أورتاغوس في بيروت للمرة الثانية: تحذير من “ربيع ساخن”

أورتاغوس في بيروت للمرة الثانية: تحذير من “ربيع ساخن”

 

Telegram

 

تصل نائبة المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى العاصمة بيروت لمناقشة اتّفاق وقف إطلاق النار، في وقت تتحدّث معلومات عن أنّ الموفدة الأميركية زارت العاصمة اللبنانية بيروت بشكل غير معلن الأسبوع الماضي، واجتمعت بممثّلَيْ الولايات المتحدة وفرنسا ضمن اللجنة الخماسيّة لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النّار.

ماذا تحمل زيارة أورتاغوس بعد تسلّم مهامّها خلفاً لآموس هوكستين، وبعد تمديد اتّفاق وقف إطلاق النار بين “الحزب” وإسرائيل؟

طموح تل أبيب: التّمديد والبقاء..

تتزامن زيارة أورتاغوس مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للعاصمة الأميركية واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعلى جدول أعماله ملفّات: البرنامج النووي الإيراني، والمرحلة الثانية من اتّفاق تبادل الأسرى في غزّة، والضفّة الغربيّة وما يحمله من معانٍ ضمُّ بعض مناطقها لإسرائيل، والتطبيع مع بعض الدول العربية، وبطبيعة الحال الملفّ اللبنانيّ.

يطمح الإسرائيليون إلى تمديد جديد للاتّفاق حتّى نهاية شهر شباط الجاري. إذ تكشف مصادر دبلوماسية أميركيّة لـ”أساس” أنّ تلّ أبيب تريد تمديد مفاعيل الاتّفاق تمهيداً لإعلان الأوّل من آذار موعداً لعودة المستوطنين إلى الشّمال بناءً على اقتراح وزير الماليّة بتسلئيل سموتريتش الذي يُفضّل التركيز على جبهة الضفّة الغربيّة واستئناف الحرب على حركة حماس في غزّة.

تحملُ أورتاغوس في جعبتها السياسية “تفهّماً” أميركيّاً لنيّة إسرائيل البقاء في عدد من التلال في جنوب لبنان مثل جبلَيْ بلاط واللبّونة وتلَّيْ العويضة والحمامص.

يطلّ جبلا بلاط واللبّونة على كامل القطاع الغربيّ لجنوب لبنان وصولاً إلى ساحل مدينة صور، ويشرفان على مستوطنتَيْ حانيتا وشلومي وصولاً إلى الكريوت وخليج حيفا في شمال غرب فلسطين المحتلّة.

أمّا الحمامص والعويضة فتُشرفان على مستوطنة المطلّة ومنطقة إصبع الجليل. ولهذا النيّة الإسرائيليّة هي البقاء في النقاط المذكورة حتى تشيّد إسرائيل أبراج مراقبة ومواقع دفاعيّة مقابل الحدود مع لبنان، مع إصرارها على التأكّد من خلوّ منطقة جنوب نهر الليطاني من أيّ طلقة رصاص.

العودة إلى 1949؟

تبحثُ واشنطن أيضاً إمكانية العودة إلى اتفاق الهدنة الموقّع بين لبنان وإسرائيل في آذار 1949، وما يتضمّنه من تعهّدات لبنانيّة تتعلّق بعدم قيام أيّ عمل عسكري ضدّ إسرائيل من القوات المسلّحة الرسمية وغير النّظاميّة (في حالة اليوم “الحزب”).

العودة إلى اتّفاق الهدنة لعام 1949 تضع الدولة اللبنانية في واجهة المسؤولية عن أيّ خرقٍ للاتّفاق، وفي الوقت عينه تكون بديلاً دائماً عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرِمَ أواخر تشرين الثاني الماضي.

يفسح اتّفاق الـ49 أيضاً المجال لبدء مفاوضات تثبيت الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل. إذ تشير مصادر “أساس” إلى أنّ العودة إلى المقترحات التي كان يحملها آموس هوكستين قبل تنفيذ “عمليّة البيجر” في 17 أيلول الماضي، لم تعد صالحة بالنسبة للإسرائيليين. فهذا التاريخ كان ضمنيّاً موعد بدء الحرب على “الحزب”. وبعد تغيّر موازين القوى لم تعد صالحة المقترحات التي كان يربط “الحزب” موافقته عليها بوقف الحرب في غزّة.

لذلك ستقود أورتاغوس مفاوضات جديدة حول النّقاط البرّية، وقد تزيد الأمر صعوبةً المطالب الأمنيّة الإسرائيلية التي تتعلّق بنقاطٍ تطمح تل أبيب لتشييدها في مناطق متنازع عليها مع لبنان.

تبادل الأسرى: تسوركوف مقابل أسرى “الحزب”

إلى جانب مسألة الحدود البريّة، تحمل المبعوثة الأميركيّة مقترحاً لتبادل الأسرى بين إسرائيل و”الحزب”. ولذلك أرسل “الحزب” للدّولة اللبنانيّة لائحة بأسماء بعض مقاتليه الذي وقعوا في الأسر في المواجهات البرّيّة الأخيرة، إضافة إلى اسم القبطان عماد أمهز الذي أسره الإسرائيليّون في البترون.

للحزبِ أيضاً بعض الأسرى الذين اعتقلتهم إسرائيل بعمليّة كوماندوس، لم يُعلن عنها، جرت في منطقة عربصاليم – إقليم التفّاح في الأيّام الأخيرة للحرب.

يصعّب تأخّر انسحاب إسرائيل من قرى الشريط الحدودي على “الحزب” حصر عدد الأسرى، خصوصاً أنّه لا يستطيع أن يجزمَ مَن أُسِرَ من مقاتليه ومن سقطَ جرّاء الاشتباكات من دون أن تنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق التي لا تزال تتمركز في محيطها أو تحظر دخولها.

تريد واشنطن أن يشملَ إطلاق مقاتلي “الحزب” إطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية – الروسيّة المختطفة في العراق إليزابيث تسوركوف، التي اختطفت في شهر تموز 2023.

زيارة أورتاغوس هي الخطوة الأولى في طريق الألف ميل في ترسيخ الواقع الجديد في جنوب لبنان. لكنّ المؤشّرات الآتية من عاصمة القرار تحذّر من جولة قتال جديدة بين “الحزب” وإسرائيل في الربيع المقبل ما لم تستوعب قيادة “الحزب” خرائط النفوذ الجديدة في المنطقة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram