معضلة الثقة بين أميركا وإسرائيل
هذه «الفضيحة الاستخبارية»، والمتزامنة مع حديث حول تباينات أميركية - إسرائيلية في شأن الهجوم على إيران، وبنك الأهداف المنويّ ضربه، ترتب عليها، خلال الساعات الأخيرة، انعقاد جلسة سرية لمجلس النواب الأميركي للوقوف على هذه القضية، في وقت كشف فيه موقع «أكسيوس» أن دوافع التسريب قد تكون متصلة بـ»محاولة تعطيل العملية (الهجومية) الإسرائيلية»، مضيفاً أنّ ما جرى «ربما يحمل مؤشراً إلى وجود خرق أمني شديد الخطورة داخل مجتمع الاستخبارات الأميركي»، فضلاً عما يكشفه من «عملية مراقبة دقيقة وتفصيلية تقوم بها المخابرات الأميركية للاستعدادات الإسرائيلية الجارية للهجوم على إيران، وسائر العمليات الجارية في قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك المراقبة عن طريق الأقمار الصناعية التجسسية» التابعة لواشنطن. ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إنّ تل أبيب تأخذ قضية التسريبات على محمل الجد.
من جهتها، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأنّ «المعلومات الواردة في التقرير المسرّب ليس سوى نزر يسير من تلك التي تمكنت واشنطن من جمعها»، معتبرة أنّ ما تضمنته الوثيقتان «لم يكن تقييماً شاملاً لما تعرفه الولايات المتحدة عن النوايا الإسرائيلية»، بخاصة على صعيد الهجمات السيبرانية، أو العمليات التخريبية التي يمكن أن تشنها إسرائيل في الداخل الإيراني. وبينما استعبدت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين في واشنطن، أن يؤثر التسريب على الخطط العملياتية لإسرائيل، أشارت شبكة «سي إن إن» إلى أنّ التسريب «يأتي في لحظة حساسة للغاية على صعيد العلاقات الأميركية الإسرائيلية»، مؤكدة أنّ الأمر «سيغضب الإسرائيليين»، ولا سيما أن إحدى الوثائق تحمل دلالات على مسألة لطالما تكتّمت عنها تل أبيب، وهي امتلاكها لأسلحة نووية. ومن هذه الخلفية، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، مايك مولروي، إنّ «التنسيق المستقبلي بين الولايات المتحدة وإسرائيل قد يكون عرضة لمواجهة تحديات»، مبينّاً أنّ «الثقة عنصر أساسي في علاقاتهما الثنائية». وحذّر الضابط المتقاعد في «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية من أنّه «وبالاستناد إلى الكيفية التي جرى بها تسريب هذه المعلومات (الاستخبارية) أخيراً، فقد تتآكل تلك الثقة» بينهما لاحقاً.
جريدة الأخبار
نسخ الرابط :