كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: بدأ العد العكسي للجلسة الرئاسية المقررة في التاسع من كانون الثاني الحالي، فيما المعضلة تكمن في ضبابية مشهد الترشيح، إذ لم تتبلور بعد بشكل نهائي ترشيحات الفرقاء السياسيين.
وفي وقتٍ تترقّب الأوساط السياسية والشعبية لما قد تثمره هذه الجلسة، وسطَ خشيةً من تكرار سيناريو حلقات الجلسات السابقة، لا يزال اللقاء الديمقراطي ثابتاً على موقفه بدعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون. في الأثناء، جولةٌ بعيدة عن الأضواء قام بها الوفد السعودي، يوم أمس السبت، برئاسة الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان المشرف على عمل اللجنة السعودية المعنية بملف لبنان، طالت المسؤولين السياسيين، للإطلاع على مستجدات الملف الرئاسي عشية الجلسة المنتظرة، وقد مدّد زيارته إلى اليوم الأحد لمزيد من المباحثات.
النائب جنبلاط: تأييدنا لعون ينسجم مع قناعتنا
وعلى وقع المناورات السياسية، جدّد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط أمله بأن تثمر جلسة انتخاب الرئيس وإعادة إنتاج سلطة إجرائية جديدة، تخدم تطلّعات اللبنانيين وتثبّت أركان الدولة، مؤكداً أن تأييدنا العماد جوزيف عون هو انسجام مع قناعتنا بمقتضيات المرحلة وبلوغ الاستقرار والأمن، حيث لا تزال تواجه اللبنانيين تحديّات جمّة.
وإذ شدد النائب جنبلاط على وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، وتحّمل لجنة الإشراف على تطبيقه مسؤولية لجم اسرائيل من الاستمرار في انتهاكاتها العدوانية، وإمعانها في نسف القرى وتجريف المنازل، وبما يعيق بسط السيادة اللبنانية كاملة، أكّد دعمه الاجراءات الأمنية المتخذة من قبل الجيش والقوى الامنية لضبط الحدود مع سوريا، عبر اقفال المعابر غير الشرعية ومنع التهريب بكافة اشكاله، بما في ذلك الاجراءات المتخذة حيال المرفأ والمطار.
رسالة رئاسية صارمة
وفيما ارتفع منسوب الاهتمام الخارجي بملف الرئيس، وسط اتصالات دبلوماسية مكثفة على هذا الخط، وفي غَمرة الإستعدادات الرئاسية، أكّدت مصادر متابعة لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ الوفد السعودي جاء حاملاً رسالة مفادها التشديد على انتخاب رئيسٍ في 9 كانون الثاني، لافتةً إلى معايير الرئاسة ترتكز بالدرجة الأولى على استعادة الرئيس ثقة المجتمعين العربي والدولي، إذ أن علاقات دول الخليج مع لبنان تتوقف على هذا الرئيس وتوجهاته.
المصادر لفتت إلى أنَّ الوفد السعودي كان صارماً في رسالته مع جميع القوى التي اجتمع إليها، خصوصاً تلك التي ناقشت إمكانية تأجيل الجلسة، إلّأ أن كل هذه المحاولات كانت دون جدوى.
في الإطار، يصل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين غداً الإثنين إلى بيروت، ووفق معلومات “الأنباء” الإلكترونية فإنَّ هوكشتاين يحمل في جعبته رسالة حاسمة أيضاً بالاتجاه نفسه، على أن يترأس يوم الثلاثاء اجتماع لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل بصفته الرئيس المدني للجنة.
في السياق، بحثَ رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي في موضوع الاستحقاق الرئاسي، وجرى التأكيد على وجوب مقاربة هذا الإستحقاق بموقف متماسك ومتفاهم.
تهديد إسرائيليّ: عدم الانسحاب من الجنوب
وعلى هدير المشاورات الرئاسية المعقّدة رفع الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من وتيرة التصعيد، معتبراً أنه لا يوجد جدول زمني يحدد عمل المقاومة لا بالاتفاق ولا بانتهاء مهلة الستين يوماً، مؤكداً أنه بعد معركة “أولي البأس” لا إمكانية لأن يتمكن العدو الاسرائيلي من الاجتياح كما يريد.
أمّا في الملف الرئاسي، فأكّد قاسم حرص “الحزب” على انتخاب رئيس للجمهورية بالتعاون مع كل الأطراف.
ومع استمرار الخروقات الإسرائيلية بوتيرتها التصاعدية، زعمت هيئة البث الإسرائيلية أنّه من المتوقع أن تبلّغ إسرائيل واشنطن بأنها لن تنسحب من لبنان بعد مهلة الـ60 يوماً، لافتةً إلى أنه من المتوقع أيضاً أن تنقل إسرائيل رسالة إلى الولايات المتحدة بأنها لن تسمح لسكان القرى اللبنانية القريبة من الحدود بالعودة إلى منازلهم.
في إطار متصل، أكّد العميد المتقاعد ناجي ملاعب أنَّ إسرائيل لم تستطع إقامة منطقة عازلة تتصدّى لصواريخ “الحزب” القريبة المدى والمباشرة، وبالتالي لم تتم عملية إعادة مستوطني الشمال وفق هذا الأساس.
ملاعب اعتبر في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ العدو تكبّد خسائر فادحة خلال معركته البريّة المتعثرة، وبذلك كان من صالحه المضي باتفاق وقف النار، كما وأنَّ التدمير الممنهج الذي تعرضت له بيئة “الحزب” شكلت فرصة أمام الأخير للموافقة على الاتفاق، إلّا أن َّ ما حصل في سوريا ومنع التمديدات لحزب الله وضعه في موقف صعب، تجلّى بعدم قدرته على الرد على الخروقات الإسرائيلية التي تتم برعاية اميركية إذ أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل للمضي باعتداءاتها.
“إسرائيل لن تتوقف خلال فترة الستين يوماً وستعالج أي تهديد يهدد أمنها، وما أكّدت عليه الخروقات الفادحة خلال الأيام السابقة، وقد تسعى إلى تمديد فترة وقف النار إلى 90 يوماً مستغلّةً ضعف المقاومة والدعم الأميركي على حد سواء”، وفق ملاعب.
إذاً، ضبابية الاستحقاق الرئاسي وغموض ما بعد انتهاء مهلة الستين يوماً يهيمنان على المشهد حتى الساعة ما لم يتلقف المعنيون خطورة الوضع الراهن والتوافق على إسم رئيسٍ موحّد يجمع بين اللبنانيين ويضع البلد على السكة الصحيحة تفادياً لتكرار سيناريو الحرب.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام
نسخ الرابط :