بين سردية الهزيمة والنصر… كيف انتصرنا؟

بين سردية الهزيمة والنصر… كيف انتصرنا؟

 

Telegram

 

بين سردية الهزيمة والنصر… كيف انتصرنا؟

في الداخل، سنجد أنفسنا أمام مواجهة جديدة مع الأصوات الانهزامية التي تروّج لنظريات الهزيمة والتراجع. لكنّ الواقع الميداني واضح: العدو نفسه يدرك أنه خرج من هذه الحرب محمّلاً بثمنٍ باهظ.

 

حسن الخنسا

معيار النصر والهزيمة مرتبطاً بتحقيق الأهداف المرسومة مسبقاً من قِبل أطراف الصراع.

معيار النصر والهزيمة مرتبطاً بتحقيق الأهداف المرسومة مسبقاً من قِبل أطراف الصراع.

في ميزان الحروب، لم يعد النصر يُحسب بما تخلّفه الحرب من دمار ماديّ أو أعداد الشهداء والجرحى، بل أصبح معيار النصر والهزيمة مرتبطاً بتحقيق الأهداف المرسومة مسبقاً من قِبل أطراف الصراع. ولعلّ الحرب التي شنّتها "إسرائيل" على لبنان منذ شهرين مثال حيّ على هذا المبدأ، حيث تصاعدت التساؤلات حول مدى قدرة “إسرائيل” على تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية.

 

الحرب، كما تراها الحسابات الاستراتيجية، ليست مجرّد معركة تخوضها جيوش، بل صراع إرادات وأهداف تسعى الأطراف المتنازعة لتحقيقها، سواء بإضعاف الخصم، تغيير المعادلات السياسية، أو فرض شروط جديدة على طاولة المفاوضات. ووفق هذا المنظور، تتكشّف العديد من التساؤلات: هل نجحت “إسرائيل” في تحييد تهديدات المقاومة؟ وهل حقّقت ما يبرّر الكلفة الباهظة التي دفعتها على المستويين العسكري والسياسي؟

 

على الأرض، تشير التقارير إلى أنّ قدرة المقاومة في لبنان على الحفاظ على بنيتها واستمرارية عملياتها العسكرية أثارت تحديات كبيرة أمام "الجيش" الإسرائيلي، الذي واجه مقاومة منظّمة قادرة على استخدام الأرض لصالحها، على الرغم من التفوّق التكنولوجي الإسرائيلي.

 

على المستوى الدولي، لم تفلح "إسرائيل" في كسب تأييد شعبي واسع لعملياتها، في ظلّ الانتقادات المتزايدة لاستخدامها المفرط للقوة، والإجرام بحقّ المدنيين.

 

بالتالي، إذا كانت معايير النصر تقاس بتحقيق الأهداف المعلنة للحرب، يبقى السؤال مطروحاً: هل استطاعت “إسرائيل” إعادة تشكيل ميزان الردع لصالحها؟ أم أنّ المأزق الذي دخلته قد يشكّل نصراً من نوع آخر لمقاومة ترفض الانكسار؟

 

بروباغندا النصر

عملت "إسرائيل"، بدعم من ماكينة إعلامية محلية ودولية، على تصوير وقف إطلاق النار كإنجاز حاسم. حاولت الإيحاء بأنها حقّقت أهدافها المعلنة، من إبعاد المقاومة عن حدودها الشمالية إلى استهداف قادة حزب الله، بمن فيهم الشهيد السيد حسن نصر الله. وخرج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ليزفّ “نصراً” وهمياً أمام مستوطنيه، متحدّثاً عن إعادة حزب الله عشر سنوات إلى الوراء وعن قدرة "الجيش" الإسرائيلي على حماية أمن الشمال من أيّ تهديدات مستقبلاً وأنه سيضرب بقوة في حال تهديد أمن الكيان.

 

بينما كان نتنياهو يلقي كلمته، أطلقت المقاومة صواريخها على مستوطنة المطلة وقصفت تجمّعاً لجنود الاحتلال في كريات شمونة، في رسالة واضحة مفادها أنّ أمن مستوطني الشمال ما زال هشّاً، ولم تنجح “إسرائيل” في تحصينه. في حين أكد تقرير إعلامي أنّ “إسرائيل” بدأت تعرض مبالغ تصل إلى 35,000 دولار لكلّ عائلة مستوطن تقبل العودة إلى شمال فلسطين المحتلة، في دلالة على عدم استعادة “إسرائيل” الثقة بقدرتها على توفير الأمان لمستوطنيها. وهذا ما أكّده وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير حيث قال: "الاتفاق بين إسرائيل ولبنان لا يحقّق أهداف الحرب بإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم بأمان".

 

في المشهد المقابل الذي تلى وقف إطلاق النار، عودة النازحين اللبنانيين إلى مناطقهم الجنوبية والبقاع والضاحية، في مشهد مشابه لما حدث في آب/أغسطس 2006.

 

بالإضافة إلى ذلك، وبعد وقت قليل من استهداف المطلّة وكريات شمونة، استهدفت المقاومة "تل أبيب" بصليات صاروخية، لتؤكّد أنّ معادلات الردع ما زالت قائمة حتى بعد الإعلان عن الموافقة على وقف إطلاق النار، بيروت تقابلها "تل أبيب".

 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram