توقفت أصوات المدافع، سكنت أصوات الطائرات، واختفى ذلك الصوت المزعج الذي تسبب في بأرق اللبنانيين، المسيرات، وبدأ فوراً أهل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية “تسونامي” العودة، غير آبهين بالتهديدات الاسرائيلية، كل الى أرضه وإلى بيته ولو كان ركاماً. وعن الركام والدمار سيدور الحديث في الفترة المقبلة، كم بلغت نسبة الدمار؟ وماذا عن إعادة الإعمار؟ لسنة أو اثنتين وأكثر، سيكون الشغل الشاغل للبنانيين هذا الملف.
وفق دراسة أولية للباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين حتى تاريخ 15 تشرين الثاني 2024، قسّم فيها الحرب إلى مرحلتين، المرحلة الأولى كانت الكلفة أقل وتمتد من 8 تشرين الأول 2023 وحتى 16 أيلول 2024 وصلت كلفتها الى نحو 3 مليارات دولار.
أما المرحلة الثانية، التي هي الأقسى والأصعب، فتبدأ من 17 أيلول 2024 وحتى 15 تشرين الثاني 2024 ووصلت تكلفتها الى نحو 8 مليارات دولار.
عدد المسعفين الشهداء 190، والجرحى 310.
عدد النازحين في مراكز الايواء وصل إلى 189174 فرداً موزعين على 44 ألف عائلة.
عدد المغادرين الى سوريا 593029، بينهم 379883 سورياً و213141 لبنانياً.
عدد المغادرين الى العراق 28 ألفاً.
عدد المغادرين الى دول أخرى منها تركيا ومصر والأردنو دول الخليج والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية وكندا بلغ 150 ألفاً.
ولفت شمس الدين في حديث لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “خسارة الدولة كبيرة نتيجة تراجع الايرادات، فهناك ايرادات سيتم تحصيلها بعد انتهاء الحرب، وأخرى لا، منها مثلاً رسم الخروج من المطار، وقد بلغت الخسارة نحو 11.5 مليون دولار فقط خلال شهري أيلول وتشرين الأول 2024”.
وأشار شمس الدين الى المبالغة التي حصلت خلال الحرب عن عدد النازحين في العراق حيث “شلف” البعض رقم 150 ألفاً وبدأ يشيع فكرة “ترانسفير” شيعي وهو أمر غير دقيق.
وفي مقارنة بين خسائر حرب تموز 2006 وحرب أيلول 2024، نجد الأولى تتقدم على حرب اليوم فقط من جهة البنى التحتية، بينما فاقتها الحرب الأخيرة بالدمار والأكلاف في كل الشؤون الأخرى.
حرب تموز 2006:
بنى تحتية 900 مليون دولار.
مساكن 4040 دمار كلي، 2730 دمار جزئي، 7500 أضرار طفيفة، مجموع الكلفة 409 ملايين دولار.
مؤسسات تجارية: 470 مليون دولار أضرار.
زراعة وحرائق وبيئة: 250 مليون دولار أضرار.
رفع أنقاض ونفقات أخرى غير ملحوظة: 70 مليون دولار كلفة.
أضرار غير مباشرة نتيجة تراجع الاقتصاد: 1.2 مليار دولار.
حرب 2024:
بنى تحتية 580 مليون دولار.
مساكن 46 ألفاً دمار كلي، 30 ألفاً دمار جزئي، 145 ألفاً أضرار طفيفة، أي نحو 221 ألف وحدة سكنية بكلفة أضرار 4.944 مليارات دولار.
مؤسسات تجارية: 510 ملايين دولار أضرار.
زراعة وحرائق وبيئة: 900 مليون دولار أضرار.
رفع أنقاض ونفقات أخرى غير ملحوظة: 400 مليون دولار كلفة.
أضرار غير مباشرة نتيجة تراجع الاقتصاد: 3.860 مليار دولار.
بالاضافة إلى ذلك، في هذه الحرب فقد نحو 250 ألفاً عملهم. وحتى 15 تشرين الثاني 2024 ارتكبت اسرائيل 42 مجزرة، وأبادت 30 عائلة بالكامل، أي الزوج والزوجة والأولاد، ولم يعرف بعد العدد النهائي للضحايا بين شهداء وجرحى، ولكن في آخر حصيلة أرقام لوزارة الصحة في 24 تشرين الثاني، وصل عدد الضحايا إلى 3768 شخصاً، وأكثر من 15699 جريحاً، غالبيتهم كانت في المرحلة الثانية من الحرب.
يقدر البنك الدولي حجم الأَضرار بـ 11.2 مليار دولار، مقارنة بحرب تموز 5.3 مليارات دولار.
وأكد شمس الدين أن هذه الأرقام أولية فقط، بحيث لم يكن هناك إمكان لإجراء مسوحات شاملة. ومن المتوقع أن يرتفع العدد بصورة كبيرة عند المسوحات، لا سيما أن العدو الاسرائيلي جنّ جنونه في الأيام الأخيرة قبل التوصل الى وقف إطلاق النار، وأطلق العنان لقوته التدميرية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :