افتتاحية صحيفة الديار:
الرئيس عون يعد خطة عملانية لسحب الذرائع «الاسرائيلية»
سؤلان لا يملك احد الاجابة عليهما بعد. متى تولد الحكومة العتيدة؟ وهل ستلتزم قوات الاحتلال الاسرائيلي بموعد 18 شباط للانسحاب من الاراضي اللبنانية ووقف اعتداءاتها؟ في الملف الحكومي عدم وضوح الرئيس المكلف نواف سلام، يسبب لكثير من القوى السياسية حالة من الضبابية في فهم «خارطة الطريق» المعتمدة من قبله في المفاوضات التي يجريها مع القوى السياسية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تجزم مصادر «الثنائي الشيعي» ان النقاشات على وزارة المال وعلى اسم ياسين جابر باتت من الماضي بعد حسمها في اللقاء الاخير الذي جرى يوم الاربعاء، فيما تنبري اوساط الرئيس المكلف لترويج كلام عن عدم حسم اي من الاسماء الوزارية او الحقائب. وذلك على ما يبدو امتصاصا لضغوط يقودها «خصوم» «الثنائي» وفي مقدمتهم القوات اللبنانية التي تخوض معركة مع عدد من «التغييريين» لاجهاض التفاهم بين سلام «والثنائي» الذي يغطيه رئيس الجمهورية جوزاف عون. علما ان الازمة بين سلام و»معراب» لا تزال عميقة حكوميا، وكذلك مع التيار الوطني الحر،فضلا عن ازمة تمثيل السنة. وفيما لا ياخذ احد «حق او باطل» من سلام، يراهن البعض على فرض حكومة امر واقع، في ظل التعثر القائم، معززا بموقف اميركي مستجد لمستشار ترامب مسعد بولس طالب فيه بحكومة تستبعد «المنظومة» السابقة؟!.علما ان مصادر مطلعة تستبعد ان تتجه واشنطن والرياض الى خلق صدام سياسي في البلاد يؤدي الى تعثر انطلاقة العهد.
الرئيس «مستاء» من واشنطن؟
وفي الانتظار، لا يزال اهل القرى الجنوبية يمارسون الضغط على الارض لمنع استقرار وتثبيت قوات الاحتلال لمواقعها في قراهم الحدودية، ومن المرتقب ان تتحرك المفاوضات الدبلوماسية حول الانسحاب ومصير اسرى حزب الله في الايام القليلة المقبلة مع وصول مبعوثة الرئيس الاميركي دونالد ترامب مورغان اورتاغوس الى بيروت، علما ان لجنة مراقبة وقف النار ستجتمع اليوم لبحث الخروقات الاسرائيلية التي تتصاعد يوميا. ووفقا لمصادر مطلعة، لا ضمانة اميركية موثوقة بان يحصل الانسحاب الاسرائيلي في 18 شباط، خصوصا ان رئيس الجمهورية جوزاف عون يشعر باستياء كبير بعدما خالفت اسرائيل ما وعدته به الادارة الاميركية عشية المطالبة بتمديد الهدنة بانها ستضمن وقف الخروقات الاسرائيلية، وهو امر تبلغه ايضا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لكن لا شيء تحقق على ارض الواقع.
خطة عون
وعلم في هذا السياق، ان الرئيس عون ينتظر اورتاغوس لاطلاعها على خطة عملانية باتت جاهزة لديه لمعالجة ملف النقاط الخمس التي تتطلع قوات الاحتلال الى البقاء فيها بعد انتهاء مهلة التمديد الجديد للهدنة، وهذه الاجراءات، يفترض ان تسحب اي ذرائع من اسرائيل للبقاء في الاراضي اللبنانية، والا ثمة مخاطر جدية من حصول تحركات ميدانية غير محسوبة قد تهز الاستقرار.
حكومة «ملائكة»؟
اذا، وغداة زيارة الرئيس المكلف الى قصر بعبدا، لا جديد على جبهة التأليف حيث ينكب بعيدا من الاضواء على رسم تركيبته الوزارية بالمعايير التي عاد وحددها بعد زيارته رئيس الجمهورية جوزاف عون، وهو ما زاد من حجم الهوة مع القوى السياسية التي تزعم انها اوصلته الى رئاسة الحكومة وفي مقدمتها القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والنواب السنة. ويبدو ان حجم المطالب كبير وسقف الشروط عالي من دون معرفة كيفية مواءمة الرئيس المكلف بين معاييره والوقائع التي تتطلب التفاهم مع القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي.
لا ازمة مع «الثنائي»؟
على الضفة الشيعية، لم يسمع مستشار رئيس مجلس النواب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل يوم الاربعاء من سلام اي تغيير في الاتفاق على ترشيح جابر لوزارة المال، كما لم يسمعوا منه وجود اي فيتو اميركي على منح الشيعة او جابر وزارة المال. ووفق المصادر، حصل رفض متبادل على اسماء الوزراء الآخرين، واتفق انه سيكون للبحث صلة بين الجانبين. وعلم ان الرئيس المكلف يصر على ان يتولى وزارة الصحة طبيب من مستشفى الجامعة الاميركية وطلب من الحزب اختيار اسم من المستشفى حصرا.
لا «حق ولا باطل»
في هذا الوقت، تقود القوات اللبنانية تصعيدا ممنهجا ضد سلام لدفعه الى عدم توزير جابر، واعتبار موافقته استسلاما لرغبات «الثنائي» ورضوخا لهما، وتحت التهديد بعدم المشاركة في الحكومة اذا لم يتم اعتماد معايير موحدة، خصوصا ان سلام رفض مرشحي القوات للتوزير، سرب رئيس الحكومة المكلف عبر مصادره ان الاسماء الشيعية لم تحسم بعد.وانه لا اتفاق نهائي. ما دفع باحد من التقى سلام مؤخرا الى القول اننا لا ناخذ منه «لا حق ولا باطل». «وحتى حين نسأله اذا كان يدفع الامور نحو فرض حكومة امر واقع؟ فهو لا يجيب لا سلبا ولا ايجابا»!.
وعلم في هذا السياق، انه لا اتفاق حتى الان بين سلام والقوات اللبنانية والاجتماع الاخير يوم الاربعاء مع مدير مكتب جعجع ايلي براغيد كان سلبيا، بعد رفض سلام تلبية معظم مطالب «معراب».
العقدة السنية
وفي سياق متصل، لا يزال سلام يواجه اعتراض القوى السنية، وهو التقى النائب فيصل كرامي ووفق مصادر مطلعة، لم يثمر الاجتماع عن نتيجة واضحة لا سلبية ولا ايجابية. وقد ابلغه كرامي بضرورة توحيد المعايير وسال كيف يطرح احدى السيدات من طرابلس دون استشارة نواب المنطقة؟ وعلم ان احدى صيغ التسوية تتضمن ان يتنازل سلام عن جزء من حصته السنية لارضاء كتلتي الاعتدال والتوافق الوطني.ويفترض ان تمنح وزارة الزراعة لوزير من عكار بينما حسمت وزارة الاشغال للحصة الدرزية.
سلام والميثاقية
في المقابل، قالت مصادر مقربة من سلام انه يطبق ما يعلن ويتعاطى مع مختلف الاحزاب انطلاقا من قناعاته ، وليس في وارد ترك مصير حكومته في يدّ اي فريق من الافرقاء السياسيين بمعنى انه سيبقي السيطرة على مجلس الوزراء بين يديه بالتنسيق مع الرئيس جوزاف عون . وهو يصر على ان يكون للرئيس وله وزير من كل طائفة او على الاقل الطوائف الكبرى الاساسية حتى لا يحاول احد في اي لحظة ان يسحب بساط الميثاقية من تحت الحكومة على غرار ما حصل في عهد الرئيس سعد الحريري حينما استقال من الحكومة كل الوزراء الشيعة فطارت ميثاقيتها. واضافت: على سبيل المثال، اذا كانت حصة الشيعة خمسة وزراء سيسمون اربعة بعد موافقته على الاسماء بطبيعة الحال، ويسمي الخامس هو او رئيس الجمهورية وينسحب الامر على سائر الطوائف فلا تتحكم اي منها بمصير الحكومة.
الموقف الاميركي
وفي موقف اميركي هو الاول من نوعه، اكد مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسعد بولس، ان بلاده تراقب التطورات السياسية في لبنان عن كثب، وتتطلع إلى التغييرات الشاملة». وأضاف: «كما حدث في رئاسة الجمهورية والحكومة، نأمل أن ينعكس ذلك على التشكيلة الحكومية بحيث تعكس الإصلاح المطلوب، وأن لا يُعاد تعيين من كان له دور في المنظومة السابقة، وذلك من أجل استكمال مسيرة النهوض واستعادة ثقة المجتمع الدولي.
غضب «التيار الوطني»
في المقابل، وفيما لم تصل المشاورات بين سلام والتيار الوطني الحر الى نتائج حاسمة، صدر عن التيار بيان يشير الى عدم الرضى بل الغضب من مسار التاليف، وقد رد فيه عما اسماه « الأكاذيب والمغالطات المتعلقة بتشكيل الحكومة، واشار الى ان التيار يقدِّم كل التسهيلات الممكنة واللازمة لتشكيل الحكومة، وهو لذلك لم يصرّ على عدد محدد من الوزراء ولا على حقيبة بعينها ولا على إسم، لكي لا تدخل عملية التشكيل في تعقيدات ومزايدات ومطالبات معاكسة وتحدّيات لا فائدة منها. وخلص بيان التيار الى القول» بإن ما يصرّ عليه التيار هو أن تُعتمد المبادئ نفسها في التشكيل بالنسبة إلى جميع القوى السياسية والنيابية، ونصح التيار كل الجهات المنخرطة في عملية تأليف الحكومة باعتماد الواقعية اللازمة من دون التنازل عن أي من المبادئ الحاكمة في الدستور والصلاحيات المنوطة برئيس الجمهورية والحكومة والوزراء وعدم الإنجرار الى مغامرات قد تودي بالبلاد الى الهلاك او تسبّب للعهد إنتكاسة غير مرغوبة أبداً، خاصةً وأن عملية تأليف هذه الحكومة بالذات أمر سهل إذا إعتمدت العدالة وحسن التدبير والتعاطي السوي.
مسيرة.. وخروقات
في هذا الوقت، وللمرة الاولى منذ ابرام اتفاق وقف النار، زعم الجيش الإسرائيلي اعتراض مسيّرة لجمع المعلومات، قال ان حزب الله اطلقها من جنوب لبنان، دون اي تبني من المقاومة،في هذا الوقت، نفذ جيش الاحتلال عملية تفجير في بلدة طلوسة قضاء مرجعيون. وسجل إنفجار صاروخ إعتراضي فوق برج الملوك في مرجعيون. واصيب مواطنان بجروح طفيفة جراء قيام محلقة اسرائيلية بإلقاء قنبلة بالقرب من دراجتهما النارية عند أطراف بلدة طلوسة لجهة مركبا. وقام جيش العدو بعمليات تجريف في بلدتي الضهيرة والبستان الحدوديتين في قضاء صور ، وشوهدت رافعة كبيرة للاحتلال الاسرائيلي قبالة بركة ريشا، والبستان، ويارين ومروحين تقوم بتركيب جدران إسمنتية عند الجدار الحدودي ، وسط تحركات مكثفة لجنود اسرائيليين ، فيما قامت جرافة بأعمال جرف في محيط الجدار الإسمنتي لقرية البستان ، واقامت سواتر ترابية معززة بالجنود تشرف على البلدة وبلدات يارين والزلوطية وام التوت والضهيرة . واطلق جيش الاحتلال بين الحين والآخر رشقات نارية باتجاه بلدة الضهيرة القديمةً القريبة من موقع الجرداح الإسرائيلي المطل على البلدة. كما قام بعمليات تجريف للمنازل وتمشيط بالاسلحة الرشاشة في مركبا. ويستمر جيش العدو بعدوانه على ممتلكات وارزاق المواطنين، حيث قام منذ ساعات صباح امس، بإضرام النار بمزرعة للدواجن عند نزلة تل نحاس - ديرميماس. كما تعرضت أطراف بلدة شبعا لقصف مدفعي اسرائيلي.
اسرى حزب الله
وفي سياق متصل، علم ان لا ئحة اسرى حزب الله لدى قوات الاحتلال تضم أسماء 7 أسرى وهم كامل يونس أسر في بليدا،حسن جواد، يوسف عبدالله، إبراهيم الخليل، محمد جواد، حسين شريف وتم أسر هؤلاء الأشخاص في عيتا الشعب إضافة إلى عماد أمهز الذي تم اقتياده في عملية لكوماندوس إسرائيلي من البترون.
قلق من استراتيجية نتانياهو
وفي ظل التشكيك بنوايا حكومة الاحتلال، طرحت صحيفة «هارتس» الاسرائيلية عدة اسئلة على نتانياهو واتهمته بانه ليس لديه خطة وطنية لإعادة السكان إلى بيوتهم في الشمال، وتساءلت عن السبب الحقيق وراء ذلك؟ وقالت « لماذا لم يتم استغلال وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين في لبنان، من أجل التقدم نحو اتفاق سياسي دائم؟ وما خطة الحكومة الاستراتيجية حول ما يتعلق بلبنان وسوريا، اللتين توجد على أراضيهما الآن قوات الجيش الإسرائيلي.
ترقب للقاء واشنطن
وفي هذا السياق، ثمة ترقب شديد للقاء رئيس حكومة العدو مع الرئيس دونالد ترمب مطلع الاسبوع المقبل في واشنطن، فنتانياهو الذي يتوقع ضغوطاً من ترمب لوقف الحرب في غزة، سيُبدي وفق وسائل اعلام اسرائيلية، تجاوباً أولياً، ولكنه في الوقت نفسه سيعرض على الرئيس الأميركي مشاهد تدل على خطورة بقاء حركة حماس حاكمة في القطاع، وسيؤكد له ضرورة إبقاء التهديد باستئناف الحرب حتى آخر لحظة. وسيوضح أن الحرب في لبنان لم تتوقف لأن حزب الله يواصل التهديد، وكذلك التحدّيات العسكريّة الأخرى التي تواجهها إسرائيل، مثل سوريا وإيران وحلفائهما في اليمن والعراق. وسيؤكد الحاجة إلى دعم عسكريّ متواصل من الولايات المُتّحدة.
كيفية التعامل مع ايران
وسيطلب نتنياهو أن تتبنّى إدارة ترمب سياسة أكثر تشدّداً تجاه إيران، وأن تطبّق العقوبات المفروضة عليها بشكل صارم، من أجل إقناعها بالتخلّي عن سياستها العدائيّة والوصول معها إلى اتفاق يركّز على المسألة النوويّة. ويرى نتنياهو أنّ إعلان ترمب صياغة سياسة جديدة تجاه إيران منذ بداية طريق إدارته، هو فرصة بالنسبة إلى إسرائيل للتأثير على الخطوط العريضة وخاصّةً على أهداف السياسة المرتقبة. وسيكون التحدّي المركزيّ بالنسبة إلى إسرائيل أنّ يلبّي اتفاقا كهذا، في حال جرى تطبيقه، المطالب الإسرائيليّة. وفي ذات الوقت، هناك خشية من أن تخفّض الولايات المُتّحدة من تدخّلها في المنطقة مع مرور الوقت، خاصّةً إذا وصلت إلى استنتاج بأنّ ليس لديها القدرة على الدفع بحلّ إقليميّ، وكذلك تعبيراً عن نزعتها الانعزاليّة. ومن بين التبعات المحتملة للتطوّرات في هذا الاتّجاه أنّ إسرائيل سوف تحصل بالفعل على شرعيّة أميركيّة في حريّة عمل واسعة للدفع بإجراءات استخدام القوّة أو بزيادة الجهود الساعية إلى تغيير النظام في إيران. لكن على ما يبدو فإنّ الإدارة الأميركيّة لن تكون معنيّة في الانجرار إلى حرب. في المقابل، هناك إمكانيّة بأن تدفع إدارة ترمب باتّفاق مع إيران، لا يتجاوب بشكل كامل مع توقّعات إسرائيل، ويمتنع في هذا الحال عن إعطاء «ضوء أخضر» إلى إسرائيل للعمل بشكل عسكريّ ضدّ إيران.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
سلام يتحدّى إرادة قوى أم إرادة الناس؟
يبدو أن نواف سلام سينجح حيث فشلت الكرة الأرضية، لجهة بروز تحالف غير مكتوب بين الكتل النيابية، بفضل إدارته لعملية تأليف الحكومة. قد يكون هذا الكلام مريحاً للرجل أو لبعض المتحمّسين له من «التشرينيين». لكنّ واقع الأمر لا يشي بقيام تحالف حزبي في وجه سلام، بل ببروز مشكلة عامة لدى غالبية هذه القوى، بسبب المعايير التي يعتقد الرئيس المكلّف بأن من حقه تثبيتها في تأليف الحكومة، خصوصاً عندما يقول إن القوى السياسية التي سمّته أو التي يريد ثقتها في مجلس النواب، لا يحق لها التدخل الفعلي في تشكيل الحكومة.
اللبنانيون يميلون، بالفطرة، إلى دعم أي وجه إصلاحي لمعالجة مشكلاتهم الكبيرة، وهم مضطرون إلى بثّ الأمل عند أي استحقاق. هكذا أعربوا عن أملهم بتغيير كبير بعد انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، وربما زاد أملهم بعد الإتيان بوجه من خارج الطبقة السياسية لتأليف الحكومة. لكنّ هذه الآمال لا ينبغي وضعها في خانة الوقائع الصلبة. وهو أمر يجب على سلام أن يلتفت إليه قبل الآخرين، إذ إن الفارق هائل بين ما يمكن وصفه بـ«المزاج العام» وما له صلة بأدوات التغيير الفعلية.
عشية الانتخابات النيابية الأخيرة، كان لبنان يعيش سنوات قاسية من الانقسامات والتجاذبات، تعزّزت مع حراك تشرين، وتفاقمت مع الانهيار المالي والاقتصادي، ليأتي تفجير المرفأ ويفرض حالة من الغضب العام على الدولة والقوى السياسية. لكن، عندما وُجهت الدعوة إلى هؤلاء اللبنانيين أنفسهم للتوجه إلى صناديق الاقتراع، جاءت النتائج على صورة المجلس النيابي الحالي.
والحق يقال إن الأمر لا علاقة له بحسابات خاصة لدى كل فرد في لبنان، بل بأمور كثيرة، لكنّ المؤكّد أن الصورة التي رُسمت للناس بعد حراك تشرين، لم تكن أصلاً بالحجم الذي جرى تصويره من قبل ماكينة سياسية وإعلامية ودبلوماسية. وهو ما ظهر عندما تبيّن أن محفّزات الاقتراع عند اللبنانيين لا تزال تخضع لاعتبارات تتأثر كثيراً، وكثيراً جداً، بالانقسام الطائفي والمذهبي ولو جرى عرضه بطريقة سياسية.
ولأن الوقائع الصلبة على هذا النحو، كانت الاختراقات للكتل الشعبية الكبيرة محصورة بعدد محدود من النواب، استفاد بعضهم من طبيعة القانون الانتخابي، وليس من حجم كبير من الأصوات، فيما استفاد بعض آخر من تطورات سياسية كبيرة، كما هي الحال عند الناخبين السنّة الذين تأثّروا بقرار إبعاد سعد الحريري عن الساحة السياسية. وقُدّر لشرائح اجتماعية ذات طابع علماني أن تجمع قواها محقّقة اختراقات جدية، كما حصل في الجنوب، علماً أن بعض «التغييريين» لم يكونوا قليلي الاستخدام للمال في الانتخابات.
مع ذلك، فإن القاعدة الاجتماعية للقوى الممثّلة في مجلس النواب تعكس واقعاً حقيقياً، بمعزل عما إذا كان يعجبنا أم لا. كما أنه ليس صحيحاً أن قانون الانتخاب منع الناس من القدرة على تجميع أصواتهم بشكل جيد، ولو أنه غير كافٍ، خصوصاً أن النسبية تحتاج إلى دوائر انتخابية كبرى. لكنّ العدالة تبقى ناقصة في كل الأحوال، كما هي الحال عند أي تمرين لعدد الأصوات التي نالها، مثلاً، كل نواب التغيير (13 نائباً في كل المحافظات) ويصل مجموعها إلى 79528 صوتاً في كل لبنان، وهو رقم يبقى أقل من الأصوات التي حصل عليها نائبان مثل نبيه بري ومحمد رعد اللذين جمعا نحو 90634 صوتاً بين الزهراني والنبطية فقط.
ويمكن تعميم التمرين على بقية الكتل والمناطق. لكنّ المهم في الأمر أن نواف سلام يرتكب الخطأ الكبير إذا كان يعتقد بأن ظروف تأليف الحكومة تطابق ظروف انتخاب العماد عون، لأن القرار الخارجي كان حاسماً بقوة بمنع أي نقاش حول رئاسة الجمهورية، واضطر كل النواب (ما عدا ميشال ضاهر الذي أيّده منذ البداية أو الذين صوّتوا ضده) إلى السير خلف الإرادة الخارجية. بينما في حالة سلام، جاءت كلمة السر بالتواتر، وأُرفقت بدعوة إلى تفاهم مع القوى السياسية لتشكيل الحكومة. وإذا كان سلام يراهن على دور خارجي يلزم النواب بمنح أي حكومة يشكلها الثقة، كما ألزمهم بتسميته أو انتخاب عون، فهذا يعني أننا أمام احتمالين: إما دعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة لإنتاج سلطة جديدة في البلاد، أو أن لبنان سيقع تحت نوع جديد من الوصاية، ولو كانت ترتدي معطف الإصلاحات.
الواقعية هنا ليست دعوة إلى التخلّي عن الطموحات بإحداث تغيير جدّي. لكنها تعني أن الاستقرار الذي يحتاج إليه البلد للمضي في خطوات إصلاحية، يتطلب تسوية مع من حصدوا أصوات اللبنانيين الذين كانوا أحراراً في خياراتهم، وليس كما كانت عليه حال نوابهم الذين ساروا خانعين خلف من يريده السيد الأبيض!
********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
إنجاز التبادل الثالث في غزة ومحاولة إسرائيلية للعرقلة غيظاً من حضور المقاومة
القسام تزفّ قادتها الشهداء وفي مقدّمتهم محمد ضيف ومروان عيسى ورافع سلامة
جرعة تفاؤل حكوميّة بعد تدخل عون لمساعدة سلام لتفكيك العقد التقنية والسياسية
بدا كيان الاحتلال، قيادة ومستوطنين، في حال انفصام شخصيّة يوم أمس، جمهوراً يحتفل بعودة الأسرى الذين تم إطلاقهم من غزة، ويشكك بصدق قادته الذين كذبوا عليه بالحديث عن نصر مطلق، وهو يرى بعينه في يوم مشهود لا يمكن خلاله اخفاء شيء أحسنت المقاومة استثماره لتظهير كل ما يلزم، فتعرّف المستوطنون على أجوبة على أسئلتهم الكبرى حول النصر والهزيمة ومبرّر استمرار الحرب لتوقيع اتفاق كان على الطاولة منذ تسعة شهور، وبالمقابل قيادات مهزومة باعت الرأي العام صورة نصر مستمدّة من القتل الإجرامي المتوحّش لسكان قطاع غزة وتدمير همجي لبيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم لتقول لهم إنها قامت بالقضاء على أغلب ما لدى المقاومة من قدرات، ولم يبق منها إلا جماعات مبعثرة هائمة على وجهها، وها هي تشهد مع جمهورها صورة واحدة تقول إن هذه المقاومة موجودة بالآلاف من المقاتلين المنظمين والمجهزين في كل مناطق قطاع غزة، وبكامل القدرة كأن الحرب لم تقع.
غيظ حكومة بنيامين نتنياهو من المشهد وتداعياته ومن تكراره مع كل عملية تبادل، ترجم محاولة لعرقلة التبادل عبر تعليق الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الـ 110، وهو ما لم يستمرّ إلا لساعة عادت بعدها حكومة نتنياهو إلى تحديد موعد جديد خرج معه إلى الحرية مقاومون منهم محكومون بالمؤبد عدة مرات.
مع إنجاز التبادل وإثبات المقاومة لقوة حضورها، أعلنت قيادة قوات القسام بلسان الناطق باسمها أبو عبيدة عن استشهاد عدد من كبار قادتها خلال الحرب أبرزهم رئيس أركانها محمد ضيف، وقال أبو عبيدة «نزف إلى أبناء شعبنا العظيم اغتيال قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف، وعدد من القادة: مروان عيسى (نائب قائد أركان القسام)، غازي أبو طماعة (قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية)، رائد ثابت (قائد ركن القوى البشرية)، رافع سلامة (قائد لواء خانيونس).
في لبنان بقي الملف الحكوميّ معلقاً على حبال الانتظار، وارتفع منسوب التفاؤل بعد لقاء جمع الرئيس المكلف نواف سلام برئيس الجمهورية العماد جوزف عون، من دون أن يخرج منه الدخان الأبيض إعلاناً لتشكيل الحكومة، لكن تسربت عنه معلومات عن مناقشة مفصلة للتعقيدات التقنية والسياسية التي تعيق ولادة الحكومة، أعقبها تفاهم على منهجية تفكيك هذه العقد ووعد من الرئيس عون بتقديم المساعدة مع الكتل النيابية لحلحلة العقد.
للمرة الأولى منذ إبرام اتفاق وقف النار، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض مسيّرة لجمع المعلومات أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان. وقال الناطق باسمه أفيخاي أدرعي: «اعترض سلاح الجو قبل قليل مسيّرة جمع معلومات لحزب الله تمّ إطلاقها نحو الأراضي الإسرائيلية، حيث لم يتم تفعيل إنذارات وفق السياسة المتبعة، الجيش الإسرائيلي لن يسمح بحدوث أنشطة إرهابية لحزب الله من لبنان وسيتحرّك لإزالة كل تهديد على دولة «إسرائيل» ومواطنيها».
ولفت خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أن إرسال الطائرة المسيّرة في هذا التوقيت يحمل رسالة أمنية من حزب الله لـ»إسرائيل» بأن الحزب على جهوزية ويملك الإمكانيات العسكرية والتكنولوجية لمواجهة كل الاحتمالات بما فيها عدم التزام حكومة الاحتلال بالانسحاب بالمهلة الجديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في الثامن عشر من الشهر المقبل، وبالتالي المقاومة في لبنان مستمرّة بجمع المعلومات عن تحركات جيش الاحتلال لمواجهة أي مغامرة تحضّر لها «إسرائيل» خلال مهلة الـ 18 يوماً.
وفي تقدير جهات دبلوماسية غربية فإن الجيش الإسرائيلي لن يستطيع البقاء على الأراضي اللبنانية، لأسباب عدة، أولها أن الحكومة الإسرائيلية حدّدت الأول من آذار موعداً لإعادة المستوطنين الى شمال «إسرائيل»، إضافة الى أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد تعريض الاتفاق بين لبنان و»إسرائيل» الى الخطر، وبالتالي عودة التوتر العسكري الى المنطقة، ما يؤثر على قرار الرئيس ترامب بفرض التهدئة في الشرق الأوسط والمنطقة. ولفتت الجهات لـ»البناء» الى أن «لا شرعيّة للتمركز الإسرائيلي في لبنان بعد الثامن عشر من شباط المقبل، ولا أسباب موجبة لتمديد اتفاق الهدنة لمرة ثانية، وبالتالي هناك إجماع أوروبي وكذلك الأمر اقتناع أميركي بضرورة تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب من دون شروط، مقابل استكمال انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وتطبيق موجبات القرار 1701».
ميدانياً، نفذ جيش العدو عملية تفجير في بلدة طلوسة قضاء مرجعيون. وسجل انفجار صاروخ اعتراضي فوق برج الملوك في مرجعيون. وأصيب مواطنان بجروح طفيفة جراء قيام محلقة إسرائيلية بإلقاء قنبلة بالقرب من دراجتهما النارية عند أطراف بلدة طلوسة لجهة مركبا. وقام جيش الاحتلال بعمليات تجريف في بلدتي الضهيرة والبستان الحدوديتين في قضاء صور، وشوهدت رافعة كبيرة للاحتلال الإسرائيلي قبالة بركة ريشا، والبستان، ويارين ومروحين تقوم بتركيب جدران إسمنتية عند الجدار الحدودي، وسط تحركات مكثفة لجنود إسرائيليين، فيما قامت جرافة بأعمال جرف في محيط الجدار الإسمنتي لقرية البستان، وأقامت سواتر ترابية معززة بالجنود تشرف على البلدة وبلدات يارين والزلوطية وأم التوت والضهيرة. وأطلق جيش العدو بين الحين والآخر رشقات نارية باتجاه بلدة الضهيرة القديمة القريبة من موقع الجرداح الإسرائيلي المطلّ على البلدة. كما قام بعمليات تجريف للمنازل وتمشيط بالأسلحة الرشاشة في مركبا. ويستمر جيش الاحتلال بعدوانه على ممتلكات وأرزاق المواطنين، حيث قام، بإضرام النار بمزرعة للدواجن عند نزلة تل نحاس – ديرميماس. كما تعرّضت أطراف بلدة شبعا لقصف مدفعي إسرائيلي.
وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثمان شهيد من الحي الشرقي وأشلاء شهيد من محلة الشريقي في الخيام. وقد تمّ نقل الجثمان والأشلاء إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، حيث يخضعان للفحوص الطبية اللازمة، بما في ذلك فحوص الحمض النووي (DNA)، لتحديد هوية الشهيدين.
وسط هذه الأجواء، يصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت اليوم حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون.
حكومياً، علمت «البناء» أن مسار تأليف الحكومة تعثّر بعد ضغوط من حزب القوات اللبنانيّة وكتلة التغييريّين على الرئيس المكلف ومطالبته بتلبية مطالبهما على غرار ما فعله مع الثنائي الوطني حزب الله وحركة أمل، إضافة إلى تعقيدات توزيع الحصص على الأطراف المسيحية بعد رفض التيار الوطني الحر الحقائب التي عرضت عليه.
كما علمت «البناء» أن الموفد السعودي يزيد بن فرحان يزور لبنان اليوم للمساعدة في تذليل العقبات أمام التأليف، وسيشجع الرئيس المكلف على المضي بمسار التأليف وحل العقد. كما سيتواصل الموفد السعودي مع مختلف الأطراف للطلب منهم التعاون مع الرئيس المكلف وتسهيل مهمته.
قال مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسعد بولس، في تصريح: «نراقب التطورات السياسية في لبنان عن كثب، ونتطلع إلى التغييرات الشاملة». وأضاف: «كما حدث في رئاسة الجمهورية والحكومة، نأمل أن ينعكس ذلك على التشكيلة الحكومية بحيث تعكس الإصلاح المطلوب، وأن لا يُعاد تعيين مَن كان له دور في المنظومة السابقة، وذلك من أجل استكمال مسيرة النهوض واستعادة ثقة المجتمع الدولي».
وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وقوفه إلى جانب الجامعة اللبنانية وتصميمه على معالجة المشاكل التي تعاني منها لما فيه المصلحة العليا للتربية الجامعية في لبنان والمحافظة على دورها، مشدداً على «ضرورة إبعاد الجامعة اللبنانية عن المهاترات السياسية والطائفية والمذهبية». وحثّ الرئيس عون على ضرورة أن يحافظ هذا الصرح الجامعي على السمعة والتصنيف اللذين حققهما محلياً وعالمياً، معتبراً ذلك فخراً للبنان.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران على رأس وفد من العمداء والمدراء والأساتذة والإداريين من الجامعة، هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية.
وأبلغ رئيس الجمهورية المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسّق الشؤون الإنسانيّة في لبنان، السيد عمران ريزا، خلال استقباله في قصر بعبدا، أن الإصلاحات ستكون من أولويات الحكومة الجديدة فور تشكيلها، لأن لبنان ملتزم بإجراء هذه الإصلاحات لتحقيق النهوض المرتجى. وأكد أن لبنان مستعد للتعاون مع منظمات الأمم المتحدة تحقيقًا لهذه الغاية.
وأوضح السيد ريزا أن خبراء المنظمات، وفقًا لاختصاصاتهم، يمكنهم المساهمة مع المسؤولين وصنّاع القرار في لبنان لدعم هذه الجهود، بهدف تمكين لبنان من الاستفادة من التمويل المخصّص لذلك. وتطرّق إلى الأضرار التي لحقت بلبنان نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير، لافتًا إلى إمكانية الحصول على قرض سريع بقيمة 250 مليون دولار، وهو المبلغ الذي تم تحديده بناءً على التقييم الذي أجرته الأمم المتحدة لحجم هذه الأضرار.
وترأس الرئيس عون اجتماعًا لمجلس الأوسمة، بحضور عميده السيد علي حمد، والأعضاء السادة: المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، الأمين العام لمجلس النواب الدكتور عدنان ضاهر، العميد الركن المتقاعد ميشال بورزق، العميد المتقاعد علي مكة، والمدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، وأمين سر مجلس الأوسمة السيد ريهاج الأسمر.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الأنباء:
يزيد بن فرحان في بيروت للمساعدة في تذليل عقبات التأليف.. وتأييد عربي لرئاسة الشرع
يكثف الرئيس المكلف نواف سلام اتصالاته ومشاوراته مع الكتل النيابية للخروج بحكومة كفاءات من غير الحزبيين تلتزم المعايير التي كرر إعلانها من قصر بعبدا أول من أمس بعد زيارته الرئيس جوزاف عون. وفيما تشير مصادر "الأنباء" الإلكترونية إلى مراوحة الملف الحكومي مكانه أمام عقدة وزارة المال وبعض العقد الأخرى الموازية لها، نقل زوار الرئيس سلام عنه وجود لائحة بأسماء الكفاءات المناسبة لتولي الوزارات بما يتناسب وتطلعات اللبنانيين. وأنه يعطي المشاورات الإضافية بعض الوقت قبل اتخاذ القرار المناسب.
في هذا السياق، وعلى خط تذليل العقبات من أمام التأليف، وصل إلى لبنان المبعوث السعودي يزيد بن فرحان إلى لبنان، للمساعدة في عملية تسهيل وتسريع التأليف، حيث كان له دور مهم في تسهيل عمليتي الانتخاب والتكليف، فيما يصل الى بيروت اليوم وزير الخارجية المصرية بدر عبد المعطي حاملاً رسالة تهنئة ودعم من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. وأمس برز موقف أميركي هو الأول من نوعه، لمستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسعد بولس إذ قال: "نراقب التطورات السياسية في لبنان عن كثب، ونتطلع إلى التغييرات الشاملة". وأضاف: "كما حدث في رئاسة الجمهورية والحكومة، نأمل أن ينعكس ذلك على التشكيلة الحكومية بحيث تعكس الإصلاح المطلوب، وألاّ يُعاد تعيين من كان له دور في المنظومة السابقة، وذلك من أجل استكمال مسيرة النهوض واستعادة ثقة المجتمع الدولي".
بدوره أكد الرئيس جوزاف عون خلال استقباله المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسّق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا أن "الإصلاحات ستكون من أولويات الحكومة الجديدة فور تشكيلها، لأن لبنان ملتزم بإجراء هذه الإصلاحات لتحقيق النهوض المرتجى". وأكد "أن لبنان مستعد للتعاون مع منظمات الأمم المتحدة تحقيقًا لهذه الغاية."
أما ريزا فأشار إلى أن الأمم المتحدة في حالة جهوزية بكافة أجهزتها، لمساعدة لبنان على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة. كما أوضح أن خبراء المنظمات، وفقًا لاختصاصاتهم، يمكنهم المساهمة مع المسؤولين وصنّاع القرار في لبنان لدعم هذه الجهود، بهدف تمكين لبنان من الاستفادة من التمويل المخصص لذلك.
من جهة أخرى أكد رئيس الجمهورية وقوفه الى جانب الجامعة اللبنانية وتصميمه على معالجة المشاكل التي تعاني منها لما فيه المصلحة العليا للتربية الجامعية في لبنان والمحافظة على دورها، مشددا على ضرورة إبعاد الجامعة اللبنانية عن المهاترات السياسية والطائفية والمذهبية". وحث الرئيس عون على ضرورة ان يحافظ هذا الصرح الجامعي على السمعة والتصنيف اللذين حققهما محليا وعالميا، معتبرا ذلك فخرا للبنان. كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران على رأس وفد من العمداء والمدراء والأساتذة والاداريين من الجامعة هنأه بانتخابه.
تطور لافت في الجنوب
وفيما تستمر الخروقات الإسرائيلية في الجنوب، زعم الجيش الإسرائيلي أنه اعترض مسيّرة لجمع المعلومات أطلقها "حزب الله" من جنوب لبنان.
فيما أفيد بإنفجار صاروخ إعتراضي فوق بلدة برج الملوك في قضاء مرجعيون. وكان الجيش الاسرائيلي نفذ عملية تفجير في بلدة طلوسة، واصيب مواطنان بجروح طفيفة جراء إلقاء مسيّرة اسرائيلية قنبلة بالقرب من دراجتهما النارية عند أطراف بلدة طلوسة لجهة مركبا. كما نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات تجريف في بلدتي الضهيرة والبستان الحدوديتين في قضاء صور، وشوهدت رافعة كبيرة للاحتلال قبالة بركة ريشا والبستان ويارين ومروحين، تقوم بتركيب جدران إسمنتية عند الخط الأزرق، فيما قامت جرافة بأعمال جرف في محيط الجدار الإسمنتي على أطراف قرية البستان، واقامت سواتر ترابية معززة بالجنود تشرف على البلدة وبلدات يارين والزلوطية وام التوت والضهيرة.
واطلق الجيش الاسرائيلي بين الحين والآخر رشقات نارية باتجاه بلدة الضهيرة القديمةً القريبة من موقع الجرداح الإسرائيلي المطل على البلدة. إضافة إلى عمليات تجريف للمنازل وتمشيط بالاسلحة الرشاشة في مركبا. وسجل إضرام النار بمزرعة للدواجن عند نزلة تل نحاس - ديرميماس. كما تعرضت أطراف بلدة شبعا لقصف مدفعي اسرائيلي.
أمير قطر في دمشق
بعيد ساعات من "مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية" الذي أقيم في دمشق مساء الأربعاء، وتم خلاله إسناد منصب رئيس البلاد في المرحلة الانتقالية إلى أحمد الشرع، وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى العاصمة السورية حيث التقى الشرع، وأجرى معه مباحثات حول المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين. ويعتبر أمير قطر أول زعيم عربي يزور سوريا منذ سقوط نظام الأسد.
بدوره هنأ ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أحمد الشرع غداة تعيينه رئيسا انتقاليا لسوريا، وأوردت الخارجية السعودية، عبر حسابها على منصة إكس، أنّ الملك سلمان وولي عهده بعثا "برقية تهنئة لفخامة الرئيس أحمد الشرع، رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية".
تبادل جديد للأسرى بين حماس وإسرائيل
أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي تضم 110 أسرى، بينهم 20 وصلوا إلى قطاع غزة.
وفي المقابل سلمت فصائل المقاومة الفلسطينية الأسيرة المجندة الإسرائيلية آغام بيرغر من بين ركام مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، والأسيرين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس وخمسة محتجزين تايلانديين من أمام ركام منزل الشهيد يحيى السنوار بخان يونس.
حماس تنعي قادة بارزين
نعى أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس - قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف. وأعلن أبو عبيدة "استشهاد ثلة من المجاهدين الكبار من أعضاء المجلس العسكري للقسام"، هم إضافة إلى الضيف، مروان عيسى نائب قائد أركان القسام، وقائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية غازي أبو طماعة، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد لواء خان يونس رافع سلامة. وأشار إلى أنه سبق إعلان استشهاد قائد لواء الشمال أحمد الغندور وقائد لواء المحافظة الوسطى أيمن نوفل في أثناء المعركة.
********************************************
افتتاحية صحيفة النهار
ضغوط خارجية تراكم عقبات التأليف أمام سلام التصعيد جنوباً يستعيد خطورة المسيّرات والغارات
استبعاد حصول اختراق إيجابي وشيك في عملية التاليف قبل اتضاح طبيعة عملية الاحتواء لدوامة الشروط التي باشرها سلام في اليومين الأخيرين بدعم قوي من الرئيس عون
لم تعكس الأجواء المتصلة بملف تاليف الحكومة الجديدة في الساعات التي أعقبت زيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام لقصر بعبدا مساء الخميس أي معطيات مشجعة حيال حلحلة “غابة الشروط والتعقيدات” التي باتت تحاصر مهمة سلام. كما أن التطورات الميدانية الجارية في الجنوب أثارت مزيداً من القلق المتصاعد حيال التدهور المتدحرج والذي كان من أسوأ مؤشراته ووقائعه إعادة إسرائيل بسلاح الجو إلى الميدان من خلال شنّ غارات تعاقبت في الساعات الأربع والعشرين الماضية بشكل لافت، كما برزت عودة “الحزب” للمرة الأولى بعد وقف النار إلى تحريك مسيّرة في اتجاه إسرائيل. بذلك ارتسمت لوحة مثيرة للحذر المبرر إن في الداخل أو في جنوب الليطاني بحيث تثار تساؤلات عما إذا كانت فرملة اندفاعات تأليف الحكومة منفصلة أو مرتبطة بالاجواء الطارئة بعد التمديد لمهلة الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب. ولكن الملف الحكومي ظل في صدارة الأولويات خصوصاً بعدما رشحت معلومات موثوقة عن عقبات طرأت في مسار مفاوضات الرئيس المكلف مع “الثنائي الشيعي” وبدّدت تفاهمات سابقة مبدئية على حقائب وأسماء محسوبة على الثنائي، فيما لم تبت بعد مسارات المفاوضات الجارية بين سلام والقوى الأخرى المسيحية والسنية بنوع خاص. ولذا تساءلت أوساط معنية عما إذا كانت عودة الموفد السعودي المكلف بالملف اللبناني يزيد بن فرحان إلى بيروت تهدف إلى بذل الجهود لدعم الرئيس المكلف في مهمة تعطيل ونزع الألغام من طريقه، بما قد يسرّع الولادة الحكومية في الأيام القليلة المقبلة. كما أن بيروت على موعد مع زائر بارز آخر اليوم هو وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي. وهي حركة ديبلوماسية لافتة لا تنفصل أيضاً عن تواتر مؤشرات عدة في الساعات الأخيرة حيال بداية اطلاق مواقف للإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب من الواقع السياسي الناشئ في لبنان بعد انتخاب الرئيس العماد جوزف عون ومضي الرئيس المكلف نواف سلام إلى إنجاز تاليف حكومته. ويبدو واضحاً أن ما بلغ المراجع الرسمية في الأيام الأخيرة من واشنطن وسواها من دول معنية يصب في خانة موقف سلبي من تلبية مطالب الثنائي الشيعي في الحكومة العتيدة وضمناً إعطاء حقيبة المال لمن يرشحه رئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير السابق ياسين جابر ولو كان أساساً من الاسماء التي لا تستفز واشنطن. بل أن المعطيات نفسها تلفت إلى أن الاسماء التي جرت تزكيتها مبدئياً في اطار تفاهم بين الرئيس المكلف والثنائي، والتي أوردتها “النهار” أمس (علي رباح للصحة وصلاح عسيران للصناعة وطلال عتريسي للعمل وعلاء حمية للبيئة) إلى جانب جابر لم تعد ثابتة بدورها. وتشير الأوساط المعنية إلى استبعاد حصول اختراق إيجابي وشيك في عملية التاليف قبل اتضاح طبيعة عملية الاحتواء لدوامة الشروط التي باشرها سلام في اليومين الأخيرين بدعم قوي من الرئيس عون.
وأجرى سلام أمس اتصالا بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مطمئناً إلى صحته وكانت مناسبة لعرض الاوضاع أكد خلالها سلام للمفتي “ثباته على المعايير التي وضعها لتشكيل الحكومة”.
وفي تصريح اعتُبر بأنه الأول الذي يعكس موقف الإدارة الأميركية من مجريات تشكيل الحكومة في لبنان، قال مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسعد بولس: “نراقب التطورات السياسية في لبنان عن كثب، ونتطلع إلى التغييرات الشاملة”. وأضاف: “كما حدث في رئاسة الجمهورية والحكومة، نأمل بأن ينعكس ذلك على التشكيلة الحكومية بحيث تعكس الإصلاح المطلوب، وأن لا يُعاد تعيين من كان له دور في المنظومة السابقة، وذلك من أجل استكمال مسيرة النهوض واستعادة ثقة المجتمع الدولي”.
أما في التحركات الديبلوماسية حيال لبنان، فيصل اليوم إلى بيروت وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الجمهورية جوزف عون. وأعلنت السفارة المصرية في بيروت أن الزيارة، وهي الثالثة لوزير الخارجية المصري في الأشهر القليلة الماضية، “تهدف إلى تأكيد الدعم المصري للبنان بعد انتخاب عون وتكليف الرئيس نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، إذ تحرص مصر على إعادة تنشيط التعاون بين البلدين الشقيقين في كل المجالات الاقتصادية والتنموية، فضلاً عن تعزيز التنسيق السياسي بين البلدين”.
وأشار السفير المصري علاء موسى إلى أن وزير الخارجية سيجري العديد من اللقاءات بعد لقائه بعون تشمل رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف نواف سلام. وسيعقد الوزير المصري جولة مباحثات ثنائية مع نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب، فضلاً عن بعض اللقاءات مع القيادات الروحية والسياسية اللبنانية. وأكّد أن “الزيارة هي بداية لمرحلة جديدة تهدف من خلالها مصر إلى تعزيز التعاون مع لبنان في مختلف المجالات والارتقاء بالتعاون الاقتصادي والثقافي إلى مستوى استراتيجي يتناسب مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين”.
وفي المواقف الداخلية البارزة من التطورات أعلنت “مجموعة العشرين” برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة أنها “ثمّنت عالياً انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية وأبدت تقديرها لما ورد في خطاب القسم المميز والمفعم بالوطنية والإيمان بلبنان وعروبته، هويةً وانتماء، وبالشعب اللبناني، والعامر بالإرادة والعزيمة الحازمة”، وأملت أن “يشكل ذلك خطوة متقدمة على طريق انطلاق لبنان نحو الخروج من أزماته المتكاثرة على أكثر من صعيد ومجال”. كما عبرت عن “ترحيبها بـالتطور الانفراجي الثاني الذي تمثل بتسمية القاضي الدولي الدكتور نواف سلام رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة المقبلة”. وقالت إنها “تدعم المعايير والمنهجية والأسس التي أعلن عنها الرئيس المكلف وأكد فيها تمسكه باحترام الدستور وحسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف، خصوصا الالتزام بمبدأ عدم جواز احتكار أي جهة لأي حقيبة وزارية، وفي الوقت عينه عدم جواز حظر مسؤولية أي حقيبة وزراية على أي جهة لبنانية”، وأكدت أن “جميع الحقائب الوزارية هي سيادية تحظى بالمكانة والوزن ذاته وهي في الأصل لخدمة مصالح المواطنين وتحقيق تطلعاتهم في العيش الوطني الكريم”.
مسيرات وغارات
وسط الأجواء السياسية الملبدة سُجل جنوباً تطور أمني لافت إذ للمرة الأولى منذ ابرام اتفاق وقف النار، أعلن الجيش الإسرائيلي ظهراً اعتراض مسيّرة لجمع المعلومات أطلقها “الحزب” من جنوب لبنان. وقال الناطق باسمه أفيخاي أدرعي: “اعترض سلاح الجو مسيّرة جمع معلومات للحزب تم اطلاقها نحو الاراضي الإسرائيلية حيث لم يتم تفعيل إنذارات وفق السياسة المتبعة. الجيش الإسرائيلي لن يسمح بحدوث أنشطة إرهابية للحزب من لبنان وسيتحرك لإزالة كل تهديد على دولة إسرائيل ومواطنيها”. وفي وقت لاحق مساءً قصفت مسيّرة إسرائيليّة محيط حسينية بلدة الطيبة في جنوب لبنان ثم شنت مسيّرة غارة ثانية على المكان نفسه. في المقابل، نفّذ الجيش الإسرائيلي عملية تفجير في بلدة طلوسة قضاء مرجعيون. وسُجل إنفجار صاروخ اعتراضي فوق برج الملوك في مرجعيون. وأصيب مواطنان بجروح طفيفة جراء قيام محلقة إسرائيلية بإلقاء قنبلة بالقرب من دراجتهما النارية عند أطراف بلدة طلوسة لجهة مركبا. وقام الجيش الإسرائيلي بعمليات تجريف في بلدتي الضهيرة والبستان الحدوديتين في قضاء صور، وشوهدت رافعة كبيرة للجيش الإسرائيلي قبالة بركة ريشا، والبستان، ويارين ومروحين تقوم بتركيب جدران إسمنتية عند الجدار الحدودي، وسط تحركات مكثفة لجنود اسرائيليين، فيما قامت جرافة بأعمال جرف في محيط الجدار الإسمنتي لقرية البستان، واقامت سواتر ترابية معززة بالجنود تشرف على البلدة وبلدات يارين والزلوطية وأم التوت والضهيرة. وأطلق الجيش الإسرائيلي بين الحين والآخر رشقات نارية باتجاه بلدة الضهيرة القديمةً القريبة من موقع الجرداح الإسرائيلي المطل على البلدة. كما قام بعمليات تجريف للمنازل وتمشيط بالأسلحة الرشاشة في مركبا. ويستمر الجيش الإسرائيلي بعدوانه على ممتلكات وأرزاق المواطنين، حيث قام منذ ساعات الصباح الباكر، بإضرام النار بمزرعة للدواجن عند نزلة تل نحاس – ديرميماس. كما تعرضت أطراف بلدة شبعا لقصف مدفعي إسرائيلي.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
أسبوع الولادة: مخاض صعب… ودلع سياسي يسبقها
مجدداً بعد دخولها على خط الاستحقاق الرئاسي الذي أدّى إلى تسهيل انتخاب الرئيس جوزاف عون، تدخل المملكة العربية السعودية على خط التأليف الحكومي لتسهيل إنجازه، إذ سيصل موفدها المكلّف الملف اللبناني الامير يزيد بن فرحان اليوم إلى بيروت، ويعقد لقاءات مع المعنيين بالاستحقاق الحكومي وآخرين. في وقت أكّدت أوساط قريبة من «المؤلفين» أنّ الحكومة ستولد بين اليوم ومطلع الاسبوع المقبل، على رغم «الدلع السياسي» لبعض الأفرقاء المعنيين.
وكشفت أوساط مواكبة للملف الحكومي لـ«الجمهورية»، انّ زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان لبيروت مجدداً هي مؤشر إلى احتمال دخول سعودي على خط تسهيل مهمّة سلام، وإحاطة مسعاه لتشكيل الحكومة بـ«بيئة حاضنة»، موضحة انّه لا تزال توجد عِقَد تحتاج إلى معالجة ومنها ما يتصل بالتمثيل المسيحي والتمثيل السنّي. وقالت هذه الاوساط، إنّه «ربما تكون هناك حاجة إلى عقد لقاء قريب بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلّف القاضي نواف سلام لاستكمال التفاهم حول بعض المسائل التي لا تزال عالقة، ومنها حقيبة وزارة المال وإمكان ايجاد حل وسط في شأنها، فيما نُقل عن بري تأكيده انّ «الأمور مسهّلة من قبلنا والمشكلة ليست عندنا».
وفي معلومات لـ«الجمهورية»، انّ الاجتماع الأخير بين الرئيس المكلّف نواف سلام و«الخليلين» لم يخرج الاتفاق عن مضمونه، الحقائب الخمس ومن ضمنها وزارة المال ولا «فيتو» على اسم ياسين جابر لدى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وسلام. أما الأسماء الأخرى فقد اكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري انّه منفتح على النقاش في الأسماء المطروحة لغير وزارة لمال واستبدالها إلى حين إسقاط الأسماء النهائية عليها بعد التشاور.
وقال مصدر مطلع على الاتصالات الحكومية لـ«الجمهورية»، انّ «الحكومة في مخاضها الأخير وربما تبصر النور قبل نهاية الأسبوع، حيث اقتربت مسودتها من تثبيت توزيعة معظم الحقائب السيادية والأساسية، اما الحقائب الـ light فلا مشكلة فيها، وقد باتت أسماء محسومة ومعروفة.
وفهم المصدر من التواصل انّ «التيار الوطني الحر» ربما يكون خارجها. وقد حصلت «القوات اللبنانية» على حقيبتين وازنتين فيها (الاتصالات والطاقة) الحصة الدرزية (الأشغال) الاعتدال (التربية والزراعة) رئيس الجمهورية ( الدفاع، العدل، والخارجية) نائب رئيس الحكومة (الوزير السابق طارق متري) الأرمن (الشباب والرياضة) وحصة الثنائي كما بات معلوماً (المال، العمل، الصناعة، البيئة، الصحة)…
لكن خيار الوزير المحسوب على «الثنائي» يلقى اعتراضاً شديداً لدى الغالبية التي سمّت سلام، وإلّا فإنّها تطالب بتسميات تمثلها في وزارات أخرى. وهذا الأمر ينسف فكرة الحكومة التي يريدها سلام من أساسها. ويبدو أنّ الأمر ما زال يحتاج إلى مزيد من المفاوضات، إضافة إلى تدخّل وشيك لأركان الخماسية.
«التيار»
وفي السياق، كشفت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية» أنّه في وقت «كانت أحزاب تشترط وتطالب بحقائب، أو بمعايير «بسمنة» ومعايير «بزيت»، لوحظ أنّ التيار لا يتمسك بشيء ولا يطالب بشيء، بل مسهِّل إلى أقصى حدود، بالتوازي مع التمسك بالمعايير الموحّدة». وأضافت أنّ التيار كان «بيضة قبّان في نجاح سلام ووصوله، وهو يستكمل هذا المسار بتأكيد العمل على مسار إصلاحي عام للحكومة، فيما بقية الأفرقاء يصرّون على حقائب معيّنة».
ولفتت مصادر التيار إلى أنّ «من السهل جداً الجمع بين التمثيل السياسي والحزبي والطابع الإصلاحي، فشيطنة الأحزاب التي أشار إليها بياننا أمس، لا تُساهم في رفد العملية الإصلاحية المطلوبة بمقوّمات التنفيذ والدعم الحزبي والنيابي».
«القوات»
وفي غضون ذلك، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية»، إنّه يجب التوصّل إلى رؤية مشتركة حول دور الحكومة ووجود «القوات» فيها، استناداً إلى معايير موحّدة ومتوازنة لإدارة المرحلة الجديدة بفعالية، بعيداً من التعطيل، مع تفعيل دور المؤسسات».
واضافت المصادر، أنّ «لكل مرحلة مقتضياتها، وبالتالي الحديث عن أنّ «القوات» قد اتخذت قراراً نهائياً غير دقيق، إذ لم يُتخذ أي قرار بعد. وعندما تصل الأمور إلى طريق مسدود، سيُعلَن عن ذلك بوضوح مع ذكر الأسباب الموجبة. أمّا في الوقت الراهن، فلا يزال التفاوض مستمراً. وعليه، لا يمكن القول إنّ المسألة محسومة في اتجاه معيّن، بل إنّ كل الاحتمالات قائمة. قد تنجح المفاوضات وقد لا تنجح، لكنّنا نسعى إلى النظر بإيجابية والعمل على تشكيل حكومة تواكب التطوّرات التي يشهدها لبنان. فإذا استطعنا المشاركة في الحكومة، فسيكون ذلك أمراً إيجابياً، وإن لم ننجح، فسيكون خروجنا أمراً طبيعياً».
وحول طرح حركة «أمل» اسم النائب السابق ياسين جابر لوزارة المال، اكّدت المصادر «القواتية»: «بدايةً، نميّز بين الأسماء المطروحة وبين الإشكالية الأساسية. ليس لدى «القوات اللبنانية» أي مشكلة مع بعض الأسماء، ونكنّ كل الاحترام للوزير ياسين جابر. لكنّ الإشكالية تكمن في مبدأ تخصيص وزارة المال لـ«الثنائي الشيعي»، بغضّ النظر عن الأسماء. فالسيطرة على الوزارة ستبقى في يَد الثنائي، ما قد يُشكّل عقبة أمام الحكومة في المرحلة المقبلة. قد يكون الوزير المعيّن شخصية نزيهة وذات سيرة حسنة، لكنّ ضغط المرجعية السياسية قد يدفعه إلى عدم توقيع قرارات يقرَّها مجلس الوزراء ورئيسَا الجمهورية والحكومة، ممّا يؤدّي إلى تعطيل عمل الحكومة مجدداً».
وأوضّحت المصادر الأمر على النحو الآتي: «نحن أمام عائقَين أساسيَّين: أولاً، الإبقاء على وزارة المال في يَد «الثنائي» قد يؤدّي إلى تفجير الحكومة في أي لحظة، سواء في الجلسة الأولى أو العاشرة، عند مواجهة أي قرار لا ينسجم مع توجّهات الثنائي. وثانياً، إذا تمسّك «الثنائي» بـ 5 وزراء شيعة، فقد يستخدم ذلك لفرض شروطه وتهديد الحكومة، ممّا يُعطّل عملها عند أي استحقاق. لذلك، الحَل يَكمن في تقليص هذا التمثيل لمنع استغلاله كأداة تعطيل، وضمان عدم احتكار وزارة المال».
وحول إمكانية تمثيل «المعارضة الشيعية» في الحكومة، ترى «القوات» حسب مصادرها أنّ «المسألة لا تتعلّق بموالاة أو معارضة، بل باختيار شخصية مستقلة عن «الثنائي»، لا تخضع لضغوطه، وتتمتع بالقدرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة داخل وزارة المال».
وفي شأن معايير التوزير بين «القوات» و«التيار» و«الثنائي»، تشدّد مصادر «القوات» على أنّ «المعيار يجب أن يكون موحّداً وعادلاً للجميع. إذا كان «الثنائي الشيعي» قدّم أسماء وزرائه وتمّ قبولها، فيجب أن ينطبق الأمر عينه على بقية القوى السياسية. لا يمكن أن يكون هناك معياران مختلفان عند التعامل مع التمثيل الحكومي. المطلوب هو الوضوح والعدالة في توزيع الحقائب، إذ لا يكون هناك استثناء لأي طرف على حساب آخر».
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
سلام متمسك بصلاحيات التأليف.. و«فيتو أميركي» على توزير الحزب
حركة الموفدين في بيروت دعماً للاستقرار.. ولجنة المراقبة الأسبوع المقبل بمشاركة ممثلة ترامب
لليوم الخامس على التوالي، بقي الوضع على سخونته في الجنوب، والوضع الحكومي في غرف العناية الفائقة، لإعادة بناء التوليفة الوزارية بأسماء واختصاصات، تتلاءم مع المعايير الأربعة التي وضعها الرئيس المكلف امس الاول لدى خروجه من قصر بعبدا.
وعلى الرغم من التأخير في صدور مراسيم التأليف، بما يراعي مواد الدستور، فإن الرئيس المكلف ينتظر من الكتل النيابية اسماء اضافية ليتسنى له حسن الاختيار، من دون الانتقاص من حق اي كتلة او تجاوز المعايير الموضوعة للتأليف.
وحسب المعطيات المتوافرة، فإن عقدة وزارة المال هي أم العقد، بعد اللغط حول توزير النائب السابق ياسين جابر.
وتضيف المعلومات، ان الاسماء التي طرحها الحزب لعدد من الحقائب تحتاج الى تدقيق، وطلب تزويده بأسماء اضافية.
وتتحدث المعلومات ان الرئيسين يسعيان ليكون وزيرٌ من كل طائفة، لا يرتبط بأي كتلة، لا سيما الطوائف الكبرى، فيترك للكتل تقديم اسماء لتعيين اربعة والخامس يقترحه الرئيس المكلف أو رئيس الجمهورية.
واجتمع الرئيس المكلف مساء الاربعاء الماضي، بعد عودته من بعبدا، مع النائب علي حسن خليل (امل) والحاج حسين خليل (الحزب)، للبحث في المتغيرات، وحيثيات تسمية جابر للمالية.
كما اجتمع امس للمرة الثانية مع «الخليلين» للتداول في المستجدات المتعلقة بالاسماء.
ونُقل عن الرئيس المكلف قوله أمام زواره: لن اعتمد على الاسماء التي ترسل لي. أنا «بنقّي» وخياراتي هي شخصيات لا روابط حزبية سياسية لها.
ونقل عنه انه يريد حكومة اقتصادية من اكاديميين معروفين، واختار بعضهم من اساتذة في الجامعة الاميركية او اطباء في المستشفى التابع للجامعة.
وقال الرئيس جوزاف عون ان ليس هناك من «اقلية واكثرية» بل كفاءات، داعيا الجميع للمشاركة في مؤسسات الدولة، وممنوع الخلاف بين الناس الى اي عرق او طائفة انتموا.
وفي وقت، يصل فيه الى بيروت وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم، في اطار التحرك العربي الداعم للبنان،من المتوقع ان يعود الى بيروت الموفد السعودي يزيد بن فرحان خلال 48 ساعة، في زيارة دعم للعهد الجديد وربما مسعى لتسهيل تشكيل الحكومة. كما يصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت اليوم الجمعة حاملاً رسالة دعم من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس عون.
كما تزور لبنان الدبلوماسية الاميركية مورغان اورتاغوس خليفة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، بعدما عينتها في المنصب ادارة الرئيس دونالد ترامب. وهي نائبة المبعوث الاميركي الخاص للسلام الى الشرق الاوسط، ورئيسة للجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف العمليات العدائية، وقد شغلت منصب الناطقة باسم وزارة الخارجية في عهد وزير الخارجية السابق مايك بومبيو.ومن اشد المؤيدين للكيان الاسرائيلي.
ومن زوار بيروت اليوم، مساعد وزير الخارجية الخارجية الايرانية الدكتور وحيد جلال زاده، ويلتقي وزير الخارجية عبد الله بو حبيب عند الحادية عشرة والنصف قبل الظهر. فيما وصلت رسالة اميركية الى لبنان بموقف مستشار الرئيس دونالد ترامب مسعد بولس دعا فيها الى عدم تعيين من كان له دور في المنظومة السابقة».
وأجرى الرئيس المكلف نواف سلام اتصالاً هاتفياً بمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان للاطمئنان على صحته متمنياً له الشفاء العاجل.وكانت مناسبة لاستعراض الأوضاع العامة والتأكيد لسماحته ثباته على المعايير التي وضعها لتشكيل الحكومة.
ولكثرة الطلبات والشروط والضغوط الاميركية على لبنان والعهد الجديد والرئيس المكلف تشكيل الحكومة، حول تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار المُمدّد بطلب اميركي، وحول تشكيل الحكومة الجديدة، تسرّبت شكوك الى اوساط سياسية وشعبية من ربط تشكيل الحكومة، بتسهيل تسريع انسحاب جيش الاحتلال من المناطق الجنوبية التي ما زال يتواجد فيها، لا سيما بعد وضع «المعايير المتشددة» التي تستبعد السياسيين لا سيما من ثنائي المقاومة امل والحزب عن التركيبة الحكومية، وبعد الكلام الاميركي الصريح من اكثر من سيناتور ومسؤول بعد تكليف الرئيس نواف سلام عن ضرورة «منع الحزب من السيطرة على قرار الحكومة».
وقد أقرّ نائب مستقل على تواصل مع الدول «الراعية» للوضع اللبناني بهذا التدخل والضغط الاميركي بقوله لـ «اللواء»: كلام المسؤولين الاميركيين صحيح، وببساطة فالاميركي لا يريد الحزب في الحكومة ولا في القرار السياسي، وهذا يسبب مشاكل داخلية نظرا للتركيبة اللبنانية! ولذلك ايضا يعتقد النائب المذكور ان تشكيل الحكومة متأخر ولو قليلاً بسبب التعقيدات القائمة.
وما زاد الشكوك تلكؤ لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار ورئيسها الاميركي الجنرال جاسبر جيفرز في وقف ممارسات الاحتلال واعتداءاته اليومية على قرى الجنوب وعلى الاهالي العائدين، وصولا الى تنفيذ غارات جوية تدميرية بعيداً عن خط الحدود كما حصل قبل ايام بالغارات على النبطية وزوطر، ما أوقع العديد من الشهداء والجرحى المدنيين.
هذا الربط بين تشكيل الحكومة وضبط وضع الجنوب بنظر المشككين بالنوايا الاميركية، يعود الى رغبة الادارة الاميركية في ترتيب البيت اللبناني سياسياً وامنياً وحتى اقتصادياً ومالياً بما يُلبّي اهداف الولايات المتحدة في المنطقة كلها، والتي تسعى لتنفيذها تدريجيا حيث امكنها وفي الخاصرات الرخوة، فوجدت في لبنان الخاصرة الاكثر رخاوة نظرا لطبيعة المشاكل فيه على كل المستويات، وحاجة البلاد والعباد الى اي دعم او مساعدة تنتشلهم من الاوضاع الصعبة التي يعيشونها، بينما لازالت الادارات الاميركية المتعاقبة تحبس عن لبنان الدعم المطلوب مستخدمة سيف العقوبات، وبخاصة في قطاع الكهرباء ومنع استجرار الغاز من مصر.
وفي خطوة توضيحية وتراجعية وتحذيرية نفى التيار الوطني الحر ان يكون طالب بحقائب بعينها أو بعدد من الوزارات، وطالب بأن تُعتمد المبادئ نفسها في تأليف الحكومة بالنسبة الى سائر الكتل والقوى السياسية.
ونصح التيار الوطني، كل الجهات المنخرطة في عملية تأليف الحكومة باعتماد الواقعية اللازمة من دون التنازل عن أيٍّ من المبادئ الحاكمة في الدستور والصلاحيات المنوطة برئيس الجمهورية والحكومة والوزراء وعدم الإنجرار الى مغامرات قد تودي بالبلاد الى الهلاك او تسبّب للعهد إنتكاسة غير مرغوبة أبداً، خاصةً وأن عملية تأليف هذه الحكومة بالذات أمر سهل إذا إعتمدت العدالة وحسن التدبير والتعاطي السوِّي.
في الجنوب، وللمرة الاولى منذ وقف النار قبل شهرين ذكر الجيش الاسرائيلي امس انه اعترض مسيَّرة اجمع المعلومات، وذكرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوّت في الغجر والمطلة على الحدود مع لبنان.
ولاحقاً، أفاد مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن صفارات الإنذار دوت في بعد تشخيص خاطئ.
في المقابل، نفذ جيش العدو الاسرائيلي عملية تفجير في بلدة طلوسة قضاء مرجعيون. وسجل إنفجار صاروخ إعتراضي فوق برج الملوك في مرجعيون. واصيب مواطنان بجروح طفيفة جراء قيام محلَّقة اسرائيلية بإلقاء قنبلة بالقرب من دراجتهما النارية عند أطراف بلدة طلوسة لجهة مركبا.كما تعرضت بلدة شبعا لقصف مدفعي،وقام جيش العدو الاسرائيلي بعمليات تجريف في بلدتي الضهيرة والبستان الحدوديتين في قضاء صور ، وشوهدت رافعة كبيرة للاحتلال الاسرائيلي قبالة بركة ريشا، والبستان، ويارين ومروحين تقوم بتركيب جدران إسمنتية عند الجدار الحدودي ، وسط تحركات مكثفة لجنود اسرائيليين ، فيما قامت جرافة بأعمال جرف في محيط الجدار الإسمنتي لقرية البستان، واقامت سواتر ترابية معززة بالجنود تشرف على البلدة وبلدات يارين والزلوطية وام التوت والضهيرة .
واطلقت قوات العدو النار باتجاه مواطنين اثنين أثناء تفقدهما مزرعتهما عند مدخل قطمون في بلدة رميش، وذلك بعد أن تلقيا تطمينات من قوات «اليونيفل» قبل ثلاثة أيام بإمكانية التوجه للمزرعة. كم اطلق العدو بين الحين والآخر رشقات نارية باتجاه بلدة الضهيرة القديمةً القريبة من موقع الجرداح الإسرائيلي المطل على البلدة.
وقام العدو ايضاً بعمليات تجريف للمنازل وتمشيط بالاسلحة الرشاشة في مركبا.
كما تعرضت أطراف بلدة شبعا لقصف مدفعي اسرائيلي. وقام جيش الاحتلال الاسرائيلي بعملية تجريف في بلدة الضهيرة الحدودية . وواصل أعمال التجريف في حي المفيلحة في ميس الجبل مقابل نقطة تمركز مستحدثة للجيش اللبناني.
وإستمر بعدوانه على ممتلكات وارزاق المواطنين، حيث قام منذ ساعات الصباح الباكر، بإضرام النار بمزرعة للدواجن عند نزلة تل نحاس – ديرميماس.
وقام العدو بجرف منازل وتمشط بالاسلحة الرشاشة في مركبا. كما القت مسيّرة معادية قذائف على آليات كانت تعمل على نقل جثامين الشهداء في بلدة الطيبة و لكن لم تقع اصابات.كما ان المسيرة استهدفت محيط حسينية الطيبة.
كما أن محلقة معادية ألقت قنبلة على جرافة بين بلدتي الضهيرة ويارين. كما ألقت قوات العدو النيران باتجاهها.وواصلت قوات العدو اطلاق رشقات رشاشة في الحي الغربي لبلدة ميس الجبل بالتزامن مع تحرك لدبابات ميركافا. واحرقت منازل في بلدة عيترون. ونفذت تفجيرا بين مركبا و عديسة.كما أطلقت النار على مواطنيْن يتفقدان مزرعتهما في رميش.
تواصل بعد ظهر وعصر امس العدوان الاسرائيلي على قرى الجنوب واهلها، حيث القت مسيّرة معادية قذائف على آليات كانت تعمل على نقل جثامين الشهداء في بلدة الطيبة و لكن لم تقع اصابات.كما ان المسيرة استهدفت محيط حسينية الطيبة.كما أن محلقة معادية ألقت قنبلة على جرافة بين بلدتي الضهيرة ويارين. كما ألقت قوات العدو النيران باتجاهها.
وواصلت قوات العدو اطلاق رشقات رشاشة في الحي الغربي لبلدة ميس الجبل بالتزامن مع تحرك لدبابات ميركافا. واحرقت منازل في بلدة عيترون. ونفذت تفجيرا بين مركبا و عديسة.كما أطلقت النار على مواطنيْن يتفقدان مزرعتهما في رميش.وقرابة السادسة والنصف مساء نفذ العدوتفجيراً كبيراً في كفركلا. وتلاه تفجير في منطقة الحريفة في عيترون.
وللمرة الاولى منذ ابرام اتفاق وقف النار،زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي «اعتراض مسيّرة لجمع المعلومات أطلقها الحزب من جنوب لبنان». وقال الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي: اعترض سلاح الجو قبل قليل مسيّرة جمع معلومات للحزب تم اطلاقها نحو الاراضي الاسرائيلية حيث لم يتم تفعيل انذارات وفق السياسة المتبعة. الجيش الإسرائيلي لن يسمح بحدوث أنشطة إرهابية للحزب من لبنان وسيتحرك لإزالة كل تهديد على دولة إسرائيل ومواطنيها.
وسجل إنفجار صاروخ إعتراضي فوق برج الملوك في مرجعيون.
عودة الأهالي
واستمرت أمس، عودة أهالي الجنوب الى القرى الأمامية بالرغم من التهديدات الاسرائيلية، بمؤازرة الجيش وانتشاره في تلك القرى التي انسحب منها الاحتلال الاسرائيلي.
وبدأت جولة اعلامية من بلدة يارين والبستان، الزلوطية وأم التوت والضهيرة الحدودية الامامية، حيث عاث الاحتلال فيها دمارا وخرابا في أحيائها ودمرت منازلها و البنى التحتية والطرقات وشبكات الكهرباء والماء وبساتين الزيتون والأشجار المعمرة، وتغيرت معالمها حيث لا حياة فيها، إلا أن هناك أملا كبيرا عند الأهالي الذين كانوا يتفقدون منازلهم وأرزاقهم يفترشون ويجلسون في ساحات منازلهم، تأكيدا على التشبث بالارض وبالصمود».
الى ذلك، زوَّد الحزب السلطات اللبنانية الرسمية بأسماء 7 أسرى، وهم: كامل يونس (الذي اسر في بلدة بليدا الحدودية)، وحسن جواد، يوسف عبد الله، ابراهيم الخليل، محمد جواد، حسين شريف (أسروا في عيتا الشعب) وعماد أمهز، الذي اختطفه كوماندوس اسرائيلي في مقر اقامته على شاطئ البترون (شمال لبنان).
***********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
مسيّرة «الحزب» توحي بتباين بين جناحيه العسكري والسياسي
خبير: إرباك على مستوى القرار بداخله
بيروت: نذير رضا
شوّشت المسيرة الاستطلاعية التي أعلن الجيش الإسرائيلي أنها عائدة لـ«الحزب» وإسقاطها، الخميس، على تموضع الحزب سياسياً، وهو ما حاول إثباته في خطابات مسؤوليه البارزين وبياناته الإعلامية منذ الأسبوع الماضي، لكن الحادثة عكست إرباكاً على مستوى القرار في داخله.
وكان لافتاً في بيان أصدره في الأسبوع الماضي، دعوته الدولة اللبنانية لمعالجة أزمة تأجيل الجيش الإسرائيلي لسحب قواته من الأراضي اللبنانية التي يحتلها ضمن مهلة الستين يوماً لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، من دون التلويح بأي عمل عسكري مستقل عن الدولة، وهو خطاب تكرر على لسان مسؤوليه، بينهم أمينه العام نعيم قاسم، ورئيس كتلته النيابية محمد رعد، مطلع الأسبوع الحالي.
ومنذ وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لم يعلن الحزب عن أي عمل عسكري في الجنوب، باستثناء قصف صاروخي في الأسبوع الأول لموقع عسكري في منطقة مزارع شبعا التي يؤكد لبنان أنها محتلة من قبل إسرائيل. ورغم التفجيرات الإسرائيلية ونسف المنازل والتوغل داخل الأراضي اللبناني إلى أعماق وصلت إلى الشاطئ الجنوبي لنهر الليطاني، لم ينفذ الحزب أي تحرك عسكري.
تموضع سياسي
وأوحت تصريحات مسؤولي الحزب وبياناته بتموضع الحزب سياسياً، والتزامه بالعمل السياسي، لا العسكري، الذي تُرك، وفق أمينه العام، لـ«استراتيجية دفاعية» تضعها الدولة اللبنانية. لكن الإعلان الإسرائيلي عن إسقاط المسيّرة التي لم يتبنّ «الحزب» إطلاقها، يُنظر إليه، في حال ثبتت مسؤولية الحزب بإطلاقها، على أنه «تشويش على جهود الحزب لإثبات تحوله بشكل أساسي باتجاه العمل السياسي»، حسبما تقول مصادر لبنانية مواكبة لتحولات الحزب الأخيرة، مستدلة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن «الحزب استبعد أي عمل عسكري بعد انقضاء مهلة الستين يوماً، وهو ما ظهر في الأحداث خلال الأيام الخمسة الماضية لجهة التعامل مع تمديد إسرائيل لاحتلالها للأراضي اللبنانية».
ومن غير تأكيد المواكبين لعمل الحزب، ما إذا كانت المسيرة تشير إلى «انقسام» بين الجناحين السياسي والعسكري في الحزب حيال التعامل مع «التغول الإسرائيلي» في الداخل اللبناني، يرى الباحث المطلع على أحوال الحزب علي الأمين، أن هناك «إرباكاً داخل الحزب»، لافتاً إلى أنه «في الأحزاب الآيديولوجية، مثل (الحزب) يصعب الانقسام فيها»، لكنه يشير إلى أنه قبل اغتيال الأمين العام السابق نصر الله، «كان هناك مركزية في القرار»، في إشارة إلى نصر الله «الذي كان قادراً على اتخاذ حيز من القرارات غير القابلة للنقض، طبعاً تكون تحت المظلة الإيرانية».
ويستدل الأمين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى مسألة الإرباك، من المعلومات التي سرت بعد وقف إطلاق النار حول «رفض بعض القيادات الاتفاق»، في إشارة إلى «تباينات» داخل الحزب. ويرى بعض قيادييه، حسب الأمين، أن صيغة دخول الجيش اللبناني والكشف عن المنشآت وتفكيكها يزيد التقديرات بأن الحزب «غير راضٍ عن الاتفاق، وغير مستعد للقبول بشروط تسليم السلاح، وخلق ميزان قوى لا يسمح له بهوامش للتحرك». ويرى أن الحزب اكتشف أنه «وافق على اتفاق سيزيله عن الساحة عسكرياً»، وهو «ما سيصعب تقبل جمهوره وعسكرييه للتسليم بالمعادلة الجديدة والتحول إلى جهة مدنية غير معنيّة بمواجهة إسرائيل».
خطوط إيرانية مستقلة
وتقابل إسرائيل التحركات الشعبية اللبنانية التي ينفذها السكان للعودة إلى قراهم وبلداتهم الحدودية، بتصعيد لافت، على وقع تهديدات باستئناف الحرب، والتحرك بمعزل عن اللجنة الخماسية و«اليونيفيل» والدولة اللبنانية لتفكيك أي منشأة عسكرية للحزب «وإزالة التهديدات»، حسب قول مسؤوليها، ويتزامن ذلك مع تأخير دعوة سكان المستوطنات والبلدات الشمالية للعودة إليها. وتنتشر مخاوف على مستوى القيادة السياسية اللبنانية، من أن يشكل أي عمل عسكري، ذريعة لإسرائيل لاستئناف الضربات العسكرية في العمق اللبناني.
لكن تصريحات مسؤولي الحزب التي تضع معالجة الخروقات بعهدة الدولة اللبنانية، تستبعد أي اتجاهات لعمل عسكري. ويفترض الأمين أن هناك بُعداً إيرانياً دخل على خط الحزب يغذي التباينات بالآراء، استناداً إلى أن «الجهاز العسكري في الحزب، يرتبط بالحرس الثوري الإيراني، وتفتح بعض الأجنحة في إيران خطوطاً مستقلة عن القيادة السياسية، مما يدفع للسؤال حول ما إذا كانت هناك رسائل إيرانية تطلب من بعض أجنحة الحزب الدفع باتجاه التصعيد أم لا»، علماً بأن التباينات واقعة في إيران بين المسار السياسي ومسار «الحرس» لجهة التسوية والحوار مع الولايات المتحدة، أو الذهاب إلى تصعيد، حسبما يقول الأمين.
ومنذ اغتيال نصر الله، «لا يبدو أن القرار في الحزب عاد مركزياً». ويقول الأمين إنه لم يرَ حتى الآن «حرصاً على إظهار أمينه العام نعيم قاسم صاحب القرار والضوء، مقارنة بالتعامل الإعلامي مع نصر الله في وقت سابق»، ويضيف: «لم نلحظ شغلاً ممنهجاً لإظهاره القائد والزعيم والمقرر، لا على مستوى الإعلام في الداخل لبنان ولا مستوى الإعلام الإيراني»، ليخلص إلى أن الحزب «يظهر على أنه يعاني من تصدعات، وحالة لا توازن أفرزتها نتائج الحرب الأخيرة بالسياسة والتنظيم».
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الرئيس المكلّف يواصل لقاءاته والطبخة الحكومية شبه جاهزة
ترددت معلومات امس عن عودة الموفد السعودي يزيد بن فرحان لاستئناف جهوده ، فبعدما مهّد الطريق الرئاسي وازال الغام التكليف، يأتي الان لتسهيل التأليف، بحسب ما تدل المؤشرات. اذ يبدو حجم المطالب كبيرا وسقف الشروط عالياً من دون ان يعني رضوخ الرئيس المكلف نواف سلام لها، وهو قال كلمته اول امس من قصر بعبدا وعاد الى متابعة اتصالاته. وقد علمت “الشرق” ان الطبخة الحكومية باتت شبة جاهزة .
العون السعودي قابلته رسالة اميركية للعهد عنوانها “عدم تعيين من كان له دور في المنظومة السابقة”، فواشنطن، بحسب مستشار الرئيس دونالد ترامب مسعد بولس ، “تراقب التطورات عن كثب وتتطلع الى التغييرات الشاملة”، فكيف سيسير سلام بين الغام المنظومة والشرط الأميركي الدولي؟ وماذا سيحمل بن فرحان من رسائل في هذا الصدد؟ واستتباعا كيف سينعكس كل ذلك على مسار التشكيل؟
معلومات التشكيل
وعرض موقع mtv المعطيات التالية عن جهود التشكيل:
– التواصل قائم بين رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام والثنائي الشيعي وآخر الاجتماعات عُقد يوم اول أمس الأربعاء في منزل سلام.
– يصرّ سلام على أن يتولّى وزارة الصحة طبيبٌ من مستشفى الجامعة الأميركيّة في بيروت وطلب من الحزب اختيار اسم من مستشفى الجامعة حصراً.
– ستُمثَّل الجامعة الأميركيّة في بيروت بأكثر من وزير من أساتذتها، انطلاقاً من حرص سلام على ذلك.
– سيتنازل سلام عن جزءٍ من حصّته لإرضاء مختلف القوى السنيّة البارزة، وعلى رأسها كتلتَي الاعتدال والتوافق الوطني.
– طرح تكتل الاعتدال خمسة أسماء للاختيار بينها لوزارتَي الأشغال والزراعة ويُرجّح أن تُمنح لممثّل عن التكتل حقيبة الزراعة بعد أن حُسمت الأشغال لممثّل عن اللقاء الديمقراطي هو فايز رسامني الذي يملك علاقات جيّدة مع مختلف القوى الدرزيّة وسبق أن طُرح اسمه للتوزير في حكوماتٍ سابقة.
– طلب سلام من “الثنائي” اقتراح اسم آخر غير النائب السابق ياسين جابر كمخرج لحقيبة المال، إلا أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري أصرّ على جابر.
– الأسماء المتداولة في الإعلام عن وزراء “الثنائي” غير دقيقة، ولن تظهر الأسماء الصحيحة إلا عند ولادة الحكومة.
– التواصل مستمرّ بين سلام وممثّل القوات اللبنانيّة ايلي براغيد من دون التوصّل الى اتفاقٍ حتى الآن بسبب رفض رئيس الحكومة المكلّف تلبية غالبيّة طلبات “القوّات”، ولو خالف ذلك مبدأ وحدة المعايير الذي تحدّث عنه سلام. وعُلم أنّ التواصل الأخير حصل أمس الأربعاء ولم ينته بشكلٍ إيجابي.
– مصادر الثنائي تؤكّد أنّ التوافق قائم مع سلام على مختلف الأمور، ومسألة وزارة المال محسومة، وأنّ توزيع الحقائب الأخرى على الكتل النيابيّة متروك لرئيس الحكومة المكلّف ولن يكون هناك أيّ اعتراض عليه.
– ولادة الحكومة مستبعدة تماماً هذا الأسبوع ويُنتظر أن يساهم الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان بحلحلة العقد عند عودته المتوقّعة الى لبنان مطلع الأسبوع المقبل.
– في مقابل الضغط الذي يتعرّض له سلام من بعض القوى السياسيّة، يتعرّض أيضاً لضغط من بعض المقرّبين منه الذين يطالبونه بعدم الرضوخ للشروط والتمسّك ببعض الحقائب والأسماء.
تطور لافت
في المقابل، سجل تطور امني لافت جنوبا. فللمرة الاولى منذ ابرام اتفاق وقف النار، اعلن الجيش الإسرائيلي امس اعتراض مسيّرة لجمع المعلومات أطلقها “الحزب” من جنوب لبنان. وقال الناطق باسمه أفيخاي أدرعي: اعترض سلاح الجو قبل قليل مسيّرة جمع معلومات للحزب تم اطلاقها نحو الاراضي الاسرائيلية حيث لم يتم تفعيل انذارات وفق السياسة المتبعة. الجيش الإسرائيلي لن يسمح بحدوث أنشطة إرهابية للحزب من لبنان وسيتحرك لإزالة كل تهديد على دولة إسرائيل ومواطنيها.
الخروق الاسرائيلية
في المقابل، نفذ الجيش الاسرائيلي عملية تفجير في بلدة طلوسة قضاء مرجعيون. وسجل إنفجار صاروخ إعتراضي فوق برج الملوك في مرجعيون. واصيب مواطنان بجروح طفيفة جراء قيام محلقة اسرائيلية بإلقاء قنبلة بالقرب من دراجتهما النارية عند أطراف بلدة طلوسة لجهة مركبا.
سرقة
الى ذلك، ذكر موقع “العربية” أن على وقع انشغال الحزب بترتيب تثبيت وقف النار مع إسرائيل، تستغل عصابات صغيرة تضم شبانا الأمر، وتقوم بسرقة مستودعات الحزب وما فيها من أسلحة وذخائر وصناديق رصاص لتبيعها إلى تجار عتاد. وأفادت مصادر أمنية لـ”العربية”، بأن شبانا ينشطون في أعمال السرقة أقدموا في الشهرين الأخيرين على نهب مراكز عسكرية، سرقوا منها أعتدة في الضاحية الجنوبية وضواحي بلدة الشويفات في أحياء شيعية أكثر قاطنيها من أبناء عشائر بقاعية، ثم باعوها في السوق السوداء بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية. وحصلت سرقات لأسلحة الحزب أيضا في بلدات عدة في جنوب الليطاني في منطقة تطبيق القرار الأممي 1701. وبعدما أوقف الجيش عددا منهم، كشفوا أنهم يعملون في تجارة الخردة ويجمعون الأشرطة والنحاس ليعتاشوا منها. كما ألمحت المصادر إلى أن الحزب لم يحم هذه المستودعات والمخازن في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، لأن عناصره غير قادرة على الوصول إليها بسهولة خوفا من الغارات الإسرائيلية. وتابعت أن هناك صعوبة كبيرة في نقل الصواريخ والمسيّرات من مكان إلى آخر، وتحديدا من جنوب الليطاني إلى شماله.
زيارة مصرية
وسط هذه الاجواء، يصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت اليوم الجمعة حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
تقليم مخالب “الثنائي” هل يفك أسر الحكومة؟
السعودية تدخل على خط تصويب مسار التأليف
بعدما مهّد التقاطع الأميركي – السعودي الطريق إلى قصر بعبدا، وقلّم مخالب التعطيل في الاستشارات النيابية الملزمة في عملية التكليف، يواصل التقاطع هذا دفعه الإيجابي لتصويب المسار والمصير في عملية تأليف الحكومة لإخراجها من دوامة التعطيل وتجنيبها ألغام ثنائي “أمل – الحزب” المفخخة، لتستوفي الشروط المطلوبة عربياً ودولياً، وتشكل العمود الفقري المكمّل لانطلاقة العهد الجديد، واستعادة هيبة الدولة وسيادتها وتطبيق القرارات الدولية وإطلاق عجلة الإصلاح.
لهذه الغاية، يحط الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان في بيروت اليوم أو غداً للدفع في اتجاه تصويب مسار التأليف العالق بين مساعي الرئيس المكلف نواف سلام تطبيق المعايير التي حددها، وبين من يرفضها متمسكاً بحقيبة المال وفرض قوة الأمر الواقع التي باتت لاغية بعد كل المتغيرات الاستراتيجية.
محاولة “الثنائي” الحفاظ على نفوذه وقضم ما أمكن من حقائب، وليّ ذراع الرئيس سلام، يصطدم بتوجه أميركي ترجمه مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية وشؤون الشرق الأوسط، مسعد بولس، أكد من خلاله، عدم إعادة تعيين من كان له دور في المنظومة السابقة من أجل استكمال مسيرة النهوض واستعادة ثقة المجتمع الدولي. وأمل أن ينعكس ما حدث في رئاسة الجمهورية والحكومة، على التشكيلة الحكومية، بحيث تعكس الإصلاح المطلوب”.
الموقف الأميركي يتماهى مع اتجاه “اللجنة الخماسية” بكامل أعضائها، بأن التغيير الذي أفضى إلى وصول الرئيس جوزاف عون والرئيس المكلف نواف سلام يجب أن يسري على تأليف الحكومة، بحيث لا يحصل فرملة للزخم الحاصل.
مصادر مطلعة على تشكيل الحكومة لاحظت ازدواجية في معايير التأليف، من خلال تساهل الرئيس المكلف مع فريق أمعن في استجرار الويلات وتعطيل المؤسسات ومحاولته إحداث فتنة طائفية، على حساب المعارضة السيادية التي ساهمت في تكليفه وقدمت التسهيلات اللازمة لتذليل العقبات مراعاة لانطلاقة العهد الجديد.
إذاً، وحدة المعايير في تشكيل الحكومة أمر أساسي لا يجب التفريط به. إذ لا يمكن للرئيس المكلّف أن ينسق مع فريق سياسي واحد من دون التنسيق مع الآخرين.
وتسأل مصادر معنية هل ما يجوز على “الثنائي الشيعي”، لا يمكن اعتماده مع القوى الأخرى؟ وإذا كان لا بد من تفضيل فريق على آخر، فعلى الرئيس المكلف أن يميّز بين من وقف إلى جانبه منذ اللحظة الأولى في مسار التكليف.
تضيف المصادر، إذا كانت معايير الإصلاح هي عنوان الحكومة الجديدة، فعلى الرئيس المكلّف أن يفضّل الفريق السياسي الذي لم يكن سبباً أساسياً من أسباب الفساد السياسي والإداري والمالي في لبنان. فإذا كانت معايير الإصلاح والسيادة هي عنوان مستقبل لبنان، فلا بد من رفض التنسيق مع من كان في صلب الانهيار والفشل في الحكم والذي يحتل “الثنائي الشيعي” رأس قائمة ذاك الانهيار والفشل في الحكم اللبناني.
وفيما يروج “الثنائي” وأوساط عين التينة تحديداً إلى قبول أميركي بتسمية ياسين جابر لحقيبة المالية، وهو أمر غير صحيح ودقيق، تلفت مصادر مقربة من “الثنائي” إلى عدم قبوله بأي تسوية على حساب حقائبه الخمس التي يصر عليها ومن ضمنها وزارة المالية، خصوصاً بعد الخسارة التي مني بها رئاسياً وحكومياً.
مصادر مواكبة لعملية التأليف كشفت لـ نداء الوطن “أن الرئيس سلام الذي وافق ضمنياً على تسمية ياسين جابر لحقيبة المالية، جوبه طلبه تسمية وزير شيعي، برفض “الثنائي” الذي يصر على احتكار الحقائب الوزارية الخمس.
وفي ما خص “القوات اللبنانية” تضيف المصادر، لن تكون “أم الصبي” في عملية التأليف، إذا استمر نهج لا سابقة له، وهو أن الرئيس المكلف يعرض أسماء ويطرح حقائب وزارية من بنات أفكاره على طريقة “أنتم لا تختارون أنا أختار عنكم”.
أما بالنسبة إلى قنوات التواصل بين سلام ونواب “تكتل الاعتدال الوطني” وبقية نواب الشمال السنّة، فكشفت المصادر أن سلام رفض إعطاءهم أي حقيبة، كما لم يوافق على الأسماء التي يطرحونها، واكتفى بوعدهم تسهيل إجراءات إعادة العمل بمطار القليعات.
وفي ما خص وزارة الأشغال، قرر سلام أن تكون من حصة الحزب التقدمي الاشتراكي، وفق نظرية يعتبر من خلالها أنه لا يجوز نقل هذه الحقيبة مباشرة من وزير تابع لـ “الحزب” إلى وزير محسوب على “القوات اللبنانية”.
“التيار الوطني الحر” بدوره ممتعض من موافقة الرئيس سلام على منح المالية لـ “حركة أمل” وعدم إعطائه والطاشناق حقه التمثيلي عدداً وبنوعية الحقائب تختم المصادر.
وفي هذا السياق لفت بيان صادر عن “التيار” أعلن من خلاله تقديم التسهيلات الممكنة واللازمة لتشكيل الحكومة، وأصر على أن تُعتمد المبادئ نفسها في التشكيل بالنسبة إلى جميع القوى السياسية والنيابية.
في المقابل وعلى خط تذليل العقبات التي تعترض عملية التأليف، بدأت تظهر بعض الأسماء، فقد علمت “نداء الوطن” أن الأجواء الإيجابية خيمت على قصر بعبدا بعد تسليم “الثنائي الشيعي” الأسماء للرئيس المكلف، تضمنت اسم ياسين جابر لوزارة المال، ودكتور من آل رحال لوزارة الصحة، وتمارا الزين للبيئة، وحقيبة رابعة لم يحسم أمرها، وحقيبة شيعية خامسة يحاول سلام الحصول عليها مقابل منح “الثنائي” حقيبة سنية.
وفي وقت يتجه سلام لتسمية دكتورة من آل كرامي لوزارة التربية، لا علاقة لها بالنائب فيصل كرامي، يقترح اسم طارق متري لنيابة رئاسة الحكومة، وبول سالم للخارجية في حال ذهبت إلى أرثوذكسي، وستتم تسمية وزارة العدل بالاتفاق بين عون وسلام وترجح مصادر تسمية ماروني قد يكون المحامي ربيع الشاعر إذا ما طرأ أي تغيير.
وفي انتظار ما سيترتب على زيارة الموفد السعودي من نتائج، تتقاطر الوفود الدبلوماسية إلى لبنان لمواكبة انطلاقة العهد والدفع في اتجاه تأليف الحكومة. وفي هذا السياق يصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس جوزاف عون.
في الانتقال إلى الوضع الميداني جنوباً، المعطيات لا تبشر بالخير في ظل استمرار الخروقات المتبادلة من الجانبين الإسرائيلي واللبناني لاتفاق وقف إطلاق النار. فقد أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض مسيّرة لجمع المعلومات أطلقها “الحزب” من جنوب لبنان.
في المقابل، نفذ الجيش الاسرائيلي عملية تفجير في بلدة طلوسة قضاء مرجعيون. وسجل انفجار صاروخ اعتراضي فوق برج الملوك في مرجعيون. وأصيب مواطنان بجروح طفيفة جراء قيام محلقة إسرائيلية بإلقاء قنبلة بالقرب من دراجتهما النارية عند أطراف بلدة طلوسة لجهة مركبا.
وفي هذا السياق تساءلت مصادر عبر “نداء الوطن” كيف ومن أين تم إطلاق المسيرة؟ أضافت المصادر “ستشكل هذه الحادثة معطى جديداً قد يقلب الطاولة، يثبت أن “الحزب” لم ولن يتخلى عن سلاحه” في شمالي وجنوبي الليطاني. كما أنه يستخدم بيئته الحاضنة بحكم التكليف الشرعي وقوداً لمواجهة الإسرائيلي، ودفعه إلى دخول بلدات ما زال دخولها محظوراً عليه. وهنا لا بد من تحميل المسؤولية إلى حكومة تصريف الأعمال التي يجب أن تكون أكثر تشدداً في إجراءات العودة إلى الجنوب من خلال الجيش اللبناني وحده. وختمت المصادر معربة عن خشيتها من تجدد الحرب والتهديد باستهداف الضاحية الجنوبية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :