افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 5 شباط 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 5 شباط 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الديار:

دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة

الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز
واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان

مراوحة داخلية تتزامن مع حراك نوعي يشهده العالم والمنطقة، له تداعياته الكبيرة المباشرة وغير المباشرة على الوضع اللبناني، وفي مقدمته، رحلة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى واشنطن ولقاءاته «النوعية» فيها، فيما كان رئيس اركانه الجديد يعلنها صراحة «سنة 2025 سنة قتال»، اما الرئيس احمد الشرع فيوسع مروحة اتصالاته ليصل انقرة، راعية الحكم الجديد في دمشق، بعد محطته الاولى في الرياض، لبحث اقامة قواعد جوية تركية في وسط سورية، ما قد يقلب المشهد والتوازنات من طهران الى الرياض وبينهما بيروت. هكذا يمكن توصيف الوضع اللبناني.

نتانياهو في واشنطن

ففي واشنطن يخوض نتانياهو محادثات صعبة، تستمر حتى يوم السبت، عنوانها يقرأ من تصاريح رئيس اركان جيشه المبشر بالاستعداد للعودة الى الحرب على اكثر من جبهة، في وقت اعلنت فيه الادارة الاميركية عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة باكثر من مليار دولار، تشمل آلاف القذائف زنة الف رطل، بعدما فك الحظر عن قذائف الالفي رطل، في مؤشر يصعب فك الغازه راهنا.

مصدر مطلع على اجواء اللقاءات الجارية في العاصمة الاميركية، كشف ان الساعات الماضية شهدت احد اهم الاجتماعات التي عقدها نتانياهو وفريقه، اذ جمعه لقاء مع المبعوث الاميركي الى المنطقة ستيف ويتكوف، حضرت جانبا منه نائبته، مورغان اورتيغاس، استمر لاكثر من اربع ساعات، استكمل درس تفاصيل الملفات ذات الاهتمام المشترك، من الوضع في غزة الى سورية، وصولا الى كيفية التعامل مع طهران. وقد جرى خلال المباحثات التطرق الى الملف اللبناني، حيث اكد الجانب الاميركي، ان الترتيبات التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية، كما ورقة الضمانات الاميركية، كفيلة بضمان وحماية امن «اسرائيل» وسلامة اراضيها، مؤكدا ان واشنطن ستمارس ضغوطا كبيرة على الحكومة اللبنانية لاجبارها على تنفيذ التزاماتها، في ما خص القرار 1701 وملحقاته، مستخدمة كل الوسائل المتاحة، مبلغة الجانب الاسرائيلي ان اكثر من مسؤول اميركي سيزور بيروت لابلاغ المعنيين «رسائل» في هذا الخصوص.

وحول موعد 18 شباط، اكدت المصادر ان واشنطن تدرس مقترحا يقضي بتمديد المدة لاسابيع الى حين اتمام بعض الاجراءات الميدانية الضرورية، مستبعدة في هذا الاطارعودة الحرب اقله في المدى المنظور.

استحقاقات ضاغطة

فتطبيق القرار 1701 وتنفيذ اتفاق وقف النار، وما يرتبط به من ملف اعادة الاعمار، فضلا عن العلاقات بين بيروت ودمشق، وشد الحبال الاقليمي – الدولي في هذا الخصوص، شكلت استحقاقات ضاغطة باتجاه التسريع في تشكيل الحكومة العتيدة، في ظل تكثيف الضغوط حتى لا يطول التشكيل وسط ايجابية سائدة في بعبدا وقريطم، لا تلاقيها الاجواء ذاتها في المقرات السياسية الاخرى، مع دخول رئيس الجمهورية على الخط حيث سجلت له سلسلة اتصالات بعدد من النواب.

وقائع تثبتها مجريات التشكيل يوما بعد يوم، اذ يظهر جديد من شياطين التفاصيل، حيث تبقى 3 عقد اساسية، واخرى فرعية، المسيحية والسنية، والاسم الشيعي الخامس الذي يريد الرئيس سلام الاحتفاظ به مع رئيس الجمهورية.

عقدة القوات

فالنقطة الاولى التي تتفاعل، تتمثل بموقف القوات اللبنانية، في ظل اجواء تتحدث عن امكان مقاطعتها الحكومة وعدم منحها الثقة، مع ما قد يتركه ذلك من اثر في مشاركة الكتائب والتيار الوطني الحر، حيث تتحدث مصادر معراب عن ان موقفها لن يحسم في انتظار حصولها على اجوبة المعنيين حول الاستفهامات التي طلبتها وهي: هل ثمة فيتو حول توليها احدى الحقائب السيادية، ومن هي الجهة التي وضعته؟ هل هناك فعلا وجود لوزير ملك للثنائي الشيعي بالتشارك مع الرئيسين؟ ما هي قاعدة وحدة المعايير المتبعة في التشكيل؟ وماذا عن اتفاق حول صيغة للبيان الوزاري التي من المفترض ألا يتضمن اي اشارة مباشرة او غير مباشرة لثلاثية جيش شعب ومقاومة؟

وتابعت المصادر ان من حق القوات ان تطالب بحقيبة سيادية، وهي الخارجية، بعدما سبق لرئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ان اقر بانه من حق رئيس الجمهورية «احتكار» الملف الامني وتعييناته، وبالتالي بات بحكم المنطقي في ظل تلك المعادلة، ان تؤول الخارجية اليها، بوصفها اكبر تكتل مسيحي.

نظرية ردت عليها اوساط سياسية، معتبرة ان رئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة وهو ضنين اليوم اكثر من اي وقت مضى على رسم السياسة الخارجية للبلاد في هذه المرحلة الدقيقة التي يعول فيها لبنان بشكل اساسي على دعم الخارج، كما ان احتفاظه بالخارجية والدفاع ينزع سردية الاحزاب المسيحية عن تهميش المسيحيين، فرئيس الجمهورية جوزيف عون هو الرئيس الماروني في الدولة وعليه يقع توجيه دفة العهد وليس على القوات، ولذلك لا يمكن للقوات او التيار ادّعاء تهميش المسيحيين، بخاصة انهم لا يختصرون الساحة المسيحية على الإطلاق.

ميرنا الشالوحي

ميرنا الشالوحي من جهتها تتقاطع مع معراب، فرغم ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، قد ابقى الباب مفتوحا مواربة، امام كل الاحتمالات، رغم وضوح اشارات عدم الرضى، سواء على وجه باسيل، ام بين سطور كلامه، غير ان مصادرها شددت على ضرورة الالتزام بوحدة المعايير.

وقد شدد باسيل، في مؤتمر صحافي، على «أننا لا نقبل التجاوزات والهدف الوصول الى حكومة فاعلة تنفذ خطاب القسم»، لافتًا إلى أنّ «الحكومة ستكون غير عادية وأمامها تحديات سياسية أولها تنفيذ اتفاق وقف النار، إضافة إلى التعاطي مع سورية والنظام الجديد على اساس النديّة وعودة النازحين، وشهدنا نوع الجرائم التي تحصل»، مؤكدا أنّ «على الحكومة ان تستند الى اسس تمثيل سياسية ومجتمعية صلبة اي مدعومة من كتل نيابية ثابتة وليس من جماعات وافراد متحركة ومتلونة»، موضحًا أنّه «لا يجوز التنكر للتجربة المرة للحكومتين الاخيرتين في موضوع التكنوقراط».

اعتراض ارمني

الارمن ايضا غير راضين، حيث صدر عن حزب الطاشناق بيان قال فيه «شعار تفادي تحويل الحكومة إلى مجلس نيابي أو ملّي مصغّر لا يجوز أن يُترجم إلى إنزال أسماء وشخصيات لا تمت بصلة الى المجتمعات التي تمثّلها، وفرضها على تلك المجتمعات».

خلاف تغييري

الخلاف وصل الى البيت التغييري. النائب ميشال الدويهي قال «حتى اللحظة، وإن بقيت التشكيلة كما نسمع، فلا حاجة الى انتظار إعلانها، إو الى بيانها الوزاري: لا ثقة بالمنهجية الحالية ولا ثقة بالمعايير الموضوعة»، ليرد عليه زميله مارك ضو الذي قال : «لا تنغّصوا فرحتكم بهواجس من مرحلة سابقة، وتعلموا إن ما تكسبونه هو أحلامكم منذ عشرات السنوات، أنا أؤيّد الرئيس نواف سلام ومعه لإنجاز هذه الحكومة وبسرعة لما فيها مصلحة لبنان وخطوات كثيرة نحو الدولة التي نطمح اليها».

الاشكالية السنية

لا تزال مسألة التمثيل السني محل اخذ ورد، خصوصا في ظل التساؤلات المطروحة وعلامات الاستفهام حول اسماء عدد من الذين سربت اسماؤهم، قد يكون من باب جس النبض، حيث يسعى رئيس الحكومة الى حصر التسمية به، وهو ما اثار «نقزة» سياسية، ما دفع بفاعليات سنية الى التحرك نحو دار الفتوى، حاملة الشكوى ضد اداء سلام.

امام هذا المشهد، تنفي اوساط الرئيس المكلف نواف سلام وجود استنسابية في التعاطي، مشيرة الى انه ليس متلقيا للاسماء فحسب، وانما من صلاحياته ان يغربلها لاختيار الاكثر كفاءة والاقرب الى برنامجه، والى روحية العمل من ضمن قواعد التضامن الحكومي، ووحدة الفريق، لا نقل الخلافات الى داخل مجلس الوزراء وتعطيله تاليا، كما كان يحصل.

هنا يبقى السؤال الابرز: هل سيشبه مسار التشكيل سيناريوهي انتخاب الرئيس والتكليف، ام هي معركة الانتخابات النيابية قد فتحت منذ اليوم؟

تسوية اقليمية؟

اوساط ديبلوماسية في بيروت اكدت ان الوضع اللبناني تحت مجهر الخارج الذي يراقب بحذر مجريات الامور وتطورها، بعد شهر من «اقلاع العجلة الدستورية»، والتي حتى الساعة وفقا لاحد سفراء «خماسية باريس» «واضح ان التحديات الكثيرة لم تغير شيئا من الواقع القائم، فلا شيء يتحرك كما يجب، والزخم سياسيا والدعم الدولي خف الى حد ما»، كاشفة عن توجه دولي بتمرير تشكيلة قادرة على نيل ثقة ضعيفة في البرلمان.

وفود خارجية

في هذا الاطار تتوالى الوفود الخارجية دعما للعهد بحيث، وصل رئيس مجلس وزراء قطر، وزير الخارجية محمد بن عند الرحمن آل ثاني، الى بيروت، وكذلك يتوقع في الايام المقبلة وصول مسؤول الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي الاميركي اريك تريغر، ونائبة مبعوث الرئيس ترامب الى الشرق الاوسط مورغان اورتيغاس.

الزيارة القطرية

فالزيارة القطرية وفقا للمتابعين، ستشكل مناسبة لرئيس الوزراء، خلال مشاوراته مع الرؤساء على ملفين اساسيين، الاول، تقديم الدوحة الدعم والمساعدة في عملية النهوض واعادة الاعمار، مع التاكيد على شرط الاصلاح، والثاني، تأدية دور الوساطة على خط بيروت – دمشق، لما يربطها من علاقات جيدة مع النظام السوري الجديد.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، نقل الى الرئيس عون تحيات امير البلاد الشيخ تميم، مجدداً له الدعوة لزيارة قطر والتي كان وجهها اليه في رسالة خطية قبل ايام. وقال: ان قطر تقف الى جانب لبنان، خصوصاً بعد استعادة استقراره وانتظام مؤسساته الدستورية بعد انتخاب الرئيس عون، معرباً عن الامل في انتهاء الحرب في الجنوب بأسرع وقت ممكن وتطبيق القرار 1701.

واستذكر رئيس الوزراء وزير الخارجية لقاءاته مع الرئيس عون حين كان قائداً للجيش، منوهاً بقيادته الحكيمة التي حفظت لبنان. وشدد على ان بلاده عازمة على دعم لبنان في مختلف المجالات فور تشكيل الحكومة الجديدة، مشيراً الى ان دعم القوات المسلحة سوف يستمر تنفيذاً لتوجيهات امير قطر.

وخلال اللقاء، رحب الرئيس عون برئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن ال ثاني شاكرا له زيارته، وحمّله تحياته الى امير دوله قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، منوّهاً بالدعم القطري للبنان في المجالات كافة، اضافة الى دور قطر في ملء الفراغ الرئاسي من خلال عضويتها في اللجنة الخماسية.

وثمّن الرئيس عون عالياً المساهمة القطرية في دعم اقتصاد لبنان، لا سيما في مجال النفط والغاز، متمنياَ معاودة التنقيب قريباً بالتعاون مع شركة «توتال» الفرنسية.

اما في عين التينة، فقد أكد الرئيس بري لرئيس وزراء قطر انه سوف يزوده بتوثيق مفصل عن كافة الإنتهاكات والخروقات الإسرائيلية اليومية لبنود الاتفاق.

وكان أكّد رئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، خلال لقائه رئيس الحكومة المكلف نواف سلام في قريطم، «استعداد بلاده لمواصلة دعم لبنان في مختلف المجالات»، داعيا سلام إلى «زيارة الدوحة في أقرب فرصة ممكنة».

هذا، والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رئيس مجلس الوزراء القطري، في دارته، وعقدا خلوة تناولت الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

كذلك، عقد اجتماع موسع شارك فيه وزير الدولة القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي وسفير قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني.

انتشار وخروقات

وعشية زيارة ستقوم بها المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت، اعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان «انتشرت وحدات عسكرية في بلدة الطيبة – مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. وجددت قيادة الجيش تأكيدها أهمية التزام المواطنين بالتوجيهات الصادرة في بياناتها الرسمية، والتقيد بإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة في المناطق الجنوبية، حفاظًا على أرواحهم وسلامتهم».

وكان افيد ان استخبارات الجيش اللبناني تسلمت شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر من مخلفات أحد المستودعات التي سبق واستهدفها الاحتلال في منطقة الوردانية في اقليم الخروب. في المقابل، احرق جيش الاحتلال عددا من المنازل بين رب ثلاثين والطيبة، كما نفذ عملية نسف كبيرة لمعمل لتكرير مياه الصرف الصحي في سهل مرجعيون في اتجاه كفركلا على الحدود. كذلك ألقت مسيّرة للعدو قنبلة صوتية على حفارة بالقرب من حسينية عيتا الشعب.

وكان قطع الجيش الطريق الرئيسية التي تربط بين كفرحمام وراشيا الفخار منعا لتقدم قوة للاحتلال تضم 6 اليات. وكانت القوة قد اجتازت الخط الحدودي في محور مزارع شبعا وتقدمت الى بلدة كفرشوبا ومنها الى محيط بلدة كفرحمام، وسط اطلاق رشقات رشاشة مكثفة ثم عادت ادراجها بعد نحو ساعتين. كما اطلقت مسيرة قنبلتين صوتيتين في اجواء بلدة الجبين. وعمل جيش الاحتلال على تجريف الأشجار والأراضي الزراعية وإحراق بعض المنازل في بلدة حولا من الجهة الشرقية. كما نفذ الطيران الحربي المعادي غارات وهمية في اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح وعلى علو متوسط.

شكوى

وليس بعيدا، قدمت وزارة الخارجية والمغتربين عبر بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ردا على خرق إسرائيل للقرار 1701، ولإعلان وقف الأعمال العدائية، وتجاهلها التام لالتزاماتها ذات الصلة بترتيبات الأمن المعززة تجاه تنفيذ القرار 1701.

ودعا لبنان مجلس الأمن، لا سيما الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية، إلى اتخاذ موقف حازم وواضح إزاء هذه الانتهاكات المتكررة، والعمل على إلزام إسرائيل باحترام التزاماتها. كما طالب بتعزيز الدعم للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، لضمان حماية السيادة اللبنانية وسلامة المواطنين اللبنانيين.

استفتاء شعبي

على صعيد آخر، أكد نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي، أن «تشييع اميني عام «حزب الله» السابق والاسبق السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، يمثل استفتاء شعبيا يثبت التمسك بالعهد والوعد الذي قطعته المقاومة على نفسها»، كما أكد على أن «التشييع سيتم وفق أكبر نسبة ممكنة من الترتيبات الأمنية والوطنية»، مضيفا: «ستكون هناك دعوات لشخصيات من الداخل اللبناني والخارج للمشاركة».

*********************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الخلافات حول «طريقة نواف سلام» تنتقل إلى حلفائه: توتّر يُخـرِج القوى المسيحية عن صمتها

بدأت الدائرة المُقفلة تكتمِل حول عملية تأليف الحكومة، حيث يُخشى من تعطيل طويل الأمد يستهلك من رصيد العهد، أو أن تكون الولادة منزوعة الغطاء المسيحي والثقة النيابية. وفي كل يوم، تتكشّف «القطب المخفيّة» واحدة تلو أخرى، وسط تَلازُم بين صراع الأحجام داخلياً، وصمت الخارج الذي لا يزال حتى الآن «منكفئاً» عن التدخل المباشر، فيما يصرّ البعض على تسجيل انتصارات ربطاً بنتائج الحرب الإسرائيلية على لبنان.

الحاصل عملياً هو أن من تمسّكوا بالقاضي نواف سلام وأيّدوه وسمّوه واعتبروا تسميته انتصاراً لفريق على آخر، عادوا وانقلبوا عليه، وبات بعضهم يطلب منه الاعتذار، بينما نجح غير المتحمّسين له في تذليل تسعين في المئة من العقبات بشأن حصتهم، والنتيجة أن التكليف وصلَ إلى مشارف نهاية الشهر الأول من عمر العهد من دون أي تقدّم.

منذ الخميس الماضي تقريباً، لم يحصل أي تطوّر في المشاورات والاتصالات التي يجريها الرئيس المكلّف، والتي توقفت عندَ عقدتين: أولاهما الحقائب الخاصة بالأحزاب المسيحية الكبيرة، وثانيتهما تتعلق بنزاع مع الكتل السنّية التي ترى أن سلام يتعامل معها بمنطق إقصائي.

وإلى ذلك، انفجر في وجهه أمس «غضب التشرينيين» الذين اتهموه بالخضوع للثنائي أمل وحزب الله، ما يُسقِط عنه صفة «الإصلاحي والتغييري»، وعبّروا عن الاستياء من سعيه إلى وضع اليد على الحصة المسيحية نتيجة عدم اعتماد معيار واحد للتمثيل. وهو ما دفع باللاعبين البارزين إلى رفع الصوت علناً، وكانت لافتة إشارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى أنه «لا يجوز التنكّر للذات، ولا يجوز أيضاً الازداوجية في التعاطي مع أحجام التمثيل بين المكوّنات وبين الأحزاب»، داعياً سلام إلى الاستناد إلى «أسس تمثيل سياسية ومجتمعية صلبة»، و«مدعومة من كتل نيابية ثابتة وليس من جماعات وأفراد متحرّكين ومتلوّنين». وخلص باسيل إلى أن «هناك مخالفات كثيرة لا يمكن تأليف الحكومة في ظلّها، ولا يمكننا القبول بها. أما سكوتنا لثلاثة أسابيع فكان إفساحاً في المجال للتصحيح رغم أن البعض اعتبر ذلك ضعفاً، وأُشيع أن التيار يقبل بأي شيء يُعطى له أو لغيره. هذا غير صحيح، والمعنيون يدركون هذا الأمر منذ اليوم الأول، وقرّرنا أن نتكلّم اليوم كي لا يُفسّر سكوتنا بأننا موافقون».

وعلى الضفة المسيحية أيضاً، وبعدما تبيّن أنْ لا مشكلة بين سلام وحزب الكتائب بعد الاتفاق على اسم المحامي عادل نصّار لتولي وزارة العدل، بدأ حلفاء الكتائب من قوى المعارضة الهجوم وصولاً إلى قول معارضين إن «الكتائبيين يتصرّفون وكأنّهم أزلام سلام، وبعدما حجزوا حصّتهم الوزارية غضّوا النظر عن الأسس السياسية». وخرج هذا الهجوم إلى العلن أمس، وقاده حزب «القوات» والدائرون في فلك معراب، بينما تقول مصادر مطّلعة إن «سلام أعلم الكتائب بأن تمثيله في الحكومة سيكون بوزارة واحدة فقط، وبعد إبداء الحزب موافقته، طلب سلام إرسال سيرٍ ذاتية واختار من بينها». ولفتت إلى أنّ «القوات وحلفاءها يعيبون على الكتائب تعاطيه بواقعية سياسية، في حين أنّ هذا التعاطي منطلقه أن هناك طائفة أساسية في البلد لا يمكن رميها في البحر»، والكتائب «ليس بوارد حشر سلام في مطلب سحب حقيبة المال من الطائفة الشيعية لقناعته بعدم جواز إقصاء أي مكوّن لبناني في هذا الظرف»، علماً أن «القوات كانت أول من أعرب عن عدم ممانعة أن تكون وزارة المالية مع الشيعة، طمعاً بالحصول على وزارة الخارجية، لكنّ اتفاق رئيسَي الجمهورية والحكومة على اختيار وزيرها دفع القوات مجدداً إلى نبش المالية للتنقير ليس إلا».

وحتى يوم أمس، لم يكن سلام قد تمكّن من تجاوز العقبة السنّية، رغمَ استئنافه لقاءاته مع عدد من النواب، خصوصاً أنه رفض طلب النائب وليد البعريني منح التكتل وزارة الزراعة. وقال زملاء البعريني إنّ سلام «لم يقدّم وعوداً جدية، وأوهم البعريني بأنّه لم يُنجز اتفاقه مع الكتل الأُخرى، وقال له: خليني خلّص مع الثنائي ثم مع الكتل المسيحيّة، على أن نتفق نحن السنّة بين بعضنا من دون أي مشكلة». وعندما طلب منه البعريني إيداعه بعض السير الذاتية لمرشحين، قال سلام إنه «لا داعيَ لذلك، لأنّ السيَر التي تم تقديمها من كتلته سابقاً ممتازة»، وهو ما اعتبره عدد من النواب «تلكّؤاً» لعدم تعامل سلام مع أي اسم منها بجدية، وإنما اعتمد على أسماء من خارج اللائحة التي قدّمها النواب السنّة. وكشفت مصادر مطّلعة أن «أساس مشكلة الحصة السنّية، تنطلق من اعتبار المعترضين أن التشكيلة التي يعمل عليها سلام، إنما هي تشكيلة الرئيس فؤاد السنيورة، من طارق متري وكمال شحادة إلى عامر البساط وحنين السيد».

أما بالنسبة إلى «التغييريين»، فكان لافتاً أمس انقسام كتلة «تحالف التغيير» المؤلّفة من النواب مارك ضو وميشال الدويهي ووضاح الصادق، إذ أعلن ضو موقفاً مؤيّداً لمسار التأليف، معتبراً أن «هناك انتصاراتٍ تحقّقت»، بينما سيحجب الدويهي الثقة عن الحكومة إن «لم يصحح سلام مسار التأليف، وينزع وزارة المال من الثنائي الشيعي». وترافق هذا الانقسام مع تراشق التهم وعبارات التخوين بين مجموعاتٍ وناشطين وإعلاميين «تشرينيين»، بعد أن انقسموا إلى فريق عبّر عن خيبة أمله كون سلام خضع لحزب الله وحركة أمل، وفريق آخر يدعم سلام ويعيب على الفريق الأول معارضة رئيس الحكومة المكلّف، علماً أن جميع هؤلاء ساهموا بشكلٍ أو بآخر في حملة الترويج لنواف سلام تمهيداً لتكليفه.

في المحصّلة، يمكن اختصار المشهد على مستوى نواب التغيير الـ11 كالتالي: مارك ضو ووضاح الصادق وبولا يعقوبيان وفراس حمدان وإبراهيم منيمنة وياسين ياسين يؤيدون تمثيل «التغيير» حكومياً، فيما ترفض حليمة القعقور وسينتيا زرازير... ويغيب عن المشاركة في الطبخة النواب: ملحم خلف ونجاة صليبا والياس جرادة. أما ميشال الدويهي فسيحجب الثقة اعتراضاً على منح سلام «الثنائي الشيعي» ما يريد، وليس على أصل فكرة التمثيل في الحكومة.

زيارات قطرية وأميركية وسعودية

تأليف الحكومة والجنوب والإعمار

في ظل انسداد المشاورات لتأليف الحكومة، وظهور تململ لدى الرئيس جوزيف عون خشية انعكاس الأمر تراجعاً في الزخم الخارجي للعهد، خصوصاً أنه يستعد لجولة عربية وغربية، وصل إلى بيروت أمس رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وصرّح بعد لقاءاته بكبار المسؤولين أن بلاده «تتطلع إلى استكمال تشكيل الحكومة واتخاذ الإجراءات الإصلاحية»، معلناً استمرار دعم قطر «الإنساني والمجتمعي، ودعم الجيش والقوات المسلحة اللبنانية ودعم إعادة الإعمار». وأضاف: «قطر تنتظر تشكيل الحكومة وستنظر إلى القطاعات التي ترى أن لبنان بحاجة إليها، ونبني شراكة على أساس المنافع المشتركة».

ويُتوقع أن تصل إلى بيروت غداً خليفة عاموس هوكشتين في ملف لبنان الدبلوماسية الداعمة لإسرائيل مورغان أورتاغوس التي يُفترض أن تقدّم إيضاحات حول مستقبل تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في الجنوب، إضافة إلى ما يجري الحديث عنه من «مواقف تخصّ عملية تأليف الحكومة».

وإلى جانب القطريين والأميركيين تتحدّث الأوساط المحلية عن زيارة وشيكة للموفد السعودي إلى لبنان يزيد بن فرحان، حيث يأمل كثر بأن يُقنِع المعترضين على تشكيلة الرئيس المكلّف بإسقاط تحفظاتهم والسير في تشكيل حكومة في أسرع وقت.

*******************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

ترامب بحضور نتنياهو يدعو لتهجير وتوطين دائم لسكان غزة في الأردن ومصر

عون لاستئناف التنقيب في البقعة الاقتصادية اللبنانية… وقطر مستعدّة للمساعدة
سلام يستأنف التفاوض مع القوات والاعتدال ويحظى بدعم عربي ودولي للتشكيل

 قدّم الرئيس الأميركي هدية سياسية استثنائية لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالكشف عن تبنيه العلني بحضور نتنياهو عن دعوته إلى تهجير وتوطين دائم لسكان قطاع غزة في الأردن ومصر أو أي بلد آخر، وبالرغم من بشاعة الدعوة وما تمثله من تطهير عرقي وتهجير قسري، يبقى السؤال حول الجهة التي تستطيع تنفيذ هذا المشروع، وقد قال سكان غزة كلمتهم طوال ستة عشر شهراً وهم تحت تهديد القتل والتدمير، بأنهم لن يتركوا أرضهم، ويوم وقف إطلاق النار جدّدوا كلمتهم بأنهم يعودون الى الركام والخراب ولا يتركون غزة.

اجتماعات ترامب ونتنياهو التي يخيّم عليها البحث في مواصلة تطبيق اتفاق غزة، وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، لا تزال موضع غموض تجاه كيفية تناول ملف التطبيع السعودي الإسرائيلي الذي يوليه ترامب اهتماماً خاصاً، وموجبات “إسرائيل” لإنجاح هذا الهدف، وما هو موقع الحديث عن قيام دولة فلسطينية كشرط تضعه السعودية للسير بالتطبيع؟

في لبنان كانت زيارة رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ولقاءاته مع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نواف سلام ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مناسبة لبحث اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان والانتهاكات الإسرائيلية، كما ورد في تصريح الرئيس بري بعد اللقاء، لجهة التأكيد على خطورة الانتهاكات الإسرائيلية، بينما كان لافتاً كلام الرئيس عون عن التطلع لاستئناف التنقيب عن النفط والغاز في البقعة الاقتصادية للبنان التي يتولاها ائتلاف تقوده توتال وتشارك فيه قطر، وكلام رئيس الوزراء القطري عن الاستعداد الدائم لمساعدة لبنان.

في الملف الحكومي بقي التعثر سيد الموقف، ورغم الحملات الإعلامية التي ينظمها ثنائي القوات اللبنانية ونواب التغيير ضد الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نواف سلام، استأنف سلام مفاوضاته مع القوات وتكتل الاعتدال للتداول بصيغ التمثيل في الحكومة العتيدة. وقالت مصادر نيابية متابعة إن التفاوض لم يصل بعد إلى نتيجة، لكنه مستمر وسوف يتواصل حتى تبصر الحكومة النور.

يعمل الرئيس المكلف نواف سلام على تذليل ما تبقى من نقاط عالقة، لعرض المسودة الأخيرة على رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال الساعات المقبلة. وفي وقت تتواصل المفاوضات بين الرئيس المكلف نواف سلام وموفد معراب حول دور الحكومة وكيفيّة نزع الألغام من دربها للقيام بعملها من جهة وتمثيل القوات بأوزانها الفعلية من جهة ثانية. وبحسب المعلومات أرسلت القوات اللبنانية اسمًا للحقيبة السيادية، لكن سلام رفضه وأبلغهم: «أرسلوا لي اسمًا أفضل وأنا مستعد للموافقة عليه».

وأكّد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النّائب غياث يزبك أن «حزب القوّات لن يشارك في الحكومة المرتقبة وسيحجب الثّقة عنها إذا لم يتلق التّوضيحات التّي يحتاجها لأنّه لا يريد المساهمة في غرق العهد منذ بدايته»، مشيراً إلى أن «حزب القوات لم يحسم موقفه النهائي بعد بانتظار ما سيقدمه الرئيس المكلف وهو منفتح على أي خطوات من شأنها إنجاح العهد وإنقاذ البلد».

وتقول مصادر معنية بالتأليف، أن سلام يريد إسناد 3 وزارات للقوات، وهي الطاقة للدكتور جو صدّي والسياحة الى ميراي زيادة والثقافة للوزير السابق غسّان سلامة، أما على خط تيار المردة فسوف يتولى المحامي زياد الخازن وزارة التنمية الإدارية، في حين ان وزارة الاتصالات ستكون للقيادي في صناعة وتنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات كمال شحادة، والعدل للقاضي السابق فادي عنيسي، وكما بات معلوماً فإن الوزير السابق طارق متري سيكون في موقع نائب رئيس الوزراء من دون أي حقيبة. والسفير ناجي أبو عاصي لوزارة الخارجية، واللواء ميشال منسّى لوزارة الدفاع.

وفيما يدعم حزب الطاشناق توزير كريستين بابكيان، إبنة النائب الراحل خاتشيك بابكيان، فإن الرئيس المكلف يتّجه الى توزير الفنان الموسيقي غي مانوكيان من دون التشاور مع الطاشناق. ولذلك صدر عن حزب الطاشناق بيان قال فيه «شعار تفادي تحويل الحكومة إلى مجلس نيابي أو ملّي مصغّر لا يجوز أن يُترجم إلى إنزال أسماء وشخصيات لا تمت بصلة بالمجتمعات التي تمثّلها، وفرضها على تلك المجتمعات. وحرصًا منّا على نجاح الرئيس المكلّف في تأليف حكومة تحظى بثقة مجلس النوّاب بأكثرية مريحة تمكنها من العمل، وبثقة شعبية تحاكي الارتياح الذي منحه خطاب القَسَم، فإنّنا ندعو الجميع إلى مقاربة عملية تأليف الحكومة بروحيّة تعاون وتسهيل مهمة رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف. كما ندعو الرئيس نوّاف سلام إلى مقاربة التأليف بمعايير موحّدة، تضمن مؤازرة القوى النيابية والسياسية والشعبية لمسيرة عمل حكومته العتيدة».

أما رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، فقال خلال مؤتمر صحافي، أهميّة تشكيل حكومة جديدة قادرة على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي يمرّ بها لبنان، مشيرًا إلى أن هناك تخوفًا من تعثر عملية التأليف.

وشدّد باسيل على أن الحكومة المقبلة يجب أن تتمتع بدعم نيابي ثابت، وأن تكون قائمة على أسس سياسيّة واجتماعيّة صلبة لضمان استقرارها وقدرتها على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة. وأوضح أن التمسك بالتمثيل السياسيّ لا يعني تعيين وزراء يفتقرون إلى الكفاءة، بل يجب أن يتمتعوا بالخبرة والقدرة على إدارة الملفات الأساسية.

ولفت باسيل إلى أمر أساسيّ هو وحدة المعايير وحصلت مخالفات كثيرة ولسنا مع منح وزارة المال إلى الشيعة.

إلى ذلك ذكرت المعلومات أنّ النائب وليد البعريني زار الرئيس المكلف حاملًا أسماء لوزارة الزراعة، لكن سلام رفضها.

هذا ووصل الخلاف إلى البيت التغييري، حيث قال النائب ميشال الدويهي «حتى اللحظة، وإن بقيت التشكيلة كما نسمع، فلا حاجة لانتظار إعلانها، إو لبيانها الوزاريّ: لا ثقة بالمنهجية الحالية ولا ثقة بالمعايير الموضوعة، والأهم من ذلك كله، لا ثقة بحكومة يشارك فيها فريق الثنائي بوزارة المالية، فريق عمّق الانهيار وساهم بالفساد، وعقّد الحياة السياسية اللبنانية، وكان ولا يزال ممسكاً بمفاصل هذه الوزارة، فيما اللبنانيون ما زالوا يدفعون أثمان الانهيار الاقتصادي والكوارث والحروب التي خلّفها». في المقابل قال مارك ضو «أنا أؤيّد الرئيس نواف سلام ومعه لإنجاز هذه الحكومة وبسرعة لما فيها مصلحة لبنان وخطوات كثيرة نحو الدولة التي نطمح لها».

إلى ذلك جدّد رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجيّة القطريّ، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، ومن قصر بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، ترحيب قطر بانتخاب عون رئيسًا للجمهوريّة، وقال بعد زيارته «زيارتنا هي زيارة دعم من دولة قطر للبنان، وقطر ستكون حاضرة بملف إعادة إعمار لبنان، ونتطلع لاستكمال تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وتحقيق آمال الشعب اللبناني، وأكدنا التزام دولة قطر باستمرار دعم القوات المسلّحة اللّبنانّية، ونحن نشدّد على ضرورة تطبيق القرار 1701 ليستعيد لبنان سيادته». أضاف «أكدنا كذلك على أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب».

وأكد رفض «خروق «إسرائيل» لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وانتهاك الأجواء الّلبنانيّة»، مشدداً على أن «دولة قطر ستكون حاضرة بملف إعادة إعمار لبنان». وأشار إلى أنّه «منذ بداية العام الحالي تسير المؤشرات بشكل إيجابي في المنطقة، ونحن نسعى إلى تحقيق كل بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة وتنفيذ المرحلة الثانيّة».

من جهته، اعتبر الرئيس عون خلال لقائه رئيس الوزراء القطري بأنّه لطالما كانت قطر إلى جانب لبنان، مساندةً للبنانيين في الأوقات الصعبة. ولفت الرئيس عون إلى أنّه «نتطلع إلى عودة الأشقاء القطريّين إلى لبنان، ونحن نُثمّن عالياً الدور القطري في دعم اقتصاد لبنان، لا سيّما في قطاع النفط والغاز، ونتطلّع إلى استئناف أعمال التنقيب قريباً بالتعاون مع توتال إنرجيز».

وبعد بعبدا، اتجه آل الثاني والوفد المُرافق له، إلى عين التينة، حيث كان رئيس مجلس النّواب نبيه برّي بانتظاره، وتمّ التشاور بالعلاقات الثنائيّة بين البلدين والمستجدّات السّياسيّة والإقليميّة.

وتوجّه برّي بالشكر لدولة قطر أميرًا وحكومة وشعبًا على وقوفهم الدائم والداعم للبنان في كافة الحقبات وعلى مختلف المستويات إنسانياً وإنمائياً ودعم المؤسسة العسكرية. ووضع رئيس المجلس، رئيس الوزراء القطري بأجواء الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار الأممي 1701 واتباع إسرائيل لسياسة التدمير الممنهج للقرى الحدودية مع فلسطين المحتلة وتحويلها الى أرض محروقة ناهيك عن الإمعان بعدم تنفيذ الاتفاق وتعطيل عمل اللجنة الخماسية. وأكد الرئيس بري لرئيس وزراء قطر أنه سوف يزوّده بتوثيق مفصل عن كافة الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية اليومية لبنود الاتفاق.

وبعد عين التينة، توجّه الرئيس القطريّ ووفده المرافق إلى دارة الرئيس المكّلف نواف سلام.

ومساء التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رئيس مجلس الوزراء القطري، في دارته، وعقدا خلوة تناولت الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، وشدّد الرئيس ميقاتي على أنّ «الأولوية في هذه المرحلة هي لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي لا يزال فيها في الجنوب، ووقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وتدمير مقوماته وبناه التحتية».

على صعيد آخر وفي الجنوب، وعشية زيارة ستقوم بها المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس إلى بيروت، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان «انتشرت وحدات عسكرية في بلدة الطيبة – مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism). وجدّدت قيادة الجيش تأكيدها أهمية التزام المواطنين بالتوجيهات الصادرة في بياناتها الرسمية، والتقيد بإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة في المناطق الجنوبية، حفاظًا على أرواحهم وسلامتهم». وأفيد أن استخبارات الجيش اللبناني تسلمت شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر من مخلفات أحد المستودعات التي سبق واستهدفها الجيش الإسرائيلي في منطقة الوردانية في إقليم الخروب. في المقابل، تكثّفت الاعتداءات الإسرائيليّة على قرى الجنوب. وأقدم الاحتلال مساء أمس، على تفجير منازل في بلدة عيترون، ما أدى إلى تسويتها بالأرض. وفي تصعيد آخر، استخدمت طائرة مسيّرة إسرائيلية «درون» قنابل صوتيّة لاستهداف عناصر الهيئة الصحية الإسلامية أثناء محاولتهم انتشال جثامين شهداء وفتح الطرق في بلدة عيتا الشعب، في محاولة واضحة لمنعهم من استكمال مهمتهم. وعلى الرغم من محاولات الفرق المتكررة، إلا أن الطائرة المسيّرة حالت دون تنفيذ المهمة، فيما لم يُسجَّل وقوع إصابات.

وأحرق الجيش الإسرائيلي عدداً من المنازل بين رب ثلاثين والطيبة. ونفذ عملية نسف كبيرة لمعمل لتكرير مياه الصرف الصحي في سهل مرجعيون في اتجاه كفركلا على الحدود. وقطع الجيش بعد الظهر الطريق الرئيسية التي تربط بين كفرحمام وراشيا الفخار منعاً لتقدم قوة إسرائيلية تضمّ 6 آليات. وكانت قوة إسرائيلية معادية قد اجتازت الخط الحدودي في محور مزارع شبعا وتقدّمت إلى بلدة كفرشوبا ومنها إلى محيط بلدة كفرحمام، وسط إطلاق رشاقات رشاشة مكثفة ثم عادت أدراجها بعد نحو ساعتين. وأطلقت مسيّرة إسرائيلية قنبلتين صوتيتين في أجواء بلدة الجبين. وعمل جيش العدو الإسرائيلي منذ الصباح على تجريف الأشجار والأراضي الزراعية وإحراق بعض المنازل في بلدة حولا من الجهة الشرقية. ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات وهمية في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح على علو متوسط.

وقدّمت وزارة الخارجية والمغتربين عبر بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي رداً على خرق «إسرائيل» للقرار 1701، ولإعلان وقف الأعمال العدائية، وتجاهلها التام لالتزاماتها ذات الصلة بترتيبات الأمن المعززة تجاه تنفيذ القرار 1701. ودعا لبنان مجلس الأمن، لا سيما الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية، إلى اتخاذ موقف حازم وواضح إزاء هذه الانتهاكات المتكررة، والعمل على إلزام «إسرائيل» باحترام التزاماتها. كما طالب بتعزيز الدعم للجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، لضمان حماية السيادة اللبنانية وسلامة المواطنين اللبنانيين.

إلى ذلك حضَّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون المحامين على استلهام حصانتهم من أخلاقهم، والعمل وفق كرامتهم وقناعاتهم، لتحقيق المصلحة العامة. ودعا إلى أن يكون القضاء حازماً وعادلاً ويعمل باستقلاليّة بعيداً عن التدخلات السياسية. وقال: «حتى لو كان الأمن مضبوطاً ولم يكن هناك قضاء يحاكم، تغيب المحاسبة»، معتبراً أن القضاء والأمن هما أساس إعادة بناء الوطن ومؤسساته، وبتحصينهما نرسل إشارة جيدة للعالم عما يتحقق في لبنان، لإعادة بناء جسور الثقة معه». وأكد الرئيس عون حرصه على إتمام التحقيقات في ملف تفجير مرفأ بيروت حتى النهاية، مؤكداً عدم قبوله بتبرئة ظالم، أو بظلم بريء. كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله نقيب المحامين فادي المصري على رأس وفد من النقابة، جاؤوا لتهنئته بانتخابه رئيساً للجمهورية. وجرى خلال اللقاء عرض عمل نقابة المحامين، والتحديات التي تواجهها.

من جهة أخرى، أكد نائب رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي، أن «تشييع الأمينين العامين لـ«حزب الله» الأسبق السيد حسن نصر الله والسابق السيد هاشم صفي الدين، يمثل استفتاء شعبياً يثبت التمسك بالعهد والوعد الذي قطعته المقاومة على نفسها». وأوضح قماطي أن «هذا الاستفتاء سيعلن بقاءهم على العهد»، معتبراً أن «التشييع هو تأكيد على الالتزام بالمبادئ التي يمثلها حزب الله وتأكيد على الالتزام بقضية تحرير لبنان». وأشار إلى أن «تاريخ 23 شباط، هو تاريخ مهم لتثبيت تحرير لبنان أولاً»، وقال: «المفروض أن يكون قد تحقق تحرير جنوب لبنان، وهو أمر ضروريّ للغاية خاصة مع قرب شهر رمضان ويوم القدس العالمي». كما أكد على أن «التشييع سيتمّ وفق أكبر نسبة ممكنة من الترتيبات الأمنية والوطنية». وأضاف قماطي: «ستكون هناك دعوات لشخصيات من الداخل اللبناني والخارج للمشاركة في التشييع»، مشيراً إلى أن «السيد حسن نصر الله ليس فقط شهيداً على مستوى الوطن بل على مستوى الأمة وحركات التحرّر العالميّة»، مؤكداً أن «السيد نصر الله هو شخصيّة عالمية».

ودان حزب الله «بشدة القرار الجائر الذي اتخذته أستراليا بفرض عقوبات على الأمين العام لحزب الله ‏الشيخ نعيم قاسم، في خطوةٍ ، قال الحزب، إنها تكشف مرةً أخرى عن الوجه الحقيقي لهذه الدولة التي تثبت أنها ليست سوى أداة ‏طيّعة في خدمة المشروع الأميركي – الصهيوني».‏ أضاف في بيان: «إن هذا القرار الظالم لا يستند إلى أي أساس قانوني أو أخلاقي، بل يمثل انحيازًا واضحًا للكيان الصهيوني ‏وتغطية على عدوانه وإرهابه».

*******************************************

افتتاحية صحيفة الأنباء:

تفكيك عقد التأليف على قدم وساق ... وقطر على خط النفط والإعمار

على إيقاع المشروعية الشعبية والدفعين العربي والدولي، بدأ مسار تشكيل الحكومة الأولى في عهد رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون، وفي جعبة الرئيس المكلف القاضي نوّاف سلام معايير محددة. وبالمقابل، شكلت التوازنات الداخلية تحدياً أمام مهمته، ونسجت تعقيدات أعاقت سرعة التأليف المنشود لإرساء خريطة عمل للإصلاح الشامل، بغية النهوض من كبوة ما سلف من سنوات عانى فيها لبنان سياسياً واقتصادياً وأمنياً.

وكشفت مصادر مواكبة لمسار التأليف الحكومي لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن الرئيس سلام لم يرضخ لأي شروط تم تناقلها حول أسماء معينة، موضحة أن الهدف الرئيس هو تشكيل حكومة فاعلة، تستقطب الدعم والرعاية العربية والدولية لإنجاح مهمتها.

وأشارت المصادر الى أنه يُعمل على حلحلة العُقد المتبقية، حيث تجري مباحثات مكثفة مع عدد من المكونات. وتوقعت المصادر أن تصل خواتيم التأليف الحكومي بحلول يوم غد الخميس، حيث من المنتظر وصول الموفد السعودي المكلّف بالملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان الى بيروت.

مساران أمام الحكومة

وفي هذا السياق، أشارت مصادر مراقبة الى جريدة "الأنباء" الإلكترونية الى أن لبنان يخطو خطواته الأولى في صوغ سياسة إستراتيجية برؤية جديدة، إذ إن عودة الاحتضان العربي من بابه العريض يعد القاطرة الرئيسية لنهوضه، وكذلك الدعم الدولي، دون إغفال التطورات المستجدة على المشهد الدولي والإقليمي وسياسة الإدارة الأميركية الجديدة.

من هنا، اعتبرت المصادر أن أمام الحكومة القادمة مسارين، الأول مرتبط بسياسة لبنان الخارجية والدور المرتقب لتعزيز الثقة من جديد على كافة المستويات. أما المسار الثاني، فداخلي ويعكس مدى سعي لبنان الى النجاح في بسط سيادة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية وتنفيذ ما لم يطبق من إتفاق الطائف والقرارات الدولية، ناهيك على إعادة النهوض الاقتصادي والنهج الإصلاحي.

وبين هذين المسارين، تعد الثقة، بحسب المصادر، العنوان الأبرز الذي يعكس جدية الالتزام اللبناني، وتحديداً أمام المجتمعين العربي والدولي، وأول استحقاق هو "النَفس" والروحية التي تصاحب تشكيل الحكومة وما سيتبع ذلك من خطوات وعلى رأسها البيان الوزاري.

تجارب حزبية ناجحة

وفي خضم الحديث عن مسار تشكيل الحكومة وبما رشح من أسماء مطروحة، التي في غالبيتها بعيدة عن الانتماء الحزبي، رأت أوساط مراقبة أن المرحلة بتعقيداتها قد تتطلب شخصيات وزارية غير حزبية، لكن ذلك لا يعني تهميش تجارب ناجحة لكوادر حزبية في وزرات سابقة، اعتبرت نموذجاً رائداً في العمل الوزاري وكان لها دور فاعل على كافة المناطق اللبنانية. ومن ناحية أخرى، تعتبر الأوساط أنه لا ينبغي جلد الأحزاب كونها عصب الحياة الديمقراطية، إذ أن مكمن المشكلة في الثقافة السياسية السائدة والقرار السياسي ونمط المقاربات التي من المفترض أن تصب أولاً وأخيراً في خدمة أجندة وطنية بحتة، وهذا جزء من الأسباب الكامنة وراء تأخير تشكيل الحكومة راهناً.

دعم قطري

توازياً، وصل رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، مساء أمس، إلى بيروت والتقى الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا، في زيارة دعم للعهد، و"دعم من دولة قطر للبنان". وأشار بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الى أن قطر ستكون حاضرة في ملف إعادة إعمار لبنان، معرباً عن تطلعه "لاستكمال تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وتحقيق آمال الشعب اللبناني. وأكد التزام دولة قطر باستمرار دعم القوات المسلحة اللبنانية، مشدداً على ضرورة تطبيق القرار 1701 ليستعيد لبنان سيادته، وتأكيد أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب.

بدوره، أثنى الرئيس عون على وقوف قطر الدائم إلى جانب لبنان، ومساندة اللبنانيين في الأوقات الصعبة. وثمّن عون عالياً الدور القطري في دعم اقتصاد لبنان، لا سيما في قطاع النفط والغاز، و"نتطلع إلى استئناف أعمال التنقيب قريباً بالتعاون مع شركة توتال"، على حد تعبيره.

كما زار بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني والوفد المرافق عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتلاها زيارة الى رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس نجيب ميقاتي.

عون .. الأمن والقضاء

وعلى خط آخر، شدد الرئيس عون على أن القضاء والأمن هما أساس إعادة بناء الوطن ومؤسساته، مشيراً الى أن "حتى لو كان الامن مضبوطاً ولم يكن هناك قضاء يحاكم، تغيب المحاسبة"، داعياً الى ان يكون القضاء حازماً وعادلا ويعمل باستقلالية بعيدا عن التدخلات السياسية.

وبالنسبة الى ملف انفجار مرفأ بيروت، أكد الرئيس عون حرصه على إتمام التحقيقات فيه حتى النهاية، مؤكداً عدم قبوله بتبرئة ظالم، أو بظلم بريء. وجدد التأكيد على أن ملف المودعين في المصارف يجب ان تتم مقاربته بالتعاون بين الدولة ومصرف لبنان وجمعية المصارف والمودعين على حد سواء.

الجنوب .. توتر ميداني

أما جنوباً، انتشرت وحدات عسكرية للجيش اللبناني في بلدة الطيبة – مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism).

ومن جهة أخرى، قطع الجيش اللبناني الطريق الرئيسية التي تربط بين كفرحمام وراشيا الفخار منعاً لتقدم قوّة اسرائيلية تضم 6 آليات. وكانت القوة الاسرائيلية قد اجتازت الخط الحدودي في محور مزارع شبعا وتقدمت إلى بلدة كفرشوبا ومنها إلى محيط بلدة كفر حمام، وسط إطلاق رشقات رشاشة مكثفة ثم عادت أدراجها بعد نحو ساعتين.

كذلك، ألقت "درون" إسرائيلية معادية، قنابل صوتية بالقرب من عناصر الهيئة الصحية الاسلامية، أثناء محاولتهم انتشال جثامين شهداء في بلدة عيتا الشعب، وفتح الطرق، وذلك لمنعهم من استكمال مهمتهم، ولم يصب أحد بأذى.

كما نفّذ الجيش الإسرائيلي عملية مداهمة لعدد من المنازل في الجزء الشرقي من بلدة يارون، حيث تمَّ إطلاق رشقات نارية بشكل متقطّع خلال العملية.

مخاوف حول الضفة

على صعيد آخر، تصدّر المشهد الدولي زيارة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، محاولاً فك الحصار القضائي المفروض عليه، نتيجة مذكرة الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وتأتي الزيارة بعد اتفاقي وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وعلى وقع مخاوف من ضوء أخضر أميركي للتوسع الإسرائيلي في الضفة الغربية.

*********************************************

افتتاحية صحيفة النهار


مناخ محتدم يسخّن الاعتراضات على التأليف… موفدا ترامب إلى بيروت يستعجلان ولادة الحكومة


رئيس الوزراء القطري: نتطلّع لاستكمال تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وتحقيق آمال الشعب اللبناني، وأكدنا التزامنا باستمرار دعم القوّات المسلّحة اللبنانية

مع تجاوز عملية تأليف الحكومة العتيدة أسبوعها الثالث، لم يعد ممكناً حجب حقيقة أساسية تتمثل في أن هذه العملية بلغت عنق الزجاجة في مواجهة تراكم تصاعدي للعقبات بدلاً من التخفف منها وخفض منسوبها تباعاً. وإذا كانت الساعات الأخيرة سجلت ظاهرة لافتة مع تصاعد مثير للاهتمام والتدقيق في حجم الاعتراضات على الرئيس المكلف نواف سلام حتى من قلب دار مؤيديه “الأصليين والأوائل” من مثل نواب تغييريين أو معارضين شكلوا رأس الحربة في تسميته رئيساً مكلفاً، ظلت العقدة الرئيسية العالقة في طريق فتح الانسداد الذي تواجهه عملية إنجاز تأليف الحكومة متمحورة حول التمثيل المسيحي “الثقيل” أي المتصل تحديداً بحزب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، إذ تبين أن أي حلحلة لم تطرأ بعد على هذه العقدة ولو أن المعطيات المتوافرة تشير إلى أن قنوات الاتصالات والمشاورات بين سلام و”القوات” مفتوحة بلا توقف. ويمكن استخلاص المناخات التي آلت اليها هذه العقدة بأن موقف “القوات” المنادي بالتوازن في اعتماد المعايير الموحدة يحظى بتفهم وتأييد سياسيين واسعين حتى لدى أفرقاء لا يجمعهم بـ”القوات” أي تحالف، لكنهم يرون أن تمكنها من فرض منطقها على مجريات التأليف سيرتد ايجاباً على أطراف آخرين كبعض الأفرقاء السنّة الذين يواجهون ما يعتبرونه “تهميشا” لحجمهم وتمثيلهم. ولكن هذه المعطيات على وجاهتها لا تبرر في المقابل اشتداد الحملة على الرئيس المكلف بالشكل الذي تصاعدت فيه في الساعات الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأن سلام ماضٍ في عملية دؤوبة لمعالجة التعثر في كل الاتجاهات ولو أثيرت اعتراضات حادة في شان مقارباته.


 

 

ويبدو أن المشهد الداخلي مقبل مجدداً على اختراقات ديبلوماسية بارزة إذ سجلت عودة قطرية بارزة مع زيارة رئيس الوزراء القطري لبيروت أمس. كما أفادت مراسلة “النهار” رندة تقي الدين أنه من المقرر أن يصل إلى بيروت  الخميس فريق عمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكلف بالملف اللبناني والذي يضم الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وإيريك تراغر وسيجتمعان برئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام. وستدفع أورتاغوس وتراغر في لقاءاتهما نحو الإسراع في تشكيل الحكومة على أن يتم تجاوز الخلافات الداخلية لتكون حكومة فعالة تنجز إصلاحات مطلوبة دولياً ولن تعارض واشنطن أن يكون ياسين جابر وزيراً للمال. أما رسالة نائبي الكونغرس إلى الرئيس ترامب حول عدم قبول التعامل مع حكومةً تضم عناصر مقربين من “الحزب” ما جعل مستشار ترامب مسعد بولس يعارض وجود عناصر قريبة من الحزب في الحكومةً، فعكس بعض الاختلاف داخل الإدارة حول هذا الملف. وفي ملف الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في 18 شباط تقول إسرائيل إنها جاهزة لذلك لكنها تريد المحافظة على خمسة مواقع داخل الجنوب لضمان عودة سكانها إلى الشمال، لكن باريس ترى أن على إسرائيل أن تنسحب كلياً والجنرال الفرنسي في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، بونشان قام أمس بزيارة لإسرائيل في هذا الأطار.


 

أصوات الاعتراض

بالعودة إلى ملف التعثر الحكومي برزت دفعة واحدة موجة الاعتراضات وكان أبرزها علناً لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الذي أعلن في مؤتمر صحافي “أننا حريصون على تأليف الحكومة ونجاح العهد ولكن أصبح لدينا خوف من التعثر في التأليف وهناك من يهمس بالسر أنه يجب أن نمنع أن نعطي التيار مع أي فريق آخر إمكانية الثلث المعطل، ونحن نريد للحكومة النجاح ولا مصلحة لدينا بانهيار البلد ولسنا حلفاء مع الثنائي الشيعي لتطيير الحكومة ولا حلفاء مع المعارضة”. وأشار إلى “أننا مع عدم عزل وعدم استهداف أي مكوّن وتحديداً الشيعة ولكن هذا لا يعني إعلاءهم عن غيرهم في التسمية وإعطاءهم ما لا يعطى لغيرهم تعويضاً لهم عن الحرب والتمسك بالتمثيل السياسي لا يعني تسمية وزراء من دون كفاءة”. وقال: “طالبنا بأمر أساسي هو وحدة المعايير وحصلت مخالفات كثيرة ولسنا مع منح وزارة المال إلى الشيعة”.


أما صوت الاعتراض “القواتي”، فلخصه عضو تكتل “الجمهورية القوية” النّائب غياث يزبك معلناً أن “حزب القوّات لن يشارك في الحكومة المرتقبة وسيحجب الثّقة عنها إذا لم يتلق التّوضيحات التّي يحتاجها لأنّه لا يريد المساهمة في غرق العهد منذ بدايته”. وقال إن “حزب القوات لم يحسم موقفه النهائي بعد في انتظار ما سيقدمه الرئيس المكلف وهو منفتح على أي خطوات من شأنها إنجاح العهد وإنقاذ البلد”.

كما أن حزب الطاشناق أعلن في بيان “عدم جواز إنزال أسماء وشخصيات لا تمت بصلة بالمجتمعات التي تمثّلها، وفرضها على تلك المجتمعات” داعياً الرئيس نوّاف سلام إلى “مقاربة التأليف بمعايير موحّدة، تضمن مؤازرة القوى النيابية والسياسية والشعبية لمسيرة عمل حكومته العتيدة”.

ووصل الخلاف إلى البيت التغييري حيث قال النائب ميشال الدويهي “إن بقيت التشكيلة كما نسمع، فلا حاجة لانتظار إعلانها، أو لبيانها الوزاري: لا ثقة بالمنهجية الحالية ولا ثقة بالمعايير الموضوعة، والأهم من ذلك كله، لا ثقة بحكومة يشارك فيها فريق الثنائي بوزارة المال، فريق عمّق الانهيار وساهم بالفساد، وعقّد الحياة السياسية”.


أما النائب مارك ضو، فعدد 5 إنجازات في الحكومة المرتقبة، وقال: “آن أوان أن تدركوا حجم الانتصارات بهذه الحكومة، ولا تنغّصوا فرحتكم بهواجس من مرحلة سابقة، وتعلموا أن ما تكسبونهم هو أحلامكم منذ عشرات السنوات. أنا أؤيّد الرئيس نواف سلام ومعه لإنجاز هذه الحكومة وبسرعة لما فيها مصلحة لبنان وخطوات كثيرة نحو الدولة التي نطمح لها”.

 

الدعم القطري

وسط هذه الأجواء أكّد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني أن زيارته أمس إلى بيروت هي “زيارة دعم من دولة قطر للبنان”، مجدّداً الترحيب بانتخاب الرئيس جوزف عون. وقال بعد لقائه عون في قصر بعبدا: “نتطلّع لاستكمال تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وتحقيق آمال الشعب اللبناني، وأكدنا التزامنا باستمرار دعم القوّات المسلّحة اللبنانية”. وشدّد على “ضرورة تطبيق القرار 1701 ليستعيد لبنان سيادته وأهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب”. وأكد رفض خروقات إسرائيل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وانتهاك الأجواء اللبنانية، ولفت إلى أن دولة قطر “ستكون حاضرة بملف إعادة إعمار لبنان”، متابعاً أننا “نتطلّع إلى تحقيق شراكة مع لبنان”. وجال المسؤول القطري على الرؤساء نبيه بري ونجيب ميقاتي ونواف سلام.


وفي الملف الجنوبي أعلنت أمس قيادة الجيش انتشار وحدات عسكرية في بلدة الطيبة قضاء مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. وأفيد أن استخبارات الجيش تسلّمت شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر من مخلفات أحد المستودعات التي سبق أن استهدفها الجيش الإسرائيلي في منطقة الوردانية في اقليم الخروب. في المقابل، أحرق الجيش الإسرائيلي عدداً من المنازل بين رب ثلاثين والطيبة ونفذ عملية نسف كبيرة لمعمل لتكرير مياه الصرف الصحي في سهل مرجعيون في اتجاه كفركلا على الحدود. وقطع الجيش بعد الظهر الطريق الرئيسية التي تربط بين كفرحمام وراشيا الفخار منعاً لتقدم قوة إسرائيلية تضم 6 آليات. وكانت القوة الإسرائلية قد اجتازت الخط الحدودي في محور مزارع شبعا وتقدمت إلى بلدة كفرشوبا ومنها إلى محيط بلدة كفرحمام، وسط إطلاق رشقات رشاشة مكثفة، ثم عادت أدراجها بعد نحو ساعتين.

********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

محاولات «ربع الساعة الأخير» لاكتساح العِقَد تمهيداً لحسم مصير التأليف الحكومي
 

يوم آخر لم تكن فيه بعبدا وجهة سير الرئيس المكلّف، والسبب أصبح معروفاً، وهو أنّ بعض الكتل السياسية ليست راضية عن طريقة إدارة سلام لعملية التشكيل والمعايير التي يعتمدها. وإذا كانت مشكلة التمثيل السنّي تسلك طريقها إلى الحل فإنّ «القوات اللبنانية» أخذت موقعاً صلباً على الضفة المعارضة، في وقت حسم «التيار الوطني الحر» موقفه النهائي بعدم المشاركة.

نشطت الاتصالات ليل امس لاكتساح ما تبقّى من عقبات واعتراضات تعوق الولادة الحكومية، وصفتها أوساط قريبة من المعنيين بالتأليف الحكومي لـ«الجمهورية» بأنّها «محاولات ربع الساعة الاخير»، قبل حسم المعنيين خياراتهم النهائية سلباً او ايجاباً، مع ترجيح كبير بألّا تصل هذه الخيارات حدّ اعتذار الرئيس المكلّف نواف سلام الذي يشتهر هذه الايام بأنّه يطرح «افكاراً وآراء جديدة» كلما شعر انّ الامور امامه ستصل إلى طريق مسدود، حسب أحد المخضرمين بمتابعة تأليف الحكومات.

وعلمت «الجمهورية» انّ الاتصالات ليلة أمس تركّزت على حل عقدة موقف «القوات اللبنانية» المطالبة بحقيبة سيادية. ومن الأفكار المطروحة لحلها إسناد منصب نائب رئيس الحكومة للوزير الثالث من الحصة «القواتية» التي تضمّ ايضاً حقيبتي «الاتصالات» و»الطاقة». كذلك تركّزت الاتصالات مع «الثنائي الشيعي» حول اسم الوزير الخامس من الحصة الشيعية، ومع انّ حدّة الاعتراض على اسم ريما المبيض قد خفّت لدى طرفي «الثنائي»، الاّ انّه طُرِحَ اسم آخر بديل قد يقبلان به.

اما العقدة السنّية التي تناولتها الاتصالات ليلة أمس ايضاً، فيبدو انّ المعنيين تركوها للاستيعاب بواسطة الجهة الراعية او المؤثرة عادة في هذه البيئة.

لاخلاف ولا فتور

وقال مصدر سياسي بارز مطلع على كواليس التشكيل لـ«الجمهورية»، إنّ سلام سيزور قصر بعبدا في الساعات المقبلة، ربما لتقديم مسودة نهائية او لاستكمال النقاش في بعض التفاصيل مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، علماً انّ التواصل بينهما لم ينقطع، لكن زيارة سلام لبعبدا ستنفي وجود اي خلاف او فتور بينهما كما يُشاع.

وكشف المصدر انّ الرئيس عون دخل بقوة أمس على خط الاتصالات لتذليل العقبات المتبقية. وقال: «انّ الأمور قطعت شوطاً مهمّاً مع الكتلة السنّية، لكن «القوات اللبنانية» لا تزال رافضة وتصعّد مواقفها لتحسين أوراقها اكثر، وتحاول الضغط لأخذ حقيبة وزارة الخارجية، لكن سلام لن يقبل بهذا الأمر وهو ثابت على مواقفه». وشدّد المصدر على «انّ سلام على رغم من امتعاضه مما يواجهه من تعثر، ليس في صدد الاعتذار على الإطلاق وهو ماضٍ في مهمّته».

وفي ما يتعلق باسم الوزير الخامس في الحصة الشيعية الذي لم يُحل بعد، علمت «الجمهورية» انّ «الثنائي» قال لسلام في الاجتماع الأخير معه ان لا مشكلة في ان يسمّيه الرئيسان عون وسلام، لكن الاسم يبقى مرهوناً بموافقته.

مفارقة غريبة

في السياق نفسه، أبلغت اوساط مواكبة لمخاض تشكيل الحكومة إلى «الجمهورية»، انّه ومع اقتراب الولادة تصاعد شدّ الحبال بين القوى السياسية والرئيس المكلّف، وسط محاولات الكتل الوازنة تحسين شروط مشاركتها وتحصيل أكبر مكاسب وزارية ممكنة.

ولفتت هذه الاوساط إلى انّ هذا المسعى لتحسين المواقع في الحكومة المفترضة ترافق مع اشتداد الضغط العلني لبعض الجهات على سلام لدفعه إلى التجاوب مع مطالبها، فيما لا يزال يحاول تدوير الزوايا على قاعدة التوفيق بين معاييره وبين طموحات أصحاب الشهية المفتوحة. وأشارت الاوساط إلى انّ هناك من يحاسب سلام على حكومة لم تولد بعد، في ما يشبه محاكمة نيات، معتبرةً انّ هناك هجوماً استباقياً عليه لتكبيله بقيود سياسية تحت شعار انّه من غير المقبول أن يخضع إلى إرادة الثنائي الشيعي ويميزه في المعاملة، وانّ عليه تشكيل حكومته على قاعدة التحولات الأخيرة في لبنان والإقليم.

ولاحظت الاوساط انّ المشكلة باتت على نحو أساسي بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» وبعض النواب التغييريين والشخصيات السنّية، وبين الرئيس المكلّف الذي تمّت تسميته بأصوات هؤلاء اصلاً، ما يؤشر إلى مفارقة غريبة وخلط في الأوراق السياسية.

ولكن الأوساط رجحت ان يتمكن سلام في نهاية المطاف من إنجاز توليفته الحكومية بأقل الخسائر الممكنة، الّا إذا كان هناك من يصرّ على عدم التعاطي بواقعية سياسية مع هذا الملف.

تطمينات واعتراضات

وفي مواجهة المعلومات التي يجري تسريبها عن التركيبة الحكومية التي يُشاع أنّ سلام يتردّد لإعلانها، اكّدت مصادر الرئيس المكلّف لـ»الجمهورية» أن لا صحة لكل هذه التسريبات، وأنّه لا يجوز الحكم على ما يفعله إلّا بعد إنجاز التشكيلة نهائياً وإصدار مراسيم تشكيلها رسمياً. فكل ما يتردّد في الأوساط السياسية والإعلامية حول هذا الموضوع ليس سوى تكهنات.

لكن هذه «التطمينات» من جانب أوساط الرئيس المكلّف لم تخفف من حدّة الاعتراضات، خصوصاً لدى «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» اللذين تمسكا بوحدة المعايير في تشكيل الحكومة. فإما أن يتمّ إشراك القوى السياسية كافة في الحكومة، وإما أن يتمّ استبعاد الجميع وتُشكّل الحكومة من دون تمثيل سياسي. وفي تقدير القوى المسيحية أنّ إشراك القوى الشيعية وحدها في الحكومة، دون القوى الأخرى، سيؤسس لمأزق يوقع العهد في مطب يصعب الخروج منه.

مواقف

في غضون ذلك، تلاحقت مواقف الكتل والاطراف المعترضة على نهج سلام في التأليف الحكومي، فأكّد رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، خلال مؤتمر صحافي، «أهمية تشكيل حكومة جديدة قادرة على مواجهة التحدّيات السياسية والاقتصادية التي يمرّ فيها لبنان»، مشيرًا إلى أنّ هناك تخوفًا من تعثر عملية التأليف. وشدّد على أنّ الحكومة المقبلة «يجب أن تتمتع بدعم نيابي ثابت، وأن تكون قائمة على أسس سياسية واجتماعية صلبة لضمان استقرارها وقدرتها على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة». وأوضح أنّ «التمسك بالتمثيل السياسي لا يعني تعيين وزراء يفتقرون إلى الكفاية، بل يجب أن يتمتعوا بالخبرة والقدرة على إدارة الملفات الأساسية». ولفت إلى «أمر أساسي هو وحدة المعايير، وحصلت مخالفات كثيرة ولسنا مع منح وزارة المال إلى الشيعة». وأكّد أنّه على «الحكومة ان تستند على أسس تمثيل سياسية ومجتمعية صلبة، أي مدعومة من كتل نيابية ثابتة وليس من جماعات وأفراد متحركة ومتلونة، فلا يجوز التنكّر للتجربة المرّة للحكومتين الاخيرتين في موضوع التكنوقراط». وأوضح أنّ «الشخص الحزبي لا يعني ميليشيوي بالضرورة، بل هو ملتزم بقضية ونظام، وبالتالي ليست تهمة ولا نقبل بشيطنة النضال الحزبي فتمنع صاحبه من الطموح، هذا امر حصل لمرتين ومناقض للطائف، واذا كان هناك من تنكّر للأحزاب». وأكّد «الاستعداد لتحمّل المسؤولية السياسية والوطنية بقدر ما نملك من قدرة على التأثير، فلا نريد تحمّل مسؤولية أشخاص من دون أن نؤثر عليهم». وقال: «نحن لسنا حلفاء مع الثنائي الشيعي لتطيير الحكومة. ولسنا حلفاء مع المعارضة»، مشدّدًا على «أنّ التيار الوطني الحر لا يسعى إلى السلطة أو المناصب بأي ثمن، لكنه في الوقت ذاته لا يقبل بأي تركيبة حكومية غير متوازنة أو غير فعّالة».

«القوات»

استغرب مصدر من «القوات اللبنانية» في حديث لـ«الجمهورية»، المعلومات عن طرح «القوات» لاسم وزير لحقيبة سيادية. وقال «إنّ المفاوضات مع الرئيس المكلّف لا تزال مستمرة». وأضاف: «إنّ استمرار المفاوضات يعني أنّ رئيس الحكومة لم يغلق باب الحوار، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حزب «القوات اللبنانية»، إذ لم يعلن عن إنهاء المفاوضات. بالتالي، لا تزال الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات حتى هذه اللحظة».

وعمّا إذا حصلت «القوات» على حقيبة سيادية، هل ستوافق على أن تتولّى حركة «أمل» وزارة المال، قال المصدر إنّ «المسألة لا تقتصر فقط على حصة «القوات» داخل الحكومة، بل يجب النظر إليها من 3 أبعاد أساسية:

أولاً، هناك البُعد المتعلّق بحق «القوات اللبنانية» في التمثيل، شأنها شأن بقية الأطراف السياسية، وفقاً لوزنها التمثيلي، ومن دون أي زيادة أو نقصان.

ثانياً، هناك البُعد المرتبط بالرؤية السيادية والإصلاحية للحكومة، ومدى قدرتها على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار و»اتفاق الطائف» بكل بنوده في كل المناطق اللبنانية.

ثالثاً، يرتبط الأمر بوزارة المال ودورها في المرحلة المقبلة، بحيث لا تكون عائقاً أمام التوجّهات الإصلاحية للحكومة. وهناك ثلاث نقاط أساسية قَيد النقاش في هذا الإطار».

دعم قطري

في هذه الأجواء، أكّد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنّ زيارته للبنان (أمس) «هي زيارة دعم من دولة قطر للبنان، وقطر ستكون حاضرة بملف إعادة إعمار لبنان»، وقال: «نتطلع لاستكمال تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وتحقيق آمال الشعب اللبناني، وأكّدنا التزام دولة قطر باستمرار دعم القوات المسلحة اللبنانية، ونشدّد على ضرورة تطبيق القرار 1701 ليستعيد لبنان سيادته، كما أكّدنا أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب». وأكّد رفض «خروقات إسرائيل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وانتهاك الأجواء اللبنانية»، مشدّداً على أنّ “دولة قطر ستكون حاضرة في ملف إعادة إعمار لبنان”. وأشار إلى أنّه “منذ بداية العام الحالي تسير المؤشرات بشكل إيجابي في المنطقة، ونسعى إلى تحقيق كل بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ المرحلة الثانية».

وقد التقى آل ثاني كلاً من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس المكلّف نواف سلام. ودوّن في السجل الذهبي في القصر الجمهوري العبارة الآتية: «نسأل الله ان يظلل لبنان بالسلام، وان يمنّ على اهله بالخير والاستقرار، ونؤكّد انّ دولة قطر كما كانت دائماً، مستمرة في دعمها للبنان وشعبه الصامد».

ورحّب آل ثاني بانتخاب عون رئيساً للجمهورية، وقال: «مبارك للبنان سد الشغور الرئاسي بعد فترة طويلة، ونتمنى ان تكون هذه الخطوة نحو ترسيخ الأمن والاستقرار في لبنان. نتطلع اليوم إلى استكمال تشكيل الحكومة اللبنانية في القريب العاجل، وكافة الإجراءات الإصلاحية بما يحقق تطلعات الشعب اللبناني». واضاف: «نتطلع بعد تشكيل الحكومة الى النظر معها لكيفية العمل سوياً لتقديم الدعم لمؤسسات الدولة، والعمل على مشاريع مشتركة بين البلدين»

وخلال اللقاء، رحّب عون بالضيف القطري شاكراً له زيارته، وحمّله تحياته إلى امير دوله قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، منوّها بالدعم القطري للبنان في المجالات كافة، اضافة إلى دور قطر في ملء الفراغ الرئاسي من خلال عضويتها في اللجنة الخماسية. وقال: «انّ قطر كانت دائماً إلى جانب لبنان، وساعدت اللبنانيين في ظروف صعبة مرّ فيها بلدنا، ولن ينسى اللبنانيون ترداد عبارة «شكراً قطر» دائماً، ونتطلع إلى عودة الاخوة القطريين الى الربوع اللبنانية بين اهلهم وأصدقائهم». وثمّن عالياً المساهمة القطرية في دعم اقتصاد لبنان، لا سيما في مجال النفط والغاز، متمنياً «معاودة التنقيب قريباً بالتعاون مع شركة «توتال» الفرنسية». وجدّد عون شكره لـ«الدعم الذي قدّمته قطر ولا تزال للمؤسسة العسكرية، مما مكّنها من تعزيز الامن والاستقرار في البلاد».

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، في بيان من الدوحة ليل امس، أنّ رئيس الوزراء القطري أكّد للرئيس اللبناني «موقف قطر الداعم للجمهورية اللبنانية ووقوفها باستمرار إلى جانب شعبها». وكشفت أنّه «جدّد التزام قطر بتزويد لبنان بإمدادات الطاقة والغاز لتوليد الكهرباء».

وبدوره الرئيس بري شكر لقطر أميراً وحكومة وشعباً «وقوفهم الدائم والداعم للبنان في كافة الحقبات وعلى مختلف المستويات إنسانياً وإنمائياً ودعم المؤسسة العسكرية». وأطلع بري المسؤول القطري على «أجواء الإنتهاكات الإسرائيلية لإتفاق وقف إطلاق النار والقرار الأممي 1701، واتباع إسرائيل لسياسة التدمير الممنهج للقرى الحدودية مع فلسطين المحتلة وتحويلها الى أرض محروقة، ناهيك عن الإمعان بعدم تنفيذ الاتفاق وتعطيل عمل اللجنة الخماسية.» واكّد له أنّه سيزوده بتوثيق مفصّل عن كافة الإنتهاكات والخروقات الإسرائيلية اليومية لبنود الإتفاق.

اما الرئيس ميقاتي فعبّر عن «الشكر لوقوف قطر الدائم إلى جانب لبنان ونصرة قضاياه، ودعمها المستمر له على الصعد كافة». وشدّد على»أنّ الأولوية في هذه المرحلة هي لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من المناطق التي لا يزال فيها في الجنوب، ووقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وتدمير مقوماته وبناه التحتية».

وإذ دعا آل ثاني الرئيس المكلّف لزيارة الدوحة في أقرب فرصة ممكنة، شكره سلام على زيارته للبنان، مقدّراً استعداد الدوحة لمساندة لبنان في هذه المرحلة. وأبدى تفاؤله بعودة «الحرارة» إلى العلاقات مع «الأشقاء العرب»، بما سينعكس إيجاباً على إعادة الاعمار وجذب الاستثمارات إليه».

خروقات

من جهة ثانية، واصلت أمس إسرائيل خرقها اليومي لاتفاق وقف اطلاق النار في منطقة الجنوب، فأحرق الجيش الاسرائيلي عدداً من المنازل بين بلدتي رب ثلاثين والطيبة. ونفّذ عملية نسف كبيرة لمعمل لتكرير مياه الصرف الصحي في سهل مرجعيون في اتجاه كفركلا على الحدود. فيما ألقت «درون» إسرائيلية قنابل صوتية قرب عناصر «الهيئة الصحية الاسلامية»، أثناء محاولتهم انتشال جثامين شهداء في بلدة عيتا الشعب، وفتح الطرق، وذلك لمنعهم من استكمال مهمّتهم.

وقبل نحو اسبوعين من انتهاء الهدنة الممددة في 18 من الجاري والتي ينبغي ان تنسحب إسرائيل خلالها من المناطق الحدودية التي احتلتها، لفت أمس قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مشاركته في مؤتمر الشرق الأوسط الرابع عشر لنادي «فالداي» للحوار، وقال: «نرى أنّ إسرائيل تخطّط للبقاء بعد توغلها في لبنان وسوريا».

********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

ضغط أميركي على التأليف.. وتفاهمات شباط تتأثر بتسارع المتغيرات

رئيس الوزراء القطري لدعم الإعمار بعد الحكومة وتزويد لبنان بالغاز والكهرباء.. وواشنطن ملتزمة وقف النار

 

ينتظر زعماء المنطقة، والمسؤولون في لبنان النتائج التطبيقية لقمة الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا سيما في ما يتعلق بهدنة غزة، ومراحل التفاوض لاطلاق الاسرى، ووقف النار في لبنان، والالتزام الاسرائيلي بالمهلة الممددة حتى 18 شباط الجاري.

ولئن كان المقربون من ترامب، من مستشار الامن القومي الى الموفد الدبلوماسي الى منطقة يشددون على ان لا تراجع عن الذي تحقق سواءٌ في غزة او لبنان، وأن الرئيس عند كلمته (في اشارة الى ترامب وتعهداته)، فإن الاتصالات الدبلوماسية الجارية تؤكد ان الدول الغربية والولايات المتحدة تتابعان مسالك تأليف الحكومة الجديد، نظراً لما يترتب عليها في المرحلة المقبلة، بما يحضّر لترتيبات الوضع في الشرق الاوسط.

ومن المؤكد ان المجريات الاقليمية والدولية ذات انعكاس على مسار تأليف الحكومة.. وسط غموض استمر في ظل الخلافات حول الحصص والتسميات، لا سيما من جهة التمثيل المسيحي والسني، وحيث بلغ الخلاف حد تهديد القوات اللبنانية بعدم لمشاركة وعدم منح الحكومة الثقة.

وكشف مصدر نيابي بارز في المعارضة أن إجتماعا قريبا سيعقد لقوى المعارضة بعيداً من الإعلام من أجل تقييم عملية تأليف الحكومة وكيفية التعاطي معها وإن كانت المعايير المتبعة تسري على الجميع من دون إستثناء.

وعلمت «اللواء» من مصادر سياسية مطلعة أن الإتصالات الحكومية نشطت في الساعات القليلة الماضية من أجل تذليل العقبات أمام ولادة الحكومة وأكدت أن هذه الاتصالات لم تتوقف وشملت الجهات التي لا تزال تملك تحفظات ولاسيما القوات. ولفتت المصادر نفسها إلى أن قسما منها تتم من الخارج.

وأوضحت أن من بين الاقتراحات المتداولة لمعالجة عقدة تمثيل القوات هي اما استبدال أحد الأسماء في الوزارات السيادية ونسبة السير بهذا الاقتراح ضئيلة، في حين أن اقتراح منح الشخصية التي تسميها القوات موقع نيابة رئاسة الحكومة فهو محور بحث وهناك محاولة تتم لإقناع هذا الفريق على أن تتبلور الصورة في اليومين المقبلين.

وقالت انه بالنسبة إلى اسم الوزير الشيعي الخامس فيبدو ان هناك تفاهما جرى بشأنه ولم يعترض عليه الثنائي الشيعي وهذا لا يعني أنه يحظى بتأييده، اما مشكلة التمثيل السني فهناك جهد يبذل من اجل معالجتها.

وأوضحت انه في حال تلاقت هذه الحلول قريبا فإن ذلك مؤشر إلى قرب ولادة الحكومة، لكن هناك من استبعد ولادة وشيكة وقالت إن الموعد ارجىء إلى الأسبوع المقبل.

وفي السياق نفسه، لم يخرج لقاء رئيس الحكومة المكلف مع وفد من تكتل الاعتدال الوطني بأي جواب حول تمثيل وزير يسميه. وعلمت اللواء ان الرئيس المكلف لم يعد الوفد بشيء وقال أنه يريد جوجلة الأمور وبعض الأسماء.

وأكد نائب التكتل أحمد رستم في تصريح لـ «اللواء» أن من حق التكتل أن يسمي شخصية لتولي حقيبة داخل الحكومة، وأشار إلى أن هذا التكتل لعب دورا أساسيا في القضايا الوطنية وكان خارج الاصطفافات ولم يقبل بتهميش أي كتلة.

ورأى أن من حق عكار أن يكون لها وزير فهي جزء من هذا الوطن وتزخر بالطاقات والكفاءات.

وردا على سؤال عن دعم أحد الأسماء للتوزير، أوضح النائب رستم ان هناك أسماء تتمتع بالكفاءة وهي من خارج منطقة عكار وتنطبق عليها مقولة الشخص المناسب في المكان المناسب، وقال أنه يدعم توزير القاضي هاني حجار نظرا إلى شفافيته واسمه مطروح من قبل التكتل.

لكن المصادر المتابعة تعتقد ان ملف تأليف الحكومة بقي على مسار الثبات الايجابي بخلاف ما يقال، وتؤكد مصادر لبنانية وازنة ان واشنطن تضغط باتجاه منع تشكيل الحكومة بالصيغة التي اتفق فيها رئيس الحكومة المكلف نواف سلام مع الثنائي الشيعي، وتجري محاولات للمقايضة بين مشاركة الثنائي في الحكومة بأربعة وزراء محسوبين عليه وتحديدا على حركة أمل، مقابل وزير شيعي خامس «ملك» هو في الحقيقة حصان طروادة في مواجهة الثنائي ونوعا من البروفة لهدفين، الأول: لسحب بساط حصر الصوت الشيعي في ثنائي «أمل-الحزب» فقط، فيما الهدف الثاني للترويج بأن هناك إمكانية لتطعيم المجلس النيابي بأصوات شيعية معارضة للثنائي في الانتخابات النيابية المقبلة… فيما الأهم من وجهة نظر المصادر هو محاولة تسويق إمكانية انتخاب رئيس للمجلس من خارج الثنائي في حال نجح الرئيسان سلام وعون في فرض الوزير الشيعي الخامس كمعارض للثنائي ومن قلب بيئته في الجنوب او البقاع.

وتقول المصادر ان هناك مسعى تم إفشاله بتوزير شخصية تنتمي لعائلة شيعية كبرى في وزارة خدماتية من أجل تجيير الأصوات لاحقا في الانتخابات النيابية المقبلة لصالح لوائح تضم شخصيات معارضة للثنائي.

دعم قطري متجدِّد

عربياً، وصل مساء امس الى بيروت رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، والتقى الرؤساء الثلاثة: جوزاف عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، والرئيس المكلف.

واكد المسؤول القطري من بعبدا ان زيارته هي زيارة دعم من دولة قطر للبنان، مشدداً على تطبيق القرار 1701، والالتزام بتنفيذ وقف النار، مشدداً على جهوزية بلاده للمساهمة في الاعمار، بعد تأليف الحكومة.

واكد رفض «خروقات إسرائيل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وانتهاك الأجواء اللبنانية»، وشدد على ان «دولة قطر ستكون حاضرة بملف إعادة إعمار لبنان».

وتابع : ستكون قطر كما كانت من قبل حاضرة على مستوى الدعم الاقتصادي واعادة الاعمار ونتطلع الى تشكيل الحكومة ليتم بحث كافة الملفات. وقطر ستساعد في القطاعات التي ترى ان لبنان بحاجة للمساعدة فيها.

واوضح انه «منذ بداية العام الجاري تسير المؤشرات بشكل إيجابي في المنطقة، ونحن نسعى إلى تحقيق كل بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ المرحلة الثانية».

وثمَّن الرئيس عون دور قطر، وقال: نثمن عالياً الدور القطري في دعم اقتصاد لبنان، لا سيما في قطاع النفط والغاز ونتطلع الى استئناف اعمال التنقيب قريباً بالتعاون مع توتال.

ثم زار رئيس الوزراء القطري والوفد المرافق، وبحضور السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وسفيرة لبنان لدى قطر فرح بري الرئيس بري، حيث جرى عرض الاوضاع العامة والعلاقات الثنائية.

وشكر الرئيس بري قطر اميراً وحكومة وشعباً على دعمها للبنان في مختلف المجالات، ودعم المؤسسة العسكرية.

وابلغ بري المسؤول القطري انه سيزوده بكافة الانتهاكات والخروقات الاسرائيلية اليومية لبنود الاتفاق.

وبعدها زار الرئيس المكلف نواف سلام. وخلال اللقاء اكد رئيس الوزراء القطري «استعداد بلاده لمواصلة دعم لبنان في مختلف المجالات، داعيا الرئيس سلام الى زيارة الدوحة في أقرب فرصة ممكنة». وشكر الرئيس سلام رئيس الوزراء القطري على زيارته للبنان، مقدرا استعداد الدوحة لمساندة لبنان في هذه المرحلة، مبديا تفاؤله بـعودة الحرارة الى العلاقات مع الأشقاء العرب، بما سينعكس ايجابا على اعادة الاعمار وجذب الاستثمارات اليه».

كما زار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.

وخلال الاجتماع عبر ميقاتي عن شكره لوقوف قطر الدائم الى جانب لبنان، معتبراً ان الاولوية اليوم هي لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من المناطق التي لم تنسحب منها بعد في الجنوب، ووقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان وتدمير مقوماته وبناه التحتية.

وذكرت وزارة الخارجية القطرية مساء امس ان رئيس الوزراء القطري جدد امس التزام بلاده بتزويد لبنان بامدادات الطاقة والغاز لتوليد الكهرباء.

اعتراضات وخلافات حكومية

وفي السياق الحكومي، أكّد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النّائب غياث يزبك ان «حزب القوّات لن يشارك في الحكومة المرتقبة وسيحجب الثّقة عنها إذا لم يتلق التّوضيحات التّي يحتاجها لأنّه لا يريد المساهمة في غرق العهد منذ بدايته»، مشيراً الى ان «حزب القوات لم يحسم موقفه النهائي بعد بانتظار ما سيقدمه الرئيس المكلف وهو منفتح على أي خطوات من شأنها إنجاح العهد وإنقاذ البلد».

كما سجل اعتراض ارمني على التمثيل حيث صدر عن حزب الطاشناق بيان قال فيه:«شعار تفادي تحويل الحكومة إلى مجلس نيابي أو ملّي مصغّر لا يجوز أن يُترجم إلى إنزال أسماء وشخصيات لا تمت بصلة بالمجتمعات التي تمثّلها، وفرضها على تلك المجتمعات. وحرصًا منّا على نجاح الرئيس المكلّف في تأليف حكومة تحظى بثقة مجلس النوّاب بأكثرية مريحة تمكنها من العمل، وبثقة شعبية تحاكي الإرتياح الذي منحه خطاب القسم، فإنّنا ندعو الجميع إلى مقاربة عملية تأليف الحكومة بروحيّة تعاون وتسهيل مهمة رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف. كما ندعو الرئيس نوّاف سلام إلى مقاربة التأليف بمعايير موحّدة، تضمن مؤازرة القوى النيابية والسياسية والشعبية لمسيرة عمل حكومته العتيدة».

وقال النائب ميشال الدويهي «حتى اللحظة، وإن بقيت التشكيلة كما نسمع، فلا حاجة لانتظار إعلانها، إو لبيانها الوزاري: لا ثقة بالمنهجية الحالية ولا ثقة بالمعايير الموضوعة، والأهم من ذلك كله، لا ثقة بحكومة يشارك فيها فريق الثنائي بوزارة المالية فريق عمّق الانهيار وساهم بالفساد، وعقّد الحياة السياسية اللبنانية، وكان ولا يزال ممسكاً بمفاصل هذه الوزارة، فيما اللبنانيون ما زالوا يدفعون أثمان الانهيار الاقتصادي والكوارث والحروب التي خلّفها».

ورد عليه زميله مارك ضو فعدد 5 انجازات في الحكومة المرتقبة، وقال: آن أوان ان تدركوا حجم الانتصارات بهذه الحكومة، ولا تنغّصوا فرحتكم بهواجس من مرحلة سابقة، وتعلموا إن ما تكسبونهم هو أحلامكم منذ عشرات السنوات، أنا أؤيّد الرئيس نواف سلام ومعه لإنجاز هذه الحكومة وبسرعة لما فيها مصلحة لبنان وخطوات كثيرة نحو الدولة التي نطمح لها».

اما رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، فأكد حرصه «على تأليف الحكومة ونجاح العهد»، مبديا تخوفه من «التعثر في التأليف». وقال في مؤتمر صحافي عقب اجتماع تكتل «لبنان القوي»: لا نقبل بالتجاوزات والهدف الوصول الى حكومة فاعلة تنفذ خطاب القسم، والحكومة ستكون غير عادية وأمامها تحديات سياسية.

وقال: حريصون على تأليف الحكومة ونجاح العهد وأصبح لدينا خوف من التعثر في التأليف، وهناك من يهمس بالسر أنه يجب أن نمنع أن نعطي التيار مع أي فريق آخر امكانية الثلث المعطل، ونحن نريد للحكومة النجاح ولا مصلحة لدينا بانهيار البلد ونحن لسنا حلفاء مع الثنائي الشيعي لتطيير الحكومة ولسنا حلفاء مع المعارضة.

وتابع باسيل: طالبنا بأمر أساسي هو وحدة المعايير وحصلت مخالفات كثيرة ولسنا مع منح وزارة المال إلى الشيعة. نحن لسنا حلفاء مع الثنائي الشيعي لتطيير الحكومة ولسنا حلفاء مع المعارضة، ونحن مع عدم عزل وعدم استهداف أي مكون وتحديدا الشيعة ولكن هذا لا يعني إعلائهم عن غيرهم في التسمية وإعطائهم ما لا يعطى لغيرهم تعويضا لهم عن الحرب والتمسك بالتمثيل السياسي لا يعني تسمية وزراء من دون كفاءة.

ومساءً اجتمع الرئيس المكلف مع تكتل الاعتدال، وجرى البحث في كيفية توزيره في الحكومة.

وفي خطوة، قد لا تكون بعيدة عن مشاركة الحزب في الحكومة العتيدة، فرضت استراليا عقوبات على الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، واستنكر الحزب القرار «الظالم» ووصفه بأنه يشكل انحيازاً واضحاً «للكيان الصهيوني وتغطية على عدوانه وارهابه».

الجنوب ينتظر ارتاغوس

في ماخصّ تطورات الجنوب، نُقل عن بعض الأوساط الديبلوماسية في بيروت أن تأجيل زيارة المبعوثة الأميركية للبنان مورغان بيتاغوس الى يوم غد الخميس وربما الى ما بعده، مردّه إلى انتظار لقاء ترامب – نتنياهو لتنقل حصيلته إلى المسؤولين اللبنانيين وتقرير الموقف.

وقدمت وزارة الخارجية والمغتربين عبر بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ردا على خرق إسرائيل للقرار 1701، ولإعلان وقف الأعمال العدائية، وتجاهلها التام لإلتزاماتها ذات الصلة بترتيبات الأمن المعززة تجاه تنفيذ القرار 1701. ودعا لبنان مجلس الأمن، لا سيما الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية، إلى إتخاذ موقف حازم وواضح إزاء هذه الإنتهاكات المتكررة، والعمل على إلزام إسرائيل بإحترام إلتزاماتها. كما طالب بتعزيز الدعم للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، لضمان حماية السيادة اللبنانية وسلامة المواطنين اللبنانيين.

ميدانياً، انتشر الجيش اللبناني صباح امس، في بلدة الطيبة بعد إعلانها محررة بشكل كامل من الاحتلال الاسرائيلي. وصدر عن بلدية الطيبة بيان دعت فيه الأهالي إلى التعاون مع عناصر الجيش وتوجيهاته لأزالة آثار العدوان. وقالت:حمى الله الوطن والبلدة من كل سوء ورحم الله الشهداء وشافى الجرحى وعودة الأسرى سالمين بأذن الله.

كما تحررت مساء امس الاول بلدة بني حيان من رجس الاحتلال ، برغم قنابل المحلقات الاسرائيلية التي لم تمنع نبض الحياة بالعودة الجزئية لأهلها رغم حجم التدمير في منازلها ومنشئاتها المدنية.

لكن جيش الاحتلال واصل جرائمه فأقدم على نسف معمل تكرير مياه الصرف الصحي في سهل مرجعيون في اتجاه كفركلا.. وإحراق عدد من المنازل بين رب ثلاثين والطيبة. واطلقت مسيرة اسرائيلية قنبلتين صوتيتين في اجواء بلدة الجبين. كما اقدمت قوات العدو الإسرائيلي منذ الصباح الباكر على تجريف الأشجار والأراضي الزراعية وإحراق بعض المنازل في بلدة حولا من الجهة الشرقية.

وبعد الظهر لم يوقف العدوالاسرائيلي اعتداءاته على قرى الجنوب، حيث القت درون معادية ثلاث مرات قنابل على عناصر الهيئة الصحية الإسلامية أثناء انتشالهم جثامين الشهداء في بلدة ‌عيتا الشعب وحالت دون اتمام العملية، من خلال القاء القنابل. ولم يصب أحد باذى.

ودهمت قوات العدو الصهيوني عدد من المنازل في الجزء الشرقي من بلدة يارون، وسط إطلاق رشقات نارية بشكل متقطع.

كما اجتازت قوة معادية الصهيونية الخط الحدودي في محور مزارع شبعا، تضم 6 الدبابات وآليات، وتوغلت عصراً ، من جبل سدانة وكفرشوبا بإتجاه طريق بلدة كفرحمام وسط اطلاق رشاقات رشاشة مكثفة، علما ان الجيش اللبناني انتشر في البلدتين الاسبوع الماضي. وقطع الجيش الطريق الرئيسية التي تربط بين كفرحمام وراشيا الفخارمنعاً لتقدم القوة، ثم عادت القوة ادراجها بعد نحو ساعتين.

ونفذ جيش الاحتلال عند الغروب تفجيراً في بلدة العديسة تلاه تفجير كبير في يارون.وتفجيرمنازل في عيترون.ونفذت طائراته غارات وهمية في اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الحكومة هذا الأسبوع.. وقطر ستساهم في اعادة الإعمار

 

رغم مجموعة العقد التي احاطت القوى السياسية الرئيس المكلف نواف سلام بها، فان الحكومة ستبصر النور هذا الاسبوع ، بعد ان يكون سلام ذلل كل العقبات . وخصوصا من قبل القواتاللبنانية و”التغييريين” او بعضهم وصولا الى الاعتراض السني ، فالتيار الوطني الحر. في السياق، عقد رئيس التيار النائب جبران باسيل  مؤتمرا صحافيا، ابدى فيه تخوفه من تعثر تشكيل الحكومة ، وقال: لا نقبل بالتجاوزات والهدف الوصول الى حكومة فاعلة تنفذ خطاب القسم، مؤكدا أنه على “الحكومة ان تستند على اسس تمثيل سياسية ومجتمعية صلبة اي مدعومة من كتل نيابية ثابتة وليس من جماعات وافراد متحركة ومتلونة، فلا يجوز التنكر للتجربة المرة للحكومتين الاخيرتين في موضوع التكنوقراط”.

 

وامس زار وفد تكتّل الإعتدال المؤلف من النائبين وليد البعريني ومحمد سليمان الرئيس المكلف  في محاولة لتذليل العقدة السنية، بينما لوح النائب بلال بدر بحجب الثقة عن الحكومة.

 

وتوازياً، وفي حين بدأ رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني زيارة إلى بيروت، يواصل الجيش اللبناني انتشاره جنوبا على وقع خروقات اسرائيلية مستمرة.

 

اعتراض القوات: على ضفة التشكيل اذاً مراوحة سلبية. قواتيا، وفي وقت تتواصل المفاوضات بين سلام وموفد معراب حول دور الحكومة وكيفية نزع الالغام من دربها للقيام بعملها من جهة وتمثيل القوات بأوزانها الفعلية من جهة ثانية، أكّد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النّائب غياث يزبك ان “حزب القوّات لن يشارك في الحكومة المرتقبة وسيحجب الثّقة عنها إذا لم يتلق التّوضيحات التّي يحتاجها لأنّه لا يريد المساهمة في غرق العهد منذ بدايته”.

 

اعتراض ارمني

 

الارمن ايضا غير راضين، حيث صدر عن حزب الطاشناق بيان قال فيه “شعار تفادي تحويل الحكومة إلى مجلس نيابي أو ملّي مصغّر لا يجوز أن يُترجم إلى إنزال أسماء وشخصيات لا تمت بصلة بالمجتمعات التي تمثّلها، وفرضها على تلك المجتمعات . وحرصًا منّا على نجاح الرئيس المكلّف في تأليف حكومة تحظى بثقة مجلس النوّاب بأكثرية مريحة تمكنها من العمل، وبثقة شعبية تحاكي الإرتياح الذي منحه خطاب القسم، فإنّنا ندعو الجميع إلى مقاربة عملية تأليف الحكومة بروحيّة تعاون وتسهيل مهمة رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف. كما ندعو الرئيس نوّاف سلام إلى مقاربة التأليف بمعايير موحّدة، تضمن مؤازرة القوى النيابية والسياسية والشعبية لمسيرة عمل حكومته العتيدة”.

 

خلاف تغييري

 

الخلاف وصل الى البيت التغييري. النائب ميشال الدويهي قال “حتى اللحظة، وإن بقيت التشكيلة كما نسمع، فلا حاجة لانتظار إعلانها، إو لبيانها الوزاري: لا ثقة بالمنهجية الحالية ولا ثقة بالمعايير الموضوعة، والأهم من ذلك كله، لا ثقة بحكومة يشارك فيها فريق الثنائي بوزارة المالية فريق عمّق الانهيار وساهم بالفساد، وعقّد الحياة السياسية اللبنانية، وكان ولا يزال ممسكاً بمفاصل هذه الوزارة، فيما اللبنانيون ما زالوا يدفعون أثمان الانهيار الاقتصادي والكوارث والحروب التي خلّفها”. اما زميله مارك ضو فعدد 5 انجازات في الحكومة المرتقبة، وقال: آن أوان ان تدركوا حجم الانتصارات بهذه الحكومة، ولا تنغّصوا فرحتكم بهواجس من مرحلة سابقة، وتعلموا إن ما تكسبونهم هو أحلامكم منذ عشرات السنوات، أنا أؤيّد الرئيس نواف سلام ومعه لإنجاز هذه الحكومة وبسرعة لما فيها مصلحة لبنان وخطوات كثيرة نحو الدولة التي نطمح لها”.

 

انتشار وخروقات

 

على صعيد آخر وفي الجنوب، وعشية زيارة ستقوم بها المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت، اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان “انتشرت وحدات عسكرية في بلدة الطيبة – مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism).

 

مجلس الأمن الدولي ردا على خرق إسرائيل للقرار 1701، ولإعلان وقف الأعمال العدائية، وتجاهلها التام لإلتزاماتها ذات الصلة بترتيبات الأمن المعززة تجاه تنفيذ القرار 1701. ودعا لبنان مجلس الأمن، لا سيما الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية، إلى إتخاذ موقف حازم وواضح إزاء هذه الإنتهاكات المتكررة، والعمل على إلزام إسرائيل بإحترام إلتزاماتها. كما طالب بتعزيز الدعم للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، لضمان حماية السيادة اللبنانية وسلامة المواطنين اللبنانيين.

 

قضاء حازم

في المواقف، حضَّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون المحامين على استلهام حصانتهم من اخلاقهم، والعمل وفق كرامتهم وقناعاتهم، لتحقيق المصلحة العامة. ودعا الى ان يكون القضاء حازماً وعادلا ويعمل باستقلالية بعيدا عن التدخلات السياسية. وقال:”حتى لو كان الامن مضبوطاً ولم يكن هناك قضاء يحاكم، تغيب المحاسبة”، معتبراً أن القضاء والامن هما أساس إعادة بناء الوطن ومؤسساته، وبتحصينهما نرسل إشارة جيدة للعالم عما يتحقق في لبنان، لاعادة بناء جسور الثقة معه”. وأكد الرئيس عون حرصه على إتمام التحقيقات في ملف تفجير مرفأ بيروت حتى النهاية، مؤكداً عدم قبوله بتبرئة ظالم، أو بظلم بريء. كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله نقيب المحامين فادي المصري على رأس وفد من النقابة، جاؤوا لتهنئته بانتخابه رئيسا للجمهورية. وجرى في خلال اللقاء عرض عمل نقابة المحامين، والتحديات التي تواجهها.

كما التقى الرئيس عون وفدا من بلدية العيشية، بلدة رئيس الجمهورية، برئاسة رئيس البلدية العميد جان عفيف.

وفي قصر بعبدا، المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا ونائبه العميد حسن شقير حيث تم عرض الأوضاع الأمنية في البلاد في ضوء التطورات الأخيرة.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

سلام مستمر في مسار التأليف رغم انتقادات «الشركاء»… والحكومة هذا الأسبوع

مصادر مقربة تضع الحملة في خانة رفع السقوف: القطار يسير وحماسة دولية للتشكيلة

بيروت: كارولين عاكوم

 

لا يزال رئيس الحكومة المكلف نواف سلام يسير قدماً في عملية تأليف الحكومة، التي تؤكد مصادره أنها ستبصر النور هذا الأسبوع، رغم الانتقادات والحملة التي تشنّ عليه في الساعات الأخيرة، ولا سيما من قِبل الكتل والنواب الذين سمّونه في الاستشارات النيابية لاختلافات في وجهات النظر حول كيفية إدارة مباحثات التشكيل.

 

وتدور هذه الانتقادات في خانة المطالب والشروط التي يضعها كل طرف للحصول على حصة في الحكومة، وهي التي تضعها مصادر مقربة من سلام في خانة «الضغوط الإضافية التي لا تقدم ولا تؤخر»، مؤكدة «أن القطار يسير والحكومة التي تلقى دعماً وحماسة دولية سترى النور هذا الأسبوع، وهذه الحملة المبرمجة عليه لعلمهم أن تأليف الحكومة بات في مراحله الأخيرة».

 

وفي حين تؤكد المصادر أن المباحثات مستمرة مع كل الأفرقاء مع تمسك الرئيس المكلف بالمعايير التي وضعها، تستغرب الحملة التي لن تغير شيئاً، من قبل «الشركاء»، وتسأل «إذا اعتذر سلام فمن سيكون الخيار البديل؟».

 

وبعدما باتت الحكومة التي ستتألف من 24 وزيراً رشّحت أسماءهم الكتل النيابية، شبه جاهزة مع تجاوز سلام ما تُعرف بـ«عقدة الثنائي الشيعي» (الحزب وحركة أمل) الذي يطالب بالحصول على حصة من خمسة وزراء ضمنها وزارة المال، أصبح الاصطدام اليوم بعقدة القوى المسيحية، وتحديداً «التيار الوطني الحر»، وحزب «القوات اللبنانية» الذي يطالب بوزارة الخارجية، ويدعو إلى «وحدة المعايير»، فيما تؤكد مصادر سلام على أن المباحثات مع «القوات» ومع كل الأفرقاء مستمرة، ولا بد من الوصول إلى حل.

 

ودعا رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الرئيس المكلف «الذي كان رئيساً لمحكمة العدل أن يعتمد العدل في تشكيل الحكومة»، مشدداً على أنه «من الضروري الأخذ بعين الاعتبار أن تراعي الحكومة المرتقبة التوازنات النيابية؛ لأنها تحتاج إلى دعم مجلس النواب وثقته». ولفت إلى أنه لا يسعى إلى الحصول على الثلث المعطل مع أي فريق آخر، وقال: «الحزبي لا يعني أنه ميليشياوي بالضرورة، ويجب أن تستند تسمية الوزراء على تمثيل سياسي مدعوم من كتل نيابية». وأكد في الوقت عينه: «نحن من الداعمين لرئيس الجمهورية وللرئيس المكلف، ولا يمكن أن نسهم في تطيير الحكومة الأولى للعهد».

 

«القوات» تهدد بعدم منح الحكومة الثقة

وفيما أكدت مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط» أن المشاورات مستمرة مع رئيس الحكومة المكلف، رافضة «التداول بالتفاصيل بالإعلام»، قال النائب في الكتلة غياث يزبك، أن «(القوات) لن يشارك في الحكومة المرتقبة وسيحجب الثّقة عنها إذا لم يتلق التوضيحات التي يحتاجها»، مشيراً إلى أن «(القوات) لم يحسم موقفه النهائي بعد، بانتظار ما سيقدمه الرئيس المكلف، وهو منفتح على أي خطوات من شأنها إنجاح العهد وإنقاذ البلد».

 

وأوضح يزبك في حديث إذاعي أن «المعضلة أعمق من نوعية وعدد الحقائب، فـ«القوات» يطالب بمعرفة وجهة الحكومة، وأول استحقاق أمامها حول القرار «1701» في اليوم التالي للثامن عشر من فبراير (شباط)، أما المهمة الثانية فهي إصلاحية، وهذا ما يحتم ألا نبدأ بحكومة عرجاء، بالإضافة إلى الاعتراض على معايير الرئيس المكلف والكيل بمكيالين، حيث فرض كل «الحزب» و«حركة أمل» أسماء وزراء فرضاً على سلام.

 

واتهم يزبك سلام بإقصاء «القوات»، سائلاً: «على أي أساس يُقصينا الرئيس سلام فيما يُلبي مطالب الآخرين؟ وكيف ستكون علاقة الحكومة مع مجلس النواب وسط سيل الاعتراضات على التشكيلة الحالية؟».

 

كذلك دعا حزب «الطاشناق» سلام «إلى مقاربة التأليف بمعايير موحّدة، تضمن مؤازرة القوى النيابية والسياسية والشعبية لمسيرة عمل حكومته العتيدة»، فيما دعا النائب ميشال دويهي الرئيس المكلف إلى «إعادة تصحيح المسار»، رافضاً التسليم بتوزير مرشح الثنائي في وزارة المالية، ومؤكداً أنه «لا ثقة بحكومة يشارك فيها (الثنائي).

 

لقد خضنا معركة شرسة، أنا ورفاقي، لإيصال نواف سلام لرئاسة الحكومة، ونحن عن قناعة راسخة بأنه، بشخصيته وخبرته ونزاهته، يمتلك القدرة على الإسهام في تمهيد الطريق أمام خطاب القسم الرئاسي، الذي حظي بتأييد واسع من اللبنانيين، وعلى المباشرة بتطبيق كل القرارات الدولية، ومنها (1701)…».

 

«الكتائب» يحذر من أي معادلة لشلّ عمل الحكومة

من جهته، حذّر حزب «الكتائب» من استخدام توقيع وزير المال، والتمثيل الطائفي، والثلث المعطل لشل عمل الحكومة. وعدّ «الكتائب» في بيان بعد اجتماع مكتبه السياسي برئاسة النائب سامي الجميل أن «المنحى الذي بدأت تأخذه عملية تشكيل الحكومة، والشروط التي توضع، والمطالب التي تبرز ليست مريحة ولا تصب في مصلحة لبنان ولا العهد»، وشدّد على أنه «أخذ عهداً على نفسه بأن يكون غير معرقل لتشكيل الحكومة، وأن يواكب مهمة التشكيل بإيجابية على أن تكون التركيبة متجانسة أمام الملفات الكبرى التي تنتظرها، وأن تأتي خالية من أي أفخاخ داخلية تقوّض عملها، حرصاً على انطلاقة سريعة للعهد، وكسباً لثقة الداخل والخارج». ومن هنا يجدد تحذيره للرئيس المكلف ورئيس الجمهورية من أي معادلة يمكن أن تُستخدم لشل عمل الحكومة، مثل استخدام توقيع وزير المال، والتمثيل الطائفي، والثلث المعطل لتقويض عمل الحكومة. وتبقى الأولوية، بداية ونهاية، حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، ليبقى السلاح بيد الجيش وقوى الأمن الداخلي حصراً.

 

ضو لإدراك حجم الانتصارات في حكومة سلام

وعلى وقع الحملة التي شنّت على سلام في الساعات الأخيرة، دعا النائب مارك ضو، المقرب من سلام والمطلع على مباحثات التأليف، الأصدقاء والحلفاء، إلى أن يدركوا حجم الانتصارات بهذه الحكومة، وألا ينغصوا فرحتهم بهواجس من مرحلة سابقة، وأن يعلموا أن ما يكسبوه هو أحلامهم منذ عشرات السنوات.

 

وأوضح ضو عبر منصة «إكس»، مشيراً إلى أن هذه الانتصارات تتمثل بعدة أمور في حكومة سلام، أبرزها، أنه «لأول مرة منذ 1990 لن يكون هناك أي شرعية بالبيان الوزاري لسلاح خارج الدولة والأجهزة الأمنية، ولن يكون هناك احتكار لوزراء طائفة من قبل الثنائي أو أي فريق طائفي آخر، ولن يكون هناك ثلث معطل يهدد به رئيس الحكومة، ويخضع به لإرادة أحزاب تهيمن على حكومته».

ولفت إلى أنه في حكومة سلام: «لن يفرض، لأول مرة منذ عام 2008، الثنائي أو أي فريق آخر على رئيس الحكومة أي اسم وزير، بل يطرح الكل اقتراحات أو يقدم لرئيس الحكومة خيارات، ويقرر الرئيس المكلف هو التشكيل بالصيغة النهائية».

 

وبعدما بات معلوماً أنه تم الاتفاق بين سلام و«الثنائي» على تولي الوزير السابق ياسين جابر وزارة المالية، ذكر ضو أن للأخير مواقف معروفة ضدّ «الحزب» وأُبعد عن لوائح حركة «أمل الانتخابية» عام 2022، وأن كل أمواله وثروة عائلته خارج لبنان وعُرضة لعقوبات إدارة ترمب، وصاحب خبرة تشريعية، وعلاقات خارجية، ومالية واقتصادية».

***************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن

عون دخل على خط معالجة اعتراض “القوات اللبنانية”

انفراج ليلي على مسار تشكيل الحكومة

 

من دون أن يشكِّل التطور المستجِد أي مفاجأة للعاملين على خط التشكيل، وللمعنيين به، كان لافتاً في بحر نهار أمس تقدّم مسار الاعتراضات على حساب مسار التأييد، وهذان المساران تميزا بالتنوّع ولم يأتيا من فريق واحد.

ولكن ليلاً علمت “نداء الوطن” من مصادر قريبة من الرئيس المكلف نواف سلام أن الأجواء بالنسبة إلى العديد من المسائل مريحة وتتجه إلى الحلحلة، وأكدت هذه المصادر أن التواصل مع “القوات اللبنانية” قائم وإيجابي.


وكذلك ليلاً سجِّلَت المعطيات التالية: تكثفت الاتصالات إذ حاول القصر الجمهوري حل عقدة “القوات اللبنانية” بمعنى أنه إما أن تسمي “القوات” وزراء لحقيبة الاتصالات والطاقة وحقيبة أخرى ستُعرض عليها، أو قد يكون المخرج بمنحها حقيبة سيادية وتسمية الوزير بالتفاهم مع عون وسلام.

وبعد رفض الثنائي لمياء مبيض لتولي الحقيبة الشيعية الخامسة، هناك اسم شيعي آخر تم طرحه وينتظر أن يتم الجواب عليه، في وقت يتولى سلام حل العقد السنية بالتفاهم مع عون.

وفي سياق مسار التشكيل أيضاً، علمت “نداء الوطن” أن الاجتماع الذي عقد بين نائبي الاعتدال الوطني وليد البعريني ومحمد سليمان مع الرئيس سلام، انتهى إلى الاتفاق على عقد لقاءات أخرى لأن الامور لم تحسم، حيث أكد سلام أن مسألة توزيع الحصة الشيعية لم تنته وهناك بعض الإشكاليات، وأوضح سلام أنه عندما ينتهي من توزيع الحصتين الشيعية والمسيحية سيتم البحث في توزيع الحقائب والأسماء السنية، وباب النقاش مفتوح.

 

كيف تدرّجت المواقف نهاراً

رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، خرج عن صمته، فوجَّه سلسلة رسائل ضمَّنها انتقادات مبطَّنة إلى التغييريين من دون أن يسميهم فقال: “على الحكومة أن تستند إلى أسس تمثيل سياسية ومجتمعية صلبة، أي مدعومة من كتل نيابية ثابتة وليس من جماعات وأفراد متحركة ومتلونة”.

باسيل انتقد شيطنة الأحزاب فاعتبر أن “الحزبي لا يعني ميليشياوي بالضرورة بل هو ملتزم بقضية وبنظام وبالتالي هذه ليست تهمة ولا نقبل بشيطنة النضال الحزبي فتمنع صاحبه من الطموح”.

باسيل أوحى بالمشاركة في الحكومة، علماً أن أجواء سبقت المؤتمر كانت توقعت أن يعلن عدم مشاركة التيار، فقال: “نحن مستعدون لتحمل المسؤولية السياسية والوطنية بقدر ما نملك من قدرة على التأثير فلا نريد تحمل مسؤولية أشخاص من دون أن نؤثر عليهم”.

حزب الكتائب، بلسان باتريك ريشا، أكد الرغبة في المشاركة في الحكومة”.

 

مفاجأة النائب ميشال الدويهي

أما المفاجأة فكانت في موقف النائب ميشال الدويهي الذي أعلن عدم اقتناعه بالطريقة التي اعتمدها الرئيس المكلّف في مقاربة ملف التوزير ولا بمسار التنازلات المتتالية تحت عناوين الواقعية السياسية أو البحث عن نيل ثقة المجلس النيابي.

 

شروط النائب مارك ضو

من جهته، النائب مارك ضو أعلن أنه يجب ألا يتضمن البيان الوزاري أي التباس حول مسألة “جيش وشعب ومقاومة” والسلاح غير الشرعي. واعتبر ضو أنه في حكومة نواف سلام، ولأول مرة منذ 1990، لن يكون هناك أي شرعية في البيان الوزاري لسلاح خارج الدولة والأجهزة الأمنية، ولن يكون هناك احتكار لوزراء طائفة من قبل الثنائي أو أي فريق طائفي آخر، ولن يكون هناك ثلث معطل يهدد به رئيس الحكومة ويخضعه لإرادة أحزاب تهيمن على حكومته.

 

وهّاب واستهداف المسيحيين

الامتعاض من تهميش المسيحيين وصل إلى الوزير السابق وئام وهاب الذي رأى أنه من “غير المفهوم استسلام أصحاب التشكيلة لبعض القوى بدون نقاش، وفي الوقت نفسه استهداف المسيحيين ومحاولة التعدي عليهم. لو كانت معايير الكفاءة متبعة لما تكلمنا ولكن ناس بسمنة وناس بزيت أمر غير مقبول، تعزيز الوجود المسيحي ضمانة للبنان.

هذا السيل من المواقف المتلاحقة والمتباينة، من شأنه أن يخلط أوراق التشكيل، ويحتِّم إجراء قراءة متأنية للمواقف، سواء الثابتة أو التي شهدت تبدلات.

الاهتمام الأميركي

ومن باب الاهتمام بالملف اللبناني، يصل إلى بيروت غداً الخميس فريق عمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكوّن من المبعوثة الأميركية للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس وإيريك تراغر، ومن المتوقع أن يجتمعا مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام.

… واهتمام قطري

وفي سياق الاهتمام بلبنان أيضاً، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن في بيروت، وبعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اعتبر أنّ زيارته لبيروت هي زيارة دعم من دولة قطر للبنان، وقطر ستكون حاضرة بملف إعادة إعمار لبنان”، وتابع: “نتطلع إلى استكمال تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وتحقيق آمال الشعب اللبناني، وأكّدنا التزام دولة قطر باستمرار دعم القوات المسلحة اللبنانية، ونشدّد على ضرورة تطبيق القرار 1701 ليستعيد لبنان سيادته، كما أكدنا أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب”. الرئيس جوزاف عون أكد أمام الضيف القطري أن لبنان يتطلع إلى استئناف أعمال التنقيب قريباً بالتعاون مع توتال”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram