التقى وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، مساء الأحد الماضي في مقر وزارة الخارجية في الرياض، المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين، وذلك قبيل وصول الاخير الى بيروت. وجرت خلال اللقاء مناقشة القضايا الإقليمية الراهنة، بما فيها التطورات على الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها... وأتت هذه الزيارة التنسيقية على وقع إختتام مساعد وزير الخارجية السعودية، يزيد بن فرحان، زيارة الى لبنان أجرى فيها سلسلة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين محورها رئاسة الجمهورية.
وصل هوكشتاين الى بيروت، وما إن غادرها، حتى وصلها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.
تزامنا، كان وزير الخارجية الفرنسية، جان نويل بارو، يقول الأربعاء "وحّدنا جهودنا مع الولايات المتحدة حتى يتم انتخاب رئيس في لبنان". كما أشار وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، إلى أن "منذ وقف إطلاق النار شهدنا انسحاب أكثر من ثلث القوات الإسرائيلية من لبنان".
بدا واضحا اذا في الأيام الاخيرة التي سبقت الحسمَ الرئاسي في لبنان، وانجاز الاستحقاق، أن القرار حُسم وان ثمة اتفاقا سعوديا - أميركيا - فرنسيا صلبا غيرَ قابل للكسر، على انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".
واذا كان فريق المعارضة لطالما أبدى انفتاحا على خيار قائد الجيش وهو يعلن ذلك منذ أشهر، فإن ما بدا لافتا هو أن الثلاثي الدولي تمكّن مِن فرض مخططه الرئاسي، على الفريق الممانع في لبنان أيضا. فالأخير وجد نفسه عاجزا، اذا جاز القول، في انعكاسِ لعجز راعيته الاقليمية، ايران، عن الوقوف في وجه القرار الدولي "الكبير"، وهو العجز الثاني من نوعه بعد اخفاق طهران وحزب الله، في رفضِ الشروط الاسرائيلية القاسية في اتفاق وقف النار جنوبا.
ايران حاولت عبر حلفائها في لبنان، تحسين شروط "الديل" الرئاسي، وحاولت ذلك حتى اللحظة الاخيرة، حين رفع رئيس المجلس نبيه بري جلسة الانتخاب بعد الدورة الاولى لساعتين خصصتا للتشاور مع العماد عون، وللتفاوض معه على سلاح الحزب والثلث المعطل... لكن "الممانعة" في المحصلة، ومن دون اي ضمانات فعلية، صوّتت لعون اي للخيار الدولي بعد ان رفعت لاشهر شعار رفض تعديل الدستور. وبذلك، سار القطارُ الدولي من دون اي معوقات في لبنان.
هي اذا، بحسب ما تقول المصادر، الهزيمة الثانية لايران في لبنان، بعد النكسة التي اصابت حزبَ الله عسكريا وبعد اتفاق وقف النار وما تضمّنه من بنود قاسية لصالح اسرائيل وعلى حساب لبنان وسيادته وعلى حساب سلاح الحزب. وهي ايضا هزيمة جديدة لها في المنطقة، اذ فقدت او تكاد ورقةَ لبنان، بعد ان فقدت غزة وسوريا، ونوعا ما، بغداد... وها هو لبنان يبدو ينخرط اكثر فأكثر في مشروع السلام الكبير الذي تعده العواصم الكبرى وعلى رأسها واشنطن، للمنطقة
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :