الضياع في التفاصيل يقود إلى تأجيل الهدنة وعدم وضوح بنودها

الضياع في التفاصيل يقود إلى تأجيل الهدنة وعدم وضوح بنودها

 

Telegram

 

 أدى الاستغراق في بعض التفاصيل الهامشية المتعلقة بقوائم أسماء الرهائن وعدد المفرج عنهم وغيرها من التفاصيل الأخرى إلى حالة من الضياع سيطرت على المشهد في غزة خلال الساعات الأولى من صباح الأحد، ما تسبب في تأخير دخول الهدنة حيز التنفيذ لحوالي ثلاث ساعات، وسط غموض بشأن مصير بقية البنود.

وسيطر الارتباك على المشهد، وبدا كل طرف يتحرك حسب مصلحته. وبينما أعلن القطريون دخول الهدنة حيز التنفيذ، كان الإسرائيليون يقصفون قبل ساعات قليلة مواقع في غزة مبررين ذلك بتأخير حماس تسليم قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم بموجب اتفاق الهدنة.

ويقول مراقبون إن الإسرائليين المتضررين من الهدنة والذين كان هدفهم إنهاء وجود حماس ظلوا يناورون حتى الساعات الأخيرة إلى أن باتت أمرا واقعا.

ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة 09:15 بتوقيت غرينتش، بعد نحو ثلاث ساعات من بدء العمل به. وخلال فترة التأخير وجهت طائرات حربية إسرائيلية ضربات في غزة.

وقال مسعفون فلسطينيون إن 13 شخصا قُتلوا في شمال غزة خلال التأخير. وقالت إسرائيل إنها ضربت إرهابيين.

ولامت إسرائيل حماس على التأجيل قائلة إن الحركة تأخرت في إرسال أسماء الرهائن الثلاثة الأوائل الذين كان من المزمع أن تفرج عنهم أمس الأحد. وأرسلت حماس، التي قالت إن التأخير كان بسبب عقبات فنية ميدانية، أخيرا قائمة بالأسماء بعد مرور حوالي ساعتين على موعد التنفيذ المتفق عليه في الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش.

وقال مسؤول فلسطيني إن التعطيل في إرسال القائمة نتج عن القصف الإسرائيلي المستمر الذي أعاق الاتصال.

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية أحمد فؤاد أنور أن حركات المقاومة في حالات الضعف وعدم التوازن تلجأ إلى توظيف نتائج الحرب سياسيا، لأنها الزاوية التي تمكنها من ضبط الدفة بعض الشيء، وتشبث حماس أو تمسكها بالتفاصيل هما اختبار لإسرائيل ومدى تجاوبها مع بعض البنود الغامضة في الصفقة والتي تنتظرها أشواط طويلة.

وأكد لـ”العرب” أن التركيز على التفاصيل الدقيقة يمكن أن يضيع البنود المهمة في الصفقة، خاصة تلك المتعلقة بتثبيت وقف إطلاق النار واليوم التالي للحرب وإدارة غزة، ويشير كل ذلك إلى أن المرحلتين الثانية والثالثة ستواجههما عراقيل كبيرة، ما يعني أن المواعيد المحددة للمرحلة الأولى لن تكون مقدسة (42 يوما) وقد يتم تجاوزها، بما يؤثر على استكمال تطبيق كل البنود ويجعلها صعبة جدا.

وشدد فؤاد أنور على أهمية التمسك بالضوابط والإجراءات التي اتخذها الوسطاء لمنع كل طرف من وضع تفسيرات تتوافق مع أهدافه أمام جمهوره، فالتمسك بالتفاصيل وسيلة لتحقيق غاية أكبر وهي التظاهر بعدم الرضوخ لرغبة الجانب الآخر، لكن في وقت معين قد يصل الأمر إلى الترويج لحجج تؤثر على جوهر الصفقة، وهو تبادل الأسرى؛ فقد دخلت المرحلة الأولى حيز التنفيذ وتكتنف بعض بنودها حالة من عدم الوضوح، ولا تزال هناك خلافات حول أسماء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم من أصحاب المحكوميات العالية، ما يدفع حماس إلى ادخار أوراق ضغط تتعلق بعدم الإعلام النهائي عن أسماء الأحياء والأموات من الأسرى، وهي تفصيلة لها دور مهم في إحراج إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأحد استلامه ثلاث أسيرات من الهلال الأحمر بعد الإفراج عنهن من غزة، في حين نشرت هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية قائمة تضم 90 اسما سيتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية.

 ومن أبرز الأسماء الواردة في القائمة القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار، والصحافية بشرى الطويل، وهي ابنة القيادي في حركة حماس جمال الطويل، وهما من منطقة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.

وتتضمن القائمة أسماء 69 أسيرة و20 طفلا، وشابا واحدا، يتوزعون على مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.

ولا يوجد اتفاق نهائي بشأن السجناء الذين سيفرج عنهم مقابل الرهائن، ويرجع ذلك في جانب منه إلى أنه لم يتضح بعد عدد الرهائن الذين سيطلق سراحهم في نهاية المطاف أو عدد الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة.

وقال القيادي في حركة فتح جهاد الحرازين إن “الهدنة تواجه مهددات عديدة وهناك شكوك حول صمودها لفترة طويلة، والتعويل كبير على قدرة غرفة العمليات المشتركة التي تم تدشينها لمتابعة تنفيذ الصفقة على تذليل العقبات، وأن تكون لديها القدرة الكافية للضغط على مختلف الأطراف، والمطلوب في الفترة المقبلة وجود المزيد من الضمانات للاتجاه إلى المرحلة الثانية دون وضع عراقيل، مع أهمية الحصول على توضيح من جانب الإدارة الأميركية الجديدة بشأن حديث بنيامين نتنياهو عن امتلاكه الضوء الأخضر للعودة إلى القتال إذا تم خرق الاتفاق.”

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن السبت أن بلاده تحتفظ بحق استئناف القتال في غزة بدعم أميركي، متعهدا بإعادة جميع الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني إلى ديارهم.

وأكد الحرازين في تصريح لـ”العرب” أن “بقاء حماس في سلطة غزة يمنح الولايات المتحدة وإسرائيل مبررات عدم الانسحاب من القطاع، وانزواء الحركة ولو بشكل مؤقت سيكون مطلوبا خلال الأيام المقبلة، وترسيخ فكرة انفصال قطاع غزة عن الضفة الغربية أثبت أنها مهدد رئيسي لحل القضية الفلسطينية.”

وذكر أن الحياة مدمرة في غزة وهو ما يتطلب تعاونا كاملا من جانب المجتمع الدولي لإدخال المساعدات بشكل فوري والمواد الطبية والإغاثية في محاولة لإنقاذ الأبرياء، مع أهمية تمكين الحكومة الفلسطينية من تقديم الخدمات المطلوبة لأبناء القطاع وضرورة تغليب حماس للمصلحة الوطنية ومصلحة الشعب المكلوم لكي لا تقدم الذرائع التي قد تقود إلى عرقلة دخول المساعدات أو إفشال الاتفاق بشكل كامل.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram