تكشف دراسة حديثة ارتباطاً مقلقاً بين استهلاك الوجبات السريعة وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. واستندت الدراسة إلى بيانات مسح الصحة والتغذية الوطني الأميركي (NHANES) بين عامَي 2008 و2018، وشملت أكثر من 31 ألف مشارك لتحليل تأثير السمنة على العلاقة بين تناول الوجبات السريعة والاكتئاب.
من بين 31,460 مشاركاً، أظهر 2871 منهم علامات الاكتئاب، بمتوسط عمر 48,2 عاماً. وأوضحت النتائج أنّ تناول وجبة إضافية من الوجبات السريعة أسبوعياً يَزيد خطر الاكتئاب بنسبة 4%.
أمّا الذين يستهلكون أكثر من وجبتَين أسبوعياً، فارتفع لديهم الخطر بنسبة 24%. وأكّد التحليل أنّ العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم (BMI) والاكتئاب تتفاقم مع زيادة تناول الوجبات السريعة، خصوصاً لدى المصابين بالسمنة.
هل تلعب السمنة دوراً رئيساً؟
أظهرت الدراسة أنّ السمنة تسهم بنسبة 6,5% فقط في التأثير السلبي للوجبات السريعة على الاكتئاب. أمّا الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن من دون سمنة مفرطة، فلم يظهر تأثير كبير للسمنة كعامل وسيط. ومع ذلك، كان التأثير أكثر حدّة لدى من لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) مرتفع.
ما الذي يجعل الوجبات السريعة ضارّة؟
الوجبات السريعة غنية بالدهون غير الصحية والسكريات والسعرات الحرارية، لكنّها تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية. ويمكن أن تؤدّي هذه المكوّنات إلى:
- تقلّبات في مستويات السكر في الدم، ممّا يسبّب تغيّرات مزاجية وقلقاً.
- نقص العناصر الغذائية الضرورية، مثل أوميغا-3، المغنيسيوم وفيتامينات (ب)، التي تدعم صحة الدماغ.
- تعزيز الالتهابات المزمنة المرتبطة بالاكتئاب.
كيف نحمي أنفسنا؟
للحَدّ من التأثير السلبي للوجبات السريعة، يُنصح باتباع نظام غذائي صحي يتضمن:
- الأطعمة الغنية بأوميغا-3، مثل الأسماك الدهنية والمكسرات.
- الخضروات الورقية، كالسبانخ واللفت، لتعزيز صحة الجهاز العصبي.
- البقوليات، مثل العدس والحمص، الغنية بالفيتامينات والمعادن.
- الشوكولاتة الداكنة بكميات معتدلة لتحفيز هرمونات السعادة.
استراتيجيات لتحسين الصحة العامة
تقليل تناول الوجبات السريعة واستبدالها بوجبات منزلية صحية يُحسن الصحة العامة. ويمكن التركيز على الدهون الصحية (زيت الزيتون) والبروتينات الخالية من الدهون (الدجاج المشوي والأسماك). بالإضافة إلى ذلك، يُوصى بممارسة التمارين الرياضية لتحفيز هرمونات السعادة وتحسين الحالة المزاجية.
نسخ الرابط :