افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 11 كانون الثاني 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 11 كانون الثاني 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الديار:

تسونامي شعبي «عابر للطوائف» يدعم خطاب القسم

معركة رئاسة الحكومة تشتعل... وتواصل سعودي مع حزب الله
7 شهداء بغارة على طيردبا وخروقات متزايدة

 

«تسونامي شعبي» عابر للطوائف والمذاهب والاحزاب عبّر عن فرحه وارتياحه ودعمه لانتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية وخطاب القسم، وواكب التسونامي العربي والدولي في وصوله الى قصر بعبدا، ومنذ الاستقلال لم يحظ رئيس للجمهورية في مثل هذا الدعم والتاييد الشامل داخليا، والذي اكد عليه  الرئيس ميشال عون خلال زيارته الى بعبدا لتهئنة الرئيس الجديد بعد جفاء طويل، كما ان الظروف الموضوعية الايجابية لم تتوافر لاي رئيس اخر منذ الاستقلال بعد الحكم الجديد في سوريا والتطورات الداخلية بعد العدوان الاسرائيلي على الجنوب، وكلها عوامل تصب في مصلحة قيام الدولة، لكن الدعم الشعبي لم يخفف القلق من ضياع الفرصة وعناوين خطاب القسم في زواريب السياسات الداخلية والمافيات والحصص والتعينات والخلافات والحرتقات. 

«الحمل كبير» على الرئيس جوزيف عون، في بلد يحتاج الى كل شيء، والى انقلاب شامل في التعاطي والذهنية والنظر الى مشروع قيام الدولة، والمطلوب عدم إغداق الوعود الكبيرة وايهام الناس بحل كل المشاكل دفعة واحدة وبكبسة زر، كي لا ترتد سلبا عند أول منعطف خلافي، ولا يجوز «تخفيض» حجم الملفات التي تطوق لبنان خارجيا وداخليا في ظل ما يجري في سوريا وعدم وضوح الصورة «وخير الحاكمين الجدد من شرهم» والتقارير الاخيرة عن انتشار المسلحين على الحدود الشرقية من جهة سوريا مزودين باسلحة ثقيلة، بالإضافة إلى الاطماع الاسرائيلية واحلام نتنياهو بالشرق الاوسط الجديد وحدوده وشكله وعلاقاته وقوانينه.

 

ويراهن المواكبون لوصول العماد جوزاف عون الى بعبدا على الدعم الخارجي والقرارات الدولية لدفع اسرائيل للانسحاب من لبنان اواخر الشهر، واعطاء اكبر «جرعة» دعم لانطلاقة  العهد الجديد، وعندها يمكن الرهان على مرحلة جديدة، والانظار ستبقى شاخصة باتجاه الجنوب، ونقلت مجلة اكسيوس عن مسؤول اميركي، بان الاسرائيليين سيتلقون قريبا رسالة من كل انحاء العالم تؤكد عدم امكانية بقائهم في لبنان بعد انتخاب الرئيس عون والدعم الدولي والغربي له وكذلك السعودي، لكن المواكبين للمرحلة الحالية لا « يقللون «من حجم الاطماع الاسرائيلية في لبنان والتوجه لاقامة جيب حدودي يمتد من حاصبيا الى الجولان ودرعا والسويداء وصولا الى مناطق الغاز في حمص وحماة وتدمر، هذا المشروع طرحه الاسرائيليون على فاعليات سورية واغدقوا وعودا سخية وضمانات وحمايات اذا تم القبول به، واول الذين حذروا من هذا النهج وليد جنبلاط، و رفض تحويل الدروز الى «حرس حدود» لاسرائيل.

المنطقة على فوهة بركان حقيقي، وهذا يتطلب الدقة والحكمة في التعامل مع الملفات الحساسة وتحديدا في موضوع سلاح المقاومة، وحسب المواكبين لوصول العماد جوزاف عون، فان خطاب القسم كان من الممكن تضمينه فقرة او إشارة وفاء للمقاومين الذين واجهوا العدو الاسرائيلي وقدموا أرواحهم دفاعا عن الجنوب ولبنان.

 

تواصل سعودي مع حزب الله
وحسب المتابعين لوصول العماد عون، فان المشكلة تكمن في اصرار بعض الداخل على وصف المرحلة،   بانها تشكل البداية لافول عهد الشيعة في لبنان، وسها عن بال هؤلاء ان الرئيس نبيه بري اثبت انه «بيضة القبان» في وصول الجلسة الرئاسية الى خواتيمها السعيدة وانتخاب الرئيس عون، ونجح في تبريد الرؤوس الحامية وحاول حتى اللحظة الاخيرة اقناع جبران باسيل بالتصويت لعون في الجلسة الثانية وانتخابه باجماع شامل يحصن عهد العماد عون، لكنه لم ينجح.

وحسب المتابعين لالية انتخاب الرئيس جوزيف عون،   فان الصورة بدت واضحة لجهة فرض المجتمع الدولي على كل القوى السياسية الداخلية اسم الرئيس عون بشكل لم تشهده الحياة السياسية من قبل، بينما فاوض المجتمع الدولي الثنائي الشيعي على الاسم والقبول بالتوافق وتحديدا لودريان ويزيد بن فرحان، واجتمع الموفد الفرنسي اكثر من مرة بالنائب محمد رعد، ونقل علي حسن خليل اكثر من رسالة طمانة وود للنائب محمد رعد من يزيد بن فرحان، تتعلق بالاعمار والمساهمة السعودية في الملف وتشكيل صندوق دولي للاعمار بمشاركة ايران، بالاضافة الى بنود اخرى، وتوجت اللقاءات باجتماع بين الرئيس عون والثنائي الشيعي على مدى ساعتين، تخلله تواصل هاتفي بين الرئيسين عون وبري، أفضى الى النتائج الجيدة و فتح صفحة جديدة للتعاون، وتابع لودريان وبن فرحان كل تفاصيل اللقاء، وحسب المتابعين، فان الثنائي الشيعي سيقدم للرئيس عون كل التسهيلات والدعم في مجال بناء الدولة مقابل البدء بعملية الاعمار وهذا هو الشرط الاساسي للثنائي الشيعي للتعاون مع العهد الجديد، ولا مساومة على هذا الملف،   ونالا الضمانات بعد اتصال هاتفي بين ماكرون ومحمد بن سلمان وتاكيدهما على ضرورة استيعاب الشيعة في المرحلة الجديدة.

 

معركة رئاسة الحكومة
وفي المعلومات، ان الرئيس عون يعرف كل ما يعتري الدولة ويملك التصورات للحلول،   وتنطلق عجلة العمل الاثنين مع الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، وفي المعلومات، ان التكليف سيتم مساء الاثنين على ان تبدأ الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة الثلاثاء في ظل اصرار على التأليف بشكل سريع وخلال ايام، وكشفت المعلومات، عن اجتماع للمعارضة اليوم في معراب، والاتجاه الى تسمية فؤاد مخزومي او اشرف ريفي، كما ان العديد من النواب التغيريين يرفضون تسمية ميقاتي وكذلك نواب التيار الوطني الحر، فيما يتجه الثنائي الشيعي واللقاء الديموقراطي والنواب السنة وتكتل الاعتدال الوطني الى تسمية الرئيس ميقاتي،   فمعركة رئاسة الحكومة فتحت، والصورة ستحسم الأحد رغم التسريبات عن ميل سعودي لعودة ميقاتي.

وفي المعلومات ايضا، ان الاتصالات الدولية والعربية تطرقت الى موضوع التعينات  في قيادة الجيش وحاكم مصرف لبنان، والكلمة الأولى في الاختيار لرئيس الجمهورية، وفي المعلومات، ان الرياض ستعيد اعادة اعمار وترميم المؤسسات السنية الصحية والتعليمية والاجتماعية وتحديدا المقاصد ومستشفى البربير وستنفذ مشاريعا انمائية في طرابلس والبقاع.

وفي المعلومات المتداولة، ان حكومة العهد الأولى ستكون متوازنة وتضم الجميع بما فيهم حزب الله، والبيان الوزاري سيرضي كل القوى، لكن الوزارات الأساسية التي تتعلق بالمال والطاقة والاتصالات والدفاع والخارجية والعدل ستكون بصمات رئيس الجمهورية واضحة عليها، بغض النظر عن طائفة الوزراء وما اذا كان وزير المال شيعيا، لكن بأسماء جديدة وخبرات وكفاءات غير ملوثة بالفساد، مع اتجاه لاستحداث وزارة التصميم والقيام بنفضة إدارية شاملة، وتطوير القوانين، وتفعيل مجلس الخدمة المدنية والمؤسسات الرقابية واعتماد مبدأ الكفاءة، وعلم ان الإنجاز الاول للعهد سيكون باجراء الانتخابات البلدية في ايار وتشكيل لجنة لاقرار قانون للانتخابات على قياس الوطن ويؤسس لحياة سياسية جديدة في لبنان.

 

الخروقات الاسرائيلية
واصلت اسرائيل خروقاتها  «بالجملة والمفرق» لوقف اطلاق النار قبل 20 يوما من انتهاء مهلة الـ 60يوما لانسحابها من لبنان،   واستهدفت مسيرة اسرائيلية «فان» وسيارة في طيردبا في جنوب لبنان، مما ادى الى استشهاد 7 مواطنين، 4 في الفان و3 في السيارة وعدد من الجرحى، كما قام الدفاع المدني بانتشال جثث 5 شهداء في الخيام، وتعرضت عيتا الشعب لقصف مدفعي قبل ان تنفذ قوات الاحتلال تفجيرات وعمليات تمشيط داخل أحياء البلدة، كما قام العدو بسلسلة تفجيرات في كفركلا، كما تسللت الدبابات الاسرائيلية الى داخل بلدة الطيبة، وتم رصد تحركات لاليات الاحتلال بين تلة المحامص ومستعمرة المطلة المحاذية لها عند مثلث الخيام الوزاني، كما قامت القوات الإسرائيلية بتفجيرات لعدد من المنازل في أطراف يارون لناحية بنت جبيل.

بالمقابل، دخلت قوة من الجيش اللبناني بلدة عيترون للمرة الأولى بعد وقف اطلاق النار وعملت على فتح الطريق الرئيسي، فيما تأجل اعادة تمركز الجيش اللبناني في نقطتي الصالحاني ومثلث القوزح بعدما توجهت قوة الى راميا وعيتا الشعب ووجدت المثلث مقفلا بسواتر ترابية يتعذر إزالتها.

 

من جهته، اكد الرئيس جوزاف عون امام الرئيس القبرصي على «اصرار لبنان على انسحاب العدو الاسرائيلي بالكامل من الجنوب وانتشار الجيش اللبناني على الحدود» كما بحث مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ايضا، في مسألة الخروقات الاسرائيلية في جنوب لبنان وضرورة وقفها ووضع حد لها، ورد البيت الابيض على المطلب اللبناني بالاعلان عن جهود اميركية تبذل عبر القنوات الدبلوماسية من اجل تمديد وقف اطلاق النار شهرين اضافيين حتى 29 آذار، علما ان مهلة الـ 60 يوما لتنفيذ الاتفاق تنتهي في 29 كانون الثاني، فيما دعا مصدر فرنسي الاسرائيليين الى الانسحاب من الجنوب، وليس هناك من مبررات للبقاء في جنوب لبنان بعد انتخاب رئيس للجمهورية.

وقال ميقاتي بعد زيارته بعبدا «اننا امام مرحلة جديدة تتطلب خطوات جادة لسحب السلاح من جنوب الليطاني» كما وضع ميقاتي الرئيس عون في تفاصيل زيارته   الى سوريا مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب اليوم للقاء احمد الشرع والبحث في الملفات الطويلة والمتشعبة العالقة بين البلدين.

*********************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الاستشارات النيابية تفتح باب الاصطفافات السياسية الجديدة

رئاسة الحكومة: ميقاتي يتقدم على الآخرين

 

في أول يوم عمل له بعد انتخابه رئيساً للجمهورية، دعا الرئيس جوزيف عون النواب الى الاستشارات الملزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، وذلك يوم الاثنين المقبل. وهي خطوة جاءت بعدما طلب عون من الرئيس نجيب ميقاتي الاستمرار في إدارة حكومته لحين تشكيل أخرى.

وقبل أن تكتمل مراسم «التتويج» الرئاسي في القصر، الذي شهِد أمس لقاءات تهنئة، ظهرت ملامِح انقسام حول الشخصية التي ستتولى الحكومة في المرحلة المقبلة، علماً أن الاتفاق على رئيس لها سيكون أول اختبار للعهد الجديد، وكيفية تعامل القوى السياسية معه ومع المرحلة الجديدة التي قال رئيس الجمهورية إنها «بدأت الآن».

 

في الساعات الماضية، لم يكُن ثمة ما يوحي بوجود اتصالات مكثفة بين الكتل النيابية للتشاور على الاسم. وبدا أن المحركات بطيئة إلى حدّ ما وكأن البعض لا يزال في مرحلة «الاحتفال». وفيما تشي معطيات عدّة بأن «قطوع» تسمية رئيس الحكومة العتيد سيمرّ بسلاسة توفرها الضغوط الخارجية، كما حصل في موضوع الرئاسة، تقاطعت أوساط سياسية عند سيناريو يقود الى تثبيت الرئيس ميقاتي لتولّي المهمة حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة في أيار عام 2026. وأفادت المعطيات بأن «الفكرة هي جزء من الصفقة التي وصلت بالعماد عون الى بعبدا، وكانت واحدة من الأفكار التي نوقِشت مع ثنائي حزب الله وحركة أمل الذي يميل الى بقاء ميقاتي في الحكومة في المرحلة الحالية».

وعلمت «الأخبار» أن تيار «المردة» والحزب الاشتراكي وتكتّل الاعتدال يؤيدون بقاء ميقاتي، بينما يرفض كل من التيار الوطني الحر و»القوات اللبنانية» وحزب الكتائب والنواب التغييريين تسميته. وقد انطلقت المشاورات داخل الكتل بشأن اسم مرشحها لرئاسة الحكومة.

وأشيعت معلومات أمس تفيد بأن قائد «القوات» سمير جعجع «دفع النائب أشرف ريفي إلى إعلان نفسه مرشحاً لرئاسة الحكومة»، علماً أن النائب فؤاد مخزومي هو من الخيارات التي يضعها جعجع على الطاولة، لكنه يميل الى ريفي الذي «وقف إلى جانبه في كل المحطات». وفيما يتقدّم مخزومي على ريفي عند باقي قوى المعارضة، باستثناء البعض الذي لم يحسم أمره، مثل النواب: أسامة سعد وحليمة قعقور وسينتيا زرازير، يُمكن القول إنه يضمن حوالي 33 صوتاً، وقد يحصل على عدد أكبر في حال تدخّل السعودية لدعمه.

وكشفت مصادر مطلعة أن «مخزومي يحاول إقناع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بصفقة حكومية مقابل تسميته، لكن الأخير لم يقرر بعد، علماً أن باسيل لا يدعم مطلقاً بقاء ميقاتي، وهو سبق له أن فكر بمخزومي خلال ولاية الرئيس السابق ميشال عون. وسيكون موقف باسيل مرتبطاً بموقف التيار من التعامل مع العهد الجديد، حيث يسود مناخ داخل التيار بالعمل من موقع المعارضة.

 

مخزومي يعمل على إقناع باسيل بدعمه و«القوات» تفضّل ريفي والمستقلون ينتظرون

وكانَ بارزاً غياب أسماء طرحت سابقاً كخيارات مواجهة؛ من بينها القاضي نواف سلام، أو الرئيس فؤاد السنيورة الذي تداولت به بعض الجهات الخارجية باسمهما قبل الاتفاق الرئاسي، وخصوصاً عندما كانت هذه الدول تتعامل مع لبنان كبلد من دون حزب الله. ثم ما لبثَ هذا الموقف أن تراجع، وسطَ معلومات تحدثت عن توجه لدى «لجنة الدول الخماسية»، ولا سيما الأميركيين بعدم الذهاب بعيداً في المعركة، وما هو انعكس كلاماً على لسان دبلوماسيين ومسؤولين غربيين وعرب بالتنبه لهذه الفكرة وضرورة الاقتناع بعدم قدرة أحد على حكم البلد بمعزل عن الثنائي الشيعي.

وفي تصريح أدلى به اليوم بعد لقائه عون في بعبدا، قال ميقاتي «بحثت مع رئيس الجمهورية في المرحلة السابقة وتناقشنا في ما قامت به الحكومة». ولفت إلى أن هناك خطوات دستوريّة لتشكيل الحكومة التي يجب أن تكون قادرة على تنفيذ التوجه الذي شرحه الرئيس أمس، ونحنُ أمام ورشة عمل جديدة لإنقاذ لبنان. وعقد عون خلوة استمرت ساعة مع البطريرك بشارة الراعي، أشاد فيها الأخير بمضمون خطاب القسم، واصفاً إياه بخريطة الطريق الإنقاذية للبنان، كما نوّه بـ«الدعم المحلي والعربي والدولي الواسع الذي لقيه انتخاب الرئيس عون، ما يساعد على تحقيق الإنقاذ المنشود».

 

وكانت فعاليات بيروتية، وأخرى مقربة من تيار «المستقبل» قد عبّرت عن استيائها من ترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانيّة»، سمير جعجع للنائب فؤاد مخزومي لرئاسة الحكومة. ويتردّد أنّ بعض المقرّبين من رئيس «حزب الحوار الوطني» عاتبوه على هذا الأمر، معتبرين أنّ «من غير المنطقي أن يقوم رئيس حزب مسيحي بفرض ترشيح شخصيّة سنيّة بيروتيّة، ونصحوه بالانتباه من مخطّط «معراب» في إحراقه.

كذلك تؤكّد شخصيّات مقرّبة من السفارة السعوديّة أنّ السفير وليد بخاري لم يُفصح لهم عن الشخصيّة التي تُفضلها بلاده لرئاسة الحكومة، وإن كانوا يؤكّدون أنّ مخزومي ليس على «لائحة المملكة»، رغم علاقته مع أحد النّافذين في السفارة.

وتقول شخصيات التقت رئيس اللجنة المختصة بلبنان في وزارة الخارجية السعودية يزيد بن فرحان (أبو فهد) خلال زيارته بيروت، إنّ الأخير ردّد أمامهم بعض المواصفات التي تفضّلها الدول العربيّة لرئاسة الحكومة، وهي تتطابق مع المواصفات التي طرحتها «اللجنة الخماسيّة» سابقاً بما يخص مرشح رئاسة الجمهوريّة كأن يكون من خارج الطبقة السياسيّة. ومع ذلك، يؤكّدون أنّهم لم يسمعوا من السعوديين كلاماً يفيد برفع «الفيتو» بوجه الرئيس نجيب ميقاتي لتولي حكومة تبقى لمدّة سنة واحدة، وتكون مهمّتها إجراء الانتخابات النيابيّة، حتّى يكون الاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبل قد نضج.

************************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

رئاسة الجمهوريّة تدعو للاستشارات النيابيّة الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الاثنين

رئاسة الجمهوريّة تدعو للاستشارات النيابيّة الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الاثنين
غارات أميركيّة بريطانيّة إسرائيليّة على اليمن وصنعاء تلوّح بتوسيع الاستهداف

 

من المحتمل أن تكون زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى دمشق وبدء محادثات لتنظيم العلاقات الثنائية وفق الأولويّات التي رسمها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في خطاب القسم، آخر مهامه الحكوميّة قبل تسمية سواه لتشكيل الحكومة الجديدة، أو تكون أولى مهامه في العهد الجديد يستكملها بما سوف يقوم به بعد تسميته لتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما دعا رئيس الجمهورية النواب إلى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الأول في العهد الجديد، والاستشارات التي تجري طيلة نهار الإثنين، لتحمل مساء الاسم العتيد الذي سوف ينال أعلى عدد من أصوات النواب. وفيما تجتمع الكتل المناوئة للمقاومة مساء الأحد لاختيار اسم مرشحها، بعدما أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يملك أكبر الكتل عن ترشيح اسمين للاختيار من بينهما هما النائبان أشرف ريفي وفؤاد مخزومي، رجّحت مصادر في كتل مشاركة في الاجتماع أن يرسو الخيار على مخزومي بوجود فرص أن ينجح باستقطاب نواب وكتل من خارج المجتمعين. وأوساط مخزومي تتحدّث عن اتصالات يُجريها مع كل من التيار الوطنيّ الحر ونواب بيروت للتوصّل إلى اتفاقات تتصل بالتمثيل في الحكومة الجديدة وتوزيع الحقائب، مقابل تسميته لرئاسة الحكومة. وفي المقابل يحظى اسم الرئيس نجيب ميقاتي بتأييد كتل ثنائي حركة أمل وحزب الله واللقاء الديمقراطي والمردة والتوافق الوطني وكتلة الاعتدال الوطني وعدد من النواب المستقلين ونواب الطاشناق، بينما لا يزال موقف نواب التغيير قيد التشكّل مع رغبة بعضهم في ترشيح اسمه للمهمة. وتشكل الوجهة التي سوف يختارها التيار الوطني الحرّ لتسمية رئيس الحكومة عاملاً مؤثراً في رسم النتيجة.
في المنطقة شنّت عشرات الطائرات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية أكثر من ثلاثين غارة على اليمن مستهدفة عدّة محافظات منها العاصمة صنعاء، حيث تركزت الغارات على منشآت مدنية واقتصادية وبنى تحتية، رغم الحديث عن ربط الغارات بأهداف عسكرية. وتوقعت مصادر يمنية أن يكون توسيع دائرة الاستهداف من جانب اليمن قيد البحث، وربما يكون استهداف حاملة الطائرات هاري ترومان أول إشارة لاضافة القواعد الأميركية في المنطقة إلى جدول الأهداف. ولم تستبعد المصادر أن تصل رسائل واضحة للأميركيين بأن اليمن لن يتردّد في إقفال مضيق باب المندب أمام تجارة الطاقة وربما كل أنواع التجارة إذا استمرّت عمليات العدوان.

وأفادت مصادر مطلعة لقناة «المنار»، عن اتفاق بين الرئيس جوزاف عون وحزب الله وحركة أمل على 4 نقاط جرى تثبيتها خلال اللقاء بين الرئيس عون والنائبَين محمد رعد وعلي حسن خليل.
وذكرت أنّ من النقاط هي أن «لا علاقة للقرار 1701 بالقرار 1559. وحدود القرار 1701 هي جنوب الليطاني، وليس الشمال كما يتم الترويج»، والتأكيد على «دور محوري للثنائي الوطني في تشكيل الحكومة اللاحقة مهما كان شكلها، تكنوقراط أو غيره».
ومن بين النقاط الحصول على ضمانات بخصوص «وزارة المالية والتشكيلات الرئيسية المقبلة (القضائيّة والعسكريّة والأمنيّة)، والحصول على ضمانات بملف إعادة الإعمار لناحية تأمين التمويل والهبات الدوليّة.
وبحسب «المنار»، سمح تثبيت هذه «النقاط الأساسيّة باستكمال الاستحقاق الرئاسيّ وإنجازه بنجاح، وما كانت الجهود التي تكثفت في الساعات الـ 48 السابقة لتعبر نحو شط الانتخاب إلا بمباركة نواب الكتلتين. وبناءً عليه، عُقدت الجلسة الثانية وارتفعت حصيلة الأصوات من 71 صوتًا إلى 99، وانتُخب جوزاف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية».
على ذلك، بدأ الرئيس جوزاف عون، لقاءاته في قصر بعبدا لليوم الأول بعد انتخابه رئيساً، والتقى الرئيس القبرصيّ نيكوس كريستودوليدس، وشدّد رئيس الجمهوريّة على «أهميّة العلاقات الثنائية ببين لبنان وقبرص»، شاكرًا للرئيس القبرصيّ «الدعم الذي يُبديه تجاه لبنان والحرص على الارتقاء بالعلاقات الثنائيّة إلى أعلى مستوى». وعرض الرئيس عون لحاجات لبنان في المجالات كافة، لا سيما الدعم الاقتصادي والمساعدات للقوى المسلحة اللبنانية.
كما عرض رئيس الجمهورية للوضع في الجنوب، مؤكدًا «إصرار لبنان على انسحاب العدو الإسرائيلي بالكامل مما تبقى من أراضيه المحتلة، وانتشار الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية».
ولفت الرئيس عون إلى أنه فور تشكيل الحكومة الجديدة، ستنطلق عجلة العمل الحكومي.
وشدد الرئيس عون على أن لبنان «ماضٍ في خطوات ثابتة لتحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب، وأنّه مع عودة الحياة إلى المؤسسات الدستورية بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة، سيتمّ العمل على إعادة النهوض بلبنان والسير به نحو مستقبل أفضل، وأن يعود إلى لعب الدور الرياديّ الذي اضطلع به في المنطقة، وأن يعزّز الشراكة مع أوروبا ودول البحر المتوسط».
إلى ذلك، استمرّ الرئيس عون في تلقّي التهاني بانتخابه، وقد اتصل مهنئاً الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متمنياً له التوفيق في مهامه.
وفي أوّل لقاء رسميّ استقبل العماد عون، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وتمّ خلال اللقاء التداول في الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الأخيرة. وشكر عون ميقاتي على «الجهود التي بذلها وأعضاء الحكومة خلال فترة الشغور الرئاسي»، وطلب منه «الاستمرار في تصريف الأعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة».
وقال: «الخطوط العريضة التي حدّدها فخامة الرئيس مهمة جداً والنية موجودة لدى قيادات هذا البلد، والكثير من العناوين التي حدَّدها فخامته يمكن أن تنجز سريعاً من خلال حكومة نشطة تواكب توجّهه». وعن كلام الرئيس عون بحصرية السلاح في يد الدولة والقرار 1701 قال: «هل ننتظر من رئيس البلاد أن يقول إن السلاح مشرع للجميع؟ هل ننتظر من حكومة جديدة أن تقول إن السلاح مشرع بيد جميع المواطنين؟ نحن اليوم أمام مرحلة جديدة تبدأ من جنوب لبنان وجنوب الليطاني بالذات، من أجل سحب السلاح وأن تكون الدولة موجودة على كل الأراضي اللبنانية ويكون الاستقرار بدءاً من الجنوب».
واستقبل الرئيس عون الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون الذي هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية، وقال بعد اللقاء «أتيت اليوم أبارك لرئيس الجمهورية الذي تم انتخابه من بعدي. ومن الطبيعي أن آتي للمباركة وأتمنى له النجاح في هذه الظروف الصعبة. هذا واجب بالطبع أن يأتي الرئيس السابق للتهنئة وللتمني للرئيس الجديد بالتوفيق والنجاح في مهمته».
إلى ذلك تترقب الأوساط السياسية، بدء استحقاق تكليف رئيس لتشكيل الحكومة، في ظل غموض يعتري شخصيّة الرئيس المكلف، ومدى إمكانية تشكيل حكومة جديدة في المدى القريب، وإذ أعلن النائب فؤاد مخزومي، أنّه «مستعد لتولي رئاسة الحكومة والعمل على الإصلاحات للنهوض بالبلد».
وأشار النائب أشرف ريفي، أنني «مرشّح لرئاسة الحكومة في المرحلة الجديدة، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جزء من المنظومة السابقة التي يرفضها الجميع».
وزار السّفير السّعودي في لبنان وليد بخاري، مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ عبد اللطيف دريان، وعبّر عن «ارتياح السعودية بإنجاز الاستحقاق الرّئاسي في لبنان، الّذي تحقّق بوحدة اللّبنانيّين الّتي تبعث الأمل في نفوسهم، واعتبره خطوةً مهمّةً نحو الأمام لتعزيز نهضة لبنان وإعماره واستتباب الأمن والاستقرار، والبدء بورشة الإصلاح واستعادة ثقة المجتمعَين العربي والدّولي». ولفت في بيان، إلى أنّ «بخاري أبدى أيضًا تقديره وإعجابه بخطاب قَسَم رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون، الّذي كان على قدر المسؤوليّة الوطنيّة».
على صعيد آخر، أعلن البيت الأبيض، أنّ السلطات الأميركيّة تعمل عبر القنوات الدبلوماسية من أجل «تمديد وقف إطلاق النار بين «إسرائيل» ولبنان لما بعد الـ60 يومًا»، وهي المهلة التي من المفترض أن يتم خلالها الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وانتشار الجيش اللبناني.
وواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب، وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، بأنّ قوات الجيش الإسرائيلي نفذت عمليتي نسف في بلدة كفركلا. وتحدّثت عن سقوط 6 شهداء وإصابة شخصين في الغارة الإسرائيليّة، التي استهدفت عصر اليوم سيارة وفاناً، شرق بلدة طيردبا، ما يرفع الحصيلة التي أعلنت عنها وزارة الصحة. ونقل الضحايا بسيارات الإسعاف إلى مستشفيات صور، فيما ضرب الجيش اللبناني طوقاً أمنياً في المكان المستهدف، ومنع المواطنين الاقتراب من المكان.
كما أفيد أن جيش الاحتلال أفرج عن 3 سوريين كان قد اختطفهم منذ أيام في بلدة ميس الجبل الجنوبية.
وأوعزت وزارة الخارجية والمغتربين، بعد التشاور والتنسيق مع وزارة الزراعة، لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بتقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي رداً على اعتداءات «إسرائيل» المستمرّة على قطاعَي الزراعة والثروة الحيوانية رغم إعلان وقف الأعمال العدائيّة.

****************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

معركة التكليف… التحدي المبكر الأول للرئيس عون

لم تمض الأربع والعشرون ساعة أولى على انتخاب الرئيس العماد جوزف عون وشروعه في نشاطه الرسمي في قصر بعبدا حتى “انبرت” له أولى تحديات العهد المتمثلة في معالم مواجهة سياسية عاجلة حول تكليف الشخصية التي ستشكل الحكومة الجديدة. معالم المواجهة سابقت تصاعد الترددات والأصداء الإيجابية الواسعة لخطاب القسم الذي ألقاه الرئيس المنتخب والذي قوبل بموجة ترحيب تصاعدية خارجيا وداخليا على السواء . ولعل مضمون هذا الخطاب المتقدم والواعد باسترداد هيبة الدولة بكل معايير الهيبة هو نفسه الذي شكل ضمنا الحافز الأساسي لتصاعد الأصوات المنادية بان يكون استحقاق التكليف ومن ثم التآليف على قدر التطلعات الكبيرة لخطاب القسم بدءا بتكليف شخصية غير تقليدية.

 

وتزامنت المؤشرات الأولية للمواجهة حول استحقاق التكليف مع اول اجراء مبكر أعلنته رئاسة الجمهورية بعد تسلم الرئيس عون مهماته بتحديد يوم الاثنين المقبل موعدا لجدول الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديد . وإذ بدأت تردد معالم تمسك الثنائي الشيعي بداية وربما اخرين بإعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل أولى حكومات العهد الجديد ارتفعت في المقابل أصداء اندفاع المعارضة السابقة والموالاة الحديثة التي شكلت الأكثرية التي انتخبت الرئيس جوزف عون بتغيير رئيس الحكومة وكان المبادر الأول الى ذلك رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي رشح مساء الخميس وبعد ساعات من انتخاب عون كلا من النائبين اللواء اشرف ريفي وفؤاد مخزومي لتولي للتكليف بتشكيل الحكومة . واستتبع ذلك باعلان النائب ريفي امس إنه مرشح لرئاسة الحكومة في المرحلة المقبلة، معتبرا أن الرئيس نجيب ميقاتي “جزء من المنظومة السابقة التي يرفضها الجميع”. كما ان النائب ميشال دويهي اعتبر ان “عودة نجيب ميقاتي هي انقلاب على خطاب القسم من جهة وعلى أحلام اللبنانيين بغد افضل من جهة أخرى”. وأعلن النائب ميشال ضاهر أنه يريد شخصا لرئاسة الحكومة يتفاهم مع رئيس الجمهورية جوزف عون، لافتا الى أنه “من يرتاح له الاخير بالتعاطي سيسميه”. وقال ضاهر:”نحن بحاجة لشخص خارج الطبقة السياسية وجوزف عون قال لي لا اريد ان آتي مكبلاً على رئاسة الجمهورية واهنئه على ذلك”.

وينتظر ان تتبلور حتى صباح الاثنين صورة اتجاهات الكتل النيابية من مسالة التكليف في ظل الاتصالات والمشاورات التي بدأت لإنجاز هذا الاستحقاق .

 

وكان الرئيس المنتخب استهل اول أيام عمله في قصر بعبدا باستقبال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وشكره على “الجهود التي بذلها وأعضاء الحكومة خلال فترة الشغور الرئاسي”، وطلب منه “الإستمرار في تصريف الأعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة”. وقال ميقاتي علي الأثر “بحثنا في العمل الذي تحقق في الفترة الماضية، والتي قامت الحكومة خلالها بتصريف الاعمال. وخلال سنتين وشهرين منذ انتهاء عهد فخامة الرئيس ميشال عون، عقدت 60 جلسة لمجلس الوزراء وصدر خلالها اكثر من 1211 قرار كما صدر اكثر من 3700 مرسوم. كل الامور التي قمنا بها كانت بهدف الابقاء على عجلة الدولة وتسيير امورها، واعتقد ان الجميع شهدوا اننا استطعنا تمرير هذه المرحلة وحافظنا على استمرارية الدولة، وبشكل خاص من خلال العمود الفقري لها وهو الجيش بقيادة العماد جوزف عون وبالتعاون الذي حصل بيننا وبينه”.وتابع: “تحدثنا عن التحديات الموجودة وعن خطاب القسم الذي حدد التوجهات لاي حكومة جديدة من أجل تنفيذ ما ورد فيه عبر الخطوات الدستورية اللازمة. كما تحدثنا عن الوضع في الجنوب وضرورة اتمام الانسحاب الاسرائيلي السريع والكامل واعادة بسط الاستقرار في الجنوب ووقف الخروقات الاسرائيلية على لبنان”. وختم: “خلال اللقاء طلب فخامة الرئيس استمرار الحكومة في عملية تصريف الاعمال الى حين تشكيل الحكومة الجديدة ونأمل ان يكون تشكيلها باذن الله في اسرع وقت”.وردا على سؤال، قال: “هناك اجراءات دستورية يجب ان تقام، وعملا بالقول عند كل آذان صلاة، فعندما تحصل الاستشارات والتكليف فلكل حادث حديث”.

 

وعن موقف رئيس “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع من عدم الاتجاه لتسميته لرئاسة الحكومة المقبلة، قال: “نحن نقدّر كل الاراء والمواقف السياسية، ولكل انسان حرية قول ما يريد، وفي النهاية فان الاجراءات الدستورية ستأخذ مجراها”. وعن كلام الرئيس عون بحصرية السلاح في يد الدولة والقرار 1701 قال: “هل ننتظر من رئيس البلاد ان يقول ان السلاح مشرع للجميع؟ هل ننتظر من حكومة جديدة أن تقول ان السلاح مشرع بيد جميع المواطنين؟ نحن اليوم امام مرحلة جديدة تبدأ من جنوب لبنان وجنوب الليطاني بالذات، من اجل سحب السلاح وان تكون الدولة موجودة على كل الاراضي اللبنانية ويكون الاستقرار بدءا من الجنوب”.

ومع بداية العهد ايضا، سيزور الرئيس ميقاتي سوريا اليوم يرافقه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب للقاء مدير الادارة المركزية احمد الشرع.

 

واستقبل الرئيس عون الرئيس السابق ميشال عون الذي هنأه بإنتخابه وقال بعد اللقاء “أتيت اليوم ابارك لرئيس الجمهورية الذي تم انتخابه من بعدي. ومن الطبيعي أن آتي للمباركة وأتمنى له النجاح في هذه الظروف الصعبة. هذا واجب بالطبع ان يأتي الرئيس السابق للتهنئة وللتمني للرئيس الجديد بالتوفيق والنجاح في مهمته”.

وبعد الظهر، استقبل الرئيس عون، الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس في زيارة تهنئة، وهي اول  زيارة لرئيس دولة الى لبنان بعد انتخاب الرئيس عون. وقال بعد اللقاء ” أردت أن أكون أوّل رئيس يزور لبنان بعد انتخاب الرئيس الجديد لتأكيد وقوف قبرص إلى جانب لبنان، وقدمت للرئيس عون دعوة لزيارة بروكسيل وذلك بعد لقائي الرئيس ماكرون. كما زار بعبدا بعد الظهر وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاجاني الذي اكد “أن انتخاب الرئيس يشكل محطة أساسية ومهمة للبنان وللشرق الأوسط.” وأوضح  “أن انتخاب الرئيس سيضمن استقرار لبنان، مما سيسهم في تعزيز العلاقات مع لبنان ويتيح له أداء الدور الذي يستحقه في المنطقة. وشدد على ضرورة تعزيز وقف إطلاق النار الذي تم بعد الحرب، مؤكدًا أن لبلاده دورًا هامًا ضمن قوات اليونيفيل في هذا السياق.

وإذ أفيد ان البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي سيقوم اليوم على رأس وفد كبير من المطارنة الموارنة بزيارة الرئيس عون لتقديم التهنئة اليه بإنتخابه زار الرئيس عون نفسه بكركي مساء امس والتقى البطريرك الراعي .

يشار الى ان رئيس الجمهورية غادر القصر الجمهوري بعد انتهاء نشاطه من دون أن يقضي ليلته في القصر .

********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

عون يستعجل التأليف بعد التسمية الإثنين.. والكتل تنشغل بخيارات التسمية

ميقاتي في دمشق اليوم.. وتأكيد لبناني على انسحاب الاحتلال وشكوى ضد الإعتداءات

 

لم يتأخر تحديد مواعيد الاستشارات النيابية لتسمية رئيس يكلف تأليف حكومة جديدة، انطلاقاً من نص «الفقرة 2» من المادة 53 التي تنصّ على أن يسمي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب استناداً الى استشارات نيابية ملزمة يطلعه رسمياً على نتائجها.

ووفقا لما أشارت اليه «اللواء» فإن مطلع الاسبوع او يوم الاثنين 13 تحديداً سيكون، وليوم واحد يحمل جدولاً لاستشارات تسمية الرئيس المكلف، وفقا لتنافس جديد بين المرشح الرئيس نجيب ميقاتي واحد مرشحي المعارضة النائب فؤاد مخزومي او النائب اشرف ريفي.

والثابت ان التسمية تخضع لحسابات سياسية وتفاهمات، لا سيما وأن عجلة ولادة الحكومة ستكون سريعة، ولفترة زمنية لا تتجاوز سنة وثلاثة او اربعة اشهر لتزامن موعد اجراء الانتخابات النيابية.

ومن المتوقع ان تكون الاصوات متقاربة بين المرشحين المحتملين للرئاسة الثالثة.

 

اليوم الأول

وفي اول نشاط رسمي له استقبل الرئيس جوزاف عون رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وحضر الوضع في الجنوب على طاولة البحث، واعتبر ميقاتي ان الخطوط العريضة التي حددها الرئيس في خطاب القسم، يمكن ان تنجز من خلال حكومة نشطة، تواكب عمل الرئيس الجديد. مشددا على اهمية انسحاب اسرائيل من الجنوب، ووقف خروقاتها المستمرة.

وطلب الرئيس عون من الرئيس ميقاتي الاستمرار في تصريف الاعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة.

كما استقبل الرئيس عون رئيس الجمهورية السابق ميشال عون مهنئاً بانتخابه، متمنيا له النجاح في هذه الظروف الصعبة.

 

وتلقى الرئيس عون دعوة رئيس جمهورية قبرص نيكوس كريستودوليدس للمشاركة في اجتماع المجلس الاوروبي في آذار وتمثلت دعم بلاده للبنان في المجالات كافة، وتطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون، مشيراً إلى حرصه على ان تكون زيارته إلى لبنان في اليوم الثاني لانتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، للدلالة على عمق العلاقات بين البلدين.

وفيما وجَّه الدعوة للرئيس عون لزيارة قبرص عندما يرى ذلك ممكنا، أشار الرئيس القبرصي الى انه يعتزم دعوة الاتحاد الأوروبي لتقديم كل الدعم للبنان، كما دعا الرئيس عون للمشاركة في اجتماع المجلس الأوروبي على مستوى رؤساء الدول في بروكسل في آذار المقبل، ليتمكن من عرض رؤيته امام هؤلاء الرؤساء حول واقع لبنان وحاجاته ومستقبله.

بدوره، أعرب الرئيس عون عن إمتنانه الكبير “للزيارة التي قام بها الرئيس القبرصي في اليوم الثاني على توليه رئاسة الجمهورية، معتبراً أن هذه الزيارة بمثابة رسالة امل لجميع اللبنانيين. وشدد رئيس الجمهورية على أهمية العلاقات الثنائية ببين لبنان وقبرص، شاكراً للرئيس القبرصي على الدعم الذي يبديه تجاه لبنان والحرص على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى أعلى مستوى.

وعرض الرئيس عون لحاجات لبنان في المجالات كافة، لا سيما الدعم الاقتصادي والمساعدات للقوى المسلحة اللبنانية.

كما عرض رئيس الجمهورية للوضع في الجنوب، مؤكدا «إصرار لبنان على انسحاب العدو الإسرائيلي بالكامل مما تبقّى من أراضيه المحتلة، وانتشار الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية. ولفت الرئيس عون الى انه فور تشكيل الحكومة الجديدة، ستنطلق عجلة العمل الحكومي، معتبرا ان دعم الاتحاد الأوروبي في هذا المجال ضروري وبناء.

وكان الرئيس القبرصي قد وصل الى قصر بعبدا عند الثالثة بعد ظهر أمس في اول زيارة لرئيس دولة الى بيروت بعد انتخاب الرئيس عون.

ومساء امس زار الرئيس عون الصرح البطريرك حيث استقبله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وهنأه، متمنيا له التوفيق في تحقيق ما التزم به في خطاب القسم.

وعقدت خلوة بين عون والراعي، استمرت ساعة اشاد خلالها البطريرك بـ «مضمون خطاب القسم»، واصفا اياه بأنه «خارطة الطريق الانقاذية للبنان».

وافادت مصادر مطلعة على اولويات الرئيس عون لـ «اللواء»: انه يركز على اولوية تشكيل الحكومة حتى ينطلق العمل الرسمي بصورة متكاملة لذلك سارع الى تحديد مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة بعد يوم واحد من انتخابه. ويأمل الرئيس ان يتم تشكيل الحكومة خلال فترة  قصيرة حتى تبدأ عجلة العمل الرسمي بصورة طبيعية وسلسة وبما يؤدي بعد تشكيل الحكومة الى انتظام عمل المؤسسات الدستورية.

اضافت المصادر: ان الاهتمام بتشكيل الحكومة سريعا لن يصرف اهتمام الرئيس عن متابعة الوضع في الجنوب بسبب استمرار الخروقات الاسرائيلية لإتفاق وقف اطلاق النار، وهو يتابع الانسحاب الاسرائيلي من القرى الحدودية وانتشار الجيش فيها ضمن المهلة المحددة بالاتفاق ضمن الستين يوماً لا اكثر.

وفي الإطار، أشارت مصادر مطلعة لـ«اللواء» إلى ان تشديد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام زواره على ثابتة  تحقيق الاستقرار في الجنوب لا ينفصل عن موقفه الأساسي والذي ورد في خطاب القسم في هذا المجال ولفتت إلى أن المحطة الثانية في مسار عودة عمل المؤسسات هو عملية التكليف ومن ثم  التشكيل كي ينطلق هذا المسار ما يخدم العهد الرئاسي الجديد.

وتحدثت عن استئناف الاتصالات المكثفة قبيل الاستشارات النيابية الملزمة يوم الأثنين من أجل تمرير هذا اليوم بسلاسة وتكلقق شخصية تشكل حكومة تواكب خطاب القسم الذي أعلنه الرئيس عون.

وأوضحت ان انطلاقة العهد الرئاسي تنتظر التكليف والتشكيل وعقد الجلسات التي تحضر فيها ملفات هذا الخطاب بعناوينه المتكاملة.

اما في التسميات فإن المصادر لا تدخل في أسماء حاسمة إنما تردد اسم الرئيس نجيب ميقاتي والنائبين اشرف ريفي وفؤاد مخزومي وغيرهم.

واعلن مخزومي أنه مستعد لتولي رئاسة الحكومة والعمل على الإصلاحات للنهوض بالبلد.

وقال:لم نمنح الثقة للرئيس ميقاتي في الماضي ومن هنا يتضح موقفي منه ويجب علينا الابتعاد عن المشاكل الشخصية.

اضاف: أنه يجب الإكتفاء بمن هو الأفضل للحكومة لتسكير هذا الملف والتفرغ للبلد، لافتا إلى أن المملكة العربية السعودية أعلنت المعايير وقالت اتخذوا كلبنانيين قراراتكم وعلى أثرها نتعامل معكم.

كما اعلن النائب أشرف ريفي «إنه مرشح لرئاسة الحكومة في المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن الرئيس نجيب ميقاتي جزء من المنظومة السابقة التي يرفضها الجميع».

أضاف: العقبة امام الرئيس المُنتخب هي تشكيل الحكومة وعلى القوى اللبنانية التنازل عن أنانيتها.

ومن المتوقع ان تنشط الاتصالات والمشاورات، وأن تعقد الكتل والتكتلات اجتماعات لتسمية مرشح الحكومة التي تراه مناسباً.

ونقل عن النائب فيصل كرامي قوله: لا اسعى الى رئاسة الحكومة.. ولا مشكلة لدينا مع الرئيس ميقاتي.

 

ميقاتي في دمشق

واليوم، يتوجه الرئيس ميقاتي، الى سوريا مع وزير الخارجية عبد لله بوحبيب تلبية لدعوة من قائد الادارة السورية الجديدة أحمد الشرع.

 

جولة بخاري

وزار امس السفير السعودي في بيروت وليد بخاري البطريرك الماروني ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي أبو المنى مهنئاً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

ترحيب المجتمع المصرفي والاقتصادي

ورحبت جمعية المصارف بانجاز الاستحقاق الوطني، الذي من شأنه ان يعيد ثقة والمجتمع الدولي بلبنان.

وتبنت الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير ما جاء في خطاب القسم، وللدفع من اجل تحقيق كل ما تضمنه الخطاب الذي يؤسس لبناء لبنان الجديد.

واعلنت جمعية الصناعيين وقوفها الى جانب الرئيس لا سيما في ما يتعلق بالشق الاقتصادي.

 

شكوى لبنانية

دبلوماسياً، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين، بعد التشاور والتنسيق مع وزارة الزراعة، لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بتقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي رداً على اعتداءات اسرائيل المستمرة على قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية رغم إعلان وقف الأعمال العدائية. وطالب لبنان مجلس الأمن بالتحرك الفوري لوقف هذه الإعتداءات وضمان حقوق المزارعين والصيادين في المناطق المتأثرة وتمكينهم من خلال حماية سبل عيشهم، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة إسرائيل وإجبارها على التعويض عن الأضرار كافة التي تسبب بها عدوانها على القطاع الزراعي وسائر القطاعات. كما طلب لبنان من الدول الاعضاء في مجلس الأمن، ولا سيما الدول الراعية لإعلان وقف الأعمال العدائية، إتخاذ موقف حازم وواضح إزاء الخروقات الإسرائيلية المتكررة لبنود هذا الإعلان.

 

الجنوب: غارات وشهداء

في الجنوب، صعّد الاحتلال الاسرائيلي امس  الاعتداءات على المناطق الجنوبية ، فيما اعلن البيت الابيض مساء أمس، «إن واشنطن تعمل عبر القنوات الدبلوماسية من أجل تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان لما بعد الـ60 يوماً». ولو تم هذا الامر يعني اعطاء الاحتلال مزيدامن الوقت لمزيد من التدمير في قرى الجنوب بينماتقف لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار متفرجة على ارتكاباته.

وارتكب الاحتلال جريمة جديدة امس في غارة على سيارة مدنية وفان في بلدة طيردبا لجهة العباسية، ادت حسب وزارة الصحة في حصيلة نهائية الى ارتقاء 5 شهداء و4 جرحى.. وعرف من الشهداء :حسن حجازي من بلدة طير دبا وعباس ناصر بنجك من بلدة الشعيتية وسليمان غسان ضاهر من بلدة طورا.

وتعرضت عيتا الشعب قبل ذلك، لقصف مدفعي في الصباح الباكر من أمس قبل أن تنفذ القوات الاسرائيلية تفجيرات وتمشيطاً مكثفاً داخلها. وتمّ رصد تحرّكات لآليات قوات إسرائيلية بين تلة الحمامص ومستعمرة المطلة المحاذية لها عند مثلث الخيام- الوزاني.كما توغلت دبابات وقوات مشاة اسرائيلية في بلدة الطيبة مرة جديدة وتقوم بإطلاق النار والاعتداء على المنازل.

وأفيد عن تفجيرات إسرائيلية بين الطيبة والعديسة بالتزامن مع تمشيط مكثّف.في حين تمركزت قوات أخرى ليل أمس في محيط مركز الجيش اللبناني عند مثلث القوزح- دبل- عيتا الشعب فيما ينتظر الأخير منذ أيام إشارة لجنة الإشراف لاستعادة مراكز تابعة له في المنطقة من بينها هذا المركز.ونفذ العدوعند الغروب تفجيرات في بلدة يارون.

 

في المقابل، دخلت قوة من الجيش اللبناني إلى بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل، برفقة جرافة لفتح الطريق عند مدخل البلدة وإزالة الساتر الترابي الذي كان قد أقامه الجيش الاسرائيلي سابقًا.وأرجأ الجيش اللبناني إعادة تمركزه في نقطتي الصالحاني ومثلث القوزح إلى اليوم السبت، بعدما وجدت قوة مؤللة توجهت إلى رامية وعيتا الشعب المثلثَ مقفلاً بسواتر ترابية يتعذّر إزالتها.

هذا وإستمر تحليق الطيران المسيّر الإسرائيلي فوق بيروت والضاحية الجنوبية وفي اجواء مدينة الهرمل والبقاع الشمالي عدا اجواء الجنوب.

وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني انتشال جثامين 5 شهداء في الخيام، وبالتعاون والتنسيق الكامل مع الجيش اللبناني، أربعة منهم من الحي الشرقي، وشهيد واحد من حي البلدية. وتم نقل الجثامين إلى مستشفى مرجعيون الحكومي.وأشارت إلى أن فرقها ستستأنف، صباح يوم السبت، عمليات البحث والمسح الميداني في الموقع المذكور إلى حين العثور على جميع المفقودين.

الى ذلك، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة «اكس»، تذكيرًا جديدًا إلى سكان جنوب لبنان.

وأمس، اقدم جيش الاحتلال على اقتطاع أشجار زيتون معمِّرة من بعض قرى الجنوب، وسحبها الى داخل الاراضي الاسرائيلية.

**********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

دعم قبرصي وإيطالي وسعودي وإيراني وأممي للعهد.. التكليف الاثنين.. والتوجّه لحكومة في غضون أيام

تنفّس البلد رئاسياً وانطلق عهد جديد بخريطة طريق رسمها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بخطاب قَسَم واعد. وإذا كان لبنان قد ربح التحدّي بكسر فراغ استحكم بالموقع الرئاسي الأول لأكثر من سنتين، واغرق البلد في توترات وتشنجات سياسية هدّدت كيانه، فإنّ التحدّي الأكبر كامن في رحلة الألف ميل التي تنتظر العهد، لعبور البحر اللبناني الطافح بالملفات المعقّدة بسلام وأمان، وتتطلّب جهداً جباراً وورشة عمل حثيث ودؤوب رئاسياً وحكومياً وسياسياً واقتصادياً لاستعادة الدولة وإعادة الانتظام إلى مؤسّساتها ومعالجة الاهتراء الضارب في كلّ مفاصلها.

المهمّة الملقاة على العهد الرئاسي الجديد شاقة بلا أدنى شكّ، بالنظر إلى الكمّ الهائل من التراكمات والتعقيدات. ومسؤولية إنجاح هذه المهمّة، على ما يقول مرجع سياسي كبير لـ«الجمهورية» لا تقع على العهد وحده بل على كلّ المكونات السياسية من دون استثناء، لتترجم شبه الإجماع على انتخاب الرئيس جوزاف عون، بتسهيل مهمّة العهد، وتكون رافدة له، مستفيدة من تجارب الماضي التي دفّعت لبنان واللبنانيين، باصطفافاتها وتناقضاتها السياسية وتغليب مصالحها، ومبارزاتها في زرغ الألغام في طريق إنهاض الدولة، الثمن الغالي على كل المستويات».

 

التكليف الاثنين

وإذا كانت المكونات السياسية على اختلافها قد تقاطعت في مواقفها الداعمة للعهد، فإنّ الإختبار الأول لصدقيتها وإقران القول بالفعل، يتجلّى في الاستحقاق الحكومي، الذي أطلق رئيس الجمهورية المسار القانوني لاتمامه بتحديده رسمياً لموعد إجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية تشكيل حكومة العهد الأولى، بعد غد الاثنين. ما يعني انّ تكليف رئيس الحكومة سيكون بعد انتهاء الاستشارات في اليوم نفسه.

ووفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ التوجّه الرئاسي صارم لجهة أن يلي تكليف رئيس الحكومة بعد الاستشارات الملزمة، تشكيل الحكومة بوتيرة سريعة خلافاً للحالات المشابهة في السابق التي كان يغرق فيها التأليف في حقل واسع من التناقضات والاشتراطات، حيث أنّ الوضع الداخلي ضاغط على كلّ المستويات، ولا يوجد أي مبرّر لتضييع الوقت، حيث لا يجب ان يستلزم تشكيل الحكومة اكثر من 10 ايام أو اسبوعين على ابعد تقدير.

 

شكل الحكومة

وإذا كانت النقاشات قد انطلقت سريعاً في اوساط سياسية مختلفة، حول شكل الحكومة وحجمها، وما اذا كانت سياسية او حكومة وحدة وطنية او حكومة مطعّمة بين سياسيين وتكنوقراط، فإنّ مصادر رفيعة تؤكّد لـ«الجمهورية» انّ التوجّه الغالب هو نحو تشكيل حكومة فعل وعمل، موسّعة من 24 وزيراً، وأمّا شكلها، فسواء أكانت سياسية مطعّمة بتكنوقراط، أو من لون معيّن، فسيعبّر عن شراكة مختلف المكونات فيها.

ورداً على سؤال حول البيان الوزاري للحكومة، قالت المصادر: «انّ مقاربة هذا الأمر سابقة لأوانها، ولا نعتقد انّ البيان الوزاري سيشكّل مشكلة. ولكن ما نستطيع ان نرجّحه في هذا السياق، هو أنّ البيان سيحاكي الوضع الداخلي ربطاً بتطوراته في شتى المجالات، والمستجدات الاقليمية والتحدّيات على لبنان، وسيلاقي في جزء كبير من مضمونه ما اعلنه رئيس الجمهورية وتعهّد به، ويكمّله في تحديد المسار والآليات التنفيذية لمندرجات خطاب القسم».

 

الأولويات

ضمن هذا السياق، يؤكّد مرجع سياسي لـ«الجمهورية»، انّ ما يوجب التعجيل في تشكيل الحكومة، سلسلة الأولويات التي تنتظر الحسم منذ سنوات، وتتصدّرها التعيينات لبعض المراكز الامنية والإدارية والقضائية، بدءاً بتعيين قائد جديد للجيش. وتتصدّرها ايضاً الخطة الإنقاذية والاصلاحية لمعالجة الازمة الإقتصادية والمالية، وايضاً إصدار المراسيم التنفيذية لمجموعة كبيرة من القوانين المجمّدة من دون تنفيذ خلال العهد السابق وتزيد عن الخمسين قانوناً، ومعظمها مرتبط بحلول للأزمة الاقتصادية والمالية، وتُضاف إلى ذلك اولوية إعادة الإعمار في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية».

ولفت المرجع عينه إلى انّ مقاربة هذه الاولويات مهمّة مشتركة تتشارك فيها رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب. والملح حكومياً، إجراء تعيينات نوعيّة على قاعدة الكفاءة والنزاهة، وتنفيذ القوانين وتعيين الهيئات الناظمة للقطاعات المهمّة، وأيضاً لناحية اغتنام الفرصة المتاحة لاستثمار الدعم الخارجي العربي والدولي الذي عبّر عن نفسه بصورة غير مسبوقة مع انتخاب الرئيس عون، وهذا يستوجب على مستوى رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة جولات خارجية عربيّة ودوليّة وطرق ابواب الاصدقاء والاشقاء لمساعدة لبنان في تخطّي ازمته، وإزالة آثار العدوان الإسرائيلي.

 

حيوية في القصر

وفيما استعاد القصر الجمهوري في بعبدا حيويته بوجود رئيس الجمهورية، رجحت مصادر مطلعة أن تُستأنف من جديد اللقاءات الدورية بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب. فيما شكّلت زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إلى القصر، النشاط الرسمي الأول لرئيس الجمهورية.

واشار ميقاتي إلى انّ «الرئيس جوزاف عون طلب خلال اللقاء استمرار الحكومة في عملية تصريف الاعمال إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة وأن يكون تشكيلها بإذن الله في اسرع وقت».

من جهة ثانية، افادت معلومات امس، عن زيارة سيقوم بها ميقاتي إلى سوريا اليوم للقاء مدير الادارة المركزية احمد الشرع، يرافقه وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب.

 

عون يستقبل عون

وفي خطوة لافتة، زار الرئيس السابق ميشال عون رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري، واعلن بعد اللقاء: «انّه من الواجب أن يزور الرئيس السابق الرئيس الجديد ويهنئه ويتمنى له التوفيق والنجاح في مهماته».

 

إلى بكركي

زار الرئيس عون، مساء امس، الصرح البطريركي في بكركي، حيث استقبله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وهنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية، متمنيا له التوفيق في تحقيق ما التزم به في خطاب القسم.

 

حضور قبرصي وإيطالي

وكانت لافتة في سياق الدعم الخارجي للعهد الرئاسي الجديد زيارتان للرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ووزير الخارجية الإيطالية انطونيو تاجاني.

وقال الرئيس القبرصي: «أردت ان اكون الرئيس الاول الذي يتقدّم بالتهنئة للرئيس جوزاف عون. وجئت اليوم لأقف الى جانب الدولة اللبنانية لأنّ قبرص تقف الى جانب لبنان وشعبه. وقدّمت للرئيس عون دعوة لزيارة بروكسل، وذلك بعد لقائي بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون».

اما الوزير الايطالي فاعتبر انّ انتخاب الرئيس ضمانة لاستقرار لبنان وسيسمح بتعزيز العلاقات الثنائية وايضاً على الصعيد الاقتصادي والتجاري. وقال: «انّ لبنان مهمّ جداً بالنسبة إلى ايطاليا، وسيكون قادراً على تأدية الدور الذي يستحق».

واضاف: «ان يكون هناك رئيس للبنان يتمتع بحكمة ومصداقية كبيرة، فهذا مهمّ جداً للسلام وليس فقط في لبنان بل في الشرق الاوسط ايضاً، وانّ الرئيس جوزاف عون صديق لايطاليا، والايطاليون مسرورون جداً لانتخابه، وسنعمل معاً في الاشهر والسنوات المقبلة».

واكّد في الوقت نفسه وجوب تعزيز وقف اطلاق النار الذي حصل بعد الحرب، وسيكون لإيطاليا دور في هذا الشأن، ولاسيما من خلال جنودها في «اليونيفيل».

 

عون يشكر

شكر الرئيس عون ايطاليا على «دعمها المستمر لمساعدة لبنان، ولا سيما من خلال المشاركة في عداد القوات الدولية العاملة في لبنان اليونيفيل». وشدد على ان «لبنان ماضٍ في خطوات ثابتة لتحقيق الامن والاستقرار في الجنوب، وانه مع عودة الحياة الى المؤسسات الدستورية بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة، سيتم العمل على إعادة النهوض بلبنان والسير به نحو مستتقبل افضل، وان يعود الى لعب الدور الريادي الذي اضطلع به في المنطقة، وان يعزز الشراكة مع أوروبا ودول البحر المتوسط.

 

تهنئة إيرانية وأممية

وفي السياق نفسه، وجّه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رسالة تهنئة الى الرئيس جوزاف عون، معبراً عن «استعداد الحكومة الإيرانية لمواصلة تعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات المختلفة خلال فترة رئاسة الرئيس اللبناني الجديد». كما عبّر عن «أمله في أن تؤدي هذه الانتخابات، الى الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والسلام والامن لشعب لبنان العزيز»، مؤكّداً أنّ «تعزيز الاستقرار والوحدة سيهزم أطماع اسرائيل على أرض لبنان».

وهنأ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، العماد جوزاف عون على انتخابه رئيساً للبنان، مشيراً الى أنّ «هذا الانتخاب يُعدّ تطوراً مهماً بعد فراغ دام عامين». واكّد انّه يشجع على سرعة تشكيل الحكومة.

 

ارتياح سعودي

في سياق متصل، برزت أمس جولة قام بها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري على المرجعيات الروحية، حيث زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابي المنى.

وفي بكركي تمنّى السفير السعودي «أن يكون عهد الرئيس جوزاف عون عهد وفاق وطني جامع، وان تكون هذه المرحلة مرحلة نمو وازدهار وتطور واستقرار»، وقال: «المملكة العربية السعودية ستكون الى جانب لبنان وشعبه ورئيسه، لا سيما اننا لمسنا الارتياح والفرح الذي ظهر على وجه الشعب اللبناني بوضوح بعد انتخابه رئيساً».

ومن دار الفتوى، اعرب البخاري عن ارتياح السعودية بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، الذي تحقق بوحدة اللبنانيين، التي تبعث الامل في نفوسهم، واعتبره خطوة مهمة نحو الأمام لتعزيز نهضة لبنان وإعماره واستتباب الامن والاستقرار والبدء بورشة الاصلاح واستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي. وذكر بيان لدار الفتوى انّ «السفير البخاري أبدى تقديره واعجابه بخطاب قسم رئيس الجمهورية الذي كان على قدر المسؤولية الوطنية».

 

خروقات وشهداء

ميدانياً، واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على المناطق الجنوبية، عبر سلسلة تجريفات ونسف للمنازل في بعض القرى واستهدافها بالقصف، واطلاق تحذيرات للاهالي بعدم العودة الى قراهم، في ظل تحليق متواصل للطيران المعادي الحربي والمسيّر في الاجواء الجنوبية. وكان البارز أمس، استهداف سيارة «فان» بغارة مسيّرة في بلدة طيردبا ما ادّى إلى سقوط شهداء وجرحى.

وأوعزت وزارة الخارجية إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة تقديم شكوى ضدّ اسرائيل على اعتداءاتها المتكرّرة، رغم اعلان وقف الاعمال العدائية.

وأعلنت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في بيان «دعمها لإعادة انتشار الجيش اللبناني في جنوب غرب لبنان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، بما في ذلك إزالة الذخائر غير المنفجرة والركام. وأكّد البيان التزام «اليونيفيل» بدعم وقف الأعمال العدائية والقرار 1701 بهدف استعادة الاستقرار في المنطقة.

ويُذكر أنّ الجيش اللبناني بدأ الانتشار في 5 بلدات في قضاءي صور وبنت جبيل جنوب لبنان، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها.

الى ذلك، ذكر موقع «واللا» العبري نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين انّه «من المتوقع أن يزيد انتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية في لبنان الضغط على إسرائيل لاستكمال انسحاب قواتها من جنوب لبنان بحلول نهاية كانون الثاني الحالي».

*********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

لبنان مُصِرُّ على «الانسحاب الإسرائيلي الكامل» من أراضيه

الرئيس القبرصي أول الزوار الأجانب لتهنئة عون

 

بدأت الحركة السياسية بالقصر الرئاسي في بعبدا، الجمعة، باكراً، باجتماعات عقدها رئيس الجمهورية جوزيف عون وتلقيه اتصالات وبرقيات تهنئة، فيما سجّلت أول زيارة لرئيس أجنبي لتهنئته من قِبَل الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، الذي دعاه للمشاركة في اجتماع المجلس الأوروبي على مستوى رؤساء الدول في بروكسل، مارس (آذار) المقبل.

واستقبل الرئيس عون رئيس الجمهورية السابق ميشال عون الذي زاره مهنئاً، وتمنى له بعد اللقاء «النجاح في هذه الظروف الصعبة»، وقال: «هذا واجب بالطبع أن يأتي الرئيس السابق للتهنئة وللتمني للرئيس الجديد بالتوفيق والنجاح في مهمته».

وبعد الظهر، استقبل الرئيس عون نظيره القبرصي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، قبل أن ينقل عون إلى بكركي للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي. وأكد الرئيس القبرصي، بعد اللقاء، وقوف بلاده إلى جانب لبنان ودعمه في المجالات كافة، وتطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون، مشيراً إلى حرصه على أن تكون زيارته إلى لبنان في اليوم الثاني لانتخاب رئيس الجمهورية، للدلالة على عمق العلاقات بين البلدين، بحسب بيان رئاسة الجمهورية.

كما وجه الدعوة للرئيس عون لزيارة قبرص عندما يرى ذلك ممكناً، وأشار الرئيس القبرصي إلى أنه يعتزم دعوة الاتحاد الأوروبي لتقديم كل الدعم للبنان، كما دعا الرئيس عون للمشاركة في اجتماع المجلس الأوروبي على مستوى رؤساء الدول في بروكسل في مارس المقبل، ليتمكن من عرض رؤيته أمام هؤلاء الرؤساء حول واقع لبنان وحاجاته ومستقبله.

بدوره، أعرب الرئيس عون عن امتنانه الكبير للزيارة، عادّاً أنها بمثابة رسالة أمل لجميع اللبنانيين. وشدد رئيس الجمهورية على أهمية العلاقات الثنائية ببين لبنان وقبرص، شاكراً للرئيس القبرصي الدعم الذي يبديه تجاه لبنان والحرص على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى أعلى مستوى. وعرض الرئيس عون حاجات لبنان في المجالات كافة، لا سيما الدعم الاقتصادي والمساعدات للقوى المسلحة اللبنانية.

كما عرض رئيس الجمهورية الوضع في الجنوب، مؤكداً «إصرار لبنان على انسحاب العدو الإسرائيلي بالكامل مما تبقى من أراضيه المحتلة، وانتشار الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية». ولفت عون إلى أنه فور تشكيل الحكومة الجديدة ستنطلق عجلة العمل الحكومي، عادّاً أن دعم الاتحاد الأوروبي في هذا المجال ضروري وبنّاء.

وبعد اللقاء، تحدث الرئيس القبرصي إلى الصحافيين مشيراً إلى أنه قرر أن يزور لبنان لتهنئة الرئيس عون «ولإبلاغه استعدادنا للوقوف إلى جانب الشعب والحكومة اللبنانية، والقيام بما يلزم من أجل ازدهار الشعب اللبناني».

وكان الرئيس عون تلقى سلسلة اتصالات تهنئة من لبنان والخارج. إذ اتصل مهنئاً برئيس الجمهورية، كل من ملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس وزراء هولندا ديك سخوف، ووزير الدفاع البريطاني جون هيلي، ووزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو، وعدد من قادة جيوش الدول الشقيقة والصديقة.

***********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

انطلاقة دولية قوية لعهد الرئيس جوزيف عون.. واستشارات التكليف الاثنين

 في أول زيارة لرئيس أجنبي إلى لبنان لتقديم التهنئة لرئيس الجمهورية جوزاف عون، حط الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس في قصر بعبدا، مشيراً بعد اللقاء إلى أنني «جئت اليوم لأقف الى جانب الدولة اللبنانية وقدمت للرئيس عون دعوة لزيارة بروكسيل وذلك بعد لقائي الرئيس ماكرون».

وأضاف أناستاسيادس من بعبدا، «أردت أن أكون الرئيس الاول الذي يتقدم بالتهاني للرئيس عون، لأنَّ قبرص تقف إلى جانب لبنان وشعبه».

وكان قد استقبل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون،امس الجمعة في قصر بعبدا، الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس الذي وصل إلى لبنان في زيارة تاريخية لتقديم التهنئة بمناسبة تسلمه مهامه الرئاسية.

وكان في استقبال الرئيس القبرصي عند مدخل القصر الجمهوري الرئيس عون، حيث عقد الطرفان محادثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات.

 

وزير الخارجية الايطالي

 كما استقبل الرئيس عون بعد الظهر نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي انطونيو تاجاني آتيا من سوريا.

وأكد تاجاني بعد لقائه الرئيس عون أن انتخاب الرئيس يشكل محطة أساسية ومهمة للبنان وللشرق الأوسط.

وأوضح أن انتخاب الرئيس سيضمن استقرار لبنان، مما سيسهم في تعزيز العلاقات مع لبنان ويتيح له أداء الدور الذي يستحقه في المنطقة.

كما شدد الوزير الإيطالي على ضرورة تعزيز وقف إطلاق النار الذي تم بعد الحرب، مؤكدًا أن لبلاده دورًا هامًا ضمن قوات اليونيفيل في هذا السياق.

ميقاتي: وفي أوّل لقاء رسمي له كرئيس للجمهورية اللبنانية، استقبل الرئيس عون في العاشرة قبل ظهر امس في القصر الجمهوري في بعبدا، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي جدد له التهنئة بإنتخابه رئيسا للجمهورية. وتم خلال اللقاء التداول في الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الأخيرة.

وعن العناوين التي تحدث عنها فخامة الرئيس والحكومة التي يمكنها ترجمة هذه العناوين، قال: «الخطوط العريضة التي حددها فخامة الرئيس مهمة جدا والنية موجودة لدى قيادات هذا البلد، والكثير من العناوين التي حدَّدها فخامته يمكن ان تنجز سريعا من خلال حكومة نشطة تواكب توجهه».

وعن كلام الرئيس عون بحصرية السلاح في يد الدولة والقرار 1701 قال: «هل ننتظر من رئيس البلاد ان يقول ان السلاح مشرع للجميع؟ هل ننتظر من حكومة جديدة أن تقول ان السلاح مشرع بيد جميع المواطنين؟ نحن اليوم امام مرحلة جديدة تبدأ من جنوب لبنان وجنوب الليطاني بالذات، من اجل سحب السلاح وان تكون الدولة موجودة على كل الاراضي اللبنانية ويكون الاستقرار بدءا من الجنوب».

 

اتصالات وبرقيات

 وكان الرئيس عون تلقى سلسلة اتصالات تهنئة لمناسبة انتخابه، ابرزها من الرئيس العماد ميشال سليمان، رئيس تيار «المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، ورئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» الوزير السابق طلال أرسلان.

واتصل مهنئا رئيس الجمهورية، كل من ملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس وزراء هولندا ديك سخوف Dick Schoof، وزير الدفاع البريطاني جون هيلي ووزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو، وعدد من قادة جيوش الدول الشقيقة والصديقة.

كما تلقى رئيس الجمهورية مزيدا من برقيات التهنئة لمناسبة إنتخابه وادائه اليمين الدستوري، ابرزها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الدكتور رشاد محمد العليمي ورئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية عبد المجيد تبّون.

وتلقى أيضا برقيتي تهنئة من بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأورثوذكس يوحنا العاشر، وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» الجنرال ارولدو لازارو ساينس.

 

برقية خادم الحرمين الشريفين

 وفي برقيته الى الرئيس عون، اعرب الملك سلمان عن «أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد للرئيس عون، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والازدهار».

 

برقية الأمير بن سلمان

 وفي برقيته الى رئيس الجمهورية، عبر ولي العهد السعودي عن «أطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لفخامته ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والرقي».

 

شكر واعتذار

 الى ذلك، شكر رئيس الجمهورية جميع الذين قدموا التهاني لمناسبة انتخابه، وإعتذر عن عدم تقبل التهاني شاكرا للجميع عواطفهم ومتمنيا «ان تحمل الأيام المقبلة للبنان واللبنانيين الخير والسلام وراحة البال».

كما شكر الرئيس عون «جميع الذين رفعوا الصور ولافتات التهنئة في مختلف البلدات والقرى اللبنانية»، متمنيا نزعها ومقدرا ما عبرت عنه من تأييد ودعم وتضامن.

 

مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة

صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ما يلي: «عطفا على احكام البنـد /2/ من المـادة /53/[1] من الدستور، يُجـري السيد رئيس الجمهوريـة العمـاد جوزاف عون، الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلّف بتشكيـل الحكومة الجديدة، يوم الاثنين الواقع فيه 13/1/2025، في القصر الجمهوري في بعبـدا، وفق التالـي:

فترة قبل الظهر

دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري (كتلة التنمية التحرير) (الساعة 8,00).

نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب (اللقاء التشاوري المستقل) (الساعة 8,15).

 

النواب المستقلون:

جميل السيد (الساعة 8.30) أديب عبد المسيح (الساعة 8.40) جان طالوزيان (الساعة 8.50) أسامة سعد (الساعة 9.00) عبد الرحمن البزري (الساعة 9.10) جهاد الصمد (الساعة 9.20) ميشال ضاهر (الساعة 9.30) شربل مسعد (الساعة 9.40) بلال الحشيمي (الساعة 9.50) غسان السكاف (الساعة 10.00) إيهاب مطر (الساعة 10.10) عبد الكريم كبارة (الساعة 10.20) حيدر ناصر (الساعة 10.30) ابراهيم منيمنة (الساعة 10.40) بوليت ياغوبيان (الساعة 10.50) سينتيا زرازير (الساعة 11.00) ملحم خلف (الساعة 11.10) حليمة قعقور (الساعة 11.20) نجاة عون (الساعة 11.30) الياس جراده (الساعة 11.40) فراس حمدان (الساعة 11.50).

 

فترة بعد الظهر

ياسين ياسين (الساعة 14.00) جورج بوشيكيان (الساعة 14.10) نبيل بدر (الساعة 14.20) ميشال المر (الساعة 14.30).

كتلة الجمهورية القوية (الساعة 14.40) كتلة الوفاء للمقاومة (الساعة 14.55) تكتل لبنان القوي (الساعة 15.10) كتلة اللقاء الديمقراطي (الساعة 15.25) تكتل الاعتدال الوطني (الساعة 15.40) اللقاء التشاوري المستقل (الساعة 15.50). كتلة نواب الكتائب (الساعة 16.00)  التكتل الوطني المستقل (الساعة 16.10) كتلة التوافق الوطني (الساعة 16.20)  كتلة تحالف التغيير (الساعة 16.30)  كتلة نواب الأرمن (الساعة 16.40) أغوب بقرادونيان، هاغوب ترزيان. كتلة التجدد (الساعة 16.50) كتلة مشروع وطن الانسان (17.00) الجماعة الاسلامية (17.10) كتلة التنمية والتحرير (الساعة 17.20 ).

[1] البند /2/ من المادة /53/ من الدستور: يسمي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة المكلّف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب استناداَ الى استشارات نيابية ملزمة يطلعه رسمياً على نتائجها.

**************************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

انقلاب استباقي من "حزب الله" على عون: نسف للقرار 1701 وتعويم ميقاتي

قبل أن ينام الرئيس عون ليلته الأولى في القصر بدأ "حزب الله" انقلاباً استباقياً، وجاء إعلان "البلاغ رقم واحد" عبر قناة "المنار" التلفزيونية التي نقلت أن اللقاء الذي جمع عون مع وفد "الثنائي الشيعي" في الفترة الفاصلة بين جلستَي الانتخابات الرئاسية الخميس الماضي، حصل خلاله "تثبيت" نقاط بينها: "لا علاقة للقرار 1701 بالقرار 1559. وحدود القرار 1701 هي جنوب الليطاني، وليس الشمال كما يتم الترويج. والتأكيد على دور محوري للثنائي في تشكيل الحكومة اللاحقة مهما كان شكلها، تكنوقراط أو غيره".

 

في موازاة ذلك، انطلقت قوى المعارضة وبعد إكمال إنجاز الرئاسة الأولى نحو إنجاز مماثل في الرئاسة الثالثة. ووفق معلومات "نداء الوطن" تتجه هذه القوى في يوم الاستشارات إلى طرح سلة خيارات لمن تراهم مؤهلين لتشكيل حكومة العهد الأولى لتكريس الواقع السيادي الذي آل إليه لبنان. وتضم هذه السلة مرشحَي المعارضة اللذين اقترحهما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وهما النائبان فؤاد مخزومي وأشرف ريفي. كذلك ارتفع منسوب الترجيحات ليشمل أسماء منها النائبة السابقة بهية الحريري ورئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام والدكتور صائب تمام سلام الوجه الجديد في هذا المضمار. ويأتي طرح اسم الأخير في إطار فاجأ والده الرئيس تمام سلام علماً أن نجله الشاب هو خارج لبنان حالياً.

وأتى تحرك المعارضة المستند إلى رفض مسيحي عارم، كي يقطع الطريق على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي ما زال يتطلع للبقاء في السراي وفق النهج الذي أوصله منذ أعوام كمرشح للثنائي الشيعي ولا سيما "حزب الله". ولم يتأخر ميقاتي نفسه عن تقديم أوراق اعتماده مجدداً لـ"الحزب" عندما صرّح بعد لقائه الرئيس عون أمس أن تفكيك سلاح "الحزب" يتعلق بجنوب الليطاني. وتماهى ميقاتي في موقفه هذا مع موقف مماثل أعلنه سابقاً الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم.

ويحاول فريق "الممانعة" في لبنان تسويق ميقاتي لتولي رئاسة حكومة العهد الأولى، الأمر الذي اعتبره مصدر دبلوماسيّ مواكب للحراك الرئاسي الأخير أنه قد يكون "دعسة ناقصة" بحيث أن الرئيس ميقاتي يمثل "الحكم اللبناني القديم" المُعاكس لهويّة العهد الجديدة. واعتبر المصدر نفسه، أن الموازين تبدّلت في لبنان، فكيف لشخصيّة سياسية كشخصيّة الرئيس ميقاتي، خيار "الثنائي" الأول للحكومة والذي يعتبر أن "هناك سلاحاً غير شرعيّ يجب تفكيكه في منطقة جنوب الليطاني فقط"، دون اعتبار أو ذكر كل لبنان، أن يكون رئيس حكومة عهد أخذ على عاتقه تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بحذافيره والذي يحمل بشكل واضح بند تفكيك السلاح غير الشرعيّ في كل لبنان؟

وأعلن أن ميقاتي سيزور اليوم دمشق يرافقه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب للقاء مدير الادارة المركزية أحمد الشرع. ولم يخف عن المراقبين أن توقيت هذه الزيارة يصب في خانة توظيفها لمصلحة عودة ميقاتي إلى كرسي الرئاسة الثالثة.

 

وعلمت "نداء الوطن" أن الاتصالات السياسية تكثفت في الساعات الماضية بين قوى المعارضة من أجل توحيد الموقف في ما خص استحقاق رئاسة الحكومة، في وقت بدأ تكتل "الاعتدال الوطني" إجراء اتصالات مع عدد من الكتل الوسطية والمستقلين للاتفاق على اسم مرشح على أن يعلن هذا الاسم مساء الأحد وسيكون متوافقاً مع الزخم الذي انتجه انتخاب رئيس للجمهورية ومنسجماً مع روحية خطاب القسم.

وفي وقت يريد الرئيس عون تسريع عملية تأليف الحكومة، كشفت معلومات "نداء الوطن" أن زيارة الرئيس القبرصي أتت كرسالة قبرصية وأوروبية لدعم العهد الجديد، وركز البحث مع الرئيس عون على المواضيع المهمة وأبرزها مسألة دعم الجيش ولبنان وتفعيل العلاقة مع البلدان الأوروبية. وأكد الرئيس القبرصي مساعدة العهد أوروبياً، وقد دعاه إلى المؤتمر الأوروبي الذي سيعقد في آذار بحضور 27 دولة حيث سيكون فرصة للرئيس عون لعرض ما يحتاجه لبنان من مساعدات في شتى المجالات.

ورسالة الدعم الأوروبية الثانية أتت من وزير الخارجية الإيطالية، حيث تم عرض لاتفاق وقف إطلاق النار وعرض وضع "اليونيفيل" في الجنوب، ووعد الوزير الإيطالي بالعمل أوروبياً على تأمين مساعدات للجيش وللبنان.

إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية لـ"نداء الوطن" استمرار الجيش في انتشاره جنوب الليطاني ومصادرة الأسلحة والذخائر ووضع يده على المراكز العسكرية، وبسط سلطة الدولة وتطبيق القرارات الدولية.

***********************************************

افتتاحية الأنباء:

الحكومة الجديدة على موعد الإثنين... وملفات عالقة في جعبة ميقاتي إلى الشرع
 

تتجه الأنظار إلى يوم الاثنين، بعدما أعلنه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون موعداً لإجراء الإستشارات النيابية، تمهيداً لتكليف رئيس حكومة جديد واستكمال عقد المؤسسات الدستورية.

لا تضييع للوقت، تؤكد مصادر مطلعة عبر جريدة الأنباء الالكترونية، والوتيرة نفسها ستواكب انطلاقة العهد لجهة المهل الدستورية والحراك السياسي المطلوب لإنجاز الاستحقاقات المطلوبة. وفي هذا السياق، لا تستبعد المصادر تكليف رئيس الحكومة العتيد مطلع الأسبوع، وذلك بعد انتهاء الاستشارات وإعلان الكتل النيابية عن الإسم الذي ستزكّيه كل منها لهذه المسؤولية.

في هذه الأثناء، تتريّث غالبية الكتل بالإعلان عن توجهها لمزيد من البحث خلال نهاية الأسبوع، وإن كانت بعض الأسماء بدأت تُطرَح من قبل بعض الفرقاء، على أن تتكثف الاتصالات والإجتماعات في الساعات المقبلة.

 

يوم العهد الاول 

وتميّز اليوم الأول لرئيس الجمهورية في قصر بعبدا بدينامية واضحة، بدأها باستقبال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي طلب منه الاستمرار بتصريف الأعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة. ومن زوار قصر بعبدا كان الرئيس السابق ميشال عون في زيارة بروتوكولية. 

لكن اللافت كان الحراك الخارجي المبكر، مع زيارة كل من رئيس جمهورية قبرص ووزير خارجية إيطاليا، لتقديم التهنئة وتأكيد التعاون مع لبنان ودعم عون في عهده.

 

وفي أولى زياراته الرسمية، قصد رئيس الجمهورية بكركي، مساء الجمعة، حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي أشاد بمضمون خطاب القسم، واصفاً اياه بخارطة الطريق الإنقاذية للبنان. كما نوّه بالدعم المحلي والعربي والدولي الواسع الذي لقيه انتخاب الرئيس عون مما يساعد على تحقيق الإنقاذ المنشود. 

وقال البطريرك: "ان فرحة اللبنانيين بانتخابكم تعكس ثقتهم بشخصكم من جهة وبمواقفكم الوطنية التي اختبروها في مختلف المهام التي تسلمتموها ولاسيما خلال قيادة الجيش".

 

تحديات خطاب القسم

وفي السياق، بقي خطاب القسم الذي ألقاه رئيس الجمهورية، بعد أدائه قسم اليمين الدستورية، محط تقدير لما تضمنه من عناوين بارزة، تعهّد عون بتنفيذها لاستعادة هيبة الدولة وبناء المؤسسات.

 

لكن هذا الخطاب سيكون أمامه مخاض عسير وتحديات كبرى في ظل الازمات الكبيرة التي يعانيها البلد منذ سنوات. وهنا تلفت مصادر مراقبة عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى مجموعة من المطبات ينبغي على رئيس الجمهورية إزالتها لضمان إنطلاقة عهده بقوة كما وعد، وتنفيذ ما تضمنه خطاب القسم من عناوين. 

وأشارت المصادر إلى أن أولى هذه المطبات تتعلق بتشكيل الحكومة وتطبيق مبدأ المداورة في وظائف الفئة الأولى وتحقيق المداورة في الوزارات. 

أما باقي التحديات فتتمثل، بحسب المصادر، بتطبيق اتفاق وقف النار وانسحاب اسرائيل من القرى التي تحتلتها وتنفيذ القرار 1701، وهذا الأمر بغاية الأهمية، إضافة إلى كل النقاط العالقة والتي تطرق اليها أصلاً في خطابه من استقلالية القضاء ومحاربة الفساد إلى نزع السلاح غير الشرعي بكل أشكاله، وإعادة النازحين السوريين وتحسين سعر الصرف وإعادة الودائع لأصحابها.

 

المصادر اعتبرت أن معالجة هذه المطبات ونزع  فتيلها المتفجّر يشكل ضمانة لمسيرة العهد في بداية انطلاقتها بزخم قوي. ورأت ان هذا الأمر يتطلب تشكيل حكومة فاعلة تنطلق من روحية خطاب القسم والعمل على إزالة الألغام التي تعيق بناء الدولة على أسس وطنية، ومحو كل مخّلفات العهود البائدة.

 

وعود دولية للبنان

بالتزامن، وحول انطلاقة العهد وقدرة الرئيس جوزيف عون على ترجمة خطاب القسم الى واقع في سياق استعادة بناء الدولة، كشفت النائب نجاة عون في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أن ما سمعناه كنواب من السفراء، الذين كانت لهم اليد الأولى في الاتصالات التي ساعدت على انتخاب الرئيس، بأنهم جديين في إعادة إعمار لبنان، وهم على استعداد للتعاون معنا كدولة تريد إعادة إعمار ما تهدّم ووضع كل طاقاتهم وإمكاناتهم بتصرفها. 

 

وأضافت عون: "هذا كان وعدهم لنا. قالوا لنا صراحة انتخبوا رئيس جمهورية نثق به ونحن الى جانبكم للمساعدة في بناء ما تهدّم والعمل على إعادة إحياء مؤسسات الدولة. وانطلاقاً من هذه الوعود الصادقة قد طوينا مرحلة النزول الى جهنم وبدأنا بالصعود الى الاعلى من أجل لبنان أفضل. معنى ذلك ان مسيرة إعمار لبنان بدأت مع انطلاقة العهد الجديد".

عون أعربت عن تفاؤلها الكبير بنجاح مسيرة العهد. وقالت: "يكفي ان يطبق رئيس الجمهورية نصف ما تعهد به للبنانيين يكون لبنان بألف خير".

 

وعن تشكيل الحكومة، رأت عون ان تشكيل الحكومة قد يتم بنفس الطريقة التي اعتمدت في انتخاب الرئيس لأنه ليس هناك من مجال لتضييع الوقت انطلاقاُ من خيار العصا والجزرة، واصفة الوضع في المناطق التي دمرتها اسرائيل بالمأساوي، مشيرة الى عدم قدرة قوى الأمر الواقع  على إزالة الردم وإصلاح المنازل التي تضررت والتي دُمِّرت بالكامل حتى الساعة بسبب التأخير بدفع التعويضات لعدم وجود أموال كافية لإعادة البناء ورفع الأنقاض.

 

ميقاتي الى دمشق 

على صعيد آخر، وفي أول خطوة رسمية لبنانية باتجاه الإدارة السورية الجديدة، بعدما كان عبّد الرئيس وليد جنبلاط الطريق نحو سوريا الجديدة، يتوجّه الرئيس نجيب ميقاتي إلى دمشق اليوم للقاء قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، بعدما كان جمعهما اتصال بحثا فيها العلاقات بين البلدين.

مصادر حكومية لفتت في اتصال مع الأنباء الالكترونية الى أن ميقاتي سيبحث مع الشرع في مسألة تصويب العلاقات بين سوريا ولبنان بعد الإشكالات التي حصلت بعد انهيار النظام السابق، وتسلّم الإدارة الجديدة دفة الحكم في سورية. 

كما سيشدد ميقاتي على ضرورة تفعيل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتنظيم عملية الدخول من لبنان الى سورية وبالعكس.

 

أما النقطة الأهم في التي سيبحثها ميقاتي مع الشرع فتتعلق بملف عودة النازحين السوريين الى مدنهم وقراهم في سورية، بعد إزالة أسباب بقائهم في لبنان، لما يشكله ذلك من عبء على الدولة اللبنانية. 

كما سيبحث ميقاتي مع الشرع  في ملف المفقودين اللبنانيين في السجون اللبنانية الذين ما زال مصيرهم مجهولاً رغم إطلاق جميع المساجين من السجون السورية. 

 

وتشير المصادر إلى أن ميقاتي سيحمل معه لوائح بأسماء هؤلاء المفقودين والتقارير المتعلقة بظروف اختفائهم، والسجون التي أودعوا فيها، وذلك بحسب ما يملكه ذويهم من معلومات تتعلق بظروف اختطافهم الى حين انقطاع أخبارهم عن ذويهم. 

كذلك سيتم البحث في موضوع المعابر الرئيسية وإقفال كل ما هو غير شرعي منعاً لعمليات التهريب كما كان يحصل في الماضي.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram