إنتهت مهلة الستين يوماً هدنة بين لبنان واسرائيل، ولم ينسحب الجيش الاسرائيلي من العديد من القرى الجنوبية في القطاعين الشرقي والأوسط، في حين لم تكد تنهي تلك المهلة حتى توجّه أهالي القرى الحدودية إلى قراهم ومنازلهم، متحدّين كلّ المصاعب التي أعاقت تلك العودة ومعرضين حياتهم للخطر. صحيح أن أكثر من خمسة وعشرين شخصاً سقطوا بنيران المحتلّ الاسرائيلي، إلا أنه ولولا تلك الخطوة التي قام بها الاهالي، لمَا كان ليفكر بالإنسحاب في أي يوم من لبنان.
بالأمس أيضاً وبعد يوم الأحد الفائت "المؤلم" جنوبًا، أعلن البيت الابيض تمديد مدّة الهدنة بين لبنان واسرائيل حتى 18 شباط 2025. والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا هذا التوقيت؟ وهل فعلاً سيقوم العدوّ الاسرائيلي بالإنسحاب؟.
"التاريخ مرتبط بتوقيت وأجندة إسرائيلية"، هذا ما يؤكده العميد المتقاعد وقائد معركة فجر الجرود فادي داوود عبر "النشرة"، لافتاً إلى أن "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو سيعقد اجتماعاً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ثلاثة أسابيع، وبالتالي سيتم في الفترة المقاربة لـ18 شباط، وهذا الانسحاب مرتبط ليس فقط بالوضع اللبناني بل بالوضع الاقليمي أي الاسرائيلي-السوري-اللبناني-التركي والايراني".
ويضيف: "التمركز العسكري الاسرائيلي بداخل سوريا يرخي بظلاله علينا ويحكمنا في لبنان"، إذ يشرح العميد داوود أن "الجيش الاسرائيلي يبعتد عن الشام بحدود 12 كلم ويريد أن يحمي قواه ومن هذا المنطلق يريد أن يبقي على مناطق بالقطاع الشرقي معه في حال حصل أيّ شيء بسوريا ليتدخّل ويحمي قواته هناك، وبالتالي يريد حماية جاهزيته العسكرية".
"أبعد من حماية الجهوزية العسكرية في سوريا هناك أيضاً الوضع داخل إيران". وهنا يشير العميد داوود إلى أنه "لم يتخذ حتى الساعة القرار النهائي بشأن ضرب إيران من عدمه، من هنا يأتي القرار بتمديد بقاءه في لبنان"، مضيفا: "أن ايران هي امتداد حزب الله عسكرياً. وهنا الاسرائيلي يحتاط لكل شيء أولا كيف يمكن أن تردّ طهران في حال حصلت الضربة، فهل ستستعمل بقايا قواها العسكريّة وهل سيتحرّك "حزب الله" أم لا"؟!. لافتاً إلى أن "الاسرائيلي يبقي على أمرالعمليات العسكرية في لبنان موجوداً". ويشدد العميد داوود على أن "الاميركي تعهّد بإنسحاب العدو الاسرائيلي من الجنوب، ولكن يبقى السؤال الاساس هو متى سيحصل ذلك؟ والواضح أنه وبناء على الاجتماع الذي سيعقد بين نتانياهو وترامب بعد أسابيع ستتضح الصورة كاملة"، رافضاً بشكل قاطع الكلام عن أن "الجيش اللبناني لا ينفذ واجباته، فهو يقوم بمهامه ويدخل الى القرى، ولكن ما يُرى ان لدى الاسرائيلي أجندة ولهذا يؤخّر دخول الجيش في كثير من الأوقات".
إذاً، من أين يُصرف التعهّد الاميركي بالانسحاب الاسرائيلي من لبنان... وهل سيحصل ذلك في 18 شباط أم أن المدّة ستتجدّد مع استمرار الشمسيّة الاميركية المدرّعة فوق اسرائيل؟!.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :