يبدو أن شركات الطيران التي أوقفت رحلاتها إلى بيروت مع توسّع رقعة الحرب الإسرائيلية على لبنان، عادت أدراجها إلى لبنان بعد مرور شهرين على وقف إطلاق النار واستتباب الأجواء الإيجابية منذ انتخاب رئيس الجمهورية وتعيين رئيس حكومة واقتراب موعد تشكيلها. فبعد خطوط الطيران الأردنية والعراقية والقطرية التي عادت في كانون الأول ها هي خطوط طيران الإمارات وفلاي دبي و"اير فرانس" تعلن عودتها إلى الأجواء اللبنانية في بداية شباط.
الأجواء التي أشاعتها التطوّرات الأخيرة المتسارعة على الساحة السياسية داخلياً وإقليمياً، أعادت إلى حدّ ما الثقة بلبنان أمنياً وسياسياً، إذ أعلنت شركة طيران الإمارات أمس استئناف رحلاتها اليومية إلى بيروت، وبغداد اعتباراً من يوم 1 شباط المقبل.
وستشغّل طيران الإمارات رحلتها اليومية إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بطائراتها البوينغ 777-300ER بتقسيم الثلاث درجات، مما يوفر أكثر من 5000 مقعد في كلا الاتجاهين أسبوعياً، ويعزّز المزيد من الخيارات للعملاء من بيروت إلى دبي ومنها إلى شبكة وجهات الناقلة التي تضمّ أكثر من 140 وجهة.
كما أعلنت الناقلة عن إطلاق خدمتها اليومية الثانية إلى بيروت عبر الرحلة الصباحية "ئي كيه 957"، و"ئي كيه 958"، اعتباراً من 1 نيسان 2025، والمقرر تشغيلها أيضاً بطائرة البوينغ 777-300ER بتقسيم الثلاث درجات.
واعتباراً من 1 شباط المقبل، ستقلع الرحلة رقم "ئي كيه 953" من دبي واعتباراً من 1 نيسان المقبل، تنطلق الرحلة اليومية الثانية لطيران الإمارات "ئي كيه 957".
وتعليقاً على قرار طيران الإمارات العودة إلى الأجواء اللبنانية بعد انقطاع دام نحو 4 أشهر، أوضح متحدث باسم طيران الإمارات لـ"نداء الوطن" أن "خدمات طيران الإمارات إلى بيروت توقفت في نهاية شهر أيلول 2024، وستستأنف الناقلة خدماتها اعتباراً من مطلع شهر شباط 2025، باعتبار السوق اللبناني من الأسواق المهمّة على شبكة الناقلة سواء من بيروت إلى دبي وما بعدها حيث يتزايد الطلب على رحلات المتابعة للسفر من وإلى بيروت عبر دبي نظراً للأعداد الكبيرة للمغتربين اللبنانيين من مختلف وجهات الناقلة حول العالم".
"طيران الإمارات" تشكّل بادرة عودة هدير محركات شركات الطيران الخليجية إلى اعتماد خطّ لبنان ولو لرحلة واحدة يومياً كمرحلة أولى.
حول ذلك، أكّد مدير عام الطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن لـ "نداء الوطن" أن عودة شركتي "طيران الإمارات" و"فلاي دبي" إلى العمل ستكون بادرة لعودة سائر الشركات التي لا تزال متوقفة عن القدوم إلى بيروت علماً ان شركة "إير فرانس" aifrance ستعاود تسيير رحلاتها إلى بيروت في بداية الشهر المقبل أيضاً.
ومع استئناف ثلاث شركات طيران تسيير رحلاتها إلى بيروت في الأول من شباط المقبل أي خلال ستة أيام يمكن اعتبار استناداً إلى الحسن أن "نسبة 80% من شركات الطيران التي أوقفت خطوطها الجوّية إلى لبنان عادت إليه".
الشركات المتوقفة
تبقى المجموعة الألمانية "لوفتهانزا غروب" يضيف الحسن "وهي تضمّ ثلاث شركات وهي "لوفتهانزا" و"سويس إير" Swiss air و"يورو وينغز" Euro wings التي كانت تسيّر رحلات إلى لبنان ولم تعاود استئناف رحلاتها".
إلى ذلك هناك الشركات الموسمية التي تستقطبها الحركة السياحية المرتفعة في فصل الصيف. حول تلك الشركات قال الحسن علينا أن ننتظر حتى موسم الصيف لمعرفة ما إذا كانت ستعود وهي: "صن اكسبرس" sunexpress و"كرواتيا إيرلاينز" وشركات الطيران البولندية وشركة "ترانسافيا Transavia".
احتدام المنافسة
حركة الطيران تلك التي أعادت وجهتها إلى لبنان من شأنها أن تنعكس تراجعاً في أسعار بطاقات السفر، ويعتبر الحسن أن "سير مجموعة شركات طيران على وجهة واحدة من شأنه حتماً أن يخفّض أسعار بطاقات السفر"، بذلك يتوقّف الاحتكار لشركة طيران واحدة وتستعر المنافسة وتنخفض أسعار التذاكر. بسبب زيادة عرض المقاعد. علماً أن أسعار البطاقات اذا تمّ حجزها قبل فترة من موعد "السفر" تكون عادة أقلّ من سعرها الآني بمعنى أنه كل ما كان موعد السفر قريباً كلما كانت كلفة الـ"تيكيـت" أكبر.
يبقى السؤال حول ما قد تقرره الخطوط الجوية السعودية التي سبق وأوقفت رحلاتها المباشرة إلى بيروت.
ولكن النقطة الأهم في هذا الموضوع، ستطرح في المستقبل، حول إمكان عودة الطيران الأميركي إلى بيروت. وقد توقفت الرحلات الجوية المباشرة بين واشنطن وبيروت منذ العام 1985. فهل إن التحولات الدراماتيكية في المنطقة، واستتباعاً التحولات التي يشهدها لبنان ستؤدي في مرحلة لاحقة إلى إلغاء الحظر الأميركي وعودة الرحلات الأميركية المباشرة إلى مطار رفيق الحريري الدولي؟
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :