هل تَصدُق المواعيد الجديدة لولادة الحكومة؟

هل تَصدُق المواعيد الجديدة لولادة الحكومة؟

 

Telegram

 

فيما يبدو "أن الرئيس المكلّف نواف سلام يواصل مشاوراته لتشكيل حكومةٍ تكون على قدر تطلعات اللبنانيات واللبنانيين وتلبّي الحاجة الملحّة إلى الإصلاح، ولا يزال متمسكاً بالمعايير والمبادئ التي أعلنها سابقاً، كرر التأكيد أن كل ما يتردّد عارٍ من الصحة وفيه الكثير من الشائعات والتكهنات، التي يهدف بعضها إلى إثارة البلبلة، فلا أسماء ولا حقائب نهائية"، وهذا الكلام صدر عن سلام نفسه بعدما ضجّت وسائل الإعلام بخبر قرب ولادة الحكومة بعد الإتفاق على توزيع الحقائب والأسماء التي ستتولى إدارتها.

الاندفاعة لتشكيل الحكومة في وقت قياسي التي رافقت تكليف سلام بدأت تتحوّل لدى الأوساط الشعبية إلى تراجع كبير في التقديرات وبانحسار سريع لموجة التفاؤل بانطلاقة قوية لعهد الرئيس جوزاف عون تواكب كل ما يجري في لبنان والمنطقة، من إنجاز إتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بحذافيره، إلى إقرار الإصلاحات المطلوبة دولياً لدعم لبنان في الخروج من المأزق المالي والاقتصادي الكبير الذي أوصلته إليه الطبقة السياسية الحاكمة منذ انتهاء الحرب الأهلية.

وإذا كان اللبنانيون يتطلّعون إلى استعادة ودائعهم وتحسّن الأوضاع المعيشية ليستعيدوا معها كرامتهم، بما يطوي صفحة الإهانة التي يعيشونها منذ العام 2019، فإن القوى السياسية تتطلّع إلى تثبيت وجودها وتكبير حصصها داخل الحكومة، على أبواب الإستحقاقات الإنتخابية التي يبدأ موسمها مع الإنتخابات البلدية في شهر أيار المقبل، ومع تلك النيابية في أيار العام 2026.

العقد التي تواجه تشكيل الحكومة السلامية ليست بقليلة، والرئيس المكلّف الآتي من عالم القضاء والقانون وملاحقة المجرمين على المستوى الدولي، وجد نفسه بين قطيع من الذئاب المتربّصة بالحقائب السيادية والخدماتية، انطلاقاً ممّا تعتبره حقوقاً طائفية مقدّسة تدّعي أن دستور الطائف يكفلها لها، متجاهلة كل المتغيّرات التي حصلت في الفترة الأخيرة.

شهية الاستيزار كبيرة لدى كل الأطراف السياسية ولو أراد الرئيس المكلّف تلبيتها لاحتاج حكومة فضفاضة تفوق بعدد وزرائها حكومات الولايات المتحدة والدول الكبرى.

هذه الشهية مع الشروط واختيار الحقائب من جانب القوى الداخلية يؤخّر ولادة الحكومة، التي وعد بها سلام في الأسبوع الأول من تكليفه، ويرفض مصدر سياسي المعايير المتفاوتة في تعاطي الرئيس المكلّف مع القوى السياسية، ويقول لـ "ليبانون فايلز": "لا نقبل بأن يختار الثنائي الشيعي وزراءه ويسمّي الرئيس نبيه بري وزير المالية المقرّب منه عبر الإعلام ويفرضه على رئيس الحكومة، فيما التعاطي مع القوى الأخرى يأتي بطريقة مناقضة تماماً، ويجري على قاعدة إسقاط الأسماء من خارج الأحزاب، سائلاً: كيف ستحصل الحكومة الموعودة على ثقة المجلس النيابي إن كان وزراؤها غير حزبيين؟ ليجيب: ستتحوّل فور تشكيلها إلى حكومة تصريف أعمال".

ويؤكد مصدر مقرّب من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر ليبانون فايلز "أن التيار لا يعرقل تشكيل الحكومة ولا يطلب شيئاً خاصاً، ولا يتمسّك بحقائب سيادية أو خدماتية"، رافضاً بالتالي "مطالبة القوى التغييرية والتي يتساوى عدد نوابها مع نواب تكتل لبنان القوي بعدد من الحقائب يفوق ما خصصه الرئيس المكلّف للتكتّل، كما يتعدّى حصّة تكتل الجمهورية القوية". وقال المصدر "إن كل ما نطالب به هو وحدة المعايير في التعاطي مع القوى السياسية كلّها".

أما القوات اللبنانية فتتمسّك بحقّها كأكبر كتلة مسيحية في المجلس النيابي، وتطالب بحقيبة سيادية وأخرى خدماتية على قاعدة المساواة في الحقوق، فما يجوز للثنائي الشيعي يجوز للقوات اللبنانية التي تطالب بموقع نائب رئيس الحكومة الأمر الذي يرفضه سلام، وإلّا فلن تشارك في الحكومة".

ووسط التخبّط والتناقض بتحديد مواعيد افتراضية للولادة الحكومية، يُبدي الحزب التقدّمي الإشتراكي امتعاضاً واضحاً من عملية تناتش الحصص وتعطيل التأليف وتأخير إنطلاقة العهد، وقد رفض أحد نواب اللقاء الديمقراطي التعليق على الملف الحكومي لدى سؤالنا إياه عن التجاذبات السائدة وعن موعد الولادة الحكومية مكتفياً بالقول: "أفضّل عدم التعليق على موضوع الحكومة".

وإلى كل هذه العقد تُضاف العقدة السنّية وتمسّك الطائفة بحقيبة الداخلية في موازاة منح المالية للطائفة الشيعية، وكان النائب وليد البعريني واضحاً جداً عندما قال: "لقد سكتنا لأيام وأعطينا فرصة للرئيس المكلّف ليكمل استشاراته، لكن أن يمنح الذين هزوا العصا وحرّكوا موتوسيكلاتهم واستعملوا أسلوب الترهيب أكثر مما يحق لهم، ويتم تجاهلنا كممثلين عن عكار وطرابلس والمنية والضنية والشمال فهذا تجاوز لكل الخطوط الحمراء"، فيما أعلن النائب فيصل كرامي باسم تكتل التوافق الوطني أن "الطائفة السنية لن تكون مكسر عصا ويجب أن ينطبق عليها ما ينطبق على الآخرين".

ووسط هذا الكم من العقد هل اقترب فعلاً موعد ولادة الحكومة؟

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram