استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، صباح اليوم الثلاثاء، في الصرح البطريركي في بكركي، السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، الذي نقل تحيات المملكة العربية السعودية للبطريرك، مستذكراً "الزيارة التاريخية لصاحب الغبطة إلى المملكة التي كانت بادرة خير لا تزال نتائجها فاعلة حتى اليوم".
وأكد بخاري على دعم المملكة للبنان وحرصها على استقراره، مشدداً على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية الذي يعتبر المدخل الأساسي لحل الأزمة السياسية في البلاد.
وأشار إلى أن "الانتخابات الرئاسية هي مفتاح الحلول لجميع القضايا، وأن المملكة ستواصل دعم لبنان في هذا المسار".
كما أشاد بخاري بمواقف البطريرك الراعي ودوره البارز في تعزيز التقارب الداخلي، وعبّر عن إعجابه بنتائج القمة الروحية التي عُقدت مؤخراً في بكركي، واصفاً إياها بأنها "مبادرة مميزة على الصعيد الوطني".
كما تطرق إلى الجهود التي تبذلها اللجنة الخماسية، مؤكداً أن "المملكة تتابع عن كثب هذه الجهود لضمان الوصول إلى حلول شاملة لأزمة لبنان".
وبعد اللقاء مع السفير السعودي، استقبل الراعي وفد "التجدد للوطن" برئاسة شارل عربيد، الذي عرض للواقع العام في لبنان. وفي تصريح له بعد اللقاء، شدد عربيد على "ضرورة وقف إطلاق النار فوراً"، مشيراً إلى أن "ما يهم أكثر من ذلك هو ما سيأتي بعد ذلك، خصوصاً في ما يتعلق بالواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي يُعد الأساس في استعادة لبنان لعافيته".
وأشار عربيد إلى أن "انتخاب رئيس للجمهورية هو الأساس لضمان استقرار لبنان، وتشكيل حكومة جديدة يُعد خطوة حاسمة في ضمان تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار واستعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية".
وأضاف، "نتطلع إلى لبنان الغد وكيف يمكن للبنانيين العمل معاً لإعادة لم شمل الوطن والحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش المشترك".
وأكد عربيد أن "زيارة الراعي تعطينا الأمل والإيمان"، مشيراً إلى أن "هناك عملاً كبيراً يجب القيام به على جميع المستويات، وأن رؤية البطريرك بعيدة المدى في تعزيز الحوار الوطني ومشاركة جميع اللبنانيين في بناء مستقبل لبنان أمر أساسي".
وختم عربيد بالإشارة إلى أن "اللبنانيين يأملون في أن تحمل الأيام المقبلة أخباراً جيدة للبلد ومستقبله الذي نريده لجميع أبنائه".
كما التقى الراعي لجنة متابعة توصيات القمة الروحية التي تضم عدداً من الشخصيات الدينية والمدنية، بينهم مفتي صور الشيخ حسن عبدالله، مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي غزاوي، قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم. وأطلعت اللجنة الراعي على نتائج اجتماعها الذي عُقد في إحدى قاعات بكركي لإقرار مسودة برنامج ورشة العمل التي ستنظم قريباً تحت عنوان "النازحون قضية الوحدة الوطنية".
وأوضح الراعي أهمية موضوع النزوح بالنسبة للوحدة الوطنية، مشدداً على ضرورة أن تكون المقاربة قائمة على تعزيز وحدة اللبنانيين وتمسكهم بأرضهم، وأكد على ضرورة إبراز الموقف اللبناني الموحد الذي تم التعبير عنه في القمة الروحية أمام الرأي العام العربي والدولي من خلال آلية متابعة.
كما شددت اللجنة على أهمية تنظيم ورشة العمل في المركز الكاثوليكي للإعلام قريباً، حيث ستتم دراسة الأبحاث التي أعدها خبراء مختصون حول موضوع النزوح وتأثيراته على الوحدة الوطنية.
وعلى صعيد آخر، أجرى الراعي اتصالاً هاتفياً بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، حيث اطمأن إلى أوضاع المجلس بعد الأضرار التي تعرض لها جراء العدوان الإسرائيلي، وأدان الراعي الأضرار التي لحقت بالمجلس، مجدداً دعوته إلى "ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإخراج لبنان من دوامة الحرب".
وأكد، في حديثه مع الشيخ الخطيب، على أهمية تجنب المزيد من التصعيد، داعياً إلى العمل المشترك بين مختلف الأطراف اللبنانية لتفادي تبعات النزاع الإقليمي وتأمين السلام للبنان وأهله.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :