افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 1 شباط 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 1 شباط 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الديار:

خلافات أميركية فرنسية بشأن بقاء «اسرائيل» بالنقاط الـ 5 في الجنوب

«مكانك راوح» وغموض يحيط باجتماعات سلام... هل نضجت الطبخة؟
التحرك الشعبي متواصل جنوباً والغارات وصلت الى وادي خالد وجنتا؟

«مكانك راوح»! فموجات الارتياح والتفاؤل التي عمت البلاد بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون وخطاب القسم وتكليف نواف سلام، بدأت بالتراجع جراء ما يسود عملية التاليف من مناكفات ومحاصات وشروط وشروط مضادة، بالاضافة الى اعتماد الرئيس المكلف خارطة طريق للتأليف لا تختلف بتاتا عن الطرق التي اعتمدت بتشكيل الحكومات منذ الطائف حتى الان، ولم تكن ناجحة قطعيا، وبالتالي فان ما يجري فرمل بعض الشيء الانطلاقة القوية للعهد، وكل يوم تأخير في تشكيل الحكومة سيفاقم المشاكل ويعزز القناعة السائدة بين اللبنانيين باستحالة الإصلاح مع الطاقم السياسي الحالي الذي حكم البلاد منذ الطائف، ولابد من جراحة شاملة وجذرية غير متوافرة حاليا، بسبب تعقيدات المشهد الإقليمي ايضا وإصرار اسرائيل على البقاء في 5 تلال استراتيجية في جنوب لبنان بعد 18 شباط هي: جبل بلاط، وتلال اللبونة والعزية والعويضة والحمامص، مع تسريبات عن تفهم اميركي للطرح الاسرائيلي الذي ستحاول 

مندوبة ترامب الى لبنان مورغان اوناغوس تسويقه مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارتها منتصف الاسبوع المقبل الى بيروت  وحضورها اجتماع لجنة مراقبة وقف النار في الناقورة. وفي معلومات مؤكدة، ان الخلافات بين أعضاء لجنة وقف اطلاق النار حول هذه المسألة، تفاقمت وتشعبت مؤخرا  في ظل إصرار فرنسي ـ لبناني مع مندوب اليونيفيل على ضرورة التزام اسرائيل بالاتفاق وتنفيذ لانسحاب الشامل من كل الاراضي اللبنانية قبل 18 شباط، لان بقاء القوات الإسرائيلية في 5 نقاط سيعرض الاستقرار للخطر وبالتالي انهيار وقف النار. وبرز تباين اميركي فرنسي واسع حول هذه المسألة التي قد تعرقل عمل لجنة وقف النار. وهنا يطرح السؤال الكبير: كيف سيتعامل لبنان مع الضغوطات الاميركية لتشريع بقاء اسرائيل في 5 نقاط، في ظل معلومات عن انتفاضة شعبية متواصلة يستعد لها أهالي الجنوب في الايام المقبلة والدخول إلى القرى التي ما زالت تحتلها اسرائيل مهما كانت النتائج؟ هذا بالاضافة الى موقف حاسم لرئيس الجمهورية اذا لم تلتزم اسرائيل بالاتفاق، وابلغ وزير الخارجية المصري رفضه تمديد وقف النار بعد 18شباط، فيما طالب الوزير المصري اسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان.

 

تشكيل الحكومة
تدعو مصادر مواكبة لعملية التأليف، نواف سلام الى الخروج من الغموض الذي يتبعه حتى الان في اتصالات التاليف ومصارحة اللبنانيين بالحقائق. والسؤال: هل نضجت الطبخة بعد لقاءات سلام امس، وهل يحمل المسودة قريبا الى بعبدا؟ بعد الاجتماع مع الخليلين ظهر امس استكمالا للاجتماع الذي عقد بينهما مساء الاربعاء الماضي، والاجتماعان حسب المعلومات، سادهما الغموض غير البناء، وكشف عن الثقة المفقودة بين الطرفين، ولم يرد سلام بشكل واضح على السؤال المركزي: هل هناك فيتو اميركي اوروبي سعودي على مشاركة حزب الله في الحكومة؟ كما  لم يتحدث سلام عن أي فيتو على إسناد وزارة المالية الى ياسين جابر، واقتصر الاجتماعان على العناوين العامة، «ان شاء الله خير»؟ والسؤال، على ماذا يراهن الرئيس المكلف وما هي الورقة المستورة التي يحتفظ بها؟ هل يعلن الحكومة بوجه الجميع  بعد الاتصالات التي أجراها دون العودة الى شروط القوى السياسية، معتمدا على الدعم السعودي بالتزامن مع وصول يزيد بن فرحان الى بيروت خلال الأيام المقبلة والرهان على تدخله لتأمين الثقة واستيعاب الردود والتحفظات؟ هذه المعلومات ترددت في بيروت خلال الساعات الماضية مع توزيع  معلومات من قبل المحيطين بسلام عن تبلغه قرارا خارجيا برفض اسناد وزارة الصحة الى حزب الله والتهديد بحجب المساعدات ورفض توقيع الاتفاقيات معه، بالإضافة إلى فيتو على الاسم المطروح؟ وهذا يشمل ايضا  وزارة المالية بغض النظر عن الاسم، والجميع يعلم، انه تم التوافق على اسم وسطي مقبول من الرؤساء الثلاثة لتولي وزارة المالية، وله سيرة حسنة في الاوسط المالية والاقتصادية؟ ولذلك، فان المشكلة ليست بأسماء بل بشروط سياسية يحاول فرضها المجتمع الدولي بعد التطورات الميدانية الاخيرة. وحسب الاوساط نفسها، فان تهديدات رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعدم المشاركة في الحكومة في حال أسندت المالية الى الثنائي، هي تعبير عن قرار خارجي، حتى الموالون لنواف سلام من نواب تغييريين وقادة 17 تشرين، يمارسون ضغوطا عليه لعدم التراجع عن رفضه إعطاء المالية والصحة للثنائي. وفهم سلام ان هذا الفريق على تواصل دائم مع السفارة الاميركية في هذا الشان. كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين اميركيين انهم اتصلوا بمسؤولين لبنانيين وابلغوهم رفض واشنطن مشاركة حزب الله في الحكومة، كما  ان لبنانيين مقريين من الإدارة الأميركية في واشنطن يعممون الرسائل السلبية عن الرفض الاميركي لمشاركة حزب الله في الحكومة وضرورة المجيء بكوادر شيعية مستقلة حتى عن الرئيس نبيه بري ومن التكنوقراط.

وحسب المصادر المواكبة، هنا تقع المشكلة الحقيقية التي تؤخر الولادة الحكومية حتى الان، وهي سياسية وليست تقنية؟ والسؤال الى سلام: هل ستنفذ ما رفضه سعد الحريري من تشكيل للحكومة دون حزب الله واصر على حماية البلد والوحدة الوطنية ومصارحة الجميع بعدم القدرة على مواجهة حزب الله، فدفع الثمن الغالي وخرج من الحكم وحصل ما حصل معه؟

هنا بيت القصيد، والباقي تفاصيل، وحسب المصادر المواكبة للاتصالات، ان اعلان الحكومة امر بسيط وسهل، واكبر عقدة يتم تجاوزها باتصال «خليوي»،  كما حصل مع انتخاب عون وتكليف سلام. وتبقى المعضلة، من يجرؤ على تبني وتغطية قرار استبعاد الشيعة وعزلهم من اللعبة الداخلية؟ من يجرؤ على تسمية الوزراء الشيعة من خارج الثنائي؟ كيف سينعكس ذلك على الاوضاع في الجنوب والعلاقة بين الجيش والقوات الدولية والاهالي؟ «من له مصلحة في شيطنة جمهور الثنائي».

 

الاصرار الاسرائيلي على الاحتلال
وحسب المصادر المواكبة للاتصالات السياسية، الامور معقدة جدا، والعراقيل ليست محصورة بالداخل، والتمسك إلاسرائيلي بالاحتفاظ ب 5 نقاط يشكل اللغم الاكبر في وجه استعادة لبنان عافيته، وفي الوقت نفسه، رسالة سلبية وقاسية الى الرعاية السعودية للمرحلة الجديدة، والسؤال: كيف ستتعامل الرياض مع بقاء الاحتلال  الاسرائيلي المغطى  اميركيا؟ ولو سلمت واشنطن بالرعاية السعودية في لبنان لكانت فرضت على اسرائيل الانسحاب من كل الجنوب، وسحب كل الذرائع من حزب الله لاعادة تحريك الجبهة الجنوبية شعبيا وعسكريا في مرحلة لاحقة، وهذا الواقع، سيؤدي الى استمرار «الستاتيكو» الحالي القائم في الجنوب وكل لبنان، وبقاء النفوذ الايراني، مما سينعكس سلبا على انطلاقة مؤسسات الدولة مع غياب الاستثمارات. فاسرائيل تريد مكتسبات في لبنان وحرية الحركة برا وبحرا وجوا، وهذا ما يظهر يوميا من خلال توسيع خروقاتها لوقف النار حتى وادي خالد في الشمال وجنتا في البقاع وسقوط شهيدين و10 جرحى. كما تطالب اسرائيل باجراءات فورية للجيش في الجنوب والضاحية وبيروت والبقاع، وبالتالي فان المرحلة الانتقالية بحاجة الى وقت طويل حتى تتوضح معالمها في ظل خوف عارم يلف دول المنطقة جراء مخططات ترامب ولا يمكن عزل لبنان عن تداعياتها، وهذا الخطر الكبير افضل من عبر عنه وليد جنبلاط في مقابلته الصحافية الاخيرة منطلقا من ذلك لتوجيه رسائل الى القوى الداخلية لتسهيل عملية التاليف، لان اسرائيل المستفيد الاول من العرقلة.

******************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

تبادل رابع في غزة: 3 أسرى مقابل 183 منهم 72 من الأحكام العالية والمؤبدات

المقاومة الإسلامية في سورية تعلن أولى عملياتها في القنيطرة.. والاحتلال يعترف
إشكالية تمثيل القوات تعطّل ولادة الحكومة بينما سائر العقد باتت بمتناول سلام

 

بينما صدرت تصريحات لافتة جديدة عن الرئيس الأميركي صاحب المفاجآت دونالد ترامب، تتوقع واشنطن وصول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الاثنين للقاء الرئيس ترامب الثلاثاء، حيث تقييم مسار اتفاق وقف إطلاق النار في كل من لبنان وغزة، إضافة لمشروع الانسحاب الأميركي من سورية وربما من العراق استطراداً وانعكاسات ذلك على الأمن الإسرائيلي وكيفيّة تحصين هذا الأمن بإجراءات بديلة. أما مفاجآت ترامب فقد تضمّنت تصريحات تنفي الرفض المصريّ والأردنيّ العلنيّ لدعوته استقبال سكان قطاع غزة والمشاركة في تهجيرهم من جهة، والكشف عن مفاوضات جادّة تجري مع روسيا حول أوكرانيا.
في اتفاق غزة الذي يسير يوماً بيوم مع التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بتجميده وتعليقه، إعلان عن عملية تبادل جديد اليوم تفرج خلالها المقاومة عن ثلاثة أسرى إسرائيليين مقابل إفراج الاحتلال عن 183 أسيراً فلسطينياً، منهم 18 من أصحاب المؤبدات و54 من أصحاب الأحكام العالية و11 من معتقلي ما بعد طوفان الأقصى في غزة.
في سورية، كان الحدث بصدور البيان الأول للمقاومة الإسلامية في سورية عن تنفيذ أولى عمليّات المواجهة مع قوات الاحتلال التي توغّلت قرب القنيطرة، وقد اعترفت إذاعة الجيش الإسرائيلي بالعملية، وقال مراسل الإذاعة إن «هذه هي المرة الأولى التي تُطلَق فيها النيران باتجاه قواتنا بعد شهرين من التجوّل بحريّة في سورية. من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت هذه بداية مقاومة مسلحة ضد أنشطة الجيش الإسرائيلي في سورية، ولكن من المؤكد أن هذا الحادث يجب أن يكون مزعجًا للغاية».
في لبنان تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية جنوباً في انتهاك متمادٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، وتلتزم المقاومة بموجبات الاتفاق ومطالبة الحكومة بتحمّل مسؤوليّتها وتحميل الرعاة الدوليين مسؤولياتهم، بينما انشغلت الأوساط المتابعة بإعلان أميركي بتعيين مورغان ديان أورتاغوس في منصب الوسيط الرسميّ بين لبنان و»إسرائيل» خلفاً للوسيط الأميركي أموس هوكشتاين والمعروف عن أورتاغوس تأييدها الواضح والمطلق لـ»إسرائيل».
في المسار الحكومي يتوقع وصول المبعوث السعودي منتصف الأسبوع بالتزامن مع حلحلة في مسارات التأليف، رغم الضغوط الأميركية لاستبعاد تمثيل حزب الله، حيث تنحصر العقدة في تمثيل القوات اللبنانية، كما كشفت تصريحات لرئيس حزب القوات سمير جعجع تحدّث خلالها بلغة احتجاجية على طريقة تشكيل الحكومة رافضاً قبول أن يطبق على القوات ما يطبق على الآخرين لجهة توزير غير الحزبيين من جهة، رافضاً المساواة بين حزبه وسائر الأحزاب، ونظرية المعايير الموحّدة.

فيما تمّ إرجاء زيارة الموفد السعودي المكلف بالملف اللبناني يزيد بن فرحان التي كانت متوقعة أمس، إلى بيروت وحضر زير خارجية مصر بدر أحمد عبد العاطي في زيارة هي الأولى إلى بيروت، حملت أجواء كواليس التفاوض على خط تأليف الحكومة بعض المؤشرات الإيجابية في ظل تكثيف الرئيس المكلف القاضي نواف سلام حركته واتصالاته مع القوى السياسيّة ومع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، غير أن المشهد الجنوبيّ بقي في الواجهة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي باعتداءاته على لبنان من الجنوب وصولاً إلى البقاع، ما يضع هذه الخروق للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار وفق مصادر سياسية لـ»البناء» برسم لجنة الإشراف الدولية على تطبيق اتفاق الهدنة، وأيضاً برسم الدولة اللبنانية المطالبة باتخاذ موقف وإجراءات دبلوماسية وسياسية وأمنية وعسكرية لمواجهة العربدة الإسرائيلية اليومية في لبنان. ورأت المصادر أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي البقاع (جنتا – الشعرا)، هو محاولة لتوسيع قواعد الاشتباك من جنوب الليطاني في الجنوب فإلى النبطية وصولاً إلى البقاع لفرض حرية الحركة العسكرية لطائراته على كامل الأراضي اللبنانية، وبالتالي فرض تفسير حكومة الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار بالقوة وبالنار. وحذرت المصادر من أن «استمرار هذه الاعتداءات وبقاء قوات الاحتلال في بعض القرى والتلال في الجنوب سيعرّض اتفاق الهدنة الى الخطر وسيشرّع عمل المقاومة الشعبية لمواجهة الاحتلال الجديد وللدفاع عن القرى الحدودية».
وفي سياق ذلك، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي أن قيام قوات العدو «الإسرائيلي» بعدوان جويّ إجراميّ في عمق الأراضي اللبنانية أي في البقاع، أدّى إلى ارتقاء شهداء جدد وسقوط جرحى، ويشكّل انتهاكًا شديد الخطورة، وعدوانًا فاضحًا وصريحًا يخرق الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، وهو ما يضع الجهات المسؤولة المعنية والضامنة لتنفيذ الاتفاق أمام مسؤولياتها في التصدّي الحازم لانتهاكات العدو على السيادة اللبنانية.
ورأى أن الدولة اللبنانيّة ممثلة برئاسة الجمهورية والحكومة والجيش مطالبة بالتحرّك الفوريّ وبكافة الوسائل المتاحة لوضع حدّ سريع لانفلات الإجرام الصهيوني ووقف هذه الاستباحة المستمرة لدماء اللبنانيين ولسيادة الدولة على أراضيها. وشدّد على أن تواصل الاعتداءات الإجرامية ضد لبنان واللبنانيين من جانب العدو دون قيام المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عقابية رادعة أو إدانة العدو وإلزامه باحترام الاتفاقات والتفاهمات المتفق عليها يُعدُّ تشجيعًا له على الاستمرار في أعمال العدوان يصل إلى حد القبول الضمنيّ والتواطؤ معه في سياسة القتل والتدمير والتجريف وانتهاك السيادة، وهو أمر مدان بالكامل كما يتعارض مع أبسط مبادئ احترام سيادة الدول وحماية شعوبها وممتلكاتها.
وتشير مصادر دبلوماسيّة أوروبيّة لـ»البناء» الى أن لا مبررات لبقاء القوات الإسرائيلية في الجنوب ولا للاعتداءات المتكرّرة على القرى وسكانها العائدين اليها، وبالتالي هذه الممارسات الإسرائيلية تعرض اتفاق الهدنة الى الخطر وتفتح الباب أمام عودة التوتر إلى الحدود والمواجهات العسكرية بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي وبالتالي سقوط اتفاق وقف إطلاق النار».
وفي سياق ذلك، تشير جهات معنية في قوات اليونيفيل في الجنوب لـ»البناء» الى أن أداء الجيش اللبناني خلال مواكبة عودة أهالي الجنوب الى قراهم جيد ومتوازن لجهة فتح الطرقات وتسهيل مرور المواطنين فور انسحاب القوات الإسرائيلية منها، وذلك حرصاً على سلامة المواطنين وتأكيداً على حقهم بالعودة، بموازاة ذلك كانت قوات اليونيفيل تقدم المساعدة للجيش اللبناني لتنفيذ هذه المهمة».
وشدّدت الجهات على أن الجيش اللبنانيّ يقوم بكامل واجباته المنصوص عنها في القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، وهو ينتشر فوراً بكافة النقاط والمناطق التي تنسحب منها القوات الإسرائيلية، ويقوم بمداهمة مئات من مخازن السلاح والأنفاق في جنوب الليطاني، وبالتالي كلام الجيش الإسرائيلي عن تباطؤ انتشار الجيش وعدم قيامه بمسؤولياته هو ذريعة لبقاء قواته وممارساته ضد قرى وأهالي الجنوب واستمرار استهدافه لمناطق لبنانية أخرى. وحمّلت الجهات الحكومة الإسرائيلية وقيادة الجيش الإسرائيلي في شمال «إسرائيل»، مسؤولية الخروق للاتفاق وتعريضه للخطر واحتمال عودة الاشتباكات الى الحدود. وشددت على أن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل فقط منطقة جنوب الليطاني وليس شمالها، وبالتالي اللجنة الدولية المكلفة مراقبة تطبيق الاتفاق تقوم بعملها داخل منطقة جنوب الليطاني لا سيما أن اليونيفيل عضو في هذه اللجنة وهي تستمر بعملها المكلفة به وفق القرار 1701 منذ العام 2006 حتى الآن ولم تكلف بمهمات أمنية وغير أمنية خارج منطقة الليطاني.
ميدانياً، واصل العدو الإسرائيلي خروقه لاتفاق وقف إطلاق النار، وأحرق ما تبقى من منازل في بلدة كفركلا. وأفادت قناة «المنار» بأن «الجيش الإسرائيلي أطلق قنابل مضيئة فوق أجواء منطقة تل النحاس شمالي بلدة كفركلا واستهدف محيطها برشقات رشاشة.»
وكان جيش الاحتلال ادعى أنّه «تم إطلاق صاروخ اعتراضي على هدف جوي مشتبه به في مستوطنة زرعيت، وذلك عند الحدود مع لبنان، وأنّ التفاصيل قيد التحقيق». ولم يصدر عن ذلك أي بيان لاحق.
وللمرة الأولى منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، شنّت طائرات الاحتلال فجر أمس الأول، غارات على مواقع بين منطقتي جنتا والشعرة عند الحدود اللبنانية – السورية، جهة القصر. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، سقوط ضحيتين هما: عباس الموسوي من بلدة النبي شيت، ووسام البرجي من بلدة علي النهري، وإصابة 10 أشخاص بجروح.
وزعم المتحدّث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي، «أن من بين الأهداف التي تم استهدافها موقع عسكري يضم بنى تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج وسائل قتالية بالإضافة إلى بنى تحتية للعبور على الحدود السورية – اللبنانية، تستخدمها منظمة حزب الله الإرهابية لمحاولة تهريب الأسلحة إليها».
وادعى أدرعي أن جيش الاحتلال «يظل ملتزمًا بالتفاهمات التي تمّ التوصل إليها بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، ولن يسمح بتنفيذ مخططات إرهابية من هذا النوع وأنه منتشرٌ في منطقة جنوب لبنان، وسيواصل العمل على إزالة أي تهديد ضد دولة «إسرائيل» وقواتها».
على المستوى الرسمي، تابع رئيس الجمهورية الوضع في ضوء التطورات الأخيرة. واستقبل قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، واطلع منه على التقارير المتعلقة بالوضع في الجنوب وطلب منه تفقده والاطلاع على الوضع ميدانياً فيه لا سيما بعد انتشار وحدات الجيش. والوضع في الجنوب كان أيضاً مدار بحث بين الرئيس عون ومدير المخابرات العميد الركن طوني قهوجي.
دولياً، اعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في مقابلة مع الصحافية الأميركية ميغين كيلي، أن «الخبر السار في الشرق الأوسط هو أنه لدينا في لبنان حكومة نأمل أن تصبح أكثر قوة من حزب الله، وهناك وقف لإطلاق النار تمّ تمديده هناك والذي سيؤدي في النهاية إلى ذلك. في سورية، استولت مجموعة على السلطة».
وفي سياق ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر مطّلعة قولها إنّ المسؤولين الأميركيين نقلوا رسائل إلى رئيس الحكومة المكلف نواف سلام ورئيس الجمهورية جوزاف عون مفادها أن «حزب الله لا ينبغي أن يشارك في الحكومة المقبلة». وكشفت المصادر أن «واشنطن تضغط على كبار المسؤولين اللبنانيين لمنع حزب الله أو حلفائه من ترشيح وزير المالية القادم للبلاد». وأشارت هذه المصادر إلى أن «المسؤولين الأميركيين حريصون على رؤية نفوذ حزب الله يتضاءل مع تشكيل رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام حكومة جديدة».
وفي السياق، أفادت «رويترز» بأن ثلاثة من المصادر قالوا إن «رجل الأعمال اللبناني الأميركي مسعد بولس، الذي عيّنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستشاراً لشؤون الشرق الأوسط، كان أحد الأشخاص الذين نقلوا هذه الرسالة إلى لبنان». وأشار أحد المصادر المطلعة للوكالة إلى أن «هناك ضغوطاً أميركية كبيرة على سلام وعون لقصّ أجنحة حزب الله وحلفائه».
وعلّقت أوساط نيابية لـ»البناء» على هذه المعلومات بالقول «هذا خير دليل على أن من يعطّل تأليف الحكومة هو الضغط الخارجي لتقليص تمثيل الثنائي الوطني حركة أمل وحزب الله في الحكومة والتماهي الداخلي من كتلة القوات اللبنانية وبعض النواب التغييريين، وليس حصة الثنائي ولا وزارة المالية»، مشيرة الى أن تماهي هذه الأطراف مع الضغط الخارجي لإقصاء مكوّن داخلي أساسي في معادلة الشراكة والتوازن في السلطة والحكم يؤكد تبعية هؤلاء العمياء للخارج كما حصل في استحقاقي رئاسة الجمهورية والتكليف.
وجددت مصادر الثنائي الوطني تأكيدها لـــ»البناء» تمسكها بالتمثيل الحقيقي للثنائي في الحكومة وفق نتائج الانتخابات النيابية، وكذلك بمبدأ الشراكة في الحكم وبالميثاقية، مع انفتاحها الكامل للتعاون مع الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية لتسهيل التأليف علماً أن العقدة ليست عند الثنائي حيث تم التفاهم مع الرئيس المكلف والرئيس عون، لكن العقد في مكان آخر.
وأشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد لقائه وزير خارجية مصر بدر عبدالعاطي الى أنّه «ليس مقبولًا أن تكون حقيبة معيّنة مخصّصة لطائفة معيّنة، ونحن هذه المرّة مع إعطاء حقيبة الماليّة للطّائفة الشّيعيّة ولكن ليس لحركة «أمل» و»حزب الله»، وهناك اختصاصيّون بإمكانهم تولّي هذه الوزارة».
بدوره، ردّ عضو كتلة «التّنمية والتّحرير» النّائب هاني قبيسي، على جعجع، بالقول: «في كل يوم يتجدد كلامكم عن الدولة كأنك رئيس جمهوريتها وعن الحكومة وكأنك المكلف بتشكيلها، عن العهد الماضي وأنت شريك بإنتاجه، عن الدراجات النارية المرفوضة وأنت مَن استدعيتها حين وصفتها (بسكلاتات)».
وقال: «كفى ذراً للرماد في العيون، فأنت لا تستطيع أن تحدد موقعنا، وكأنك تترجم نتائج الحرب علينا بسياسة داخلية تكملها».
وأفادت مصادر إعلاميّة بأنّ رئيس الحكومة المكلف نواف سلام زار قصر بعبدا مساء أمس بعيدًا عن الإعلام في لقاء تشاوري حول التشكيلة الحكومية، مع الرئيس جوزاف عون. كما أفادت عن لقاء عُقد بعد ظهر أمس، بين عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل والمعاون السياسيّ للأمين العام لحزب الله حسين خليل مع رئيس الحكومة المكلف نواف سلام. ووفق مصادر الثنائي فقد تمّ تثبيت ياسين جابر للمالية ولم يبدِ سلام اعتراضاً، وأن الاجتماع مع سلام كان مثمراً حيال النقاش في الحقائب الخمس وآلية التسمية.
على صعيد آخر، نقلت صحيفة «يديعوت احرنوت» عن وسائل إعلام تأكيدها أن قضية الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف التي اختطفت في العراق قبل عامين قيد البحث، مشيرة إلى أنه «تم عرض صفقة لإطلاق سراحها مقابل إطلاق سراح مقاتلي حزب الله المحتجزين في السجون الإسرائيلية».
أمنياً، أفيد أن الأمن العام اللبناني تبلّغ رسميًا من الجهات السورية أنّ الحدود البرية عند نقطة المصنع ستكون مقفلة يوميًا بين الساعة ١١ ليلًا والخامسة فجرًا بتوقيت بيروت وهو إجراء متّبع عند كل المعابر البرية لسورية.
في المقابل، أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية عن استئناف رحلاتها من بيروت وإليها ابتداءً من يوم غد.
على مقلب آخر، تقدّم حزب الله من الإخوة المجاهدين في حركة حماس ومن جميع فصائل المقاومة الفلسطينية ‏العزيزة ومن ‏الشعب الفلسطيني الصابر والمجاهد بأحرّ التعازي والتبريكات باستشهاد قائد هيئة ‏أركان «كتائب القسام» ‏محمد الضيف وثلة من رفاقه الكبار من أعضاء المجلس العسكري، ‏ويخصّ بالتعازي عائلاتهم الشريفة ‏سائلًا الله تعالى أن يمُنّ عليهم بالصبر والسلوان وعظيم ‏الأجر.‏
وقال: إنّنا نُعلن اعتزازنا بهؤلاء القادة الشرفاء الذين بقوا في ميدان الجهاد والمقاومة حتى آخر لحظات ‏عمرهم، ‏وقدّموا لشعبهم كل ما استطاعوا دفاعًا عن كرامته وفي سبيل استعادة حريته واستقلاله، ‏وعلى رأسهم القائد ‏الكبير محمد الضيف الذي أفنى عمره في مُقارعة العدو الإسرائيلي المحتل ‏وأذاقه طعم الهزيمة لا سيما في ‏معركة طوفان الأقصى والتي كان أبرز مهندسيها وقادتها في ‏الميدان، وسيبقى وإخوانه رمزًا للأحرار الذين ‏سيكملون طريق المقاومة. ‏

*********************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

أميركا تفتح رحلة لبنان نحو التطبيع: ترامب يستعدّ لافتتاح السفارة وينتظر إضعاف حزب الله أولاً

ليقل الجميع ما يقولون، لكنّ الحقائق صارت أقوى من أن تحل مكانها ألاعيب وشيطنات الصغار في قومنا. فملف تشكيل الحكومة، ليس سوى ملحق لانتخابات رئاسة الجمهورية، وكل ما يمكن لنواف سلام أن يفعله، لا يمكن أن يخرج عما هو مرسوم أصلاً من دور للعهد الجديد. ومع مرور الأيام، تتكشف التفاصيل عن المشروع الكبير الذي يُعد للبنان، حيث تخطط الإدارة الأميركية لخلق واقع لبناني «يناسب مشروع التطبيع الواسع» في المنطقة بين العرب وإسرائيل.

الأميركيون كانوا شركاء كاملين في الحرب على لبنان، وتظهر تباعاً التفاصيل عن دور أمني وعسكري مباشر في الحرب أيضاً. وثمة برنامج تقوده الولايات المتحدة من أجل بناء الإدارة العامة في لبنان، بما يساعد على كبح جماح أي قوة تريد مقاومة مشروع التطبيع، ما يجعل شعار الحرب الآن، هو كيفية إخضاع لبنان لطلبات العدو بتنفيذ النسخة الإسرائيلية من القرار 1701، والسير في مهمة نزع سلاح المقاومة في كل لبنان.

لكنّ الجانب الأميركي لا يقف عند حد معين، بل هو يذهب بعيداً في الاستعدادات والتحضيرات. وكل فكرة الحكومة الجديدة الخالية من الحزبيين والسياسيين، والتي يكون فيها الوزراء مجرد موظفين في مجلس إدارة يُعهد بإدارته إلى الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، لهي مجرد مقدمة لكثير من الخطوات الداخلية، التي تتصل بتعيين القيادات العسكرية والأمنية على اختلافها، ومن يشغل مناصب القضاء وإدارة المؤسسات المالية ومصرف ولبنان. إضافة إلى نشر «فرق اختصاصيين» ستشرف على إعادة هيكلة قطاعات الطاقة والاتصالات. ومن دون إهمال أكثر الملفات حساسية، وهو المتعلق بإعادة إعمار ما هدّمته الحرب الإسرائيلية، حيث المسعى الدائم لمنع وصول الأموال لمساعدة الناس على إعادة بناء منازلهم.

لكنّ المفاجأة التي يريدون تحويلها إلى رشوة كبيرة للبنان، تتعلق بإبداء الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده لزيارة لبنان، بعد تحديد موعد افتتاح أكبر سفارة أميركية في الشرق الأوسط، أي المجمع الاستخباراتي والقاعدة اللوجستية لعمل وكالات الدفاع والأمن الأميركية في منطقة المشرق العربي، وخصوصاً في لبنان وسوريا. وهو مجمع ضخم، سيستوعب نحو ألفي موظف أميركي بين دبلوماسي وأمني وعسكري إلى جانب الفريق العامل في مجالات العلاقات العامة، حيث ستنطلق أكبر ورشة لجذب الشباب اللبناني المهتم بتطوير مهاراته وخدماته ضمن عمل المنظمات غير الحكومية، علماً أن إدارة الجامعة الأميركية في بيروت، أنجزت شراء مستشفى في كسروان وبدء تجهيزه ليكون مخصصاً للأميركيين. إضافة إلى اختيار مرفأ بحري خاص يخضع لإشراف الأمن الأميركي.

لكنّ ترامب الذي يتميز بصراحته الواسعة، يريد أن يزور لبنان بعد أن يكون حزب الله قد أُضعف إلى أبعد الحدود، وقد تمت إزالة السلاح من كامل المخيمات الفلسطينية وفق برنامج يعمل عليه بالتعاون مع عواصم عربية، ويتولاه الموظف في رئاسة الحكومة باسل الحسن، وصولاً إلى رفع شعار تحسين الشروط الحياتية للاجئين الفلسطينيين ضمن برنامج يقود إلى توطينهم في لبنان على غرار ما سيحصل في سوريا ودول عربية أخرى.

ما يجري ليس إلا استكمالاً للحرب التي بدأها العدو في غزة ولبنان ويستكملها في سوريا وربما يخطط لما هو أكثر خطورة ضد العراق وإيران واليمن أيضاً.

ثمة وقائع ثلاثة، هي جزء من وقائع أكثر، تؤشر إلى ما يفكر به الأميركيون، تعرضها «الأخبار» في ما يلي:

 

وقائع قاسية من اجتماعات في واشنطن وميامي وعمان ودمشق

الواقعة الأولى: امتحان المرشحين للرئاسة اللبنانية

كان المرشحون لرئاسة الجمهورية في لبنان يعرفون أن الامتحانات الرئيسية معهم ستكون في مكانين: الأول في واشنطن والثاني في حارة حريك. ظلت هذه القاعدة قائمة حتى بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان. ولما أراد العماد جوزيف عون تسوية تسمح بحصوله على 85 صوتاً، قال للأميركيين إنه لا مناص من تفاهم مع حزب الله. تصرّف الرجل على أن الرئيس نبيه بري لن يكون معارضاً بقوة. وهو لمس مرونة رئيس المجلس خلال المفاوضات على اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب. صحيح أن الاتفاق لم يرد فيه بند يتعلق بانتخاب العماد عون، لكن بري تعهّد على هامش المفاوضات، بأن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء مهلة الستين يوماً. هذا التعهد الذي ينفي بري وجوده، يستدل عليه الآخرون، بنوعية التفاهمات التي أجريت على عجل مع العماد عون قبل منحه الأصوات التي نقلته إلى القصر الجمهوري.

 

في واشنطن، حصلت لقاءات مع عدد من المرشحين الجديين للرئاسة. كان الأميركيون يصرحون بأن مرشحهم هو العماد عون، لكنهم أخذوا برأي حلفاء لهم في المنطقة، من الذين أبدوا تخوفاً من قدرة حزب الله على تعطيل العملية، ما يوجب أن يكون هناك خيار بديل. فاستغل المرشحون للرئاسة الفرصة الميتة بين رحيل إدارة ومجيء أخرى، من أجل بناء الأرضية المناسبة. لكن بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب، انتقل المرشحون دفعة واحدة صوب الجمهوريين لمعرفة ما إذا كان هناك تغيير في وجهة السير. وطبعاً، استفاد المرشحون من وجود مسعد بولس إلى جانب الرئيس المنتخب، ولو كان هناك تفاوت في تقدير حجم الرجل وحقيقة تأثيره على قرار البيت الأبيض. لكن بولس ظل على الدوام، إحدى قنوات التواصل.

 

صقور واشنطن: كيف تضمون بيئة لبنانية صديقة لمشروع السلام مع اسرائيل؟

أما ما بقي حبيس الغرف المغلقة، فيتعلق بأسئلة صريحة وجّهها صقور الإدارة الجديدة إلى مرشحين أو وسطاء يعملون من أجل مرشحين محتملين. ولم يكن النقاش يتعلق بالإصلاحات الداخلية كما يظن كثيرون، بل كان جدول الأعمال يختلف مع الوقت، وعشية الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، صارت الأسئلة مباشرة جداً: ماذا ستفعل من أجل تطبيق القرار 1701 ومندرجاته في كل لبنان؟ كيف ستتعامل مع سلاح حزب الله شمال نهر الليطاني؟ ما هو موقفك من عدم إدخال حزب الله إلى الحكومة الجديدة؟ كيف يمكن خلق مناخ سياسي عام في لبنان يقود إلى إعلان إنهاء حالة العداء مع إسرائيل، والاستعداد للحظة يكون فيها السلام أمراً ممكناً… إلى آخره من الأسئلة التي تصب في خدمة الهدف الأوحد: كيف نضمن أمن إسرائيل، وكيف يمكن محاصرة حزب الله ودفعه إلى التراجع عن فكرة المقاومة؟

 

بعض المرشحين، كانوا يعتقدون بأن هذه الأسئلة، سوف يكون لها ما يقابلها تماماً عند حزب الله. وأن تكون أسئلة الحزب على شكل: كيف ستطبق القرار 1701 حصراً جنوب الليطاني؟ وكيف ستضمن التزام إسرائيل بتطبيق القرار والانسحاب ووقف كل أنواع الاعتداءات على لبنان بما فيها الخروقات على أنواعها؟ وكي ستحيل ملف السلاح إلى لجنة الحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية؟ وما هي خطتك لأجل ضمان أن تلعب الدولة دوراً عملانياً فعالاً في عملية إعادة الإعمار؟ وهل ستعمل من أجل تسهيل وصول الدعم الإيراني المباشر أو غير المباشر إلى لبنان؟ وأي وضعية تريدها للجيش اللبناني في المرحلة المقبلة ومن هو مرشحك لمنصبَي قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان؟

 

لا أحد يصرّح فعلياً بما أجاب المرشحون على أسئلة الأميركيين، ولكن الأكيد، أن أسئلة حارة حريك لم تُطرح بالصيغة التي تخيّلها المرشحون، حتى جاء موعد 9 كانون الثاني الماضي، كان الجميع أمام أمر واقع. اكتشف القوم بأن لا وجود لمرشح آخر عند الولايات المتحدة وفرنسا ومصر والسعودية سوى العماد عون، وقطر أنهت مناورتها وسارت في الركب. وعندما أُسندت مهمة التبليغ إلى المسؤول السعودي يزيد بن فرحان، سأل الأخير عن كيفية مخاطبة المسؤولين السوريين سابقاً للنواب اللبنانيين. فاعتبرها تجربة رائدة في التحدث مع اللبنانيين، وهو ما فعله عندما جاء إلى بيروت. صحيح أنه كان فجاً مع بعض الكتل وبعض المستقلين، إلا أنه لم يكن مرناً مع آخرين من الكتل الكبيرة مثل «القوات اللبنانية»، أما وليد جنبلاط فقد أعفاه من المهمة قبل وصوله، لكن المسؤول السعودي وجد نفسه أمام نقاش صعب نسبياً مع الرئيس نبيه بري، والأخير لم يستسغ اللغة ولا الطريقة التي يتكلم فيها المسؤول السعودي، وأحاله بعد أول لقاء إلى معاونه النائب علي حسن خليل، واعتذر عن الاجتماع به من جديد.

 

لم يمر وقت طويل على انتخاب العماد عون رئيساً، حتى تبيّن أن التفاهمات التي جرت بينه وبين حزب الله لم تكن قوية ومتينة بالقدر المطلوب. في هذه النقطة، بدت المناورة ناقصة من جانب رئيس المجلس. وثمة من اقترح على الثنائي بعد جلسة التصويت الأولى التي لم يحصل فيها عون على 85 صوتاً، أن يصار إلى تجميد عملية التصويت، وأن يصار إلى الاتجاه صوب مفاوضات من نوع جديد، على أن تجري هذه المرة مع الأميركيين مباشرة وليس مع العماد عون. وأن يكون عنوانها: حسناً، نحن على استعداد للسير بانتخاب قائد الجيش، ولكن بعد أن تضمنوا لنا التزاماً إسرائيلياً تاماً بالانسحاب عند نهاية مهلة الستين يوماً، وأن لا تضعوا أي عقبات أمام عملية إعادة الإعمار.

لم يأخذ لا بري ولا حزب الله بهذه النصيحة، والتزما السيناريو المتفق عليه، فعُقد اجتماع أخير مع قائد الجيش، قبل أن يعود النواب إلى مقاعدهم للتصويت، وقبل ذلك بدقائق، برّر الثنائي قرار التصويت لمصلحة عون، بأنه جرى التفاهم معه على أمور أساسية، من بينها الإبقاء على نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة، وإسناد وزارة المالية إلى شيعي، والتفاهم على التشاور قبل اختيار المرشحين لمنصبي قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان.

مرة جديدة، سبب هذا السرد، هو القول، بأنه لم يحصل أي نقاش له بعده الاستراتيجي، والمتصل بالوضع في لبنان وعلاقته بما يجري في المنطقة، وآثار سقوط النظام السوري على المقاومة، وبدا أن التفاهم بين حركة أمل وحزب الله يسير على هُدى التعاون في مواجهة «من يريد إقصاء الشيعة عن الدولة».

 

الواقعة الثانية: ماذا قال ترامب لتميم عن الأردن؟

قبل انتقاله إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، جرى تأمين اجتماع «مصيري» بين أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني، مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب في منتجعه بولاية فلوريدا. انتظر كثيرون عودة «الشيخ» من ميامي لمعرفة اتجاهات «رجل المفاجآت» سيما أن الغالبية كانت واثقة من فوزه بالرئاسة. لكن الصدمة حلّت، عندما قال لهم تميم: لقد سألني ترامب عن الملف الفلسطيني، وقال لي، بماذا تفسر التظاهرات التي تحصل في الأردن هذه الفترة؟ فأجاب تميم: هو احتجاج على ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة؟ فقاطعه ترامب: لا، إنها تظاهرات ضد الملك الأردني. فالوضع في الأردن ليس جيداً على الإطلاق، وهناك رغبة قوية لدى الشعب بالتغيير. وربما يجب أن يأخذ الجميع هذا الأمر في الاعتبار. وأكمل ترامب حديثه عن أنه سيدعم وقفاً سريعاً للحرب في الشرق الأوسط، لكنه تحدّث عن أنه لا يريد وقفاً لإطلاق النار فقط، بل يريد إقرار السلام في المنطقة، وأن يكون هناك تفاهم عربي – إسرائيلي، وقد نصح أمير قطر بأن لا يكون خارج قطار التطبيع مع إسرائيل.

 

في هذه الأثناء، تصاعد الحديث في عمان حول تعاظم نفود الملكة رانيا في إدارة العرش، وأن ابنها ولي العهد الحسين بن عبدالله، صار ينشط أكثر في العلاقات الداخلية، وصار أبوه يجلسه إلى جانبه في استقبال أي ضيف. كما طلب منه الذهاب لبناء العلاقات مع أعيان المملكة، من شرق أردنيين وفلسطينيين أيضاً. صحيح أنه تجاوز عمر الثلاثين، لكنه تدرّب كفاية لتولي المسؤولية، ثم بدأ الهمس عن استعداد الملك للإقدام على خطوة إصلاحية كبيرة في الأردن، تبدأ بإعلان تنحيه عن الحكم لابنه، ثم إطلاق سياسات داخلية جديدة، تلغي المزيد من الفوارق التي لا تزال موجودة بين الشرق أردنيين والفلسطينيين، علماً أن الملك عبدالله، الذي عانى الأمرّين مع قادة دول الخليج العربي، صار يموّل عرشه من دعم توفره أساساً العائلات الفلسطينية صاحبة النفوذ المالي الكبير. إضافة إلى مساعدات تقدّمها الولايات المتحدة وأوروبا، مقابل دوره الأمني في مواجهة المقاومة في الضفة الغربية من جهة، ومساعدة حكومات حليفة في المنطقة. لكنّ الملك يريد أولاً الحصول على مباركة الإدارة الأميركية لهذه الخطوة.

 

لعبة الحظ ناجحة عند الملوك. فجأة، برزت إلى الواجهة من جديد، سيدة أميركية من أصول أردنية، هي جوليا النشيوات. الصبية التي درست في أميركا واليابان قبل أن تبدأ مسيرتها المهنية كضابط استخبارات عسكرية في الجيش الأميركي، ثم تتحول إلى خبيرة في المسائل الأمنية وفي السياسات الحكومية، لتحتل موقع مستشارة الأمن الداخلي في إدارة ترامب من عام 2020 إلى عام 2021، بعدما تولّت منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأسبق ريكس تيلرسون… لكن الأهم من كل ذلك، في كونها زوجة مستشار ترامب للأمن القومي مايك والتز.

 

سارع ديوان الملك الأردني إلى طلب النجدة من السيدة والتز، والتي عملت على ترتيب اجتماع بقي بعيداً عن الأضواء بين الملك عبدالله والرئيس ترامب. وخلاله، سمع ملك الأردن تصوّر الرئيس الأميركي لمستقبل السلام في المنطقة. وفي ذلك الاجتماع، كان عبدالله أمام الطلب الأول والأكثر سخونة: عليك أن تستعد للمساعدة في معالجة المشكلة الفلسطينية، وأن تفتح بلادك لاستقبال نحو ربع مليون فلسطيني جديد!

تلك الليلة، لم ينم الرجل، وقد بدا القلق واضحاً عليه، وفي وقت لاحق التقى وفداً من وجهاء عشائر أردنية، وكان صريحاً جداً معهم بالقول: يبدو أننا نجونا من صفقة القرن، ولكن التحدي الجديد، قد يكون صعباً، ولا أعرف إن كنا سننجو منه مرة أخرى!.

 

الواقعة الثالثة: الشرع يسأل عن السادات يريد تجنيس الفلسطينيين

ثلاثة أيام فقط على إعلان سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. والفرق العسكرية والأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام، تعمل على تثبيت انتشارها في العاصمة السورية. وتبعد المسلحين التابعين لفصائل درعا أو مجموعات السويداء عن ريف العاصمة. لكن أركان أحمد الشرع، سارعوا لعقد أول الاجتماعات مع قيادة الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك. كان الكلام حاسماً وجازماً وسريعاً: عليكم أن تفهموا أن السلاح الفلسطيني ممنوع من الآن فصاعداً. سلّموا الأسلحة الثقيلة، وأخلوا جميع المقرات العسكرية والمعسكرات في أي مكان في سوريا، واحفظوا سلاحاً خفيفاً مع عناصر لا يخرجون من المراكز. ثم فتحت «الهيئة»» الباب أمام وساطة رئيس إقليم الخارج في حركة «حماس» خالد مشعل لضمان عدم التعرض لقيادات فلسطينية كانت محسوبة على النظام. لكن هذا النشاط، سرعان ما انتقل إلى التنفيذ، خصوصاً في المنطقة الحدودية مع لبنان، حيث أُخرجت مجموعات الجبهة الشعبية – القيادة العامة من مقراتها على الحدود مع البقاع الشرقي في لبنان، بينما تبلّغ لبنان بأنه صار بمقدور الجيش اللبناني التوجه إلى منطقة قوسايا وختم كل هذا الملف بالشمع الأحمر.

 

انشغل السوريون بالحدث الداخلي. فيما كانت قوات الاحتلال تحتل المزيد من الأراضي والمواقع في الجنوب، وتنتشر عسكرياً في محافظة القنيطرة، وتوسّع حضورها الأمني في مناطق درعا والسويداء، وترسل فرق كومندوس إلى الخط الحدودي وصولاً حتى قاعدة التنف. بينما كانت القيادة السورية الجديدة، لا تعلّق على هذا الحدث، وأكثر ما اضطُر المسؤولون في هيئة تحرير الشام إلى الحديث عنه تجلّى في الحديث عن «تقدم القوات الإسرائيلية» وأنه «فعل غير مبرر طالما طردنا إيران وحزب الله من سوريا». وإذا كان السوريون يمرون اليوم في لحظة خاصة، قد لا تجعل مواجهة الاحتلال أولوية، فهذا أمر لا يدوم في حالة دوام الاحتلال. ولكن، لنتعرف أكثر على الإطار العام للحكم الجديد. وهو يرى الاستقرار ممكناً إذا حصل على اعتراف الغرب وعربه به، ثم الحصول على مساعدات وإلغاء العقوبات، وهذا ما ساعد على فهم التوجه الفعلي لأحمد الشرع تجاه إسرائيل.

 

هيئة تحرير الشام بدأت علاقاتها مع الغربيين من إدلب وعينها على العقوبات الأميركية

كان نجيب ميقاتي جالساً يستمع «مدهوشاً» إلى أحمد الشرع في قصر الشعب. اضطر ميقاتي إلى الإنصات جيداً، لمن يريد أن يتعرف إليه بصورة مباشرة. قبل أن يباغته الرجل بسؤال صعب: قل لي دولة الرئيس، هل أنور السادات في نظرك يُعتبر خائناً؟. صمت ميقاتي ولم يرد، كمن ينتظر أن يواصل الرجل حديثه، لكن الشرع كرّر: سألت ولم تجب، هل تعتبر أنور السادات خائناً؟ أيضاً ابتسم ميقاتي بما يجعل الرجل يفهم أن لا جواب لديه. فأخذ الشرع نفساً ليكمل: فكّرت بالأمر طويلاً، وأنا درست كل ثورات العالم، وراجعت ما مر على الأمة العربية من أفكار وقوى، والآن، أفكر، لو أنني كنت مكان السادات في حينه، لفعلت الأمر نفسه!.

في إدلب، وخلال عمله على «تمكين حكم الهيئة» هناك، كان الشرع يوسّع من قنوات التواصل بينه وبين الغربيين. لم يكن يريد حصر الأمر عبر الأتراك و القطريين. وهو استفاد من إلحاح الاستخبارات البريطانية للحضور مباشرة على الأرض، وفتح معهم ومع أوروبيين وأميركيين علاقات، من باب المساعدات الإنسانية. لكنه ظل يستمع إلى النصائح حول ما يجب عليه القيام به، من أجل انتزاع اعتراف الغرب به.

 

الشرع نفسه، فاجأ بعض المساعدين له، بأن طلب إليهم عدم استفزاز القيادات الدرزية في السويداء. وبعد اجتماعين غير ناجحين عقد أحدهما في دمشق والآخر في السويداء، طلب الشرع من مساعديه ترك الأمر إلى وقت لاحق. ولما قيل له، بأن إسرائيل بدأت تعزز نفوذها هناك من خلال شخصيات دينية درزية موجودة في فلسطين المحتلة لم يعلّق، بل أصر على تأجيل ملف السويداء إلى وقت لاحق. والمهم، أن تمنعوا توسع نفوذهم، وحاولوا إيجاد الأطر لمنع وقوع اشتباكات بينهم وبين أهالي حوران. وقال إن منع النفوذ الإسرائيلي أمر صعب جداً.

يعرف الشرع جيداً أن الحكم في سوريا لم يكن سهلاً الآن. وأمامه خيارات ضيقة. فإما أن يبني تحالفاً سياسياً عريضاً وهو ما لا يبدو راغباً فيه، وإما البديل، فهو الذهاب نحو تفاهم جدي مع الولايات المتحدة الأميركية. ومتى نجح في انتزاع اعتراف واشنطن به، سوف تفتح الأبواب أمامه داخلياً وخارجياً.

 

حتى اللحظة، يبدو أن دونالد ترامب يلاقي الشرع بإيجابية نسبية. ويخضعه لامتحان تلو آخر. وترامب لم يطلق أي موقف تجاه ما يجري في سوريا. بعد الهجوم على حلب، قال إنها مسألة لا تخص أميركا، ثم أوضح لاحقاً أنه يقدر على البحث في الأمر مع الأتراك. وهو يترك الأكراد والمقاتلين في البادية في حالة قلق. لا يقول إنه يريد الانسحاب، ولكنه لا يحسم أنه سيقاتل إلى جانبهم إن تعرضوا للهجوم من جانب تركيا. لكن ترامب، أرسل من يحمل طلبه الرئيسي المتعلق بخطته نفسها: كيف نصنع السلام مع إسرائيل؟

 

لا يريد أحد الحديث عن هذا الأمر الآن. فقط في تركيا يوجد قلق من «القنوات الخلفية» التي يتعامل معها الشرع. وقطر تركز اهتمامها على ضمان مقاعد لشخصيات وقوى حليفة لها في الحكم السوري. لكنّ أحداً لا يناقش الشرع في خطته لإرضاء الأميركيين. لكن يأتيك من الغرب من يحمل «الأخبار الطيبة»، حيث أرسل الشرع إلى العاصمة الأميركية، موافقته على الدخول في مشروع معالجة مشكلة الفلسطينيين. وهو يدرس الآن قراراً، بمنح الجنسية السورية لكل الفلسطينيين المسجّلين كلاجئين في سوريا. وبعدها، سيقول لهم: لقد أصبحتم مواطنين كاملي الأهلية، تحصلون على الحقوق كاملة، لكن تخضعون لنفس القوانين. وعليكم ترك أمر الصراع مع إسرائيل إلى الدولة كي تقرر المطلوب فعله. وهو لا يمانع، أنه في إطار برنامج إعادة الإعمار في سوريا، أن يجري العمل على إزالة المخيمات نهائياً ونشر من بقي من فلسطينيين على طول الجغرافيا السورية. لكن ما لم يفصح الشرع بعد عنه، هو ما إذا كان أجاب أم لا على طلب واشنطن، بأن يستقبل المزيد من اللاجئين الآتين من الضفة الغربية أو قطاع غزة، أو حتى من بلدان عربية أخرى.

*********************************************

افتتاحية صحيفة الأنباء:

عراقيل تؤخّر ولادة الحكومة... زيارة سعودية مرتقبة ودعم مصري للعهد الجديد
 

 

يواصل الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة القاضي نواف سلام اتصالاته ومساعيه مع الكتل النيابية بهدف التوصل الى تأليف الحكومة، محاولاً التوفيق بين التناقضات والعراقيل التي تواجهه، وذلك بعد مرور قرابة الثلاثة أسابيع على قبوله مهمة التكليف، مع تأكيده على التمسّك بوحدة المعايير. 

مصادر مواكبة لعملية التشكيل أشارت عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية إلى تقدم بطيء في مسار التشكيل، وأن سلام يواجه أكثر من عقدة الثنائي أمل وحزب الله، وذلك مع بروز مواقف لقوى أخرى أدت إلى فرملة اندفاعة سلام، الذي كان ينوي الإعلان عن تشكيل الحكومة نهاية هذا الأسبوع. 

ولفتت المصادر إلى ان "بقاء العقد على حالها أدى الى ترحيل التشكيلة الحكومية الى الأسبوع المقبل، الذي قد يشهد زيارة للموفد السعودي يزيد بن فرحان، والتي من شأنها أن تساعد ربما على حلحلة العقد".

وتحدثت المعلومات، أمس، عن لقاء جمع سلام بـ"الخليلين"، النائب علي حسن خليل ممثلاً لحركة أمل والحاج حسين الخليل ممثلاً لحزب الله، حيث جرى استكمال البحث في حصة الثنائي الشيعي في الحكومة.

وتحدثت المعلومات عن أن اللقاء كان جيداً، وأن "الثنائي" سلّم سلام مجموعة أسماء مع سيرهم الذاتية.

 

الزخم العربي مستمر

توازياً، يستمر الزخم العربي باتجاه لبنان، وآخره زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونقله خلال لقاءاته الرسمية رسالة دعم من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وكانت مناسبة أكد خلالها رئيس الجمهورية جوزاف عون تمسك لبنان بالإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان قبل 18 شباط الجاري، مشدداً على رفض المماطلة تحت أية ذريعة. كما طالب عون بإعادة الأسرى اللبنانيين الذين اختططفتهم اسرائيل أثناء توجههم الى قراهم. 

ودعا عون إلى تفعيل عمل اللجنة اللبنانية المصرية بعد تشكيل الحكومة وضرورة التعاون المشترك لتمكين المنطقة من اجتياز المرحلة المقبلة. 

من جهته، اعتبر عبد العاطي أن إنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان كان مبعث ارتياح شديد للشعب وللقيادة المصرية، مضيفاً: "كلنا أمل في الإدارة الحكيمة للرئيس عون". 

هذا ونقل عبد العاطي للرئيس عون دعوة لزيارة مصر من قبل الرئيس السيسي، ووعد عون بتلبيتها بعد تشكيل الحكومة. 

 

الخروقات الإسرائيلية مستمرة

بالتزامن، استمرت الخروقات الاسرائيلية، حيث شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، ليل الخميس الجمعة، غارات على أهداف تابعة لحزب الله في منطقة البقاع الشمالي على الحدود السورية اللبنانية، مستهدفاً موقعاً عسكرياً يضم بنى تحتية. وكان جيش العدو الإسرائيلي أعلن عن إسقاط مسيّرة أطلقت من لبنان باتجاه شمال الأراضي المحتلة، في تطور ميداني لافت منذ إعلان وقف إطلاق النار.

 

الانتخابات البلدية على الأبواب

على صعيد آخر، بدأ التحضير لاستحقاق داهم بعد 4 أشهر، بعد تأجيله لثلاث مرات على التوالي.

فبعد تأكيد رئيس الجمهورية جوزاف عون على إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في أيار المقبل، أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي جهوزية القوائم الانتخابية الاولية لعامي 2025 و 2026 وذلك عملاً بالمواد 32,33,34 من القانون رقم 44 بتاريخ 17, 6, 2017 لذلك دعت المديرية جميع الناخبين المقيمين وغير المقيمين الى الاطلاع عليها اعتباراً من اول شباط الجاريعلى موقع وزارة الداخلية، أو على النسخ الموجودة في المحافظات والاقضية. 

 

إعادة فتح معبر رفح

فلسطينياً، وفي تطور مهم جداً، قالت إذاعة جيش العدو إن قواته انسحبت من معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي انتشار بعثته المدنية في المعبر، ومن المنتظر أن يعاد فتحه اليوم السبت بعدما احتله العدو الإسرائيلي قرابة 9 أشهر خلال حرب الإبادة في غزة.

وأوضحت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في منشور على موقع إكس أن بعثة المراقبة الأوروبية "انتشرت على الحدود عند معبر رفح بناء على طلب الفلسطينيين والإسرائيليين".

وأضافت أن البعثة "ستدعم الموظفين الفلسطينيين على الحدود وتسمح بانتقال أفراد خارج غزة مثل من يحتاجون إلى رعاية طبية"، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل.

**********************************************

افتتاحية صحيفة النهار


تكثيف المشاورات الحكومية لا توقفه التحذيرات الأميركية

 

على رغم أن التوقعات الإعلامية التي سادت مساء أمس عن زيارة للرئيس المكلف نواف سلام لقصر بعبدا لم تكن دقيقة اذ لم تحصل الزيارة، إلا أن ذلك لم يحجب تصاعد وتيرة المشاورات والتحركات واللقاءات المتصلة بملف تأليف الحكومة بما يوحي أن الأمور تجري بخلاف المناخات الإعلامية الطاغية والتي يغلب عليها طابع التركيز على استبعاد البت الوشيك للولادة الحكومية

 

فمع أن الساعات الأخيرة كانت شهدت تصاعد المناخ المتصل بما وصف بانه تحذير أميركي من إيلاء وزارة المال خصوصاً واي تمثيل وزاري لـ”الحزب” عموماً فإن الرئيس المكلف مضى في تكثيف مشاوراته الآيلة الى تسريع إنجاز التشكيلة الحكومية والتشاور في شأنها مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون. وهو لهذه الغاية عقد اجتماعاً في دارته بعد ظهر أمس مع الخليلين ممثلي الثنائي الشيعي النائب علي حسن خليل وحسين الخليل فهم أنه جرى خلاله إعادة البحث في توزيع الحقائب على الحصة الشيعية في مشروع التشكيلة الحكومية. وإذ لم تتسرب معلومات عن نتيجة هذا الاجتماع اوحت المعطيات المتوافرة بأن ليس هناك أفقاً مسدوداً أمام احتمالات التوصل الى اختراقات قريبة في عملية التأليف ومن غير المستبعد أن يعقد اجتماع بين الرئيسين عون وسلام في الساعات المقبلة بحيث قد تتضح معالم المسار الجاري لاستعجال إنجاز التركيبة الحكومية.


تزامن كل ذلك مع ما نشرته وكالة “رويترز” نقلاً عن خمسة مصادر مطلعة من أن واشنطن تضغط على كبار المسؤولين اللبنانيين لمنع “الحزب” أو حلفائه من ترشيح وزير المالية القادم للبلاد، في محاولة للحد من نفوذ الجماعة المدعومة من إيران على الدولة. وقالت إن المسؤولين الأميركيين حريصون على رؤية هذا النفوذ يتضاءل مع تشكيل رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام حكومة جديدة. وقالت المصادر إن المسؤولين الأميركيين نقلوا رسائل إلى سلام والرئيس جوزف عون، مفادها أن الحزب لا ينبغي أن يشارك في الحكومة المقبلة. وأفادت ثلاثة مصادر على اطلاع مباشر على الأمر “رويترز” إن السماح للحزب  أو حركة أمل بترشيح وزير المالية من شأنه أن يضر بفرص لبنان في الحصول على أموال أجنبية للمساعدة في تلبية فاتورة إعادة الإعمار الضخمة الناجمة عن حرب العام الماضي، والتي أدت الغارات الجوية الإسرائيلية خلالها إلى تدمير مساحات شاسعة من البلاد”.

أما داخلياً، فعكس كلام رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بعد استقباله وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في معراب أجواء لا تزال حذرة بعض الشيء إذ قال “منطق عدم وجود أحزاب في الحكومة لا نقبل به ونحن كحزب نريد أن نشترك فيها” مضيفاً: “العمل السياسي يقوم على الأحزاب ولا يجوز معاملة حزب أساء الى لبنان كما تُعامَل القوات”، وقال: “من مصلحة الرئيسين عون وسلام أن يكون لهما أكبر حضور قواتي في مجلس الوزراء لأن القوات هي أكثر حزب يتشارك معهما بما طرحه عون في خطاب القسم وسلام في كلمته بعد تكليفه بتشكيلة الحكومة ناهيك عن عمل القوات في الوزارات السابقة التي توليناها”. وعن الرئيس المكلف نواف سلام قال جعجع أنه “بمواصفات جديدة ونتمنى معه الخروج بحكومة جديدة”. ورداً على سؤال حول حقيبة المال قال: “نحن مع أن تعطى وزارة المالية هذه المرة الى شيعي ولكن ليس لأحد له علاقة بـ”الحزب” وحركة “أمل” أوليس في الطائفة الشيعية غير ياسين جابر؟”.


 

في غضون ذلك، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعم مصر الكامل للبنان واستعدادها التام لمساندته في تخطي تبعات الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه والمشاركة في عملية إعادة الإعمار، فضلاً عن التزامها دعم مؤسسات الدولة اللبنانية والجيش اللبناني لضمان انتشاره في كافة الأراضي اللبنانية بما في ذلك مناطق الجنوب. وجاء موقف الرئيس المصري في رسالة خطية نقلها الى الرئيس عون وزير الخارجية المصري بدر احمد عبد العاطي خلال استقباله قبل الظهر في قصر بعبدا على رأس وفد في في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب. وقال عبد العاطي: “أكدت استعداد مصر والحكومة المصرية والشركات المصرية لخدمة لبنان وتنفيذ كل مشروعات التعافي واعادة الاعمار في إطار الجهد الدولي الذي سيبذل في هذا الشأن. كما تحدثنا عن الأهمية البالغة لتنفيذ القرار 1701 بكل بنوده ونصوصه وروحه من دون انتقاص. وأكدت لفخامته أن مصر حريصة كل الحرص على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان دون الانتقاص من أي شبر من السيادة والأراضي اللبنانية. كما تناولنا ترحيب مصر الكامل بانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وحرص مصر على تقديم كل الدعم الكامل الى المؤسسة العسكرية والى الجيش اللبناني الوطني العظيم. كذلك تحدثنا عن أهمية، وهو ما تؤكده مصر دائماً، عودة جميع النازحين الى الجنوب اللبناني، وهذا موقف واضح. ونعيد التأكيد مرة أخرى على العودة الى المنازل في الجنوب والبقاع وإدانتنا الكاملة للاستهداف غير المبرر وغير المشروع للمدنيين اللبنانيين أثناء عودتهم الى منازلهم”. وختم: “نتطلع الى سرعة الانتهاء من تشكيل الحكومة الللبنانية بقيادة دولة الرئيس نواف سلام حتى يستكمل لبنان مؤسساته واستحقاقاته ويتم التفرغ لإعادة الإعمار وليعود لبنان مركزاً للاشعاع الحضاري والثقافي والفني والاقتصادي والمالي في المنطقة العربية”.


وزار الوزير المصري ايضاً الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس المكلف نواف سلام ثم الرئيس نبيه بري، وقال من دارة سلام: متفائلون خيراً بوجود شخصيتين الأولى قيادية وحكيمة متمثلة بالرئيس جوزف عون والثانية هي صاحب الخبرات الدولية الرئيس المكلف نواف سلام ونأمل تلبية كل طموحات الشعب اللبناني”. وتابع: “تشكيل الحكومة ملكية وطنية لبنانية ونحن على ثقة في حكمة الرئيس المكلف ونتمنى ان يتم التوافق على حكومة تلبي طموحات اللبنانيين. نأمل بتشكيل الحكومة قريباً كي تستطيع بالتعاون مع الرئيس جوزاف عون التفرّغ لإعادة الإعمار وفرض الأمن والاستقرار”.

كما زار بيروت أمس نائب وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون القنصلية والبرلمان الإيرانيين وحيد جلال زاده الذي زار الوزير بوحبيب، متمنياً “على الحكومة اللبنانية الشقيقة ان تبدي الاحتضان والرعاية للأخوة السوريين الذين نزحوا نتيجة المستجدات إلى لبنان من سوريا علما ان عددا منهم هم من أصول إيرانية ايضا… وطلبنا منهم ان يكون هناك تعاونا وثيق وبناء في تقديم أفضل العناية اللازمة التي يحتاجون اليها”.  وزار الموفد الايراني رئيس مجلس النواب نبيه بري.


وفي السياق، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مسؤولين إيرانيين وغيرهم قاموا بتسليم عشرات الملايين من الدولارات نقداً إلى “الحزب” وأفادت الصحيفة بأن إسرائيل أبلغت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بأن أموالًا إيرانية نُقلت إلى الحزب عبر مسؤولين أتراك جواً، وهو ما نفاه مسؤولون أتراك بشدة. كما أشار التقرير إلى أن مبعوثين إيرانيين يسافرون من طهران إلى مطار بيروت حاملين حقائب مليئة بملايين الدولارات، فيما أكدت أن تركيا لم تُساءل رسمياً من أي طرف حول الاتهامات الإسرائيلية.

أما على الصعيد الجنوبي، فأعلن من قصر بعبدا أن رئيس الجمهورية استقبل قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، واطلع منه على التقارير المتعلقة بالوضع في الجنوب وطلب منه تفقده والاطلاع على الوضع ميدانياً فيه لاسيما بعد انتشار وحدات الجيش.

 

أما في الميدان الجنوبي، فتواصلت الخروقات الاسرائيلية لوقف إطلاق النار، وقام الجيش الإسرائيلي بحرق ما تبقى من منازل في بلدة كفركلا. وللمرة الأولى منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، شنّت الطائرات الإسرائيلية، فجر أمس، غارات على مواقع بين منطقتي جنتا والشعرة عند الحدود اللبنانية-السورية، جهة القصر. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن غارة الجيش الإسرائيلي على جنتا – البقاع، أدت في حصيلة نهائية إلى سقوط ضحيتين هما: عباس الموسوي من بلدة النبي شيت، ووسام البرجي من بلدة علي النهري، وإصابة 10 أشخاص بجروح. ولاحقاً، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، “أن طائراتٍ حربية تابعة لسلاح الجو، وبناءً على توجيهات استخباراتية من هيئة الاستخبارات، شنت خلال الليلة الماضية غاراتٍ على أهدافٍ عدة تابعة للحزب في منطقة البقاع، والتي شكلت تهديدًا للأراضي الإسرائيلية وللقوات التابعة لجيش الدفاع”. وقال عبر “إكس”: “من بين الأهداف التي تم استهدافها موقع عسكري يضم بنى تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج وسائل قتالية بالإضافة إلى بنى تحتية للعبور على الحدود السورية-اللبنانية، تستخدمها منظمة الحزب الإرهابية لمحاولة تهريب الأسلحة إليها. وأضاف: “يعتبر إطلاق مسيرة الاستطلاع التابعة للحزب، التي كانت في طريقها إلى المجال الجوي الإسرائيلي (الخميس) وتم اعتراضها من قبل سلاح الجو انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”.
********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

«فيتو» أميركي على مشاركة «الحزب».. والحكومة من «الحقائب» إلى الأسماء

 

يجد الرئيس المكلّف نواف سلام أنّه مطوق بين مطالب القوى السياسية وشروطها التقليدية، وبين الضغط الأميركي والعربي، في مساعيه المضنية لتأليف حكومة تواكب زخم الاهتمام الخارجي بلبنان لإعادة بناء الدولة وإنجاز الإصلاحات، ومسار التحول الاستراتيجي في

المنطقة. وكلما حلّ عقدة رُفعت في وجهه عِقد، وكلما شارف على إنجاز مسودة وصلته بطاقة صفراء، واضطر الى إعادة الحسابات وخلط الأوراق.


ولكن هذه المعطيات المتشائمة بددتها أجواء متفائلة بحذر بقرب ولادة الحكومة شاعت مساء امس، حيث تتّجه الأنظار إلى زيارة سيقوم بها سلام إلى قصر بعبدا خلال الساعات الـ24 المقبلة حاملاً مسودة تشكيلة حكومية شبه مكتملة، للتشاور في شأنها مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون.

في وقت ذكرت قناة «الجديد» ان سلام زار عون مساء امس بعيدا عن الاضواء وعقدا لقاء تشاوريا حول التشكيلة الوزارية. لكن المصادر الرسمية المعنية لم تؤكد لـ«الجمهورية» حصول هذا اللقاء او تنفيه.

وقالت مصادر «الثنائي الشيعي» إنّ العقدة الأساس أي وزارة المال، قد حُلّت بالتوافق على شخص ياسين جابر تحديداً. وكان لافتاً أنّ القوى التي سمّت سلام، والتي تعترض على تمثيل «الثنائي» في الحكومة قد أطلقت مواقف مرنة في ما خصّ جابر. كما أنّ بعض الذين التقوا سلام أكّدوا أنّ اقتناعه بتسليم جابر وزارة المال بات راسخاً.

وتوقّع بعض المصادر أن يزور سلام قصر بعبدا مجددا في الساعات الـ24 المقبلة لعرض ما لديه على عون، مع تأكيد التزامه مبادئ التأليف التي أعلنها قبل أيام، من دون أي تجاوز، لتسهيل انطلاق العهد بحكومة قوية ومنسجمة.


 

لا «فيتو» على جابر

وعلمت «الجمهورية» من مصادر الثنائي ان الاجتماع الثالث الذي عقد امس بين سلام و«الخليلين» كان ايجابياً مثل سابقاته وقد احرز تقدما كبيرا على صعيد جوجلة الأسماء للحقائب الأربعة الأخرى كون المالية تجاوزت النقاش تمثيلا واسما. واكدت المصادر «ان الثنائي لم يسمع من سلام اي كلام عن «فيتو» على النائب السابق ياسين جابر بعكس كل مايتم تناقله في وسائل الإعلام، وقالت ان الرئيس المكلف لم يتراجع عن الاتفاق السابق او يغير فيه بعكس كل ما قيل، علما انه كان منذ البداية يميل إلى مواصفات ومعايير معينة في المرشحين، بعيدا عن الصبغة الحزبية.

وعلمت «الجمهورية» ان سلام يفاوض كل فريق بكتمان من دون ان يطلعه على باقي التشكيلة او يفصح له عن عقبات مع فريق آخر.

غير انّ مصادر مواكبة لعملية التأليف قالت إنّ الرئيس المكلّف متمسك بالمبادئ الأربعة التي أعلنها، ولا سيما عدم وجود تمثيل حزبي في الحكومة العتيدة. ويقول إنّه معروف في كل مسار حياته بأنّه لا يخرج عن المبادئ ولا يتراجع عن الالتزامات التي يتعهد بها أمام الجميع. ولذلك، هو لن يسمّي وزيراً للمال محسوباً على «ثنائي» أمل و»الحزب»، لكنه يبحث عن المخارج الواقعية التي تسمح في النهاية بإزالة اعتراضاتهما، من دون أن تثير غضب خصومهما السياسيين.

وفي هذا الشأن، تقول المصادر إنّ فكرة تسمية النائب السابق ياسين جابر للوزارة أو الدكتور وسيم منصوري قابلة للبحث بالنسبة إليه. فهما يمتازان بالمواصفات المطلوبة في حكومته، وغير مصنّفين في الإطار الحزبي الضيّق، كما انّهما يحظيان بدعم قوى عربية وغربية، ومنها الولايات المتحدة التي يحمل جابر جنسيتها. ويتردّد أنّ من الأفكار المتداولة تسمية جابر او منصوري في المالية، مقابل شخصية محسوبة على القوى المقابلة بالأصالة في حاكمية مصرف لبنان، من أجل ضمان التوازن.

 

ضغط أميركي

وفي السياق، كشفت وكالة «رويترز» امس أنّ واشنطن تضغط على كبار المسؤولين اللبنانيين لمنع تسمية وزير مالية من «الحزب» أو حلفائه، في محاولة للحدّ من نفوذ الحزب.

وقالت إنّ المسؤولين الأميركيين نقلوا رسائل إلى سلام والرئيس جوزاف عون مفادها أنّ «الحزب» لا ينبغي أن يشارك في الحكومة المقبلة.

وقالت إنّ مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس كان أحد الأشخاص الذين نقلوا هذه الرسالة إلى لبنان. ونقلت عن مسؤول أميركي أنّ السماح لـ«الحزب» أو حركة «أمل» بترشيح وزير المال من شأنه أن يضرّ بفرص لبنان في الحصول على أموال أجنبية للمساعدة في تلبية فاتورة إعادة الإعمار الضخمة الناجمة عن حرب العام الماضي.

وأوضح أنّ الولايات المتحدة ليس لديها اعتراضات على تولّي شيعي المنصب لكنها لا تريد أن ترى «أمل» أو «الحزب» يختاران الوزير مباشرة.

 

الموقف الفرنسي

غير أنّ مسؤولين فرنسيين اعتبروا أنّه «على الرغم من إضعاف «الحزب»، فلا يجب تجاهل مطالب الطائفة الشيعية في لبنان، وإن لـ«الحزب» دوراً في المشهد السياسي».

 

دعم مصري

إلى ذلك، اكّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في رسالة إلى الرئيس جوزاف عون، دعم مصر الكامل للبنان واستعدادها التام لمساندته في تخطّي تبعات الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه والمشاركة في عملية إعادة الاعمار، فضلاً عن التزامها دعم مؤسسات الدولة اللبنانية والجيش اللبناني لضمان انتشاره في كافة الأراضي اللبنانية بما في ذلك مناطق الجنوب. نقل الرسالة، وفيها أيضاً دعوة رسمية للرئيس عون لزيارة القاهرة، وزير الخارجية المصري بدر احمد عبد العاطي الذي أكّد «الأهمية البالغة لتنفيذ القرار 1701 بكل بنوده ونصوصه وروحه من دون انتقاص».

وأكّد الرئيس عون للوزير المصري أنّ «لبنان متمسك بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة ضمن المهلة المحددة في 18 شباط المقبل»، معتبراً أنّ لبنان «يرفض المماطلة في الانسحاب تحت أي ذريعة كانت»، مشدّداً على «إعادة الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال حربها على لبنان».

ولفت إلى أنّ «المنطقة العربية تشكّل جسماً واحداً متكاملاً والتحدّيات تحيط بالجسم ككل»، مشدّداً على «أهمية التعاون المشترك للتمكن من اجتياز المرحلة الراهنة في المنطقة والمخاطر التي تحيط بها».

 

جولة على المسؤولين

وزار الوزير المصري ايضاً الرئيسين نجيب ميقاتي ونواف سلام، وقال: «نأمل بتشكيل الحكومة قريباً كي تستطيع بالتعاون مع الرئيس جوزاف عون والتفرّغ لإعادة الإعمار وفرض الأمن والاستقرار».

ومن عين التينة، حيث اجتمع مع الرئيس نبيه بري قال عبد العاطي: «أكّدنا على الأهمية البالغة لسرعة تكليف الحكومة وتشكيلها حتى تتولّى مواجهة التحدّيات التي يواجهها الشعب اللبناني، بخاصة ونحن نعيش في هذا الوضع الإقليمي المضطرب للغاية، وبالتالي لا بدّ أن تكون هناك حكومة لبنانية بتوافق لبناني، حكومة توافقية تعكس التوافق بين كل الشعب اللبناني الشقيق بكل طوائفه ومناحله وتوجّهاته».

 

ثم زار الوزير المصري البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، وأثنى على «الدور القيم الذي قام به البطريرك الراعي لناحية إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان وخطابه الداعي دائماً إلى وجوب احترام لغة الحوار والتعايش بين مختلف مكونات النسيج اللبناني»، لافتاً إلى التحيّات التي حمّله إياها كل من البابا تاوضرس والشيخ احمد الطيب إلى البطريرك الماروني وتقديره للقيادة الروحية في لبنان ولدورها الفعّال في نبذ العنف والإقتتال».

 

جعجع

وزار عبد العاطي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي أكّد أنّ «حزب «القوات» و«تكتل الجمهورية القوية» سيشاركان في الحكومة، من خلال اختيارهما شخصيات حزبية أو أكاديمية أو اختصاصيين». وشدد على «وجوب أن تعيد هذه الحكومة العتيدة القرار الوطني إلى داخلها، لا سيما الاستراتيجي والعسكري والأمني، وأن تكون فاعلة لا مجرد ملخص عن مجلس النواب كي تتمكن من القيام بدورها التنفيذي، وهذه مطالب طبيعية بديهية».

وعن حقيبة وزارة المال، قال جعجع: «من غير المقبول على الإطلاق تخصيص أي حقيبة لطائفة معينة». ورأى أنّ «هذه المرحلة الجديدة لا تحتمل وضع أي عقبة أو عرقلة أمام الحكومة»، وقال: «شئنا أم أبينا، سنتعاطى مع دول كثيرة، ويجب ألّا نختار أسماء قد تسبب أي إشكالية».

 

باسيل

وزار عبد العاطي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي أكّد «ثوابت «التيار» في التعاطي مع المرحلة الجديدة في لبنان، وضرورة المضي قدماً بإعادة بناء الدولة وفق التطلعات الإصلاحية المطلوبة».

 

حضور إيراني

من جهته، حضر إلى بيروت ايضاً نائب وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحيد جلال زاده، الذي زار وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، متمنياً «على الحكومة اللبنانية الشقيقة أن تبدي الاحتضان والرعاية للأخوة السوريين الذين نزحوا نتيجة المستجدات إلى لبنان من سوريا. علماً انّ عدداً منهم هم من أصول إيرانية ايضاً… وطلبنا منهم ان يكون هناك تعاون وثيق وبنّاء في تقديم أفضل العناية اللازمة التي يحتاجون اليها». وزار الموفد الإيراني رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور سفير إيران مجتبى اماني.

 

الجنوب

ميدانياً، اطّلع الرئيس عون من قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، على التقارير المتعلقة بالوضع في الجنوب، وطلب منه تفقّده والإطلاع على الوضع ميدانياً فيه، لاسيما بعد انتشار وحدات الجيش. كما بحث رئيس الجمهورية ومدير المخابرات العميد الركن طوني قهوجي الوضع في الجنوب.

اما ميدانياً، فتواصلت الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، وحرق جيش العدو ما تبقّى من منازل في بلدة كفركلا. وللمرّة الأولى منذ اتفاق وقف النار، شنّت طائرات إسرائيلية، فجر امس، غارات على مواقع بين منطقتي جنتا والشعرة عند الحدود اللبنانية-السورية، أدّت إلى سقوط ضحيتين هما: عباس الموسوي من بلدة النبي شيت، ووسام البرجي من بلدة علي النهري، وإصابة 10 أشخاص بجروح. ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ الغارات استهدفت عدة أهدافٍ تابعة لـ«الحزب» في منطقة البقاع، تضمّ بنى تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج وسائل قتالية بالإضافة إلى بنى تحتية للعبور على الحدود السورية-اللبنانية، تستخدمها منظمة «الحزب» لمحاولة تهريب الأسلحة إليها». وأضاف: «يُعتبر إطلاق مسيّرة الاستطلاع التابعة لـ«الحزب»، التي كانت في طريقها إلى المجال الجوي الإسرائيلي أمس (الخميس) وتمّ اعتراضها من قبل سلاح الجو انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان».

 

وتابع: «جيش الدفاع يظل ملتزمًا بالتفاهمات التي تمّ التوصل إليها بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، ولن يسمح بتنفيذ مخططات إرهابية من هذا النوع».

**********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

الشرق الأوسط: اتصالات لتذليل العقدة الشيعية في الحكومة اللبنانية

مصدر نيابي لـ«الشرق الأوسط»: لم نسمع بفيتو خارجي على جابر لـ«المالية»

 

 

تبقى الأنظار السياسية مشدودة إلى اللقاءات المفتوحة التي تعقد بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة القاضي نواف سلام والمعاونين السياسيين لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل والأمين العام لـ«الحزب» حسين الخليل، لعلها تؤدي إلى إخراج تمثيل الطائفة الشيعية في الحكومة من المراوحة على نحو يفتح الباب أمام سلام لاستكمال مشاوراته مع الكتل النيابية على أمل أن تدفع باتجاه تهيئة الأجواء لتأمين ولادة طبيعية للحكومة العتيدة قبل نهاية الأسبوع الحالي أو في الأيام الأولى من الأسبوع الطالع.

 

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مواكبة للقاءات المفتوحة أن الاجتماع الذي عُقد الأربعاء الماضي بين سلام والخليلين أبقى على الأبواب السياسية مشرّعة أمام استئناف الاجتماعات في أي لحظة. وقالت إن وزارة المالية سُحبت من التداول بعدما تقرر إسنادها إلى الوزير والنائب السابق ياسين جابر.

 

وكشفت المصادر نقلاً عن أحد «الخليلين»، عن قوله إنه لم يسمع من سلام ما يوحي بوجود فيتو خارجي، أو من قبله، على إسناد حقيبة المالية إلى جابر. وقالت إن كل ما يقال، بخلاف ذلك، يقف خلفه قوى سياسية لتحسين شروطها في التركيبة الوزارية، وإن كانت تتذرع بتطبيق وحدة المعايير في تسمية الوزراء وألا تقتصر على فريق دون الآخر.

 

وأكدت أن لقاء الخليلين مع سلام لم يكن سلبياً واتفقا معه على أن للبحث صلة، وقالت إن الباب لا يزال مفتوحاً أمام معاودة الاجتماع، في أي لحظة، في حال توصلا، بعد مراجعتهما قيادتي «أمل» ممثلة برئيس المجلس النيابي نبيه بري و«الحزب»، إلى جواب على لائحة بأسماء الوزراء التي حمّلهما إياها سلام، وتتضمن، من وجهة نظره، مرشحين ممن تتوافر فيهم الكفاءات لتمثيل الطائفة الشيعية في الحكومة. ولفتت إلى أنه جرى في لقاء الأربعاء التداول بهذه الأسماء على أن يعود الخليلان إليه بجواب قاطع. وقالت إن لا شيء يمنع مقارنة هذه الأسماء مع تلك التي يرشحها الثنائي الشيعي، باستثناء جابر الذي يبدو أن اسمه بات محسوماً لتولي حقيبة المال، وهذا ما أكده عدد من النواب لـ«الشرق الأوسط» وجميعهم من خارج الثنائي وينتمون إلى كتل نيابية عدة.

 

وتردد، بحسب المصادر، أن اللائحة التي تقدم بها الثنائي الشيعي تلحظ إسناد الصناعة، في حال تقرر أن تكون من الحصة الشيعية، للصناعي صلاح عسيران، في مقابل ترشيح رئيسة مجلس البحوث العلمية تمارا الزين أو علاء حميّة للبيئة، وهم من اقترحهم بري على سلام، في حين رشّح «الحزب» الأستاذ الجامعي طلال عتريسي لوزارة العمل، والدكتور علي رباح مسؤول مستشفى الرسول الأعظم للصحة، فيما أحجمت عن ذكر الأسماء الذين يرشحهم سلام، مع أن المصادر كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن أنه رشح أحد الطبيبين من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت لتولي الصحة، وهما رئيس دائرة الطب النووي محمد حيدر، والاختصاصي في أمراض السرطان حازم عاصي.

 

ورأت المصادر أن لا اعتراض شخصياً لسلام على بعض الأسماء، وقالت إنه يجمع في اختيارهم بين الكفاءة وطمأنة المجتمع الدولي، بما يمكّنهم من تمثيل لبنان في الاجتماعات التي ترعاها المؤسسات الدولية من دون أن يواجهوا أي تحفظ على دخولهم للدول التي تستضيفها، وتحديداً الأوروبية منها والولايات المتحدة الأميركية. وأكدت بأن مصلحة البلد تقضي بانتقاء وزراء لا يمتون تنظيمياً بصلة إلى «الحزب»، ولا يشكلون استفزازاً للثنائي ولا يصنّفون على خانة خصومه، خصوصاً وأن بين الشيعة من تتوافر فيهم هذه المواصفات التي لا تدعو أصدقاء لبنان للتعاطي معهم بحذر.

 

وأكدت بأن من يعتقد بوجود نية مبيتة لإضعاف الشيعة في ضوء التحولات التي شهدتها المنطقة وما لحق بلبنان من خسائر بشرية ومادية من جراء إسناد «الحزب» لغزة فهو خاطئ، وقالت بأن التوصل لتسوية سياسية تتطلب مد اليد إلى الشيعة والانفتاح بلا تردد على بري والتعاون معه لإنقاذ لبنان، وهذا يتطلب من «الحزب» التواضع سياسياً باعترافه بدخول البلد في مرحلة سياسية جديدة غير تلك التي كانت قائمة وتفرض عليه التكيف والتعايش معها والإقرار بأن لا مكان لثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» في البيان الوزاري للحكومة التي يتمسك بها الحزب، بينما لا تأتي «أمل» على ذكرها.

 

وقالت إن سلام ليس في وارد حشر «الحزب» في الزاوية، وما على الحزب إلا معاملته بالمثل بعدم حشر الحكومة وتحميلها أثقالاً سياسية أصبحت من الماضي، وكأن الزلزال السياسي الذي أصاب المنطقة لم يشمل لبنان، ودعت إلى الإسراع بتشكيل الحكومة وعدم تفويت الفرصة التي أدت لإعادة إدراج البلد على لائحة الاهتمام الدولي والتي ارتفع منسوبها بانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية وتكليف سلام تشكيل الحكومة اللذين قوبلا بأوسع تأييد عربي ودولي وبزحمة موفدين إلى لبنان وتأكيدهم الوقوف إلى جانبه ومساعدته للنهوض من أزماته.

 

وحذَّرت من تفويت الفرصة التي ما زالت متاحة للبنان للعبور إلى مرحلة التعافي، وقالت إن الإبقاء عليها قائمة يستدعي من الحكومة فور تشكيلها بأن تتقدم من المجتمع الدولي بدفتر الشروط الذي يتيح للبنان بأن يستعيد موقفه بالانتظام في النظام الدولي من بوابة التزامه بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته.

 

وإذ تنوّه المصادر النيابية بتفاهم عون وسلام، تؤكد أنهما يقرآن في كتاب واحد للمجيء بحكومة على قياس خطاب القسم بما يضمن تطبيق ما أمكن منه، وتسأل أين المشكلة بأن يُترك لسلام اختيار وزير شيعي، وتؤكد أن حل عقدة التمثيل الشيعي في الوزارة سينسحب تلقائياً على ممثلي الطوائف الأخرى التي ستجد نفسها بأن لا خيار لها سوى الانخراط في التسوية التي تتسع للجميع، شرط أن يبادر من يعنيهم الأمر إلى تقديم التسهيلات (أي التنازلات المطلوبة) لتعبيد الطريق لتصبح سالكة لإخراج عملية التأليف من التجاذبات.

 

وفي هذا السياق يتردد، نقلاً عن عدد من النواب، أن هناك رزمة تضم أسماء مرشحين لدخول الحكومة، مع أن لا شيء نهائياً حتى الساعة بانتظار غربلة الأسماء بين سلام وعون. وعلمت «الشرق الأوسط» أن من الأسماء المطروحة عن السنّة العميد المتقاعد في قوى الأمن الداخلي أحمد الحجار (الداخلية)، عامر البساط (الاقتصاد)، حنين السيد (شؤون اجتماعية) والدكتورة ريما كرامي (التربية)، مع أن النائب فيصل كرامي تحفّظ على أحد الأسماء، بينما تحذر كتلة «الاعتدال» من استبعاد تمثيل عكار في الحكومة.

 

ويتردد أيضاً أن بعض النواب يتداولون أسماء عدد من المرشحين، أبرزهم: جو صدي (الطاقة)، كمال شحادة (الاتصالات)، والوزيران السابقان طارق متري لنيابة الرئاسة بلا حقيبة وغسان سلامة (الثقافة)، وعن الدروز فايز رسامني (أشغال عامة ونقل)، نزار الهاني (زراعة) إذا تقرر أن تكون من الحصة الدرزية، رغم أن لا شيء نهائياً حتى الساعة ريثما يستكمل سلام مشاوراته بالكتل النيابية، وإن كانت المصادر النيابية تستبعد لجوءها إلى رفع السقوف إذا توصل سلام إلى تفاهم نهائي يتعلق بالحصة الشيعية في الحكومة.

**********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

دخول عربي على خط نزع ألغام التأليف.. وأجواء إيجابية مع «الثنائي»

عبد العاطي يكشف عن اتصالات لسحب الاحتلال ضمن المهلة.. ومطالبة إيرانية تسهيل إقامة نازحين «سوريين – إيرانيين»!

 

تتاقطع حركة اتصالات دبلوماسية واسعة، عند منحدرات التفاهمات اللبنانية والدولية، سواءٌ على جبهة ما يجري في الجنوب، لجهة بدء العد العسكي لانتهاء مهلة الـ18 شباط (اسبوعان ويومان)، ومعرفة مآل الإلتزام الاسرائيلي هذه المرة بهذا الموعد، أو لجهة الجهود المبذولة سواءٌ على المستوى الرئاسي، لا سيما الرئيس المكلّف نواف سلام، الذي يحرص على صلاحياته الدستورية في اختيار الوزراء، بما يتناسب مع المعايير الأربعة التي حددها، لجهة عدم الانتماء الحزبي او الترشح للانتخابات النيابية او التسوية المباشرة من جهات حزبية.

واعلن وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو ان الخبر السار في الشرق الاوسط هو انه لدينا في لبنان حكومة نأمل ان تصبح اكثر قوة من الحزب، وهناك وقف لاطلاق النار تم تمديده هناك.

 

وتتضح الصورة مع زيارة يزمع الرئيس المكلّف القيام بها الى بعبدا لوضع رئيس الجمهورية في آخر مجريات تذليل العقبات، وبالاضافة الى توقع ان يزور الموفد السعودي يزيد بن فرحان بعبدا، في اطار الدور السعودي الداعم للاسراع في عملية التأليف.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تواصلاً سجل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف تناول مشاورات التأليف على أن يزور سلام بعبدا بعد مناخ ايجابي ساد في الأجواء الحكومية ، لكن المصادر نفسها قالت أن هذا الجو يترجم عند تقديم التشكيلة الحكومية.

واعتبرت أن سكة الحكومة أضحت أكثر أمانا وهذا الأمر أصبح أكثر  إلحاحا موضحة أن التعقيدات الأساسية عولجت وباقي البعض منها ، مشيرة إلى أن عبارة لا تقول فول ليصير بالمكيول ما تزال الأكثر اعتمادا في الواقع اللبناني.

 

وفي وقت أكدت فيه المعلومات التي نشرتها «اللواء» امس عن فيتو أميركي على توزير الحزب.. والضغط الاميركي بهذا الاتجاه، عقد اجتماع بين الرئيس سلام، وممثلي الثنائي الشيعي، النائب علي حسن خليل (حركة امل) والحاج حسين خليل (الحزب) ووصف الاجتماع «بالايجابي» وأن تفاهما حصل حول وزارة المالية، والوزارات الاخرى من الحصة الشيعية.

وذكرت بعض المصادر انه تم الاتفاق بين سلام والخليلين على ان يُسمى الوزير الشيعي الخامس بالاتفاق مع رئيسي الجمهورية والرئيس المكلّف.

ويواصل الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نواف سلام مشاوراته لإنهاء عملية التأليف، وافادت مصادر اكثر من كتلة نيابية انه رفض بشكل مطلق اختيار اي جهة لأسماء الوزراء ولو ان القوى السياسية قدمت اسماء شخصيات غير نيابية أو حزبية لكنها تتمتع بإختصاصات علمية مهمة، وحسب ما تسرّب لـ«اللواء» من اجواء الكتل النيابية، شكت بعضها من ان سلام خرج عن تعهده بمنح كتلة الاعتدال الوطني حقيبة وزارية، ولم يبلغها اي قرار بالحقيبة ولا بالإسم، كما اختلف مع كتلة التوافق الوطني ورفض تلقي اي اسم منها مؤكداً انه سيسمي الوزراء لا سيما السنة جميعهم «وما بتكونوا إلّا مبسوطين»، بل انه اقترح اسم سيدة طرابلسية تعمل استاذة في الجامعة الاميركية ومن آل كرامي لكنها من جماعة المجتمع المدني. كذلك لم يتعهد لحزب الكتائب بأي امر، مع ان الحزب قدّم له في بداية التشاور اسماء شخصيات حزبية للتوزير فرفضها ثم قدم الحزب لائحة بأسماء غير حزبيين.

 

وفي هذا السياق قال عضو المكتب السياسي الكتائبي الوزير الاسبق الدكتورآلان حكيم لـ «اللواء»: نحن ندعم العهد الجديد وما يقرره رئيس الجمهورية برغم تحفظنا على طريقة مقاربة الرئيس سلام لتشكيل الحكومة، ونريد إنجاح العهد لتنفيذ ما ورد في خطاب القسم.لذلك لا طلبات محددة لدينا لكننا اقترحنا اسماء معينة غير حزبية من مذاهب مسيحية متعددة لا ندري اذا كان الرئيس سلام سيأخذ بها. ونحن نعتبر ان الضمانة الوحيدة «للكتائب» هي في شخص رئيس الجمهورية.

كذلك علمت «اللواء» ان سلام التقى مرتين اعضاء التكتل النيابي الاربعة الخارجين من التيار الوطني الحر، ولكنهم لم يأخذوا منه «لاحق ولا باطل»، وقالت مصادرهم انه يعاملنا كما يتعامل مع الكتل الاخرى.

وفي خلاصة أجواء معظم الكتل ان الرئيس سلام يميل الى توزير شخصيات من المجتمع المدني وهم من خصوم القوى السياسية، وانه سيختار الاسماء ويوزّع الحقائب، وذهبت مصادر احدى الكتل الى القول: ان سلام قد يتجه الى تشكيل حكومة امر واقع ويعرضها على رئيس الجمهورية ولو انها اثارت اعتراضات الكتل النيابية وحجبت الثقة عن الحكومة، فهو يعتقد انه بذلك يُحرج هذه الكتل امام الجمهور التوَّاق الى الخلاص وانطلاقة العهد بحكومة جديدة ووجوه جديدة غير تقليدية تنفذ برنامجه الحكومي. لكن تبقى المشكلة ان الحكومة ستكون على خلاف حاد مع المجلس النيابي الذي قد لا يتعاون معها بالشكل الكافي.

 

ويبدو حسب رأي مصادر بعض الكتل ان الرئيس سلام يراعي المزاج الدولي لا سيما الاميركي في تشكيل الحكومة، وهو المزاج الرافض تشكيل حكومة من القوى السياسية التقليدية او تمثلها لا سيما بعد المواقف الاميركية الصريحة بهذا الموضوع.

تأكيد لموقف أميركا: لا للحزب

وفي السياق وتأكيداً لما ورد في عدد «اللواء» امس، كشفت خمسة مصادر مطلعة أن واشنطن «تضغط على كبار المسؤولين اللبنانيين لمنع الحزب أو حلفائه من ترشيح وزير المالية القادم للبلاد، في محاولة للحد من نفوذ الجماعة المدعومة من إيران على الدولة».

وقالت المصادر الخمسة: إن المسؤولين الأميركيين حريصون على رؤية هذا النفوذ يتضاءل مع تشكيل الرئيس المكلّف نواف سلام حكومة جديدة. وطلبت المصادر عدم الكشف عن هوياتها لأنها غير مخولة بالتحدث إلى الصحافة.

 

اضافت: إن المسؤولين الأميركيين نقلوا رسائل إلى سلام والرئيس اللبناني جوزاف عون، الذي حظي بدعم الولايات المتحدة عندما كان قائداً للجيش وجرى انتخابه رئيساً في أوائل كانون الثاني، مفادها أن الحزب لا ينبغي أن يشارك في الحكومة المقبلة.!

الى ذلك، غادر السفير السعودي في بيروت وليد بخاري الى الرياض، وعلم انه سيعود برفقة موفد المملكة يزيد بن فرحان، المسؤول عن الملف اللبناني في الديوان الأميري.

دعم مصري تجدّد لبنان

وعلى صعيد التحرك العربي باتجاه لبنان، تركزت زيارة وزير الخارجية المصري بدر احمد عبد العاطي على نقل رسالة دعم لبنان من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومساندته في تخطي تبعات الحرب الاسرائيلية الأخيرة والمشاركة في عملية اعادة الاعمار.

والتقىالوزير المصري الرؤساء جوزاف عون، ونبيه بري ونجيب ميقاتي والرئيس المكلّف نواف سلام ووزير الخارجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

واكد الرئيس عون للوزير المصري ان لبنان متمسك بانسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة ضمن المهلة الممدة الى حين 18 شباط، مشيرا الى ان لبنان يرفض المماطلة في الانسحاب تحت أي ذريعة، ومطالبا باعادة الاسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم اسرائيل خلال هذه الحرب المدمرة على لبنان.

وكشف وزير الخارجية المصري العاطي ان بلاده تُجري اتصالات على اعلى المستويات، بهدف  تنفيذ القرار 1701 وتثبيت وقف اطلاق النار.

واكد ان مصر تتطلع الى سرعة الانتهاء من تشكيل الحكومة اللبنانية بقيادة دولة الرئيس نواف سلام حتى يستكمل لبنان مؤسساته واستحقاقاته ويتم التفرغ لاعادة الاعمار وليعود لبنان مركزا للاشعاع الحضاري والثقافي والفني والاقتصادي والمالي في المنطقة العربية».

وقال الوزير المصري بعد لقاء الرئيس سلام: متفائلون خيرا بوجود شخصيتين الأولى قيادية وحكيمة متمثلة بالرئيس جوزاف عون والثانية هي صاحب الخبرات الدولية الرئيس المكلّف نواف سلام ونأمل تلبية كل طموحات الشعب اللبناني».

وتابع: «تشكيل الحكومة ملكية وطنية لبنانية ونحن على ثقة في حكمة الرئيس المكلف ونتمنى ان يتم التوافق على حكومة تلبي طموحات اللبنانيين. نأمل بتشكيل الحكومة قريباً كي تستطيع بالتعاون مع الرئيس جوزاف عون التفرّغ لإعادة الإعمار وفرض الأمن والاستقرار».

ومن عين التينة قال عبد العاطي: أكدنا على الأهمية البالغة لسرعة تكليف الحكومة وتشكيلها حتى تتولى مواجهة التحديات التي يواجهها الشعب اللبناني خاصة ونحن نعيش في هذا الوضع الإقليمي المضطرب للغاية، وبالتالي لا بد أن تكون هناك حكومة لبنانية بتوافق لبناني، حكومة توافقية تعكس التوافق تعكس التوافق بين كل الشعب اللبناني الشقيق بكل طوائفه ومناحله وتوجهاته.

وقال جعجع، بعد اجتماعه مع الوزير المصري، برفقة السفير علاء موسى انه حزبه سيشارك في الحكومة، من خلال اختيار شخصيات حزبية او اكاديمية او اختصاصيين، مؤكدا على تأليف الحكومة بأقرب وقت، ولكن من دون تسرع، لا سيما ان الشعب اللبناني يستحق حكومة على قدر  تطلعاته. مميزاً بين احزاب لا غبار عليها كالقوات وحزبي الكتائب والكتلة الوطنية، ولم يرَ مانعاً من اعطاء المالية للثنائي، نظرا للظروف المحيطة واستثنائيا هذه المرة، ولكن ليس لأي اسم يرتبط بالثنائي.

ونُقل عن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اعلان رفضه للاستغناء عن الوزراء المنتمين الى احزاب.

الغارات تتوسَّع

جنوباً، عرض الرئيس عون، التطورات في الجنوب مع كل من قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة ومدير المخابرات العميد الركن طوني قهوجي، وقد طلب الرئيس عون من قائد الجيش بالإنابة تفقّد الجنوب والاطّلاع على الوضع ميدانياً وانتشار الجيش هناك.

ميدانياً، توسعت الغارات الاسرائيلية، لتمتد الى جنتا في البقاع، ووادي خالد، مما ادى الى سقوط شهيدين و10 من الجرحى.

وتحدثت وسائل الاعلام الاسرائيلية انه تم اعتراض هدف «جوي مشبوه» في منطقة زرعيت فوق الجليل الغربي.

ونفذ جيش الاحتلال تفجيراً في بلدة كفركلا وأشعل جنوده النيران في منازلها، كما احرقوا منازل في بلدة عيتا الشعب.

لكن اهالي بلدة مروحين  الحدودية دخلوا الى بلدتهم وأدّوا الصلاة على ركام منازلهم.

وحسب معلومات ميدانية، دأب العدو الصهيوني منذ انتهاء هدنة الـ 60 يوما وانسحابه من بعض البلدات التي غزاها بعد وقف اطلاق النار على ارتكاب اعتداءات تمثل خرقا فاضحا للقرار الدولي حيث لم يتوقف عن اطلاق النار بالرصاص والغارات والتفجيرات وكان آخرها هبّة الإعتداءات بالمحلّقات والقنابل المتفجرة والتي تركزت خلال الايام الماضية على الجرافات والحفارات وآليات البوبكات التي نشطت في البحث عن جثامين الشهداء من تحت ركام بعض الابنية وتسبب ذلك في اعطاب عدد كبير منها او احراقها كما حصل في طلوسة وبني حيان والطيبة ويارين وادى ذلك الى اعاقة عمليات البحث عن الشهداء.

تشييع نصر الله

وبعد 5 ايام من انتهاء مهلة 18 شباط، يشيع الحزب جثمان امينه العام السيد نصر الله ورئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، وذلك يوم 23 شباط الجاري.

إهتمام إيراني بنازحين سوريين

وفي تطور جديد، بحث نائب وزير خارجية ايران للشؤون القنصلية وحيد جلال زادة مع الرئيس بري والوزير بوحبيب والمدير العام للامن العام بالانابة العميد الياس البيسري، احتضان الحكومة اللبنانية للأخوة السوريين الذين نزحوا نتيجة المستجدات إلى لبنان من سوريا علما ان عددا منهم هم من أصول إيرانية ايضا….وطلبنا منهم ان يكون هناك تعاونا وثيقا وبناء في تقديم افضل العناية اللازمة التي يحتاجون اليها».

**********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

رسالة دعم من السيسي.. ومساعي التشكيل في المربع الأخير

 

بعد 23 يوما على انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسا و19 يوماً على تكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة، بدا واضحا من خلال النصائح الدولية المتتالية مباشرة عبر الموفدين الزوار او في المواقف المُعلنة، ان تأليف حكومة العهد الاولى لم يعد يحتمل تريثا او استمهالا طويلا، لان ما اتخذ من ذرائع في سوابق تأخير التشكيلات الحكومية طوال الحقبة الماضية لم يعد “صالحا” للفترة الحالية التي تملي سرعة استثنائية في التأليف، بعيدا عن ترف المناورات والاختباء وراء الذرائع، وفرض القوى السياسية شروطها.

الاستعجال الدولي الذي حمل جديده امس وزير خارجية مصر بدر احمد عبد العاطي في زيارة هي الاولى الى بيروت، ستترجم مفاعيله في زيارة يقوم بها الرئيس المكلف خلال الساعات المقبلة الى رئيس الجمهورية، حاملا بحسب معلومات “المركزية” مسودة تشكيلة اولى للتشاور في شأنها مع رئيس البلاد، علما انه يجتمع قبل زيارة بعبدا مع ممثلين عن الثنائي الشيعي للبحث في الحصة الشيعية وفق المعايير الاربعة التي حددها سلام.

ضغط واشنطن

في السياق، افادت خمسة مصادر مطلعة بأن واشنطن تضغط على كبار المسؤولين اللبنانيين لمنع “الحزب” أو حلفائه من ترشيح وزير المالية القادم للبلاد، في محاولة للحد من نفوذ الجماعة المدعومة من إيران على الدولة. وقالت بحسب “رويترز” إن المسؤولين الأميركيين حريصون على رؤية هذا النفوذ يتضاءل مع تشكيل رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام حكومة جديدة. وطلبت المصادر عدم الكشف عن هوياتها لأنها غير مخولة بالتحدث إلى الصحافة. وقالوا إن المسؤولين الأميركيين نقلوا رسائل إلى سلام والرئيس جوزاف عون، الذي حظي بدعم الولايات المتحدة عندما كان قائدًا للجيش وجرى انتخابه رئيسًا للبلاد في أوائل كانون الثاني، مفادها أن الحزب لا ينبغي أن يشارك في الحكومة المقبلة.وافادت ثلاثة مصادر على اطلاع مباشر على الأمر “رويترز” إن السماح للحزب أو حركة أمل بترشيح وزير المالية من شأنه أن يضر بفرص لبنان في الحصول على أموال أجنبية للمساعدة في تلبية فاتورة إعادة الإعمار الضخمة الناجمة عن حرب العام الماضي، والتي أدت الغارات الجوية الإسرائيلية خلالها إلى تدمير مساحات شاسعة من البلاد”.

دعم مصري

الى ذلك، اكد رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي دعم مصر الكامل للبنان واستعدادها التام لمساندته في تخطي تبعات الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه والمشاركة في عملية إعادة الاعمار، فضلا عن التزامها دعم مؤسسات الدولة اللبنانية والجيش اللبناني لضمان انتشاره في كافة الأراضي اللبنانية بما في ذلك مناطق الجنوب.

موقف الرئيس المصري جاء في رسالة خطية نقلها الى الرئيس عون وزير الخارجية المصري بدر احمد عبد العاطي خلال استقباله امس في قصر بعبدا على رأس وفد في في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب .

ايران مهتمة بالسوريين

من جهته، حضر الى بيروت ايضا نائب وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون القنصلية والبرلمان الإيرانيين وحيد جلال زاده الذي زار الوزير بوحبيب، متمنياً “على الحكومة اللبنانية الشقيقة ان تبدي الاحتضان والرعاية للأخوة السوريين الذين نزحوا نتيجة المستجدات إلى لبنان من سوريا علما ان عددا منهم هم من أصول إيرانية ايضا…. وطلبنا منهم ان يكون هناك تعاونا وثيق وبناء في تقديم افضل العناية اللازمة التي يحتاجون اليها”. وزار الموفد الايراني رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور سفير ايران مجتبى اماني.

حقائب دولارات

وفي السياق، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلًا عن مصادرها، أن مسؤولين إيرانيين وغيرهم قاموا بتسليم عشرات الملايين من الدولارات نقدًا إلى الحزب، وأفادت الصحيفة بأن إسرائيل أبلغت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بأن أموالًا إيرانية نُقلت إلى الحزب عبر مسؤولين أتراك جوًا، وهو ما نفاه مسؤولون أتراك بشدة.

كما أشار التقرير إلى أن مبعوثين إيرانيين يسافرون من طهران إلى مطار بيروت حاملين حقائب مليئة بملايين الدولارات، فيما أكدت أن تركيا لم تُساءل رسميًا من أي طرف حول الاتهامات الإسرائيلية.

غارات على الحدود

اما في الميدان الجنوبي، فتواصلت الخروقات الاسرائيلية لوقف إطلاق النار، وقام الجيش الإسرائيلي بحرق ما تبقى من منازل في بلدة كفركلا. الى ذلك، وللمرة الأولى منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار، شنّت الطائرات الإسرائيلية، فجر امس ، غارات على مواقع بين منطقتي جنتا والشعرة عند الحدود اللبنانية -السورية، جهة القصر.

وأضاف: “يعتبر إطلاق مسيرة الاستطلاع التابعة للحزب، التي كانت في طريقها إلى المجال الجوي الإسرائيلي أمس (الخميس) وتم اعتراضها من قبل سلاح الجو انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”.

اقفال حدودي

وليس بعيدا، افيد ان الأمن العام اللبناني تبلّغ رسميًا من الجهات السورية أنّ الحدود البرية عند نقطة المصنع ستكون مقفلة يوميًا بين الساعة ١١ ليلًا والخامسة فجرًا بتوقيت بيروت وهو إجراء متّبع عند كل المعابر البرية لسوريا

استئناف رحلات

في المقابل، اعلنت الخطوط الجوية الفرنسية عن استئناف رحلاتها من والى بيروت ابتداءً من اليوم.

عبد العاطي جال على المسؤولين مؤكّداً الدور المصري

ورسالةٌ من السيسي إلى الرئيس عون: ملتزمون دعم لبنان

 

الشرق –  اكد رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي دعم مصر الكامل للبنان واستعدادها التام لمساندته في تخطي تبعات الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه والمشاركة في عملية إعادة الاعمار، فضلا عن التزامها دعم مؤسسات الدولة اللبنانية والجيش اللبناني لضمان انتشاره في كافة الأراضي اللبنانية بما في ذلك مناطق الجنوب.

 

موقف الرئيس المصري جاء في رسالة خطية نقلها الى الرئيس عون وزير الخارجية المصري الدكتور بدر احمد عبد العاطي خلال استقباله له امس في قصر بعبدا. وجاء في الرسالة:

 

«يطيب لي ان أتوجه اليكم بالاصالة عن نفسي وبالنيابة عن الشعب المصري بأصدق التهاني القلبية على توليكم منصب رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة، تلك المسؤولية التي تحملونها على عاتقكم في مرحلة محورية من تاريخ لبنان الشقيق، لخدمة الشعب اللبناني العظيم الذي عانى ويلات الحرب على مدار الأشهر الماضية.

 

وانني اذ اغتنم هذه الفرصة لاعرب لكم عن دعم مصر الكامل للبنان العزيز – حكومة وشعبا – تحت قيادتكم الحكيمة، وأؤكد لكم استعداد مصر التام لمساندة لبنان الشقيق في تخطي تبعات الحرب والدمار والمشاركة في عملية إعادة اعمار لبنان، فضلا عن التزام مصر بدعم مؤسسات الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، بما يضمن انتشاره بكافة الأراضي اللبنانية، بما في ذلك مناطق الجنوب اللبناني.

 

كما يسعدني ان اغتنم هذه المناسبة لدعوتكم اخي فخامة الرئيس لزيارة بلدكم الثاني مصر في اقرب فرصة بهدف التنسيق والتشاور في مجمل القضايا الثنائية والإقليمية والدولية وبما يعكس علاقات الاخوة بين البلدين الشقيقين».

 

وكان الرئيس عون استقبل في قصر بعبدا في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب وزير خارجية جمهورية مصر العربية بدر أحمد عبد العاطي على رأس وفد ضم سفير مصر في لبنان علاء موسى، الوزير المفوض هاني خضر، نائب السفير المصري مصطفى محروس المستشار في السفارة المصرية، والسكرتير الثاني في مكتب الوزير أحمد أبو النجا.

 

وبعدما تسلم الرئيس عون رسالة الرئيس السيسي، رحب بالوزير المصري والوفد المرافق شاكرا له زيارته، منوها بالجهود التي بذلها الرئيس المصري والسفير في بيروت لمساعدة لبنان في انهاء الفراغ الرئاسي من خلال اللجنة الخماسية، وحمل الوزير عبد العاطي تحياته إلى الرئيس السيسي وشكره على الدعوة التي وجهها إليه لزيارة جمهورية مصر العربية من ضمن الزيارات التي يعتزم القيام بها بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

 

عبد العاطي

 

وقال عبد العاطي بعد اللقاء «نتطلع الى سرعة الانتهاء من تشكيل الحكومة الللبنانية بقيادة دولة الرئيس نواف سلام حتى يستكمل لبنان مؤسساته واستحقاقاته ويتم التفرغ لاعادة الاعمار وليعود لبنان مركزا للاشعاع الحضاري والثقافي والفني والاقتصادي والمالي في المنطقة العربية».

 

واكد ردا على سؤال ان الدور المصري مستمر ولن يتوقف ولو للحظة واحدة،  والموقف المصري ثابت في وقف كل الانتهاكات والخروقات والانسحاب الكامل غير المشروط. لدي اتصالات دورية مع الأخ العزيز معالي الوزير عبد الله بو حبيب ومع الإدارة الاميركية الجديدة والجانب الإسرائيلي، ومع فرنسا الصديقة. وخلال هذه الاتصالات، نؤكد دائما على أهمية الالتزام الكامل باتفاق التهدئة ووقف اطلاق النار وأيضا ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كافة الأراضي اللبنانية من دون انتقاص ووقف الانتهاكات وعدم استهداف المدنيين، هذا هو الموقف المصري الثابت. والاتصالات التي ذكرتها مستمرة على المستويات الامنية لنقل هذه الرسالة ولاعادة التأكيد على عناصر هذا الموقف الذي لن يتغير.

 

اضاف: ان تشكيل الحكومة يجب ان يتم بإرادة لبنانية وطنية تامة ونحن ندعم كل جهود دولة الرئيس نواف سلام في تشكيل حكومة لبنانية لا تقصي احدا ولا تستبعد احدا وتعكس كل التنوع الطائفي والديني في لبنان الشقيق. ونحن نتطلع الى سرعة انجاز هذا الامر وان تكون هناك حكومة لبنانية قوية تمثل الجميع حتى تتولى مسؤولياتها الوطنية في إعادة الاعمار وتلبية تطلعات الشعب اللبناني الذي عاني كثيرا وآن له ان يستريح ويستقر وينعم بالرفاهية وإعادة اعمار ما تم تدميره من الجانب الإسرائيلي.

 

لقاءات

 

ثم زار عبد العاطي والوفد المرافق كلا من  رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الرئيس المكلف نواف سلام، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

*************************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

عون والرئيس المكلف التقيا ليلاً وتشدّد أميركي في حقيبة المالية

نواف سلام… النجاح الأكيد

 

برغم كل التعقيدات التي تتراكم في مسألة تأليف الحكومة، لا بد لكل القوى السياسية وللرئيس المكلف نواف سلام، من تصفير العدّاد، والانطلاق إلى مقاربات جديدة، تعيد الزخم إلى العملية السياسية التي بدأت واعدة مع انتخاب الرئيس جوزاف عون، ومع تكليف سلام، الشخصية التي تعتبر خير ممثل لمرحلة التغيير المنشود.

ثمة فرصة لا تزال موجودة لأن الخيارات الوطنية لعون وسلام هي الضمانة للإنقاذ وستتغلب عاجلاً أو بعد حين على مسائل توزيع الحصص والحقائب، فهذه الخيارات تلبي آمال الناس وتتلاقى مع الدعم الدولي الذي ينتظر تشكيل الحكومة ليعطيها كل أدوات الدعم الاقتصادي والسياسي.

 

الوزير الشيعي الخامس

وحماية للدستور ولـ”الطائف”، يسعى سلام إلى تسمية الوزير الشيعي الخامس، بحيث لا يسقط كلياً التمثيل الشيعي في الحكومة، في حال استقال الأربعة الباقون، ويتذرع ثنائي “الحزب” و “حركة أمل” بأن الحكومة فاقدة الشرعية، كما حصل مع الرئيس فؤاد السنيورة عام 2006. كذلك إصرار عون وسلام على عدم حيازة هذا “الثنائي” وحلفائه “الثلث المعطل”، من شأنه في حال استقال الوزراء الأربعة أو “قاطعوا”، أن يحثهم سلام على العودة إلى مجلس الوزراء ولاحقاً إقالتهم بمرسوم صادر عن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بعد موافقة ثلثي أعضاء الحكومة. ثم يصدر مرسوم موقع من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بتعيين بدلاء من الأربعة، وهذا التعيين لا يحتاج إلى ثقة المجلس النيابي، لأن الثقة تعطى استناداً للبيان الوزاري.

 

لذا يجب أن تتقدم الكتل النيابية والرئيس المكلف كل من جهته إلى منتصف الطريق وهذا ليس بالأمر العسير. فالرئيس المكلف لا شك أنه لا يضمر أي مواقف مسبقة من الأطراف التي يتفاوض معها، ولأنه وضع موجبات الدستور كمرجعية لمقاربة تشكيل الحكومة، فهو حشر كل الأطراف التي تحاول فرض مكاسب خلافاً لنصوص “دستور الطائف”.

 

أو “على النظام السلام”

إن محاولات إفشال مهمة سلام تعني أيضاً وضع العراقيل أمام عهد الرئيس عون، حيث أن عون وسلام يشكلان أساس السلطة الإجرائية، وهما على تناغم واتفاق بشأن توجهاتهما لبدء عملية الإصلاح والنهوض الاقتصادي، ومن سيعرقل سيتحمل المسؤولية أمام الشعب اللبناني والمجتمع الدولي. في كل حال عدم تسهيل مهمة نواف سلام ستشكل إدانة للمعرقلين، وقراراً بالانقلاب المسبق على مرحلة التغيير التي يجب أن تبدأ ولا تتأخر بعد، وتأليف الحكومة هو الخطوة الأولى على طريق الألف ميل. هناك توق شعبي كبير لينجح العهد، وهناك قوى سياسية ونخب تشارك توق الشعب، لكنها لا تخفي خشيتها من أن محاولة إفشال تجربتَي عون وسلام تعني أن “على هذا النظام السلام”.

 

لقاء عون سلام

وليلاً، ترددت معلومات عن زيارة الرئيس المكلف إلى قصر بعبدا حيث استكمل بحث ملف التأليف، لكن لم يصدر أي شيء رسمي عن القصر الجمهوري حول الزيارة.

وفي وقت شاعت أجواء أن الولادة الحكومية اقتربت، توقفت ليل أمس بوصلة التوزيع للحقائب السيادية والأساسية بعد حصول تبديلات في المسودة على ما يلي:

المال للثنائي الشيعي، الداخلية لسني مقرّب من سلام، الخارجية والدفاع للموارنة والأرثوذكس من حصة عون من دون حسم التوزيع حتى أمس، الأشغال للدروز حيث ستتولاها شخصية قريبة من الاشتراكي، الصحة للثنائي الشيعي، الاتصالات والطاقة لمسيحيين قريبين من القوات، وبالنسبة للعدل والتربية قد يحصل تبديل حيث قد يأخذ التربية المسيحيون وتسند للتيار، في حين تذهب العدل للسنة من حصة الرئيس المكلف بالتوافق مع عون.

واشنطن ضد توزير “الحزب”

وأوردت رويترز نقلاً عن خمسة مصادر مطلعة قولها إن واشنطن تضغط على كبار المسؤولين اللبنانيين لمنع “الحزب” أو حلفائه من ترشيح وزير المالية القادم.

وقالوا إن المسؤولين الأميركيين نقلوا رسائل إلى سلام والرئيس جوزاف عون، مفادها أن “الحزب” لا ينبغي أن يشارك في الحكومة المقبلة.

 

وقالت ثلاثة من المصادر إن رجل الأعمال اللبناني الأميركي مسعد بولس، الذي عينه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستشاراً لشؤون الشرق الأوسط، كان أحد الأشخاص الذين نقلوا هذه الرسالة إلى لبنان.

وأبلغت مصادر سياسية بارزة “نداء الوطن” أن هناك “تبدلاً في المقاربة الأميركية لموضوع الحكومة انطلاقاً مما قاله بولس مسعد”، وأكدت أن حقيبة وزارة المالية تحولت إلى “عنوان مواجهة كبرى على قاعدة أنه يجب ألا تكون هذه الحقيبة للثنائي الشيعي”.

وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في مقابلة صحافية حديثة أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط يشهد تطورات إيجابية، مشيراً إلى “الخبر السار” في لبنان، حيث أكد أن الحكومة اللبنانية الحالية تأمل في أن تصبح أكثر قوة من “الحزب”، وأوضح أن وقف إطلاق النار الذي تم تمديده في المنطقة يساهم في تحقيق هذا الهدف

وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أنه إذا استمرت الأمور في الاتجاه الحالي، حيث يصبح “الحزب” ضعيفاً ويعجز عن القيام بمهامه لصالح إيران، فإن ذلك قد يمهد الطريق لعلاقات جديدة في المنطقة.

 

إسرائيل تغير بقاعاً

ميدانيا، قال الجيش الإسرائيلي أمس إنه ضرب عدة أهداف لـ”الحزب” خلال الليل في سهل البقاع وعلى الحدود السورية اللبنانية.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن الأهداف تشمل “موقعاً عسكرياً يضم بنى تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج وسائل قتالية، بالإضافة إلى بنى تحتية للعبور على الحدود السورية – اللبنانية”، مضيفاً أن ذلك بهدف محاولة تهريب الأسلحة إلى لبنان

 

وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيعقد الثلثاء المقبل اجتماعَين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى الولايات المتحدة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram