افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 6 تشرين الثاني 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 6 تشرين الثاني 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

قاسم أكثر تشدّداً في الموقف من الأميركيين وخصوم الداخل: نسخة جديدة من حزب الله

 

لم يحصل في التاريخ الحديث أن تعرّض حزب أو مقاومة للكمات قاسية كتلك التي تعرّض لها حزب الله خلال أسابيع قليلة، أصابت آلافاً من عناصره قبل اغتيال قادته الجهاديين ثم أمينه العام الشهيد السيد حسن نصرالله. ولم يمر في التاريخ الحديث نموذج كحزب الله الذي تعرّض لهجمة تُستخدم فيها كل أنواع القوة، الناعمة منها والخشنة، للقضاء على المقاومة، ثم يخرج منها بسرعة استثنائية، في رحلة تعافٍ بات الجميع يشعر بها، بدءاً من العدوّ نفسه وصولاً إلى حلفائه وأهله، إذ أعاد تنظيم نفسه وهو في قلب معركة كبيرة وتحديات تفرض عليه مراجعة الكثير من الحسابات والأخطاء الماضية. أثبت حزب الله أن قتله غاية لا تُدرك

٣٠ تموز ٢٠٢٤، لم يكُن يوماً عادياً في الحرب. حدث مفصليّ، كشفَ بعض المستور. اغتال العدو القيادي الجهادي الكبير في المقاومة فؤاد شكر (السيد محسن). عملية لا تترك مجالاً لأي التباس. ثمة خطأ ما تنبّه له حزب الله. ما بينَ يوم الاغتيال ويوم الرد عليه في ٢٥ آب باستهداف الوحدة 8200 الإسرائيلية (واحدة من أكبر وأهم الوحدات المتخصّصة في الاستخبارات الإلكترونية عالمياً)، اتّخذ الحزب أول إجراء تمثّل بالدخول في عملية عزل للوحدات احترازياً، قبل أن يطلق مهمة تحقيق أظهرت تباعاً وجود خرق أمني خطير.

يوم ١٧ أيلول. يومٌ آخر غير عادي، وحدث مفصليّ جديد. تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية (البايجر). قنابل متنقّلة بين أيدي عناصر المقاومة. لحظة العملية ظنّ حزب الله أنها صافرة انطلاق من قبل العدو الإسرائيلي لبدء الحرب، وكان ينتظر بدء عملية كبيرة في اليوم نفسه. إلا أن الإحجام الإسرائيلي كانَ لافتاً، وباباً لأسئلة استدعت تحقيقاً سريعاً ساعد في تحصيل نتائج أولية، أبرزها:

أولاً: إن الشركة الوسيطة المعنية بإيصال الشحنة عمدت إلى تأخيرها بحجة وجود خلل في الأجهزة، وتعويضاً عن هذا التأخير قامت بخفض السعر، مثيرة بعض الشبهات من دون أن يؤدي ذلك إلى إجراء سريع يتعلق بالشحنة، وكانَ ذلك واحداً من الأخطاء في عملية الشراء.

ثانياً: تبيّن أن العدو الإسرائيلي وصلَ إلى الشركة الوسيطة، وكان قد جهّز كمية كبيرة من الأجهزة وقام بتفخيخها بشكل يصعب كشفه. أما باقي تفاصيل العملية وما أحاط بها فقد أصبحت مكتملة لدى الأجهزة المعنية في المقاومة، ومن غير المعروف متى تتحدّث عنها.

ما يُمكن تأكيده أن الحدثين أماطا اللثام عن خرق أمني إسرائيلي جدّي وخطير، لم تُحسم طبيعته في ذلك الوقت. بينما استمر العدو في رفع مستوى الضربات ضمن برنامج محدد يقضي باستهداف جميع القيادات قبل الوصول إلى السيد نصرالله، معتبراً أن هذا الاستهداف من شأنه شلّ الوحدات العسكرية، وبالتالي فإن أي ردّ على الاغتيال سيكون ضعيفاً. ثم جاءت العملية الكبيرة يوم ٢٧ أيلول. لكن، رغم حالة الصدمة الكبيرة التي خلّفتها لدى كل الجهات في الداخل والخارج وحتى داخل حزب الله، لم يكُن هناك مجال لأي انهيار أو شلل.

الصدمة الكبيرة لم تمنع حزب الله من التصرف على قاعدة أن لدى العدو فكرة واسعة عن كل المراكز والهيكليات، فباشر بتنفيذ خطة جديدة لتموضع القيادات. في هذه الأثناء، بادرت الوحدات العسكرية في الجنوب احتياطاً إلى التخلّي عن كمية كبيرة من التقنيات الموجودة في حوزتها. وقبل استشهاده (الذي أعلنه حزب الله رسمياً في ٢٣ تشرين الأول)، نقل رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين الحزب إلى مكان آخر، حيث عمل على:

-إخلاء كامل المقرات المعلنة وإلغاء جزء من الأماكن البديلة التي كانت مقرّرة في خطة الحرب السابقة.

– وقف العمل بشبكة الاتصالات الخاصة بالحزب بعدَ أن تبيّن وجود خرق إسرائيلي فيها.

لكنّ الفريق الأمني لم يتنبّه إلى أن المقر الذي توجّه إليه السيد صفي الدين نفسه، كان مشخّصاً أيضاً لدى العدو. فكان القرار بالتخلي عن كل خطة الأماكن السابقة. ورغم الضربات القاسية، بادر الحزب إلى عملية هدفها الأولي لملمة الفوضى والتأقلم مع الوضع الجديد، آخذاً في الاعتبار أن العدوان الجوي المعادي على الجسمين المدني والعسكري أصاب جانباً من مقدرات الحزب إلى جانب القيادات الأمنية والعسكرية.

خلال أيام فقط، عاد التواصل بين القيادات الأساسية ومسؤولي الوحدات العسكرية الذين وضعوا خططاً سريعة لإدارة الميدان ربطاً بالوقائع الجديدة. وبعد ١٥ يوماً، تمّ عملياً تشكيل لجنة تقود العمليات العسكرية، بالتزامن مع عودة التواصل بين القيادات العليا، خصوصاً أعضاء الشورى الذين اتخذوا قراراً بتعيين أمين عام في أقرب وقت، علماً أن الشيخ نعيم قاسم كان بدأ بتولي المسؤولية انطلاقاً من موقعه، إلى جانب قيادة جماعية تدير الشقين السياسي والعسكري، قبل أن يصار إلى خلق آلية لتفعيل الجهاز التنفيذي الذي يدير بعض الملفات، تحديداً قضية النازحين.

في ٢٨ تشرين الأول، أعلنَ حزب الله رسمياً انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً له. وعلى الفور، بدأ مناهضو الحزب، بطلب من الأميركيين وبعض العرب، حملة سياسية تركّز على فكرة أن الحزب كقوة وكوحدة تنظيمية مرتبط عضوياً بشخص السيد نصرالله وأن لا بديل عنه. وتولّى الاميركيون، بواسطة جماعاتهم من اللبنانيين والعرب، اعتبار انتخاب قاسم خيار الضرورة، وأنه لن يتمكن من ملء فراغ السيد. وهو كلام تثبّت على شكل «تعليمة» عمّمتها السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون على صبيانها من الساسة والإعلاميين بالقول لهم إن «العد العكسي لانتهاء حزب الله بدأ ويجب التحضير لفترة ما بعده»، طالبة التركيز على ثلاثة أفكار:

أولاً: إن حزب الله لم تعد لديه قيادة سياسية أو عسكرية.

ثانياً: إن الإيرانيين هم من يتولون قيادة الحزب سياسياً وعسكرياً وتنظيمياً.

ثالثاً: إن حزب الله دخل حالة من الشلل والانهيار على صعيد البنية التنظيمية.

ورشة النهوض

في مقابل ذلك، أدار حزب الله ظهره لكل هذا التشويش، واضعاً نصب عينيه إعادة تنظيم الهيئة القيادية للقوى العسكرية، والاستمرار في عملية التدقيق في حجم الأضرار العسكرية، ووضع الخطط لتعبئة الفراغات بشرياً وتسليحياً، إضافة إلى مهمة مركزية تتعلق بتظهير موقف سياسي من كل ما يحصل. وهو ما عبّرت عنه كلمات مسجّلة للشيخ قاسم، ومؤتمرات صحافية عقدها مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف، وتولّى عقد لقاءات لشرح الموقف، مواظباً على دوره رغم التهديد الأمني الذي يتعرض له. وإلى جانب ذلك، بدأ النشاط التدريجي لنواب كتلة «الوفاء للمقاومة»، ما مكّن الحزب خلال ثلاثة اسابيع من استعادة ما يحتاج إليه من صلات سياسية وغير سياسية وفقَ خطة مقرّرة تحدد مَن الذين يجب التواصل معهم في هذه الفترة، من دون الحاجة إلى اتصالات لا تخدم مهمة اليوم الحالي.

وبعدَ تولّي الشيخ قاسم منصبه، انتظمت الهيئات العاملة تحت قيادته. ورغمَ أن الحرب أصابت جزءاً من الجسم المدني، ما سبّب تعطيلاً في بعض المناطق ظهر جلياً في عدد من القطاعات، لكنّ السلسلة أُعيد ترابطها من الأعلى إلى الأسفل، بحيث لا يقوم أي مسؤول بأي مهمة من دون قرار مركزي. وحتى المرونة التي تحظى بها القيادات الميدانية وفق نظام البقع الجغرافية، لا تلغي أن بعض العمليات التي تحصل على الجبهة تتم وفق أوامر من القيادة العليا.

من يعرف حزب الله جيداً، يدرك أن أهم ما أعاده الحزب، هو آلية التحكم والسيطرة. لكنّ هذه الالية أخذت شكلاً أكثر متانة، انطلاقاً من كون الضربات التي تلقّاها الحزب، دفعته إلى مستوى جديد فيه الكثير من الحزم والتشدد والصرامة وملاحقة الأخطاء. كما بدأ الجميع يلمس وجود عقلية جديدة على صعيد صناعة القرارات، وبما يمنع الاجتهادات.

لكنّ اللافت في الحديث عن شخصية الشيخ قاسم أنه مجهول الكثير من الجوانب. ومن يعرفه عن قرب، يعرف من أن تجربته الدينية تعود إلى سنوات طويلة سابقة على قيام حزب الله، وهو كان واحداً من البيئة القريبة من الراحل السيد محمد حسين فضل الله، وهذا الأمر له تأثير على مقارباته. وهو لا يُصنف على الإطلاق في خانة «المحافظين» دينياً. لكن ما لا يعرفه كثيرون عن الشيخ قاسم، وعلى عكس ما حاول الجهلة إشاعته، استناداً إلى إملاءات أو رغبات، فإن تحولاً كبيراً طرأ على الفكر السياسي للرجل، بعد انضمامه إلى الفريق المؤسس لحزب الله، وإعلان ولائه للخط الذي قاده الإمام الخميني، علماً أن الجانب الآخر من شخصيته، يتمثّل في دوره الإداري، وهو الذي كان يتولى مهام تنفيذية تتطلب مهارة إدارية، إلى جانب ما تفرضه من آليات عمل في حزب جهادي. وفي حين يجري الحديث عن أنه شخصية مرنة أو ضعيفة، فما لا يعرفه كثُر أنه من الشخصيات الأكثر تشدداً داخل الحزب، من الناحيتين التنظيمية والإدارية، استناداً إلى خبرة ٤٠ عاماً في العمل الإداري الذي أشرف عليه، خصوصاً في مجال الموازنات والإنفاق. إضافة إلى أنه من أكثر المسؤولين معرفة بأحوال الدولة ومؤسساتها، من المجلس النيابي إلى الحكومة إلى المشاريع المدنية. وهو امتلك خبرة كبيرة في بواطن القوى السياسية كافة.

وما لا يعرفه كثيرون أيضاً عن الشيخ قاسم، نظراً إلى كون القرار كان يتمثّل في ما تقرره الشورى وما يعبّر عنه الأمين العام الراحل، هو أن قاسم على الصعيد الشخصي، كما على صعيد رأيه داخل الهيئات القيادية، من الأكثر تشدداً حيال طريقة التعامل مع القوى الخارجية الداعمة لإسرائيل، خصوصاً الأميركيين والأوروبيين. كما أنه من أكثر قيادات حزب الله تشدداً تجاه القوى الداخلية المعروفة بخصومتها للمقاومة. وهو ليس من الفريق القابل للمساومة حول الكثير من الأمور، ويشعر اليوم بأن مسؤوليته كبيرة جداً في حماية الحزب، ويعرف أنه الآن متفرغ لملف الحرب والمواجهة، لكن عينه على الداخل مرتبطة بأصل موقفه من التدخلات الخارجية واستسهال بعض القوى للتفاعل مع هذه التدخلات.

وعلى من يقرأ الحزب بشكل خاطئ أن يتنبّه إلى أن حزب الله، بعد الضربات التي تلقّاها والتحديات التي فُرضت عليه، سيعيد بناء نفسه ويضع برامج كما كان عليه في فترة الثمانينيّات. ولن يكون حزب الله على المستوى نفسه من التساهل، وهو يقدّر عالياً جداً سلوك اللبنانيين الإيجابي الذي ظهر في التعامل مع ملف النزوح، لكنّ الحزب بقيادة الشيخ قاسم، يميز بين سلوك الناس، وسلوك القوى والشخصيات التي انتقلت من مرحلة الرهان على العدو الإسرائيلي إلى مرحلة إبداء الاستعداد للتعاون مع المشروع الأميركي، والتي تضع نفسها في قلب حملة سياسية وإعلامية تُلاقي إسرائيل في منتصف الطريق.

تحذير أميركي للمسؤولين: لا تردّوا على طلبات الحزب

لاحظت أوساط سياسية أن هناك حملة من الترهيب للمسؤولين اللبنانيين في الحكومة والأجهزة الحكومية والأمنية والعسكرية من قبل الأميركيين لعواقب التعاون مع حزب الله وإعانته في الملفات الداخلية، وأن هذا الأمر في حال حصوله سيتم تصنيفه في إطار التعاون مع حزب الله ويعرّضهم لحرمانهم من تولي مناصب في الدولة أو الحصول على مكاسب. ولضمان التزام المسؤولين الرسميين بما يفرضه الأميركي، يعمد الأميركيون إلى إقناعهم بـ«أننا لا نطلب إعلان الحرب على الحزب أو الانتفاض في وجهه، نحن فقط نطلب عدم التعاون معه والرد على اتصالاته أو طلبات مسؤوليه».

حملة منظّمة ضد حزب الله تموّلها السعودية والإمارات

علمت «الأخبار» أن السعودية والإمارات بدأتا بتمويل قنوات وصحف ومواقع إلكترونية وإعلاميين، وستتطور عملية التمويل أكثر خلال الأسابيع المقبلة ضمن مشروع لاستقطاب كل هؤلاء للمشاركة في حملة هدفها إبراز أن حزب الله انتهى، وضمن شعار وحيد «سلاح الميليشيات خطر على الدولة والشعب»، ويجب «تسليم السلاح». وهذا التوجه يأتي برعاية من السفارة الأميركية في بيروت، ومادة التنافس هي المزيد من العداء لحزب الله والمراهنة على خسارته الحرب. وفي السياق نفسه، برز قيام السفارة الأميركية في بيروت بتفعيل لجنة إعلامية تتبع للسفارة مباشرة، غايتها بث سردية التهويل لإحباط الناس وبث الفتن.

**************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

تطمينات واستنفار أمني في واشنطن تحسباً لمواجهات مع غموض نتائج الانتخابات
 


نتنياهو يقيل غالانت وبعده قادة الجيش والأجهزة… لإقفال التحقيق ومتابعة الحرب
اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في حيفا والقدس… وتلويح بالعصيان المدني 
 

 تلاقى المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كمالا هاريس في ذروة التنافس الانتخابي على إشاعة مناخ إيجابي تجاه الثقة بنزاهة العملية الانتخابية، مع التحفظ بإضافة كلمة حتى الآن، والإعلان عن الاستعداد لقبول النتائج إذا كانت النتائج مقنعة ربحاً أو خسارة. وبدت هذه التطمينات الحذرة تلبية لطلب المؤسسات الأمنية لتهدئة كل من المرشحين لمؤيديه وشارعه، في ضوء القلق من مخاطر اندلاع مواجهات في الشوارع احتجاجاً على النتائج، واستباقاً لرفض النتائج من الفريق الخاسر في الولايات التي يكون الحكم فيها للحزب المنافس. وفي واشنطن أعلنت القيادات الأمنية استنفار آلاف عناصر الشرطة ونشرهم في نقاط حساسة تحسباً لمخاطر أمنية قالت إن تقاريرها تتحدّث عن احتمال وقوعها خلال الأيام المقبلة، خصوصاً إذا تأخر إعلان النتائج في ولايات مؤثرة غير محسومة الولاء لأي من المرشحين والحزبين، مع بقاء كل استطلاعات الرأي عند إشارات تؤكد على غموض النتائج، حيث ترجيحات الفوز بنتائج الولايات المتأرجحة كلها تشير الى فوارق دون الـ 1% ما يضعها في قلب هامش الخطأ.
في كيان الاحتلال أزمة كبرى انتقلت إلى الشارع كانت شرارتها إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إقالة وزير الحرب يوآف غالانت، بما بدا استفزازاً للشارع الذي سبق وخرج دعماً لبقاء غالانت قبل سنتين، على خلفية التعديلات القضائية التي تبناها نتنياهو لصالح حلفائه في اليمين المتطرف الديني والقومي، بينما تشكل قضية تجنيد الحريديم من جهة والتحقيق في فضيحة التسريبات الأمنية من مكتب نتنياهو محورين راهنين للتصادم بين نتنياهو وغالانت، مع الخشية من تسليم غالانت لوثائق تطلبها المحكمة في التحقيق وقد تؤدي إلى الزج بنتنياهو في قفص الاتهام، بينما تهدّد مبادرة غالانت إلى دعوة آلاف عناصر الحريديم للالتحاق بالجيش بفرط عقد الائتلاف الحكومي. وتداولت وسائل إعلام الكيان تقارير عن نية نتنياهو إقالة قادة الجيش والأجهزة الأمنية، حسماً للازدواجية في القرار حول خيارات مثل قضية التفاوض ومشروع صفقة تبادل تنهي حرب غزة، حيث يؤيد الجيش والأجهزة الأمنية وغالانت خيار الصفقة ويحمّلون نتنياهو مسؤولية تعطيلها، كذلك قضية تجنيد الحريديم، وقضية التحقيق في التسريبات الأمنية. والأهم في قضية تقدير الموقف من الحرب وقدرة الجيش على مواصلتها، حيث يُصرّ نتنياهو على المضي بالحرب رغم تحذيرات قادة الجيش والأجهزة الأمنية من خطورة المخاطرة بذلك واحتمال التسبب بكارثة خصوصاً في جبهة لبنان.
الاشتباكات التي اندلعت بين المتظاهرين والشرطة في حيفا والقدس وتل أبيب أعادت إلى الذاكرة صورة احتشاد مئات الآلاف ضد نتنياهو وحكومته، بعدما صدرت نداءات عن المعارضة لتوسيع دائرة الاحتجاج وصدور دعوات تلوّح بالعصيان المدني والإضراب العام المفتوح حتى إسقاط الحكومة.
وفيما كان العالم يحبس الأنفاس بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية في ظل تنافس شرس بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ومرشح الحزب الديمقراطي دونالد ترامب، خطفت الأضواء الخطوة التي قام بها رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإقالة وزير الحرب يوآف غالانت من منصبه، وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفًا له، في خطوة ستترك الكثير من التداعيات السلبية على المستويين السياسي والأمني على الداخل الإسرائيلي وبطبيعة الحال تداعيات على مسار الحرب في غزة ولبنان والمنطقة.
ولفتت مصادر سياسية لــ «البناء» الى أن «ما قام به نتنياهو هو انقلاب وزاري – سياسي بتخطيط مع وزراء التيار الديني المتطرّف لإحكام السيطرة على القرار السياسي والأمني في الحكومة للتصرّف بحرية في ملفات الحرب في غزة من خلال تجميد أي صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وملف الحرب مع لبنان والتصعيد في العمليّات العسكرية البرية والجوية وارتكاب المزيد من المجازر، والتوجّه إلى التصعيد مع إيران كما كان يُصرّح وزير الحرب الإسرائيلي الجديد وزير الخارجية الأسبق يسرائيل كاتس بأن أحد أهدافه الأساسية هو ضرب المفاعل النووي الإيراني».
وفي أول تصريح بعد تعيينه زعم وزير الحرب الإسرائيلي المعين يسرائيل كاتس أن «الأولوية هي لإعادة الأسرى من قطاع غزة وتدمير حركة حماس وحزب الله».
وتوقعت المصادر السياسية لـ»البناء» تصعيداً على الجبهة مع لبنان، علماً أن تصاعد الخلاف بين نتنياهو وغالانت هو الفشل بتحقيق الأهداف العسكرية والسياسية للحرب على لبنان وطلب غالانت ورئيس الأركان الإسرائيلي من المستوى السياسي إعادة النظر بالعملية البرية في جنوب لبنان والحرب برمتها، إضافة إلى تشجيع غالانت على عقد صفقة تبادل الأسرى مع حماس، مع الإشارة الى أنه جرى توحيد الائتلاف الوزاري في «إسرائيل» وتأجيل الخلاف وقرار الإقالة لغالانت بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في 27 أيلول الماضي على اعتبار أن تحقيق النصر المطلق سيكون خلال أسابيع قليلة. وأوضحت أن خطوة نتنياهو تؤشر الى نيته مواصلة الحرب حتى بعد إعلان نتائج الانتخابات الأميركية وبالحد الأدنى حتى تسلّم الرئيس صلاحياته في مطلع العام المقبل.
وكان غالانت في آخر تصريح له قبل إقالته، زعم أن «إنجازات الجيش تضع «إسرائيل» في موقف قويّ لمطالبة حزب الله بدفع قواته إلى شمال الليطاني». وفي حديث لفايننشال تايمز، ادعى «أننا بحاجة إلى وقف نقل الأسلحة من إيران عبر سورية والعراق إلى لبنان».
وكان غالانت قد زعم في وقت سابق أننا سنقضي على حزب الله وهدّد باغتيال الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم.
واستبق نتنياهو بخطوته إقالة غالانت وفق خبراء في الشأن الإسرائيلي نتائج الانتخابات الأميركية وإعلان فوز الرئيس الجديد، لتحصين حكومته ضد أي ضغوط من الإدارة الأميركية الجديدة على «إسرائيل» لوقف الحرب في غزة ولبنان، لتدارك التداعيات الكبيرة لها على مستوى المنطقة برمّتها، خصوصاً بعد تصعيد حزب الله لعملياته النوعية وتهديد تل أبيب ومطاردة نتنياهو والتهديدات الإيرانية بالرد الحاسم والكبير على «إسرائيل».
وفي سياق ذلك نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين، أن «الصراع بين «إسرائيل» وحزب الله يشكل الخطر الأكبر على واشنطن لا الحرب في غزة، وهناك قلق من أن يجرّ هجوم «إسرائيل» على لبنان واشنطن ودولاً عربية مجاورة إلى القتال». وذكرت الصحيفة، أن «هجوم «إسرائيل» على لبنان يثير قلق إدارة بايدن لأنه قد يتحوّل لقتال بين «إسرائيل» وإيران، ومن المرجّح بشكل متزايد أن ينقل بايدن الأزمة في لبنان إلى خليفته».
وفي سياق سلسلة من الإخفاقات الإسرائيلية على جبهتي غزة وجنوب لبنان لا سيما سحب ألوية من القوات النخبة من الحدود مع لبنان، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن قادة جيش الاحتلال لم يجدوا حتى الآن مَن يقبل بتسلّم قيادة وحدة الاستخبارات الصهيونية 8200، من داخل المؤسسة العسكرية نفسها، ليبدأ البحث عن شخص من الخارج. وبحسب الصحيفة، القرار النادر نابع بشكل رئيسيّ من فشل الاستخبارات في 7 تشرين الأول 2023، وهو فشل منهجيّ يعاني منه الكثيرون، حتى أولئك الذين كان من الممكن ترشيحهم للمنصب.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية، الى ان «الوزير أنتوني بلينكن بحث في اتصال مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الجهود الجارية لإنهاء الحرب في غزة، والجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل في لبنان».
ميدانياً، واصلت المقاومة الإسلامية في لبنان عملياتها النوعية ضد العدو الاسرائيلي، ‏وفي «إطار التحذير الذي وجّهته المقاومة لعددٍ من مستوطنات الشمال، ‌‏‌‏استهدف مجاهدو المُقاومة مستوطنة دلتون بصلية صاروخية».‏
وأعلن «حزب الله» استهداف تجمع لقوات العدو في ثكنة دوفيف بصلية صاروخية. وقال «استهدفنا ثكنة معاليه غولاني برشقة صواريخ». واستهدف «تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي في موقع الرمثا في تلال كفرشوبا بصليةٍ من الصواريخ النوعية». وقصف «مصنع مواد متفجّرة في الخضيرة جنوب مدينة حيفا برشقة صواريخ نوعية». وأعلن «استهداف ‏تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة مارون الراس بصليةٍ صاروخية، وتجمعًا لقوات ‌‏جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة يفتاح بصليةٍ صاروخية».‏
وأفاد موقع «واللا»، أنه «تم رصد 20 صاروخاً أطلقت من لبنان باتجاه نهاريا وبلدات محيطة بالجليل الغربي».
في المقابل، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، فارتكب مجزرة في برجا، حيث أغار على شقة في مبنى سكني عملت فرق البحث والإنقاذ على انتشال جثمان شهيدة وسحب ٧ جرحى من تحت الأنقاض وتولّت جهات أخرى نقلهم إلى المستشفى.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أن «غارة العدو الإسرائيلي على برجا أدّت في حصيلة أولية إلى استشهاد خمسة عشر شخصاً، ولا تزال عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض مستمرة».
وتواصلت الغارات على الجنوب والبقاع حيث تمّ استهداف سيارة على طريق طليا – حورتعلا بقاعاً ما أدّى الى استشهاد 5 أشخاص، واستهدفت غارتان شقة سكنية بالقرب من مجمع المصطفى في الجية، وأفيد عن سقوط 7 جرحى. كما سجلت غارات على كفرا والشهابية وتول وعيناتا ومحيط مدينة صور والشبريحا والمنطقة بين بلدتي عيتيت ووادي جيلو وطيردبا وعيتيت وعنقون ودير الزهراني. واستهدف طيران العدو الحربي مبنى على طريق مدخل مستشفى الشيخ راغب حرب في تول. وأفيد عن غارة على محل تجاري في جويا. وعلى منطقة كفرجوز في النبطية. وتسبّبت غارة على أطراف بلدة البازورية، بوقوع إصابات. وأفيد عن انتشال 12 شهيداً من وطى الخيام ومغادرة جميع فرق الإسعاف واليونيفيل المكان.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في التقرير اليوميّ لحصيلة وتداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان، أن «غارات العدو الإسرائيلي ليوم الاثنين 4 تشرين الثاني 2024 أسفرت عن 11 شهيداً و61 جريحاً». وذكر المركز، أن «الحصيلة الإجماليّة لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان حتى يوم أمس بلغت 3013 شهيداً و13553 جريحاً».
الى ذلك، وصل وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم أمس، إلى جنيف مع وفد رسمي، مُكلّفًا من الحكومة اللبنانية بتقديم شكوى ضد الجرائم التي ارتكبها العدو «الإسرائيلي»، وتحديدًا جريمة تفجير معدات البيجر واللاسلكي، التي أسفرت عن استشهاد وإصابة آلاف الأشخاص، لا سيما فئة العمال وأصحاب العمل الذين أصيبوا في مواقع عملهم، ما يشكل انتهاكاً للاتفاقيات الدولية التي تكفل حماية العمال وتوفير بيئة عمل آمنة لهم.
سياسياً، أشار عضو كتلة «التّنمية والتّحرير» النّائب هاني قبيسي، إلى أنّه «بعدما قرأنا بعض الكتابات لأصحاب الرّؤوس الحامية أيًّا كان انتماؤهم، نذكّر بقول الإمام المغيّب موسى الصدر، إنّ «أفضل وجوه الحرب مع «إسرائيل» الوحدة الوطنيّة الدّاخليّة»، لافتًا إلى أنّ «أيّ كلام يتعارض مع هذا المنطق، يخدم العدو الصّهيوني». وأكّد في تصريح، أنّ «المقاومة لن تبحث أبدًا عن مشكلة داخليّة مع أي جهة من الجهات، بل عن وعي يعزّز قوّة الوطن في الصّمود أمام الهجمة الصّهيونيّة الشّرسة، الّتي تسعى إلى تدمير الوطن وتمزيقه، والواجب على كلّ وطني أن يسعى لتوحيده».
على صعيد متابعة الإنزال الإسرائيلي في البترون، لفت مصدر قضائي لبناني لوكالة «فرانس برس»، تعليقًا على عمليّة خطف المواطن اللّبناني عماد أمهز، أنّ التّحقيقات الأوّليّة الّتي تجريها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بإشراف النّائب العام التّمييزي القاضي جمال الحجار، أظهرت أنّ «العملّية نُفّذت بدقة وبسرعة، وكان معدًّا لها مسبقًا وبإتقان».

************************************

افتتاحية صحيفة النهار


إنعاش مهمة هوكشتاين في ظل “الرئيس المنتخب” لبنان يترقّب بتحفظ وإسرائيل تمضي في التدمير

 

قد يكون أفضل ما تناهى إلى اللبنانيين في ساعات حبس الأنفاس في “الثلاثاء الكبير” ترقباً لنتائج أكثر الانتخابات الرئاسية الأميركية إثارة للتشويق أن الادارة الأميركية الحالية تزمع إعادة تنشيط مهمة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى الشرق الاوسط، وتحديداً إلى إسرائيل ولبنان، فور انتهاء العمليات الانتخابية في الولايات المتحدة الأميركية. ذلك أنه رغم تراجع نسبي طفيف في شراسة واتساع الإغارات الجوية الإسرائيلية مقارنة بالأيام السابقة، فإن العنف عاد يطبع المواجهات الميدانية على الحدود الجنوبية بين القوات الإسرائيلية و”الحزب” كما في الغارات الاسرائيلية بعد ظهر أمس على عدد من المناطق.

 

ولكن المعطيات المتصلة بالميدان اتسمت بتناقضات واسعة من الجانب الإسرائيلي عكستها وسائل الاعلام والصحافة الإسرائيلية، إذ نشرت بعض التقارير عن “انسحاب الوية إسرائيلية من الجنوب اللبناني”، ومن ثم اتبعت بتقارير عن مواجهات داخل الحدود وعلى محور رميش. واقترنت هذه التناقضات بما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر إسرائيلية بقولها “نستعد لاحتمال زيادة الضغوط بعد الانتخابات الأميركية لدفعنا إلى إنهاء الحرب وإدارة بايدن ستضغط للتوصل إلى صفقة كبيرة تشمل إنهاء الحرب بغض النظر عن الفائز في الانتخابات”.


 

غير أن الحذر والتحفظ طبعا الموقف اللبناني الرسمي “المفاوض” حيال احتمالات إعادة تحريك الجهود الديبلوماسية الأميركية في الأيام القليلة المقبلة. وقال مصدر بارز معني بمتابعة هذه الجهود رداً على سؤال لـ”النهار” عما إذا كانت ثمة معطيات أُبلغت إلى بيروت في هذا الشأن “إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ونحن لدغنا مرات ومرات “. وكان المصدر يلمح إلى أن الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي يلتزمان التحفظ الشديد في انتظار تبلّغ ما إذا كانت ثمة عودة وشيكة من عدمها للمبعوث الأميركي في قابل الأيام، ناهيك عن ترقب ما يمكن أن يحمله من إسرائيل في شأن التسوية لوقف النار وتنفيذ القرار 1701 وسط اجواء تشاؤمية حيال تصعيد إسرائيل لشروطها غير القابلة للنقاش أو القبول لبنانياً.

 

إلى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم ويتضمن جدول الأعمال 24 بنداً، أبرزها بند تطويع 1500 جندي في اطار ترجمة التزام لبنان تنفيذ القرار 1701 في الجنوب بعد وقف النار. وسيلتقي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا قبل الجلسة، الرؤساء أمين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة الذين اصدروا الأسبوع الماضي “وثيقة بكفيا” التي تضمنت توجهات مشتركة لإنهاء الحرب ومعالجة الأزمة الداخلية.


 

تدمير القرى

على الصعيد الميداني تتكشف تباعاً فداحة الحرب التدميرية لبلدات وقرى الحافة الأمامية في الجنوب التي تمضي فيها إسرائيل من دون هوادة. وفي هذا السياق، افادت أمس “الوكالة الوطنية للاعلام” الرسمية أنه في إطار هذه الحرب التدميرية يقوم الجيش الإسرائيلي بتفخيخ وتدمير أحياء في مدن وبلدات بكاملها، بحيث أن أكثر من شارع وحيّ في 37 بلدة تم مسحها وتدمير منازلها، وأكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت تدميراً كاملاً، وهذا يحدث في منطقة في عمق ثلاثة كيلومترات تمتد من الناقورة حتى مشارف الخيام.

 

وتواصلت أمس الغارات على الجنوب والبقاع حيث تم استهداف سيارة على طريق طليا- حورتعلا ما أدى إلى استشهاد 5 أشخاص بينهم ثلاثة أشقاء، كما استهدفت غارتان شقة سكنية بالقرب من مجمع المصطفى في الجية أدتا إلى سقوط  شهيد و20 جريحاً. وبعد الظهر أفيد عن انتشال 12 جثة لشهداء من وطى الخيام.


 

في المقابل، أعلن “الحزب” استهدافه تجمعاً للقوات الإسرائيلية في ثكنة دوفيف كما ثكنة معاليه غولاني وتجمعًا للقوات الإسرائيلية في موقع الرمثا في تلال كفرشوبا، وأعلن أنه قصف مصنعاً لمواد متفجرة في الخضيرة جنوب مدينة حيفا برشقة صواريخ نوعية. وأطلقت مساء أمس رشقة صاروخية كبيرة من لبنان في اتجاه الجليل الغربي. وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي أنه هاجم مستودعات أسلحة لـ”الحزب” في منطقة القصير في وسط سوريا.

 

وفي اطار التداعيات التي تركها حادث الانزال والخطف في البترون ردّ حزب “القوات اللبنانية” على منتقدي الجيش اللبناني في محور الممانعة، معتبراً أن “الفريق الذي صادر قرار الدولة واستجر الحروب على لبنان، ما زال يواصل ضرب ما تبقى في هذه الدولة التي من دونها يعني المراوحة في الحروب والفوضى والخراب”. وأدرج “الحملة التي يشنها محور الممانعة على الجيش اللبناني في اطار محاولة للإنقضاض على آخر المؤسسات التي تعطي أملاً للبنانيين، وكأن هذا الفريق أفسح في المجال أصلاً أمام الجيش ليتحمل مسؤولياته”. واعتبر “أن مسؤولية الاختراقات كلها تقع على من ادّعى القوة وتوازن الرعب والردع، علماً أن القاصي يعرف والداني أيضا، بأن ما استخدمته إسرائيل من تكنولوجيا غير قابل للرصد، وما قامت به في البترون قامت بالشيء نفسه في سوريا وداخل إيران نفسها، لا بل داخل بنية “الحزب” نفسه، ومن يريد أن يلوم الجيش عليه أن يلوم نفسه بسبب حجم الاختراقات التي طالته بدءاً من استهداف معظم كوادره، وصولاً إلى اغتيال أمينه العام وخليفته”.

****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

إنتخابات أميركية وأزمة إسرائيلية.. ولبنان بين ترامب وهاريس

ما أن انطلقت الانتخابات الرئاسية الاميركية أمس لاختيار الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية، ساد لبنان والعالم ما يشبه «حبس الأنفاس» انتظاراً للنتائج، نتيجة المنافسة الحادة بين المرشحين المتنافسين دونالد ترامب وكامالا هاريس، اللذين وعدا بوقف الحروب. فيما اشتعلت أزمة سياسية في إسرائيل، ترافقت مع دعوات للنزول إلى الشوارع، نتيجة قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس الذي حلّ مكانه جدعون ساعر، في الوقت الذي واصل حربه على لبنان، حيث استمر القصف الجوي والقتل والتدمير الممنهج في الجنوب والبقاع من دون تحقيق اي تقدّم في الميدان بفعل ضراوة المقاومة في مواجهته.


وإذ تترقّب مصادر سياسية لبنانية نتائج اليوم الانتخابي الأميركي الطويل، باعتباره حلقة مفصلية في مسار التحولات الشرق أوسطية، فإنّها تبدي تشاؤمها إزاء ما يمكن أن تحمله هذه الانتخابات لإنهاء المأزق الذي يتخبّط فيه لبنان.

وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»: «في معزل عن صدقية التزام ترامب وهاريس وعودهما بإنهاء الحرب في لبنان وتحقيق انفراج سياسي، فإنّ التطورات المتلاحقة في الميدان تبدو أسرع بكثير، إذ تنفّذ القوات الإسرائيلية عمليات قتل وتدمير وتهجير جماعية في مناطق لبنانية عدة، فيما تحاول التوغل ضمن عمق معين في محاذاة الحدود، حيث سوَّت غالبية المنازل بالأرض. وهذه الدينامية العسكرية الجنونية التي تصرّ عليها حكومة الحرب الإسرائيلية، قد تؤدي إلى فرض معطيات جديدة على الأرض في لبنان، خلال الأيام والأسابيع المقبلة، بحيث لا يعود مجدياً أي تحرك للإدارة الأميركية الجديدة لإنتاج حل، سواء كانت جمهورية أم ديموقراطية. ومن هنا أهمية تزخيم العمل الديبلوماسي في أقرب ما يمكن، لمنع دخول لبنان في الوضع الأكثر سوءاً».

 

أهون الشرين


وأبلغت مصادر رسمية إلى «الجمهورية»، انّها سمعت في الإعلام عن احتمال عودة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب مجدداً، لافتة إلى انّها لم تتبلّغ منه مباشرة أي جديد يتصل بتحركاته المقبلة، او بما يمكن أن يحمله في حال عودته الى المنطقة.

وأشارت هذه المصادر، إلى انّه «في ما خصّ لبنان «ما بتفرق» إذا آلت الرئاسة الأميركية الى دونالد ترامب او كامالا هاريس لأنّ كلاهما في نهاية المطاف يفضّل إسرائيل ويدعمها».

واعتبرت المصادر «انّ فوز أي من المرشحين الاثنين لن يكون تأثيره كبيراً علينا، لا سلباً ولا إيجاباً، ولن يبدّل ثوابت الموقف الأميركي حيال نتنياهو والحرب، في اعتبار أنّ الحزبين الديموقراطي والجمهوري يتنافسان إلى حدود المزايدة المتبادلة، على كسب ودّ الكيان الإسرائيلي وحمايته». واشارت إلى «أنّ الاختيار هو في احسن الحالات بين أهون الشرين وليس اكثر من ذلك بالتأكيد».

 

إلى القمة العربية ـ الإسلامية


في هذه الأجواء، تسلّم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في القمة العربية ـ الإسلامية المشتركة التي ستعقد في 11 من تشرين الثاني الجاري في الرياض.

وجاء في نص الدعوة: «في ظلّ تفاقم الأزمة التي يشهدها أشقاؤنا في دولة فلسطين، واتساع رقعة النزاع لتشمل الجمهورية اللبنانية، وامتداد آثار الأزمة إلى دول المنطقة، وانطلاقاً من الرغبة المشتركة بين المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية والإسلامية الشقيقة في اتخاذ موقف حازم تجاه الجرائم الشنيعة ضدّ الشعب الفلسطيني الشقيق، والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للمقدّسات الإسلامية في دولة فلسطين، والاعتداءات السافرة على الأراضي اللبنانية، فإنّ المملكة تعتزم استضافة قمة متابعة عربية وإسلامية مشتركة غير عادية في مدينة الرياض.

يسرنا دعوة دولتكم إلى المشاركة في هذه القمة، تأكيداً للتضامن العربي والإسلامي في سبيل وقف العدوان الإسرائيلي، والدفع في اتجاه إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونحن على ثقة أنّ مشاركة دولتكم سيكون لها بالغ الأثر في إنجاح القمة وتحقيق النتائج المأمولة منها».

 

أزمة في اسرائيل

من جهة ثانية، اشتعلت أزمة سياسية في اسرائيل يُتوقع ان تكون لها انعكاساتها على مسار الحرب التي تشنها على لبنان، وقد نشأت هذه الأزمة على إثر أبلاغ نتنياهو إلى وزير الدفاع يوآف غالانت قراره بإقالته مساء امس.

وقد عيّن نتنياهو يسرائيل كاتس وزيراً للدفاع خلفاً لغالانت، وكذلك عيّن جدعون ساعر وزيراً للخارجية مكان كاتس، مما يعكس تغييرات جذرية في القيادة السياسية.

وقال نتنياهو بعد إقالته غالانت: «العلاقة بيني وبينه تصدّعت، والفارق واضح بيننا في المواقف في موضوع إدارة الحرب». وأضاف: «أعداؤنا استفادوا من الخلافات مع الوزير غالانت».

وبثت القناة 12 الاسرائيلية انّ غالانت قد يعلن استقالته من الكنيست والعمل السياسي بعد إقالته من الحكومة. فيما اشارت صحيفة «هآرتس» إلى انّ نتنياهو يدرس إقالة رئيس الأركان هيرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار، وذلك بعد إقالة غالانت.

من جانبه، علّق غالانت على قرار إقالته، مؤكّدًا التزامه بأمن «دولة إسرائيل» خلال 50 عامًا من مسيرته العسكرية والسياسية، مشيرًا إلى أنّ قرار إقالته جاء بعد «إنجازات كبيرة حققتها المنظومة الأمنية» تحت إدارته على جبهات عدة. وقال: «أوضحت لرئيس الوزراء أنّ أولويتي كانت وستبقى أمن إسرائيل وجيش الدفاع». وأوضح أنّ قرار الإقالة يعود إلى خلافات أساسية مع نتنياهو، شملت ثلاث قضايا جوهرية هي التجنيد الإلزامي، قضية الجنود الأسرى، وأهمية استخلاص العبر من الأحداث الأخيرة من خلال تحقيق رسمي». وأشار إلى رفضه للمساعي الهادفة إلى «إعفاء آلاف الشباب من الخدمة العسكرية»، معتبرًا «أنّ الخدمة في الجيش واجب على كل مواطن في سن التجنيد من دون استثناءات»، وقال: «يجب أن يخدم الجميع في الجيش، ولا يجوز إمرار قانون يعفي فئات من المواطنين».

وعن قضية الجنود الأسرى، شدّد غالانت على «ضرورة السعي لإعادتهم إلى أرض الوطن في أسرع وقت ممكن، حتى لو تطلب الأمر بعض التنازلات المؤلمة»، مشيرًا إلى «أنّ هذا الملف يتطلّب التزامًا صارمًا لا يتأثر بالتقلّبات السياسية». وطالب بضرورة «تشكيل لجنة تحقيق رسمية ومنهجية لاستخلاص العبر من التطورات الأخيرة»، وقال إنّ «الوضع الحالي يفرض علينا العيش في حالة من الحرب لسنوات طويلة، ولذا فإنّ تحديد الأخطاء واستخلاص الدروس أمر حتمي من أجل تعزيز الجهوزية الأمنية». وأكّد أنّه «فخور بالإنجازات التي تحققت في المنظومة الأمنية خلال الفترة الماضية، وسيظل ملتزمًا بأمن إسرائيل رغم كل الظروف». في حين قال رئيس «معسكر الدولة» بيني غانتس: «إقالة غالانت سياسية على حساب أمن الدولة»

 

كاتس يتعهّد

وتعهّد كاتس في أوّل تصريحاته بعد تولّيه منصبه الجديد بإعطاء الأولوية لإعادة المحتجزين الإسرائيليين والجنود، وتدمير حركة «ح» و«الحزب».

وشكر كاتس لنتنياهو ثقته، مؤكّدًا أنّه سيقبل «المسؤولية المقدّسة المترتبة على هذا المنصب في ظل الأوضاع الأمنية الدقيقة التي تمرّ فيها إسرائيل». وأكّد «أنّ الحكومة ستعمل على تعزيز المنظومة الأمنية الإسرائيلية، مع التركيز على دفع إسرائيل نحو النصر في المعركة ضدّ التنظيمات الإرهابية، خصوصًا في غزة ولبنان». وتوجّه إلى «الشعب الإسرائيلي» قائلاً: «سنعمل معًا لتحقيق الأمان والاستقرار لإسرائيل، وسنضع أمن مواطنينا في مقدمة أولوياتنا».

وفي غضون ذلك، فرضت الشرطة الإسرائيلية إغلاقات مرورية في محيط مقر إقامة نتنياهو في القدس بعد الإعلان عن إقالة غالانت، في حين نزل مئات المحتجين على القرار إلى الشوارع في تل أبيب، بينما أغلق محتجون محور أيالون في تل أبيب الكبرى.

وتساءل خبراء ومحلّلون إسرائيليون حول خبرة كاتس العسكرية، وكيف سيؤثر ذلك على إدارة ساحتي المعركة الأكثر سخونة في غزة وجنوب لبنان، فضلاً عن تساؤلهم عمّا إذا كانت هناك علاقة بين إقالة غالانت والقضايا الأمنية التي يتمّ التحقيق فيها.

وفي ردود فعل أولية، اعتبرت هيئة عائلات الأسرى أنّ «إقالة غالانت استمرار لجهود نتنياهو لإحباط مساعي إعادة المخطوفين»، في حين قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: «أهنئ نتنياهو على قرار إقالة غالانت. فلا يمكن تحقيق النصر الكامل معه».

أما زعيم المعارضة يائير لابيد، فاعتبر من جهته أنّ «إقالة غالانت في وسط الحرب هي عمل جنوني. نتنياهو يبيع أمن إسرائيل ومقاتلي الجيش من أجل البقاء السياسي الوضيع»، مضيفاً: «حكومة اليمين بكاملها تفضّل المتهرّبين على المقاتلين. أنا أدعو أبناء «يوجد مستقبل» وجميع الوطنيين الصهاينة للخروج الليلة (أمس) إلى الشوارع احتجاجاً».

وقال المراسل العسكري لـ«إذاعة الجيش الاسرائيلي» إنّ نتنياهو اختار توقيت إقالة غالانت بعناية، حيث تنشغل وسائل الإعلام العالمية بالانتخابات الأميركية وينشغل الإعلام في إسرائيل في قضية التسريبات الأمنية الخطيرة، وفي ظل فتح تحقيق آخر من جانب الشرطة ضدّ مكتب نتنياهو في أحداث بداية الحرب، نتنياهو حوّل الأنظار الآن إلى إقالة غالانت».

ودعا رئيس كتلة «الديمقراطيين» يائير جولان المواطنين الإسرائيليين إلى التظاهر في الشوارع، قائلاً: «انزلوا إلى الشوارع الآن!».

كذلك دعا عضو الكنيست جلعاد كاريب إلى عزل نتنياهو، مؤكّدًا: «حان الوقت لإخراج نتنياهو من القلعة». فيما دعت حركة «أحرار في بلادنا» الإسرائيلية والمنظمات الاحتجاجية الأخرى إلى النزول إلى الجسور والتقاطعات في مختلف أنحاء البلاد، مطالبين بحماية الدولة من «السياسة الدنيئة» التي يفرضها نتنياهو.

ووجّه نشطاء إسرائيليون اتهامات خطيرة ضدّ نتننياهو، معتبرين أنّ إقالة غالانت هي «خيانة للجنود ولشعب إسرائيل». وقالوا: «عندما يحاول رئيس الوزراء إخفاء الجرائم في مكتبه، وتقديم الهدايا للمتدينين، يجب أن يُرسل إلى منزله». وأكّدوا أنّ القرار بمثابة «تهديد أمني لدولة إسرائيل»، مستنكرين تقاعس الحكومة في مواجهة التهديدات الإيرانية. وقالوا: «نتنياهو يختبئ وراء الرقابة لإخفاء الأضرار التي تلقّتها إسرائيل من الهجوم الإيراني، ورغم ذلك يخشى من الهجوم على إيران»، محملين إياه مسؤولية «إضاعة حياة الجنود» بسبب قراراته السياسية.

وبدوره رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان حذّر من أنّ الإقالة قد «تضرّ بمقدار كبير بالأمن القومي»، مشيرًا إلى أنّ «قرار إقالة وزير الدفاع في وسط الحرب هو بداية جولة جديدة من التعيينات السياسية أثناء القتال».

 

سحب ألوية

من جهة ثانية، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ الجيش الإسرائيلي يسحب ألوية عدة من جنوب لبنان تزامناً مع تقدّم في جهود التوصل إلى تسوية. ونقلت عن مصادر إسرائيلية، أنّ «إدارة بايدن ستضغط للتوصل لصفقة كبيرة تشمل إنهاء الحرب بغض النظر عن الفائز، ونستعد لاحتمال زيادة الضغوط بعد الانتخابات الأميركية لدفعنا لإنهاء الحرب». وذكرت أنّ «الاتجاه الذي ستسير فيه الصفقة سيتضح بعد الانتخابات الأميركية». واشارت وزارة الخارجية الأميركية، الى انّ «الوزير أنتوني بلينكن بحث في اتصال مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الجهود الجارية لإنهاء الحرب في غزة، والجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل في لبنان». واكّدت انّ «بلينكن شدّد على أهمية عدم جرّ العراق إلى صراع إقليمي، واكّد على ضرورة أن يسيطر العراق على الجماعات المسلحة التي تشن هجمات من أراضيه». ودعا بلينكن الحكومة العراقية إلى حماية الموظفين الأميركيين من الهجمات التي تُشن من العراق.

 

مجزرة في برجا

وفيما تواصل العدوان الإسرائيلي على لبنان أمس، تعرّضت بلدة برجا في إقليم الخروب، مساء امس لغارة جوية إسرائيلية استهدفت شقة سكنية. وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان رسمي، أنّ الغارة أسفرت عن استشهاد 15 شخصًا في حصيلة أولية. وكانت طائرة مسيّرة اغارت على سيارة على طريق طليا ـ حورتعلا في البقاع ما ادّى الى استشهاد ثلاثة مواطنين.

وأفادت «الوكالة الوطنية للاعلام»، الرسمية أنّه «في إطار الحرب التدميرية التي يشنّها العدو الاسرائيلي على لبنان عمومًا والجنوب خصوصاً، والغارات والاعمال العسكرية التدميرية، يقوم جيشه بتفخيخ وتدمير أحياء في مدن وبلدات بكاملها، حيث انّ اكثر من 37 بلدة تمّ مسحها وتدمير منازلها، وانّ اكثر من 40 ألف وحدة سكنية دُمّرت تدميراً كاملاً». وقالت إنّ «هذا يحدث في منطقة في عمق 3 كيلومترات تمتد من الناقورة حتى مشارف الخيام».

من جهتها، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أنّها ستجلي نحو 100 مواطن روسي من بيروت إلى موسكو، وفق ما أفادت وكالة «تاس» الروسية.

وكانت وصلت امس إلى القاعدة العسكرية في مطار بيروت الدولي، طائرة روسية محمّلة بنحو 20 طناً من المساعدات الطبية.

***********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

غارات إسرائيلية تستهدف مناطق في جنوب لبنان وشرقه

 

أغار الطيران الحربي الإسرائيلي، ظهر وعصر الثلاثاء، على عدد من المناطق في جنوب لبنان وعلى بلدة حوش الرافقة في البقاع شرق لبنان.

 

ووفق ما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية، شن الطيران الحربي الإسرائيلي، عصر الثلاثاء، غارة على بلدتي صير الغربية الجنوبية، والبرغلية في جنوب لبنان؛ ما أدى إلى مقتل سوري وجرح فلسطينيين اثنين.

 

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات، بعد ظهر الثلاثاء، على بلدات عيتيت، وخربة سلم، وعنقون، ودير الزهراني، ووادي جيلو، ويحمر الشقيف، وأرنون في جنوب لبنان. كما أغار على منزل في بلدة حوش الرافقة في البقاع شرق لبنان، وقصفت المدفعية الإسرائيلية المنطقة الواقعة شرق بلدة يحمر الجنوبية، واستهدفت غارة إسرائيلية شقة سكنية في مبنى في بلدة الجية بجبل لبنان، وأسفرت عن سقوط 7 جرحى في حصيلة أولية، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».

 

واستهدفت طائرة مسيَّرة إسرائيلية بعد ظهر اليوم سيارة أسرة نازحة من مدينة بعلبك إلى بلدة طليا في البقاع شرق لبنان؛ ما أدى إلى سقوط 3 قتلى، وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي بعد ظهر اليوم على المنطقة الواقعة بين بلدتي عيتيت ووادي جيلو الجنوبيتين، وعلى أطراف بلدة البازورية في جنوب لبنان؛ ما أدى إلى وقوع إصابات، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام».

 

وأعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه «في إطار الحرب التدميرية التي يشنها العدو الإسرائيلي على لبنان عموماً والجنوب خصوصاً، والغارات والأعمال العسكرية التدميرية، يقوم جيشه بتفخيخ وتدمير أحياء في مدن وبلدات بكاملها، بحيث إن أكثر من 37 بلدة تم مسحها وتدمير منازلها، وإن أكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت تدميراً كاملاً، ومن الواضح أن هذا يحدث في منطقة في عمق 3 كيلومترات تمتد من الناقورة حتى مشارف الخيام».

 

يُذْكر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية بدأت منذ 23 سبتمبر (أيلول) الماضي بشن سلسلة واسعة من الغارات لا تزال مستمرة حتى الساعة، استهدفت كثيراً من المناطق في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والعاصمة بيروت والضاحية الجنوبية لبيروت وجبل لبنان وشماله. وبدأ الجيش الإسرائيلي في أول أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عملية برية مركزة في جنوب لبنان.

***********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

دعوة ميقاتي إلى «قمة التضامن».. ووقف الحرب على لبنان على جدول الأعمال

20 شهيداً بغارة إسرائيلية على برجا ليلاً .. وانسحاب تكتيكي لوحدات إسرائيلية من الجنوب

 

استبقت حكومة بنيامين نتنياهو المخاض الانتخابي الرئاسي الطويل بترتيبات تتعلق بالمرحلة ما بعد جو بايدن، الذي يعيش ايامه الاخيرة في حديقة البيت الأبيض، بإقالة وزير الحرب يوآف غالانت، وتعيين يسرائيل كاتس مكانه، وسط ترحيب وزراء اليمين المتطرّف، كما عيّن جدعون ساعر وزيراً للخارجية، في وقت سحب الجيش الاسرائيلي وحدات من جنوده من «أجل الراحة» (حسب البيان الاسرائيلي).

ومع ذلك، استمر جيش الاحتلال الاسرائيلي بقصف السيارات والمنازل، من الجنوب الى الاقليم فسوريا، حيث تزايد عدد الشهداء والجرحى، وتميز يوم امس بردّ صاروخي فاعل على نهاريا ومستعمرات الشمال من كريات شمونة الى المطلة وبلدات في الجليل الغربي واصبع الجليل، مع ضربات لتجمعات الجيش المعادي بالمسيرات الانقضاضية.

وكان الوزير المقال اعتبر بتصريح له أن المقاومة جنوب الليطاني تنهار، مطالباً بانسحابها الى شمال الليطاني، وذلك خلال اتصال جرى مع وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن الذي شدد على حل دبلوماسي في لبنان يسمح للمدنيين على جانبي الحدود بالعودة الى منازلهم.

وجاءت هذه التطورات في اسرائيل بعد يوم طغى فيه على العالم كله ومن لبنان امس بتتبع مجريات الانتخابات الاميركية الرئاسية والنيابية ولحكام الولايات، وسط وعود المرشحين الديموقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب بوقف الحرب في لبنان بين إسرائيل والحزب، التي اعتبرتها صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أميركيين بانها تُشكل «الخطر الأكبر على واشنطن لا الحرب في غزة».

وأضافت: أن خطوات بايدن ستشمل قرارات تجنبها سابقاً، مثل عدم حماية إسرائيل في المحافل الدولية وإبطاء إمدادها بالأسلحة».

لكن ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية نهاراً أن إسرائيل «نقلت إلى رئيس حكومة لبنان رفضها وقف إطلاق النار». بينما أفاد «موقع Ynet» الإسرائيلي ان جيش العدو الإسرائيلي، قام بسحب عدة ألوية من جنوب لبنان لإجراء «تدريبات تنشيطية»، حيث من المتوقع أن تستمر العملية البرية لعدة أسابيع أخرى.

وذكر الموقع الإسرائيلي، أنه على خلفية تقييم المسؤولين المشاركين في المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية في الشمال، بأن التوصل إلى اتفاق ممكن في غضون أسبوع ونصف إلى أسبوعين، لذلك قام الجيش بسحب عدة ألوية من جنوب لبنان لإجراء تدريبات تنشيطية.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن رفع التوقعات بشأن تبدل معين في ما خص مسار الحرب بعد ظهور نتائج الأنتخابات الأميركية ليس في مكانه، لأن الكلمة للميدان في الوقت الراهن اما في وقت لاحق فإن مسألة وقف إطلاق النار تترك للمفاوضات وللفريق الذي يفاوض مكلفا من الرئيس الأميركي الجديد.

إلى ذلك أوضحت المصادر أن هناك يعملون بقوة من أجل دعم قائد الجيش لرئاسة الجمهورية وإن هناك ضغوطاً تمارس في هذا المجال كونه الشخصية الانسب، مع العلم أن التعويل الأكبر يقوم على دوره في المرحلة المقبلة.

دعوة ميقاتي الى القمة

وتسلم امس الرئيس نجيب ميقاتي دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في القمة العربية – الإسلامية المشتركة غير العادية التي ستعقد في الحادي عشر من تشرين الثاني الحالي في الرياض.

وقد تسلم رئيس الحكومة الدعوة من سفير المملكة لدى لبنان الدكتور وليد بخاري.

وتضمنت الدعوة تأكيداً على «التضامن العربي والاسلامي في سبيل وقف العدوان الاسرائيلي، والدفع باتجاه حل عادل للقضية الفلسطينية».

وعلمت «اللواء» من مصدر دبلوماسي ان الاعتداءات الاسرائيلية السافرة على لبنان ستكون على جدول الاعمال، لجهة وقف العدوان ووقف النار وتنفيذ القرار 1701 وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

مجلس الوزراء

ويقر مجلس الوزراء اليوم البند رقم 2، الذي يقضي بمنح وزارة المالية سلفة خزين لتطويع الف وخمساية جندي في الجيش، بالرغم من اعتراض وزير الدفاع موريس سليم.

وفي ما خص البند الرابع من جدول الاعمال، فقد رفضت القوات اللبنانية استعمال الابنية

العائدة للمدارس الخاصة عند الاقتضاء لتدريس تلامذة المدارس الرسمية بأن يمس بالمقومات لجهة الملكية الخاصة.

سياسياً، اعلن رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية انه مستمر في مساندة المقاومة حتى النهاية، «وتيارنا لم يتغير سابقاً ولن يتلون»، محذراً من ان هدف العدو الاسرائيلي هو افتعال حرب اهلية، وهو سيلعب على هذا الوتر.

الميدان ساخن

وفي حين خيّم الهدؤ السياسي الداخلي، استمرت السخونة في الميدان . حيث في اطار استهداف العدو المستمر للمدنيين في منازلهم، شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي، غارتين على شقة سكنية في مبنى من 4 طبقات ببلدة الجية ساحل اقليم الخروب، بالقرب من مجمع المصطفى ادت الى تدميرجزء منه وتصدعه. حيث افيد عن ارتقاء سيدة شهيدة وسقوط 15 جريحاً.

كما واصل العدو تفجير المنازل التي يصلها حيث افيد عن نسف حي سكني في بلدة ميس الجبل.

وقرابة السابعة صباحا، شن العدوغارة على منزل لآل فقيه، في بلدة كفرتبنيت ما أدى الى تدميره. وأغار الطيران الحربي على أطراف بلدة الخرايب، وعلى المنطقة الواقعة بين بلدتي القصيبة وصير الغربية، وعلى بلدة دير انطار في قضاء بنت جبيل.

واستهدفت موجة جديدة من الاعتداءات الاسرائيلية قرى قضاءي صور وبنت جبيل استمرت حتى الصباح اذ اغار الطيران الحربي على مبنى في بلدة معروب ما ادى الى تدميره ووقوع اصابات واضرار وعملت فرق الدفاع المدني والاسعاف الصحي على البحث عن مفقودين حتى صباح اليوم.

وارتقى شهيد في غارة حاريص وغارة على مسجد البلدة بعد منتصف الليل. واصيب عدد من الاهالي بجروح متوسطة من جراء استهداف الطيران المسير لبلدة الطيري، وتم نقلهم إلى مستشفى اللبناني الإيطالي في صور للمعالجة .

وصباحاً أفيد عن استشهاد 4 أشخاص في غارة إسرائيلية على منزل في بلدة بافليه قضاء صور.وفي بلدة ديركيفا ادت الغارة الى سقوط شهيدين واصابة عدد من الجرحى. واستهدف الطيران الحربي بلدات: البازورية، صريفا، باريش، كفرا وياطر.

وفي البقاع، شن العدوغارة بـ 3 صواريخ إستهدفت سيارة على طريق حورتعلا، ما ادى حسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة سقوط 3 شهداء في الغارة. كما اعلن المركز في بيان أن غارة العدو الصهيوني على سيارة في بدلة طليا أدت إلى إرتقاء ثلاثة اخوة في الغارة وهم: العريف في أمن الدولة رائد ناجي دندش وشقيقته ديانا والطفل محمد.وإصابة 3 بجروح.


وبعد الظهر استهدفت غارات العدو مدخل بلدة مشغرة الشمالي وسحمر ويحمر – زلايا في البقاع الغربي، واستهدفت غارة منزلا في حوش الرافقة الا ان الصاروخ لم ينفجر.

كما استهدف العدو مساء منزلا في سهل سعدنايل بالبقاع الاوسط ما ادى الى ارتقاء 3 شهداء.

وليلاً أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على الطريق الدولية بين جديدة يابوس والمصنع، كما استهدف بلدة عرمتى، وليلا برجا حيث سقط 20 شهيداً و14 جريحاً من جراء الاعتداء على مبنى سكني في البلدة، مما ادى الى اشتعال النيران وانيهار المبنى في حصيلة اولية، حسب بيان وزارة الصحة اللبنانية.

وعلمت «اللواء» ان المبنى المستهدف يضم نحو 30 شخصاً بينهم اطفال احترقوا نتيجة النيران التي اندفعت بعد الغارة.

وعلم ان المستهدف بغارة برجا هو مسؤول مالي في الحزب يدعى عبد لله ابراهيم.

وقصف الحزب مصنع المواد المتفجرة في الخضيرة بصواريخ جديدة.

كما هاجمت المقاومة الاسلامية بالمسيرات تجمعاً لقوات العدو عند اطراف بلدة مارون الراس.

**************************************

افتتاحية صحيفة الديار

الحماس والقلق يسيطران اميركيا… ترامب أم هاريس؟

 ميقاتي يطلب دعم جنبلاط حكوميا والتمديد لعون بحكم الامر الواقع

تحقيق المعلومات: داتا الاتصالات واللقاءات ولا اشارات لتعاون من البر – ميشال نصر

 

في انتخابات هي الاكثر حدة مقارنة بسابقاتها، بفعل النتائج المتقاربة جدا والتي ستحسمها نسبة المشاركة، وصل السباق المحموم الى البيت الابيض لمحطته ما قبل الاخيرة، في موازاة معركة لا تقل شراسة لكسب مقاعد الكونغرس. انتخابات يصعب توقع نتيجتها بفعل تأخر ولايات لطالما كانت لها الكلمة الحسم والمعروفة «بالحائط الازرق». كل ذلك وعيون العالم كلها تتجه الى الولايات المتحدة في حدث سيترك بلا شك تداعياته على المشهدين الدولي والاقليمي واللبناني طبعا.

الانتخابات الاميركية

 

وفي انتظار ما ستبينه النتائج، في ظل التقارب الى حد التعادل بين الجمهوريين والديمقراطيين، في معركة «عالمنخار» بين الطرفين، للوصول الى البيت الابيض، حيث سيكون لسيده الدور الاكبر والاهم لرسم استراتيجية بلاده ودورها للسنوات المقبلة، وبالتالي حسم مصير الكثير من الصراعات حول العالم، بما فيها اوكرانيا والاهم الشرق الاوسط، حيث تتزامن الانتخابات الأميركية مع تحركات إسرائيلية لإعادة تشكيل الواقع الاستراتيجي في المنطقة، ما زاد من تعقيد الاوضاع، مع سعي تل ابيب إلى توسيع دائرة نفوذها، سواء من خلال تحالفات جديدة أو عبر سياساتها العسكرية والديبلوماسية.

 

ويرى المتابعون انه في حال فوز المرشح الجمهوري، ستجد إسرائيل دعمًا واضحًا لمتابعة هذه الأجندة دون قيد او شرط، ما قد يؤدي إلى تغييرات دراماتيكية في خريطة التحالفات والصراعات، أما في حالة فوز منافسته كامالا هاريس، فقد تبدي الإدارة دعمًا لإسرائيل، لكن مع محاولة ضبط هذا النفوذ بآليات سياسية أكثر حذرًا. ومع ذلك، ستبقى هناك مخاوف من تحول الدعم الأميركي إلى دعم يهدف إلى الحفاظ على التفوق الإسرائيلي في المنطقة، ما قد يحد من أي محاولات لمحور العداء لاميركا لتحدي الوضع القائم.

 

عليه يكون من المؤكد أن نتائج الانتخابات الأميركية لعام 2024 ستكون حاسمة في تحديد مسار السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط،حيث يحتاج اطراف الممانعة إلى صياغة استراتيجيات مرنة للتعامل مع أي نتيجة، سواء كانت عودة ترامب بسياساته الصارمة أو استمرار النهج الديمقراطي الذي يوازن بين دعم إسرائيل ومحاولات إظهار التوازن.

ايران – اسرائيل

 

وسط هذه الضبابية، تعيش المنطقة على برميل من البارود، في ظل التاكيد الايراني، على الرد على الهجوم الاسرائيلي الاخير، بطريقة مختلفة هذه المرة، مركبة ومعقدة، تشارك فيها الساحات العراقية، السورية اليمنية، واللبنانية، والتي قد لا توفر الاميركيين وفقا لما المح اليه مرشد الثورة الامام الخامنئي، وهو ما دفع بواشنطن، وفقا لمصدر رفيع في وزارة الدفاع البنتاغون، الى ايصال رسائل تحذير واضحة الى طهران من ارتكاب اي خطا قد تكون له عواقب تدميرية، ارفقتها بحشد جوي» نوعي» في المنطقة يتخطى مسالة الردع الى حدود الاستعداد الهجومي، خصوصا مع اكتمال انتشار قاذفات الـ «اف-15» وقاذفات الـ «بي-52» القادرة على بلوغ الاراضي الايرانية في غضون دقائق من انطلاقها من قاعدتها في العديد القطرية.

 

ويتابع المصدر بان الاستراتيجية الايرانية، وفقا لتقارير استخباراتية، تقوم على لعب دور مؤثر اساسي في الانتخابات الرئاسية، والاهم التشريعية، من هنا محاولتها اللعب في لحظة «شلل» دائرة القرار في واشنطن املا في قلب الطاولة وتحسين شروطها للمرحلة المقبلة، وهو ما اظهرت التحركات العسكرية الاميركية عكسه بحزم، رغم تاكيد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ان «بلاده لن تعير اي قيمة للانتخابات الاميركية حتى تكون مؤثرة على سياسة طهران».

 

وكانت اوساط متابعة عن قرب للوضع الاميركي قد دعت، الى عدم ترقب حصول وقف لاطلاق النار ولو حتى مؤقت، لا في لبنان ولا في غزة، حتى بعد اجراء الانتخابات الاميركية، لان الامور ستاخذ وقتا طويلا لمعرفة النتائج اولا، خصوصا اذا حصلت طعون وتاخرت النتائج، لمعرفة من سيكون الرئيس واي سياسات ستتبنى ادارته في الامور والسياسات التكتية والاستراتيجية حيال اوضاع العالم. كلام تقاطع مع ما يؤكده احد وزراء الحكومة، في مجالسه، نقلا عن مسؤول خليجي رفيع، ان الحرب الاسرائيلية على لبنان «مطولة»، وان التصعيد سيبقى سيد الميدان طوال الاشهر الاربعة المقبلة، رغم كل المحاولات التي ستبذل.

 

غير ان هذه النظرة التشاؤمية لا تلغي، وفقا لمرجع رفيع في الثامن من آذار، انه في الانتخابات الرئاسية الاميركية لعام ٢٠٢٤، ثمة اكثر من خيط تاثير لبناني، بداية مع الكتلة الشيعية الوازنة في ديربن والتي غالبيتها العظمى من القرى الحدودية الجنوبية، وثانيا، بما يمثله رئيس حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والد زوج ابنته تيفاني، مسعد بولس، وتاثير الاخير في ادارة ترامب في حال وصوله للبيت الابيض، ليكون « غاريد كوشنير» الولاية الثانية، على ما يردد البعض، وهو ما سيكون له بالتاكيد تاثيره على الوضع اللبناني. وفي هذا الاطار من النافع التذكير، ان مسعد بولس، الذي يدير شركة عائلية متخصصة في تجميع وتوزيع السيارات والمعدات،سبق له ان ترشح في الانتخابات النيابية في لبنان العام 2009، بالتحالف مع التيار الوطني الحر.

التمديد لعون

 

هذا الواقع الخارجي، واكبه داخليا موجة من التصعيد السياسي والامني، في ظل تزاحم الملفات والاستحقاقات، من ملف قيادة الجيش الذي بات شبه محسوم لمصلحة التمديد للعماد جوزاف عون، فيما بقيت مسالة قانون رفع سن التقاعد للموظفين في الدولة، بمن فيهم العسكريون، مدار اخذ ورد، في موازاة استمرار الحرب الاسرائيلية بتداعياتها الامنية والعسكرية، وسط تراجع الملف الرئاسي الى الخطوط الخلفية.

عملية البترون

 

امنيا، تستمر التحقيقات التي تجريها شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، وهي تركز على ثلاث نقاط اساسية: الاولى، تحليل داتا اتصالات هاتف عماد امهز الذي «صادرته» القوة الاسرائيلية، الثانية، حركة لقاءاته وتواصله خلال الفترة الاخيرة واماكن تواجده، والتي قد يساعد هاتفه في كشفها، الثالثة، حقيقة وجود «مخبرين» او «ادلاء» لبنانيين ساعدوا القوة الاسرائيلية على تنفيذ مهمتها، رغم ميل التحقيقات الى ان صور المدنيين المرافقين للمجموعة، قد لا تكون للبنانيين، فيما اللغز الاكبر يبقى في الكاميرا التي استثنيت من عملية التشويش، بعدما حسم قائد الجيش الكثير من النقاط العالقة وعلامات الاستفهام، مبلغا التفاصيل لرئيسي المجلس والحكومة.

 

ووفقا لمعطيات التحقيقات الجارية بإشراف النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار فأن «العملية نُفذت بدقة وبسرعة وكان معدا لها مسبقا وبإتقان»، مشيرة إلى أن «التقديرات تفيد بأن الجيش الإسرائيلي استخدم زورقا حربيا سريعا مزودا بأجهزة متطورة عطلت رادارات القوة البحرية الدولية المسؤولة عن مراقبة الشاطئ اللبناني».

كلام الراعي

 

وفي اطار آخر وبعد كلام البطريرك الماروني الذي اثار موجة من الاخذ والرد، حول «تحرير المدارس»، التي اعتبرها البعض، نتيجة المخاوف من اندماج النازحين في «مجتمعات اللجوء»، وما قد ينتج عن ذلك، في ظل تصاعد الاشكالات في اكثر من منطقة، خصوصا الجبل وطرابلس، ما دفع بحركة «امل» للتواصل مع النائب فارس سعيد للملمة الاوضاع في منطقة جرود جبيل واشكالاتها.

جلسة الحكومة

 

على الصعيد السياسي، يعقد مجلس الوزراء جلسة له اليوم عند الساعة الحادية عشرة، بجدول اعمال يتضمن 24 بنداً، ابرزها تطويع 1500 جندي، كان كافيا ليعيد الى الواجهة، مسالة ميثاقية الحكومة، في ظل سعي الرئيس نجيب ميقاتي لتمرير بعض القرارات، متخطيا وزراء التيار الوطني، الحزب الذي يمثل المسيحيين في الحكومة، وفقا لميرنا الشالوحي، وهو ما دفع بميقاتي الى زيارة كليمنصو ولقاء «بيك المختارة»، «لاعادة احياء» ثلاثية بري-جنبلاط-ميقاتي، خصوصا ان من بين القرارات المطروحة ما يقدم دليل حسن نية لبناني للمجتمع الدولي حول تنفيذ القرار 1701.

 

وفيما كان رئيس حكومة تصريف الاعمال يتبلغ قرار الحكومة الاسرائيلية رفضها السير بوقف لاطلاق النار، اشارت مصادر في السراي الى ان المواقف التي ادلى بها ميقاتي اخيرا، وما رافقها من التباسات، بينت وجود تضارب بينه وبين الحزب، في معرض مقاربته لموضوع «جبهة المساندة»، الذي جاءت نتيجة «فخ» اوقع به رئيس الحكومة، مشيرة الى ان الامور عادت الى مسارها الطبيعي، وان الجانب اللبناني ينطلق في مفاوضاته من موقف موحد، بالتنسيق مع الحزب، الموكل الى رئيس المجلس.

الملف الرئاسي

 

على صعيد الملف الرئاسي، كشفت مصادر دبلوماسية ان الملف الرئاسي بات خارج النقاش راهنا، وسط التركيز على انجاز صفقة تؤدي الى وقف لاطلاق النار، وتامين حد ادنى من التفاهم الداخلي، لتسيير شؤون المؤسسة العسكرية، في ظل الاوضاع الراعنة، وهو ما عبر عنه الرئيس ميقاتي بتاكيده استمرار الخلاف حول اسم الرئيس العتيد بين الاطراف السياسية، وهو موقف يتناغن مع مواقف عين التينة.

السراي

 

هذا وكان زار السراي السفير السعودي حيث بحث ميقاتي والبخاري، سلسلة من الملفات في ظل «الامتعاض» اللبناني من الموقف السعودي خلال مؤتمر باريس، ومن «تحفظات» بعض الاطراف الداخلية من آلية توزيع المساعدات القادمة من المملكة، وما رافقها من لغط، في ظل اصرار القيادة السعودية على الناي بنفسها عن اي تدخل سياسي في لبنان حتى اللحظة.

التطورات الميدانية

 

في الاثناء، العمليات العسكرية مستمرة بلا هوادة، مع تواصل الغارات على الجنوب والبقاع حيث تم استهداف سيارة على طريق طليا- حورتعلا بقاعا ما ادى الى مقتل 5 اشخاص، وبعد الظهر استهدفت غارتان شقة سكنية بالقرب من مجمع المصطفى في الجية، وافيد عن سقوط 7 جرحى. كما سجلت غارات على كفرا والشهابية وتول وعيناتا ومحيط مدينة صور والشبريحا والمنطقة بين بلدتي عيتيت ووادي جيلو وطيردبا وعيتيت وعنقون ودير الزهراني.واستهدف الطيران الحربي الاسرائيلي مبنى على طريق مدخل مستشفى الشيخ راغب حرب في تول. وافيد عن غارة على محل تجاري في جويا.وعلى منطقة كفرجوز في النبطية.وتسببت غارة على أطراف بلدة البازورية، بوقوع إصابات. وبعد الظهر افيد عن انتشال 12شهيدا من وطى الخيام ومغادرة جميع فرق الإسعاف واليونيفيل المكان.

 

في المقابل، أعلن الحزب ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا تجمعا لقوات العدو في ثكنة دوفيف بصلية صاروخية. وقال «استهدفنا ثكنة معاليه غولاني برشقة صواريخ». واستهدف «تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي في موقع الرمثا في تلال كفرشوبا بصليةٍ من الصواريخ النوعية». وقصف «مصنع مواد متفجرة في الخضيرة جنوب مدينة حيفا برشقة صواريخ نوعية». وأعلن أن عناصره استهدفت ‏تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة مارون الراس بصليةٍ صاروخية.

*************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

المشاركة 67 % والتنافس على المنخار في الانتخابات الأميركية  

 

باشر 82 مليون اميركي من ولاية فيرمونت على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الإدلاء بأصواتهم، الثلاثاء، عقب فتح مراكز الاقتراع لاختيار الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، وسط احتدام المنافسة بين المرشحين الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب.

 

وفتح أول مراكز الاقتراع أبوابه عند الخامسة صباحا بالتوقيت الشرقي (10:00 ت.غ) في أجزاء من ولاية فيرمونت (شمال شرق)، لكن الموجة الرئيسية تليها بساعة واحدة بولايات كونيتيكت ونيوجيرسي ونيويورك وفيرجينيا، إضافة إلى أجزاء من كنتاكي ومين، بحسب إعلام أميركي، منه “سي بي سي نيوز”.

 

كما فتحت مراكز الاقتراع في نورث كارولينا وأوهايو وفيرجينيا الغربية أبوابها عند 6:30 صباحا بالتوقيت الشرقي (11:30 ت.غ)، لتليها موجات أخرى خلال اليوم في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

 

ومنذ الصباح، اتخذت السلطات الأميركية إجراءات أمنية مشددة عند نقاط التصويت ومراكز فرز الأصوات لضمان أمن الانتخابات.

 

ويبدو السباق أكثر تقاربا في الولايات السبع المتأرجحة، حيث تظهر نتائج الاستطلاعات بأربع ولايات هي نيفادا وويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا، هامشا بسيطا بين المرشحين بنسبة 1 بالمئة أو أقل.

 

بينما يتقدم ترامب بنسبة أكبر قليلا في ولايات أريزونا وجورجيا وكارولينا، بمتوسط أقل من 3 بالمئة.

 

ويحتاج أحد المرشحين إلى 270 صوتا في المجمع الانتخابي ليعلن رئيسا للبلاد، ويؤدي اليمين الدستورية في 20 كانون الثاني 2025. ويصوت ملايين الأشخاص لتضاف أصواتهم إلى أكثر من 80 مليون بطاقة اقتراع تم الإدلاء بها في الاقتراع المبكر أو عبر بالبريد.

 

ومن المستحيل معرفة ما إذا كان صدور النتيجة سيستغرق ساعات أو أياما لتحديد هوية الفائز بين نائبة الرئيس الديموقراطية كامالا هاريس البالغة 60 عاما والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب البالغ 78 عاما، المختلفين تماما إن على صعيد الشخصية أو الرؤية السياسية.

 

وقالت روبين ماثيوز، وهي مسؤولة في جمعية تبلغ 50 عاما جاءت للاستماع إلى كامالا هاريس مساء الاثنين في فيلادلفيا “إذا لم تفز، سيقضى علينا. دونالد ترامب سيدمر كل شيء. أصبح خارجا عن السيطرة”.

 

لكن بالنسبة إلى روث مكدويل، فإن ترامب “هو الشخص الذي سينقذ هذا البلد”. وأكّدت هذه السكرتيرة الإدارية البالغة 65 عاما والتي جاءت لحضور التجمع الأخير للحزب الجمهوري في ميشيغن، أنها ستكون “حزينة جدا على أحفادها” إذا فازت نائبة الرئيس.

 

وقالت المرشّحة الديموقراطية ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا قبل ساعات قليلة من فتح مراكز الاقتراع، إن “هذه قد تكون واحدة من أكثر الانتخابات تقاربا في النتائج في التاريخ. كلّ صوت مهمّ”.

 

وتعهد ترامب الثلاثاء في ولاية ميشيغن المتأرجحة “قيادة الولايات المتحدة والعالم” نحو “قمم مجد جديدة”.

 

ومهما تكن هوية الفائز، ستكون النتيجة غير مسبوقة.

 

فإما أن ينتخب الأمريكيون للمرة الأولى امرأة إلى البيت الأبيض أو مرشحا شعبويا مدانا في قضايا جنائية ومستهدفا بملاحقات قضائية عدة أدخلت ولايته الأولى بين عامَي 2017 و2021 البلاد والعالم في سلسلة متواصلة من التقلبات والهزات.

 

في هذه الاثناء، حذر ”اف بي آي” الاميركيين من مقطعين مصدرين مزيفين يحتويان على مزاعم كاذبة بوجود تهديدات ارهابية وتزوير انتخابي. مؤكدا انهما بهدف خداع الجمهور الانتخابي وتقويض العملية الديمقراطية بمعلومات خاطئة.

وكانت وكالة ”اسوشيتد برس” ذكرت ان مدعين عامين من 47 ولاية حثوا الاميركيين على السلمية واحترام نزاهة العملية الانتخابية ونبذ العنف، وكشفت ان واشنطن تستعد لاحتمال اندلاع اعمال عنف مرتبطة بالانتخابات.

صحف فرنسية: ترامب مستعد لتشجيع الحرب الأهلية

وإنكار تغيّر المناخ لإرضاء عمالقة النفط والانتقام من الأعداء

هيمنت الانتخابات الرئاسية الأميركية على صفحات الصحف الفرنسية ، حيث خُصصت لها تقريباً جميع افتتاحيات هذه الصحف.

 

”لوفيغارو”: لعبة العروش

 

تحت هذا العنوان، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية: قبل أربع سنوات، أرسل الأميركيون المنهكون من رئاسة دونالد ترامب- كثرة تغريداته وآلاف أكاذيبه وفوضى إدارته والميول العدوانية لمؤيديه- جو بايدن “القديم” إلى البيت الأبيض على أمل العثور على القليل من الهدوء. ومن الواضح أنهم يشعرون بخيبة أمل، ويبدو أنهم على وشك إعطاء فرصة أخرى للمرشح ترامب، رغم أننا لا نستطيع أن نقول إنه تغير كثيرًا.

 

وأضافت الصحيفة أنه في بلد كان الدستور فيه نصًا مقدسًا، منذ فترة طويلة، وكانت الوطنية فيه دينًا موحدًا، فإن نصف سكان البلاد غاضبون جدًا لدرجة أنهم يئسوا من الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، والخطاب الذي أدى إلى ذلك، وإعادة كتابة التاريخ التي تلت ذلك. إن ما يعتبر غير مؤهل بشكل لا يمكن إصلاحه بالنسبة لواحد من كل اثنين من الأميركيين لا يوجد ببساطة بالنسبة للآخرين. تقع هذه الحقائق الموازية و”البديلة” في قلب الطلاق بين معسكرين غاضبين بشدة.

 

المعسكر الجمهوري ينتظر ساعة النصر أو الثورة. وهذا ما يفسر حالة التوتر التي تعيشها الولايات المتحدة

 

ليبراسيون: الانقسام

 

تحت هذا العنوان، قالت صحيفة “ليبراسيون”، في افتتاحيتها، إنه، وعلى عكس ما قد توحي به التقديرات، فمن المحتمل ألا ندخل المرحلة النهائية من هذه الانتخابات الأميركية. ومن المرجح أن يكون الخط متعرجًا للغاية، بل ووعرًا، إلى أن يتولى الشخص الذي سيخلف جو بايدن في البيت الأبيض منصبه، في 20كانون الثاني.

 

لقد أظهرت هذه الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية أن الأجواء السائدة في الولايات المتحدة لا علاقة لها بتصاعد التوتر المعتاد في انتخابات بهذه الأهمية. لا، لقد انتقلنا إلى بُعد آخر يتضمن الشتائم والبذاءات والتهديد بالقتل على لسان أحد المرشحين. والنتيجة: مناخ من الكراهية، وأميركا منقسمة إلى قسمين، أكثر من أي وقت مضى، حيث يعتزم أحد النصفين خوض معركة مع الآخر إذا لم يتم انتخاب مرشحه. هذه المأساة تتجاوز بكثير مصير شخصين أو فريقين أو طرفين. فهي تبين أن الديمقراطية هي التي على المحك بالفعل، بل وأكثر من ذلك، مصير العالم.

 

إذا تم انتخاب دونالد ترامب، فإن القوة العالمية الرائدة ستقع في أيدي رجل مستعد لتشجيع الحرب الأهلية لتحقيق أهدافه، وإنكار تغير المناخ لإرضاء عمالقة النفط بشكل أفضل، وإبرام اتفاق مع فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وانتهاك حقوق المرأة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram