ايجابية في الهواء وغارات من الأجواء… وبكركي تفتح نيرانها على بري

ايجابية في الهواء وغارات من الأجواء… وبكركي تفتح نيرانها على بري

 

Telegram

 

على وقع التصعيد الاسرائيلي الذي هزّ الضاحية مساء أمس رداً على ضربات طالت تل أبيب، تصدّرت المشهد الاعلامي تسريبات حول قرب الوصول الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين  لبنان واسرائيل برعاية أميركية، من دون أن يصدر أي موقف رسمي يثبّت هذه المعلومات التي بقيت مجرد معطيات لملء الهواء، فمعروف عن الاسرائيلي أن كلام الليل يمحوه النهار.

وما ألمح اليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتعليقه على استهداف مركز للجيش في جنوب لبنان، يوحي بعدم الثقة برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وقراراته.


وتصدرت المعطيات الايجابية الفضاء الاعلامي فيما الأرض كانت تشهد أحزمة من الغارات على الضاحية الجنوبية ليلاً ومعارك تصاعدية براً في جنوب لبنان حيث يستمر الجيش الاسرائيلي في عملياته للسيطرة على طريق صور الناقورة في القطاع الغربي (البياضة)، والمثلث الذي يصل البقاع بالجنوب في القطاع الشرقي، حيث تشكل مدينة الخيام موقعاً استراتيجياً لهذا الهدف، وهي تشهد معارك عنيفة منذ أيام.


أما “حزب الله”، الذي يقول إن عناصره يخوضون أعنف المعارك مع الجيش الاسرائيلي الذي وصل إلى مشارف الليطاني وصور، فأعاد أمس تفعيل معادلة “تل أبيب مقابل بيروت”، ورد على استهداف منطقة البسطة بعدد من الهجمات استهدفت العاصمة الاسرائيلية وضواحيها، ما اعتبره محللون اسرائيليون تفريغاً لمخزون الحزب الصاروخي، كونه يراهن على الايجابية في التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار، الذي يفاوض عليه الموكل منه، رئيس مجلس النواب نبيه بري، والذي تعرض أمس لوابل من الصواريخ التي تشكك في شرعيته كمفاوض من الصرح البطريركي في بكركي، اذ اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد أن هذه المفاوضات من صلاحيات رئيس الجمهورية، ملمحاً الى أن بري يفاوض باسم الثنائي لا لبنان.

ميقاتي: اسرائيل ترفض وقف النار
وكان الرئيس ميقاتي اعتبر في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي أن “استهداف العدو الاسرائيلي اليوم (أمس) بشكل مباشر مركزاً للجيش في الجنوب وسقوط شهداء وجرحى يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل الى وقف اطلاق النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701″، مشيراً الى أن “هذا العدوان المباشر يضاف الى سلسلة الاعتداءات المتكررة للجيش وللمدنيين اللبنانيين وهو أمر برسم المجتمع الدولي الساكت على ما يجري في حق لبنان”.

وأكد أن “رسائل العدو الاسرائيلي الرافض لأي حل مستمرة، وكما انقلب على النداء الأميركي- الفرنسي لوقف اطلاق النار في أيلول الفائت، ها هو مجدداً يكتب بالدم  اللبناني رفضاً وقحاً للحل الذي يجري التداول بشأنه”. وقال: “ان الحكومة التي عبّرت عن التزامها بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، تدعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد”.

الحزب يفعّل معادلة “تل أبيب مقابل بيروت”
في المقابل، كثّف “حزب الله” من هجماته نحو العمق الاسرائيلي، في محاولة لاعادة تفعيل معادلة “تل أبيب مقابل بيروت”، غداة القصف الاسرائيلي على منطقة البسطة، وأعلن في بيانات متتالية أنه قصف “هدفاً عسكرياً” في مدينة تل أبيب وقاعدة استخبارات عسكرية قربها وأخرى بحرية في جنوب إسرائيل.

وفي بيان آخر، قال الحزب إن مقاتليه شنّوا، صباح الأحد، “للمرّة الأولى، هجوماً جويّاً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة أشدود البحريّة” التي تبعد 150 كيلومتراً عن الحدود مع لبنان، إضافة إلى تنفيذه “عمليّة مركّبة”، على “هدف عسكريّ في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية”.


وفي بيان ثالث، أشار الحزب الى أن “مقاتليه استهدفوا قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كيلومترات، في ضواحي مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية”، كما استهدفوا قاعدة “بلماخيم”، وهي قاعدة أساسية لسلاح الجوّ الاسرائيلي، تحتوي على أسراب من الطائرات غير المأهولة والمروحيات العسكرية، ومركز أبحاث عسكري، ومنظومة “حيتس” للدفاع الجويّ والصاروخي، وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 140 كيلومتراً، جنوب مدينة تل أبيب.

وسبق هذه العمليات “النوعية”، استهداف “حزب الله” بصواريخ مستوطنات حتسور هاجليليت ومعالوت ترشيحا وكفار بلوم وكريات شمونة، وتجمعاً لقوات الجيش الاسرائيلي في مستوطنة المنارة، و”مرابض مدفعية في مستوطنة ديشون التي تعتدي على أهلنا وقرانا”، بحسب بيانات متفرقة أصدرها الحزب.

أعنف المعارك في الخيام
أما براً، فتتسارع وتيرة العملية الاسرائيلية للتوغل في بلدة الخيام على وقع الغارات والتفجيرات والقذائف الاسرائيلية، في موازاة استمرار القصف الاسرائيلي على قرى الجنوب حيث يسجل سقوط مزيد من القتلى والجرحى.

وكانت الخيام شهدت ليلة من أصعب الليالي وأعنفها منذ بدء الاجتياح البري لها، بحيث استمر الجيش الاسرائيلي بعملية توغله في البلدة تحت غطاء ناري كثيف، إذ قصفت مدفعيته مختلف أحيائها وشن طيرانه الحربي غارات مسبباً دماراً هائلاً في الأحياء والممتلكات. كما فخخ المنازل والمحال التجارية، وفجر حياً كاملاً في الجهة الغربية من البلدة.


وأفيد بعد الظهر بانسحاب الآليات الاسرائيلية منها، لتعود الاشتباكات ليلاً في محاولات توغل جديدة.

وأعلن “حزب الله” أنه “في سياق التصدي لمحاولات العدو التوغل ضمن المناطق الحدودية جنوب  لبنان، استهدف مجاهدو المُقاومة 4 مرات تجمعاً للقوات الاسرائيلية شرق مدينة الخيام، برشقة صاروخية”.

وفي ديرميماس التي مر الجيش الاسرائيلي عبرها باتجاه الخيام، فقد نفذ عدة عمليات تفجير تحت دير مار ميماس، وأغار طيرانه على الوادي والجبال المحيطة بالبلدة تحت قلعة شقيف وعلى ضفاف نهر الليطاني.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعاد قطع طريق الخردلي بالكامل الذي يوصل النبطية بمرجعيون، من خلال الإغارة عليه، والتسبب في فجوة كبيرة، لمنع مرور أي من السيارات والآليات.

محاولات السيطرة على البياضة
وفي القطاع الغربي، ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين الحزب والجيش الاسرائيلي في محور طيرحرفا شمع، حيث يعمد الجيش إلى قصف البلدات المذكورة، بينما يكثف الطيران الاستطلاعي والمسّير التحليق فوق أرض المعركة الدائرة.

وأفيد بأن دبابة إسرائيلية متمركزة في ضهور البياضة تقوم بقصف البياضة وبيوت السياد والمنصوري، وبتمشيط سهل المنصوري.

وشهدت ضهور البياضة للجهة الجنوبية اشتباكات عنيفة بين عناصر الحزب وقوة إسرائيلية تحاول التوغل والتقدم نحو الطريق العام لبلدة البياضة للالتفاف على البلدة.

الراعي يشكك بشرعية بري
وبينما تضج وسائل الاعلام بايجابية حول الاتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، الذي قبل به “حزب الله” وأوكل الرئيس بري التفاوض بشأنه، كان البطريرك الراعي يشكك في شرعية المفاوضات والمفاوض، متسائلاً في عظة الأحد: “من يفاوض على وقف إطلاق النار؟ بإسم من ولصالح من؟ وهي أولى صلاحيات رئيس الجمهورية غير الموجود قصداً وهكذا يبقى عملهم منقوصاً وغير شرعي”.

وأشار إلى “أننا نتطلع الى واقعنا المؤلم حرب بالأسلحة الفتاكة، ضحايا ودمار لا يقدر ثمنه، مليون ونصف المليون من النازحين من دون مأوى، وفوق ذلك دولة من دون رئيس منذ سنتين كاملتين بشكل مقصود ومتعمد، ومجلس نيابي فاقد هيئته التشريعية لكونه أصبح هيئة ناخبة لا تنتخب منذ سنتين، ومجلس وزراء لتصريف الأعمال منذ أكثر من سنتين فاقد كامل الصلاحيات ومنقسم على ذاته ونتساءل لماذا كل هذا الخراب؟”.

لبنان الكبير

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram