الولادة واستُدعي امين عام مجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة الى قصر بعبدا في مؤشر الى نضوج التشكيلة وتلاوة مراسيم التشكيل.

 

والواضح ان الرهان بات معقودا على جولة مشاورات جديدة هذا الاسبوع تتسم بدفع قوي من رئيس الجمهورية جوزاف عون، واجتراح صيغة لحل عقدة الشيعي الخامس، علما ان بعض الاساط تحدثت عن حظر اميركي على الحزب وطلب منع اشراكه في الحكومة، الا ان مصادر  المعارضة قالت ان هذا الكلام ليس الا تعبئة شعبوية لبيئة الثنائي باعتبارها مستهدفة وتعمية على جوهر الحقيقية المتمثلة في اصراره على التحكم بقيادة قمرة الميثاقية المذهبية في الحكومة السلامية، فلو ان واشنطن فرضت حظرا حكوميا على الحزب، لما خاض سلام معه مفاوضات منذ اللحظة الاولى ولا انزل اسماء في مسودة تشكيلته.

 

حكومة مبيض

 

حصل ما لم يكن متوقعا. امس، زار الرئيس المكلف قصر بعبدا وقصده ايضا الرئيس بري. غير ان المفاجأة كانت في ان الخلاف على المقعد الشيعي الخامس في الحكومة وعلى اسمه، تجدد، فلم يحصل التشكيل وعادت الامور الى المربع الاول. فبعد نحو ساعتين على اجتماع رئاسي ثلاثي في قصر بعبدا، غادر بري القصر من الباب الخلفي ، فيما بقي الرئيسان عون وسلام، حيث افيد ان العقدة لا تزال في اختيار الوزير الشيعي الخامس. ليخرج بعد خمس دقائق سلام من دون الادلاء بأي تصريح، واكتفى بالقول ردا على سؤال ما اذا كان “مشي الحال” في عملية التشكيل “مشي الحال وما مشي الحال”.

 

وأفيد ان سلام طرح اسم لميا مبيض للتنمية الادارية فرفضه بري، ثم طرح بري اسم القاضي عبد الناصر رضا بديلاً فرفضه سلام. وتردد ان “لدى تمسك سلام بإسم لميا مبيض للمقعد الشيعي الخامس رد بري “اعملها حكومة مبيض” ومن ثم غادر الاجتماع من الباب الخلفي للقصر”.

 

وعلمت “المركزية” ان الرئيس عون يتولى معالجة إشكالية الوزير الشيعي الخامس الذي يصر بري على ان يكون له رأي في تسميته.

 

عاداتهم القديمة

 

تعليقا، كتب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك على “اكس”: اعطى الرئيس بري صورة متقدمة و غير مطَمئِنة من قصر بعبدا لِما سيكون عليه اداء الثنائي داخل مجلس الوزراء.في اختصار،الشباب لا زالوا على عاداتهم القديمة، إما ان يحصلوا على ما يفرضونه او يعطِّلون. واذا انتظر العهد والرئيس المكلّف الثنائي علّه يقلِع عن خصاله غير الحميدة، فانهما سينتظران كثيراً والدولة لن تقلع. لقد بدأت تترسخ قناعة لدى اللبنانيين مفادها انه اذا أُسندت الى الثنائي كل الحقائب السيادية والخدماتية لا نستغرب ان يطلب المزيد. هذه هي اشكاليات الجمع بين الساعين الى الدولة والسعاة الى السلطة وقد خَبِرنا مساوئ الجمع بين الدولة والدويلة.

 

من جانبه، كتب النائب مارك ضو عبر “إكس”: خامس ما في…ما في خامس”.

 

اعتراض الاعتدال..

 

وكانت الاعتراضات على التشكيل تواصلت قبل وصول سلام الى بعبدا. فأعلن تكتل “الاعتدال الوطني” في بيان “تناولت بعض المواقع الإعلامية أخباراً عن إنقسام وتفكك في كتلة الاعتدال الوطني. يهمنا أن نوضح للإعلام وللرأي العام بعض النقاط: إن تكتل الاعتدال الوطني شكل عنوانا للتلاقي لجميع المكونات السياسية وكان عراباً بالحفاظ على الشراكة الوطنية بين كافة الكتل ومن خلال مبادراته الداعية للوحدة والتضامن للحفاظ على المؤسسات والحياة الدستورية في البلاد. ومن هذا المنطلق نؤكد أن كتلة الاعتدال الوطني والذي تمثل عكار والمنية والضنية هي موحدة تحت عنوان واحد هو إنماء مناطقها والدفاع عن حقوق مناطقها”. واكدت أن “لإعضائها الحق بإبداء ارائهم السياسية بكل حرية وديموقراطية وأن أي قرار يتخد يكون بالتشاور والتشارك بين كافة أعضائها وبالإجماع وهي وجدت كي تبقى”، واشارت الى ان اجتماعا موسعا  سيعقد في مطلع الأسبوع لمناقشة الأوضاع الراهنة على الساحة السياسية”.

 

.. والوطني المستقل

 

بدوره، أشار “التّكتّل الوطني المستقل” إلى أن “بعد المسار الإستنسابي وازدواجيّة المعايير التي اتّبعها الرئيس المكلّف نواف سلام، الذي أظهر انحيازاً فاضحاً لبعض القوى السياسية على حساب قوى أخرى، إذ أنه في الوقت الذي يدّعي فيه عدم رغبته في تمثيل الأحزاب السياسية، نراه يمنح قوى محدّدة وزارات سياديّة وخدماتيّة أساسية، وذلك في تناقض صارخ مع ما يُروّج له”.

 

خروقات

 

على صعيد آخر، وعشية وصول الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت، نفذ الجيش الاسرائيلي عمليات نسف لما تبقى من منازل في بلدة كفركلا، وقام بعمليات تفجير يومية في البلدة الحدودية. وينتظر اهالي البلدة منذ ايام الدخول اليها ولكن من دون جدوى حتى الساعة. وتوجه الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي لسكان الجنوب قائلا: تم تمديد فترة تطبيق الاتفاق ولا يزال جيش الدفاع منتشرًا في الميدان ولذلك يمنع الانتقال جنوبًا. جيش الدفاع لا ينوي المساس بكم. من أجل سلامتكم يحظر عليكم العودة إلى منازلكم في المناطق المعنية حتى إشعار آخر. كل من يتحرك جنوبًا يعرض نفسه للخطر.

******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن


خروج بري من الباب الخلفي هل يمهّد للانسحاب من الحكومة؟

عون وسلام يحبطان انقلاب “الثنائي”

 

انتهى الاجتماع الثلاثي في قصر بعبدا الذي ضمّ رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس الحكومة المكلّف نواف سلام، على مشهد مأسوي مخيب للآمال.

 

مشهد أسدل ستار التعطيل على الأجواء التفاؤلية التي رافقت الاجتماع، والابتسامة العريضة التي تبادلها المجتمعون في الصورة التي تم توزيعها على وسائل الإعلام، بددها تمسّك “الإستاذ” بالوزير الخامس الذي يصر على تسميته، في محاولة واضحة لإحداث “انقلاب مضاد” على الرئيس المكلف وعهد عون.

 


في مقابل تلقف الرئيس عون والرئيس المكلف كل الإشارات الدولية والداخلية للإنطلاق بصورة مغايرة لبناء الدولة وفق معايير السيادة والإصلاح، طغت صورة “الهروب” التي خرج فيها الرئيس بري من الباب الخلفي.

 

وعلى الرغم من الاتفاق المسبق بين الرئيس سلام و”الثنائي” على حق سلام والرئيس عون بتسمية الوزير الشيعي الخامس (لمياء مبيض – حقيبة التنمية الإدارية)، تفاجآ بأرنب بري (القاضي عبد الرضا ناصر)، بهدف الاستئثار بالقرار الشيعي واحتفاظه بسلاح الميثاقية للتعطيل واستعماله داخل الحكومة متى وكيفما يشاء.

 

 

العامل الأميركي


من الواضح أن “الثنائي”، لا تروقه انطلاقة العهد الجديدة المدعومة والمحتضنة عربياً ودولياً، ويصر على الوقوف في وجه التغييرات والتحولات الاستراتيجية، وكأنه يحاول “تهريب” وزير قبل وصول الوفد الأميركي الذي رفع “الفيتو” على مشاركة “الحزب” في الحكومة.

 

منذ انطلاقة العهد، سدد “الثنائي” ضربات متلاحقة بهدف العرقلة والتعطيل والتشويش على الرئيس عون. هذه الضربات ترجمها “الثنائي” في جلسة التاسع من كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، حيث رفع الرئيس بري الجلسة لمدة ساعتين بهدف التشاور، فيما الحقيقة كانت لفرضه الشروط على الرئيس عون مقابل الموافقة على انتخابه.

 

كما امتنع “الثنائي” عن المشاركة في الاستشارات غير الملزمة التي أجراها الرئيس المكلف نواف سلام في مجلس النواب لتأليف الحكومة، ما اضطر سلام إلى زيارة بري في عين التينة للوقوف على خاطره، وإعلانه من هناك انتهاء الاستشارات غير الملزمة. كما امتنع “الثنائي” عن تسمية سلام في الاستشارات الملزمة في قصر بعبدا.

 


في هذا الإطار تشير مصادر لـ “نداء الوطن” إلى أن سلوك “الثنائي” لا يقود إلى تعطيل البلد فقط، بل سيرتد على الحضور السياسي للطائفة الشيعية، ويغامر بمصير الطائفة بكاملها من خلال اتباعه سياسة متهورة، وقد يخسر كل شيء هذه المرة بسبب عناده ووقوفه عائقاً في وجه التغيير والمتغيرات الاستراتيجية.

تضيف المصادر، “الثنائي” أمام فرصة ذهبية لإعادة انخراطه في التحولات الجديدة وإعادة إنتاج أدواته التي يفترض أن تكون منسجمة مع مفهوم الدولة، لكن عدم رغبته وقدرته على التقاط هذه اللحظة المفصلية، يتزامن مع موقف أميركي متقدم، قد يقلب المعادلة.

 

إذاً، قد تتغير الصيغ الحكومية المقبلة، وربما نكون أمام حكومة أمر واقع، عندها لن يحصل “الحزب” ولا “أمل” على المكاسب التي كانت متاحة في التشكيلة الأخيرة للحكومة، خصوصاً أن لبنان وبعد الحرب الأخيرة لن يستطيع الوقوف في وجه التحولات الكبرى، ومجابهة المجتمعين العربي والدولي وخصوصاً الأميركي، الذي وجه رسالة شديدة اللهجة إلى “الحزب” بالتزامن مع وصول وفد أميركي رفيع المستوى إلى بيروت، برئاسة نائب المبعوث الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس.

فقد أشار مسؤول في الإدارة الأميركية لوكالة “رويترز”، إلى أنّه “من المقرر أن توجّه اورتاغوس رسالة حازمة إلى المسؤولين اللبنانيين، مفادها أنّ الولايات المتحدة لن تتسامح مع النفوذ غير المقيّد لـ “الحزب” وحلفائه على تشكيل حكومة جديدة، وبأنّ لبنان سيواجه عزلة أعمق ودماراً اقتصاديّاً ما لم يُشكّل حكومة ملتزمة بالإصلاحات والقضاء على الفساد والحدّ من قبضة “الحزب”.

أضاف المسؤول، “واشنطن لا تختار وزراء الحكومة بشكل فردي ولكنها تضمن عدم مشاركة “الحزب” في الحكومة… كانت هناك حرب وهُزم “الحزب” ويجب أن يبقى مهزوماً… إنه يوم جديد للبنان والحكومة الجديدة بحاجة إلى مواكبة هذا الواقع الجديد”.

 

 

اشتباكات البقاع

بالتوازي مع الأجواء الضبابية التي تسود عملية تأليف الحكومة، يواصل “الحزب” استكمال فصول مسلسل افتعال الأحداث الأمنية المتنقلة، لتوجيه رسائل إلى العهد. بعد عراضات الدراجات النارية ومحاولته التبرؤ منها، تسارعت الأحداث الميدانية في قرية “حاويك” اللبنانية الحدودية، بعدما دخلت الإدارة السورية الجديدة للمرة الأولى إليها في مسعىً لإقامة حواجز متقدّمة في المنطقة لوقف عمليات التهريب التي يقوم بها “الحزب” أو بعض من بيئته الحاضنة.

 

وفيما أفيد عن مقتل شاب لبناني من آل جعفر واحتجاز عدد من سكان البلدة، إثر الاشتباكات المسلّحة التي دارت بين الإدارة السورية الجديدة وأهالي قرية “حاويك”، أشارت مصادر لـ “نداء الوطن” إلى أنه لا يمكن فصل الاشتباكات الدائرة عن الحسابات الإقليمية والمحلية، خاصة في ظل محاولات “الحزب” لإعادة ضبط إيقاع العلاقة مع القيادة السورية الجديدة. فمع بروز قيادة سورية يغلب عليها الطابع السنّي، وجد “الحزب” نفسه أمام تحدٍ جديد: فقدان جزء من نفوذه التقليدي في المناطق الحدودية التي لطالما كانت بمثابة شريان حيوي لعملياته اللوجستية والاقتصادية.

 

وبحسب المصادر، يسعى “الحزب” إلى جرّ الإدارة السورية الجديدة إلى صدام مباشر مع العشائر الشيعية في الهرمل والقصير، وذلك عبر فتح أكثر من جبهة اشتباك على طول الحدود، حيث تصاعدت المواجهات في حاويك وقبلها في مناطق حدودية أخرى، وتحولت إلى بؤر توتر بين القوات السورية والمهرّبين الذين تدعمهم شبكات محسوبة على “الحزب”، في محاولة لاستنزاف القوات السورية وإجبارها على تقديم تنازلات.

 

ويسعى “الحزب” إلى تصوير الاشتباكات على أنها استهداف للسكان الشيعة في القرى الحدودية من قبل القيادة السورية السنّية، مما يعزز الشعور بالاضطهاد ويؤجج التوترات بين الجانبين. إلى ذلك يوفر “الحزب” دعماً لوجستياً وتسليحياً لبعض المجموعات في مناطق التماس.

وتختم المصادر بالقول، “القيادة السورية الجديدة لن تسمح بالانجرار إلى هذا الفخ، وستتمكن من إعادة رسم خطوط اللعبة وفق قواعدها الخاصة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram