يظل مصطلح "الدولة العميقة" موضع جدل في الولايات المتّحدة، حيث تتجاوز هذه الدولة الأطر التقليديّة لوكالات الاستخبارات والأمن القومي لتشمل تشابكات بين عناصر من قطاعات حكوميّة، ماليّة، صناعيّة، عسكريّة وإعلاميّة، وشركات.
وبالتالي، تتباين المصالح داخل هذه الكيانات حول دعم السياسيّين، وظهر هذا الانقسام في الاصطفاف بين دونالد ترامب وكامالا هاريس.
تشير مراجعة شاملة لفترة ولاية ترامب الأولى إلى أنّ علاقته مع الدولة العميقة معقّدة، فقد دعمت بعض الأجنحة سياسته وعارضتها أخرى. دعمه كان قادمًا من بعض القطاعات، بينما واجه تحدّيات من وكالات الاستخبارات الفيدراليّة. ويمكن تفسير هذا التباين بميول ترامب إلى تخفيض حجم الحكومة الفيدراليّة وتقليص ميزانيّتها، وهو ما يتعارض مع رغبات الكثيرين في الدولة العميقة.
وإليكم كيف تنقسم التفضيلات العامّة بين المرشّحَين، مع استثناءات داخل كلّ قطاع:
وكالات الاستخبارات والبيروقراطيّة الفيدراليّة: هاريس
يشير التوتّر القائم بين ترامب وأجهزة الاستخبارات، إلى معارضة هذه الأجهزة له، ويرجع ذلك إلى ملفات مثل التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات، وسعيه لتقليص الحكومة الفيدرالية.
المجمع الصناعي العسكري:هاريس
تُعتبر شركات الأسلحة الأميركيّة من الداعمين الأساسيّين للحروب، ويرون في هاريس حليفة في استمرار السياسات العسكريّة التي تفتح لهم فرص التوسّع. ورغم أنّ ترامب عزّز ميزانيّة الجيش، لكنّه يرى أنّ إنهاء الحـ ـروب الخارجيّة يساهم في تعزيز الأمن الداخلي، وبالتالي هو أقلّ تفضيلًا لهذه الشركات.
شركات النفط الصخري: ترامب
بنى ترامب تحالفات قويّة مع شركات النفط الصخري، ومن أجلها انسحب من اتفاقيّة باريس للمناخ. ويواصل وعوده برفع إنتاج النفط، وهذا يلاقي صدى إيجابيًّا لدى هذه شركات التي ترى في السياسات البيئيّة للديمقراطيّين تهديدًا لمصالحها.
القطاع المالي: مختلط يميل لترامب
التفضيلات في وول ستريت والشركات الكبرى تتفاوت، لكنّ الاتجاه العام يميل لدعم ترامب نظرًا لسياساته التي تدعو لتخفيف القيود التنظيميّة على الأعمال وخفض الضرائب على الأثرياء، بينما تعهّدت هاريس بفرض ضرائب أعلى عليهم.
سيليكون فالي: ميول مختلطة
العلاقات بين سيليكون فالي والحزب الديمقراطي وثيقة، مع حصول هاريس على دعم مالي كبير من قادة شركات التكنولوجيا. لكن، استطاع ترامب جذب دعم بعضهم، مثل إيلون ماسك، ممّا يخلق انقسامًا.
يمثّل انقسام الدولة العميقة بين ترامب وهاريس ديناميّات معقّدة. وتظلّ تفضيلات بعض القطاعات متأرجحة بين دعم الاستقرار التقليدي من جهة والرغبة في إصلاحات جذريّة من جهة أخرى.
نسخ الرابط :