افتتاحية صحيفة الديار:
اتصالات لتبريد الاجواء داخليا... وتطمينات تركية للبنان حول سوريا
الجيش يطالب في اجتماع الناقورة بتنفيذ الاتفاق قبل الـ 60 يوما
4 قتلى اسرائيليين بنفق مفخخ... نتانياهو يستعد لضرب ايران..؟
تتريث السلطات اللبنانية الرسمية في فتح قنوات اتصال مع السلطة الجديدة في دمشق بانتظار ان تتبلور طبيعة المشهد المضطرب حتى الان، علما ان اتصالات بعيدة عن الاضواء قد بدات مع تركيا لمحاولة ايجاد «خط اتصال» مباشر للتنسيق الميداني لتفادي اي اشكالات حدودية. وعلمت «الديار» ان انقرة طمانت الجانب اللبناني بان اولوية السوريين الان هي بناء الدولة والمؤسسات الدستورية، لا افتعال مشاكل خارجية ولهذا لا داعي للقلق من اي ازمات حدودية تعهدت انقرة بحلها اذا ما وجدت. في هذا الوقت تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي استغلال حالة الفوضى السورية بمزيد من احتلال الاراضي في جبل الشيخ والمنطقة العازلة في الجولان المحتل، وتكثيف الغارات على القواعد الاستراتيجية للجيش السوري، على وقع سجال داخلي حول الاخفاق الاستخباراتي الجديد بعدم توقع الاحداث في سوريا، وفي ظل ترجيحات باستغلال رئيس الحكومة الاسرائيلية للاوضاع الهشة بالمغامرة بتوجيه ضربات للمشروع النووي الايراني.
نفق «اللبونة» المتفجر
داخليا، وفيما تتسابق بعض «الرؤوس الحامية» لاستغلال الوضع السوري في محاولة فرض وقائع تبدو غير واقعية على الساحة اللبنانية، باشرت لجنة مراقبة وقف النار عملها وسط خروقات مستمرة على لبنان. فيما اقر جيش العدو امس ولأول مرة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله قبل 12 يوما حيز التنفيذ، بمقتل أربعة من جنوده في جنوب لبنان، وقال إن الجنود الأربعة من الاحتياط وينتمون إلى الكتيبة نفسها و”سقطوا أثناء القتال» السبت، من دون تقديم مزيد من التفاصيل، لكن المعلومات تفيد بان ضابطين وجنديين قتلوا وجرح آخرون بعد دخولهم الى نفق كان قد فخخه عناصر حزب الله مسبقا في منطقة اللبونة.
الاجتماع الاول للجنة
وفي بيان مشترك صادر عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان وعن «اليونيفيل» حول التنسيق لدعم القرار 1701 افاد انه جرى اجتماع بين ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والقوات المسلّحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية امس في الناقورة من أجل تنسيق دعمها لوقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيّز التنفيذ في السابع والعشرين من تشرين الثاني.واشار البيان الى ان اللجنة ستجتمع هذه الآلية بوتيرة منتظمة وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701.
ماذا طلب لبنان؟
وعلم في هذا السياق، ان الجانب اللبناني طالب بوقف الخروق الاسرائيلية، مبديا الاستعداد لتنفيذ الاتفاق قبل مهلة الـ 60 يوما، وفيما لم يعط الضابط الاسرائيلي اي ضمانة في هذا الاطار، شدد الفرنسيون والاميركيون على ضرورة التطبيق الصارم للاتفاق، بعد الاستماع لتقرير اليونيفيل الذي تضمن تفصيليا عدد الخروقات الاسرائيلية.
تبريد «الرؤوس الحامية»
في هذا الوقت، بدات اكثر من جهة فاعلة مروحة اتصالات داخلية لحصر الافراح وعدم المبالغة في التوقعات لبنانيا لان سقوط النظام السوري لا يعني حكما اضعاف حزب الله داخليا. وقد نصح مسؤول سياسي بارز بعض الرؤوس الحامية بضرورة تبريدها. ولفتت التقارير الامنية الى ان الاجواء في الشارع السني مضبوطة. اما مسيحيا فان نشوة النصر المفتعلة لا يمكن ان يقرشها احد عمليا في ظل موازين القوى الداخلية..لكن ثمة تخوفا جديا من تاثيرات سلبية على جلسة التاسع من الشهر المقبل، لان تشدد اي طرف ومحاولته فرض وقائع غير واقعية سيعني حكما المزيد من التعقيدات، خصوصا ان الادارة الاميركية الجديدة تبدو غير مستعجلة لاجراء الاستحقاق وتريد المزيد من الوقت لمسك الملف جيدا حيث يخطط مستشار الرئيس ترامب مسعد بولس لزيارة بيروت بعد فرصة الاعياد للاتفاق على برنامج عمل متكامل في الشان الرئاسي والحكومي.
ما هو موقف حزب الله؟
اما بالنسبة لمسالة سلاح المقاومة واستعجال رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب سامي الجميل لوضعه على طاولة البحث، فهو استعجال في غير مكانه، كما تشير اوساط مقربة من حزب الله غير المعني حاليا بخوض هذا النقاش، وهو اذ يتفهم الشعور المفرط والمبالغ فيه لدى هؤلاء بانتصار يدعونه ولا دور لهم فيه، لكنه يعتبر انهم يحاولون عبثا استثمار التطورات السورية على الساحة اللبنانية، علما ان الواقع السوري يحتاج الى وقت طويل كي يستقر ولا يمكن الرهان على ماهية الوضع باي شكل من الاشكال، ولهذا المطلوب الان القليل من التواضع والكثير من الحكمة كي لا تدخل البلاد في اتون ازمة لن تفضي الى اي نتيجة، وقد تكون نتائجها كارثية.
استعجال الجميل !
وكان الجميل «المنتشي» بالانتصار، قد اعتبر ان لبنان خرج من جميع أنواع الوصايات للمرة الأولى منذ 35 سنة، وصاية حزب الله انتهت ووصاية إيران وسوريا انتهت واليوم لبنان حر حر حر، وقال «الوصاية انتهت ولكن لا نزال في أول الطريق ولدينا الكثير من العمل ومشاكل البلد لم تنته فالسلاح لم يعد يشكل وصاية لكنه لا يزال موجودا. واضاف” نحن أمام مرحلة جديدة ويجب أن نقرر ما نريد إما نرتكب أخطاء الماضي أو نعمل بشكل صحيح، لا يجب أن نكرر خطأ التسعين بإقصاء الآخرين ولا خطأ 2005 عندما غضينا النظر عن السلاح غير الشرعي، ولا يجب أن نعيد خطأ 2016 وكل تلك الأخطاء لا يجب أن تتكرر».
اغتيال نصرالله نقطة التحول؟
لكن رئيس حزب الكتائب لم يلتفت الى جزء خطير يحصل في سوريا، ولا يبدو انه مهتم بذلك، او بمدى انعكاسه على لبنان، فخلال الساعات الماضية احتل جيش العدو نحو 14 كلم ويستمر بالتوغل، وقد اعلن احد كبار الضباط لموقع «والا» العبري ان اسرائيل لن تنسحب من هذه الاراضي راهنا والامر خاضع لتقييم حول ماهية الاوضاع في سوريا؟! بدوره اكد نتناياهو انه أمر الجيش بالسيطرة على المنطقة العازلة في سوريا وقمة جبل الشيخ، وقال «ان نصرالله كان «محور المحور» وإغتيالنا له كان نقطة تحول».
تدمير قدرات الجيش السوري
يترافق ذلك مع غارات اسرائيلية تجاوزت المئة وخمسين غارة مستهدفة البنى التحتية للجيش السوري، صواريخ ارض-ارض. وسلاح دفاع جوي، وبنى عسكرية واستراتيجية، وقد اكد المرصد السوري ان إسرائيل قصفت جميع أسراب الطائرات الحربية في المطارات إضافة لرادارات ومستودعات الأسلحة. ويحصل ذلك،وسط صمت مطبق من العالم، ومن القوى الجديدة الحاكمة، فان كل ذلك يزيد حزب الله قناعة بان الحديث عن السلاح وتسليمه كلام فارغ لا معنى له في ظل الفوضى الراهنة في المنطقة.
واقعية المقاومة وقوتها
ووفق تلك الاوساط، فان حزب الله واقعي جدا ويدرك المعنى الاستراتيجي للتغيير الذي حصل في سوريا، وهو امر يحتاج الى قراءة هادئة بعيدة عن الانفعالية، وهو يراقب الوضع السوري على نحو دقيق، لكن هذا لا علاقة له بالمسائل الداخلية لان حضوره الداخلي غير مرتبط بما جرى خارج الحدود وهو يتكىء على قاعدة شعبية صلبة وحضور كبير بالشراكة مع حركة امل في الساحة الشيعية ولا يمكن لاحد ان يتجاوز هذا الواقع. ولذلك المطلوب من الجميع الهدوء ريثما تكتمل السلطات الدستورية في البلاد بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة، ليصار عندها الى البحث في افضل السبل لحماية لبنان والمحافظة على قدراته الدفاعية من خلال وضع استراتيجية متكاملة تحصن البلد وتكون عنوانها الاستفادة من واقع وقدرات المقاومة لا الكيدية السياسية العبثية التي لا «تثمن ولا تغني من جوع».
كيف نحمي البلد؟
وفي هذا السياق، جاء كلام عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، الذي اشار الى الخروقات من قبل قوات الاحتلال في الجنوب، دليل اضافي على ان حماية البلد تحتاج الى تكامل جهود الجيش والشعب والمقاومة. وقد جدد موقف المقاومة من ترك معالجة هذه الخروق للدولة اللبنانية والدول الضامنة التي ستكون امام اختبار جدي من الان وصاعدا بعد انطلاق عمل اللجنة رسميا امس باجتماع عقد في الناقورة.
اخفاق اسرائيلي
في هذا الوقت، وعلى الرغم من العربدة الاسرائيلية في سوريا، ثمة مخاوف وتوجّس في إسرائيل من المستقبل. فضمن قراءة دلالة الأحداث الدراماتيكية في دمشق، يرى عاموس هارئيل، في «هارتس»، أنه بالنسبة لإسرائيل فإن ما اسماه ضربة محور إيران هي بشرى سارة لها، لكنها ستنبت مصاعب جديدة من جهة منظمات المتمردين لأن أحداً لا يعرف كيف تكون وجهتها.
فشل استخباراتي جديد
وفي السياق نفسه، يوجه محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفتي «نيويورك تايمز»و»يديعوت أحرونوت» رونين بيرغمان تساؤلات وانتقادات حول فشل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في توقّع السقوط السريع، ويقول بيرغمان إن الفشل في استشراف هجمة المتمردين ونجاحاتهم الزاهرة وسقوط الأسد إخفاق خطير.
أسئلة اليوم التالي
وكذلك تنشغل هذه الأوساط الإسرائيلية بأسئلة المستقبل، ومنها: هل تبدأ الآن فترة الفوضى المضرة، أم ولادة نظام حكم جديد يكون هو الآخر معادياً لإسرائيل؟ أم بدء «شرق أوسط جديد»وطرح التطبيع الشامل والانخراط في المنطقة العربية؟ هل تنجح قوى المعارضة في أن تتفق على حكومة انتقالية، وعلى دستور، وعلى انطلاق عصر جديد؟ هل تقوم دولة ديمقراطية في دمشق؟ ماذا عن القواعد الروسية في سوريا؟ هل تتمكن إيران من تهريب سلاح للبنان لدعم حزب الله؟ وهل تتفق إيران على ذلك مع تركيا كجزء من تعويض أنقرة لطهران على دورها في سقوط حليفها الأسد؟ وهل تبقى إسرائيل مستفيدة من سقوط الأسد في المدى البعيد؟ أم أن ذلك سيعود لاحقاً عليها كيداً مرتداً؟ ومن الاسئلة ايضا، هل تنجو سوريا الآن من سيناريو ليبيا ؟وهل تقع هزات ارتدادية في دول الجوار العربية وغير العربية؟
ضرب ايران؟
في هذا الإطار، تتخوف مصادر دبلوماسية من محاولة نتنياهو ، استغلال الاحداث، ومع دخول ترامب الوشيك للبيت الأبيض، لتوجيه ضربة لمنشآت إيران النووية، في ظل مزايدات عليه من اليمين ومن اليسار ومن المعارضة التي تتهمه بالعجز والجبن لتردده بضرب مفاعلات إيران النووية، كما اكد مجدداً وزير الأمن السابق نائب رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان للإذاعة العبرية، صباح امس. وهو امر رجحته صحيفة «هارتس» التي تحدثت عن احتمال اغتنام نتنياهو نتائج الحرب والهزة الأرضية في سوريا من أجل القيام بعملية كبيرة في ايران بغية تدمير منشآتها النووية.
ما هي المخاطر؟
بدوره اشار الجنرال احتياط اسحق بريك الى انه ليس للجيش الإسرائيلي قدرة على هزيمة حماس الصغيرة وتنظيم حزب الله الكبير؛ لنقص في القوات، ما لا يتيح البقاء في الأماكن التي احتلتها اسرائيل ولا يتيح مناورة عميقة. وقال ان «وقف النار مع حزب الله ولد لانعدام البديل، لأنه ليس بمقدور الجيش الإسرائيلي أن يهزم حزب الله». وتخوف بريك ان ينشأ تهديد أكبر بعشرات الأضعاف على إسرائيل من سوريا والأردن، إذا ما سيطر الجهاد المتطرف على الأردن أيضاً.وقال «قد يحاول الجهاد المتطرف السيطرة على الأردن بمساعدة الأغلبية الإسلامية السُنية التي تعيش فيه وتعارض نظام المملكة الأردنية الهاشمية.
ملف المفقودين
في هذا الوقت، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، مساء امس، وعرض معه الوضع الأمني في البلاد، كذلك، اجتمع ميقاتي مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، وعرض معه الوضع على المعابر الحدودية، حيث يتجمع العديد من السوريين الذين يحاولون دخول لبنان بفعل الاحداث في سوريا. كما قرر رئيس الحكومة تشكيل خلية أزمة في موضوع المفقودين والمخفيين قسرا تضم الوزارات والإدارات المعنية إضافة إلى اللجنة القضائية و”الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا»، وذلك بطلب من الهيئة.
تدابير قضائية
في السياق ذاته، اجتمع وزير العدل هنري الخوري في مكتبه في قصر العدل بتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ،مع أعضاء لجنة المعتقلين في السجون السورية برئاسة المدعي العام في بيروت القاضي زياد أبو حيدر والأعضاء: القاضي جورج رزق، والعميد علي طه، لمتابعة الأوضاع المستجدة في سوريا. وتقرر التواصل مع القوى الأمنية من قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة لمعرفة إذا كانت لديهم أي معلومات تصلح للبناء عليها في ملف المعتقلين في السجون السورية وللتأكد من الأسماء المحررة من مختلف السجون خلال اليومين الفائتين. وقد تم خلال اجتماع لجنة المعتقلين تكليف العميد علي طه لتقصي الحقائق حول المعتقلين المحررين لمتابعتها ومعالجتها وفقا للأصول ، على أن تبقى مسألة المعتقلين قيد المتابعة مع رئيس الحكومة ووزير العدل الذي سيتابع اجتماعاته في الايام المقبلة مع أعضاء هيئة المفقودين في السجون السورية.
عودة اول معتقل لبناني
استقبلت بلدة شكا ابنها المعتقل المحرر سليم حموي، الذي عاد بعد قضائه أكثر من 33 عامًا في السجون السورية، وكان في استقبال حموي حشد كبير من أبناء البلدة، بحضور كاهن الرعية الأب إبراهيم شاهين والنائب أديب عبدالمسيح، حيث عمّت أجواء من الفرح والفخر بهذه العودة المنتظرة، يُعدّ حموي من أوائل الأسرى الذين عادوا إلى لبنان، في خطوة أثارت الأمل بعودة باقي المفقودين والمعتقلين.
وقال حموي أنه “لم يعلم بتهمته إلا بعد 20 عامًا من اعتقاله، وهي لانتمائه إلى القوات اللبنانية. وقد شهد سجن صيدنايا تجمعات للاهالي في محاولة لمعرفة مصير آلاف المعتقلين في سجون النظام. وافترش مواطنون الأرض بالقرب من السجن بانتظار معرفة مصير أبنائهم المعتقلين.
***********************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
مخاوف من أن تؤدي الخروقات الإسرائيلية إلى فرط الهدنة: 6000 عنصر من الجيش جاهزون للانتشار فوراً
مع تنحّي الرئيس بشار الأسد واحتلال العدو الإسرائيلي مساحات جديدة من الأراضي السورية لإقامة منطقة عازلة في الجولان المحتل، تزداد الخشية من إمكانية فرط الهدنة في لبنان، خصوصاً أن العدو يرى أن الحدث السوري سيؤدي إلى محاصرة المقاومة وتقليل مواردها العسكرية والمادية لفترة طويلة. وتعزّز هذه الخشية حالة الفوضى في جنوب لبنان مع استمرار عدم التزام العدو بقرار وقف إطلاق النار، ومحاولته فرض أمر واقع وتكريس ما يُسمّى بحرية الحركة.
وقد عقدت لجنة الإشراف على تطبيق القرار 1701 أمس اجتماعها الأول برئاسة اللواء الأميركي جاسبر جيفرز في مقرّ قوات الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفل) في الناقورة، على وقع خروقات جيش الاحتلال. وأعلنت السفارتان الأميركية والفرنسية وقيادة «اليونيفل» في بيان مشترك عن أن «هذه الآلية ستجتمع بوتيرة منتظمة وتنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701». فيما قالت مصادر متابعة إن الانسحاب الإسرائيلي سيبدأ اليوم من القطاع الشرقي بعدما كان مقرّراً أن يبدأ من القطاع الغربي.
وعلمت «الأخبار» أن «الجانب الأميركي كانَ يبحث في النقطة التي يجب الانطلاق منها لتنفيذ آلية العمل، فيما أكدت قيادة الجيش أن الخطوة الأولى يجب أن تكون بوقف الخروقات والانسحاب الإسرائيلي تدريجياً حتى يبدأ الجيش اللبناني بالدخول إلى المناطق. وأشارت المصادر إلى أن الجيش أكمل كل استعداداته وعديده وأصبحت الفرق المطلوبة كلها في الجنوب استعداداً للانتشار. وعلمت «الأخبار» أن الجيش حشد ستة آلاف عنصر جاهزين عند تحديد الموعد.
وعُقد اجتماع اللجنة بعدَ الجلسة الاستثنائية التي عقدتها الحكومة في صور السبت الماضي، بمشاركة قائد الجيش العماد جوزيف عون، ووافقت خلالها على خطة انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني، وبدء الجيش إرسال قوات إلى الجنوب. وعلمت «الأخبار» أن عون عرض عناوين تفصيلية لخطة الانتشار مع الترتيبات التي سيقوم بها الجيش وفقَ القرار 1701. وكشفت مصادر مطّلعة أن «النقاش تناول الخرائط التي تشير إلى أن المناطق المشمولة بالاتفاق تشمل مناطق شمال الليطاني كبلدات أرنون وشقيف ويحمر. وتمّ التأكيد من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن لبنان لم يوقّع هذه الخرائط وبالتالي فإنها غير مشمولة بالاتفاق».
في غضون ذلك، استمرت الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، إذ أصدر جيش الاحتلال تحذيراً لسكان عشرات القرى بعدم العودة إلى قراهم. وأغارت مُسيّرة معادية على سيارة المواطن محمود بزي لدى توقفه عند حاجز ظرفي للجيش اللبناني بين بنت جبيل وكونين، ما أدى إلى استشهاده وإصابة أربعة عسكريين وتضرر آلية عسكرية. وبعد نحو ساعة، أغارت مُسيّرة على سيارة مدنية أخرى في حي الدورة بين بنت جبيل ويارون، لكنّ الصاروخ لم يصب السيارة التي نجا ركابها. وفي بلدة زبقين، تعرّض حي سكني مأهول لقصف مدفعي، ما أدى إلى تضرر منازل واشتعال النيران في سيارة مدنية. كذلك استمرت عمليات نسف منازل في مارون الرأس ويارون والخيام وكفركلا. وفي سهل الخيام بين تل النحاس ومثلث الوزاني بمحاذاة مستعمرة المطلة، استكمل جنود العدو تغيير المعالم وتجريف الطريق، وقاموا باستحداث نفق بالتوازي مع الطريق ووضعوا على طولها مكعبات إسمنتية.
وأفرجت قوات الاحتلال عن الشقيقين سامر وسمير سنان (من بلدة عين قنيا- حاصبيا)، من بوابة الغجر المحتلة، بعدما اعتقلتهما أول أمس خلال قيامهما بقطاف الزيتون في سهل المجيدية. فيما لا يزال مصير رفعت وجمال ويوسف الأحمد وجعفر المصطفى (من بلدة الوزاني) مجهولاً منذ أكثر من أسبوع بعد اعتقالهم في محيط الوزاني.
من جهة أخرى، أفادت منصة «كابينت نيوز» الإسرائيلية على التلغرام بأن جيش العدو يواصل خلال اتفاق وقف إطلاق النار «تدمير ما تبقّى من أنفاق حزب الله في المنطقة». وأوضحت أن التحقيق الأولي في مقتل أربعة جنود إسرائيليين الأحد في منطقة اللبونة أظهر أن جنود الاحتياط دخلوا إلى نفق تحت الأرض، «حيث كانت هناك كميات من أسلحة حزب الله، وبعد دخولهم تمّ تفعيل تشريكة عبوات ناسفة ضدهم. ومن الواضح أنه تمّ تفخيخ النفق قبل استيلاء قوات الجيش الإسرائيلي عليه قبل عدة أشهر (...) ما أدى إلى انفجار الأسلحة ونشوب حريق وانهيار النفق على الجنود، واستمرت عمليات الإنقاذ حوالي 12 ساعة». وأشارت المنصة إلى أن الجيش «فتح تحقيقاً معمّقاً في الحادث».
***********************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
وقف النار تحت رقابة الآلية الخماسيّة… تشدّدٌ في ضبط فوضى المعابر مع سوريا
في عزّ تواصل انشداد الأنظار اللبنانية إلى تطورات الحدث المتدحرج في سوريا بعد يومين من سقوط النظام الأسدي، أعاد انطلاق عمل لجنة الرقابة الخماسية المنبثقة من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل الاهتمامات إلى اجراءات استكمال وقف النار وترسيخه، علماً أن الوضع الناشئ على الحدود الشرقية والشمالية للبنان مع سوريا تقدّم إلى مستوى الأولوية الموازية للوضع على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، خصوصاً أن وضع المعابر البرّية بات يثير إرباكات كبيرة ودقيقة توجب آليات تشدد في الرقابة الأمنية والعسكرية في ظل حركة دخول وخروج كثيفة للغاية للنازحين السوريين. ويبدو أن ثمة خطوات واجراءات ستتخذها القوى الأمنية والعسكرية بدءاً من الساعات المقبلة تعكس توزيعاً حديثاً للمهمات والاجراءات بين الحدود الشرقية والشمالية والحدود الجنوبية، وتظهر الحجم الكبير للمهمات الملقاة على الجيش في الفترة المقبلة.
ومع أن انطلاق عمل لجنة الرقابة على تطبيق اتفاق وقف النار أشاع انطباعات ايجابية لجهة تظهير الجدية في تنفيذ الاتفاق وعدم ترك إسرائيل توظّف الثغرات القائمة لشنّ مزيد من الغارات والاعتداءات، تشير أوساط معنية إلى أن المسؤولين السياسيين اللبنانيين تلقوا تطمينات حذرة من مراجع دولية حيال امكانات كبيرة لتراجع التوتر في الجنوب وعدم وجود مخاوف من تجدّد الحرب شرط التزام كامل غير مشكوك فيه للالتزامات اللبنانية في الاتفاق والاسراع ما أمكن في نشر الجيش اللبناني، أولاً في جنوب الليطاني، وثانياً البدء في إظهار اجراءات فعلية في مسار فكفكفة البنى التحتية المسلحة لـ”حزب الله” في مناطق الجنوب وغير الجنوب. وقالت إن صدقية الحكومة والمؤسسات السياسية الرسمية والأمنية والعسكرية تجاه المجتمع الدولي تكمن في إنجاح الاجراءات المطلوبة وأن ذلك يساعد لبنان في الاستحواذ على الدعم الدولي الملحّ الذي يحتاج إليه في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق والهدنة.
وفي هذا السياق صدر أمس بيان مشترك عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان وعن “اليونيفيل” حول التنسيق لدعم القرار 1701 جاء فيه: “اجتمعت الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والقوات المسلّحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) في الناقورة من أجل تنسيق دعمها لوقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيّز التنفيذ في السابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر). كما ورد في إعلان الاتفاق: استضافت قوات اليونيفيل الاجتماع الذي انعقد برئاسة الولايات المتحدة، بمساعدة فرنسا، وبمشاركة القوات المسلحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية. سوف تجتمع هذه الآلية بوتيرة منتظمة وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701”.
تزامن ذلك مع تسلّم وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، رسالة من نظيره الإيطالي غويدو كروسيتو ونظيرته الإسبانية مارغريتا روبلس، نقلها إليه سفيرا إيطاليا فابريتسيو مارتشيلي وإسبانيا خيسوس سانتوس أغوادو، وهي عبارة عن نسخة من الرسالة الموجهة من نظيريه إلى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا وإلى المرجعيات المعنية الأخرى حول دور القوة الدولية (اليونيفيل) في تنفيذ القرار 1701، وفيها اقتراحات من أجل تطبيق فعال لترتيبات وقف إطلاق النار في لبنان ومنها ضرورة التنسيق الوثيق بين اليونيفيل واللجنة التقنية العسكرية.
ومع ذلك تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية، فاستهدفت غارة سيارة على طريق صف الهوا في بنت جبيل بالقرب من حاجز الجيش اللبناني، ما أدى إلى مقتل سائق السيارة وجرح أربعة عسكريين بجروح طفيفة عند الحاجز. وأغارت مسيّرة على سيارة في بلدة زبقين من دون وقوع إصابات. وتعرّضت بلدتا زبقين ومجدل زون في قضاء صور لقصف مدفعي ما أدى إلى تضرّر منزلين وسيارة. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية منطقة قطمون الحرجية في خراج بلدة رميش.
السجناء والحدود
أما على المقلب السوري، فاستمر رصد لبنان لتطورات فتح السجون وإخراج السجناء في وقت شهد فيه سجن صيدنايا زحفاً بشرياً كثيفاً في محاولة لمعرفة مصير آلاف المعتقلين ومن بينهم عدد غير معروف من اللبنانيين. وأعلنت رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني أن الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء تتواصل مع الهيئة الوطنية لشؤون المعتقلين، “وعلى الهيئة بذل الجهود من أجل الحصول على اللوائح الدقيقة، بعد أن شكلت خلية أزمة لتشكيل لجنة طوارئ والحصول على المعلومات الدقيقة، والمحافظة على أرواح الخارجين من السجون وتقديم الرعاية الطبية لهم”.
واستقبلت أمس بلدة شكا إبنها الأسير المحرر سليم حموي، الذي عاد إلى بلدته بعد قضائه أكثر من 33 عامًا في السجون السورية، وكان في استقبال حموي حشد كبير من أبناء البلدة. ويُعدّ حموي من أوائل الأسرى الذين عادوا إلى لبنان، في خطوة أثارت الأمل بعودة باقي المفقودين والمعتقلين.
في السياق ذاته، اجتمع وزير العدل هنري الخوري في مكتبه في قصر العدل بتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مع أعضاء لجنة المعتقلين في السجون السورية برئاسة المدعي العام في بيروت القاضي زياد أبو حيدر لمتابعة الأوضاع المستجدة في سوريا. وتقرّر التواصل مع القوى الأمنية من قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة لمعرفة إذا كانت لديهم أي معلومات تصلح للبناء عليها في ملف المعتقلين في السجون السورية وللتأكد من الأسماء المحررة من مختلف السجون. وتم تكليف العميد علي طه لتقصي الحقائق حول المعتقلين المحررين لمتابعتها ومعالجتها وفقا للأصول، على أن تبقى مسألة المعتقلين قيد المتابعة مع رئيس الحكومة ووزير العدل الذي سيتابع اجتماعاته في الأيام المقبلة مع أعضاء هيئة المفقودين في السجون السورية.
وفي مواكبة موضوع المعابر أوعز وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي إلى المديرية العامة للأمن العام اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لمنع محاولات دخول السوريين بطريقة غير شرعية وتعزيز عديد العناصر بصورة فورية، وكلّف المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التدخل وارسال تعزيزات من وحدة القوى السيارة للمؤازرة وضبط المعبر وإقامة الحواجز. بدورها، اعلنت المديرية العامة للأمن العام أنه “نتيجة لغياب الأمن العام السوري عن المركز الحدودي في جديدة يابوس، تدفقت أعداد كبيرة من السوريين في اتجاه مركز المصنع الحدودي حيث حاول قسم منهم الدخول عنوةً ومن دون الخضوع لإجراءات الأمن العام اللبناني .وقام الأمن العام بالتعاون مع الجيش والأمن الداخلي بضبط الوضع وإعادتهم الى الأراضي السورية، والسماح بالدخول فقط للمستوفيين الشروط المعمول بها”.
وأظهر مقطع فيديو أمس مجموعة من “هيئة تحرير الشام” عند معبر جوسيه السوري وبدا أن المجموعة قامت بجولة على الحدود مع لبنان.
************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
لجنة المراقبة: تنسيق وثيق لتطبيق الاتفاق.. مخاوف من مرحلة خطيرة.. والأجهزة مستنفرة
لا يمكن الركون لأيّ من القراءات التي تسرح في خيالها بعيداً، وتبتدع فرضيات وترسم سيناريوهات خيالية لما بعد الإطاحة بالنظام السوري، حيث أنّ العَالِم الوحيد بما في باطن هذا الحدث، هو «المايسترو» الذي أعدّ مخطط هدم النظام في سوريا وإخراج بشار الاسد من السلطة، ومعه مجموعة من الشركاء الإقليميين الذين أنيطت بهم مسؤولية الرعاية التنفيذية لترجمة الانقلاب على الارض. على أنّ السؤال الذي يفرض نفسه بعد هذا الانقلاب: ما هو مصير سوريا، ومن سيحكمها؟
غموض
وسط هذا الغموض، يستحيل تقديم إجابات واضحة ودقيقة تحدّد أيَّ سوريا بعد الانقلاب، وخصوصاً انّ الامور ما زالت في بدايتها، وليس معلوماً إن كانت سوريا ستبقى ضمن حدودها الجغرافية، أو ما إذا كانت ستبقى دولة وفيها سلطة وادارات ومؤسسات - إن كان هناك انتقال سلس للسلطة- أو تصبح مجموعة دول في دولة إنْ سلكت مسار الفوضى؟
حقبة متفجّرة!
في تقييم مصادر سياسية للانقلاب التغييري في سوريا، فإنّ المنطقة تهتزّ، والحدث السوري يفتح الباب واسعاً على تغيّرات جذرية وإعادة رسم خرائط المنطقة السياسية والجيوسياسية بشكل مختلف جذرياً عمّا كانت عليه، وخارج ما يسمّى دول محور الممانعة التي كانت سوريا مع الحكم السابق تشكّل حلقة الوصل فيه. وتبعاً لذلك، فإنّ انهيار النظام السابق في سوريا يبدو أنّه خطوة اولى في مخطط هدفه واضح بتغيير وجه المنطقة، وجعل كل دول المحور وأنظمتها تتهاوى كأحجار الدومينو دولة تلو الاخرى. ما يعني والحالة هذه أنّ المنطقة برمّتها باتت بعد الانقلاب في سوريا على شفير حقبة دقيقة جداً إن لم تكن حقبة متفجّرة».
الرابح الوحيد
يتقاطع هذا التقييم مع قراءة سوداوية قدّمها مسؤول رفيع لـ«الجمهورية»، يستهلها بالقول: «بمعزل عمّا إذا كان الانقلاب قد حصل من طرف واحد، او من تقاطع مصالح دول المنطقة، فإننا امام تحول كبير، حيث سقط النظام السوري وانطوت صفحة حكم لأكثر من 50 عاماً، وبتنا أمام مشهد مجهول لناحية ما ينطوي عليه من مخاطر وتعقيدات».
وبحسب المسؤول عينه، فإنّ ثمة رابحاً وحيداً من كل ما جرى في سوريا أو ما قد يجري من حولها، هو إسرائيل (ومن خلفها بالتأكيد الولايات المتحدة الاميركية)، التي، أي إسرائيل، سارعت اعتباراً من اللحظة الاولى لنجاح الانقلاب، إلى فرض واقع احتلالي جديد في سوريا عبر التوسّع والتوغل نحو 20 كيلومتراً داخل الأراضي السورية في الجولان وجبل الشيخ، وقد تتوغل أكثر لأنّ الفرصة مؤاتية لها، وطيرانها الحربي يتحرّك بحرّية تامة في الأجواء السورية، ويشن ضربات إنهاكية لقدرات الجيش السوري.
وعلى ما يقول المسؤول عينه، فإنّ «كل الآخرين، من بينهم الشركاء المباشرون او غير المباشرين في الانقلاب، خاسرون. وهذا ما ستؤكّده المرحلة المقبلة. فيما سوريا ليس ما يضمن بقاءها كدولة، والمؤشرات تشي بوضعها في وقت ما قد لا يكون بعيداً على مائدة التقسيم، ومقدمة ذلك، تكرار النموذج الليبي، حيث أنّ الاحتفالات التي تقيمها قطاعات المعارضة المختلفة في سوريا، سبق أن أقيمت احتفالات مماثلة لها في ليبيا، وأما النتيجة فهي أنّه بعد ما يزيد عن 14 سنة، لم تعد ليبيا دولة، بل أصبحت كياناً فوضوياً مفككاً ومتناحراً بلا مقدرات او قدرات، لا شكل لدولة فيه ولا حتى لمؤسسات، وأشبه ما يكون بدويلات داخل دولة، لكل دويلة فصيل يحكمها».
وإذ يلفت المسؤول إلى أنّ الانقلاب في سوريا، يعزز المخاوف من أن يكون العراق في عين العاصفة في مرحلة لاحقة، عبّر عن خشية كبرى من أن تكون الخطوة التالية بعد سوريا هي غزة والضفة الغربية، حيث انّ ما جرى في سوريا قد تتغطى به إسرائيل لاستكمال إجهازها على قطاع غزة، وإطباقها الكامل على الضفة الغربية ودفع أهلها في اتجاه الاردن».
ماذا عن لبنان؟
وأما داخلياً، فإنّ السؤال الأساس هو ماذا عن لبنان؟ وهل سيتبع التطورات في تحرّك ما للمعارضة التكفيرية في اتجاهه؟ وماذا لو حصل ذلك، أي واقع سيفرض على البلد؟
الجو العام في لبنان يفيد بأنّ إطاحة نظام بشار الأسد، صدم حلفاءه في لبنان، وعمّم عليهم تخبّطاً وإرباكاً، وشعوراً قاسياً من السقوط المدوّي لما تبين انّه نظام من ورق. فيما في المقابل أصاب بالنشوة كل التوجّهات الداخلية المخاصمة او المعادية للنظام السوري المنتهي، وعبّرت عن ذلك بسلسلة تحركات ابتهاجية في العديد من المناطق اللبنانية، بالتوازي مع اندفاع بعض توجّهات المعارضة إلى الدعوة العلنية لأن يشمل التغيير في سوريا لبنان والتحرر من سطوة «حزب الله»، مع مطالبات متتالية للحكومة باتخاذ الإجراءات الآيلة الى تسريع التواصل مع الجانب السوري في ظل النظام الجديد لجلاء مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، والعمل على نقل المعتقلين المحررين، الذين تحدثت معلومات عن الإفراج عنهم بعد تحرير السجون، إلى لبنان».
لننتظر اكتمال المشهد
وعلى ما يقول مرجع كبير لـ«الجمهورية» فإنّ «موقعنا الجغرافي يجعلنا نتأثر بكل ما يحدث من حولنا، وبالتالي لسنا في منأى عمّا حدث في سوريا، ولكن دعونا لا نتسرّع في التحليل، ولا ندخل في تقديرات مبالغ فيها للتداعيات، فلنصبر إلى أن يكتمل المشهد في سوريا ويرسو على الصورة التي سيرسو عليها».
يقظة أمنية
ولا يقلّل مرجع أمني من دقّة المرحلة وخطورتها، وأبلغ إلى «الجمهورية» قوله انّ التطورات في سوريا فرضت عبئاً ضاغطاً بقوة على لبنان، إن على مستوى الداخل، حيث سارعت الاجهزة الأمنيّة والعسكرية إلى رفع درجة اليقظة والإستعداد في هذه المرحلة لمواجهة أيّ تحرّكات مشبوهة لأفراد او خلايا ارهابية تابعة لجبهة النصرة او «داعش»، وخصوصاً في مناطق انتشار النازحين السوريين».
او على مستوى الحدود، يضيف المرجع عينه، «اتخذت اجراءات بالغة الشدّة على المعابر الشرعية لضبط خروج او قدوم السوريين إلى لبنان، فيما اتخذت قيادة الجيش بدورها سلسلة من التدابير لحماية الحدود وإقفال المعابر غير الشرعية، وعززت انتشار الوحدات العسكرية لردع أي محاولة لتسلّل المجموعات الارهابية في اتجاه لبنان، ووحدات الجيش على جهوزية كاملة للتصدّي لهؤلاء.
ورداً على سؤال، طمأن المرجع الأمني إلى انّ كل الأجهزة الامنية والعسكرية مستنفرة في وجه أي طارئ، ومع الإجراءات المشدّدة التي يتمّ اتخاذها من قبل مختلف الاجهزة، يمكن التأكيد بأنّ الوضع تحت السيطرة، والأمن ممسوك بالكامل ولا شيء يدعو الى القلق».
ماذا عن «حزب الله»؟
النظرة الداخلية بصورة عامة إلى «حزب الله» بعد الانقلاب في سوريا، تقاربه كأكثر الخاسرين من الاطاحة بنظام بشار الأسد، ولاسيما أنّه يخسر الشريان الأساس الذي يغذي فيه مخزونه من السلاح انطلاقاً من إيران ومروراً عبر سوريا. وهو وضع يؤثر تلقائياً وبصورة سلبية على قدرات الحزب وسعيه إلى تعزيزها.
الحزب: لسنا ضعفاء
يبرز في هذا السياق ما اكّد عليه عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، حيث قال إنّ «ما يجري في سوريا تحوّل كبير وخطير وجديد، وعلى خطورته لا يمكن أن يضعفنا، نحن أبناء هذه الأرض وهذا البلد، فما حصل أمر كبير جدًّا ولا أحد يستطيع التّخفيف من تأثيراته، ولكن بالنّسبة لنا «حزب الله» والمقاومة وأهل المقاومة وبيئة المقاومة حضورهم وقوّتهم مستمدّة أوّلًا من الله، من إيمانهم قبل كلّ شيء، ونحن ننتمي إلى هذه الثّقافة. إيماننا وعقيدتنا وانتماؤنا، هي من أهمّ عناصر القوّة».
فرصة للحزب
في موازاة ذلك، قال مصدر قيادي معارض لـ«الجمهورية» انّ على «حزب الله» ان يتعظ اولاً من العدوان الاسرائيلي ونتائجه الكارثية على اللبنانيين، ومن التطورات الإيجابية التي اطاحت بشار الاسد وعصابات النظام. وامام ما جرى يجب على الحزب ان يعتبر انّه امام فرصة لأن يخرج من كونه خادماً لمصالح ايران، ويلبنن توجّهاته. وخصوصاً انّ المسار الذي انتهجه دلّت الوقائع، ولاسيما في فترة العدوان الاسرائيلي، على انّه مسار انتحاري، ليس له فقط بل للبلد بشكل عام.
واعتبر المصدر «انّ الظروف اختلفت عمّا كانت عليه، و«حزب الله» لم يعد بالصورة التي كنّا نعرفه بها قبل اشهر، فقوته الذي لطالما هدّد فيها، كانت وهمية خلال العدوان، بل أظهر ضعفاً كبيراً في مواجهة اسرائيل، وإنكار الحزب لهذه الحقيقة لا يغيّر فيها، وجميعنا نلاحظ الصرخات الاحتجاجية عليه التي تصدر بشكل كثيف من داخل بيئته.
ورداً اعلى سؤال قال: «نتوقع كل شيء من «حزب الله»، وفي مطلق الاحوال فإنّ كل قوى المعارضة مجمعة على مواجهة أيّ محاولة من قبل الحزب لفرض إرادته وتوجّهاته والتعويض عن خسارته في الحرب، بمكاسب سياسية، وخصوصاً في الملف الرئاسي.
الوسطيون قلقون
وإذا كان سقوط بشار الاسد كشخص وكنظام قد بعث الارتياح البالغ لدى شخصية قيادية وسطي، الذي قال لـ«الجمهورية» إنّ «هذا السقوط كان يجب ان يحصل في العام 2011، ولكن الوضع في ما خصّ سوريا لا يطمئن، حيث أخشى من تفتيتها، ومن تداعيات خطيرة لهذا التفتيت على لبنان». وحذّر القيادي الوسطي من إرباكات داخلية، وقال: «الاستفزازات التي تنطلق من هنا او هناك من شأنها أن تحرّك الوضع الداخلي سريعاً نحو فتنة خطيرة. وهنا تقع مسؤولية القيادات السياسية في ضبط جمهورها. فالاستفزاز يجرّ الاستفزاز والفعل يجرّ ردّ الفعل وبالتالي تفلت الامور. وهنا أحيل المسؤولية على كل الاجهزة الامنية والعسكرية لضبط الأمن ومنع تفلته».
ورداً على سؤال، أثنى القيادي عينه على إصرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأنّ جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل قائمة في موعدها، وقال: «من الأساس أيّدنا دعوات الرئيس بري الى انتخابات رئاسية بالتوافق، وهو ما نؤكّد عليه من جديد، ولكن اتمنى الّا يحصل ما اخشى منه، بأن تعتقد بعض الاطراف بأنّ في مقدورها أن تستقوي بالمتغيّرات في سوريا وتستثمر عليها وتحاول من جديد رفع سقف الشروط مجدداً وطرح مواصفات خلافية خارج اطار التوافق، فهذا الأمر لا أقول فقط انّه يؤثر سلباً على جلسة 9 كانون إلى حدّ تعطيلها، بل لا يخدم سوى تعطيل إجراء الانتخابات بصورة نهائية».
عين التينة: عقل جماعي
في السياق نفسه، اكّدت مصادر عين التينة لـ»الجمهورية» اننا «امام العاصفة التي تضرب المنطقة، لا مفرّ من ان نقف في لبنان على ارض صلبة محصنة بالقدر الاعلى في التوافق الداخلي فبالوحدة الداخلية، التي هي اولى الاولويات كما يقول الرئيس بري، نتمكن من الثبات وتحصين لبنان وننجو من العاصفة».
وحذّرت المصادر من المخاطر الكبرى التي تتجلّى في هذه المرحلة، وقالت: «ما نحتاجه اليوم هو عقل جماعي، والتخلّي عن العنتريات والمزايدات والرهانات، فالمرحلة خطيرة جدًا، وإن لم نتدارك انفسنا وبلدنا سقطنا، وسقط البلد. وتداركاً لكل المخاطر والمنزلقات لم يبق لنا رهان سوى على أنفسنا ومصلحة بلدنا ووجودنا كلبنانيين».
الخروقات متواصلة
ميدانياً، واصلت اسرائيل خروقاتها لاتفاق وقف اطلاق النار، واستمرت في اعتداءاتها على العديد من القرى والبلدات الجنوبية، فيما افيد انّ اجتماعاً عقدته لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار امس، عرضت فيه الوضع الامني، وحدّدت خطة عملها، مع التأكيد على جميع الاطراف احترام الاتفاق. وعدم القيام بأي خطوات من شأنها الاخلال به.
وجاء في بيان مشترك وزعته السفارتان الاميركية والفرنسية في لبنان: «اجتمعت الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية وقوات الدفاع الإسرائيلية في التاسع من كانون الأول في الناقورة من أجل تنسيق دعمها لوقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيز التنفيذ في السابع والعشرين من تشرين الثاني. وكما ورد في إعلان الاتفاق، استضافت قوات اليونيفيل الاجتماع الذي انعقد برئاسة الولايات المتحدة، بمساعدة فرنسا، وبمشاركة القوات المسلحة اللبنانية وقوات الدفاع الإسرائيلية. وستجتمع هذه الآلية بوتيرة منتظمة وستنسق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701».
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
لجنة المراقبة تصر على وقف الخروقات.. وتدفق سوري مستجد عبر المصنع
مصير المفقودين في سوريا الى الواجهة.. وبرّي يلتقي بسفراء الخماسية وينتظر بادرة من معراب
: ما زالت الاهتمامات بما يجري في سوريا بعد ايام قليلة من الاعلان عن سقوط نظام الرئيس السابق بشار الاسد، تتقاطع مع الاهتمامات بالوضع في لبنان، سواءٌ على حدوده الجنوبية من استمرار الخروقات الاسرائيلية، على الرغم من الضربة القوية التي لحقت بجنودها امس الذين قتلوا بانفجار مبنى ملغوم في الناقورة.
واعلن الجيش الاسرائيلي عن مقتل 4 جنود من الاحتياط، اثناء القتال السبت من دون ذكر تفاصيل، الى الخروقات التي كانت على طاولة لجنة مراقبة وقف اطلاق النار التي بدأت مهاها رسمياً من الناقورة، او على الحدود الشرقية، حيث يشهد معبر المصنع حركة مغادرة، وحركة رغبة بالدخول الى لبنان، خشية من ملاحقات او استهدافات، فضلاً عن معابر الشمال منعاً للتهريب او دخول وخروج اشخاص الى البلاد، بطرق غير مشروعة، وغير قانونية.
وأتى اجتماع اللجنة الخماسية، لمتابعة اتفاق وقف اطلاق النار، دعماً لوقف الاعمال العدائية، على ان تجتمع اللجنة بصورة انتظامية، وكلما دعت الحاجة لمعالجة الخروقات، التي تجددت مع قصف اسرائيلي على منطقة صف الهوا قرب بنت جبيل، الامر الذي ادى الى سقوط شهيد وجرحى.
ووصفت مصادر دبلوماسية متابعة عن قرب لـ «اللواء» بأنه للتعارف وتقني ولتنسيق آلية العمل حول متابعة الخروقات وكيفية وقفها وسبل الاتصال لوقفها.
وقالت المصادر لـ «اللواء»: يمكن القول ان العمل الميداني على الارض بدأ وسيتم التعامل مع كل حالة وفق طبيعتها وحجمها ونوعها لتتم معالجتها حسب الآليات التي اتفقت عليها اللجنة، وحسب التجربة يتم اعادة البحث بالآلية ومراجعة فعاليتها، لكن سيلحظ اللبنانيون تدريجياً وسريعاً تراجعاً في الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية التي تكاثرت وسقط نتيجتها ضحايا وجرحى كما لجهة عمليات تفجير المنازل في القرى الجنوبية الحدودية.
واوضحت المصادر انه خلال فترة الستين يوماً المعطاة لوقف الاعمال العدائية ستتبلور الامور اكثر ويتم تسريع العمل، لكن يجب اعطاء فرصة للجنة لأن الامور ليست سهلة. مشيرة الى ان التنسيق عالي المستوى بين فرنسا والولايات المتحدة ومع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في كل الامور حتى الاعلامية منها.
وحول مواكبة العمل الدبلوماسي ايضاً لملف الرئاسة وما الجديد فيه، كشفت المصادر لـ «اللواء» عن اجتماع مرتقب بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وسفراء اللجنة الخماسية هذا الاسبوع لكن لم يتم تحديد موعده نهائيا وربما يتم خلال هذين اليومين، لجوجلة حصيلة تحرك بعض سفراء الخماسية لا سيما المصري والفرنسي تجاه القوى السياسية والكتل النيابية والبحث في الخطوات اللاحقة قبيل حلول موعد جلسة الانتخاب التي حددها الرئيس بري في 9 كانون الثاني المقبل..
وذكرت المصادر انه برغم حجب الثقة عن الحكومة الفرنسية إلّا ان وزير الخارجية جان نويل بارو مازال يزاول عمله كتصريف اعمال، وهو اجرى مؤخراً اتصالات بشخصيات لبنانية رسمية وسياسية وقام ايضا باتصالات عربية ودولية حول الوضع اللبناني بعد ماجرى في سوريا خلال الايام العشرة الماضية والتي يترقب الجميع كيفية انعكاسها على لبنان.
بيان لجنة الإشراف
وصدر بيان مشترك عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان وعن «اليونيفيل» حول التنسيق لدعم القرار 1701 جاء فيه: «اجتمعت الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والقوات المسلّحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية في التاسع من كانون الأول في الناقورة، من أجل تنسيق دعمها لوقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيّز التنفيذ في السابع والعشرين من تشرين الثاني.
اضافت:كما ورد في إعلان الاتفاق، استضافت قوات اليونيفيل الاجتماع الذي انعقد برئاسة الولايات المتحدة، بمساعدة فرنسا، وبمشاركة القوات المسلحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية. سوف تجتمع هذه الآلية بوتيرة منتظمة وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701.
وذكر مصدر جنوبي ان لجنة المراقبة مصرة على مواجهة الخروقات من اية جهة أتت، لا سيما الخروقات الاسرائيلية.
ميقاتي إلى القاهرة قريباً
وسط ذلك، تلقَّى الرئيس نجيب ميقاتي دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمشاركة في اعمال القمة 11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، والتي ستعقد في القاهرة في 19 الجاري، نقلها اليه سفير مصر في لبنان علاء موسى.
وقال موسى: مصر حريصة على عقد هذه القمة الحادية عشرة، وسيخصص الجزء الأكبر منها لمعالجة الاوضاع الانسانية في كل من لبنان وغزة، وايضاً لمسألة إعادة الإعمار، فهذا هو الهم والشغل الشاغل لمصر ودول المنطقة والدول الثمانية في هذه المرحلة ، وما يحدث في لبنان وغزة وانعكاساته وضرورة التعامل معه.
اضاف: كما انتهزت الفرصة للحديث مع دولته عن التطورات الراهنة والأحداث الأقليمية، وتناولنا الشأن الداخلي في ما خص انتخاب رئيس في جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، وكان هناك توافق وتأكيد على أن الهدف هو الوصول الى موعد الجلسة المقبلة وانتخاب الرئيس، لأنه، كما قلنا، هذا هو اول استحقاق وستليه امور اخرى كثيرة، وهناك جو عام جيد وإن شاء لله نبني عليه في الفترة المقبلة وصولا الى انتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني المقبل وما يتبعه من استحقاقات اخرى.
كما زار السفير السعودي في لبنان وليد بخاري الرئيس فؤاد السنيورة، في مكتبه في بلس، السفير. وكان عرض للأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، من مختلف الجوانب إضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكان الرئيس ميقاتي، شكل خلية ازمة لبحث موضوع المفقودين والمخفيِّين قسراً في السجون السورية، تضم عدداً من الوزارات والادارات، اضافة الى اللجنة القضائية، والهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسراً.
بين عين التينة ومعراب
سياسياً، ومن الباب الرئاسي، حدث تقارب امس بين النواب الاربعة الخارجين من التيار الوطني الحر، تحت اسم «اللقاء التشاوري المستقل» وحزب القوات اللبنانية، حيث اجتمع نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، والنواب آلان عون وابراهيم كنعان وسيمون ابي راميا مع سمير جعجع رئيس حزب القوات بحضور النواب: ملحم رياشي وفادي كرم وزكريا حواط.
وناقش المجتمعون الوضع المستجد بعد سقوط نظام الاسد، وتطرق البحث الى اللبنانيين في السجون السورية.
ونفى النائب كنعان ان يكون موضوع ترشحه للرئاسة طرح خلال اللقاء، معتبراً انه آن الأوان ليكون هناك رئيس للجمهورية بعد فراغ سنتين، محذراً من عملية اهتراء المؤسسات، وغياب لبنان عن الساحة الدولية.
وذكر مصدر نيابي ان ابو صعب قال لجعجع: يجب التواصل مع الرئيس بري من اجل تأمين نصاب دائم لجلسة 9 ك2، يسمح بانتخاب الرئيس وفهم ان عين التينة ماضية بالجلسة، وإن كانت تنتظر اشارة من او مبادرة من معراب او اطراف المعارضة.
وفي وقت تحرص فيه اوساط عين التينة على التعاطي بجدية مع موعد جلسة 9 ك2 المخصصة لانتخاب الرئيس، تنتظر اوساط نيابية معرفة مجرى الحوار الدائم عبر بعض نواب اللقاء التشاوري، بين المعارضة ممثلة بلقاءات معراب وعين التينة و«الثنائي الشيعي» في ما خص إمكان الالتقاء عند رئيس يُتفق عليه قبل موعد الجلسة.
الكهرباء عادت الى النبطية
وفي اطار ازالة آثار العدوان الاسرائيلي، الذي طاول منشآت مؤسسة كهرباء لبنان، وضعت محطة التحويل الرئيسية في مدينة النبطية في الخدمة بدءاً من ظهر امس الاثنين 9/12/2024.
وتأتي هذه الخطوة، بعد اصلاج محطات اللبوة والهرمل وصور وبعلبك ومرجعيون.
ومع ذلك، لم تتوقف العدوانية الاسرائيلية، فشن الاحتلال غارة بطائرة مسيَّرة استهدفت سيارة بالقرب من حاجز للجيش اللبناني عند منطقة صف الهوا في بنت جبيل، وأفيد في حصيلة أولية للاعتداء انه ادى الى ارتقاء شهيد مدني وسقوط عدد من الجرحى بينهم 4 عناصر في الجيش اللبناني.وقد زفت بنت جبيل لاحقاً الشهيد محمود محمد بزّي.
واغارت طائرة مسيَّرة معادية على سيارة في بلدة زبقين من دون وقوع اصابات. وتعرضت بلدتا زبقين ومجدل زون في قضاء صور لقصف مدفعي مما ادى الى تضرر منزلين، وسيارة . كما قصفت المدفعية الاسرائيلية منطقة قطمون الحرجية في خراج بلدة رميش بقذيفتين. وأفرجت القوات الاسرائيلية عن الأخوين سامر وسمير سنان، اللذين كانا خطفا يوم امس الاول في بلدة الغجر وذلك بالتنسيق مع الجيش وقوات الطوارئ الدولية عبر بلدة الغجر المحتلة.
وأطلقت القوات الاسرائيلية نيران اسلحتها الرشاشة فجرا، في اتجاه أطراف الناقورة ورأس الناقورة، في المكان الذي وقع فيه الانفجار بالدورية الاسرائيلية في منطقة راس الناقورة امس. وكانت أطلقت ليلا، القنابل الضوئية فوق بلدة علما الشعب.
الى ذلك، رفع الجيش اللبناني اليوم صاروخاً كبيراًعن الطريق العام في بلدة الشهابية من مخلفات العدوان على البلدة.
في المقابل، أعلن جيش الكيان الإسرائيلي اليوم ولأول مرة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب لله قبل 12 يوما حيز التنفيذ، مقتل أربعة من جنوده في جنوب لبنان. وقال في بيان: إن الجنود الأربعة من الاحتياط وينتمون إلى الكتيبة نفسها وسقطوا أثناء القتال السبت، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. لكن سبق واعلنت وسائل اعلام اسرائيلية يوم السبت انفجار حقل الغام في رأس الناقورة بقوة اسرائيلية من الفرقة 146 ما ادى الى وقوع 8 اصابات بين قتيل وجريح.
المفقودون اللبنانيون في سوريا
ومع عودة ابن شكا سليم حموي بعد ان قضى 33 عاماً في السجون السورية، تعزز الامل بامكان اعادة الباقين، الذين هم على قيد الحياة، وقدر عددهم النائب سامي الجميل بـ622 مواطناً لبنانياً.
وفي الاطار، اجتمع وزير العدل هنري الخوري في مكتبه في قصر العدل مع أعضاء لجنة المعتقلين في السجون السورية برئاسة المدعي العام في بيروت القاضي زياد أبو حيدر والأعضاء: القاضي جورج رزق، والعميد علي طه، لمتابعة الأوضاع المستجدة في سوريا. وتقرر التواصل مع القوى الأمنية من قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة لمعرفة إذا كانت لديهم أي معلومات تصلح للبناء عليها في ملف المعتقلين في السجون السورية وللتأكد من الأسماء المحررة من مختلف السجون خلال اليومين الفائتين. وقد تم خلال اجتماع لجنة المعتقلين تكليف العميد علي طه لتقصي الحقائق حول المعتقلين المحررين لمتابعتها ومعالجتها وفقا للأصول ، على أن تبقى مسألة المعتقلين قيد المتابعة مع رئيس الحكومة ووزير العدل الذي سيتابع اجتماعاته في الايام المقبلة مع أعضاء هيئة المفقودين في السجون السورية.
وفي اطار ضبط حركة الدخول والخروج الى سوريا تابع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي الأوضاع عند نقطة معبر المصنع الحدودي، وأوعز إلى المديرية العامة للأمن العام لاتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لمنع محاولات دخول السوريين بطريقة غير شرعية وتعزيز عديد العناصر بصورة فورية، وكلّف المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التدخل وارسال تعزيزات من وحدة القوى السيارة للمؤازرة وضبط المعبر وإقامة الحواجز.
بدورها، اعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان، أن» نتيجة لغياب الأمن العام السوري عن المركز الحدودي في جديدة يابوس، تدفقت أعداد كبيرة من السوريين بإتجاه مركز المصنع الحدودي. حيث حاول قسم منهم الدخول عنوةً ومن دون الخضوع لإجراءات الأمن العام اللبناني.وقام الأمن العام بالتعاون مع الجيش والأمن الداخلي بضبط الوضع وإعادتهم الى الأراضي السورية، والسماح بالدخول فقط للمستوفين الشروط المعمول بها».
واعلن الامن العام اللبناني عن تقديم تسهيلات للرعايا السوريين المتواجدين في لبنان للعودة الى بلادهم عبر معبر المصنع الحدودي.
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
جهود مكثّفة لتحديد مصير معتقلين لبنانيين في سجون سورية
معتقل في صيدنايا يعود إلى شمال لبنان بعد احتجاز دام 33 سنة
وضعت وزارة العدل اللبنانية يدها على ملف المعتقلين اللبنانيين بالسجون السورية في مسعى لتحديد مصير هؤلاء بعد تحرير الآلاف من المعتقلين بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد الأسبوع الماضي.
وبتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اجتمع وزير العدل هنري الخوري مع أعضاء لجنة المعتقلين في السجون السورية برئاسة مدعي عام بيروت القاضي زياد أبو حيدر لمتابعة الأوضاع المستجدة في سوريا، وتقرر التواصل مع القوى الأمنية من قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة؛ لمعرفة ما إذا كانت لديهم أي معلومات تصلح للبناء عليها في ملف المعتقلين في السجون السورية، وللتأكد من الأسماء المحررة من مختلف السجون خلال اليومين الماضيين.
ووفق بيان صادر عن وزارة العدل، تم خلال الاجتماع تكليف العميد علي طه لتقصي الحقائق حول المعتقلين المحررين لمتابعتها ومعالجتها وفقاً للأصول، على أن تبقى مسألة المعتقلين قيد المتابعة مع رئيس الحكومة، ووزير العدل الذي سيتابع اجتماعاته في الأيام المقبلة مع أعضاء هيئة المفقودين في السجون السورية.
عائق أساسي
وكان الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية اجتمع في الأيام الماضية بـ«الهيئة الوطنيّة للمفقودين والمخفيين قسراً في لبنان» التي تم إنشاؤها عام 2018 لمتابعة ملف المفقودين والمخفيين قسراً، ومع لجنة معالجة قضية اللبنانيين المعتقلين في سوريا التي تشكلت عام 2005.
وشدّد رئيس الحكومة «على وضع كل الإمكانات المتوافرة، والتواصل مع الجهات المعنية في ضوء الإفراج عن مئات السجناء من السجون السورية».
ودخل الأمن العام اللبناني أيضاً على الخط في محاولة لتحديد مصير اللبنانيين المعتقلين، والمساهمة في إعادة المحررين منهم إلى لبنان. إلا أنه وبحسب المعلومات، فإن العائق الأساسي الذي يحول دون تقدم الملف سريعاً هو غياب المرجعية الرسمية في سوريا التي يمكن الاتصال بها والتنسيق معها. وترجح مصادر رسمية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تتسارع الخطوات في هذا المجال فور بدء المعارضة السورية بتنظيم الأوضاع في الداخل السوري.
وشكّلت الدولة اللبنانية لجنة أمنية قضائية في عام 2002 للتنسيق مع الجانب السوري لتقصّي المعلومات عن المفقودين اللبنانيين في سوريا، وسلّمت الجانب السوري قائمة بنحو 560 شخصاً يؤكد ذووهم أنهم مسجونون في سوريا، وبينهم عضو المكتب السياسي في حزب «الكتائب اللبنانية» بطرس خوند. وأفرج النظام السوري عن 98 سجيناً لبنانياً في نهاية عام 2003، وأبلغ الدولة اللبنانية أنه لم يبق أي لبناني في السجون السورية.
معتقل يعود إلى لبنان بعد 33 سنة
وعلى وقع الزغاريد والمفرقعات وصل سهيل الحموي بعد 33 عاماً من الاعتقال في السجون السورية إلى لبنان، وبالتحديد إلى منطقة شكا الشمالية حيث تسكن عائلته. وبحسب المعلومات فإن الحموي بالأصل مواطن سوري، لكنه كان يعيش في لبنان، ومتزوج من لبنانية عندما تم خطفه. كما أن إخوته استحصلوا على الجنسية اللبنانية خلال فترة سجنه. وقد تم إبلاغه بعد 20 عاماً من الاعتقال أن تهمته كانت الانتماء لـ«القوات اللبنانية».
وأظهر فيديو تم تناقله عشرات الأشخاص وهم يستقبلون الحموي بالعناق والدموع.
وكان قد عاد أيضاً إلى لبنان معتقلان من بلدة عرسال مساء الأحد، هما مروان نوح ومحمد عمر الفليطي، بعدما كانا قد اعتقلا عند الحدود الشمالية اللبنانية، قبل خمسة أعوام في سجن عدرا في سوريا، بحسب ما قالت مصادر في عرسال لـ«الشرق الأوسط».
وانتقل عدد كبير من ذوي المعتقلين في السجون السورية إلى سوريا مع إعلان سقوط النظام وبدء الفصائل المسلحة تحرير المعتقلين، بحثاً عنهم، فيما نجح البعض في تحديد أماكن وجودهم عبر صور وفيديوهات وصور تم تناقلها عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ومنهم عائلة علي حسن العلي الذي اعتقله الجيش السوري في لبنان قبل 39 سنة واختفى أثره.
تقصير من الدولة والهيئة
ويصف رئيس «المركز الإنساني لحقوق الإنسان» وديع الأسمر الملف بـ«المعقد والشائك»، عادّاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «كان يفترض أن تدعو الحكومة لاجتماع طارئ فور سقوط الأسد لدراسة التداعيات على لبنان، وإنشاء غرفة طوارئ من الهيئة الوطنية للمخفيين قسراً، ومن الأجهزة الأمنية والجمعيات التي تعمل على الملف، وذلك تمهيداً لإرسال وفد إلى سوريا للتواصل مع السلطات الجديدة، ووضع آلية للتأكد من هويات المحررين من السجون، والذين يُعتقد أنهم لبنانيون».
ويتحدث الأسمر عن «تقصير من الدولة ومن الهيئة»، داعياً إلى «تحويل سفارة لبنان في الشام إلى خلية نحل للاهتمام بهذا الملف، وتأمين عودة المحررين بشكل آمن، وكذلك البحث والنقاش مع السلطات السورية الجديدة بالأرشيف المرتبط بلبنان لتحديد مصير نحو 600 شخص من المخفيين قسراً».
سؤال من الجميل إلى الحكومة
ووجّه رئيس حزب «الكتائب اللبنانية»، النائب سامي الجميّل، الاثنين، سؤالاً خطياً إلى الحكومة اللبنانية عبر رئاسة المجلس النيابي، حول التدابير العاجلة المطلوبة لمعرفة مصير اللبنانيين المعتقلين والمخفيين قسراً في سوريا.
وفي رسالته، شدّد الجميّل على «ضرورة تحرك الحكومة اللبنانية بشكل فوري ومكثف لتحديد مصير اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية، والذين يزيد عددهم على 622 مواطناً لبنانياً، بالإضافة إلى اللبنانيين الذين تم إطلاق سراحهم مؤخراً من السجون السورية».
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
إسرائيل تستغل الظروف وتستبيح سوريا وتدمّر ترسانة جيشها
قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إن قوات الجيش توغلت بريا في المنطقة العازلة مع سوريا، مع استمرار تنفيذ هجمات جوية واسعة بقنابل ثقيلة على مواقع في المنطقة بداعي وجود أسلحة لجيش النظام السابق.
وقالت إذاعة الجيش: “دخلت القوات بالفعل عدة كيلومترات داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا”. وأوضحت أن القوات “تعمل فقط في المنطقة العازلة، ولا تعبر خط الحدود السورية، وذلك من أجل الحفاظ على الشرعية الدولية للعملية”، حسب زعمها.وأضافت: “الولايات المتحدة تعلم وتدعم بشكل كامل العملية الإسرائيلية في سوريا”. ونقلت الإذاعة عن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمهم: “من وجهة نظرنا، فإن اتفاق فصل القوات بين إسرائيل وسوريا لعام 1974 قد مات، ولم يعد ذا صلة، فلا يوجد نظام أو جيش على الجانب الآخر سيتمسك بجانبه من الاتفاقية، لذلك نحن نحترم خط الحدود السورية ولكننا نعمل على إعادة تشكيل الواقع الأمني على الحدود”.
واتفاقية فصل القوات (فض الاشتباك) تم توقيعها بين إسرائيل وسوريا في 31 أيار 1974، وأنهت حرب 6 تشرين الأول 1973 وفترة استنزاف أعقبتها على الجبهة السورية.
وتقرر في الاتفاقية انسحاب إسرائيل من مناطق جبل الشيخ كافة التي احتلتها في الحرب، إضافة إلى مساحة نحو 25 كلم مربعا تشمل محيط مدينة القنيطرة وغيرها من المناطق الصغيرة التي تم احتلالها في حرب 5 حزيران 1967.
وتحدد الاتفاقية الحدود الحالية بين إسرائيل وسوريا والترتيبات العسكرية المصاحبة لها، وتم إنشاء خطين فاصلين، الإسرائيلي (باللون الأزرق) والسوري (باللون الأحمر)، مع وجود منطقة عازلة بينهما.
وبوقت سابق الاثنين، قال الجيش في بيان: “تنفذ قوات المظليين إلى جانب قوات أخرى أعمالا دفاعية أمامية ميدانية لمنع أي تهديد”.
وأكد أن قوات المظليين “منتشرة في المنطقة العازلة (مع سوريا) في نقاط مسيطر عليها”.
وتابع: “إضافة إلى ذلك، تعمل قوات الهندسة والمشاة والمدرعات تحت قيادة الألوية الإقليمية المنتشرة على طول الحدود بين إسرائيل وسوريا بهدف تعزيز الدفاع في المنطقة، والتي بلغت 150 هجوما على المواقع والمصانع والمخازن الاستراتيجية للجيش السوري”.
وبشأن الهجمات الإسرائيلية الجوية المكثفة على مواقع في سوريا، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: “تعتبر الغارات الجوية في اليوم الأخير في سوريا حدثا دراماتيكيا إلى حد ما، حيث تقوم إسرائيل بتدمير جيش الأسد بشكل منهجي”.
وتعليقا على التوغل الاسرائيلي، ادانت خارجية قطر استيلاء اسرائيل على المنطقة العازلة ومواقع الحدود مع سوريا، ووصفت الامر بالتطور الخطير.
كذلك، ادانت مصر والاردن العدوان الاسرائيلي، ودعت تل أبيب للانسحاب.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
ميقاتي يطلق مرحلة خروج الحكومة من معتقلات الأسد
اللجنة الخماسية انطلقت وبدأ العد العكسي لنزع سلاح "الحزب"
بدأت حكومة تصريف الأعمال أمس العمل على ملف المفقودين والمخفيين قسراً في سجون ومعتقلات النظام الأسدي البائد. وأتى تحرك الرئيس نجيب ميقاتي مساء أمس بمثابة استدراك لحالة إنكار خيّمت منذ سقوط هذا النظام الأحد الماضي على الموقف الرسمي من هذا الملف الذي لفت انتباه العالم ولا يزال.
وأول الغيث في هذا السياق صدور قرار عن رئيس الحكومة بـ «تشكيل خلية أزمة في موضوع المفقودين والمخفيين قسراً، تضم الوزارات والإدارات المعنية، إضافة إلى اللجنة القضائية و»الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسراً».
ووجه الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية كتباً إلى الوزارات والإدارات المعنية في هذا الصدد جاء فيه «تنظيم الاتصالات والزيارات الميدانية التي تهدف إلى الكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسراً في سوريا وتسهيل وتنظيم عودة المفرج عنهم والمحررين من السجون والمعتقلات السورية».
وأتى قرار ميقاتي بعد ساعات على الاجتماع الذي عقده وزير العدل هنري الخوري في مكتبه في قصر العدل بتكليف من رئيس الحكومة، مع أعضاء لجنة المعتقلين في السجون السورية. وخلص الاجتماع إلى قرار بـ «التواصل مع القوى الأمنية من قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة لمعرفة ما إذا كانت لديهم أي معلومات تصلح للبناء عليها في ملف المعتقلين في السجون السورية وللتأكد من الأسماء المحررة من مختلف السجون خلال اليومين الفائتين». ولم يخف على المراقبين أن الحديث عن «معلومات تصلح للبناء عليها»، يعني أن الحكومة ما زالت على عادتها قبل سقوط الأسد من أن «لا معتقلين لبنانيين في سوريا». فهل أتى تحرك ميقاتي المسائي بمثابة تصحيح لزلة وزارة العدل؟
ويمكن القول حتى إشعار آخر إن حكومة ولدت في زمن نظام الأسد ما زالت قابعة في سجونه ومعتقلاته!
وبالتزامن، عقدت لجنة التنسيق الخماسية أمس وللمرة الأولى اجتماعاً في الناقورة . وصدر بيان مشترك عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان وعن «اليونيفيل» حول التنسيق لدعم القرار 1701 جاء فيه أن اجتماعها أمس هو «من أجل تنسيق دعمها لوقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيّز التنفيذ في السابع والعشرين من تشرين الثاني(الماضي)». وأعلن «أن هذه الآلية ستجتمع بوتيرة منتظمة وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701» .
وأبلغت أوساط دبلوماسية عربية معنية «نداء الوطن» بأنه «بين نص وقف اطلاق نار في لبنان وبين رحيل الأسد عن سوريا، ظهر تحوّل استراتيجي كبير أدى إلى تسديد ضربة قوية إلى إيران ، وبالتالي إلى إخراجها من ثلاث ساحات: لبنان، سوريا وغزة. وقطع شريان الإمداد من طهران إلى هذه الساحات، ولا يفترض أن يبقى لبنان في الحالة القديمة خصوصاً أن نص وقف اطلاق النار واضح المعاني لجهة سيادة لبنان ووجود سلاح واحد».
أضافت هذه الأوساط «يجب أن يلاقي التغيير في لبنان هذا التطور الاستراتيجي الكبير ولا يجب أن تكون هناك منطقة جديدة ويبقى لبنان القديم الذي بدأ عام 1990 بالانقلاب على الطائف والاحتلال السوري وإمساك إيران بمفاصل النظام إلى اليوم والذي انتهى حالياً». وخلصت هذه الأوساط إلى القول:»يجب أن تنتقل عدوى المنطقة الجديدة تلقائياً إلى لبنان».
على صعيد متصل بالانتخابات وجلسة مجلس النواب في 9 كانون الثاني المقبل، التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب «اللقاء النيابي المستقل» الذي صرّح باسمه بعد اللقاء النائب ابراهيم كنعان، فأكد أن «المخرج لا يعني التسوية على حساب المبادئ، أو إقامة عملية محاصصة، وأشار كنعان إلى أن «لبنان بأمس الحاجة إلى ثوابت وطنيّة... وهذا يتطلب على المستوى الإقليمي والدولي احتراماً كاملاً لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701».
وعلمت «نداء الوطن» من مصادر المجتمعين «ان الكلام على الاستراتيجية الدفاعية والوفاق الوطني حول سحب سلاح «حزب الله» قد سقط.
وبقي هناك الدستور الذي يجب تطبيقه». وشدد جعجع بدوره على «التأسيس لهذه المرحلة التي تشكل الفاتحة لقيام الدولة الفعلية فتكون إعادة تكوين السلطة تجسيداً للبنان الجديد» وأبدى «أشد الحرص على عودة المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية سالمين».
في المقابل، اعتبر عضو كتلةِ «الوفاءِ للمقاومة» النائبُ حسن فضل الله، أن ما يجري في سوريا تحول كبير وخطير وجديد، يحتاج إلى تقييم، لكن ما يجري لا يمكنُ أن يضعف قدرات «الحزب».
*****************************************
افتتاحية الأنباء:
"صيدنايا" يفضح إجرام نظام الأسد البائد ... استثمار إسرائيلي والرئاسة إلى التزخيم من جديد
اليوم الثاني لسقوط حكم الطاغية بشار الأسد امتزج فيه الأمل بالحزن. الأمل برؤية سورية حرة ديمقراطية بعد سنوات الظلم والاستبداد التي عاشتها بالحديد والنار طوال أكثر من نصف قرن، منذ سيطرة حافظ الاسد على الحكم في العام 1971، وقد نال لبنان قسطاً وافراً من الحكم الدكتاتوري الجائر، في ظل ما اقترفه هذا النظام البائد غير المأسوف عليه بحق اللبنانيين من عمليات قتل وتنكيل وسجن وحجز حريات وخطف، طاولت المئات لا بل الآلاف منهم الذين يأمل ذويهم بعودتهم أحياء بعد سنوات وعقود من الإختفاء في أقبية ودهاليز سجون هذا النظام القاتل.
أما الحزن فقد تمثل بالمشاهد المأساوية التي تقشعر لها الأبدان بعد فتح أبواب السجون لا سيما في صيدنايا، الذي شهد على ابشع الجرائم بحق الإنسانية. وكانت منظمة العفو الدولية التابعة للأمم المتحدة قد أجرت في العام 2011 تحقيقاً لما يجري فيه من إعدامات للمعتقلين، بعد تقرير كشف أن قوات الجيش السوري أعدمت 13000 شخص شنقاً بين عامي2011 و2015. وفي العام ذاته أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الحكومة السورية لجأت الى حرق آلاف الجثث في صيدنايا، في محاولة لإخفاء عدد القتلى والتخلّص من الأدلة.
وها هو سجن صيدنايا السيئ الذكر، في ريف دمشق، يكشف عن فصوله القاسية، حيث ناشدت عائلات سورية ولبنانية الجهات المعنية العمل على الإفراج عن السجناء في الطوابق العلوية. أما الطوابق السفلية الثلاثة المعروفة بإسم السجن الاحمر والأبيض والأصفر، لا تزال عمليات البحث جارية عنها.
الإدارة الجديدة لسورية
وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن تبدأ عملية الإعتراف بالإدارة الجديدة في سورية. دعا قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع كل مَن يحمل السلاح في العاصمة دمشق التوجه للثكنات وإنهاء المظاهر المسلّحة. كما أعلنت إدارة العمليات العسكرية للمعارضة السورية، أمس الاثنين، العفو العام عن جميع العسكريين المجندين تحت الخدمة الإلزامية. مؤكدة الأمان على أرواحهم ومنع الاعتداء عليهم.
وقد أعلنت المعارضة السورية تكليف المهندس محمد البشير، رئيس حكومة الإنقاذ السورية التي كان مقرّها في إدلب في السنوات الماضية، تشكيل حكومة سورية لإدارة المرحلة الانتقالية.
جاء ذلك بعد اجتماع عُقد لتحديد ترتيبات نقل السلطة وتجنّب دخول سورية في حالة فوضى. وقد جرى الاجتماع بين القائد في إدارة العمليات المعارضة المسلحة أحمد الشرع والبشير ورئيس وزارة حكومة النظام السابق محمد الجبالي الذي كُلِّف تسيير أمور الدولة.
استثمار إسرائيلي
في هذه الأثناء، واصلت إسرائيل استثمارها للتطورات لتنفيذ عمليات برية وجوية واسعة في سورية، مستهدفة مراكز وتجهيزات للجيش السوري. وأعلن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هضبة الجوﻻن ستبقى الى الابد جزءاً ﻻ يتجزأ من اسرائيل، مؤكداً أن الجميع يدرك اليوم الاهمية البالغة لسيطرتنا عليها. ورأى أن ما جرى في سورية فصل جديد في الشرق الاوسط قد فُتح بعد سقوط نظام الاسد.
فوضى عند المصنع
من جهة ثانية، شهد معبر المصنع اللبناني زحمة قادمين من سورية الى لبنان غير مسبوقة. الأمر الذي أدى الى تدافع وفوضى ومحاولة البعض الدخول الى لبنان من دون الحصول على تأشيرة الامن العام. ما أدى الى طلب الاستعانة بالجيش الذي عمل على ضبط الوضع وعودة الأمور الى طبيعتها.
الاستحقاق الرئاسي
في الشأن الرئاسي، من الواضح أن التطورات السورية والخروقات الإسرائيلية التي ازدادت وتيرتها في الآونة الاخيرة، قد فرملت في الأيام الماضية الاتصالات والمساعي الهادفة للتلاقي على أسماء لشخصيات تكون مقبولة من غالبية الكتل النيابية يصار الى غربلتها والإتفاق على إسم او اثنين لخوض الانتخابات على أساسه في جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل. لكن بعد هدوء العاصفة السورية، عادت عجلة اللقاءات والاتصالات الى طبيعتها، ما قد يساعد في تزخيم هذا الملف ليكون جاهزاً بعد فترة الأعياد بما يعزز الاعتقاد إلى إنجاز هذا الاستحقاق في جلسة الانتخاب المقررة في 9 كانون الثاني.
وكان السفير المصري في لبنان علاء موسى قد أعلن من السراي الحكومي، بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، أن هناك توافقاً وتأكيداً من معظم القوى السياسية على أن الهدف هو الوصول الى موعد الجلسة المقبلة وانتخاب الرئيس. وشدد موسى على وجود جو عام جيد يُبنى عليه وصولاً الى انتخاب رئيس جمهورية وما يتبعه من استحقاقات أخرى.
لجنة المراقبة
ومع تواصل الغارات الإسرائيلية على ما أسماه إعلام العدو بأنه أهداف عسكرية في سورية تحوي صواريخ باليستية وذلك بالقرب من العاصمة دمشق ومدينة حمص، وفي الجولان السوري. تواصلت الخروقات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية. وقد استهدف العدو الإسرائيلي سيارة في منطقة صف الهوى موقعاً شهيداً وعدداً من الجرحى العسكريين. كما شنّت مسيّرة إسرائيلية غارة على منطقة الدورة في بنت جبيل، في وقت تعرضت فيه بلدة مجدل زون بقصف مدفعي. كما أغارت مسيّرة على بلدة زبقين من دون وقوع إصابات، وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد حلق على علو منخفض فوق مدينة صور. وفي وقت ﻻحق قصف الطيران الحربي الإسرائيلي بلدة قطمون القريبة من رميش.
توازياً عقدت لجنة المراقبة اجتماعها الأول في الناقورة، من أجل التنسيق ووقف الأعمال العدائية الذي دخل حيّز التنفيذ في السابع والعشرين من الشهر الماضي، وتقرر أن تجتمع اللجنة بآلية منتظمة وتنسيق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدم في تطبيق وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :