افتتاحية صحيفة الديار:
قوى المعارضة تواجه تسمية ميقاتي... وضبابيّة في الموقف السعودي
عون والشرع... تفاهم لبناني ـ سوري على مسار جديد للتعاون
تصعيد «إسرائيلي» يُهدّد أمن الحدود
حتى ساعة متأخرة من مساء يوم أمس الاحد، لم تنجح ما تُعرف بـ «القوى السيادية» بالتفاهم على اسم شخصية واحدة تخوض بها استحقاق تسمية رئيس للحكومة خلال الاستشارات النيابية الملزمة المقررة اليوم الاثنين.
وفي المعلومات، ان 31 نائباً اجتمعوا في دارة فؤاد مخزومي لاقناعه بالانسحاب لصالح السفير نواف سلام.
وقالت مصادر نيابية معارضة ان «كل الجهود انصبت طوال الساعات الماضية على محاولة التفاهم على تسمية السفير السابق نواف سلام، بمحاولة للتصدي لبقاء رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي في السراي الحكومي». واوضحت المصادر في تصريح لـ «الديار» ان «كل شيء يبقى واردا حتى موعد الاستشارات»، لافتة الى ان «ما أخّر الحسم هو عدم وصول جو سعودي بخصوص المرشح الذي تفضله الرياض، ما دفع عدد كبير من نواب السنة الى التروي، خاصة ان الحديث عن تفاهم مسبق على اسم ميقاتي مع «الثنائي الشيعي» ساهم بايصال العماد جوزاف عون الى سدة الرئاسة الاولى، لم يتم تأكيده من قبل اي من القوى المعنية».
هذا الجو عبّر عنه ايضا النائب إبراهيم منيمنة الذي وصف ترشحّه لرئاسة الحكومة بال «ضروري»، موضحًا أنّ «هناك قنوات مفتوحة مع المعارضة، ونحن على استعداد للوصول إلى حل مهم، ومنفتحون على الخيارات كلها».وقال منيمنة «سبق أن سمّينا نواف سلام وما زلنا داعمين له، وإذا حصل تلاقٍ حول هذا الاسم فسنبحث فيه طبعًا»، مشددًا على أنّ «الاتصالات قائمة ومكثفة وتحتاج لبعض الوقت، وموقفنا من ترشحي ثابت، وهناك ترقب لمواقف باقي الكتل»، وفي ساعة متأخرة من ليل أمس، أعلن منيمنة انسحابه لصالح نواف سلام.
تفاهم وإلا تشتت
واشارت المصادر الى انه اذا بقيت الامور على حالها، فان «القوى السيادية» تتجه مشتتة الى قصر بعبدا، ما يُرجح فوز ميقاتي. مع العلم ان «التيار الوطني الحر» ظل حتى ساعة متأخرة من مساء امس الاحد مترددا ، وسط وجود جو بامكانية توجهه للتصويت لميقاتي او لا أحد.
وفي الوقت الذي قال احد نواب «اللقاء الديموقراطي» لـ«الديار» انه تم تفويض رئيس اللقاء النائب تيمور جنبلاط التسمية غدا، استغرب عضو تكتل «الاعتدال الوطني» لنائب وليد البعريني كيف ان «المعارضة ومعها «القوات اللبنانيّة»، ورغم أنّها تملك الأغلبيّة المسيحية، لم تُرشح إلى رئاسة الجمهورية أحد نوابها أو قادتها»، وتساءل:»فكيف يمكن لهذه المجموعة التي لا تضمّ سوى عدد قليل من النواب السنة أن تبادر إلى طرح اسم اثنين من نوابها إلى رئاسة الحكومة، حتى من دون أي تشاور؟!».
انتظار اشارة سعودية
ولعل النائبين بلال الحشيمي واحمد الخير كانا الاصرح باقرارهما بانتظار قرار السعودية بخصوص التسمية. اذ قال الحشيمي ان قراره لتسمية رئيس للحكومة ينتظر الجو السعودي لما فيه من مصلحة للبنان.
فيما اشار عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب أحمد الخير الى أنّ «توجهنا الأولي هو تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة»، موضحًا أنّ «الاتصالات مستمرة محليًا وخارجيًا». واضاف»نحن مع ميقاتي خلف التوجه العربي، لا سيّما السعودي».
عون- الشرع
وفيما يزور الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط لبنان اليوم، لتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ولعقد لقاء مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أعلنت رئاسة الجمهورية يوم امس أنّ الرئيس عون تلقى اتصالًا هاتفيًا من قائد الادارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع ، هنأه فيه بانتخابه رئيسًا للجمهورية، متمنيًا له التوفيق في مسؤولياته الجديدة، ومؤكدًا على ما يجمع الشعبين السوري واللبناني من علاقات اخوية.
بدوره، شكر الرئيس عون الشرع على تهنئته، مشددًا على أهمية التعاون لمعالجة كافة المسائل العالقة بين البلدين.
ويأتي هذا الاتصال بعد زيارة قام بها ميقاتي لدمشق حيث التقى الشرع. وقالت مصادر واكبت الزيارة لـ «الديار» ان نتائجها ستتظهر تباعا، ان كان على صعيد ضبط الحدود او ملف النازحين ، اضافة لكل الملفات الاخرى العالقة. واضافت المصادر:»الامور وُضعت على السكة الصحيحة، لكن تقدمها على الارجح لن يكون سريعا انما سيحصل بخطوات بطيئة، ولكن واثقة».
التطورات جنوباً
اما على خط التطورات جنوبا، واصل العدو «الاسرائيلي» خروقاته لاتفاق وقف النار، فشنت مسيرة معادية غارة على خراج بلدة جبال البطم، ما ادى إلى اندلاع حريق في المكان المستهدف، فيما أمعن بعمليات تفجير المنازل عند الحافة الحدودية وبخاصة في الضهيرة وعيتا الشعب وكفركلا. كما توغلت قوة عسكرية «اسرائيلية» من اطراف الضهيرة باتجاه وسط البلدة، حيث تموضعت عند الطريق العام واستقرت هناك، وبعد فترة زمنية قصيرة نفذ جيش العدو تفجيرا لآخر منازل بلدة الضهيرة». وبالتوازي تعرضت بلدة عيتا الشعب لعملية تمشيط بالرشاشات الثقيلة وقذائف الدبابات، في وقت نفذ جيش الاحتلال ايضا عمليات نسف وتفجير لمنازل في البلدة.
ايضاً، توغلت دبابة «ميركافا» وآليات عسكرية نحو منازل في اطراف مارون الراس لجهة مدينة بنت جبيل ، واطلاق عناصرها رشقات رشاشة بإتجاه المنازل المحيطة. وفي منطقة العرقوب سجلت تحركات «اسرائيلية» بإتجاه منطقة المجيدية ووادي خنسا.
وتزامن كل ذلك مع تحليق للطيران الحربي في أجواء معظم الجنوب، كما غطى الطيران المسير المعادي اجواء عدد من المناطق الجنوبية على مستويات منخفضة.
تحذيرات للاهالي
في هذا الوقت، تواصلت عمليات البحث عن جثامين الشهداء في عدد من البلدات ، التي انسحب منها جيش العدو ودخلها الجيش اللبناني، وافيد انه اذا لم تواصل قوات العدو مماطلتها في الانسحاب فإنه من المنتظر ان يبدأ الجيش بالتحرك غدا في إتجاه عدد من بلدات الحافة الأمامية مع اجراءات متخذة لضمان عدم دخول المدنيين قبل تنظيف المنطقة من الذخائر ومخلفات العدوان .
وأصدرت بلدية ميس الجبل بيانا نبهت اهالي البلدة من التوجه اليها. وأوضحت انه «في الأيام والساعات المقبلة، سيبدأ الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل بتنفيذ خطة الانتشار في بلدة ميس الجبل والقرى المجاورة، بناء على قرار وقف إطلاق النار وبنود تنفيذه». وقالت: «سيتخذ عناصر الجيش اللبناني تدابير استثنائية وخاصة تمنع بموجبها الدخول إلى البلدة، وذلك الى حين الانتهاء من عمليات الكشف والإنتشار حسب المدة الزمنية التي تحددها لجنة مراقبة تنفيذ القرار، فالطرقات مغلقة والأحياء مفخخة ويوجد الكثير من الذخائر غير المنفجرة وهي بحاجة للتعامل معها من قبل فرق الهندسة في الجيش اللبناني، كذلك ستتولى فرق الجيش اللبناني والفرق الصحية مهمة انتشال جثامين شهدائنا الابطال».
اما بلدية عيترون فأشارت في بيان الى انه «في اطار عودة الاهالي إلى بلداتنا تدريجاً، ستكون هناك جولة استطلاع ميدانية الاثنين بالتنسيق ومؤازرة من الجيش اللبناني، الذي سيعاود التمركز في موقعين له في البلدة في منطقتي البطم الشرقي والباط».
وأوضحت البلدية انه «بناء على ما تقدم وبحسب المجريات العملية على أرض الواقع، تحدد في الأيام المقبلة مسألة عودة الأهالي إلى البلدة بشكل دائم، مع الأخذ في الإعتبار ضرورة توخي الحذر لناحية التوجه إلى المناطق الحدودية وموضوع الذخائر غير المنفجرة الموجودة والأجسام المشبوهه».
**************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
مواجهة محتدمة حول تسمية رئيس الحكومة.. ومخزومي وسلام ينافسان ميقاتي
صيغة التأليف بلا ثلاثية وثلث معطّل.. والإحتلال يسابق مهلة الإنسحاب باستهداف وادي حومين
من دون تحميل الأمور أكثر ممَّا تحمل أو تحتمل، يمكن اعتبار الاسبوع الطالع، أسبوع تكليف تشكيل حكومة العهد الاولى، وفي نصفه الثاني مشاورات التأليف التي تبدأ، ولا أحد يعرف تماماً، هل ستكون خاطفة، بحيث تعلن المراسيم قبل نهاية الاسبوع ام تأخذ وقتها ومداها، في عملية تشكيل مفتوحة للوضع الجديد واحتمالاته دائمة.
وثمة من يربط بين اعلان المراسيم وخروج آخر جندي اسرائيلي من القرى الجنوبية الامامية، ايذاناً باطلاق ورشة اعادة الاعمار، وفقا للصيغة التي ستتبلور في البيان الوزاري.
وبدا ان الاوراق الحكومية، شهدت بعد ظهر امس اختلاطاً او تزاحماً بين الاسماء المرشحة لرئاسة الحكومة، بدخول التداول باسم رئيس المحكمة الدولية القاضي نواف سلام كمرشح لرئاسة الحكومة، وسط تأييد من اصوات في المعارضة، التي اعلنت ببيان ترشيح النائب فؤاد مخزومي في حين ان النواب التغييرين سموا النائب ابراهيم منيمنة.
وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إلى ان اتصالات نيابية مفتوحة شهدها ملف تكليف رئيس الحكومة قبيل موعد الاستشارات النيابية الذي ينطلق صباحا.
وقالت المصادر إن هذه الاتصالات لم تكن حتى وقت متأخر قد أفضت إلى حسم ارجحية التكليف، فساعة ترتفع الأصوات لمصلحة الرئيس نجيب ميقاتي ومرة أخرى يتم الضغط كي يكون مرشح المعارضة هو صاحب العدد الأكبر من الأصوات مع العلم أن المعارضة التي قالت أنها ستسمي النائب فؤاد مخزومي لم تعدل في موقفها للسير بمرشح آخر وهو النائب نواف سلام الذي يحظى اسمه بتأييد عدد لا بأس به من النواب.
واعتبرت أن المشهد لم يكتمل وهناك عملية شد حبال وخلال فترة قبل الظهر من الاستشارات لن يصار إلى التمكن من رسم أية نتيجة لأن رئيس الجمهورية يجري استشارات مع النواب، ثم مع الكتل النيابية الكبرى وبالتالي الصورة قد تظهر بعد الظهر، إلا أن الدستور هو من يتحكم بهذه العملية إذ أن البند ٢ من المادة ٥٣ من الدستور تنص على أن رئيس الجمهورية يسمي رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب استنادا إلى استشارات نيابية ملزمة يطلعه رسميا على نتائجها.
وقالت إن رئيس الجمهورية على تأكيده بالإسراع في تأليف الحكومة من أجل وضع الأمور على السكة الصحيحة.
وتركت كتل مثل اللقاء الديمقراطي، والتيار الوطني الحر، والنائب فريد الخازن موقفها من التسمية الى اليوم.
وليلاً، اعلن التكتل الوطني تسمية الرئيس ميقاتي حفاظاً على المصلحة الوطنية والاستقرار العام.
وترددت معلومات ان النائب جبران باسيل يتجه الى البقاء خارج الحكومة، واتخاذ خيار المعارضة.
وبدا أن معظم الكتل النيابية لم يحسم امره امس وسيحسمه اليوم، في الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيد، مع توجه واضح لتسمية الرئيس نجيب ميقاتي من بعضها، فيما انصبت التوقعات السياسية على اسمين جديين للتسمية هما ميقاتي والدكتور نواف سلام الذي علمت «اللواء» ان اسهمه ارتفعت، بإنتظار رسو الكلمة على النواب مرة اخرى بين ليلة امس وصباح اليوم إن لم يكن قد هبط الوحي لمصلحة سلام.. بينما تتخبط المعارضة ونواب التغيير في خياراتها بعد تعدد مرشحيها وتراجع اسهم بعضهم.
وزاد من تأثير انتظار «هبوط الوحي» ما أكده عضو تكتل «الاعتدال الوطني» النائب أحمد الخير بالقول: ان الخيار الأول للتكتل هو الرئيس ميقاتي، ولكن إن كان هناك توجه عربي وتحديداً سعودي لأي خيار آخر فسقف الإعتدال والرئيس ميقاتي سعودي عربي. ويعقد التكتل إجتماعه اليوم ايضا قبل التوجه الى قصر بعبدا.فيما اعلن النائب ميشال ضاهر: سأسمّي نواف سلام لتشكيل حكومة العهد الأولى.
ويفترض ان تعقد كتلة التنمية والتحرير اجتماعاً اليوم لتقرير الموقف مع ان الاسم كما يقال بات في جيبة الرئيس نبيه بري ولن يعلن سوى في قصر بعبدا، كما تعقد كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها اليوم ايضا. ونُقِل عن مصدر في «الثنائي الشيعي»: أن التوجّه يميل لإعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي وتوقع حصوله على عدد يفوق ٦٠ صوتاً في الإستشارات اليوم.
وعقدت كتلة «اللقاء الديمقراطي» إجتماعاً في كليمنصو للبحث باسم المرشح لرئاسة الحكومة.لكنها اصدرت بيانا اعلنت فيه انها قررت «إجراء المزيد من المشاورات وترك مسألة اعلان اسم الشخصية المقترحة لتشكيل الحكومة العتيدة ليعلنه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط بعد الإستشارات النيابية في بعبدا. علما ان عضواللقاء النائب مروان حمادة سبق واعلن ترشيحه لنواف سلام.
كما عقد تكتل «التكتل الوطني المستقل» اجتماعا اعلن بعده النائب فريد الخازن بحضور النائب طوني فرنجية ان التكتل سيسمي مرشحه لرئاسة الحكومة. وقال: التكتل قرر دعم مسيرة العهد ونحن نقوم بمشاورتنا مع دوائر القصر الجمهورية لأننا نريد أن نسمي مرشحا لا يعرقل مسيرة العهد الجديد. لكن النائب ميشال المر استقل عن التكتل عن بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي وسيذهب الى الاستشارات النيابية الملزمة منفردا في اتجاه تسمية تؤكد على دعمه للعهد.
كما إجتمع اللقاء التشاوري النيابي المستقل الذي يضم النواب ابراهيم كنعان والياس بو صعب وآلان عون وسيمون أبي رميا.
وكان من المقرر ان يعقد تكتل التوافق الوطني اجتماعا امس في منزل النائب حسن مراد، لكن تقرر تأجيلة الى ظهر اليوم لأسباب تتعلق بإنتقال بعض اعضائه من الشمال مرتين، كون موعد التكتل في الاستشارات بعد ظهر اليوم، لكن تنامى ان التكتل يميل الى تسمية ميقاتي ما لم يطرأ جديد.
لكن على الضفة الثانية، يبدو أن قوى المعارضة، لم تتفق بعد على تسمية مرشحها بعد ترشيح ثلاثة نواب هم فؤاد مخزومي واشرف ريفي وابراهيم منيمنة. وذكرت بعض المعلومات ان المعارضة قد تتجه الى تسمية شخصية اخرى تشكل توافقاً بين مكوناتها، بسبب الخلافات الحاصلة حول الاسماء الثلاثة المطروحة. لكن بعض نواب المعارضة المستقلين اعلنوا تسمية نواف سلام، وآخرين اعلنو «انفتاحهم على خيارات اخرى» ومنهم منيمنة الذي نُقل عنه «التزامه بسحب ترشيحه في حال توسعت مروحة التوافق على نواف سلام». بينما حذّر النائب التغييري الدكتور الياس جرادي من تشتت اصوات كتل المعارضة. وذهب النائب المستقل المعارض بلال حشيمي الى الاعلان انه مع التوجه السعودي. كما دعا النائب نعمت افرام المعارضة الى تسمية نواف سلام رئيسا للحكومة.
وعقدت قوى المعارضة اجتماعا مساء امس في منزل النائب مخزومي للبحث في آخر التطورات، واكد مصدر ان اجتماعات المعارضة ستبقى مفتوحة، من زاوية ان النائب مخزومي ما زال مرشح المعارضة .
وليلاً أعلن النائب منيمنة انسحابه لمصلحة القاضي سلام،ونقل عن القاضي سلام، من قبل نواب اجروا اتصالات معه، انه على استعداد لتولي رئاسة الحكومة اذا حاز على الاصوات المطلوبة في الاستشارات النيابية.
وحسب المعلومات فإن موقف اللقاء الديمقراطي سيكون حاسما في ما خص الشخصية التي ستسمى الرئاسة الحكومة، وان فرص القاضي سلام ستكون متوافرة اذا حصل تفاهم بين المعارضة والمستقلين والتغييريين.
واستنادا الى مصادر دبلوماسية، فإن اللجنة الخماسية على مستوى السفراء تربط بين مواصفات رئيس الحكومة العتيد وملاءمتها لما تضمنه خطاب القسم وبالتالي اللجنة، لا تضع فيتو على اي مرشح، وانها تتمسك بالمعايير ذات صلة بمستقبل لبنان واستقراره.
ويفترض ان يكون السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عاد الى بيروت من الرياض التي توجه اليها يوم الجمعة الماضي.
وحسب المعلومات المستقاة من مصادر «الثنائي الشيعي» فإن كتلتي التنمية والتحرير (15 نائباً مع رئيس المجلس) والوفاء للمقاومة (15 نائباً) ستسمي صراحة الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة.
واستناداً الى المعلومات نفسها، فإن تسمية ميقاتي ستتراوح بين 50 و60 صوتا، وأن تغيرات ستطرأ على التركيبة وتوزيع الوزارات، فضلا عن البيان الوزاري.
وفي ما يجري تداوله ان الحكومة ستتألف من 24 وزيراً، لا ثلث معطلا فيها لاي طرف بتسمية حكومة «العمل والنهوض» . وستبقى وزارة المال من الحصة الشيعية، والدفاع من حصة الرئيس، والداخلية للسنّة والمرشح الأبرز بها المحامي محمد عالم، مع عدم احداث تغيير في وزيري حزب لله الحاليين، وزير العمل مصطفى بيرم، والاشغال علي حمية، على ان تسند وزارة المال لنائب حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري.
مسيحياً، اذا امتنع التيار الوطني الحر عن المشاركة، فستعطى الوزارات التي كانت بحوزته الى القوات اللبنانية، مع احتفاظ تيار المردة بحقيبة خدماتية.
وبالنسبة للبيان الوزاري فإنه سيصاغ بما يتناسب مع مندرجات خطاب القسم الرئاسي.
وستخرج المعادلة الثلاثية من المعادلة، (شعب، جيش، مقاومة) وتدرج معادلة جديدة، من ضمن اتفاق وقف النار، الذي ضمن لبنان حق «الدفاع عن النفس».
وفي اطار الانفتاح والتهنئة بانتخاب العماد جوزاف عون، يزور الأمين العام للامم المتحدة غوتيريش السبت لبنان للتهنئة، وكذلك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، (كما يزور وفدان من المملكة العربية السعودية والكويت).
وفي الاطار نفسه، اجرى قائد الادارة الجديدة في سوريا احمد الشرع اتصالا مع الرئيس عون هنأه بانتخابه، مؤكدا على ما يجمع الشعبين من علاقات، ورد رئيس الجمهورية بالتأكيد على معالجة المشاكل العالقة بروح ايجابية.
ميقاتي في دمشق
وكان الحدث السبت الماضي في زيارة الرئيس نجيب ميقاتي مع وفد شارك فيه وزير الخارية والمغتربين عبد لله بوحبيب، ومدير الامن العام بالانابة الياس البيسري، ومدير المخابرات في الجيش اللبناني طوني قهوجي، ونائب المدير العام لامن الدولة العميد حسن شقير، وحضر عن الجانب السوري وزير الخارجية اسعد شيباني ورئيس الاستخبارات انس خطاب، ومدير مكتب الشرع علي كده.
وهي الزيارة الاولى لمسؤول لبناني اذ اكد ميقاتي من قصر الشعب في مؤتمر صحفي مشترك مع الشرع ان «لبنان يحتضن أعداداً كبيرة من اللاجئين وبات من الملحّ للبلدين معالجة هذا الملف سريعاً، ولمستُ لدى الشرع كل الترحيب للعمل عليه».
أضاف: «أكّدنا على العلاقات الندية وطالما أن سوريا بخير لبنان بخير وعلينا تفعيل العلاقات الإيجابية وتطرقنا إلى موضوع الحدود وحماية أمن البلدين ومنع أي أعمال قد تسيء لسوريا ولبنان».
وتابع ميقاتي: «ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا على سلّم الأولويات ويجب ضبط الحدود بشكل كامل لوقف أي عملية تهريب بين البلدين».
من جهته، أكد الشرع أن العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا كانت محور النقاش، مشيرًا إلى أن دمشق ستقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان.وأضاف : أن الهدف هو بناء علاقات إيجابية بين الشعبين السوري واللبناني على أساس الاحترام المتبادل وسيادة البلدين، كما أكد أن سوريا تسعى لمعالجة جميع المشاكل بالحوار. وأشار إلى أن إذا كان الأمر بيده، لفتح الحدود تمامًا مع لبنان، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين يجب أن تكون مبنية على أساس الأخوة، وأضاف أن مسألة الحدود تتعلق بالجمارك. وختم: «أولوية سوريا الآن هي الحفاظ على أمن البلاد وحصر السلاح بيد الدولة السورية». وردًّا على سؤال أجاب الشرع: «رأينا أن هناك شبه توافق في لبنان على جوزاف عون وندعم هذا التوافق وأعتقد أن ستكون هناك علاقات استراتيجية طويلة الأمد تُبنى على قواعد سليمة».
دريان في بعبدا
محلياً، زار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من مفتي المناطق ومسؤولين في دار الفتوى للتهنئة بانتخابه، واكد عون انه لم يأتِ للعهد في السياسة بل لبناء دولة، والدولة لا تقوم الا على العدالة والمساواة بين جميع الحكومات التي تجمعها هوية واحدة.
واكد الشيخ دريان: جئنا لنؤكد اننا كمكوّن اساسي في هذا البلد لن يكون الا تحت شعب الدولة اللبنانية دولة التوازن والتوافق.
غارة ونسف منازل وتوغل معادٍ
استمر التصعيد العدواني الاسرائيلي على مناطق الجنوب تحت سمع لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار التي تجتمع على وقع خروقات العدو ولا توقفها، فشن العدو غارة على خراج جبال البطم تسببت باندلاع حريق في المكان.
ونسفت قوات الإحتلال الإسرائيلي خمسة منازل على الأقل في عيتا الشعب وكررت مساءً تفجير عدد من المنازل في بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل ووصل صدى الإنفجارات إلى قرى القضاء. كما نفذت تفجيرات في بلدة عيترون.
وقامت قوة من الجيش أيضاً بعمليات تمشيط بالاسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة على أطراف بلدتي مارون الراس ويارون. وتحركت قوة معادية تحركت قرابة الثالثة فجر أمس من اطراف الضهيرة باتجاه وسط البلدة، حيث تموضعت عند الطريق العام واستقرت هناك، وفجرّت قوات العدو آخر منازل بلدة الضهيرة.وقامت بتفجيرات كبيرة ايضاً في كفركلا.
وسُجل توغّل قوة مدرعة إسرائيلية مؤلفة من دبابة «ميركافا» وآليتي «هامر» في اتجاه الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس وتمركزها قرب أحد المنازل. كما أفيد عن توغّل دورية مؤللة للجيش الإسرائيلي باتجاه وادي خنسا وريحانة بريّ في سهل الماري في منطقة العرقوب.و توغل دورية معادية باتجاه وادي العيون في أطراف دبل وباتجاه أطراف رميش، بالتزامن مع تنفيذ دورية أخرى أعمال تجريف بين دبل وعيتا الشعب، في جنوب لبنان. كما تحركت دبابة ميركافا إسرائيلية باتجاه المناطق الشمالية في بلدة مارون الراس. إلى جانب ذلك، اقتحمت قوة مشاة إسرائيلية منازل عند أطراف بلدة مارون الرأس لجهة بنت جبيل، وسط إطلاق رشقات رشاشة.
وترددت معلومات ميدانية مفادها ان جيش الاحتلال الاسرائيلي نقل اللواء 188 من لبنان الى غزة استعدادا لعملية عسكرية كبرى في جباليا اذا فشلت مفاوضات صفقة الاسرى.؟
وبعد أن فشلت مهمة الجيش اللبناني في الدخول الى موقعه في تلة الحمامص امس،حسبما كان مقررا خلال اليومين الماضيين بسبب المماطلة الاسرائيلية بالانسحاب، تم رصد تحرك اليات الاحتلال على طريق ابو زينب - تل النحاس قادمة من تلة الحمامص نحو مستوطنة المطلة.
والى ذلك، أعلنت بلدية عيترون، في بيان، انه «في اطار عودة الاهالي إلى بلداتنا تدريجاً، ستكون هناك جولة استطلاع ميدانية اليوم الاثنين عند الساعة 10:00 صباحاً، بالتنسيق ومؤازرة من الجيش اللبناني، الذي سيعاود التمركز في موقعين له في البلدة في منطقتي البطم الشرقي والباط. وبناءً على ما تقدم وبحسب المجريات العملية على أرض الواقع، تحدد في الأيام المقبلة مسألة عودة الأهالي إلى البلدة بشكل دائم، مع الأخذ في الإعتبار ضرورة توخي الحذر.
وفي غارة غادرة ليل امس، استهدفت الطائرات الاسرائيلية منطقة بين دير الزهراني وحومين، في استهداف متجدد لمناطق شمال الليطاني.
ومن جانب آخر،أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني، في بيان، أن «فرق البحث والإنقاذ التابعة لها تمكنت بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، من انتشال جثامين واشلاء ١١ شهيداً من بلدة طيرحرفا، بالإضافة إلى جثمانين وأشلاء ٥ شهداء من بلدة علما الشعب، في إطار جهودها المستمرة للبحث عن المفقودين بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. وقد تم تسليم الجثامين والأشلاء إلى الجهات المعنية لإجراء فحوصات الحمض النووي (DNA) لتحديد هويات الشهداء.
كما أعلنت «أن فرق الإنقاذ تستمر في العمل اليومي المتواصل بالتعاون مع الجيش، بهدف العثور على جميع المفقودين، حيث سيتم استكمال عمليات المسح في المناطق المستهدفة وفق الخطة المعتمدة».
اضافت: وفي سياق متصل، عملت فرق الدفاع المدني على تأمين السلامة العامة في بلدة أرزون، بالتزامن مع قيام الجيش بتفجير مخلفات العدوان الإسرائيلي على البلدة، في خطوة تهدف إلى إزالة التهديدات التي تشكلها هذه المخلفات على حياة السكان.
*************************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
تسارع على مسار التفاوض حول اتفاق غزة وفريق ترامب يحثّ نتنياهو
حماس تؤكد التقدم: كل مرونة لازمة للنجاح دون تفريط بإنهاء الحرب والانسحاب
تنافس بين ميقاتي ونواف سلام على التسمية والحسم لجنبلاط وباسيل وجعجع
تتقاطع التقارير الإعلامية والمعلومات الواردة من الدوحة من الوسطاء والأطراف المعنية بالتفاوض عند تأكيد أن المفاوضات الدائرة للتوصل إلى اتفاق حول غزة باتت قريبة جداً من نهايتها السعيدة، ويحضر ممثلون على أعلى المستويات للأطراف المعنيّة بمن في ذلك ممثل لكل من الرئيسين الأميركيين الحالي والمنتخب، جو بايدن ودونالد ترامب، إضافة لأعلى تمثيل ممكن للوسطاء والوفدين الإسرائيلي والفلسطيني بكامل طواقهمها السياسية والأمنية الفنية. والاتفاق المنتظر ينص على إنهاء الحرب في المرحلة الأخيرة، وعلى إنجاز الانسحاب الشامل في آخر يوم من المرحلة الأخيرة، بينما ربطت حركة حماس تسليم آخر دفعة من الأسرى المحتجزين لديها بتنفيذ آخر الموجبات المنصوص على تطبيقها من طرف جيش الاحتلال.
مصادر قيادية في حركة حماس أكدت تقدم المفاوضات إلى حد كبير ما يجعل للتفاؤل بقرب التوصل إلى الاتفاق أسباباً وجيهة بخلاف المرات السابقة التي كان يشيع فيها الجانب الأميركي معلومات زائفة عن التقدم، ليلقي باللوم لاحقاً على حركة حماس كمسؤول عن إفشال التفاوض. وتقول المصادر إن صمود المقاومة ونجاحها بالانتقال إلى حرب استنزاف مفتوحة ضد جيش الاحتلال واكتشاف قادة الكيان عبثية مواصلة حرب لن تحقق لهم شيئاً سوى قتل ما تبقى من الأسرى، إضافة لحاجة إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى إظهار قدرته على حل الملفات العالقة، هي الأسباب التي منحت الفرصة لهذه الجولة للتقدم الحالي، مضيفة أن الوفد المفاوض حذر جداً من تمرير أي مطبات في الاتفاق، لكنه يبدي مرونة عالية لجهة الجدولة الزمنية للالتزامات، دون التفريط بثابتين كبيرين هما إنهاء الحرب وضمان الانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة.
لبنانياً، يحسم النواب اليوم اسم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، ويتنافس على التكليف الرئيس نجيب ميقاتي الذي كانت تسميته محسومة مساء أمس، عندما كان ترشيح النائب فؤاد مخزومي نهائياً عند القوات اللبنانية وحلفائها، لكن قبيل منتصف الليل بدأ التداول الجدي باسم القاضي نواف سلام رئيس محكمة العدل الدولية، وبقيت اجتماعات القوات مع حلفائها تبحث بسحب ترشيح مخزومي، فيما اللقاء الديمقراطي والتيار الوطني الحر يدرسان تبني ترشيح سلام، بعدما كان اللقاء الديمقراطي قد حسم تسمية ميقاتي، بحيث يصبح التنافس حرجاً على التسمية إذا ما تبدّلت مواقف جعجع وجنبلاط نحو سلام، وتخلّى كل منهما عن التزامه، وإذا قرّر التيار الوطني الحر الانضمام الى تسمية سلام، بينما ذهبت مصادر نيابية الى الحديث عن أن احتمال أن يسمّى سلام بشبه إجماع يبقى وارداً، لأن ليس لدى المقاومة أي فيتو على اسمه، خصوصاً أن موقفه من المقاومة أقرب لموقف رئيس الجمهورية ولا يمكن مقارنته بمواقف مخزومي.
تستعدّ الكتل النيابية للاستشارات النيابية الملزمة اليوم، لتسمية رئيس الحكومة العتيد وسط معلومات تشير إلى أن الرئيس نجيب ميقاتي سوف يحصل على أكثر من 65 صوتاً لتكليف الحكومة.
ويتّجه “الثنائي الشيعي لإعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي وأعلن نواب الجماعة الإسلامية والأحباش تسمية الرئيس ميقاتي اليوم لتكليف الحكومة. وأكد عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب أحمد الخير من جهته أن الخيار الأول هو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ولكن إن كان هناك توجه عربي وتحديداً سعودي لأي خيار آخر فسقف الاعتدال والرئيس ميقاتي سعودي عربي.
وقال التكتل الوطني المستقل: سنسمّي اليوم مرشحنا لرئاسة الحكومة فنحن نقوم بمشاورتنا مع دوائر القصر الجمهوري، لأننا نريد أن نسمّي مرشحاً لا يعرقل مسيرة العهد الجديد. وأعلن النائب ميشال المر إلى أنه يتّجه إلى الاستشارات النيابية الملزمة منفرداً لتسمية نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة. وأفادت مصادر تكتل “التوافق الوطني” بأن التكتل سيُبقي اجتماعاته مفتوحة إلى اليوم لمزيد من المشاورات.
إلى ذلك، عقدت كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعًا بحضور الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وقررت الكتلة إجراء المزيد من المشاورات وترك مسألة إعلان اسم الشخصية المقترحة لتشكيل الحكومة العتيدة ليعلنه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط اليوم بعد الاستشارات النيابية في بعبدا.
وكشف النائب إبراهيم منيمنة، عن نيّته الترشّح لرئاسة الحكومة “استنادًا إلى التزامه تنفيذ مشروعٍ سياسيٍّ جديد، لكنه أبدى التزاماً بسحب ترشيحه في حال توسّعت مروحة التوافق على السفير نواف سلام. وقبيل منتصف ليل أمس، أعلن منيمنة انسحابه لصالح سلام. أما نواب قوى المعارضة الذين قرروا دعم ترشيح النائب فؤاد مخزومي وتزكيته في الاستشارات النيابية الملزمة اليوم، عادوا وعقدوا اجتماعاً أمس خلصت إلى إعادة ترشيح مخزومي، علماً أن 8 نواب من بينهم أسامة سعد وميشال ضاهر أعلنوا دعم ترشيح السفير سلام، في حين ان تكتل لبنان القويّ لم يحسم توجّه أصواته بانتظار اجتماع التكتل عصر اليوم، علماً أن مصادر سياسيّة ترجّح أن يذهب التكتل إلى وضع الاسم في عهدة رئيس الجمهورية ليتصرف بها.
وفيما يزور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبنان هذا الأسبوع، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش يوم السبت يصل وفد سعودي رفيع المستوى إلى بيروت هذا الأسبوع لتهنئة رئيس الجمهورية وتسليمه دعوة لزيارة المملكة، فيما عاد ليل أمس، السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت قادماً من الرياض.
وتلقى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون أمس، اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي جدّد الدعم الذي يقدّمه العراق للبنان والحرص على تمكينه من تجاوز آثار المحنة الأخيرة. كذلك تلقى الرئيس عون اتصال تهنئة من وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان آل سعود.
وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت أن الرئيس عون تلقى اتصالاً هاتفياً من قائد الإدارة الجديدة في سورية أحمد الشرع، مؤكداً ما يجمع الشعبين السوري واللبناني من علاقات أخويّة ومشدداً على أهمية التعاون لمعالجة كافة المسائل العالقة بين البلدين.
ورأى وزير الخارجية والمغتربين فعبدالله بو حبيب، بعد انتهاء اجتماع الرياض الوزاري بشأن سورية، أن “لبنان وسورية بحاجة لخطة عربية مشتركة كخطة مارشال لنهوضهما، تشمل أيضاً القيام بإصلاحات بنيوية شاملة تؤدي للتكامل مع محيطنا”.
ولفت بو حبيب الى أن “اجتماع الرياض حول سورية هو من أفضل وأنجح الاجتماعات التي شاركت فيها تحضيراً ومخرجات، وهنالك توافق وتناغم تحقق حول الأولويات والأهداف”. هذا والتقى نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، بو حبيب وجرى البحث في المستجدات في لبنان والمنطقة.
واعتبر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أن خطاب قسم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون “قدّم رؤية وطنيّة جديدة قوامها قيام دولة المؤسّسات والعدالة انطلاقًا من الدستور ووثيقة الوفاق الوطني”. أضاف الراعي ان الخطاب “عرض مشاريع إصلاحيّة منها:
– التعاون مع الحكومة الجديدة، بحيث يكون رئيسها شريكًا له لا خصمًا، على إقرار قانون استقلاليّة القضاء.
– تأكيد حق الدولة الحصريّ في حمل السلاح.
– الاستثمار في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها، وتفعيل عمل القوى الأمنيّة كأداة لحفظ الأمن، ومناقشة استراتيجيّة دفاعيّة كاملة، ديبلوماسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا.
– إعادة إعمار ما دمّرته “إسرائيل” في الجنوب والضاحية والبقاع؛ وباستثمار علاقاتنا الخارجيّة، لا الرهان على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض.
ووعد بممارسة الحياد الإيجابيّ، مع التركيز على تصدير أفضل المنتجات اللبنانيّة واستقطاب السياح، والإصلاح الاقتصاديّ. وأكّد رفض توطين الفلسطينيّين، والعزم لتولّي أمن المخيّمات”.
وفي الجنوب عمد جيش العدو الإسرائيلي على تفخيخ خمسة منازل سكنية على الأقل ونسفها في بلدة عيتا الشعب، في انتهاك متمادٍ لاتفاق وقف النار.
كما قامت قوة من الجيش الإسرائيلي أيضاً بعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة على أاطراف بلدتي مارون الراس ويارون.
وسُجل توغّل قوة مدرعة إسرائيلية مؤلفة من دبابة “ميركافا” وآليتي “هامر” في اتجاه الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس وتمركزها قرب أحد المنازل.
كما أفيد عن توغّل دورية مؤللة للجيش الإسرائيلي باتجاه وادي خنسا وريحانة بريّ في سهل الماري في منطقة العرقوب.
وشنت مسيّرة إسرائيليةً غارة على خراج بلدة جبال البطم، ما أدى إلى اندلاع حريق في المكان المستهدف.
ومساء، افيد أن جيش العدو نفذ عملية نسف كبيرة في بلدة كفركلا، تسببت بارتجاجات في البلدات المحيطة.
وشن الطيران الإسرائيلي المعادي غارات مساء أمس، مستهدفاً بعدة صواريخ الأودية الواقعة بين بلدات عربصاليم حومين الفوقا ودير الزهراني، وقبيل منتصف الليل شن غارة استهدفت أطراف منطقة جنتا بقضاء بعلبك في السلسلة الشرقية.
**************************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
سباق رئاسة الحكومة: هل نحن أمام انقلاب أميركي كامل؟
: ساعات قليلة تحسم ما إذا كان لبنان انتقل كلياً إلى الزمن الأميركي - السعودي. والبلبلة التي سادت الأوساط السياسية ليل أمس حول هوية المرشح الأوفر حظاً لتشكيل الحكومة دلّت على قطبة خَفية كان الأكثر تعبيراً عنها الغموض في موقف الكتلة النيابية التابعة لوليد جنبلاط، واستعداد التيار الوطني الحر لمقايضة في الحكومة بعدما فاتته المقايضة الرئاسية.
وإذا ما سارت الأمور باتجاه تسمية القاضي نواف سلام من قبل أغلبية تجمع معارضي حزب الله ومعارضي ميقاتي والراغبين بتلبية رغبات الفريق الأميركي - السعودي، فهذا يعني أن الانقلاب الشامل قد حصل، ما يفتح الباب أمام أسئلة حول المقبل من الأسابيع، خصوصاً أن التحديات المتصلة بالحرب مع إسرائيل لا تزال حاضرة بقوة، إلى جانب متغيّرات كبيرة في الرعاية السعودية لكامل تفاصيل الملف اللبناني.
وعشية الاستشارات النيابية المُلْزِمة، احتدم السباق بين ميقاتي وسلام. ورَاوح المشهد في ساعات ليل أمس بين أصوات محسومة للأول وصلت إلى حوالي 40، وأصوات نيابية أخرى تنتظر كلمة السر الخارجية. أما المعارضة التي كانت قد حسمت أمرَها بالتصويت للنائب فؤاد مخزومي، فقد عقدت اجتماعاً مطوّلاً لإقناع مخزومي بالانسحاب لصالح سلام، فيما توجّهت الأنظار إلى موقف كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي يرأسها النائب تيمور جنبلاط وموقف «التيار الوطني الحر» الذي بقيَ طي الكتمان. فيما أشارت مصادر إلى أنه في حال سارت كتلة جنبلاط في تسمية سلام فإن التيار سيحذو حذوه. والمشهد الأبرز الذي طبعَ يوم أمس هو مجاهرة نواب بانتظارِهم لكلمة السر السعودية. وكان النائب بلال الحشيمي الأكثر صراحة، إذ أعلن أنه «بانتظار الجو السعودي لما فيه مصلحة للبنان». ومثله فعلَ النائب أحمد الخير الذي قال: «إننا والرئيس ميقاتي خلف التوجه العربي ولا سيما المملكة العربية السعودية». الموقف العلني للحشيمي والخير ينطبِق على غالبية الكتل النيابية التي «ضاعت» عشية الاستشارات، وأجّلت الكشف عن اسم مرشحها، بسبب «تأخر الاتصال السعودي» كما اعترف عدد كبير من النواب الذين تواصلت معهم «الأخبار»، علماً أن السفير السعودي وليد البخاري أجاب من سأله بأن «لا مشكلة مع اسم ميقاتي»، وهو ما فسّره البعض بأن لا اعتراض سعودياً على تكليفه.
وبما أن الأمور أصبحت مفضوحة تماماً، لم يجِد النواب حرجاً في قول الأمور كما هي بعيداً عن سيمفونية «السيادة». وعلمت «الأخبار» أن الاتصالات بين التغييريين والمعارضة والمستقلين بشأن التسمية بدأت السبت، وكان هناك حوالي 20 صوتاً مؤيداً لنواف سلام. وفيما كانت معراب تُصرّ على مخزومي، ضغط «الكتائب» لسحب ترشيحه، واستقرّت النتيجة غير النهائية على 31 صوتاً لمخزومي، فيما طلب سلام عدم تسميته في حال لم تتوحّد المعارضة كلها خلفه.
تسمية الرئيس المكلّف، تشكّل أول اختبار للاتفاق اللبناني - العربي - الدولي حول شكل الحكم في لبنان خلال الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية في أيار 2026. ووفق ما رشح عن الاتفاق، فإن بقاء ميقاتي في منصبه كان بنداً رئيسياً، وإن الرئيس جوزيف عون نفسه لا يعارض ذلك نظراً إلى أن علاقته به كقائد للجيش كانت جيدة، ولأن الفريق الاقتصادي للحكومة أعدّ مجموعة كبيرة من مشاريع القوانين التي كانت الحكومة بصدد إرسالها إلى المجلس النيابي لولا موقف التيار الوطني الحر. وقد حصل نقاش حول هذه المشاريع بين مساعدين لعون وميقاتي في اليومين الماضيين. لذلك فإن هناك خشية من أن التراجع عن الاتفاق قد يفجّر أزمة سياسية ستنعكس على العلاقات بين القوى السياسية وبين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وبينما سرّبت أوساط المعارضة أن السعودية أعربت عن رغبتها بتغيير رئيس الحكومة، قال أكثر من نائب على تواصل مع الرياض إنها لم تعطِ موقفاً حاسماً، وإن اقتراح «القوات» ترشيح مخزومي لم يكن نتيجة تفاهم مع الرياض. وهو ما انعكس انقساماً في أصوات الكتل النيابية المعارضة لميقاتي.
وفي مقابل اتجاه الثنائي الشيعي إلى تسمية ميقاتي، بقيت خريطة الأصوات مشتّتة. فالتيار الوطني الحر لم يُعلِن رسمياً دعمه لأي خيار، بينما علّق «اللقاء الديمقراطي» موقفه، علماً أنه كانَ يميل إلى دعم ميقاتي، وهو ما ربطته مصادر سياسية بـ«الموقف السعودي غير الواضح». أما تيار «المردة» وبعض المستقلّين فحسموا أصواتهم لصالح ميقاتي، فيما تشتّتت أصوات المعارضة بينَ مخزومي وسلام، وصبّت أصوات «التوافق الوطني» لصالح ميقاتي.
ورغمَ الانقسام واللقاءات المكثّفة، تجزم مصادر سياسية بارزة بأن «ميقاتي هو من سيُكلف بتشكيل حكومة العهد الأولى لأن ذلك جزء من الاتفاق الرئاسي». وعدّدت عدة مؤشرات سبقت الاستشارات، أبرزها زيارة ميقاتي لسوريا ولقاؤه مع قائد الإدارة الانتقاليّة في سوريا، أحمد الشرع، ما يعني أنه سيقود المرحلة المقبلة وإلا كانَ الرئيس الجديد هو من قام بأول زيارة رسمية تمثيلاً للبنان.
ووسطَ «الإحجام» السعودي عن دعم اسم بعينه، قالت أوساط سياسية إن «الأساس بالنسبة إلى الرياض ليس اسم الرئيس، بل شكل الحكومة وتركيبتها ثم بيانها الوزاري»، وهي «تفضّل أن تكون حكومة تكنوقراط». وعلى هذا الأساس «سيجري التعامل مع لبنان وتُعاد صياغة العلاقة معه، فهي تريد إحداث تغيير جذري من خلال السلطة التنفيذية»، لأن هذا الأمر «سيحدّد مصير العهد الجديد وتعاطيه مع التحديات الكبرى والتحولات الجيوسياسية في المنطقة».
***************************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
افتتاح" مواجهات العهد بفرز واسع حول التكليف مجلس الأمن يراجع اتفاق وقف النار ويرحّب بعون
ينطلق اليوم واقعياً وعملياً ودستورياً مسار الخطوات الإجرائية الأولى للعهد الجديد بسرعة قياسية بعد أربعة أيام فقط من انتخاب الرئيس العماد جوزف عون وشروعه في ممارسة مهماته الرئاسية. وسوف يعاين اللبنانيون منذ ساعات الصباح حتى العصر توافد جميع النواب، كتلاً ومستقلين، على القصر الجمهوري في بعبدا لتسمية مرشحيهم للتكليف بتأليف أولى حكومات العهد الجديد بعد طول تغييب للرئاسة الأولى في حقبة الفراغ الطويل الذي سبق انتخاب الرئيس عون والذي جعل حكومة تصريف الاعمال الحالية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي تستهلك مدة قياسية في السلطة منذ عام 2022. وفي ظل “فورة” الترحيب الداخلي والخارجي بانتخاب الرئيس عون ومضامين خطاب القسم الذي ألقاه عقب انتخابه سوف يواجه سيّد العهد الجديد تداعيات أي نتيجة ستسفر عنها الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها سواء أدت الى إعادة تكليف الرئيس ميقاتي أو إلى تكليف أحد منافسيه والذين يأتي في مقدمهم النائب فؤاد مخزومي مرشح قوى المعارضة السابقة. ذلك أن “معركة” التكليف انحصرت بميقاتي ومخزومي على وقع قرار كتل المعارضة ترشيح الأخير وتصاعد أصوات نيابية لمعارضين و”تغييريين” ومستقلين بضرورة “إسقاط” ميقاتي كرمز من الحقبة الماضية التي يفترض انصرامها بعد انتخاب الرئيس عون، كما أن اتجاهات أخرى برزت منادية بتكليف رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام كعنوان متقدم للتغيير الإصلاحي لا ينتمي الى الطبقة السياسية التقليدية بكل اتجاهاتها. ولم تقلل معطيات المشاورات والاتصالات من احتمال تقدم طرح سلام في الساعات الفاصلة عن الاستشارات.
وبدا واضحاً أن معركة التكليف اختلفت عن المعركة الرئاسية لجهة غياب مؤشرات أي موقف خارجي وخصوصاً سعودي عن استحقاق تسمية رئيس الحكومة الجديدة. كذلك نقلت مراسلة “النهار” في باريس عن مسؤول فرنسي رفيع نفيه ما تردد عن أن باريس تريد أن تتم إعادة تعيين نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة، مؤكداً أن باريس لا تتدخل في الاسم بأي شكل من الاشكال، وبعض السياسيين اللبنانيين هم الذين يدّعون أن باريس تؤيد ميقاتي أو أي اسم غيره لكن لا صحة لذلك. وقد يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان في الأسبوع الحالي لتهنئة الرئيس جوزف عون واللبنانيين “بالأمل الذي يحمله هذا الانتخاب الذي يجب أن يليه بأسرع وقت تعيين رئيس حكومة وتشكيل حكومة تنفذ إصلاحات لتلقي المساعدات المنتظرة”.
وأحدثت معركة التكليف فرزاً نيابياً جديداً حتى في صفوف أكثرية الـ 71 نائباً الذين كانوا النواة الصلبة لانتخاب الرئيس عون في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، إذ لم تتوافق كتل هذه الاكثرية على اسم واحد للتكليف بعدما بذلت محاولة متقدمة للتوافق على اسم نواف سلام. ولذا رسا خيار المعارضة على تسمية النائب فؤاد مخزومي، مشددة على “ضرورة فتح صفحة جديدة في موقع رئاسة الحكومة”. وتريثت كتلة “اللقاء الديموقراطي” في تسمية مرشحها إلى اليوم لمزيد من التشاور بعد اجتماع بحضور الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
وفي المقابل أبلغت مصادر الثنائي الشيعي في الساعات الماضية كل من يعنيهم الأمر أن ميقاتي هو المرشح الحصري للثنائي لتأليف الحكومة الأولى في العهد الرئاسي الجديد.
وأفادت المصادر عينها أن القرار بهذا الشأن حاسم عند طرفي الثنائي ومأخوذ منذ فترة في سياق توجهاته للمرحلة المقبلة، وقد تولى رئيس مجلس النواب نبيه بري الإفصاح عنه مراراً خلال الآونة الاخيرة، مؤكداً لكل من فاتحه بالأمر بأنه “قرار لا رجعة عنه اطلاقاً لأن لنا ملء الثقة بالرئيس ميقاتي وبتجربته في إدارة دفة الأمور في أصعب الأوقات وأكثرها حراجة”.
وتحدثت معلومات عن تنافس حاد بين ميقاتي ومخزومي، علماً أن مؤيدي ميقاتي يرجحون فوزه بما يتراوح بين 55 و60 صوتاً من اصوات النواب الذين سيسمونه خصوصاً أن هناك اصواتاً أساسية من الطائفة السنية ستصب لمصلحته، وهذا العدد في حال حصوله سيتجاوز ما حصل عليه ميقاتي في تأليف الحكومة الحالية.
الراعي ويوحنا
وفي عظته الأولى بعد انتخاب الرئيس عون رحب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بهذا الحدث وقال: “لقي خطاب القسم استحسانًا عارمًا، لما فيه من وعود وعهود تجيب على واقع الحياة في لبنان. فقدّم رؤية وطنيّة جديدة قوامها قيام دولة المؤسّسات والعدالة انطلاقًا من الدستور ووثيقة الوفاق “والتكاتف في وجه الشدائد لأنّ سقوط أحدنا يعني سقوطنا جميعًا”. وشدّد على تغيير الإداء السياسيّ وتعزيز دولة القانون: “فلا حصانة لفاسد أو مجرم، بل مكافحة تهريب المخدّرات وتبييض الأموال” وعرض مشاريع إصلاحيّة”.
وبدوره استهل بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر عظته أمس في كنيسة الصليب المقدس في دمشق متوجهاً إلى الرئيس جوزف عون بالتهنئة والمباركة “داعياً له بالنجاح والتوفيق في السير لانقاذ لبنان ولانتظام هيئاته الدستورية ولإرساء البسمة على وجه كل لبناني في عيشه بكرامة وإعادة أمواله المسروقة ومعالجة سائر القضايا التي يعاني منها لبنان”.
مجلس الأمن ولبنان
بالتزامن مع الأجواء الجديدة التي يعيشها لبنان يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً صباح اليوم الاثنين بتوقيت نيويورك لإجراء مشاورات مغلقة حول لبنان. ويتوقع أن يقدم الإحاطات منسقة الأمم المتحدة الخاصة للبنان جانين هينيس بلاسخارت ووكيل الأمين العام لعمليات السلام جان بيير لاكروا.
وقد طلبت فرنسا، حاملة القلم في موضوع لبنان في مجلس الأمن والشريكة في لجنة الاشراف على تنفيذ وقف النار في الجنوب إلى جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة ولبنان وإسرائيل، عقد الاجتماع لأعضاء المجلس لتلقي تحديث عن تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان قبل انتهاء مهلة الستين يومًا المنصوص عليها في الاتفاق لانسحاب القوات الإسرائيلية جنوب الخط الأزرق، وبالتوازي مع ذلك، لانتشار القوات المسلحة اللبنانية في مواقع جنوب نهر الليطاني. ومن غير المستبعد أن يصدر مجلس الأمن بياناً رئاسياً لا سيما بعد انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية للترحيب بانتخابه وتهنئته ومع بدء البحث في تأليف حكومة جديدة وأهمية تشكيلها قريباً فضلاً عن التشجيع على استكمال تنفيذ اتفاق وقف النار، إذ وزعت فرنسا مسودة بيان رئاسي في التاسع من الجاري على اثر انتخاب العماد عون، فيما كانت ترغب في بيان رئاسي للترحيب بوقف الاعمال العدائية بين لبنان وإسرئيل في جلسة عقدت لهذه الغاية الشهر الماضي ولكن لم يحصل ذلك.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
المنافسة بين ميقاتي ومخزومي وسلام... والمشاورات تحسم الخيارات اليوم
عشية الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اليوم لتسمية رئيس الحكومة الجديدة، تسارعت الاتصالات والمشاورات داخلياً ومع العواصم المهتمة بالاستحقاقات اللبنانية، لحسم الاسم الذي سيقع عليه الخيار لتولّي هذه المهمة الدستورية والتنفيذية، في ظل تجاذب حاد يدور بين مختلف الكتل السياسية والنيابية، وحتى ساعة متقدّمة بدا المشهد انّ التنافس سيدور اليوم بين الرئيس نجيب ميقاتي ومرشحي المعارضة النائب فؤاد مخزومي، والقاضي نواف سلام.
ففي الوقت الذي رجح البعض إعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بتأييد اكثرية تفوق الـ65 صوتاً، برز مرشح المعارضة النائب فؤاد مخزومي، فيما رشحت كتلة "التغييريين" النائب ابراهيم منيمنة، ولكن المفاجأة كانت بروز اسم رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام على حلبة السباق الحكومي، وانّه يجري اتصالات مع كتل ونواب، مسوّقاً ترشيحه لرئاسة الحكومة، الامر الذي طرح تساؤلات حول أبعاد هذا الترشيح المفاجئ وخلفياته، خصوصاً انّ الرجل كان طُرح لتولّي رئاسة الحكومة في اطار المبادرة الفرنسية الشهيرة التي طُرحت قبل سنتين حول الاستحقاق الرئاسي، وقامت على معادلة "سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ونواف سلام لرئاسة الحكومة"، ولكنها طويت نتيجة لانعدام التوافق عليها داخلياً وخارجياً.
ولكن مع تقدّم ساعات ليل أمس، قيل انّ "القوات اللبنانية" لم تؤيد ترشيح سلام وتمسكت بمخزومي، فيما سرت إشاعات ليلاً عن تلقّي ميقاتي "تمنيات" من جهات خارجية بالعزوف عن الترشيح، ليتبين انّ مصدر هذه الاشاعات والاقاويل ليس جهات خارجية وإنما جهات سياسية داخلية تحاول استدراج ميقاتي إلى الدخول في بازار مسبق معها حول الحصص الوزارية لإدراكها انّه سيُعاد تكليفه اليوم تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي المقابل، نفت مصادر مطلعة على موقف مخزومي لـ"الجمهورية" ما اشيع عن انّ حلفاءه في المعارضة تمنوا عليه الانسحاب لمصلحة نواف سلام، وادرجت هذا الامر في اطار حملة مجهولة يتعرّض لها الرجل لسحب ترشيحه لرئاسة الحكومة، وأكّدت انّ هذا الانسحاب غير مطروح، وانّ المعارضة التي رشحته واجتمعت في منزله ليل امس لم تطلب منه ان ينسحب كما يروّج المتحاملون عليه.
ميقاتي والقاعدة المتماسكة
إلى ذلك، رجحت مصادر سياسية قريبة من الثنائي الشيعي عبر "الجمهورية" ان يكون ميقاتي، وفق مؤشرات الأرقام الأولية، الأقرب إلى تكليفه في نهاية الاستشارات النيابية اليوم بتشكيل الحكومة الأولى للعهد الجديد.
واشارت المصادر إلى أنّ ميقاتي ينطلق في المنافسة على رئاسة الحكومة من قاعدة متماسكة تتكون من كتل وشخصيات نيابية عدة تستطيع ان تؤمّن الأكثرية اللازمة له، خصوصاً انّ معارضي إعادة تسميته كانوا حتى ليل امس غير موحّدين حول مرشح واحد، الأمر الذي من شأنه ان يؤدي إلى بعثرة أصواتهم اذا استمروا على هذا المنوال.
واشارت المصادر إلى أنّ من عناصر الأفضلية التي يملكها ميقاتي هو انّ علاقته بجوزاف عون ممتازة منذ أن تولّى قيادة الجيش، وهذا ما يسهّل تفاهمهما في المرحلة الجديدة. كذلك يملك ميقاتي رصيداً من العلاقات الدولية ما يعزز أوراقه، ولا سيما منها انّ إعادة النهوض مع انطلاقة العهد تتطلب تعاوناً مع المجتمع الدولي.
واستبعدت المصادر ان يكون هناك اعتراض سعودي على ميقاتي اذا توافرت له الأكثرية المطلوبة.
لا كلمة سرّ حاسمة
غير انّ مصادر سياسية أولت عبر "الجمهورية" أهمية خاصة لتأجيل كتلة "اللقاء الديموقراطي" تسمية مرشحها لرئاسة الحكومة إلى اللحظات الأخيرة قبل الاستشارات الملزمة، بعدما كان "اللقاء" أول الذين سمّوا جوزاف عون لرئاسة الجمهورية.
وردّت المصادر ذلك إلى عدم وجود "كلمة سرّ" خارجية حاسمة بتسمية رئيس الحكومة، فيما كانت "كلمة السرّ" واضحة في تسمية رئيس الجمهورية. وهذا التريث أظهره العديد من الكتل النيابية أمس، وتمت ترجمته بعدم اتضاح خريطة المعركة وحجم الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها كل مرشح، قبل ساعات قليلة من موعد بدء الاستشارات.
وفي تقدير المصادر، أنّ أولوية الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ليست اسم المرشح، بل مدى انسجامه مع رئيس الجمهورية الجديد واستعداده لتنفيذ البرنامج الوارد في خطاب القسم الرئاسي، سواء كان ميقاتي أو أحد وجوه المعارضة. ويبدو أنّ هذا الأمر يدركه أقطاب المعارضة أنفسهم، ولذلك هم أبقوا الباب مفتوحاً منذ اللحظة الاولى على كل الاحتمالات، ولم يطلقوا أي موقف صدامي تجاه ميقاتي.
وكان اللافت ما بثته قناة "إل بي سي أي" مساء امس، من انّه بعد يومين من توجّهه الى الرياض يعود السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت قبل ساعات من بدء الاستشارات النيابية الملزمة اليوم. وقالت انّه "لن يحمل معه كلمة السرّ التي ينتظرها عدد غير قليل من النواب. وانّ المملكة اولاً ومعها دول اللجنة الخماسية، تريد رئيساً للحكومة تنطبق عليه مواصفات رئيس الجمهورية، ولعلّ ابرزها الثبات على المواقف وعلى تطبيق خطاب القسَم الرئاسي". ونقلت عن مصادر ديبلوماسية عربية "انّ اللجنة الخماسية لا تتبنّى اي مرشح لرئاسة الحكومة ولا تضع "فيتو" على اي أحد، مع تأكيدها على المواصفات والمعايير". واشارت إلى انّه بالاعتماد على هذه المعادلة ومن دون كلمة سرّ سيتخذ النواب المترددون موقفهم، وستُختتم الاستشارات الملزمة عصر غد (اليوم) ليبدأ مشوار تركيب الحكومة بالاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، على ان يُختار الوزراء على قاعدة الشخص المناسب في المكان المناسب".
منيمنة ينسحب
وليلاً أعلن النائب ابراهيم منيمنة عبر منصة "إكس" سحب ترشيحه لمصلحة سلام. وقال: "التزاماً ببيان ترشحي لرئاسة الحكومة، والذي اكّدت فيه على الانفتاح على أي طرح يحقق المصلحة العليا لبلدنا وتطلعات شعبنا ويتماهى مع عناويننا السياسية والاصلاحية وخطاب القَسَم لرئيس الجمهورية، وبعد أن أفضت الاتصالات مع عدد من الكتل والنواب إلى التوافق على اسم القاضي نواف سلام بما يمثله من قيمة مضافة للبنان ولموقع رئاسة الحكومة، وبما يتحلّى به من مناقبية وسيرة مهنية، أُعلن سحب ترشحي لمصلحة القاضي سلام، داعياً الزملاء النواب إلى اوسع تأييد لهذا الترشيح بما يشكّله من فرصة حقيقية لاستعادة دولتنا وإطلاق ورشة الإنقاذ".
...ومخزومي مستمر
وكانت المعارضة عقدت ليلاً اجتماعاً في دارة مخزومي، وافيد أنّ البحث جار في خيار انسحاب مخزومي لمصلحة سلام، الامر الذي نفته المصادر القريبة من مخزومي.
ولكن قبيل الاجتماع، كان للنائب نعمت افرام تصريح متلفز دعا فيه المعارضة الى تسمية سلام رئيساً للحكومة. وقال: "نوّاف سلام هو فرصة لإعادة خلط الأوراق نحو الزمن الجديد. وننتظر من مرشّحي المعارضة الإنسحاب من أجل الإتّفاق على اسمه".
وفي غضون ذلك بثت قناة LBCI أمس أنّ “نواف سلام أبلغ الى عدد من النواب مساء أمس (السبت) انّه مستعد لتولّي رئاسة الحكومة اذا استطاعت الكتل النيابية تأمين تسميته”.
وفي المقابل، أكّد عضو تكتل "الاعتدال الوطني" النائب أحمد الخير "انّ الخيار الأول لدى التكتل هو ميقاتي. ولكن إن كان هناك توجّه عربي وتحديداً سعودي لأي خيار آخر فسقف الإعتدال والرئيس ميقاتي سعودي عربي".
ومن جهتها كتلة "اللقاء الديموقراطي" اجتمعت في حضور الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ، وقرّرت "إجراء مزيد من المشاورات وترك مسألة اعلان اسم الشخصية المقترحة لتشكيل الحكومة العتيدة ليعلنه رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط غداً (اليوم) بعد الإستشارات النيابية في بعبدا".
وأعلن تكتل "التوافق الوطني" الذي يضمّ النواب فيصل كرامي، حسن مراد، طه ناجي، محمد يحي وعدنان طرابلسي أنّه "يتّجه لتسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة المقبلة خلال الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية يوم غد الاثنين".
وبدوره "التكتل الوطني المستقل" قال بعد اجتماع له أمس: "سنسمّي غداً (اليوم) مرشحنا لرئاسة الحكومة. فنحن نقوم بمشاوراتنا مع دوائر القصر الجمهوري، لأننا نريد أن نسمّي مرشحاً لا يعرقل مسيرة العهد الجديد". واضاف: "الذي حصل ما قبل 9 كانون الثاني ليس كما بعده بشأن ما حصل في لبنان والمنطقة. ونحن سنكون إلى جانب رئيس الجمهورية بموضوع حصر السلاح وإعادة الإعمار والإنفتاح مع الدول العربية. ونحن درسنا جيداً خطاب القسم وطبعاً سنكون الى جانبه في المرحلة المقبلة".
وقالت "الكتلة الوطنيّة" في بيان انّها "إذ تُثني على أداء نوّاب التغيير والمعارضة الذين غلّبوا مصلحة البلد على أي مصالح خاصة في محاولاتهم للتلاقي على مرشّح أوحد، تدعو سائر الأفرقاء والقوى السياسيّة الراغبة بفتح صفحة جديدة في البلاد إلى مواكبتها والمضي في تسمية القاضي نوّاف سلام لمنصب رئيس الحكومة، ولنا في شخصه ومؤهّلاته كامل الثقة ليكون المؤتمن على تنفيذ خطاب القسم في عهد السيادة والإصلاح والنهوض بالاقتصاد".
التهاني تتوالى بانتخاب جوزاف عون
من جهة ثانية، تلقّى عون اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني هنأه فيه بانتخابه رئيساً للجمهورية، مؤكّداً عمق العلاقات الأخوية بين العراق ولبنان"، ومشدّداً على "أهمية تطوير هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين". ومكرّراً "الدعم الذي يقدّمه العراق للبنان والحرص على تمكينه من تجاوز آثار المحنة الأخيرة". وشكر عون للسوداني على تهنئته وعلى"استمرار العراق في الوقوف إلى جانب لبنان وشعبه في مختلف الظروف". مؤكّداً "الحرص على تطوير العلاقات بين البلدين".
كذلك تلقّى الرئيس عون اتصال تهنئة من وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان آل سعود، وآخر من قائد الادارة الجديدة في سوريا احمد الشرع الذي هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية "مؤكّداً ما يجمع الشعبين السوري واللبناني من علاقات اخوية”.
وإذ شكر عون للشرع تهنئته، مشدّداً على أهمية التعاون لمعالجة كافة المسائل العالقة بين البلدين، قالت الإدارة السورية، إنّ "الطرفين أكّدا خلال الاتصال أهمية بناء وتطوير العلاقات الإيجابية بين سوريا ولبنان وتعزيز القواسم المشتركة التي تجمعهما".
الخروقات
وعلى صعيد آخر، توسعت أمس دائرة الخروقات الاسرائيلية لوقف اطلاق النار، وطاولت مجدداً منطقة البقاع ليل أمس، حيث قصف الطيران الحربي الاسرائيلي مناطق جنتا في السلسلة الجبلية الشرقية وبيت شاما في السلسلة الغربية ومناطق بقاعية اخرى، وذلك بعد غارات على منطقة اقليم التفاح الجنوبية والاستمرار في تفجير المباني السكنية في عدد من البلدات الحدودية. وذلك من دون ان تحرك لجنة مراقبة وقف اطلاق النار ساكناً لوقف هذه الخروقات اليومية المتمادية.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
ميقاتي يتقدم المتنافسين على رئاسة الحكومة اللبنانية
«الثنائي الشيعي» يطالب بـ«المالية» والمعارضة تشارك متمسكة بـ«خطاب القسم»
: يشهد السباق لتولي رئاسة الحكومة، وللمرة الأولى، منافسة بين ثلاثة مرشحين مدعومين من كتل نيابية كانت تقاطعت على انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، وإن كان الفريق المؤيد لإيصال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى الرئاسة الثالثة يستبق ما ستؤول إليه الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها الرئيس عون، الاثنين، لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، ويتصرف وكأنه يتقدم منافسيْه النائبين فؤاد مخزومي وإبراهيم منيمنة، بفارق كبير من الأصوات يمكن أن يصل إلى نصف عدد أعضاء البرلمان زائداً واحداً.
ومع أن المنافسة محصورة بالمرشحين الثلاثة، فإن اسم رئيس محكمة العدل الدولية نواف سلام كان طُرح انطلاقاً من استعداده لتوليه المسؤولية في حال أن الكتل النيابية سمّته رئيساً للحكومة. وجرى التأكيد، كما تقول مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط»، بأنه جرى التداول باسمه في الاتصالات التي جرت بعيداً عن الأضواء وتجاوزت نواب المعارضة (سابقاً) والتغييريين إلى كتل أخرى، قبل أن يغادر بيروت في الساعات الماضية إلى لاهاي للالتحاق بمقر عمله، مع أن اسمه لم يُسحب من التداول.
وهذا ما يفسر تريُّث الكتل في حسم قرارها بصورة نهائية ليكون في وسعها مواكبة ما ستنتهي إليه مشاورات اللحظة الأخيرة.
ميقاتي
وفي معلومات خاصة بـ«الشرق الأوسط»، فإن ميقاتي يسعى لزيادة عدد مؤيديه من النواب المسيحيين، وأن رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، عاود أخيراً التواصل معه عبر أصدقاء مشتركين، لعله يكرر ما توصل إليه لدى تشكيل الحكومة الحالية بحصوله على الحصة المسيحية الكبرى فيها، برغم أنه امتنع وكتلته عن تسميته في الاستشارات التي تولاها آنذاك الرئيس ميشال عون.
فانفتاح باسيل على ميقاتي لا يعني أن الطريق سالك سياسياً أمام حجز مقعد لكتلته النيابية في الحكومة العتيدة بعد أن امتنع عن انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، وخاض ضد إيصاله للرئاسة أقسى المعارك التي حملت طابعاً شخصياً، إضافة إلى وجود «فيتو» محلي – دولي يقضي بعدم إسناد حقيبة الطاقة لوزير يسميه هو شخصياً.
وفي المقابل، فإن باسيل يتواصل، في الوقت نفسه، مع مخزومي. وهذا ما كشفه الأخير في اجتماع المعارضة الذي انتهى إلى ترشيحه لرئاسة الحكومة، خصوصاً أنه كان اقترحه سابقاً لتولي هذا المنصب. ولا يعني، كما تقول مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط»، أنه على استعداد لتسميته؛ كونه لا يريد أن يقطع علاقته بـ«حزب الله» الذي يأخذ عليه عدم التزامه بمواقفه، ولا يرى أن هناك إمكانية للتعاون معه، ويفضّل أن يتعامل وإياه على القطعة، بالمفهوم السياسي للكلمة.
بري وباسيل
كما أن ثقة رئيس المجلس النيابي نبيه بري بباسيل تمر، بحسب المصادر نفسها، بمرحلة حرجة، وأن ترميم العلاقة بينهما لم يعد سهلاً؛ لوجود مشكلة معه تكمن في أنه أوقع نفسه في حيرة سياسية ولم يعد يعرف ماذا يريد.
لذلك، ترى المصادر نفسها، أن لا مشكلة في إعادة تسمية ميقاتي، للمرة الرابعة رئيساً للحكومة، وتقول استناداً إلى ما توافر لديها من معلومات، وتتعلق بتوجهات الكتل النيابية بتسمية مرشحها في الاستشارات المُلزمة، بأن لا منافسة لعودته إلى «السراي»، وهو يحظى بتأييد الثنائي الشيعي وعدد من الكتل النيابية أبرزها من تيار «المردة»، و«الاعتدال»، و«التوافق الوطني»، و«تكتل اللقاء التشاوري المستقل» وحزب «الطاشناق»، إضافة إلى النائبين العلويين وعدد من النواب المستقلين. أما «اللقاء الديمقراطي» فأرجأ قراره لبضعة ساعات، ريثما يحسم موقفه حيال إصرار القاعدة الحزبية لـ«التقدمي الاشراكي» التي تطالب بأن يشمل التغيير رئاسة الحكومة، إسوة برئاسة الجمهورية.
المعارضة
وبالنسبة إلى المعارضة (سابقاً)، كما تقول مصادرها، فإنها لم تعد تصنّف على خانة المعارضة فور انتخابها العماد عون رئيساً للجمهورية، لا بل أصبحت قوة سياسية تأخذ على عاتقها إنجاح العهد الجديد بتوفير كل أشكال الدعم له لضمان تنفيذ ما تعهد به في «خطاب القسم» بالتعاون مع حكومة فاعلة وموثوقة شعبياً غير تلك الحكومات، ومنها الحالية، التي أوصلت البلد إلى ما هو عليه من أزمات، ولم تحرك ساكناً لتستعيد زمام المبادرة في الجنوب، بدلاً من أن يعلن رئيسها بأن قرار السلم والحرب ليس بيده.
صدمة إيجابية
وتؤكد، «مصادر المعارضة»، لـ«الشرق الأوسط» أن ترشيحها لمخزومي لا ينبع من خلاف شخصي مع ميقاتي، بمقدار ما أن هناك ضرورة للتعاون مع حكومة بوجوه تتمتع بكفاءات تواكب انتقال لبنان لمرحلة جديدة ملتزمة بخريطة الطريق التي حدد عون عناوينها في خطاب القسم لإنقاذ لبنان.
وتلفت إلى أن تجربة التعامل مع ميقاتي لم تكن مشجعة، وأن انتخاب عون رئيساً أحدث صدمة إيجابية لدى اللبنانيين، وقوبل بترحيب عربي ودولي غير مسبوق، وهذا يستدعي المجيء برئيس حكومة على قياس ما أورده في خطاب القسم، والمهام التي حددها لنفسه لإنقاذ لبنان. وتسأل المعارضة: هل من مانع بتسمية رئيس للحكومة يدعو اللبنانيين للاطمئنان بأن هناك بارقة أمل بالانتقال بالبلد إلى مرحلة التعافي؟
وتؤكد أن عدم إيصال مخزومي لرئاسة الحكومة لا يعني العودة إلى المعارضة وكأن شيئاً لم يحدث بانتخاب الرئيس عون، بمقدار ما أننا «سنشارك في الحكومة، ولن نخلي الساحة لمن يتحمّلون جزءاً من المسؤولية من جراء تفرّدهم بقرار السلم والحرب الذي يبقى حصراً بيد السلطة الشرعية»؛ في إشارة إلى «حزب الله» الذي أوقع نفسه في سوء تقدير لرد فعل إسرائيل عندما قرر إسناده لغزة، وتعترف في المقابل بأنها تواجه صعوبة في خوض معركة متوازنة لمنع ميقاتي من أن يترأس حكومة العهد الأولى، إلا في حال حصول مفاجأة ليست في الحسبان.
مخزومي ومنيمنة
ورداً على سؤال، تفضّل المصادر نفسها عدم الدخول في احتساب النواب الذين يسمون مخزومي لتشكيل الحكومة، مع أنها تلحظ عدم وجود تأييد شيعي ودرزي له، فيما يحظى بتأييد مسيحي يفوق عدد المؤيدين لميقاتي الذي سيلقى دعماً من النواب السنة، بخلاف منافسه الذي سيسجل حضوراً رمزياً؛ وتسأل: هل لدى رئيس حكومة تصريف الأعمال مصلحة بأن يقال إن الثنائي الشيعي هو أول من رشحه بوصفه جزءاً من الاتفاق الذي أوصل عون إلى رئاسة الجمهورية، ويشترط عليه بأن تكون وزارة المال من حصة الشيعة؟
وبالنسبة إلى النائب منيمنة، فإن ترشيحه يأتي في سياق تسجيل موقف اعتراضي لعدد من النواب التغييريين وربما عدد من الوسطيين، باستثناء النواب ميشال الدويهي، ومارك ضو ووضاح الصادق المنتمين إلى تحالف «قوى التغيير» والملتزمين بقرار المعارضة (سابقاً) بترشيح مخزومي.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
دعوة عون لزيارة السعودية.. واستشارات التكليف: مجيء نواف سلام خلط الأوراق
الحدث خلال عطلة نهاية الاسبوع في دمشق. نجيب ميقاتي يجتمع مع احمد الشرع، وكلام لقائد الادارة الجديدة يبعث على الاطمئنان لبنانياً. مواقف كان اللبنانيون يعتبرونها اضغاث احلام ، واذ ، بين ليلة وضحاها، صار الحلم حقيقة .” دمشق ستقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان. والهدف بناء علاقات إيجابية بين الشعبين السوري واللبناني على أساس الاحترام المتبادل وسيادة البلدين، وسوريا تسعى لمعالجة جميع المشاكل بالحوار” كلام قاله الشرع لميقاتي مؤكدا دعم التوافق على الرئيس جوزاف عون.
وفي انتظار الترجمة العملية، وعشية الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة ، انطلقت الاجتماعات بين الكتل النيابية لحسم خياراتها وسط تخوف من مرحلة تجاذب وانقسام في الرأي بين من يؤيد عودة الرئيس ميقاتي ومن يرفضها بالمطلق ويعتبر الاستشارات معركة لاسقاط رئيس حكومة تصريف الاعمال.
اول زيارة خارجية
وتلقى رئيس الجمهورية اتصالا من ولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أعرب له فيه عن تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإنتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية. وتناول الحديث المستجدات وسبل تعزيز العلاقة الفريدة والتاريخية بين المملكة العربيه السعودية ولبنان.ووجه ولي العهد دعوة للرئيس عون لزيارة المملكة فشكره، مؤكدا ان “المملكة العربية السعودية ستكون اول مقصد له في زياراته الخارجية تلبية لدعوته وايمانا بدور المملكة العربية السعودية التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه وتأكيدا لعمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الاقليمي”.
اتصال الشرع
كما أعلنت رئاسة الجمهورية، أن “الرئيس جوزاف عون تلقى اتصالا هاتفيا من قائد الادارة الجديدة في سوريا احمد الشرع هنأه فيه بإنتخابه رئيساً للجمهورية مؤكدا على ما يجمع الشعبين السوري واللبناني من علاقات اخوية” .
وشكر الرئيس عون قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع على تهنئته مشدداً على اهمية التعاون لمعالجة كافة المسائل العالقة بين البلدين.
من جهتها، قالت الإدارة الجديدة في سوريا، إن قائدها أحمد الشرع، أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس جوزيف عون، وهنأه على توليه الرئاسة.
وأضاف بيان للإدارة السورية الجديدة، أن “الطرفان أكدا خلال الاتصال على أهمية بناء وتطوير العلاقات الإيجابية بين سوريا ولبنان وتعزيز القواسم المشتركة التي تجمعهما”.
ماكرون يهنئ بري
من جهته، تلقّى رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هنأه فيه بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، مثنياً على دوره وجهوده بإنجاز الوعد الذي قطعه في سبيل إتمام الإستحقاق في لحظة تاريخية للبنان، مؤكداً التزام فرنسا الإستمرار بدعم لبنان في كل المجالات لا سيما الجيش اللبناني والحرص على تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان واعداً بزيارة لبنان في القريب العاجل. بدوره، شكر رئيس مجلس النواب، الرئيس الفرنسي وفرنسا لوقوفهم الدائم الى جانب لبنان ومشاركتهم في قوات “اليونيفيل” وفي اللجنة الخماسية الفنية التي تشرف على تنفيذ إتفاق وقف اطلاق النار، مشدداً على أهمية الإلتزام بوقف النار ووقف الخروقات الاسرائيلية وإنسحاب اسرائيل ضمن مهلة 60 يوما من كل الأراضي اللبنانية.
الاستشارات
تستعد الكتل النيابية للاستشارات النيابية الملزمة اليوم، لتسمية رئيس الحكومة العتيد ويبدو ان الرئيس نجيب ميقاتي كان الاوفر حظا للتكليف، إلا أن مجيء نواف سلام خلط الأوراق.
وأكد عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب أحمد الخير ان الخيار الأول هو رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ولكن إن كان هناك توجه عربي وتحديداً سعودي لأي خيار آخر فسقف الإعتدال والرئيس ميقاتي سعودي عربي.
وقال مصدر في “الثنائي الشيعي”: “على ما يبدو هناك توجّه لإعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي وتوقع حصوله على عدد يفوق 60 صوتاً في الإستشارات غداً”.
وفي السياق اجتمعت المعارضة في مكتب النائب فؤاد مخزومي واعلنت تسميته مرشحها لرئاسة الحكومة .
وغاب النائب أشرف ريفي عن الاجتماع بعد موقفه الرافض لتسمية النائب فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة.
واشار النائب وليد البعريني في تصريح له، الى ان “المعارضة ومعها القوات اللبنانيّة، ورغم أنّها تملك الأغلبيّة المسيحية، لم تُرشح إلى رئاسة الجمهورية أحد نوابها أو قادتها. فكيف يمكن لهذه المجموعة التي لا تضمّ سوى عدد قليل من النواب السنة أن تبادر إلى طرح اسم اثنين من نوابها إلى رئاسة الحكومة، حتى من دون أي تشاور؟!”.
ومن المتوقع ان تعقد كتلة اللقاء الديمقرطي اجتماعا لتقرر اسم مرشحها علما ان النائب مروان حمادة اعلن موقفه الشخصي داعيا الى تسمية القاضي نواف سلام .
ومن جهة ثانية، اعلن النائب ابراهيم منيمنة ترشحه ايضا باسم نواب التغيير.
وفي سياق متصل، أعلن النائب فراس حمدان في منشور عبر منصة إكس: “عنوان المرحلة لنهار الاثنين: إسقاط تسمية الرئيس ميقاتي، أي تسمية لأي شخصية يجب أن يكون ماضيه يشبه حاضره، أن يكون قادراً على مواكبة وتنفيذ خطاب القسم، أن يكون وجهاً جديداً يعطي الأمل للبنانيين بنهج جديد. لذلك مرشحنا نهار الإثنين سيكون شخصية من قوام ابراهيم منيمنة ونواف سلام”.
وعن شكل الحكومة الجديدة، أوضح عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة في حديث إذاعي بأن “يجب أن تكون أقلّ حزبية وأن يكون هناك فصل بين الوزارة والنيابة”، متمنياً على الرئيس عون “ألا يُعيد النوعية ذاتها من الوزراء الموجودين حالياً الى الحكومة الجديدة”، مرشّحاً نواف سلام لترؤسها نظراً للآفاق الجديدة في لبنان والشرق الأوسط.
أما النائب جهاد الصمد فأكد أنه سيسمي الرئيس نجيب ميقاتي مرشحًا لرئاسة الحكومة في الفترة المقبلة.
**********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
هل هبَّت رياح نواف سلام؟
عون – ميقاتي خطَّان لا يلتقيان
هل هبَّت رياح نواف سلام؟ إنها مفاجأة “ليل الأحد” بعد نهار المشاورات ما قبل الاستشارات. فأحد ما قبل التكليف كان أصعب من اثنين التكليف، بدأ نهاراً بهبوب عاصفة الرئيس نجيب ميقاتي، ومواجهة النائب فؤاد مخزومي له، لينتهي مساءً بالحديث عن هبوب رياح السفير نواف سلام.
المشهد في “أحد المشاورات” قبل الاستشارات، كان استُهل على الشكل الآتي:
كتلة “اللقاء الديمقراطي”، التي اجتمعت مساء أمس برئاسة الرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط، تريثت في التسمية وقررت إجراء المزيد من المشاورات وترك مسألة إعلان اسم الشخصية المقترحة لتشكيل الحكومة العتيدة ليعلنه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط غداً (اليوم) بعد الاستشارات النيابية في بعبدا.
التريث قرأته مصادر عليمة على أنه يبقي مروحة الاختيار واسعة، وقد يتجه اللقاء الديمقراطي إلى تسمية السفير نواف سلام الذي سبق أن سماه جنبلاط في استشارات سابقة. والجدير ذكره أن عضو اللقاء الديمقراطي النائب مروان حماده كان سمَّى أول من أمس السبت السفير نواف سلام.
وكانت لافتة تسمية النائب ميشال ضاهر للسفير نواف سلام، والمعروف عن النائب ضاهر قربه من الرئيس جوزيف عون.
ماذا عن الكتل والنواب الذين لا يسمّون الرئيس ميقاتي؟
نواب وكتل من المعارضة كانوا اجتمعوا مساء السبت في دارة النائب فؤاد مخزومي، وقرروا تأييد تسميته، في الموازاة صدرت أصوات تؤيد تسمية النائب ابراهيم منيمنة والسفير نواف سلام. هذا كان مساء السبت لتعود الأمور وتنقلب رأساً على عقب مساء أمس، فكرَّت سبحة التأييد للسفير نواف سلام .
مصادر متابعة وصفت سيناريو هبوب رياح السفير نواف سلام بهبوب رياح العماد جوزاف عون، واعتبرت هذه المصادر أنه إذا كان خطاب القسم هو “النسخة الأولية” للبيان الوزاري، فإنه يصعب على الرئيس ميقاتي التزام هذا البيان، في المقابل، يبدو خطاب القسم متناسقاً مع أفكار وكتابات السفير نواف سلام، وهي كتابات سيادية بامتياز.
وكان السفير نواف سلام أبلغ إلى عددٍ من النواب أنه مستعد لتولي رئاسة الحكومة، إذا استطاعت الكتل النيابية تأمين تسميته.
وتمهيداً لتبني هذه التسمية، انعقد اجتماع ليلي لنواب المعارضة في دارة النائب مخزومي لإقناعه بالانسحاب لصالح القاضي نواف سلام .
وفي حال حسمت بعض الكتل والشخصيات أمرها يتبين في “بوانتاج” تقديري لنواف سلام ليلاً الآتي:
31 نائباً للمعارضة، بالإضافة إلى عشرة نواب تغييريين، بالإضافة إلى نواب اللقاء الديمقراطي الثمانية مع عشرة نواب مستقلين، فيكون العدد الذي سيناله السفير سلام 59 نائباً، وإذا أيّد تكتل لبنان القوي سلام، يصبح العدد الذي سيناله اثنين وسبعين نائباً.
وتقول مصادر مواكبة إنه كانت هناك ملاحظات على السرعة في طرح الرئيس نجيب ميقاتي، معتبرةً أن تكليفه سيكون مكلفاً على العهد، بين رئيس جمهورية إصلاحي، ورئيس حكومة، إذا كان الرئيس ميقاتي، ليس إصلاحياً على الإطلاق.
في القصر الجمهوري في بعبدا، استُكمِلَت أمس التحضيرات للاستشارات النيابية اليوم، ويصرّ رئيس الجمهورية على أن يأتي تشكيل الحكومة سريعاً من أجل انطلاق ورشة العمل، ويضع العهد الجميع أمام مسؤولياتهم، إذ إنّ النواب يجب أن يسموا من يرشحون لرئاسة الحكومة، والرئيس يؤكّد التزام الدستور، وسيصدر مرسوم التكليف اليوم وفق ما تنتجه الاستشارات.
ورغم زحمة الاستشارات النيابية، علمت “نداء الوطن” أن أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط سيحطّ في بيروت اليوم ويلتقي الرئيس عون، وذلك من أجل نقل رسالة دعم عربية واضحة إلى عون وعهده، والتأكيد على وقوف العرب إلى جانب العهد الجديد والمسيرة السياسية التي بدأت مع انتخاب عون وانطلاق العهد.
ومن جهة ثانية، علمت “نداء الوطن” أن الاتصال بين الرئيس عون وأحمد الشرع تطرق إلى الأوضاع في لبنان وسوريا، وتم الاتفاق على تكثيف الاتصالات عبر قناة واحدة تتمثّل بالدولتين اللبنانية والسورية من أجل حلّ كل المشاكل العالقة والتي باتت معروفة، وسط تأكيد الشرع على النية الحسنة تجاه لبنان والعهد الجديد والتأكيد على طريقة التعاطي الجديدة مع الملفات الإشكالية انطلاقاً من روحية احترام سيادة كل من البلدين والتعاون لما فيه مصلحتهما.
***********************************************
افتتاحية الأنباء:
التكليف على محك الكتل النيابية.. اللقاء الديمقراطي يعلن اسم مرشحه من بعبدا
صباح اليوم تبدأ الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا لتسمية الشخصية التي ستكلف تشكيل الحكومة. وحتى ليل أمس لم تكن الصورة قد اتضحت بعد، وإن كانت ستتضح تباعا اليوم خلال شريط الاستشارات. فالتنافس كما بات معلوما سينحصر بشكل أساسي بين ثلاثة: الرئيس نجيب ميقاتي والنائب فؤاد مخزومي والقاضي نواف سلام.
وقد يكون على الكتل والنواب المواءمة بين مقتضياتهم السياسية وبين مقتضيات المرحلة بما فيها من تعقيدات ومتغيرات، وكذلك بما حمله خطاب القسم من توجهات. وستشهد الساعات التي تسبق بدء الاستشارات اتصالات ومشاورات مكثفة لبلورة توافق ما على اسم من بين الأسماء الثلاثة تحت العناوين الانقاذية التي تحتاجها الدولة والتي تتطلب مواكبة حكومية ونهجاً واسلوبا جديدين في إدارتها.
وقد حضر خطاب القسم أمس في عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي. وكذلك في عظة متروبوليت للروم الارثوذكس المطران الياس عوده كنقطة تحول كبيرة باتجاه ترسيخ سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني وتطبيق القرار 1701 وانسحاب اسرائيل من الجنوب، واعادة بناء المؤسسات اطلاقاً من مبدأ الشفافية ومحاربة الفساد، وبما يؤكد وضع القطار على السكة السليمة.
هذا وأعلنت رئاسة الجمهورية أن رئيس الجمهورية جوزاف عون تلقى اتصالاً من قائد الادارة الجديدة في سورية احمد الشرع هنأه فيها بانتخابه رئيساً للجمهورية، متمنياً له التوفيق في مسؤولياته الجديدة. مؤكداً على ما يجمع بين الشعبين السوري واللبناني من علاقات أخوية.
وفد سعودي إلى لبنان
ومطلع الأسبوع يصل الى لبنان وفد سعودي رفيع المستوى لتهنئة الرئيس جوزاف عون بانتخابه، وتسليمه دعوة رسمية لزيارة المملكة. مصادر مطلعة أوضحت لـ "الأنباء" الإلكترونية ان الوفد قد يضم وزير الخارجية فيصل بن فرحان والأمير يزيد بن محمد فرحان والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري.
بو حبيب
وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وعقب مشاركته في اجتماع الرياض الوزاري بشأن سورية، أكد ان لبنان وسورية هما بحاجة لخطة عربية مشتركة أشبه بخطة مارشال، تشمل ايضاً القيام بإصلاحات بنيوية شاملة تؤدي للتعامل مع محيطنا العربي.
في المواقف من الاستشارات
أشار عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب عبد العزيز الصمد في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن الاتجاه يتركز على المجيء بشيء جديد. متوقعاً أن تتكثف الاتصالات في الساعات التي تسبق موعد بدء الاستشارات من أجل الاتفاق على اسم يريح رئيس الجمهورية لتنفيذ ما جاء في خطاب القسم. لافتاً الى تغير الوضع القديم برمته في لبنان وسورية. وهذا يتطلب وجوهاً جديدة لمواكبة التطورات.
الصمد وصف خطاب القسم بالجيد، لكن العبرة دائماً بالتنفيذ. وقال إذا تمكنا من تطبيق 50 في المئة مما تضمنه الخطاب يكون ذلك جيدا للبنان. والأهم تطبيق اتفاق الطائف وتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته.
اللقاء الديمقراطي
وعقب اجتماع للقاء الديمقراطي بحضور الرئيس وليد جنبلاط، تم التوافق على إجراء المزيد من المشاورات على أن يعلن رئيس اللقاء النائب تيمور جنبلاط اسم مرشحه إلى رئاسة الحكومة من قصر بعبدا اليوم.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :