كشف مصدران روسيا مطلعان أن قمة قد تنعقد بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في السعودية أو الإمارات. ولم تكشف رويترز عن هوية المصدرين اللذين نقلت عنهما هذه المعلومات، نظرا لحساسية الموقف. كما لم يصدر عن الإمارات والسعودية والولايات المتحدة وروسيا، أي بيانات رسمية تؤكد ما أوردته الوكالة. فما الذي سيبحثه الرئيسان الاميركي والروسي في هذه القمة في ما لو انعقدت؟
السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ"المركزية" ان "التحضير لهذا اللقاء بدأ منذ فترة، لكن يبدو ان الامور وضِعت على نار حامية. اخر اجتماع بينهما كان في تركيا إلا ان هذا الاحتمال غير وارد اليوم. كما من الصعب ان يجتمعا في جنيف او أي مكان آخر من اوروبا او حتى في افريقيا بسبب مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين، لذلك تبقى السعودية والامارات الخيار الأفضل، خاصة وان المملكة أبدت مرارا استعدادها لجمع الرئيسين اللذين يعتبرا صديقين للسعودية، كما ان جدول الأعمال سيتطرق بالتأكيد إلى موضوع النفط، وبالتالي فإن السعودية خيار منطقي".
ويرى طبارة ان "الامور جدية بين الطرفين، لأن بوتين يستعمل طريقة المديح لجذب ترامب معتبراً أنه لو كان رئيساً للولايات المتحدة لما حصلت الحرب الاوكرانية. من جهته، ترامب يقوم بهجوم على الشخص، فقد قال عن بوتين الاسبوع الماضي بأنه يخرِّب روسيا، ومن ثم يهادنه من أجل التوصل إلى صفقة كما يقول في كتابه "فن الصفقات".
عن الأجندة التي ستبحثها القمة، يعتبر طبارة ان "ترامب سيسعى لإنهاء الحرب الاوكرانية وستكون القضية الاساس خاصة وأنه يلمح في كل تصريحاته بأنه رجل سلام ومن حقه الحصول على جائزة نوبل للسلام وبأن يمكنه حلّ القضية في خلال يومين. لكن كيف سيحلها؟ ترامب يعترض على الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي ويعتبر أن كان يجب على زيلينسكي عقد صفقة مع بوتين وعدم الدخول في حرب، وبالتالي من المتوقع ان يجرّ زيلينسكي إلى مفاوضات مع بوتين، وتصوّر ترامب للحلّ يقوم على تنازل الرئيس الاوكراني عن بعض الاراضي التي يعيش فيها الروس بما فيها القرم".
ويرى طبارة ان "الرئيسين الاميركي والروسي يسعيان الى توسيع الأجندة، التي لن تقتصر فقط على إنهاء الحرب الاوكرانية – الروسية، بل ستشمل موضوع النفط وأسعار الطاقة، وهذا من اهتمامات ترامب الذي يسعى للتخفيف من إنتاج النفط للوصول الى تثبيت الأسعار وروسيا من الدول المصدِّرة للبترول. كما سيبحث الرجلان معاهدة "ستارت" لتخفيض الأسلحة النووية بين البلدين والتي ينتهي مفعولها أوائل العام المقبل، ومن المتوقع أن يعقد ترامب اتفاقية جديدة كي يظهر للعالم بأنه حسّنها وبأنه يريد إلغاء القنابل النووية والذرية. إلا أن تطوير الاتفاقية يحتاج الى تحضيرات كثيرة مسبقة ولا تحصل في اجتماع القمة، حيث يجتمع الخبراء والسياسيون والدبلوماسيون الاميركيون والروس، وتكون الاتفاقية حاضرة عن اجتماع ترامب وبوتين. بالفعل بدأت عملية الاتصالات وتحتاج الى بعض الوقت لإنجازها والوصول الى الصيغة النهائية التي يضع الرئيسان الروسي والاميركي اللمسة الأخيرة في اجتماعهما، لذلك لا أعتقد ان القمة ستنعقد الاسبوع المقبل لكنها لن تكون بعيدة".
ويختم: "لا شك ان القمة ستبحث العلاقات الاميركية والروسية وسيخرج منهما الرجلان منتصرين، وسيقدمان صورة بأن الرئيس السابق جو بايدن كان هجوميا على روسيا ولم يؤدِ الى نتيجة بينما ترامب وبوتين تمكنا باجتماع واحد من حلّ العديد من القضايا. سيكون اجتماعا مهما بسبب الاجندة الموسعة وتوقيته. ترامب سينخرط في العملية السلمية بجدية بغية الوصول الى نتيجة ويسعى للخروج مع بوتين بعلاقة جديدة بشكلها العام بين الولايات المتحدة وروسيا وبوتين من جهته سيرحّب بها لأنه يريد التخلص من العقوبات وان يفتح مجددا الاسواق الاميركية والاوروبية أمام روسيا، وهو متشوّق لعودة العلاقات كما كانت في عهد ترامب السابق قبل أن يصل بايدن ويخرب العلاقة".
نسخ الرابط :