افتتاحية صحيفة الديار:
بغياب «كلمة السر» الخارجية المعارضة تلمّح لتطيير جلسة الانتخابات
الرياض تصر على عدم التسمية... وجنبلاط ينصح جعجع بالتواضع!
تعهد اميركي لبري نهارا بلجم الخروقات واسرائيل ترد ليلا بتوسيعها؟
غياب «كلمة السر» الخارجية رئاسيا، بسبب خلافات «اللجنة الخماسية»، يبقي عددا كبيرا من الكتل النيابية في حالة من الدوران في الحلقة المفرغة على مسافة اسبوع واحد من جلسة الانتخاب المفترضة لرئيس الجمهورية والتي لمحت المعارضة بالامس الى احتمال تطييرها. الاميركيون، والفرنسيون افتتحا النشاط الدبلوماسي مع العام الجديد، لكن كلا الطرفين لم يبحثا الرئاسة في عين التينة، بل كان اتفاق وقف النار «الطبق الرئيسي» في المحادثات بانتظار وصول عاموس هوكشتاين الى بيروت عله يحمل اي مؤشرات دالة على رغبات الاميركيين. السعوديون لم يطلبوا بعد مواعيد رسمية وسط تضارب في المعلومات حول تراجع وزير الخارجية عن ترؤس الوفد، لكن الثابت حتى الان ان الرياض لا تزال على موقفها بانها لن تسمي مرشحا مفضلا على نحو مباشر، وهي حددت في السابق المواصفات التي تعنيها والمهمة مناطة بمجلس النواب اللبناني. فيما القطريون المقيمون في بيروت لم يبادروا بعد الى الاجهار صراحة بتوجهاتهم الرئاسية. «الثنائي الشيعي» لا يجد نفسه مضطرا للتفريط «بورقة» ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في غياب اي كلام جدي مع الداخل والخارج حول هوية الرئيس الوسطي الذي لا يعتبر تحديا لاحد.
اما التكتلات النيابية السنية فهي على تشتتها في ظل عدم الوضوح في الموقف السعودي. والمعارضة ليست على «قلب واحد»، بغياب حسم الرعاة الخارجيين للموقف، في ظل انزعاج الكثيرين من محاولة «القوات اللبنانية» لتسيّد المشهد وفرض ترشيح غير واقعي لرئيسها سمير جعجع او من ينوب عنه. «التيار الوطني الحر» لا يزال في مربع المناورة وهو متهم بمحاولة ابتزاز مكشوفة للجميع، وخصوصا «الثنائي»، وهو في سبيل حرق اوراق قائد الجيش يلمح الى احتمال قبوله بجعجع، وحده النائب السابق وليد جنبلاط يغرد خارج السرب باعلانه ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، وهو خيار اعتبرته «القوات» ايضا قطعا للطريق امام «الحكيم».
انه «سيرك» مفتوح يمارس فيه الكثير من النواب «حركات بهلوانية» في وقت شديد الحساسية في واقع لبنان ومستقبله، الرهانات على التطورات الخارجية قد تدخل البلاد في تعقيدات هو بغنى عنها، ولعل «لغم» ملف نجل الشيخ القرضاوي القضائي-السياسي دليلا بسيطا عن حجم الحرج اللبناني في التعامل مع الملفات، حيث تبدو السلطات السياسية في موقف لا تحسد عليه وهي تحاول تجنب ازمة سياسية ذات انعكاسات اقتصادية وحتى امنية.
بري «والنافذة» المفتوحة!
اما العدو الاسرائيلي، فلا يزال على عدوانيته، وقد وسع بالامس من خرقه المستمر لاتفاق «وقف النار»، مستهدفا للمرة الاولى منذ دخوله حيذ التنفيذ، مرتفعات اقليم التفاح بغارتين جويتين مدعيا استهداف منصات صواريخ لحزب الله. ولا يعد العمق الجغرافي الذي يتجاوز الـ 13 كلم وحده الامر اللافت في الاعتداء الجديد، وانما توقيته، فهو جاء بعد ساعات قليلة من لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفيرز، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون. وتم عرض للأوضاع الميدانية منها في ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لبنود الإتفاق، وفيما طلب بري الابقاء على النافذة مفتوحة كي يسمع الجنرال الاميركي صوت المسيرة الاسرائيلية التي كانت تحلق فوق بيروت، اكتفى الضابط الاميركي بالابتسام.
الضابط الاميركي «مستاء»؟
ووفقا للمعلومات، استعرض بري بالارقام عدد الخروقات الاسرائيلية وطالب جدية اكبر من اللجنة في التعامل معها لانها تاخذ الامور الى وضع معقد للغاية خصوصا ان اسرائيل تتعمد ابطاء انسحابها من القرى الجنوبية. وعلم في هذا السياق ، ان الجنرال الاميركي ابدى استياءه من الخروق الاسرائيلية، وشدد على السعي لوضع الحد لها في اقرب وقت، ولجم الخروقات، وقدم ما يمكن اعتباره ضمانة بالحرص على عدم تفويت الفرصة الراهنة للحفاظ على وقف النار، وهو ما سيسعى اليه هوكشتاين الذي يحمل معه تعليمات واضحة بضرورة التزام كافة الاطراف بالاتفاق.
من يكذب على من؟
وفي هذا الاطار، عبرت مصادر مقربة من «عين التينة» عن الاستياء التام من هذه التطورات، واعتبرت ان ما قام به جيش الاحتلال «رسالة» تحد واضحة للجميع، فاما ان الاميركيين «يبيعون» اللبنانيين كلاما معسولا، ويكذبون، ولا يقومون بما عليهم، او ان الاسرائيليين لا يكترثون بضغوط ادارة راحلة ويعملون وفق اجندتهم بانتظار دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض، وفي كلا الحالتين الامور غير مطمئنة ولا يمكن التعامل معها باستخفاف.
التصعيد الاسرائيلي
وكانت طائرات العدو قد اغارات على مرتفعات اقليم التفاح مرتين واستهدفت منطقة حرجية بين بلدتي سجد والريحان. كما اغارت مسيرة اسرائيلية قبل ظهر امس على منطقة الرومية بين بيت ليف وياطر. وقام جيش العدو ايضا بعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة للمناطق الممتدة بين ياطر وبيت ليف ورامية . وكانت قوة اسرائيلية توغلت صباح امس إلى داخل بلدة بيت ليف وقد شوهدت بالعين المجردة آليات الجيش الاسرائيلي على طريق البلدة بالقرب من خزان المياه ، فيما لم تغب الطائرات المسيرة والاستطلاعية والحربية عن سماء المنطقة لا سيما في القطاعين الغربي والأوسط. ورُصد تراجع القوات الإسرائيلية من أحياء الناقورة باتجاه رأس الناقورة وعلما الشعب بالتزامن مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة. كما حلّقت مسيّرة إسرائيلية فوق العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية على مستوى منخفض طوال يوم امس.
جنبلاط ينصح جعجع؟
رئاسيا، بقي الحراك دون المستوى المطلوب، واذا كانت الاتصالات تتسارع خلف الكواليس، الا ان محاولة تأمين توافق على اسم توافقي لا يزال دونه عقبات كبيرة، واهمها، برأي مصادر سياسية بارزة، شعور قوى المعارضة ان لديها فرصة «تاريخية» لانتخاب رئيس وفق معادلة «غالب ومغلوب» بعد التطورات المتسارعة في لبنان والمنطقة،وهو امر يثير «نقزة» في المختارة التي يخشى زعيمها وليد جنبلاط من رهانات خاطئة تطيح بجلسة التاسع من الجاري، او تؤدي الى نتائج لا تعكس طموحات «الرؤوس الحامية» من المعارضة. وعلم في هذا السياق، انه نصح عبر وسطاء رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بالتواضع قليلا، والتعامل مع موازين القوى الداخلية بواقعية، باعتبار ان التوازنات في مجلس النواب لم تتغير، «والثنائي» لا يزال يحظى بتاييد غالبية الشيعة، ولا يمكن تجاوزهم او محاولة عزلهم، ولذلك من الضروري الذهاب الى التوافق على مرشح مقبول من الجميع وعدم الاطاحة بالجلسة المقبلة لان الامور قد تفتح على مفاجآت غير منتظرة. لكن في «معراب» لا يزال الموقف على حاله لجهة القول» انه اذا لم نأت برئيس يشبهنا الان فمتى يكون ذلك»؟
بري يتعهد...ولكن
وفيما تسربت معلومات عن ان وزير الخارجية السعودي لن يحضر الى لبنان هذا الاسبوع كما تردد، بل قد يرسل مستشاره.استقبل الرئيس بري وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو والوفد المرافق حيث تناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا، كما التقى رئيس المجلس السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، وكان بري واضحا لجهة التزامه بعدم الخروج من «ساحة النجمة» قبل تصاعد «الدخان الابيض»، متعهدا ان «الثنائي» لن يفرط عقد الجلسة، لكنه شدد ايضا على انه وحده لا يمكنه انتخاب رئيس؟
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بحث مع نظيره الفرنسي بارو، خلال اتصال هاتفي مساء أمس الاول، مستجدات الملفين السوري واللبناني. وأفاد بيان لمكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أن الوزير الأميركي «أشاد بقيادة فرنسا في دعم لبنان، بما في ذلك مساعداتها المستمرة للقوات المسلحة اللبنانية، وأكد أهمية اتباع نهج منسق لمساعدة الشعب اللبناني على إعادة بناء مؤسساته واستعادة قيادته من خلال الانتخابات الرئاسية.
حزب الله والرئيس السيادي
من جهته اعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ان حزب الله لا يقبل بعزل احد وهو مع انتخاب رئيس سيادي حقيقي يواجه اي اعتداء على السيادة، وخصوصا من قبل العدو الاسرائيلي.واضاف « لا نريد لاحد ان يعزل ونحن منفتحون على الحوار والتعاون مع من يريد ان يتعاون على اعادة نهوض البلد ومعالجة اثار العدوان الاسرائيلي.
جلسة 9 قد لا تنتج رئيسا
في هذا الوقت، تعثر مجددا جمع الكتل السنية على راي رئاسي واحد، وفشلت كتلة الاعتدال، والتوافق الوطني، ونواب مستقلين للمرة الثانية في عقد لقاء جامع امس لكن الاجتماع تم تاجيله مجددا الى يوم الاثنين المقبل. من جهته اكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي الحاجة إلى رئيس يواكب المرحلة ، لكنه قال ان جلسة التاسع من كانون الثاني قد لا تنتج رئيساً بانتظار توافق داخلي أكبر، مشيرا الى ان السعودية تميل الى ان يكون انتخاب قائد الجيش.
ماذا تريد المعارضة؟
من جهتها فشلت قوى المعارضة التي عقد نوابها اجتماعًا في مقر كتلة تجدد في الخروج بتوافق حول اسم لخوض العركة الانتخابية في الجلسة المقبلة، ووفق المعلومات ثمة تريث بانتظار الوفد السعودي وكذلك زيارة هوكشتاين الى بيروت، وبعد الاجتماع تلا النائب وضاح الصادق بيانا اوحى فيه بان موعد الـ 9 من الجاري ليس «مقدسا» لانتخاب رئيس، لان المعارضة التي تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه كل لبنان، حسب تعبيره، لا تعني بأي شكل من الأشكال قبولها بانتخاب رئيس لـ 6 سنوات لا يمتلك كل المواصفات التي تخوله تنفيذ المهام التي تتطلّبها مرحلة العهد الكاملة والتي تشمل بالتوازي: إعادة الاعتبار للدستور وحكم القانون، إستعادة السيادة على القرار والأرض وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة، تطبيق كافة الاتفاقات والقرارات الدولية، القيام بالإصلاحات المطلوبة لمعالجة آثار الانهيار المالي والاقتصادي وإعادة بناء الاقتصاد الشرعي اللبناني، تصحيح علاقات لبنان مع محيطه العربي والمجتمع الدولي..
«اللغم القضائي»
في هذا الوقت، تجهد السلطات السياسية الى تفادي «اللغم القضائي» المتمثل بقضية عبد الرحمن القرضاوي المطلوب من السلطات المصرية وكذلك من السلطات الاماراتية. وفيما تطالب كل من مصر وابوظبي بترحيله لمحاكمته تدخلت تركيا التي يحمل جنيستها ايضا لمنع تسليمه، وقد زار فد من السفارة التركية القرضاوي ووعده بمتابعة ملفه على اعلى المستويات لمنع تسليمه واعادته الى الاراضي التركية. وبانتظار تسلم المف المصري اعطى النائب العام التمييزي القاضي جمال حجار اشارة قضائية بتوقيف القرضاوي بعد استجوابه في البلاغ المقدم من قبل دولة الامارات،واستمعت القاضية في النيابة العامة التمييزية ميرنا كلاس الى الموقوف في ملف مذكرة التوقيف الإماراتية وأعطت الإشارة بتوقيفه. وعلم في هذا السياق، ان التوقيف اجراء روتيني بانتظار استكمال التحقيقات في المذكرة المصرية، وعندها ستصدر التوصية القضائية وتحال الى الحكومة كي تتخذ الموقف السياسي المناسب. وفي هذا الاطار، تمارس تركيا ضغوطا سياسية عالية السقف مع الجهات اللبنانية لمنع تسليمه، فيما يبقى الموقفان المصري والامارتي على تشددهما، وتبدو الحكومة امام اختبار شديد الاحراج، خصوصا ان لا معاهدة تسليم مشتركة مع الامارات، ووفق القانون الانساني لا يجب تسليمه لمصر، لكن اغضاب الجانبين مكلف. وفي المقابل، فان استعداء تركيا التي «تمون» على الحكم الجديد في دمشق، دونه خسائر كبيرة وتداعيات خطيرة، لذلك فان الملف يدرس بعناية بحثا عن مخرج يقلل الخسائر.
****************************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
الرياض لا تريد مرشّح مواجهة وجعجع خارج السباق
طبع السؤال عن مصير جلسة التاسع من كانون الثاني الرئاسية آخر أيام العام الماضي ومطلع العام الجديد، وبقيَت الأجوبة عليه تراوِح بينَ الوقائع والتوقّعات والرغبات والتمنيات. وفيما لا تزال جهات داخلية تستند في تفاؤلها إلى وجود جوّ خارجي جدّي يدفع في اتجاه انتخاب رئيس ومؤشرات إلى وجود قناعة داخلية بعدم القدرة على التعطيل، إلا أن أجواء الحراك الذي لم يتوقف في الأعياد واستمر أمس، لا تؤكد أن تاريخ التاسع من الشهر الجاري سيكون موعداً لإنهاء الفراغ الرئاسي. وبناءً عليه أمكن رصد ما يلي:
في الداخل، ثمّة فريق لبناني على رأسه قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع يرغب في تأجيل الاستحقاق إلى ما بعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 كانون الثاني. والرهان هنا هو أن ترامب العائد مع فريق عمل متشدّد سيعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لتستكمل في إيران ما بدأته في غزة ولبنان. ويعتقد جعجع بأن «الضربة الآتية» لإيران تعني سقوط حزب الله تماماً، وسيكون أمام فرصة ذهبية للوصول إلى بعبدا. ولهذا، أرسلَ جعجع موفداً إلى الرياض للسؤال عن إمكانية دعم ترشحه. أما التيار الوطني الحر، فلا يزال يعمل على هدف واحد، وهو إزاحة قائد الجيش العماد جوزف عون من قائمة المرشحين، وحرق اسم جعجع. صحيح أن تسريبات التيار حملت استعداداً لدعم ترشيح جعجع، لكن ذلك ليس بقصد انتخابه بل حرقه، مع قناعة النائب جبران باسيل بعدم قدرة قائد القوات على الحصول على الأصوات المطلوبة. فهو بالكاد يستطيع جمع 40 صوتاً، في حال صوّت التيار له. أما النواب السنّة، فلم يحسموا حتى الآن قرارهم لعدم وجود أي كلمة سرّ سعودية، بينما يلف الغموض موقف الثنائي حزب الله وحركة أمل.
خارجياً، تؤكد مصادر دبلوماسية أنه بمعزل عما يُقال في العلن أو يُسرّب مواربة، هناك ثابتة واحدة يُمكن الانطلاق منها، وهي أن المتغيّرات الداخلية والخارجية ليست واضحة، وهذا ما يجعل عواصم القرار المعنية بالملف اللبناني تقف بينَ حدّين: الأول عدم اتخاذ موقف منحاز بالكامل إلى أي اسم، ولا الذهاب في اتجاه قطيعة كاملة مع أي جهة في البلد. وفي السياق، كشفت المصادر أن الرياض وواشنطن نقلتا إلى بيروت رسائل متعددة مفادها أنه لن يكون هناك فرض لأي رئيس مواجهة، وهما تُدركان أنه مهما بلغت التحولات في المنطقة، لا يُمكن تجاهل التوازنات الداخلية، ما يعني بقاء جعجع خارج إطار المنافسة. وتعتبر المصادر أن جعجع «يدرك ذلك، لكنه يريد أن يؤكد على موقعه كصانع للرئيس. أي إنه لا يريد أن يتفاوض مع الطرف الآخر على اسم توافقي، بل أن يطرح هو الاسم ويأتي الآخرون ليتفاوضوا معه عليه».
وبينما استمرت عجلة اللقاءات والاتصالات الدبلوماسية رغم ضبابية المشهد المتوقّع للجلسة، جرى تداول معلومات عن عدول وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن زيارة كان يعتزم القيام بها للبنان، علماً أن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أكّد أنه لم يتلقَّ إشعاراً بزيارة ابن فرحان، فيما كانت المعلومات منذ البداية تتحدّث عن جولة سيقوم بها مستشاره للشؤون اللبنانية يزيد بن فرحان يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين للبحث في الاستحقاق الرئاسي.
وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية بارزة إن «المملكة تحرص حتى الآن على عدم التورط في دعم مرشح بعينه، لكنّ المؤكد أنها لا تؤيد جعجع، وهي تتقاطع مع الرأيين الفرنسي والأميركي، إذ إن الأسماء المتقدمة لديها تشمل قائد الجيش والوزير السابق جهاد أزعور ومرشح باريس المصرفي سمير عساف. وفي انتظار الوفد السعودي، بدأت اللقاءات الدبلوماسية أمس من عين التينة التي زارها وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو للبحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية. وهي زيارة تسبق زيارة مرتقبة مطلع الأسبوع المقبل للموفد الأميركي عاموس هوكشتين إلى لبنان.
كذلك عُقدت سلسلة لقاءات على هامش الأعياد بينها اتصال بين السفير السعودي وليد البخاري مع البطريركية المارونية قبل أن يسافر البخاري إلى الرياض. ونقل زوار البطريرك بشارة الراعي أنه يدعم بقوة حصول الانتخابات الخميس المقبل ويخشى من أن تأجيل الجلسة قد يفقد لبنان فرصة جدية.
وقال الزوار إن الراعي لن يقف عثرة أمام أي توافق سواء كان على قائد الجيش أو غيره، وإنه أبلغ جهات خارجية بأنه في حال كان التوجه هو انتخاب شخصية غير سياسية فهو يدعم العودة إلى مرشح التقاطع جهاد أزعور، ويدعو إلى بحث الأمر مع الرئيس بري وحزب الله. وأكّد الراعي أن البلاد تريد رئيساً يعيد الاعتبار إلى الدور المسيحي الفعّال ويكون قادراً على مدّ الجسور مع اللبنانيين والعرب والعالم.
****************************************************
افتتاحية صحيفة البناء
غارات على حلب و70 شهيداً في غزة ومواعيد انسحاب غير مؤكدة من الناقورة / بري يبلغ الراعي الأميركي أن الانتهاكات تجاوزت كل حد وأن الاتفاق في خطر / قاسم يؤكد قوة المقاومة وجهوزيتها… وتقرير لقناة الحدث يربك المطار والركاب
الرئيس بري خلال لقائه رئيس لجنة المراقبة الجنرال جيفيرز وسفيرة أميركا في عين التينة أمس
فيما يواصل جيش الاحتلال عمليات التوغل في الأراضي السورية قامت طائرات الاحتلال بشن غارات جوية على منطقة السفيرة في محيط مدينة حلب، حيث تقع معامل الدفاع التابعة للجيش السوري، في سياق العمليات ذاتها التي استهدفت مقدرات الجيش السوري العسكرية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبالتوازي كانت الغارات التي استهدفت المدنيين في قطاع غزة قد سجلت رقماً جديداً من الشهداء تجاوز السبعين شهيداً، رغم كل المواد الإعلامية التي تتحدّث عن تقدّم في مسار التفاوض نحو اتفاق ينهي الحرب على غزة، أما في لبنان فواصل جيش الاحتلال استهداف المناطق اللبنانية والتوغل فيها رغم اتفاق وقف إطلاق النار، ونفذ غارات في منطقة النبطية الواقعة خارج منطقة جنوب الليطاني بذريعة وجود تجهيزات عسكرية تشكل تهديداً، بما حوّل اتفاق وقف إطلاق النار الى مجرد تجميد لعمليات المقاومة بينما يد الاحتلال طليقة في فعل ما لم يكن يجرؤ على فعله خلال أيام الحرب.
الانتهاكات الإسرائيلية المتمادية والتي تجاوزت كل الحدود كانت موضوع البحث بين رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النّار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز، بحضور السّفيرة الأميركيّة لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان، حيث جرى عرض للأوضاع الميدانيّة، على ضوء مواصلة «إسرائيل» خرقها بنود الاتفاق. واستقبل برّي أيضًا وزير خارجيّة فرنسا جان نويل بارو والوفد المرافق، ولم يغب عن اللقاء موضوع تثبيت وقف إطلاق النار ضمن المهلة المنصوص عليها والتي تنتهي في السابع والعشرين من هذا الشهر، حيث تشكل فرنسا راعياً ثانياً للاتفاق إلى الجانب الراعي الأميركي، وقالت مصادر تابعت اللقاءين إن بري أكد للأميركيين والفرنسيين إن الطريقة التي يتصرف من خلالها جيش الاحتلال تنفي عن ما يجري صفة الخروقات والانتهاكات الى حد رسم سياسة ممنهجة تلقي بظلال الشك حول نياته الحقيقية تجاه تطبيق الاتفاق، مشيراً إلى خطورة سقوط الاتفاق ما لم يتم تدخل جدّي من الرعاة لإعادة الأمور إلى نصابها.
عن الموضوع ذاته تحدّث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مؤكداً جهوزية المقاومة وقوتها وتعافيها، مشيراً إلى أن المقاومة تركت الأمر خلال فترة الستين يوماً التي نص عليها الاتفاق للحكومة اللبنانية. وفي سياق منفصل كانت قناة الحدث العربية قد أوردت تقريراً نقلاً عن مصادرها بأن طائرة إيرانية سوف تحمل إلى بيروت على متن إحدى رحلاتها التي تنقل الركاب، أموالاً لحزب الله، وتفاجأ الركاب وغالبيتهم حجاج لبنانيون كانوا في زيارة الأماكن المقدسة، لإخضاعهم الى تفتيش دقيق غير مسبوق وتأخير امتد لساعات، ما أثار استياء وطرح أسئلة عن حقيقة ما يجري عبر الترويج المتبادل بين قناة الحدث وصحيفة لبنانية، ومقابله ما شهده مطار بيروت من إجراءات نقلت خلالها قناة الحدث خبراً عاجلاً عن وزير الداخلية بسام مولوي يقول فيه، «الآن تخضع الطائرة الإيرانية لتفتيش دقيق في مطار بيروت».
وأكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الاعتداء على جنوب لبنان هو اعتداء على الدولة والمجتمع الدولي.
وفي كلمة له، خلال المؤتمر الدولي الرابع لتكريم العلامة محمد تقي مصباح يزدي في طهران، قال: «حزب الله قرّر أن يعطي فرصة، وقرّر أن تتحمّل الدولة مسؤوليتها. هذه مرحلة سياسيّة تصدّت الدولة لها، وهناك أصوات ونحن نوافق معهم أن تكون الدولة هي المسؤولة عن تطبيق هذا الاتفاق»، وأضاف «لذا نحن نعتبر أن الاعتداء الذي يحصل الآن يحصل على الدولة. يحصل على المجتمع الدولي. يحصل على كل الذين رعوا هذا الاتفاق. هذه مسؤوليّتهم، وهم عليهم أن يتحملوها بشكل مباشر». مضيفاً: «لعل البعض يقول وأنتم ماذا تفعلون؟ نحن نصبر في هذه المرحلة، ونعتبر أن المسؤولية على الدولة. لا نريد أن نقوم بعمل يُعيدنا إلى أن نتحمل مسؤولية مباشرة عن أمر يجب أن يتحمل مسؤوليته الجميع».
وأوضح الشيخ قاسم أنه «صحيح الآن هناك خدشة معنوية حقيقية بما تفعله «إسرائيل»، لكن يجب أن تتضافر جهودنا وأن يتم الضغط السياسي إلى أعلى مراتبه. وهذه فرصة». وشدّد على أنه «أثبتنا بالمقاومة أننا لم نمكن العدو من أن يتقدم في المنطقة الحدودية إلى الأمام وستكون الآن فرصة للدولة اللبنانية لتثبت نفسها بالعمل السياسي».
وقال الشيخ قاسم إن «المقاومة مستمرّة وقد استعادت عافيتها، ولديها من الإيمان المتجذر والثلة المؤمنة الاستشهادية، ما يمكنها أن تتقدّم وتتألق وتصبح أقوى في المستقبل إن شاء الله». واعتبر الشيخ قاسم أن «الكيان الإسرائيلي الذي قتل البشر ودمّر الحجر وارتكب الإبادة في غزة، انكشف أمام الأمة والعالم بأنه كيان وحشيّ مجرم، بدعم أميركي مجرم وهو عدو للإنسانية». وأضاف «أنه لا بد لنا أن نقيّم ما جرى من أحداث في هذه الحرب العدوانية، وأن نستفيد من نتائجها، وأن نطوّر أعمالنا بالدروس والعبر».
ولفت الى ان «رصيدنا في الداخل اللبناني كبير ومؤثر بحمد الله تعالى، وسنعمل مع شركائنا في الوطن لانتخاب رئيس للجمهورية وإعمار ما تهدّم، وإطلاق عجلة الدولة وفق قوانينها، والبدء بورشة إصلاح وتعافٍ للاقتصاد والوقوف مع الناس في أوضاعهم الاجتماعية والصعبة».
ومن المتوقع أن يزور لبنان المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين إلى بيروت لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في ظل ارتفاع وتيرة الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب.
وفي سياق ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي، رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز، بحضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون. وتم عرض للأوضاع الميدانية منها في ضوء مواصلة «إسرائيل» خرقها لبنود الاتفاق. واستقبل بري وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو والوفد المرافق حيث تناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدّات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.
ووضع الرئيس بري وفق مصادر إعلامية محلية كل الخروقات الإسرائيلية أمام الوفد الأميركي منذ بدء سريان وقف إطلاق النار وعددها أمام من يضمن الاتفاق، كما سمع بري من الجنرال جيفرز تأكيد أميركا التزام الاتفاق ومتابعة تنفيذه بالشكل الذي يؤدي إلى الاستقرار على الحدود.
ووفق المصادر فإن الرئيس بري طلب من أحد مساعديه فتح نافذة الشباك الكبير في مكتبه ومتوجّهاً بكلامه الى الجنرال الأميركي لكي يسمع صوت طائرة الاستطلاع الإسرائيليّة في السماء وصوتها المزعج، فيما اكتفى الجنرال بابتسامة بسيطة ومن دون أي كلمة.
ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» أن «المسؤولين اللبنانيين تلقوا تأكيدات من المسؤولين الأميركيين والفرنسيين ومن لجنة الإشراف الدولية بأنها تقوم بالضغط على «إسرائيل» لوقف الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، وأن الجيش الإسرائيلي لن يبقى على الأراضي اللبنانيّة بعد نهاية الهدنة، وقد ينسحب قبل فترة الستين يوماً، والسبب في القرار الإسرائيلي بالانسحاب هو وجود قرار دوليّ بتهدئة الجبهة الجنوبية والخوف الدولي من انهيار اتفاق الهدنة والعودة إلى الحرب، إضافة الى أن الحكومة الإسرائيلية تريد الالتزام برغبة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بوقف الحروب في المنطقة قبل تسلّمه الرئاسة بشكل رسميّ، كما أن الحكومة الإسرائيلية تعتبر أنها حققت الكثير من أهداف الحرب ويمكنها أن تقول للداخل الإسرائيلي إنها استعادت الأمن الى الشمال وعودة المستوطنين إليه، وأي انهيار للاتفاق والعودة الى الحرب سيعيق إعادة المستوطنين وتهجير المزيد، ما لا تستطيع «إسرائيل» تحمّله». ووضعت المصادر ارتفاع وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب في إطار استغلال الفترة المتبقة من الهدنة لإلحاق الحد الأقصى من الدمار لا سيما في القرى المحاذية للحدود قبل الانسحاب الكامل». ولفتت المصادر الى أن الجيش الإسرائيلي قد يتذرع بأسباب عدة ويطلب تمديد فترة الهدنة لكي يستمر بالاعتداء على لبنان وقد يمدد الهدنة من جانب واحد لكن لا يمكنه البقاء على الأراضي اللبنانية، علماً أن لبنان لن يقبل بأي طلب بتمديد للهدنة ومتمسّك بالانسحاب ووقف الخروقات وإعادة المهجرين إلى قراهم والبدء بإعادة الإعمار».
وواصل العدو اعتداءاته على الجنوب، حيث أغارت طائراته الحربيّة على منصات قذائف صاروخية متوسطة المدى كان يستخدمها حزب الله داخل موقع عسكريّ للتنظيم، وفق مزاعم العدو.
وادعى جيش الاحتلال في بيان، إلى أنه «في إطار تطبيق التفاهمات بين «إسرائيل» ولبنان، وقبل الغارة تم إرسال طلب إلى الجيش اللبناني لإحباط مفعول هذه المنصات التي شكلت تهديدًا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية وقوات الجيش الإسرائيلي. وذكر بأنه تم استهداف المنصات فقط بعد عدم معالجة الطلب من قبل الجيش اللبناني، وأن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لإزالة كل تهديد على «إسرائيل» وفق تفاهمات وقف إطلاق النار».
ولم يصدر الجيش اللبناني أيّ ردّ على بيان جيش الاحتلال.
كما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي مساء أمس، غارة على مرتفعات إقليم التفاح من جهة بلدة جباع.
ولفت خبراء في الشؤون العسكرية لـ»البناء» الى أن «الجيش الإسرائيلي يحاول تثبيت قواعد اشتباك في كامل الجنوب وربما في لبنان ليس فقط جنوب الليطاني لتكون هذه القواعد هي الحاكمة والمعمول بها بعد نهاية مهلة الهدنة»، مشيرين الى أن «توسيع خروقاته باتجاه إقليم التفاح يعني توسيع قواعد الاشتباك الجغرافية لحرية الحركة الإسرائيلية بعد نهاية الهدنة وانسحاب قواته من الجنوب».
الى ذلك، يشهد لبنان حراكاً دبلوماسياً مكثفاً على خط رئاسة الجمهورية، قبيل أسبوع من موعد جلسة المجلس النيابي المخصّصة لانتخاب الرئيس، ومن المتوقع أن يصل المسؤول السعودي عن الملف اللبناني يزيد بن فرحان الى بيروت اليوم لإجراء مشاورات مع المسؤولين اللبنانيين بالملف الرئاسيّ. وعلمت «البناء» أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لن يزور لبنان في المدى المنظور، وستكتفي المملكة بإيفاد المسؤول عن الملف اللبنانيّ للمساعدة في تسهيل انتخاب الرئيس.
وأشارت أوساط الثنائي حركة أمل وحزب الله لـ»البناء» الى أنه حتى الآن مرشحنا هو الوزير السابق سليمان فرنجية التزاماً منا بموقفنا الأخلاقيّ بدعم ترشيحه طالما أنه مستمر بترشحه، وفي ظل غياب تفاهم بين الكتل النيابية والقوى السياسية على مرشح آخر، ولا تسوية ناضجة على اسم أو أكثر كي نتشاور مع فرنجية ونبني على الشيء مقتضاه.
وفيما تقدمت حظوظ قائد الجيش العماد جوزاف عون الأسبوع الماضي، أكد أكثر من مصدر نيابي من كتل مختلفة لـ»البناء» أن الغموض لا زال سيّد الموقف في المشهد الرئاسي على أن تحسم الأمور قبل موعد الجلسة بيومين أو ثلاثة. ولفتت جهات مشاركة في المشاورات الرئاسيّة لـ»البناء» إلى أن «لا تسوية جاهزة لانتخاب قائد الجيش وهناك تعقيدات بغياب تفاهم بين الثنائي المسيحيّ أي التيار الوطنيّ الحر والقوات اللبنانيّة على قائد الجيش، إذ أن النائب جبران باسيل أعلن رفضه المطلق، فيما القوات لم تعلن حتى الساعة دعم ترشيح عون».
ويُقال في الكواليس إن القوات اللبنانيّة أرسلت النائب بيار أبي عاصي إلى السعودية لإبلاغ القيادة السعودية رفض القوات دعم ترشيح قائد الجيش. فيما لفتت مصادر القوات اللبنانية لـ»البناء» الى أن لا توجه للقوات لإعلان ترشيح رئيسها الدكتور سمير جعجع إلا بحال أعلنت كتل نيابية وازنة دعم ترشيحه رسمياً، كما أن القوات لا مشكلة لديها مع قائد الجيش، لكن الأمر يحتاج الى تعديل الدستور أو إجماع نيابيّ عليه وهذا غير متوافر الآن. أما التيار الوطني الحر فأشارت مصادره لـ»البناء» الى أن التيار وضع مواصفات للرئيس المقبل منذ بداية الاستحقاق ولا يزال يتمسك بها، ولا يجد أنها تنطبق على قائد الجيش والوزير فرنجية، ولا توجّه لدى التيار لدعم ترشيح رئيس القوات، وبالتالي التيار جاهز للحوار مع كافة الكتل للتوصل الى مرشح يتوافق مع المواصفات ويلبي ضرورات المرحلة وسمتها الأساس التوافق وعدم إقصاء أحد وإعادة بناء الدولة والحفاظ على السيادة.
وعقد نواب المعارضة اجتماعًا في مقر كتلة «تجدد» في سن الفيل، «استكمالًا للتنسيق والمشاورات لحسم الموقف من التحضيرات لجلسة التاسع من كانون الحالي والتي قد تكون تاريخية على مستقبل لبنان بالمرحلة المقبلة».
ولفت النائب وضاح الصادق إلى أننا «لن نقبل بانتخاب رئيس لـ 6 سنوات لا يمتلك كل المواصفات التي تخوله تنفيذ المهام التي تتطلّبها مرحلة العهد الكاملة والتي تشمل بالتوازي: إعادة الاعتبار للدستور وحكم القانون، استعادة السيادة على القرار والأرض وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة، تطبيق كافة الاتفاقات والقرارات الدولية، القيام بالإصلاحات المطلوبة لمعالجة آثار الانهيار المالي والاقتصادي وإعادة بناء الاقتصاد الشرعيّ اللبنانيّ وتصحيح علاقات لبنان مع محيطه العربيّ والمجتمع الدوليّ».
بدوره، لفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله إلى «أننا ذاهبون إلى استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية بتفاهم كامل بين حزب الله وحركة أمل، ليكون لدينا رئيس قادر على التعاون مع الجميع في لبنان، ولا نريد لأحد أن يُعزل، ونحن ضد عزل أيّ طرف، وضد المخاصمات السياسيّة بمعزل عن آراء الآخرين، بل على العكس، نحن منفتحون على النقاشات والحوارات والتعاون مع مَن يريد أن يتعاون، لنلتقي جميعاً على إعادة تنظيم المؤسسات الدستورية بما يساعد على النهوض بالبلد ومعالجة آثار العدوان الإسرائيلي من جهة، وعلى إمكانية تحسين الأوضاع للمرحلة المقبلة من جهة ثانية».
وقال: «إن حضورنا وقوتنا ووجودنا في المعادلة الداخلية مستمدّ من إرادة شعبنا، وهذا الشعب حاضر في المعادلة بقوة، ولا أحد يستطيع أن يتجاوزه بأي شكل من الأشكال، وأيضاً قوّتنا بهذه الوحدة التكاملية بين أهل بيئة المقاومة سواء على المستوى الشعبي أو على المستوى السياسي من خلال وجودنا نحن وكتلة حركة أمل في المجلس النيابي، ورأينا أساسي وجوهري وضروري ومِعبَر لأي استحقاق أساسي على مستوى البلد، وخصوصاً استحقاق رئاسة الجمهورية».
على صعيد آخر، أعلنت السفارة السورية في بيروت عن استئناف العمل في القسم القنصلي اعتباراً من الثلاثاء السابع من الشهر الحالي، بحسب تلفزيون سورية.
*******************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
6 أيام قبل الجلسة تحت وطأة الغموض حسم الترشيحات ينتظر “الثنائي” والمعارضة
قبل ستة أيام فقط من موعد الجلسة الانتخابية المفترض أنها ستكون حاسمة وفاصلة في وضع حدٍ لأزمة الفراغ الرئاسي المتمادي منذ سنتين وشهرين، ومع بداية السنة 2025، لم تبلور طلائع الحركة السياسية والنيابية الداخلية بعد المعالم الكافية لتظهير سيناريو انتخابي نهائي يمكن الركون إليه لبدء تصور نتائج أولية لما سينتهي إليه موعد 9 كانون الثاني (يناير). ذلك أن الحركة الديبلوماسية الكثيفة التي بدأت تشهدها بيروت كما الحركة المحمومة في كواليس المشاورات الداخلية، لا تزالان تدوران في افق الغموض والعموميات بما لا يشكل علامات مشجعة على اتضاح مسار الترشيحات والتسميات الواضحة التي يُفترض أن تظهر قبيل موعد الجلسة. وإذا كان مسلماً به أن “الإنجاز” المحسوم سلفاً في الجلسة سيتمثل في ترجمة تعهّد رئيس مجلس النواب نبيه بري للموفدين والسفراء والقوى الداخلية جميعاً، بأن الجلسة ستبقى مفتوحة على جلسات متعاقبة حتى انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، فإن النقطة الاساسية المثيرة “للريبة” وبداية تصاعد المخاوف تتمثل في أن أي فريق وازن لم يحسم موقفه النهائي الواضح بعد من أي مرشح متداول علناً أو ضمنا، باستثناء “اللقاء الديموقراطي” الذي رشح قائد الجيش العماد جوزف عون. وتعكس اللوحة الكبيرة لمواقف واتجاهات الأفرقاء السياسيين تصاعد الغموض بدل الوضوح في فترة نفاد العد العكسي لموعد الجلسة بما يصعب معه الجزم مسبقاً بأي سيناريو بما في ذلك الجزم بأن الموعد المفصلي هذا سينتهي بانتخاب الرئيس العتيد.
وتشير الاوساط المتابعة بدقة لمسار الاستعدادات ليوم 9 كانون الثاني إلى أن المرشحين الكبار ليسوا محسومين بدليل أن الثنائي الشيعي الذي يرفض ترشيح قائد الجيش يقبع عند غموض غير مفهوم لجهة تمسكه بترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية على رغم تراجع فرصة الأخير حتى حدود الانعدام، ولكن الثنائي يبدو كأنه ينتظر عرضاً “دوليا” استثنائياً يعوّم مكانته التي تراجعت بقوة مع الضربات التي تلقاها “حزب الله” لكي يبقي صورته كممر الزامي لأي استحقاق داخلي. وفي المقابل فإن حال القوى المعارضة لا يقدم النموذج البديل بعد، إذ لم تقو هذه القوى على الاتفاق على توحيد موقفها حول الترشح المحتمل لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أو على أي مرشح آخر من اقطابها، ولا على قائمة أسماء محددة لمرشحين آخرين، ولذا أبقت اجتماعاتها مفتوحة في قابل الأيام. كما أن أي معالم واضحة لتقاطع جديد بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” لم تتحقق بعد. أما فئة المرشحين”الثالثين” أي المصنفين في خانة “المستقلين”، فلا تزال طويلة أكثر مما تحتمل المعركة (إذا صح وجودها) لأن ستة أيام فاصلة عن الجلسة مع بقاء أكثر من عشرة مرشحين على الأقل لم تتبلور التحالفات النيابية الكبيرة حول اثنين أو ثلاثة منهم سيعني نتيجة حتمية هي أن عدم حصول أي منهم على الأكثرية العادية في الدورة الثانية يصعب معه توفيرها في أي دورة لاحقة إلا في حال واحدة هي “تسلل” كلمة سر ما في “اللحظة القاتلة” من شأنها استجماع 65 نائباً أو أكثر للمرشح المحظوظ، وهذا الاحتمال لا يزال غائباً عن شاشات الراصدين والمعنيين كما تجزم الأوساط المعنية. وفي ظل هذه الضبابية ستتصاعد في قابل الساعات والأيام حمى المساعي لقيام تحالفات الحد الأدنى حول المرشحين بما يعني أن اتضاح خريطة المرشحين سيغدو المؤشر الحاسم إما إلى توفير ضمانات كبيرة بحصول الانتخاب وإما بإمكان حصول الخيبة الكبرى بإخفاق المجلس النيابي تكراراً في انتخاب رئيس الجمهورية.
وبدا واضحاً أن منسوب الاهتمام الخارجي بملف الاستحقاق الانتخابي قد ارتفع بدليل ما كُشف عن أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الفرنسي جان نويل بارو، بحثا خلال اتصال هاتفي مساء الأربعاء تطورات الملفين السوري واللبناني. وأفاد بيان لمكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير الأميركي “أشاد بقيادة فرنسا في دعم لبنان، بما في ذلك مساعداتها المستمرة للقوات المسلحة اللبنانية، وأكد أهمية اتباع نهج منسق لمساعدة الشعب اللبناني على إعادة بناء مؤسساته واستعادة قيادته من خلال الانتخابات الرئاسية”.
تزامن ذلك مع زحمة ديبلوماسية شهدتها عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والوفد المرافق، علماً أن بارو غادر إلى سوريا للاجتماع مع القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع على أن يعود على الاثر إلى بيروت ويغادر عبرها عائداً الى بلاده. وقد سبقه في العودة وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو الذي حضر معه إلى بيروت الاثنين الماضي وزارا مقر قيادة القوة الفرنسية العاملة في إطار “اليونيفيل” في جنوب لبنان.
كما التقى رئيس المجلس أيضاً السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا. وفي اطار متابعة الوضع في الجنوب اجتمع بري مع رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ إتفاق وقف النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان حيث جرى عرض للأوضاع الميدانية منها على ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لبنود الإتفاق.
بري
واكد الرئيس بري أنه أكثر من مصمم على انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 9 كانون الثاني. وقال: “مع رئيس صنع في لبنان. وستعقد الجلسة في دورات متتالية”. وسالته “النهار” ما حقيقة أن العواصم المعنية بلبنان هي التي تقرر إسم رئيس الجمهورية ؟ فأجاب: لم أتلق من أي عاصمة اسماً معينا وهذه مهمة البرلمان، كل ما سمعته من الخارج كان من دولة الفاتيكان، انتخبوا رئيساً وفق المواصفات المطلوبة”.
وفي التحركات البارزة حيال الاستحقاق الرئاسي عقد نواب المعارضة الـ31 اجتماعاً مساء أمس في مقر”كتلة تجدد”، تناول الملف الرئاسي والاطلاع على خلاصة الاتصالات الجارية في هذا الشأن ومحاولة توحيد الصف والموقف خلف مرشح واحد. وسيعقد المجتمعون اجتماعات إضافية بعيداً من الأضواء لاستكمال البحث واتخاذ القرار.
يشار إلى أن رئيس حزب “القوات” سمير جعجع ردّ على حسابه عبر منصة “إكس” على قول الشيخ نعيم قاسم “أثبتنا بالمقاومة أننا لم نمكِّن العدو من التقدُّم، والآن الفرصة للدولة اللبنانية لتثبت نفسها”. فكتب: “شيخ نعيم، الدولة هي أنتم الآن. لديكم الأكثرية الساحقة داخل الحكومة، فاتخذوا الموقف المناسب”.
وفي اتجاهات نيابية تؤيد المرشحين “التوافقيين” تحدث النائب نبيل بدر عقب لقائه والنائب فريد هيكل الخازن عن “ضرورة أن يصل المرشح التوافقي الوسطي إلى رئاسة الجمهورية”، معتبراً أن “وصول أي مرشح طرف سيؤدي إلى اضطرابات”. أضاف: “سنعطي هدية كبيرة إلى اللبنانيين بانتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني”.
لبنان يتحرك لمنع تهريب أموال من إيران إلى “حزب الله”
أثيرت معلومات عن احتمال تهريب أموال ايرانية إلى “حزب الله” عبر مطار بيروت. ونقل عن مصادر لبنانية أن السلطات اللبنانية، وخصوصا الأمنية منها، تحركت فور شيوع أنباء نقلًا عن مصادر إعلامية بشأن إمكان نقل إيران أموال إلى “حزب الله” من خلال شحنات ستصل إلى مطار بيروت الدولي على متن رحلة لشركة “ماهان اير” الإيرانية. وأشارت المصادر في تصريحات لموقع “إرم نيوز” العربي إلى أن “اتصالات تجري بشكل مكثف مع السلطات الإيرانية بهذا الشأن. وأكد مصدر أمني من جهاز أمن مطار رفيق الحريري الدولي لـلموقع أن الجهاز تحرك منذ صباح الخميس، بعد ورود معلومات عن احتمال هبوط طائرة إيرانية تنقل أموالاً لتسليمها إلى “حزب الله”.
وأشار المصدر إلى أن جهاز أمن المطار وبعد مراجعة القيادات الأمنية العليا سيمنع خروج هذه الشحنة بشكل صارم من حرم المطار، كما كشف أن اتصالات سياسية سريعة تجري مع الجانب الإيراني لإبلاغه بأن الطائرة لو هبطت وثبت نقلها للأموال بعد تفتيشها فإن الشحنة ستصادر لصالح الدولة اللبنانية باعتبارها أموالاً مشبوهة.
**************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
أسبوع حاسم: رئيس أو تريّث.. الأسماء بين صعود وهبوط
أسبوع يفصل لبنان عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد المقرّرة الخميس المقبل، وفي المقابل يفصله غموض كبير حول إمكانية التوصل إلى رئيس ينال تأييد أكثرية حاسمة بدفع قوة خارجية مرجحة له... فحتى الآن لم تتبلور صورة الاتصالات والاجتماعات التي تنشط بوتيرة كبيرة مع مطلع السنة الجديدة. فمعظم القوى المؤثرة في القرار والتصويت لم تعلن بعد من هو مرشحها، في انتظار مزيد من التواصل والبحث، خصوصاً مع الوفود الخارجية التي ينتظرها لبنان. وبالتالي فإنّ تشتت الأصوات يعني حتى الآن "صفر توافق". وبالتالي يعوّل كثيرون على حركة الموفدين العرب والأجانب الذين بدأوا يتوافدون إلى لبنان، في ظل تشديد أوساط ديبلوماسية عربية لـ"الجمهورية" على أهمية الزيارة التي سيقوم بها وفد ديبلوماسي سعودي يُتوقع أن يكون برئاسة وزير الخارجية الامير فيصل بين فرحان، حاملاً موقفاً حازماً يشدّد على وجوب إنهاء الفراغ الرئاسي الذي لم يعد مقبولاً استمراره. وكذلك يشدّد على وجوب انتخاب رئيس للجمهورية يستعيد للبنان ثقة المجتمع الدولي عموماً وثقة المملكة العربية السعودية خصوصاً.
وقال مصدر سياسي مطلع على جانب كبير من الاتصالات لـ"الجمهورية"، إنّ "الأسماء المطروحة ستبقى على صعود وهبوط، فيما المظلات الدولية والعربية لا تزال في ضبابية، وإنّ كل ما يُعلن من مواقف الآن لا يدخل في حسم المعركة وميزانها، وطالما نسمع اجتهادات دستورية يعني انّ كلمة السرّ لم تأتِ بعد ولم يتبلّغ أي من الأطراف لا رغبة سعودية ولا أميركية باسم محدّد للرئاسة بنحو واضح وصريح، وهذا ما يعقّد الأمور، بحسب المصدر الذي ربط جزءاً كبيراً من الأسباب بعدم جلاء المشهد في سوريا والوقائع الجديدة التي تتكشف جنوباً على يد العدو الاسرائيلي".
ولم يستبعد المصدر أن يتعثر الانتخاب حتى أواخر الشهر الجاري أي بعد مضي فترة الستين يوماً من اتفاق وقف إطلاق النار ومعرفة مصير سلاح "حزب الله" وبدء العهد الترامبي في العشرين منه. وهذا يدلّ إلى انّ كل السيناريوهات التي توضع لجلسة الخميس هي فول من دون مكيول".
تجنّب التسمية
وفي السياق، يبدو واضحاً أنّ القوى السياسية، باستثناء "اللقاء الديموقراطي"، تتجنّب تسمية مرشحها لرئاسة الجمهورية في شكل حاسم.
وقالت مصادر سياسية لـ"الجمهورية"، إنّ "هناك قوى لا تزال فعلاً في انتظار تبلور المعطيات الداخلية والخارجية لتحديد خيارها، فيما هناك قوى أخرى تفضّل إبقاء ورقتها مستورة لئلا تحرق الإسم الذي تعمل له. وفي أي حال، الجميع ينتظر نتائج جولات الموفدين العرب والغربيين، ولاسيما منهم السعودي والأميركي والفرنسي، والتي ستساهم في حسم الخيارات الرئاسية في الأسبوع الأخير قبل موعد الاستحقاق".
وفي تقدير المصادر أنّ هناك تقاطعاً معيناً بين أركان اللجنة الخماسية المعنية بالأزمة اللبنانية على أن تكون الأولوية لبرنامج عمل الرئيس والحكومة المقبلة في لبنان، وليس للأسماء، ذلك أنّ هناك ترابطاً وثيقاً بين الملف السياسي الداخلي وملف الحرب مع إسرائيل ومسار الاتفاق على وقف النار.
محور اللقاءات والمشاورات
وكانت عين التينة محور لقاءات واتصالات تمحورت في معظمها حول الاستحقاق الرئاسي في ظل استمرار رئيس مجلس النواب نبيه بري في التأكيد انّ جلسة الانتخاب المقرّرة الخميس المقبل ستكون مفتوحة وتتخلّلها دورات نتخابية متتالية إلى ان تنتهي بانتخاب رئيس للجمهورية. في الوقت الذي لم تتوصل المشاورات الجارية علناً وبعيداً من الأضواء بعد إلى توافق على مرشح يمكن ان يكون محور توافق بين الجميع.
والتقى بري وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو وتناولا البحث الأوضاع في لبنان والمنطقة والتطورات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين. وغادر بارو بعد اللقاء إلى سوريا للاجتماع مع قائد إدارة العمليات العسكرية احمد الشرع على أن يعود إلى بيروت ليغادر منها إلى بلاده التي سبقه اليها وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو الذي رافقه الاثنين الفائت.
تفاهم كامل
في غضون ذلك، اكّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أنّ "حزب الله يريد في جلسة انتخاب الرئيس الخميس المقبل، في التاسع من كانون الثاني، أن يكون لدينا رئيس للجمهورية، وهذا يحتاج إلى تفاهمات بين الكتل النيابية الأساسية وبين الملتقين على قواسم مشتركة، ولدينا نصوص دستورية حاكمة على النصاب الدستوري لجلسة الانعقاد، ونصاب انتخاب الرئيس، والدستور واضح ولا يحتاج إلى الكثير من الكلام حول طريقة انتخاب الرئيس ومن الممكن أن يكون رئيس الجمهورية".
وقال فضل الله خلال احتفال تأبيني في الضاحية الجنوبية لبيروت: "إننا ذاهبون إلى استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية بتفاهم كامل بين "حزب الله" وحركة "أمل"، ليكون لدينا رئيس قادر على التعاون مع الجميع في لبنان، ولا نريد لأحد أن يُعزل، ونحن ضدّ عزل أي طرف، وضدّ المخاصمات السياسية بمعزل عن آراء الآخرين، بل على العكس، نحن منفتحون على النقاشات والحوارات والتعاون مع من يريد أن يتعاون، لنلتقي جميعاً على إعادة نظم المؤسسات الدستورية بما يساعد في النهوض بالبلد ومعالجة آثار العدوان الإسرائيلي من جهة، وفي إمكانية تحسين الأوضاع للمرحلة المقبلة من جهة ثانية". وأضاف: "أهم صفة برئيس الجمهورية أن يكون سيادياً حقيقياً، وأن يواجه أي اعتداء على السيادة وخصوصاً من قبل العدو الإسرائيلي، ونأمل أن نصل إلى نتيجة في الموعد المحدّد".
نواب المعارضة
وفي المقابل، عقد نواب المعارضة اجتماعًا في مقر كتلة "تجدد" في سن الفيل، "استكمالًا للتنسيق والمشاورات لحسم الموقف من التحضيرات لجلسة التاسع من كانون الجاري والتي قد تكون تاريخية على مستقبل لبنان بالمرحلة المقبلة".
وبعد الاجتماع أصدر المجتمعون بياناً تلاه النائب وضاح الصادق، وفيه: "لقد تفاهمنا كمعارضة على خطوات تؤكّد ضرورة التخلّي عن النهج والأسلوب السائدين في إدارة وحكم البلاد منذ سنوات طويلة، وفتح الآفاق أمام العودة إلى تطبيق الدستور حصرًا والبدء بتطبيق اتفاق الطائف وتفعيل المؤسسات وإصلاحها". وأكّد "ضرورة استكمال تنفيذ ما اتُفق عليه في اتفاقية وقف إطلاق النار وتقديم شروحات عن الخروقات للبنانيين والإسراع في تسليم السلاح". ولفت إلى "إننا كقوى المعارضة نعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه كل لبنان من أجل انتخاب رئيس وإعادة إنتاج سلطة إجرائية جديدة، بدلًا من السلطة الحالية العاجزة تمامًا، وذلك من خلال انتخاب رئيس يتبعه تكليف رئيس حكومة وتشكيل حكومة متجانسة لا محاصصة فيها، لا احتكار طائفياً لوزارات ووزراء من أصحاب الكفاءة، وأولوياتها سيادة لبنان والإصلاحات البنيوية في الإدارة والاقتصاد والمال ووقف كل أشكال الفساد والهدر. لكن هذه الضرورة لا تعني بأي شكل من الأشكال قبولنا بانتخاب رئيس لـ 6 سنوات لا يمتلك كل المواصفات التي تخوّله تنفيذ المهمّات التي تتطلّبها مرحلة العهد الكاملة والتي تشمل بالتوازي: إعادة الاعتبار للدستور وحكم القانون".
اجتماع مهم
من جهة ثانية، اكّدت مصادر واسعة الإطلاع لـ"الجمهورية" انّ مناخاً إيجابياً ساد الاجتماع الذي عُقد امس بين الرئيس نبيه بري ورئيس لجنة الإشراف والمراقبة جاسبر جيفيرز الجنرال الاميركي والسفيرة الأميركية ليزا جونسون، في حضور مستشار رئيس المجلس النيابي علي حمدان.
وافادت المصادر انّ بري شدّد على وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى ضرورة ان تتحّمل لجنة الإشراف مسؤوليتها وان تؤدي دورها في لجم تلك الخروقات. ولفتت المصادر إلى انّ الجنرال الأميركي أكّد مسؤولية اللجنة في ضمان تنفيذ الاتفاق انطلاقاً من كونها راعية له، كذلك أكّد وجوب التزام جميع الأطراف به، لكنه اعتبر انّ هناك بعض المسائل اللوجستية والإجرائية التي تؤخّر التطبيق العملاني لكل مندرجات الاتفاق، آملا في ان يتمّ تخطّيها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكشفت المصادر انّ إجتماعاً مهمّاً للجنة الإشراف والمراقبة سيُعقد الاثنين المقبل في الناقورة، "وهذه المرّة برئاسة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الأمر الذي من شأنه ان يعطي زخماً إضافياً لعمل اللجنة".
*************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
«تجاذبات سياسية» تسابق الجلسة الرئاسية.. وإرجاء زيارة الوزير السعودي
انزعاج أميركي من توسع الخروقات الإسرائيلية.. وبيرم يتوعد رافضي التمويل الإيراني
يتسارع العدّ التنازلي للجلسة الرئاسية، المطروح على جدول أعمالها «إنجاز انتخاب رئيس الجمهورية»، وسط حركة الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي تسقط في «صندوقة» الرئيس نبيه بري، بانتظار الأوراق النيابية في «صندوق الاقتراع»، التي يرجح أن تمتلئ بالأوراق المحبَّرة أو البيضاء، بانتظار انبلاج تفاهم جدّي، تلتقي حوله اكثرية ثلثي اعضاء المجلس النيابي، أو الأكثرية المطلقة (64+1)، في دورة أولى أو ثانية أو حتى ثالثة، المهم أن الجلسة لن تقفل قبل أن يصعد «الدخان الأبيض» الرئاسي من ساحة النجمة.
ولاحظت مصادر سياسية ونيابية أن «التجاذبات السياسية» تحتدم حول هوية المرشح والبرنامج، وسط صراع مجدّد بين رئيس من مرحلة سابقة، ورئيس لمرحلة جديدة، تعتبر التدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية أمراً مرفوضاً، مهما كانت النتائج.
المؤكد لتاريخه، عدا عن حضور سفراء اللجنة الخماسية أن الممثل الرئاسي الفرنسي جان ايف لودري سيحضر جلسة انتخاب الرئيس، وهذا ما أبلغه وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الى الرئيس بري، قبل سفره الى دمشق، للقاء رئيس الادارة السورية المؤقتة أحمد الشرع.
ومع تراجع احتمال مجيء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الى بيروت، والاتجاه غير المحسوم، بامكن ارسال مستشاره يزيد بن فرحان لم يتضح بعد تماما امكان مجيء الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، الذي ينتظر لبنان مجيئه على أحر من الجمر ليس فقط من اجل الرئاسي، بل لحماية وقف اطلاق النار الذي كان له الدور الاساسي في انجاز التوصل اليه.
وجرى امس اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الايراني والفرنسي، تناول حصيلة ما جرى بحثه في لبنان، عشية توجه بارو الى دمشق.
وشملت محادثات عين التينة الوزير الفرنسي بارو والسفير البابوي في لبنان باولو بورجيا.
وحسب المعلومات، فإن الرئيس بري، بحث مع السفيرة ليزا جونسون التي شاركت في اللقاء مع رئيس لجنة مراقبة وقف النار الجنرال الأميركي جانسبر جيفيرز، الملف الرئاسي في ضوء مجيء هوكشتاين الى بيروت.
مجلس الوزراء
وفي بحر الاسبوع الرئاسي، تعقد جلسة لمجلس الوزراء، هي الأولى من هذه السنة.
فقد أعلن أمين عام مجلس الوزراء أنّ رئيس المجلس بصدد الدعوة إلى عقد جلسة للبحث في بنود متعلّقة بمواضيع «ضرورية».
وحسب جدول الاعمال الموزع على الوزراء، فهو يتضمن 21 بنداً ابرزها: عرض مجلس الانماء والاعمار لموضوع الردم في الضاحية الجنوبية الناتج عن العدوان الاسرائيلي. وطلب وزارة العمل الموافقة على مشروع مرسوم لتعديل مرسوم تعيين الحد الادنى للاجور ونسبة غلاء المعيشة للموظفين الخاضعين لقانون العمل. وطلب وزارة الزراعة الموافقة على رفع شكوى ضد الاحتلال الاسرائيلي بسبب الانتهاكات المستمرة للقطاع الزراعي.اضافة الى بنود ادارية وإجرائية وقبول هبات من الخارج.
وبالعودة الى المشاورات الرئاسية، قبل 6 أيام فقط من الذهاب الى البرلمان بإنتظار وصول الموفد السعودي الذي قد لا يكون وزير الخارجية فيصل بن فرحان آل سعود بل مستشاره يزيد بن فرحان كما تردد مساء امس، ترقب غيره من موفدين، ما زالت القوى السياسية مشغولة بغربلة اسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، لأن المواصفات للرئيس الجديد التي سبق وتحدث عنها النواب قد تشهد بعض التعديل لمواكبة مستجدات الوضع الاقليمي والدولي بعد المتغيرات في سوريا والانفتاح العربي والدولي الواسع عليها ما يضيف عناصر جديدة على اجندة الرئيس العتيد وحكومته المرتقبة، لكن ذلك لم يمنع استمرار حركة المرشحين المعروفين والاتصالات واللقاءات، لملاقاة جلسة 9 الشهر الجاري بإسم متفق عليه او على الاقل بإسمين تجري عليهما قرعة الانتخاب.
واذا كانت جلسة الانتخاب ستعقد حسب إجماع النواب بتوفير نصابها القانوني، لكن حتى اللحظة ليس محسوماً ما اذا كانت ستنتج رئيساً للجمهورية ما لم يحصل التوافق المعقد الداخلي والخارجي، لا سيما بعدما خلط الاوراق اعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نيته الترشح في حال...
وقال عضو كتلة الجمهورية القوية النائب الدكتور فادي كرم لـ «اللواء» حول جدية جعجع بالترشح ومتى يمكن ان يعلنه رسمياً: ان ترشيح الدكتور جعجع دائماً جدّي انطلاقاً من انه الاكثر تمثيلاً مسيحياً ورئيس اكبر تكتل نيابي، ولديه رؤية ويمتلك مقومات وصفات الرئيس الصلب القادر على ان يدير البلد ويحترم سيادته ويحقق الاصلاحات. من هذا المنطلق ترشيحه دائم وجدّي وطبيعي.
واستدرك كرم قائلاً: لكن لن يعلن الدكتور جعجع ترشيحه حاليا بالطريقة التقليدية، لأن ترشيحه إن لم يكن مؤمّناً بتأييد الكتل النيابية الواسعة يكون ترشيحاً لا معنى له. لذلك جرى بحث هذا الامر مع بعض الكتل، وابدى عدد منها إيجابية تجاه هذا الموضوع، وهي تدرس الوضع،واذا تبنوا ترشيح جعجع يبلغوننا هذا الامر. عندها ندرس كيفية الاعلان عن هذا الترشيح. لكن حتى الان لا يمكن ان نقول ان هناك إجابات واضحة.
وبالنسبة لموقف السعودية، قال كرم: نحن على تواصل دائم مع المملكة وعندما يكون هناك شيء للإعلان نعلن عنه في وقته. وحول ما تسرب عن موقف باسيل بدعم ترشيح جعجع وهل هو جدّي او مناورة؟ قال الدكتور كرم: لا اعلق على تسريبات اعلامية، لكني اعلق على ما تبلغناه من التيار الحر بأنه يدعم ترشيح جعجع اذا وافق عليه ثنائي امل وحزب لله، واعتقد ان هذا امر غير جدّي وربما تكون مناورة مع الثنائي لكن لاعلم لي بالموضوع..
ويبقى الأهم بنظر مصادر نيابية توافق الكتل النيابية على الاسم الذي سترسي عليه مشاورات الايام المقبلة قبل جلسة 9 الشهر الحالي، بخاصة بعد عدم تبلور تشكيل التكتل السني– الوطني الذي كان يفترض ان يُبصر النور الاسبوع الماضي بعشرين نائباً تقريباً، وتأخر ذلك لأسباب تتعلق بتركيبته، بحيث سيتم البحث في جعله تكتلاً عابرا للطوائف يضم نواباً من كل الطوائف والمذاهب لا تكتلاً مذهبياً سنّياً «بتلوينة» مسيحية خفيفة، وعلى هذا ما زالت المشاورات قائمة بين الاعضاء المفترضين للتكتل.
وبالنسبة لنواب التغيير، فقال النائب فراس حمدان لـ«للواء»: نحن ما زلنا كمجموعة نتشاور بيننا ومع الكل الاخرى، والتقينا عدداً من المرشحين ضمن المجموعة او بشكل فردي، واعتقد ان القرار يتخذ في 8 كانون الثاني اي عشية الجلسة، لكني اجزم بعقد الجلسة الانتخابية.اما هل سيتم انتخاب رئيس فيها؟ فالأمر متروك للجلسة ولنتائج مشاورات اليوم الاخير السابق للجلسة.
وفي الحراك ايضاً، زار المرشح الرئاسي النائب فريد هيكل الخازن عضو اللقاء النيابي المستقل النائب نبيل بدر في مكتبه. وقال بعد اللقاء: الاجتماع هدفه الإثناء على دور النواب في التكتل وهمّهم الوطني المتمحور حول خلق توافق حول اسم لانتخاب رئيس. وعلى الرئيس أن يلتزم باتفاق الطائف. ونأمل بأن تتبلور وتتّضح الصورة أكثر في الأيام المقبلة وسيكون هناك تفاهم حول الرئيس المقبل. ونواكب الاتصالات ونتعاون مع «الاعتدال الوطني» ونتمنّى أن تكون جلسة 9 كانون الثاني مُثمرة.
من جانبه، قال بدر: نؤكد ضرورة أن يصل المرشح التوافقي الوسطي إلى رئاسة الجمهورية ووصول أي مرشح طرف سيؤدي إلى اضطرابات.مشيرا الى ان النائب الخازن هو مرشح توافق وسطي.
المعارضة: إبعاد التأثير الايراني
وحسب، ما كشفه النائب اشرف ريفي، فإن المعارضة النيابية، التي تضم ما لا يقل عن 36 نائباً دخلت في دورة اجتماعات مفتوحة، لمتابعة ما يجري، على خلفية مواجهة الدور الايراني، وتأثيره في انتخابات الرئاسية.
وقال ريفي: ممكن ان اقاطع الجلسة الرئاسية، اذا كان الاختيار لشخصية من الماضي تبقينا في الماضي، تحت رداءة الايراني.
وشارك في الاجتماع ممثلون من كتلتي «القوات» و«الكتائب» و«تغييرين» تحدث بعده النائب وضاح صادق قائلاً:«إننا كقوى المعارضة نعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه كل لبنان من أجل انتخاب رئيس وإعادة إنتاج سلطة إجرائية جديدة بدلًا من السلطة الحالية العاجزة تمامًا وذلك من خلال انتخاب رئيس يتبعه تكليف رئيس حكومة وتشكيل حكومة متجانسة لا محاصصة فيها، لا احتكار طائفي لوزارات ووزراء من أصحاب الكفاءة وأولوياتها سيادة لبنان والإصلاحات».
وحول جلسة 9 ك2، أبلغ قيادي في حزب لله «اللواء» «اننا ما زلنا نؤيد الوزير السابق سليمان فرنجية، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الحزب لا يضع فيتو على احد، وكلمتنا النهائية سنقولها خلال الجلسة في حال انتفاء حظوظ فرنجية او انسحابه من السباق الرئاسي».
تجاذب بين الحزب والمعارضة
وحول اعادة الاعمار ومنع ايران من المساهمة في التمويل، اوصل وزير العمل وزير العمل مصطفى بيرم الرسالة واضحة وحاسمة لمجلس الوزراء ومن يعنيهم الامر بأن اليد التي ستمنع الاموال او اعادة الاعمار سنقطعها، مثلها مثل اليد التي تفكر ان تمتد الى سلاح حزب لله...فيما لم يعلق القيادي على رسائل الاميركيين للدولة اللبنانية حول موافقة واشنطن على تولي حزب لله اعادة اعمار الضاحية فقط، بينما ممنوع على الحزب التدخل في اعمار الجنوب والبقاع.
وطالب النائب ريفي في حوار مع الـL.B.C قائد الجيش اخذ الاحتياطات بعد كلام بيرم، مطالبا حزب لله بأن يكون شاكرا للبنانيين الذين احتضنوا النازحين وليس التحويل بمواقف متكررة، محذرا من استخدام المطار او المرفأ لايصال الاموال الايرانية.
وذكرت معلومات عن ان حقيبة دبلوماسية ايرانية ما تزال في قاعة وصول المسافرين كان يحملها موظف في السفارة الايرانية، ورفض ان يتم تفتشها السلطات اللبنانية، وهو كان يحملها معه الى المطار.
الخروقات
وتمادت اسرائيل بخروقاتها، على الرغم من ان الجنرال الاميركي ابلغ الرئيس نبيه بري انزعاجه من هذه الخروقات، وتأثيره السلبي على استقرار وقف النار، فبعد الدخول الى محور القوزح وبيت ليف، والتوغل الى الوديان الحدودية، مشطت القوات الاسرائيلية من مارون الراس - بيت جبيل.
وليلا، قالت هيئة البث الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي هاجم منصات اطلاق صواريخ تابعة لحزب الله في جنوب لبنان (شمال الليطاني).
ونقل عن قيادي في الحزب (اللواء- ص 3): نحن جاهزون ومستعدون وقدراتنا العسكرية ما زالت موجودة واليد على الزناد.
وقبيل انسحابه المرتقب من قرى الجنوب التي احتلها بعد الحرب، قام العدو الاسرائيلي امس،بعملية نسف لبعض المنازل في بلدة عيتا الشعب ترافق ذلك مع تمشيط داخل البلدة. كما نفّذ العدو تفجيراً في بلدة بيت ليف بعدت توغله عند اطرافها لجهة وادي مظلم، ولهذا انطلق العدو في مسارين، من موقع رامية بإتجاه القوزح وبإتجاه الصالحاني - وادي مظلم في اطراف بيت ليف ، حيث توغلت 8 دبابات ميركافا معادية وجرافة واليات هامر وقوات مشاة بإتجاه المنطقة وبدؤا عملية تجريف في الوادي ومن ثم تقدمت الدبابات وقوات المشاة. وسمعت في الوادي اصوات انفجارات ورشاشات غزيرة.
وشن العدو غارتين من الطيران المسير على اطراف بلدة ياطر. ومع بداية المساء جدد العدو التفجيرات في بيت ليف، وافادت معلومات اولية:ان الطيران الحربي المعادي شن غارة على مرتفعات اقليم التفاح جهة بلدة جباع. تلتها غارة ثانية قرابة السابعة والنصف.وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان): ان الجيش هاجم منصات إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله في جنوب لبنان.
وصباحاً حلّقت مسيّرة إسرائيلية فوق العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية. وعلى علومنخفض بسماء الجنوب.
وتم قبل ظهر امس، رصد تراجع قوات الاحتلال الإسرائيلية من بعض أحياء الناقورة باتجاه رأس الناقورة وعلما الشعب بالتزامن مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة للمنطقة. وقامت بعمليات تجريف واسعة لعدد من المنازل في أطراف بلدة الناقورة أثناء مغادرتها البلدة، ما أجّل عملية انتشار الجيش اللبناني التي كانت مقررة الاربعاء الماضي.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، قد كشفت «أنه بعد شهر من إبرام اتفاق وقف النار مع لبنان، يستعدّ الجيش الإسرائيلي لإنسحاب كبير من جنوب لبنان».
ووفق «كان»، سيجري بناء معسكرات للجيش قرب المستوطنات الملاصقة للشريط الحدودي. وقالت أيضاً: إنّ الانسحاب يأتي بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية
واكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: ان الجيش الإسرائيلي مرهق بسبب استمرار الحرب وإصابة ومقتل نحو 10 آلاف جندي.
***********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
"حزب الله" يعاند على جبهتي الجنوب والانتخابات
عدم حضور بن فرحان رسالة بحد ذاتها
انتهى عام 2024 على مشهد التحولات الاستراتيجية الكبرى في الشرق الأوسط، فيما انطلق العام الجديد في لبنان مثقلاً بتركة الأزمات المتلاحقة العالقة في دوامة التعطيل والانقسام العمودي الحاصل في الملفات كافة.
في ملف رئاسة الجمهورية، حتى الساعة لا مؤشرات توحي بنضوج نهاية سعيدة، خصوصاً أن “حزب الله” لا يزال يتصرف وكأن لا تغييرات كبيرة حصلت في لبنان والمنطقة، ولا يريد الخروج من سلوكيات ماضي حقبتي الاحتلال السوري والهيمنة الإيرانية في لبنان. فهو يتمسك بسلاحه رغم وضوح اتفاقية وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني المنصرم، ويريد رئيساً بمواصفات الماضي بدليل استمراره بترشيح ممثل صريح لحقبة الممانعة هو سليمان فرنجية. وهذه المواقف تعني أنه يفضل تأجيل الاستحقاق بانتظار معطيات تتيح له فرض المزيد من الشروط.
وتشير مصادر لـ “نداء الوطن” إلى أن الضبابية والتكتم الحاصلين وعدم كشف الأوراق قد تفضي إلى جلسة لن يتصاعد منها الدخان الأبيض الخميس المقبل.
وعزز هذا الاحتمال ما صرح به وزير الداخلية بسام مولوي لبرنامج “صار الوقت” على MTV حيث لم يستعبد إمكان عدم انتخاب رئيس الخميس المقبل.
وتضيف المصادر أن استمرار الانسداد الحاصل رئاسياً، قد يؤدي إلى بحث جدي بضرورة حصول انتخابات نيابية مبكرة تؤدي إلى فرز قوى سياسية تطوي وجوه المرحلة السابقة التي جعلت لبنان يتراجع على المستويات كافة.
واستكمالاً للتنسيق والمشاورات لحسم الموقف من التحضيرات لجلسة التاسع من كانون الثاني الجاري، عقد نواب المعارضة اجتماعاً في مقر كتلة “تجدد” أعلنوا في خلاله أن ضرورة انتخاب رئيس لا تعني بأي شكل من الأشكال قبولها بانتخاب رئيس لست سنوات لا يمتلك كل المواصفات.
وفيما كان لبنان على موعد مع زيارة وفد دبلوماسي سعودي رفيع، أكدت مصادر خاصة لـ “نداء الوطن” أن الوفد السعودي برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان لن يزور لبنان هذا الأسبوع. وعدم حضور الوزير بن فرحان يعد بحسب أوساط مطلعة إشارة بحد ذاتها، حتى لو استعيض عنها بزيارة للموفد يزيد بن فرحان. فحضور الوزير السعودي قد يُفسَّر بأن الاستحقاق الرئاسي وصل إلى نتيجة وهذا يناقض الواقع، وكذلك قد يقرأه البعض تزكية لاسم على آخر وهذا أيضاً غير صحيح.
ونفى مصدر مطلع على الموقف السعودي لـ “نداء الوطن” الأخبار التي تداول بها الإعلام في شأن الزيارة القريبة للوزير بن فرحان ووضعها في سياق التكهنات.
وأعاد المصدر تأكيد توجهات المملكة القائمة على دولة خالية من السلاح غير الشرعي، ومؤسسات تدار بنزاهة وعلى تحلي بعض المسؤولين بالمصداقية.
ووفقاً للمصدر عينه “لا أموال خليجية ستتدفق لإعادة الإعمار، ولا دعم يُرتجى طالما لم يتم تطبيق القرار 1701 وطالما ظل الفساد ينخر كل زاوية في إدارات الدولة”.
ويواصل “الحزب” على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم معزوفة المتاجرة ببيع الأوهام والأحلام الشعبوية بأنه مستمر ومقاومته مستمرة، ما يعني استمراره بحال الإنكار التي لم يشف منها بعد.
كلام الشيخ قاسم، استدعى رداً من رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي قال على حسابه عبر منصة “إكس”: “شيخ نعيم، الدولة هي أنتم الآن. لديكم الأكثرية الساحقة داخل الحكومة، فاتخذوا الموقف المناسب”.
تشير مصادر في هذا السياق لـ “نداء الوطن” أن الشيخ قاسم الذي نصب نفسه ولياً على الدولة كان الأجدر به وقف قضمه للسيادة والهيمنة على المؤسسات، وتالياً عليه أن يقتنع بسقوطه عسكرياً في المعركة الأخيرة، إلى درجة توسله اتفاقاً لوقف إطلاق النار أعطى حرية الحركة العسكرية لإسرائيل”. وتضيف المصادر “إن عدم التزام “الحزب” باتفاق بنود وقف إطلاق النار، والتي تحتم تفكيك بنيته العسكرية بدءاً من جنوبي الليطاني، سمحت للإسرائيلي بتفعيل “الاتفاق الجانبي” من خلال توسيع مروحة استهدافاته لمراكز “الحزب” العسكرية. وفي هذا السياق أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أن الجيش اللبناني لم يستجب لطلبه بإبطال مفعول منصات “حزب الله” الصاروخية ما دفعه إلى استهدافها.
وهناك من يتوقع أن يطرح الموفد الأميركي آموس هوكستين في زيارته المرتقبة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تمديد بقاء الجيش الإسرائيلي في بعض القرى والبلدات الحدودية بعد انقضاء مهلة الستين يوماً، نظراً إلى أن “الحزب” يحاول استعادة سيناريو “حرب تموز” عام 2006، بانسحاب صوري لا أكثر.
من جهة أخرى تواصل إيران محاولاتها المتكررة لإنعاش “الحزب” تارة من خلال مده بالأموال وطوراً بالسلاح.
ومن فصول الخروقات الفاضحة هبوط طائرة إيرانية على مدرج مطار رفيق الحريري الدولي. وقال وزير الداخلية بسام مولوي لبرنامج “صار الوقت” عبر الـ MTV إنه تمّ تفتيش الطائرة الإيرانيّة وجهاز أمن المطار يطبّق التعليمات.
وكانت مصادر كشفت لـ “إرم نيوز” عن عزم إيران نقل أموال إلى “حزب الله” من خلال شحنات تصل إلى مطار بيروت على متن رحلة لشركة Mahan Air الإيرانية، ما دفع بالسلطات اللبنانية وخصوصاً الأمنية إلى التحرك.
كذلك لفت أمس رفض موظف في السفارة الإيرانية طلب تفتيش حقيبة دبلوماسية في مطار رفيق الحريري الدولي. ما أعاد إلى الأذهان، حادثة رفض الفريق الأمني التابع للسفارة الإيرانية، الذي حضر لاصطحاب مستشار المرشد الأعلى علي لاريجاني، للتفتيش الدقيق في المطار.
وفي الموضوع السوري علمت “نداء الوطن” أن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو سيزور سوريا على الأرجح اليوم، وسيجتمع مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في مقر السفارة الفرنسي. أضافت المعلومات أن الزيارة استكشافية للاطلاع على مشروع القيادة الجديدة وحماية المصالح الفرنسية مستقبلاً.
************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
بري يحتج على الخروقات الإسرائيلية لرئيس لجنة المراقبة
استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفيرز بحضور السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان حيث جرى عرض للأوضاع الميدانية منها على ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لبنود الإتفاق.
واستقبل الرئيس بري أيضاً وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو والوفد المرافق حيث تناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا. كما تابع رئيس المجلس أيضاً الاوضاع العامة والمستجدات السياسية خلال لقائه السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، السفير بورجيا سلم رئيس المجلس رسالة قداسة البابا فرنسيس في اليوم العالمي الثامن والخمسين للسلام وكتابا حول مذكراته.
***********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
الخروقات الإسرائيلية تتواصل جنوب لبنان… وترقب للانسحاب من الناقورة
اجتماع بين بري ورئيس لجنة المراقبة
تتواصل الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع توغل الجيش الإسرائيلي إلى بلدات إضافية في جنوب لبنان لم ينجح بالدخول إليها خلال الحرب، وآخرها بيت ليف قضاء النبطية، فيما تشير المعلومات إلى إمكانية انسحابه من الناقورة بعدما انسحب من بلدتي الخيام وشمع.
في غضون ذلك، سجل اجتماع بين رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورئيس لجنة المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز، في بيروت، بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، حيث عرض للأوضاع الميدانية على ضوء مواصلة إسرائيل خرقها لبنود الاتفاق، بحسب بيان رئاسة البرلمان.
استعداد للانسحاب من الناقورة
وفيما أفادت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» بأن الجيش اللبناني يستعد للدخول إلى الناقورة لإعادة انتشاره في مراكزه بعد تراجع القوات الإسرائيلية من أحياء البلدة باتجاه رأس الناقورة وبلدة علما الشعب بالتزامن مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة، أكد مصدر عسكري أن الجيش الإسرائيلي ما زال موجوداً في الناقورة، ولا يسمح لأحد بالدخول.
وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الإسرائيلي قال إنه سينسحب من بلدة الناقورة، لكن حتى الآن لم يبدأ الخطوات التنفيذية لذلك، ولم يتم تبليغنا رسمياً من قوات الـ«يونيفيل» ولجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفاً: «كان من المفترض أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من القطاع الغربي ثم ينسحب من القطاع الشرقي، إلا أنه انسحب من الخيام أولاً، وبالتالي لا يمكن توقع ما سيقوم به».
وكانت «هيئة البث الإسرائيلية» قد قالت قبل يومين إن الجيش الإسرائيلي يستعد للانسحاب من القطاع الغربي في جنوب لبنان، بالتنسيق مع آلية المراقبة الأميركية، فيما لم يتم الإعلان عن موعد محدد لذلك.
ووفقاً لهيئة البث، فإن الجيش الإسرائيلي «يستعد للانسحاب من واحدة من أهم الجبهات في الصراع هناك، حيث إن الجيش يخطط للانسحاب من الجبهة الغربية في جنوب لبنان، وهي المنطقة المقابلة لرأس الناقورة وشلومي ونهاريا».
وكان الجيش الإسرائيلي قد انسحب من بلدتي شمع والخيام تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار.
وميدانياً، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن دورية إسرائيلية معززة بدبابات «ميركافا» وآليات وجرافة، توغّلت في أطراف بيت ليف، حيث قام الجنود الإسرائيليون بتفتيش بعض المنازل والأحراج.
كما نفذت مسيرة إسرائيلية غارتين على منطقة الرومية بين بيت ليف وياطر، جنوب لبنان، وأطلقت دبابة ميركافا إسرائيلية قذيفتين مستهدفة أحد المنازل في بلدة بيت ليف التي دخلت إليها دوريات إسرائيلية، وعملت عناصرها على تفتيش المنازل الواقعة لجهة بلدتي راميا والقوزح.
في موازاة ذلك، لم يغب الطيران الإسرائيلي عن الأجواء اللبنانية، حيث حلّقت مسيّرة إسرائيلية فوق العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية على مستوى منخفض. كما حلقت طائرات استطلاعية إسرائيلية في أجواء مدينة صور وقرى القضاء في جنوب لبنان.
من جهتها، قالت «هيئة البث الإسرائيلية» (كان)، إن «إسرائيل دمرت نظاماً صاروخياً مضاداً للطائرات في جنوب لبنان». ونقلت «كان» عن مصدر مطلع قوله إن «الهجوم جزء من سياسة تل أبيب ضمن وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان».
عناصر من الجيش اللبناني عند مدخل بلدة شمع (قيادة الجيش)
ودخل قرار وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ فجر 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتخرق إسرائيل الاتفاق منذ سريانه بشكل يومي.
ردود فعل على تصريح قاسم
وتعليقاً على كلام الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، عن «إعطاء فرصة للدولة اللبنانية لتثبت نفسها»، وتحمل مسؤولية خروج إسرائيل من لبنان، قال رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق العماد ميشال سليمان، بحسب ما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية: «خلاصة اليوم الأول من العام الجديد. الشيخ نعيم قاسم يعطي فرصة للدولة لتثبت نفسها. ينبغي ألا تكون الفرصة فقط في جنوب الليطاني».
من جهته، كتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على حسابه عبر منصة «إكس»، الخميس: «شيخ نعيم، الدولة هي أنتم الآن. لديكم الأكثرية الساحقة داخل الحكومة، فاتخذوا الموقف المناسب».
وأعلن قاسم، الأربعاء، أن «(حزب الله) قرر في مرحلة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار إعطاء الفرصة، وأن تتحمل الدولة مسؤوليتها، وأن تكون راعية للاتفاق، والمسؤولية تقع عليها وعلى الدول الراعية للاتفاق حتى خروج إسرائيل من لبنان». وتابع: «أثبتنا بالمقاومة أننا لم نمكّن العدو من التقدم، والآن الفرصة للدولة اللبنانية لتثبت نفسها».
**************************************************
افتتاحية الأنباء:
بدء العد العكسي للانتخابات الرئاسية في ظل أجواء رمادية
على هدير مسيّرات العدو الإسرائيلي كان لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مع رئيس لجنة المراقبة لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفيرز، حيث تم عرض الأوضاع الميدانية في الجنوب في ضوء استمرار إسرائيل خرقها لبنود الإتفاق وآخره أمس توغل دورية مدرعة في بيت ليف وقصف أحد المنازل فيها، وغارة على المنطقة الواقعة بين زحلتا وجباع، وأخرى على منطقة البريج في إقليم التفاح ومرتفعات الريحان. على أن يتابع بري وكذلك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي موضوع الخروقات الاسرائيلية مع الموفد الأميركي آموس هوكشتين المتوقع وصوله إلى بيروت في الأيام القليلة المقبلة.
وإلى هذه المسألة التي يوليها لبنان الأهمية القصوى، تتسارع التحضيرات لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من هذا الشهر. وهذا الموضوع كان من بين المواضيع التي عرضها الرئيس بري مع وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو والوفد المرافق، إضافة إلى الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.
ماغرو
السفير الفرنسي هيرفي ماغرو وفي رسالة تهنئة للبنانيين بالأعياد، أكد التزام فرنسا تجاه الاستقرار السياسي من خلال مهمة الموفد الشخصي لرئيس الجمهورية من أجل لبنان، جان - إيف لودريان. إضافة إلى ذلك، مع نظرائي أعضاء اللجنة الخماسية، عملنا كذلك على إقناع المسؤولين السياسيين اللبنانيين بانتخاب رئيس للجمهورية يجمع اللبنانيين ويكون قادرا على قيادة لبنان من خلال العمل الوثيق مع حكومة مكتملة الصلاحيات ومجلس النواب بهدف القيام بالإصلاحات الضرورية ووضع البلاد مجددا على سكة الازدهار في هذه المنطقة من العالم التي تشهد تغيرات بنيوية نأمل أن تكون إيجابية بالنسبة إلى مستقبل الشعوب فيها. ولا يسعني إلا أن آمل أن تتيح جلسة التاسع من كانون الثاني بدء حقبة جديدة للبنان".
ومع اقتراب موعد الجلسة يمكن القول ان الاستحقاق الرئاسي دخل مرحلة الحسم. وعليه تلفت مصادر مطلعة عبر" الأنباء" الإلكترونية الى تكثيف الاتصالات بين الكتل النيابية في الساعات الماضية، من دون التوصل إلى قرارات نهائية بهذا الشأن بانتظار بلورة المواقف في الأيام القليلة المتبقية قبل موعد جلسة الانتخاب. وأشارت إلى وجود تناغم بين الكتل على ضرورة انتخاب الرئيس في جلسة 9 الجاري ولكن ليس مجرد رئيس. لأن المهم في هذه المرحلة هو مجيىء رئيس توافقي قادر على النهوض بالبلد الى شاطيء الأمان.
سكاف
وفي هذا السياق، أشار النائب غسان سكاف في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن الاتصالات التي جرت في الساعات الـ 48 الماضية لمس فيها جدية واهتماما كبيرين من قبل المجتمع الدولي بالتوازي مع جدية داخلية. بما يؤكد أنه سيكون للبنان رئيس جمهورية تفتح له أبواب قصر بعبدا في التاسع من كانون الثاني الجاري، وذلك لأن القوى السياسية اصبحت مقتنعة ان زمن المناورات قد انتهى. والكلام الجدي بضرورة انتخاب الرئيس قد انطلق ابتداء من يوم أمس.
ورأى أن هناك رغبة لدى الطبقة السياسية بالانتقال إلى مرحلة جديدة وإلا ستكون الخيبة على لبنان تهميشاً للبلد في ظل الصراع مع إسرائيل الذي يؤدي الى مزيد من التفتيت، داعياً الى الاستفادة من الدور السعودي الداعم للبنان الذي سيترجم في الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السعودي الى لبنان فيصل بن فرحان وشقيقه الأمير يزيد بن فرحان.
سكاف أشار إلى أنه "لمس اثناء لقائه السفير السعودي وليد البخاري اهتماما سعوديا بالوضع في لبنان. واعتبر أن نجاح جلسة انتخاب الرئيس تتوقف على موقف الرئيس بري والثنائي امل وحزب الله"، مؤكدًا أن اسم قائد الجيش جوزف عون يحظى بدعم سعودي - أميركي. فالسعودية جاهزة للمساعدة شرط معرفة اسم الرئيس وشكل الحكومة التي تتولى إعادة الإعمار والنهوض. فهي على استعداد لمساعدة لبنان في الأعمار إذا جاء انتخاب الرئيس ملبياً لطموحات اللبنانيين والعرب. وفي حال أتت الأمور عكس ذلك وجرى انتخاب رئيس لإدارة الأزمة فإن الأمور ستراوح مكانها.
واعتبر سكاف ان كلمة السر أصبحت في عهدة كل الأطراف، مقدراً امكانية التوافق على اسم او اسمين، وأن ينتخب الرئيس من الجلسة الأولى، مبدياً استغرابه لاستمرار بعض الكتل بالمناورة لتثبيت بعض الامتيازات، أو الحصول على امتيازات جديدة. سكاف رأى من جهة ثانية أن ليس هناك بحث بأي تعديل للدستور، لأن البحث الآن يتركز هل باستطاعتنا انتخاب العماد جوزف عون بأكثرية 86 صوتاً.
عبدالله
بدوره شدد عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله على أهمية أن يعود الجميع الى الدولة. واعتبر في حديث مع "الأنباء" الإلكترونية أن انتخاب رئيس تحد سيعرقل تشكيل الحكومة لاحقاً. ورأى أن المواطن اللبناني لا تعنيه التفاصيل الرئاسية خلف الكواليس. وقال: لم نعد في أولوية اهتمامات العالم. فهناك شرق أوسط جديد، إما أن نكون شركاء فيه أو تابعين.
أبي المنى في كليمنصو
قضايا المجلس المذهبي ومستجدات المرحلة الراهنة في لبنان وسوريا كانت مدار بحث بين شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى والرئيس وليد جنبلاط في كليمنصو، يرافقه القاضي الشيخ غاندي مكارم، وبحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل ابو فاعور والقيادي خضر الغضبان.
جلسة قريبة للحكومة
وفي إطار تسيير شؤون الدولة، أعلنت الامانة العامة في مجلس الوزراء أن "رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بصدد الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في البنود المتعلقة بالمواضيع الضرورية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :