بلغ الضغط الخارجي والداخلي لتسهيل انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون حدّا أقصى قبل أقل من ٤٨ ساعة من جلسة الانتخاب. واتّخذ الضغط أشكالا عدّة ترغيبية، سياسية وغير سياسية، من أجل تأمين الـ٨٦ صوتا الكافية لانتخاب عون ولتجنّب التعديل الدستوري اتّكاءً على سابقة انتخاب الرئيس ميشال سليمان، باعتبار أن المادة ٤٩ من الدستور لا تجيز "انتخاب القضاة وموظفي الفئة الاولى وما يعادلها في جميع الادارات العامة والمؤسسات العامة وسائر الاشخاص المعنويين في القانون العام مدة قيامهم بوظيفتهم وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعليا عن وظيفتهم او تاريخ احالتهم على التقاعد".
وعُلم أن محاولات حثيثة حصلت في الساعات الـ٢٤ الفائتة من أجل اختراق عدد من الكتل المُعارضة لانتخاب عون أو تلك التي لم تتخذ بعد موقفا واضحا، بغية استمالة العدد الكافي من النواب لتأمين الـ٨٦ صوتا، لكن إلى الآن لم يكتمل العدد.
كما عُلم أن سفارة دولة كبرى لا تزال تعتقد بأنه من الصعب تأمين النصاب الانتخابي لعون، خصوصا في حال بقي الثنائي الشيعي على موقفه المتحفّظ عن الانخراط في هذه العملية.
وتردّد أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كرّر أمس أمام الموفد الأميركي آموس هوكستين قراءته القانونية في الحاجة إلى تعديل دستوري لانتخاب عون، وهذا ما ليس متوافرا في الظرف الراهن، وهي القراءة نفسها التي قدّمها في استقباله نهاية الأسبوع الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان.
ويُتوقع أن تزداد وتيرة المشاورات على مستوى الكتل النيابية، من أجل بلورة الوجهة النهائية للتصويت في جلسة الخميس. ويُنتظر أن تعقد اليوم قوى المعارضة اجتماعا مُوسّعا يليه اجتماع لتكتل الجمهورية القوية، ثم لقاء ثان للمعارضة مساءً في مسعى للدخول الى جلسة بعد غد بموقف موحّد.
وكان نواب القوات اللبنانية قد دعيوا مساء أمس الى اجتماع عاجل في معراب، سبق الزيارة التي قام بها هوكستين ليلا إلى رئيس القوات سمير جعجع الذي تردّد انه استقبل أول من أمس قائد الجيش.
ولا يخفى الضغط من أجل أن تغيّر القوات موقفها وأن تنخرط في مشروع انتخاب عون، بعدما كان جعجع قد أبدى تحفّظه عن طلب الموفد السعودي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :