إسرائيل اليوم: الواقع معقد ومؤلم، لكن عليك أن تنظر إليه بعيون مفتوحة

إسرائيل اليوم: الواقع معقد ومؤلم، لكن عليك أن تنظر إليه بعيون مفتوحة

 

Telegram

 

إسرائيل اليوم 16/1/2025، عوديد عيلام*: الواقع معقد ومؤلم، لكن عليك أن تنظر إليه بعيون مفتوحة

كتب ألترمان يقول: لا تضعوا نظارات، لا متكدرة ولا مفرحة. انظروا رجاء بالعيون، بعيون مفتوحة.

نحن أيضا مطالبون بان ننظر الى الواقع بعيون مفتوحة. واقع هو مركب، أليم، يلزمنا بنظرة عديمة الأوهام لكن يوجد فيها أمل أيضا. 

أولا، علينا أن نعترف باستقامة: الهدف المركزي – تقويض القدرة العسكرية لحماس وانهاء حكمها – لم يتحقق. بل لا يزال بعيدا عن أن يتحقق. صحيح، توجد لنا إنجازات، لكنها جزئية، ولا يمكن طمس هذه الحقيقة. القدرة على استخدام أدوات عسكرية لتحرير المخطوفين اثبتت بانها محدودة للغاية، بخاصة بعد احداث 29 آب والقتل الصادم لستة المخطوفين. 

الى جانب هذا ينبغي الاعتراف بقدرة البقاء لدى حماس، المدعومة بقدر كبير بالمساعدات الإنسانية التي فرضتها علينا إدارة بايدن. الاتفاق الذي وقع في هذه المرحلة ليس فقط اضطرار سياسي بسبب ضغوط دولية بل أيضا أمر أخلاقي. 

الصفقة التي وقعت صعبة، إشكالية لكنها اضطرارية – بما في ذلك على خلفية الواجب لرأب الصدوع العميقة في المجتمع الإسرائيلي. الوحدة الداخلية أصبحت مهمة وطنية بقدر لا يقل أهمية عن الصراع الخارجي، وفي اطار ذلك ينبغي أن نرى الفعل أيضا من زاوية نظر أخلاقية وضرورات اجتماعية.

من جهة أخرى فان حملة البيجر في 17 أيلول خلقت رد فعل متسلسل يكاد يكون غير مفهوم؛ إعادة بناء الواقع الذي في نهايته المحور الشيعي تعرض لاكبر ضربة سبق أن تعرض لها. إسرائيل مرة أخرى تعتبر كقوة عظمى إقليمية. كنت أقول بقدر ما ومع التحفظ اننا عدنا الى تعريف المنتج للفكرة الصهيونية البن غوريونية، ما يسمح لنا بسخاء المنتصرين رغم الاثمان القاسية جدا جدا.

في الشرق الأوسط يحترمون القوة

ماذا بعد؟ يمكننا ان نكون واثقين ومعتمدين على شيء واحد، الرمز التشغيلي للاسلام وعدائه تجاه الكيان الصهيوني هما بوصلة لهم ستقودهم بالضرورة الى خرق – يسمح لنا بحرية عمل واسعة بشروط محسنة. في الشرق الأوسط يحترمون القوة وليس الاتفاق. إسرائيل الجديدة، إسرائيل “الصيغة 2” ملزمة بان تعرض منظومة تفعيل أخرى: حديثة، واعية ومسنودة الى قوة تفعيل مصممة ومتداخلة مع فهم لتغييرات الساحة الامريكية – واساسا منظومة مع تداخل قوى مع الولايات المتحدة لمواجهة ايران المتحولة نوويا. 

صحيح أن الطريق امامنا ليست معبدة بحجارة صفراء وتؤدي الى قصر ساحر، والرجل الأصفر في واشنطن ليس دوما متوقعا، وبالضرورة ستكون عوائق أخرى. لكن الى جانب ذلك الواقع تغير، وهذا التغيير يفتح امامنا فرصة جديدة او كما يقال بالعربية: لا تنتظر الظروف تتغير، كن أنت التغيير”. 


*عوديد عيلام رئيس دائرة العمليات في الموساد سابقا

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram