سمحت الرقابة العسكرية في إسرائيل بنشر معلومات جديدة عن عملية اغتيال الأمين العام السابق لـ"حزب الله" حسن نصر الله، لتكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بتتبع مساره، كما كشف عن دور عميل إسرائيل "الجنرال ج".
ونشرت صحيفة "واللا" الإسرائيلي تفاصيل عملية الاغتيال وقالت إن "الجيش الإسرائيلي أعد خطة استغلّت غرور نصرالله تدريجيًا، حتى ارتكب خطأً قاتلاً أودى بحياته في سبتمبر الماضي".
عملية الاغتيال هذه، التي حملت اسم "نظام جديد"، أسست لواقع جديد في المنطقة بأسرها.
الرائد "ج".. الشخصية الرئيسية وراء العملية
الرائد "ج"، البالغ من العمر 29 عامًا، كان على دراية ربما أكثر من أي شخص آخر بما يدور في عقل نصرالله. لكن الأخير نفسه لم يكن يعلم عن ذلك شيئًا.
لم يكن يدرك أن هناك عيونًا إسرائيلية ترقبه عن كثب، وكيف كانت الأجهزة الأمنية تعمل على تضييق الخناق عليه، حتى اللحظة التي أنهت حياته في سبتمبر الماضي، وغيّرت، كما يُطلق على العملية الإسرائيلية، "النظام الجديد" في المنطقة بأسرها.
بدأ "ج" خدمته العسكرية في وحدة "إيغوز" وأصيب هناك، ثم انتقل للعمل في شعبة الاستخبارات العسكرية.
لاحقًا، عُيّن ضابط استخبارات للفرقة الشمالية في قيادة غزة، وفي أغسطس 2022، وقبل أن يباشر دراسته الأكاديمية، أُبلغ بأنه يجب تأجيل خططه وتم تكليفه برئاسة قسم الأبحاث في شعبة الإرهاب ضمن شعبة الاستخبارات العسكرية.
كانت مهمته متابعة كبار قادة حزب الله بدقة، ومراقبة حياتهم حتى أدق تفاصيلها، لتكون المعلومات جاهزة للتنفيذ عند الحاجة.
بداية النهاية.. "عملية البيجر"
كانت نقطة التحول في المواجهة مع نصرالله، بحسب الجيش الإسرائيلي، "عملية البيجر" التي نُفذت في لبنان. أسفرت العملية عن مقتل 46 عنصرًا من حزب الله وإصابة المئات وإحداث حالة من الهلع والارتباك في صفوف الحزب، الذي كان يُعتقد أنه لا يُقهر.
هذا الحدث أتاح فرصة للجيش الإسرائيلي لاستهداف نصرالله نفسه. وقال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي: "على مدار سنوات، قمنا بتفكيك قدرات حزب الله خطوة بخطوة ولم يكن نصرالله يدرك أنه يخوض حربًا كانت تحاصره بهدوء".
اللحظة الحاسمة
ويقول التقرير إنه في السنوات الأخيرة، ازدادت الفرص لتصفية نصر الله. ومع كل عملية نوعية، كان الجيش يضيّق الخناق عليه. أخيرًا، جاءت اللحظة التي كان فيها نصرالله منشغلًا بتقييم الوضع، دون أن يدرك أنه أصبح هدفا.
يوم الجمعة، 27 سبتمبر، وفي لحظة كان نصرالله فيها داخل أحد المقرات في ضاحية بيروت الجنوبية، أطلقت طائرات إسرائيلية هجوما جويا دقيقا أنهى حياته. وفقًا للمصادر الإسرائيلية، كانت العملية تتويجًا لسنوات من جمع المعلومات الاستخباراتية، التي مكنت الجيش من تتبع تحركاته بدقة فائقة.
نسخ الرابط :