في ظل حرائق لوس أنجلس المدمّرة والتي تأثر بها مباشرة عدد من الأسماء الهوليوودية الكبيرة، انطلق مهرجان ساندانس السينمائي الأميركي المستقل في وسط ولاية يوتا، فاسحا مجالا أكبر هذا العام للمخرجين الشباب.
وكان القائمون على “ساندانس” قد أعلنوا قبل شهر عن برنامج متنوع، يتنافس فيه نجوم من هوليوود مع مخرجين شباب واعدين ليسوا جميعهم أميركيين.
وسلطت ليلة الافتتاح الضوء على فيلم “جيمبا” للأسترالية صوفي هايد، الذي يتناول قصة أم تؤدي دورها النجمة البريطانية أوليفيا كولمان، تأخذ ابنها (يؤدي شخصيته أود مايسن هايد، ابن المخرجة) غير ثنائي الهوية الجنسية إلى أمستردام لرؤية جدّها الذي يؤدي دوره جون ليثغو.
ووصفت مجلة “فانيتي فير” الفيلم بأنه “ذكي ومؤثر”. وقد عُرض للمرة الأولى تزامنا مع إعلان الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب أنّ الولايات المتحدة لن تعترف بعد الآن سوى بـ”جنسين فقط، ذكر وأنثى.”
وقال الممثل جون ليثغو “من المهم جدا” افتتاح مهرجان ساندانس بفيلم يشجع على التسامح “في هذه المرحلة بالذات التي تملأ فيها الكراهية الأجواء.”
ليلة الافتتاح سلطت الضوء على فيلم "جيمبا" للأسترالية صوفي هايد، الذي يتناول قصة أم تؤدي دورها النجمة البريطانية أوليفيا كولمان
في فيلم “ريبيلدينغ” أي “إعادة البناء” للأميركي ماكس ووكر سيلفرمان، يؤدي البريطاني جوش أوكونور دور مالك مزرعة يفقد كل شيء بفعل حريق مدمّر. وقد وصفته مديرة البرمجة كيم يوتاني بأنه “فيلم مذهل”، يشكّل نموذجا عن “روح القدرة على الاستمرار.”
أما في فئة الدراما، سيشهد فيلم “ذي ثينغ ويذ فيذرس” عرضا عالميا هو الأول له. وهذا العمل البريطاني الذي يجسّد فيه بنديكت كامبرباتش الدور الرئيسي، مبني على رواية تجريبية للكاتب ماكس بورتر عن رجل محزون لوفاة زوجته، يعيش مع ولديه الصغيرين.
ومن بين النجوم الآخرين المنتظرين في ساندانس أيضا، المغنية والممثلة الأميركية جنيفر لوبيز التي تواكب عرض فيلم “كيس أوف ذي سبايدر” للمخرج بيل كوندون، وهو أول شريط تشارك فيه تحتضنه شاشات ساندانس. وهذا العمل مقتبس من مسرحية غنائية عرضت في برودواي، استنادا إلى رواية أرجنتينية.
كذلك، ستواكب الممثلة ليلي غلادستون التي رُشحت لجوائز الأوسكار عن دورها عام 2023 في فيلم “كيلرز أوف ذي فلاور مون” للمخرج مارتن سكورسيزي، عرض فيلم “ذي ويدينغ بانكويت”، وهو صيغة جديدة للفيلم الكوميدي الرومانسي الذي حمل العنوان نفسه عام 1993 للمخرج آنغ لي.
ويشكل مغني الراب إيساب روكي ومقدّم البرامج التلفزيونية كونان أوبراين ثنائيا يتسم بالتنوع في فيلم “إف آي هاف ليغز، آيد كيك يو” الغامض.
وستكون الممثلة آيو إيديبيري التي برزت في مسلسل “ذي بير” موجودة بمناسبة عرض فيلم “أوبوس” التشويقي من إخراج جون مالكوفيتش، وتتناول قصته كاتبا شابا يحقق في اختفاء أحد نجوم البوب.
وللسياسة أيضا حضور بارز في ساندانس، من خلال الأفلام الوثائقية التي يتضمنها برنامجه. ويُتوقع أن تكون رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة جاسيندا أرديرن حاضرة لمواكبة عرض “برايم مينيستر” الذي يتناول كواليس مرحلة وجودها في السلطة.
وسيُعرض في ساندانس أيضا فيلم المخرجة الفلسطينية – الأميركية شيرين دعيبس “اللي باقي منك” الذي يحكي قصصا عن واقع سكان قطاع غزة، بالإضافة إلى فيلم “التعايش، مؤخرتي!” عن الناشطة الإسرائيلية نوعم شوستر إلياسي، التي أصبحت فكاهية تنتقد الهجوم العسكري المدمّر الذي شنته بلادها على الأراضي الفلسطينية.
وقالت نوعم ممازحة “كناشطة، بالكاد تمكّنت من التأثير في 20 شخصا، لكن مع مقطع فيديو يسخر من الدكتاتوريين انتشر على نطاق واسع، أثّرت في عشرين مليونا”، مشيرة إلى أنها “متوترة” بشأن ردود الفعل المرتقبة للفيلم.
وتبعد بارك سيتي وسولت ليك سيتي حيث سيتم حتى الثاني من فبراير عرض 88 فيلما تمثل 33 دولة وإقليما، أكثر من ألف كيلومتر عن المدينة الكبرى في كاليفورنيا، لكنّ الحرائق التي تدمّر لوس أنجلس منذ السابع من يناير حاضرة في أذهان الجميع وقلوبهم. وقد تأثّر بها بشكل مباشر عدد من الفاعلين في القطاع السينمائي الذين سيحضرون المهرجان، وقد تم أحيانا التطرق بشكل غير مباشر إلى هذه الكارثة في أفلامهم.
وكان المنظمون حرصوا قبل اتخاذ قرارهم بالمضي في إقامة هذا الحدث السينمائي على دراسة رأي عدد كبير من المخرجين، وبينهم من “خسروا منازلهم أو نزحوا”، على ما أفاد مدير المهرجان يوجين هيرنانديز.
وأشار إلى أنه سمع “قصصا مروعة” عن عدد من هؤلاء “خرجوا من منازلهم وهم يحملون أقراصهم الصلبة تحت أذرعهم” لحماية أفلامهم من النيران.
وقد صُوّر فيلم يتناول قصة مجموعة من الزومبي نجت من نهاية العالم، في منازل صنّاع العمل التي دمّرتها حاليا الحرائق.
وتقول المخرجة الهندية – الأميركية ميرا مينون “لقد صوّرنا الفيلم وبعد أيام قليلة خسرنا منازلنا.”
ورأت مينون وزوجها الكاتب المشارك بيتهما يتحوّل إلى رماد، تماما كمنزلي المنتج والمسؤول عن المونتاج. وتقول “لقد خسرنا نحن الأربعة كل شيء لدينا.. كانت بالفعل مساكن أحلامنا.”
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :