إيران تستعرض منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-300 على التلفزيون لإرسال رسالة إلى إسرائيل (فيديو)

إيران تستعرض منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-300 على التلفزيون لإرسال رسالة إلى إسرائيل (فيديو)

 

Telegram

 

موقع الدفاع العربي 6 فبراير، 2025: استعرضت إيران قوتها العسكرية يوم أمس الأربعاء، حيث عرضت منظومة الدفاع الجوي الروسية الصنع إس-300 إلى جانب منظومة الدفاع المحلية الصنع باور-373 خلال مناورة رفيعة المستوى. جاءت هذه الخطوة كإشارة واضحة إلى إسرائيل بأن طهران ما زالت قادرة تمامًا على الدفاع عن مجالها الجوي، على الرغم من الغارات الجوية الإسرائيلية في أكتوبر التي قال مسؤولون إسرائيليون إنها ألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية الدفاعية الإيرانية.

لم يكن توقيت المناورة محض صدفة، فقد جاءت بعد يوم واحد فقط من اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوضع استراتيجية بشأن الطموحات النووية الإيرانية ونفوذها الإقليمي.

وأكد الطرفين مجددًا موقفهما المتشدد—إسرائيل والولايات المتحدة لن تسمحا لإيران بتطوير أسلحة نووية. وواصل ترامب حملته “الضغط الأقصى”، بهدف شل الاقتصاد الإيراني عن طريق خفض صادرات النفط إلى الصفر.


في 26 أكتوبر، شنت المقاتلات الإسرائيلية موجة من الضربات الدقيقة على مصانع الصواريخ والأهداف العسكرية داخل الأراضي الإيرانية، مستهدفة مواقع بالقرب من طهران وغرب إيران. جاءت هذه الضربات بعد هجوم إيراني غير مسبوق في 1 أكتوبر، حيث أطلقت طهران ما يقارب 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، في واحدة من أكثر الهجمات جرأة في الذاكرة الحديثة.

ورد الإعلام الرسمي الإيراني يوم أمس الأربعاء ببث لقطات لمناورة دفاع جوي منسقة. أظهرت اللقطات إطلاقًا متزامنًا لصواريخ اعتراضية من منظومتي إس-300 الروسية وباور-373 المحلية، زاعمة أنها نجحت في تحييد تهديد عدو وهمي. كانت الرسالة واضحة: شبكة الدفاع الجوي الإيرانية لا تزال تعمل بكامل طاقتها وقادرة على التصدي لأي اختراق.

 

وأعلن البث: “أعداء إيران زعموا زورًا أن دفاعاتنا الجوية بعيدة المدى تم تعطيلها في أكتوبر”، رافضة الادعاءات بأن طهران أصبحت مكشوفة وضعيفة.


بعد الضربات الإسرائيلية، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت أن الهجوم أدى إلى تدهور كبير في الوضع العسكري لإيران، مما أضعف قدراتها الهجومية والدفاعية. وحذر من أن أي مواجهة مستقبلية ستجعل إيران تعاني في الرد بشكل فعال، وهو الادعاء الذي يبدو أن استعراض القوة الإيراني الأخير مصمم على دحضه.

يعد إس-300 سلسلة من أنظمة الصواريخ طويلة المدى أرض-جو الروسية التي طورتها شركة NPO Almaz، حيث دخلت النسخة الأولى S-300P الخدمة في عام 1979. تم تصميم هذه المنظومة لمواجهة الطائرات وصواريخ كروز ولاحقًا الصواريخ الباليستية، مما يجعلها أداة دفاع جوي متعددة الاستخدامات. على مر السنين، تم تطوير العديد من النسخ التي تضمنت تحسينات في التكنولوجيا والقدرات التشغيلية.

كانت النسخة S-300P، التي يطلق عليها الناتو باسم SA-10 Grumble، النسخة الأولى التي صممت أساسًا لقوات الدفاع الجوي السوفيتية للدفاع ضد الغارات الجوية وصواريخ كروز. تضمنت هذه النسخة إعدادات معقدة مع رادارات منفصلة للبحث بعيد المدى، والبحث على ارتفاعات منخفضة، وتوجيه الصواريخ، وكانت قادرة على الدوران بزاوية 360 درجة.



هذا التطور لمنظومة إس-300 أدى إلى ظهور نماذج مثل S-300PS الذي تم تقديمه في عام 1982، حيث استخدمت صاروخ 5V55R بعيد المدى، مما زاد من مدى الاشتباك إلى حوالي 90 كيلومترًا. أما S-300PMU فقد كانت نسخة تصديرية توفر قدرات محسّنة، بما في ذلك القدرة على التصدي للصواريخ الباليستية ضد أهداف ذات سرعات عودة تصل إلى 2.8 كم/ثانية.


اختلفت النسخة S-300V (Antey-300 أو SA-12 Gladiator/Giant) بشكل كبير عن سلسلة S-300P، حيث ركزت على الدفاع الجوي للقوات البرية بدلاً من حماية القوات الجوية فقط. تم تطويرها بواسطة شركة Antey بدلاً من Almaz، وتضمنت صواريخ مثل 9M82 و9M83 بمدى يصل إلى 75 كم و100 كم على التوالي.

تم تصميم هذه الأنظمة لمواجهة الطائرات وكذلك الصواريخ الباليستية التكتيكية والميدانية. تطورت S-300V إلى S-300V4 وS-300VM (النسخة التصديرية Antey-2500)، حيث أدخلت تقنيات حديثة للصواريخ والرادارات، مما زاد المدى إلى 200 كيلومتر، وأضافت مركبات إطلاق جديدة مع رادارات توجيه مدمجة.

كانت النسخة S-300PMU1 أو SA-20A Gargoyle خطوة تطورية كبيرة، حيث تم تقديمها في عام 1993 بهدف تحسين S-300PMU من خلال أتمتة أفضل، وزيادة مدى الاشتباك، وتحسين القدرة ضد الصواريخ الباليستية.

قدمت هذه النسخة منصة إطلاق شبه مقطورة 5P85T، مما عزز من القدرة على الحركة والنشر السريع. كان النظام قادرًا على الاشتباك مع ما يصل إلى 36 هدفًا جويًا باستخدام 72 صاروخًا في وقت واحد، مما يظهر قدراته المتقدمة في القيادة والسيطرة.

تم تقديم S-300PMU-2، المعروف عالميًا باسم SA-20B، في عام 1997، حيث واصل تحسين تصميم النظام باستخدام صواريخ أكثر تقدمًا، مثل 48N6E2، التي توفر مدى أقصى يبلغ 195 كيلومترًا. كان هذا الطراز مشابهًا لنظام باتريوت الأمريكي ويُعتبر من أكثر النسخ تقدمًا قبل ظهور الإس-400.


تم تصدير الإس-300 على نطاق واسع، حيث دخل الخدمة في العديد من الدول مثل الجزائر، أرمينيا، أذربيجان، بيلاروسيا، الصين، اليونان، الهند، إيران، كازاخستان، روسيا، سلوفاكيا، سوريا، أوكرانيا، فنزويلا، وفيتنام. وقد تلقت كل دولة تكوينات أو تحديثات مختلفة بناءً على احتياجاتها الدفاعية.

في السيناريوهات التشغيلية، تم الإشادة بأداء إس-300 في التدريبات، مع معدلات نجاح عالية ضد أهداف متنوعة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية. تم نشرها في مناطق صراع مثل سوريا واستخدامها في أدوار غير تقليدية، مثل الهجمات البرية خلال الصراع الأوكراني، مما يُظهر مرونتها والتكيف الاستراتيجي لروسيا مع استخداماتها.

يتميز تصميم النظام بإمكانية النشر السريع وتكتيكات “أطلق واهرب”، وهي دروس حاسمة من الصراعات السابقة حيث تعرضت منظومات الدفاع الجوي للخطر بسبب طبيعتها الثابتة.

مع تطوير إس-400، الذي تم الإشارة إلى نسخه الأولية باسم S-300PMU-3، تم إلى حد كبير إيقاف إنتاج إس-300، على الرغم من أنه لا يزال في الخدمة مع تحسينات وتحديثات لمواكبة التهديدات الحديثة.

باختصار، يمثل نظام إس-300 علامة بارزة في تكنولوجيا الدفاع الجوي السوفيتي والروسي، حيث تطور من نظام دفاع جوي بسيط إلى أداة متعددة الأوجه قادرة على التعامل مع مختلف التهديدات الجوية، مع إرث مستمر يؤثر على استراتيجيات الدفاع الجوي الحديثة على مستوى العالم.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram