الحكومة: صراع الأحجام وتكتل العقد!

الحكومة: صراع الأحجام وتكتل العقد!

 

Telegram

 

تبدّدت بسرعة مناخات التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة، مع اتضّاح العقد ومصادرها، في مقدمها إصرار الثنائي الشيعي على تسمية حصرية لوزير المال من دون الأخذ حتى برأي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والرئيس المكلف نواف سلام، واحتكار تسمية الوزراء الشيعة الخمس. ويظهر أن هاتين العقدتين دفعتا العواصم الراعية القريبة والبعيدة إلى التغاضي عن وضع مهلة للتأليف التي كانت محصورة بنهاية هذا الأسبوع، والطلب من سلام عدم الاستعجال إلى حين تمكّنه من تشكيل الحكومة المرجوة والقادرة على إطلاق الإصلاحات وإنجازها والتي توحي وجوهها بالثقة وتلاقي الرغبة العربية والدولية بمدّ يد المساعدة والإسهام في إعادة الإعمار والنهوض.

ويطمح الخارج إلى حكومة مستقلة تحظى بالتأكيد بثقة غالبية الكتل النيابية لكي لا تسقط في امتحان الثقة في المجلس، قادرة على الإصلاح وراغبة فيه، تتخطى أهداف المنظومة بإعادة إحياء نفسها، مع تحرير وزارة المال من القبضة الحزبية، لا المذهبية. بمعنى أن لا مانع من أن تؤول الوزارة إلى وزير شيعي يوحي بالثقة ولا يخضع لسطوة النهج القائم منذ سنة ٢٠١٤.

وكان لافتا أن سلام عاد إلى معاييره الموحدة التي وضعها في بداية التكليف، بعدما سبق أن تهاون بعض الشيء في خصوصها والقائمة على اللاءات الثلاث: لا حزبيين، لا نواب، لا مرشحين للانتخابات، إلى جانب معيار الاعتماد على الكفاءات.

وأمكن هذا الأسبوع تلمّس اهتمام سفراء "المجموعة الخماسية" بمسار التأليف، بحيث التقوا بسلام واستمعوا منه إلى ظروف إنضاج التشكيلة. وهو أكد أنه لن يوفّر جهدا لتسريع العملية، ويأمل بألا تتاخّر حكومته، خلافا لما كان يحصل سابقا، للإفادة القصوى من زخم الرعاية العربية والدولية وعدم تبديد الرغبة بالمساعدة.

ويتعرّض سلام أيضا لضغط من الكتل المسيحية، مع إصرار القوات اللبنانية على الظفر بحصة راجحة ووازنة كمّاً ونوعاً، تظهر الفارق بينها وبين أقرب منافسيها التيار الوطني الحر، لتكرّس بذلك حجمها الذي تعتقد أنه يتطابق وحضورها النيابي والشعبي، وتوظفها استطرادا في الانتخابات النيابية المقبلة. ولا يبدو التيار في وارد التسليم للقوات بما تسعى إليه، وهو ما يترجمه في النقاش الحاصل مع الرئيس المكلّف.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram