كرم "محامو الدولة اللبنانية" رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر لمناسبة إحالتها على التقاعد بعد بلوغها السنّ القانونية، بحفل حضره شقيق المكرّمة راعي أبرشية صور وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج إسكندر وزوجها المحامي سليمان سليمان وحشد من المحامين.
تقي الدين
وألقت المحامية أمل تقي الدين بإسم زملائها، كلمة شكر قالت فيها: "نجتمع اليوم في هذا الحفل الكريم بعد مخاض عسير مرَّ به الوطن، تُوّج بانتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس للحكومة بعد أن خلت سدة الرئاسة لأكثر من سنتين ونيف نتيجة المماحكات السياسية التي جرّت الويلات على البلاد والعباد، فهنيئاً لنا جميعاً هذا الحدث وعساه خيراً، وسدّد الله خطى فخامة الرئيس ودولة الرئيس العتيدين وأعانهما على النهوض بلبنان من القعر الذي أوصلوه اليه".
اضافت: "نجتمع اليوم لتكريم قاضية لم تتعب يوماً من توخي العدل ولا منها العدل تعب، قاضية لم تَهِن في سبيل الحق ولا عنها الحق رغب، قاضية آمنت أن العمل للجماعة فريقاً متحداً متضامناً مثل أصابع كف اليد هي خمسة لكنها في مقبض السيف واحد، قاضية استمدت مواقفها ومبادئها من قلب بلدة عين المير النابضة ومن ريفها الأخضر الفسيح التي مدت يديها رحبتين الى مدينة صيدا وقرى شرقها وعانقت بترحاب وفرح تعايش المواطنين اللبنانيين من جميع الطوائف والملل".
وتوجهت تقي الدين الى المكرمة بالقول: "نقف أمامك اليوم نحن محامو الدولة اللبنانية، مفعمين بمشاعر متناقضة من الشكر والامتنان والتقدير من جهة والحزن والأسى على وداعك ومغادرتك لميدان القضاء، ومن جهة أخرى بعد سنوات من العمل الدؤوب قضيتها بكل جدية مخلصةً لمركزك، ساعيةً دوماً لخدمة أصحاب الحاجة، متطلعةً لإحقاق الحق وتحقيق العدل، وقد كانت رحلتك في المحاكم اللبنانية وعلى رأس هيئة القضايا في وزارة العدل حافلة بالتجارب والعبر التي عززت من قيم العمل الجماعي والالتزام لديك، لقد كان القضاء اللبناني محظوظاً أن تكوني جزءاً منه والدولة اللبنانية ممتنة لبصماتك التي تركتها في الدفاع عن مصالحها وعلى قضايا المصرف المركزي وأموال الدولة والمواطنين".
اسكندر
ثم ردف المكرّمَة قائلة: "أقف اليوم بينكم في محطة من محطات الحياة المتنوعة لنطوي صفحة من صفحات العمل المشترك الذي أنجزناه معاً في السنوات القليلة الماضية".
اضافت: "إن قيمة الزمن لا تُقاس بعدد الأيام والسنوات بل بما حققه الإنسان من إنجاز على المستوى الشخصي والاجتماعي. منذ سنوات سبع التقينا هنا في هذا المكان وأقسمنا يمين الولاء أن نكون لسان الوطن ويده للدفاع عن حقوق الدولة وصيانة الحق والعدالة. وفي ظروف أمنية واقتصادية ومعيشية بالغة الصعوبة انطلقنا الى العمل من دون أن تتوفر لنا شروط الأمان والاستقرار وضرورات الوظيفة ولكننا ما أخلفنا يوماً بالقسم ولا رفَّ لنا جفن أو اهتزت لنا يدٌ أمام رهبة الضمير. لقد واجهتنا صعوبات كثيرة وبقينا معا وكنتم لي السند والعون وتحقق في هذه الفترة الزمنية الكثير من استرجاع لحقوق الدولة ما لم يتحقق في السابق خلال عهود وعهود".
وتابعت: "لقد اشتغلنا باللحم الحي من دون أوراق ومستلزمات ومن دون بدلات نقل وبرواتب لم تعد تكفي ثمن طعام، وصمدنا معاً في مواجهة التحديات وما لانت عزائمنا أمام المغريات. أقف اليوم لأشكركم فرداً فرداً على تعاونكم، فقد لمع إسم هيئة القضايا ونجحنا بالدفاع عن حقوق الدولة لأننا كنا معاً حاضرين هنا. أعتذر منكم عن أي إساءة أو تقصير بَدرَ مني في أوقات الضغوط التي مورست علينا وتخطينا كل هذه الصعوبات".
وختمت: "أتوجه اليكم بالشكر والامتنان لأنني أخرج اليوم الى التقاعد براحة الضمير بفضل محبتكم وتفانيكم، وإنني أدعوكم مع بداية العهد الجديد الى مواصلة هذا النهج".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :