أكثر من اشارة أميركية سلبية تلقاها الرئيس المكلف نواف سلام على اللوائح التي يعمل عليها في الكواليس لانضاج تشكيلته الحكومية، وقد بادر وسطاء على نقلها الى سلام داعية اياه الى أخذ النصائح الاميركية على محمل الجد والابتعاد عن مراضاة الثنائي حزب الله حركة أمل لأن هناك من يرفض في إدارة الرئيس دونالد ترامب رفضا قاطعا تمثيل الثنائي في حكومة ما بعد حرب السابع من أوكتوبر.
ويلعب اللوبي اللبناني والقريب من حزب القوات اللبنانية دورا بارزا مع أعضاء الكونغرس الاميركي من أصل لبناني من أجل الضغط على سلام للاعلان عن تشكيلة حكومية تأخذ بعين الاعتبار التغيرات التي حصلت في المنطقة ولبنان، مع التشديد على ضرورة أن تكون الوجوه الممثلة في الحكومة واضحة الرؤية السياسية والانتماء وتحديدا تلك المرتبطة بالمرحلة المقبلة الفاصلة عن الانتخابات النيابية مع الأخذ في عين الاعتبار أيضا التطورات التي قد تحصل في السنة الفاصلة عنها لاسيما تلك المتصلة بالهدنة واعادة الاعمار ومنع الثنائي من تشكيل أي حالة مشابهة لتلك التي كانت موجودة من قبل، لأن المرحلة المقبلة تتطلب تغييرا كبيرا بالنهج اللبناني الذي كان سائدا بضوء الانفتاح الكبير في المنطقة على الاستراتيجيات المبنية على السلام المستدام.
من هنا فإن الذهاب بتشكيلة حكومية تُقصي القوات اللبنانية سيكون لها تداعيات على الرئيس المكلف الذي بدا وفق التسريبات، أكثر ميلا الى الثنائي الشيعي منه الى الاطراف المسيحية الاخرى كالقوات والتيار وهو ما أزعج الحزبَين. وفيما عقد الرئيس المكلف في الساعات الماضية لقاءات مع المعنيين وعلى رأسهم الرئيس جوزاف عون بعيدا من الاعلام، الا أن إشارات التشكيل ظلت سلبية خصوصا وأن ذهاب سلام نحو حكومة تعطي الثنائي وزارة المال وتقصي القوات اللبنانية والتيار بطريقة غير مباشرة عبر الزامهم بحقائب محددة، قد يدفع الى مقاطعة مسيحية للحكومة السلامية وهو ما يرفضه رئيس الجمهورية كذلك الدول الراعية للتفاهم الكبير الذي أسقط نجيب ميقاتي ليلة الاستشارات النيابية، فالواقع الاقليمي والدولي المواكب للعهد الجديد قد حسم قراره الرافض لوجود الثنائي في الحكومات المتعاقبة، وثمة ضغط كبير يُمارس على الداخل من أجل تطبيق هذا القرار.
أمام سلام أيام قليلة لتقديم تشكيلته الحكومية ومن المتوقع أن تحضر المفاجآت في الربع الساعة الاخير وتحديدا عندما يحضر الموفد السعودي الى لبنان والذي سيبحث مع الاطراف التشكيلة الحكومية الجديدة، في وقت يُصر حزب القوات اللبنانية على أن ينال حصة وازنة من ضمنها حقيبة سيادية وأخرى خدماتية، مع رفضه مشاركة أي شخصية مرتبطة بالثنائي الشيعي، فعندها قد يتخذ قرار الانسحاب والانتظار الى العام 2026 ونتائج صناديق الاقتراع.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :