كتبت ماريا خيامي:
اقتربت ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، ويترقب أنصار تيار المستقبل خطاباً من الرئيس سعد الحريري أمام ضريح والده الشهيد يُعيد إلى الأذهان جذور العمل السياسي، في حين تأتي الذكرى في وقت يشهد فيه لبنان تحولاً نوعياً بعيداً عن النفوذ الإيراني، وسط تغيرات إقليمية جذرية أدت إلى إعادة توزيع القوى، مما يزيد من آمال جمهور المستقبل في عودة النشاط السياسي وعودة الحريري إلى الساحة. فهل تلعب الذكرى الوطنية لاغتيال الحريري دورا في إعادة إحياء النشاط السياسي للمستقبل؟
في السياق، أكد النائب السابق سامي فتفت أن هناك توجهًا لعودة الحريري إلى الساحة السياسية، موضحًا أن القرار النهائي في هذا الشأن يعود للرئيس الحريري نفسه، وأشار فتفت إلى أن الحريري لم يتوانَ عن إعلان دعمه للعهد منذ اللحظة الأولى، وعبّر عن سعادته بوصول الرئيس جوزاف عون، معتبرًا أن خطاب القسم الذي تبناه يتماشى مع تطلعاته الشخصية وتطلعات الطائفة السنية، بالإضافة إلى آمال جميع اللبنانيين الأحرار ورؤية تيار المستقبل في تجديد الحياة السياسية.
ورأى فتفت أن المشهد السياسي في لبنان يشهد تحولًا جذريًا، حيث دخلت البلاد مرحلة جديدة تنأى بذاتها عن النفوذ الإيراني وهيمنته على الحكم، في ظل تغيرات عميقة امتدت إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، مما أضفى بُعدًا جديدًا على معادلة القوى في المنطقة، وعزز من آمال أن تؤتي جهود تجديد المشهد السياسي ثمارها على المدى الطويل.
وأوضح فتفت أن الجماهير السنية واللبنانية تتوق لخطاب معتدل وحاسم من الحريري، معربين عن أملهم الكبير في عودته إلى العمل السياسي الفاعل، ولفت الى أن هذا التطلع كان واضحًا خلال جولات الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، الذي زار مناطق عدة واستمع إلى آراء المواطنين الذين أعربوا عن انتظارهم لعودة الحريري بفارغ الصبر، مؤكدين أن حضور الشخصيات السياسية ذات الرؤية الثاقبة هو ما يُعزز من ثقة الناس في مستقبل لبنان.
من جهته، شدّد فتفت على أن جولة أحمد الحريري، التي لا تزال مستمرة، لم تقتصر على استحضار الذكرى المؤلمة لاغتيال رفيق الحريري فحسب، بل هدفت أيضًا إلى تأكيد ضرورة الوجود الفعلي على أرض الواقع لتعزيز هذا الإرث، وعدم الاكتفاء بالكلام.
وأوضح أن إبقاء ذكرى الحريري حية في وجدان اللبنانيين يُعد خطوة أساسية لإحياء الروح الوطنية وتعزيز المواقف الثابتة في مواجهة التحديات.
إلى ذلك، أوضح فتفت أن المناسبة الاهم على أجندة الحريري حتى الساعة، هو خطاب 14 شباط، واعتبر أن هذا التاريخ يمثل نقطة تحول على الساحة الوطنية والنضالية، حيث ستظهر التوجهات الجديدة التي يسعى الحريري إلى ترسيخها خلال خطابه.
أما في ما يتعلق بمشاركة تيار المستقبل في الانتخابات البلدية والنيابية المقبلة، فقد أوضح فتفت أن “التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع ستتضح خلال الخطاب المرتقب، معبّرًا عن تفاؤله بأن المشاركة ستكون بمثابة تجديد للنشاط السياسي بعد ثلاث سنوات من تعليق العمل السياسي، فترة لم يستطع خلالها أي بديل ملء الفراغ الذي تركه الحريري.”
وفي ختام المشهد، يبقى الأمل معقودًا على ظهور مرحلة جديدة تعيد للبنان بريقه السياسي، وبينما ينتظر أنصار تيار المستقبل خطاب الحريري، تُطرح تساؤلات حول مسار التحول القادم.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :