افتتاحية صحيفة الأخبار:
تصعيد لإجبار العدوّ على التراجع: تل أبيب في مهداف المقاومة
التدقيق في مستوى الارتقاء الذي سجّلته عمليات المقاومة في اليومين الماضيين، في العمق والأسلحة المُستخدمة والنتائج، يشير إلى حقيقة واضحة، وهي أن حزب الله ماضٍ في اندفاعه صعوداً، وأن اسرائيل ستشهد عمليات وضربات أبعد مدى مما شهدته حتى الآن، وأننا مقبلون على مستوى من الردود أعلى مما شهدناه حتى الآن. ويعزّز ذلك أن العدوّين الإسرائيلي والأميركي لا يزالان يصرّان على سقوف عالية على المستوى السياسي لتعويض إسرائيل ما لم تنجح في تحقيقه عندما وجّهت ضربات قاسية إلى الحزب، ظناً منها بأنها ستؤدي إلى انهياره وإخضاعه. وعندما فشلت في ذلك، ومع استعادة المقاومة عافيتها، يحاول الأميركي أن يستكمل ما لم ينجح العدو في تحقيقه بصياغة شروط استسلام على المستوى السياسي بغضّ النظر عن الوقائع.
ومن المهم التذكير في هذا السياق أن القرار 1701 عام 2006 لم يكن انعكاساً لموازين القوى التي كانت لمصلحة المقاومة، بل كان انعكاساً لموازين القوى في مجلس الأمن، إلا أن أداء المقاومة وحلفائها نجح في تقييد سلبياته. لذلك، يحاول العدوان الإسرائيلي والأميركي اليوم إدخال تعديلات في القرار عبر فرض آليات تنفيذ توفّر الأمن لإسرائيل وتضيّق على المقاومة وتضعف قدرة حزب الله على الدفاع والردع والرد، فضلاً عن تداعياتها السياسية التي يمكن أن تهزّ الاستقرار في لبنان. لذلك، فإن الطريق الوحيد على ما يبدو لتبديد هذه الأوهام هو أن يلمس العدو أولاً أن قدرات حزب الله لم تتراجع بشكل جوهري، وثانياً أن يدرك العدو أن إصراره على مثل هذه السقوف سيحوّل وسط إسرائيل وتل أبيب الكبرى إلى ساحة استهداف شبه يومي. عندها ستصبح واشنطن وتل أبيب أكثر واقعية في قراءة الوقائع والتسليم بها وإن متأخّرة. باختصار، نحن مقبلون على منسوب من التصعيد ما لم يسبق أن واجهته إسرائيل في تاريخها.
قبل أن يصحو كيان العدو أمس من صدمة الضربة التي استهدفت قاعدة لواء «غولاني» جنوب حيفا ليل أول من أمس، وأدّت إلى مقتل وجرح العشرات من جنوده، أدخلت المقاومة أمس مليوني إسرائيلي في نحو 200 مدينة وبلدة ومستوطنة إلى الملاجئ بعدما دوّت صفارات الإنذار في كل مدن الشمال وصولاً إلى تل أبيب بعد إطلاق صواريخ باليستية من لبنان. فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن وقف حركة الملاحة في مطار بن غوريون. وأكدت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية أن “القوة الصاروخية والقوة الجوية في المقاومة الإسلامية، ستواصلان استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات في عمق شمال فلسطين المحتلة، بتدرج يتصاعد يوماً بعد يوم”، في وقت نشر الإعلام الحربي في حزب الله مقطع فيديو تحت عنوان «قدراتنا بألف خير» ظهرت فيه صواريخ ومُسيّرات وأسلحة في منشأة تحت الأرض.
وبحسب إعلام العدو، فإن مشهد يوم أمس يشير إلى أن حزب الله «تعافى من الصدمات واستعاد زمام المبادرة إلى حد كبير، وبات يفرض وقائع. وبذلك، تكون عملية المباغتة الإسرائيلية، وتوجيه الضربات المتتالية، لإفقاد حزب الله توازنه قد تبخّرت». وكتب معلّقون: «إننا أمام وقائع جديدة ستبدأ بفرض نفسها ميدانياً، وبالتالي سياسياً. فمن سيأتي ليفاوض لبنان، ملزم بالانطلاق من قوة حزب الله وتماسكه، لا من انهياره كما تمّ التعاطي مع ذلك قبل 5 أيام».
ورغم إطلاق بنيامين نتنياهو أمس تهديدات باستهداف حزب الله «من دون رحمة في كل لبنان بما في ذلك في بيروت»، إلا أنه بدا أن هناك أصواتاً بدأت ترتفع بعد الاستفاقة من نشوة انتصار وهمية ومستعجَلة، فبدأت الدعوات لـ»التواضع» أمام حزب الله، إذ إنه «بعد عام من الحرب في الجنوب والشمال، لا يزال افتقار الجيش الإسرائيلي للاستعداد لمواجهة تهديد الطائرات بدون طيار من دون إجابة»، بحسب موقع «والاه»، فيما يسود «القلق في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن حزب الله سيرسل المزيد من المُسيّرات على ارتفاعات منخفضة وأثناء إطلاق الصواريخ على إسرائيل»، بحسب قناة 12 العبرية.
وفي هذا السياق، كتب نير كيبينيس في موقع «والاه» العبري: «قيل لنا إن حزب الله مهزوم ومكسور، لكنه أثبت الليلة الماضية (الأحد) أنه قادر على أن يكون فتّاكاً». وأضاف: «صحيح أن تسلسل قيادة حزب الله تضرر بشدة، وصحيح أنه فقد بعض وسائله الحربية، لكنه ها هو يتعافى ويقاوم». وتحدّث عن «حقيقة غير سارّة وهي أنه منذ هجوم أجهزة النداء وسلسلة الأحداث التي تبعته، فإن الشيء الرئيسي الذي تغيّر على الأرض هو أن دائرة النار التي شملت المستوطنات الشمالية، توسّعت إلى منطقة حيفا الكبرى وحتى جنوبها». ومع تحويل حزب الله حيفا إلى كريات شمونة ثانية، علّقت وسائل إعلام عبرية بالقول إن «الشوارع مهجورة في حيفا والسكان يشعرون بالخوف جراء إطلاق الصواريخ من قبل حزب الله».
وكانت المقاومة بدأت عمليات متواصلة منذ الدقائق الأولى من فجر أمس، استهدفت تجمعات لقوات العدو في مواقع رويسات العلم، مسكفعام، المرج، الرادار، مستعمرات المنارة، راموت نفتالي، تسفعون، مرغليوت، ثكنة زرعيت، مزرعة برختا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، خلة وردة، شرق بلدة مركبا واللبونة. كما استهدفت قوة مشاة معادية تسلّلت إلى الأراضي اللبنانية من جهة بلدة مركبا وتحركات لقوات العدو في منطقة اللبونة وجنوب مارون الرأس، وقوة أخرى كانت تتقدم نحو بلدة عيتا، التي استهدفت فيها أيضاً ناقلة جند معادية بصاروخ موجه أثناء الاشتباكات، ما أدى إلى احتراقها وقتل وجرح مَن فيها. واستهدفت المقاومة ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وثكنة بيت ليد شرق نتانيا، ومستعمرتي كرمئيل وكريات شمونة ومدينة صفد المحتلة، وأطلقت صلية صاروخية نوعية على قاعدة «ستيلا ماريس» البحرية شمال غرب حيفا. وأثناء تقدم ثلاث دبابات ميركافا للعدو إلى أطراف بلدة عيتا الشعب، قصفها المقاومون بالصواريخ الموجّهة، وأوقعوا أفرادها بين قتيلٍ وجريح.
وواصل العدو اعتداءاته المتنقلة بين المناطق اللبنانية، فارتكب مجزرة أدّت إلى استشهاد 21 مدنياً وإصابة 8 آخرين بجروح، في غارة استهدفت مبنى يقطنه نازحون في بلدة أيطو قضاء زغرتا. وقال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة إن هذه الحصيلة قابلة للارتفاع، إذ يتم إجراء فحوص DNA لتحديد هوية أشلاء تمّ رفعها من مكان الغارة. وباستهدافه النازحين في أمان نزوحهم، يحاول العدو خلق فتنة بين الأهالي النازحين من العدوان الإسرائيلي على الجنوب والضاحية والبقاع، وأهالي القرى والبلدات التي تستقبلهم في الشمال والمتن والجبل.
وفي إطار مسلسل عدوانه اليومي، شنّ الطيران الحربي المعادي غارتين على بلدة معروب، استهدفتا منزلين، ما أدى إلى سقوط 4 إصابات، اثنتان منها في حال الخطر، كما أغار على بلدات سلعا والشهابية وبيت ليف والحنية وكفرفيلا وبرعشيت والسلطانية وخربة سلم وكفردونين وحانين ورشاف. وفي قناريت (قضاء صيدا) استهدفت 4 غارات مبنى مؤلفاً من 4 طبقات، ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين بينهم مسعفون في الهيئة الصحة الإسلامية.
وفي البقاع، استهدفت الغارة المعادية بلدة قليا في البقاع الغربي، دمّرت مبنى القصر البلدي والمستوصف الصحي الخيري، وشنّ العدو أيضاً غارة على منزل في منطقة النبي نون في مشغرة، كما تعرضت بلدة يحمر الشقيف فجراً لعدوان جوي واسع، حيث شنّت الطائرات الحربية المعادية سلسلة غارات جوية استهدفت الحي الشرقي للبلدة ودمّرت 5 منازل فيه. كما نفّذ العدو غارة على قافلة مساعدات حكومية في بلدة العين في البقاع الشمالي.
*****************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
المقاومة: البالستي إلى تل أبيب يقفل بن غوريون ومليونا مستوطن إلى الملاجئ
تداعيات ضربة بنيامينا واستهداف حيفا والفشل البرّي تفتح النقاش حول الحرب
نتنياهو يهرب من الفشل بالصعود على الشجرة نحو تسريع العدوان على إيران
تواصل المقاومة توجيه الضربات النوعيّة لكيان الاحتلال، والعزف المؤلم على أوتار نقاط ضعفه، وبعد الضربة النوعيّة التي وجّهتها إلى قيادة وبنية لواء جولاني بواسطة طائرة مسيّرة في مقرّ بنيامينا وما ترتّب عليه من قرابة 100 بين قتيل وجريح، أقفل مطار بن غوريون أمام الملاحة مساء أمس، ونزل مليونا مستوطن إلى الملاجئ ودوّت صفارات الإنذار في 194 مدينة ومستوطنة، إثر الإعلان عن توجيه المقاومة لعدد من الصواريخ البالستية نحو مركز الكيان، بعدما نفّذ جيش الاحتلال غارة إجرامية على تجمّع للنازحين في شمال لبنان في بلدة أيطو في قضاء زغرتا.
توجيه البالستي الى تل أبيب بدا رسالة تقول إن قوة المقاومة الصاروخية تظهر بعضاً مما عندها وما يمكن أن يحمله الآتي أعظم، إذا استمرت الاعتداءات الإجرامية بحق المدنيين، بينما كان الكيان لا يزال تحت تأثير ضربة بنيامينا التي أظهرت التفوق الاستخباريّ والتقني للمقاومة عدا عن امتلاكها إرادة الذهاب الى خيارات شديدة القوة، والاستعداد للذهاب إلى جولة تصعيد كبرى إذا قرّر جيش الاحتلال المضي قدماً في استهدافه المدنيين، بعدما نفى جيش الاحتلال أن يكون قد امتنع عن توجيه غارات جوية نحو الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت، مؤكداً أن كل المناطق اللبنانية هي ميدان عمل لجيش الاحتلال، والإيحاء بأن رداً قوياً قيد الإعداد على ضربة بنيامينا، فيما النقاش داخل الكيان كما عكسته وسائل الإعلام وتعليقات المحللين العسكريين في القنوات العبرية وكتّاب المقالات العسكرية في الصحف تركّزت على الدعوة للاعتراف بأن الضربات التي تلقاها حزب الله قد انتهى مفعولها ولا يمكن الرهان على سقوط قوة المقاومة والقضاء على قدراتها، ومناقشة مستقبل الحرب على خلفية ما تظهره الجبهة البرية من مصاعب، وما تتعرّض له حيفا من خطر التحوّل إلى كريات شمونة أخرى كما قالت بيانات المقاومة مع قصف يومي تدميريّ، بينما ضربة بنيامينا تدل على أن بنية الحزب العسكرية والاستخبارية وقدرته على الاستعلام والتخطيط والتنفيذ بكامل عافيتها.
في مواجهة هذه التحوّلات صعد إلى سطح النقاش مجدداً كلام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد اجتماع مع وزير حربه يوآف غالانت ورئيس أركان جيشه هرتسي هليفي عن التحضير للعدوان على إيران كأولويّة، عبر مواصلة التشاور مع واشنطن حول التفاصيل والأهداف والخطط التنفيذيّة ومستلزماتها، ضمن مفهوم الشراكة الأميركية الإسرائيلية التي قالت طهران إن لها تداعيات على القوات الأميركيّة يجب أخذها في الحساب.
ولا تزال عملية «بنيامينا» النوعية تسيطر على المشهد الميداني على الجبهة الجنوبية وسط حالٍ من الهلع والصدمة تلفّ جيش الاحتلال والمستوطنين مع توقع الأسوأ من حزب الله الذي رمّم الخلل الداخلي وأعاد ترتيب هيكليته التنظيمية، وفق مصادر مطلعة لـ»البناء» واستعاد قوته وبدأ بإعادة ترتيب أولوياته في الميدان وتفعيل معادلات الردع والتدرج باستخدام أوراق القوة والمفاجآت وفق الخطط الاستراتيجية الموضوعة سابقاً والتي تخدم إحباط أهداف الحرب الإسرائيلية. وتوقعت المصادر مزيداً من العمليات النوعية للمقاومة في الأيام والأسابيع المقبلة وفق النسق المتبع بالتصعيد التدريجيّ. وأكدت المصادر بأن قيادة العدو العسكرية والسياسية أصيبت بصدمة على اعتبار أن حزب الله تعرّض لضربات قاتلة لن يستطيع الحزب الخروج منها وإعادة النهوض، فكانت المفاجأة أن الحزب عاد ليضرب بقوة وبيد من حديد مظهراً جزءاً من قوته ويهدد بالمزيد ويتحكم بزمام الميدان. واستغربت المصادر كيف أن قادة الاحتلال يعلنون أنهم قضوا على الجزء الأكبر من قوة الحزب وشلوا قدرته على الحركة لا سيما في المجال الجوي والبري ومنظومة التحكم والسيطرة لكن النتيجة كانت العكس، وتؤكد المواجهات الميدانية البرية والقصف الجوي الكثيف وغير المسبوق للمقاومة بأن الحزب تعافى من الضربات وبدأ يتحكّم باللعبة الميدانية رغم التفوق الإسرائيلي في الجو بارتكاب المزيد من المجازر.
وفي سياق ذلك، أفادت صحيفة “يسرائيل هيوم”، بأن “42 جندياً إسرائيلياً يتلقون العلاج وبعضهم حالته خطيرة إثر انفجار المسيرة في بنيامينا أمس الأول”.
وكانت قد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة العشرات بينهم عدد من الحالات الحرجة والخطيرة جراء انفجار مسيّرة في بنيامينا قرب حيفا أطلقت من لبنان، فيما أكدت هيئة البث مقتل أحد المصابين.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، فإنه “خلال الحادثة غير العادية قرب بنيامينا، لم يتم إطلاق أي إنذار بعد تسلل الطائرة إلى المنطقة، ووصفت حالة بعض الجرحى بأنها حرجة”. بينما أفاد مستشفى رمبام في حيفا، بأن “20 جنديًا و6 مدنيين يعالجون بعد إصابتهم في الأسابيع الماضية بسبب التصعيد على جبهة لبنان”، كاشفاً “أننا “استقبلنا أمس، 12 جندياً أحدهم فارق الحياة والآخرون إصاباتهم ما بين خطرة ومتوسطة”. وقال قائد لواء غولاني الإسرائيلي، إن “الخسارة التي حلّت بنا هذا العام مؤلمة وصعبة، لكن بإمكاننا التعافي ومواصلة المهمة”.
وأشار وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت الى أن “هجوم حزب الله أمس، يؤكد التهديدات المستمرة التي يشكلها الحزب وضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية الخاصة به”.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن “إسرائيل تعد لهجوم واسع في لبنان يشمل بيروت رداً على استهداف معسكر غولاني”. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب الحصول على موافقته على أي هجوم في بيروت.
وأقرّ رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، في تصريح له من قاعدة بنيامينا المستهدفة في حيفا، بأننا “ندفع ثمناً مؤلماً، لكن لدينا إنجازات هائلة وسنواصل تحقيقها”. زاعماً أننا “سنواصل ضرب حزب الله بلا رحمة في جميع أنحاء لبنان بما في ذلك بيروت”.
وأضاف: “نخوض حرباً صعبة ضد عدو يريد القضاء علينا، وأعزي عائلات الجنود الأربعة من لواء غولاني الذين سقطوا أمس في بنيامينا”. وقال: “الطريق الأفضل للمحافظة على سلامة قوات اليونيفيل هو الابتعاد عن مناطق الخطر”.
ولفتت أوساط سياسية وعسكرية لـ”البناء” الى أن “”إسرائيل” لم تستطع تحقيق أهدافها من الحرب حتى الآن رغم كل حرب التدمير وارتكاب المجازر، فبعد ثلاثة أسابيع على الحرب الشرسة على لبنان فشلت الحكومة الإسرائيلية بفرضها، وكان حزب الله تحت وطأة صدمة الضربات وبحالة إرباك وفراغ داخل القيادة السياسية والعسكرية، فكيف الآن وقد انتقل من مرحلة استيعاب الصدمات إلى مرحلة استنهاض قواه والبدء بالردود المقابلة والمؤلمة”. وأشارت الى أن “الميدان وصمود حزب الله وقدرته على منع جيش الاحتلال من الدخول البري إلى الجنوب إلى جانب صمود الجبهة الداخلية ونفاد الوقت أمام حكومة “إسرائيل” داخلياً وأميركياً ودولياً، عوامل أساسية وحاسمة في تحديد مسار ووجهة ونتائج الحرب، لأن الفشل بتحقيق الأهداف مع ارتفاع كلفة الحرب على “إسرائيل”، سيضغط على الحكومة الإسرائيلية وحينها ستبدأ المبادرات والمفاوضات الأميركية والدولية والعربية لإخراج “إسرائيل” من المأزق والتوصل الى اتفاق يفرض ترتيبات على الحدود لضمان أمن الكيان ومستوطنيه في الشمال”.
وللمرة الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، شنّ الطيران الحربي غارة على شقة سكنية في بلدة أيطو – زغرتا، وأفيد أن المبنى المستهدف يعود لموريس علوان ومستأجر من شخص يدعى أحمد فقيه من عيترون، ويضم المبنى 4 شقق يقطنها أكثر من 20 شخصاً. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن “غارة العدو الإسرائيلي على بلدة أيطو قضاء زغرتا أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد واحد وعشرين شخصاً وإصابة ثمانية أشخاص بجروح، ويتم إجراء فحوص DNA لتحديد هوية أشلاء تمّ رفعها من مكان الغارة”.
وواصل العدو عدوانه على لبنان، فنفذ جيش الاحتلال غارة في بلدة العين في البقاع الشمالي، استهدفت محال لبيع ألواح الطاقة الشمسية، تزامناً مع مرور قافلة مؤلفة من ثلاث شاحنات باتجاه بلدة رأس بعلبك، بعد أن تم إفراغ حمولة شاحنتين في مدينة بعلبك. وأفيد بأن إحدى شاحنات المساعدات التي كانت متجهة نحو رأس بعلبك أصيبت بأضرار نتيجة عصف الغارة في بلدة العين، ما أدى إلى إصابة سائق الشاحنة بجروح. وأشار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر الذي كان يتقدم موكبه القافلة إلى أن “الغارة الإسرائيلية حصلت أثناء مرور قافلة المساعدات على مسافة قريبة جداً منا في بلدة العين”.
وفي وقت أفيد أن دبابتين إسرائيليتين اجتازتا الخط الفاصل مع سورية وتمركزتا قرب قرية كودنة في ريف القنيطرة، نفّذ جيش العدو سلسلة غارات على مختلف قرى البقاع والجنوب موقعاً شهداء وإصابات.
في المقابل، أعلن حزب الله في سلسلة بيانات أن “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، وفي إطار سلسلة عمليات خيبر وردًا على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيونيّ وبنداء “لبيك يا نصر الله”، أطلقت المقاومة الإسلامية مساء أمس، صلية صاروخية نوعية على مركز التأهيل والصيانة (7200) جنوبي حيفا. إن المقاومة الإسلامية ستبقى حاضرة وجاهزة للدفاع عن بلدنا وشعبنا الأبي والمظلوم ولن تتوانى عن القيام بواجبها في ردع العدو والله على كل شيء قدير”. وأعلن أن “مجاهدينا أفشلوا محاولة قوة من جنود العدو التقدم باتجاه بلدة عيتا الشعب”. وأعلن “أننا استهدفنا تجمعاً لجنود العدو جنوبي مارون الراس بِقذائف المدفعيّة”. وأطلق “صلية صاروخية نوعية على قاعدة “ستيلا ماريس” البحرية شمال غرب حيفا”. كما أطلق الحزب “صلية صاروخية نوعية على ثكنة بيت ليد شرق نتانيا”. واستهدف مستعمرة كريات شمونة بِصلية صاروخيّة. وأعلن “اننا استهدفنا قوة إسرائيلية كانت تحاول التسلل إلى بلدة مركبا جنوبي لبنان بالمدفعية”. وأفاد أن الاشتباكات تستمر عنيفة في بلدة عيتا الشعب بِمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية وقذائف المدفعية.
في المواقف الدولية، أعلن البنتاغون أن “وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد مجدداً خلال اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أهمية اتخاذ تدابير ضرورية لحماية قوات اليونيفيل والجيش اللبناني”. وشدّد أوستن مع غالانت على الحاجة إلى التحوّل من العمليات العسكرية في لبنان إلى مسار ديبلوماسي في أسرع وقت ممكن. وأبلغ أوستن نظيره الإسرائيلي ضرورة اتخاذ خطوات سريعة لمعالجة الوضع الإنسانيّ المتردي في غزة.
وأعلنت إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في بيان مشترك، أن “الهجمات الإسرائيلية على قواعد اليونيفيل في لبنان لا بدّ أن تتوقف على الفور. فهذه الهجمات المتعمدة تتعارض مع القانون الدولي الإنساني”. وقدّمت 40 دولة على الأقل، أمس السبت، دعمها “الكامل” لقوة الأمم المتحدة الموقتة المنتشرة في جنوب لبنان “اليونيفيل”، وحثّت على حماية عناصرها الذين أصيب خمسة منهم خلال 48 ساعة. أردفت هذه الدول المساهمة في اليونيفيل، بحسب ما جاء في رسالة نشرها حساب البعثة البولندية إلى الأمم المتحدة، “نحثّ جميع أطراف النزاع على احترام وجود اليونيفيل، وهو ما يستدعي ضمان أمن وسلامة جميع موظفيها، في كل الأوقات”.
سياسياً، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني جرى خلاله عرض لتطورات الأوضاع الراهنة لجهة أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي. وشكر رئيس المجلس لقطر أميراً وحكومة وشعباً الدعم والمؤازرة لا سيما المساعدات الإنسانية للنازحين وكانت الآراء متطابقة. واستقبل بري رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي قال بعد اللقاء: “أكدنا مع الرئيس بري العمل على اختيار اسم توافقي لرئاسة الجمهورية”. مشيراً الى ان “الاجتماع لمحاولة تظهير موقف لبناني كبير حول العناوين الأساسية التي يوجد نوع من إجماع عليها وأولها وقف إطلاق النار وتنفيذ الـ١٧٠١”. أضاف: “الموضوع الثاني هو التضامن الداخلي ليس فقط الإنساني بل أيضاً في مواجهة العدو الإسرائيلي”، معتبراً أننا “قادرون على التعبير عن هذه العناوين الثلاثة في مشهد لبناني وطني وليس فئوياً ونترجمه في انتخابات الرئاسة وبمرحلة عملية وهذا ما أكدناه مع الرئيس بري”. وأكد أن “العمل جارٍ للعمل على اسم توافقي يجمع ولا يشكل تحدياً لأحد والموضوع ليس انتخاب رئيس بالـ٨٦ صوتاً بل لتأمين النصاب وأكبر قدر إجماع حول الرئيس”. وأجرى بري اتصالاً بقائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل) اللواء آرالدو لاثارو شكره فيه على موقفه العاقل والشجاع بثباتهم في مواقعهم وفقاً للمهام الموكلة اليهم، مؤكداً له أن هذه الوقفة تحفظ الحياة للقرار الأممي رقم 1701.
واستقبل رئيس الوزراء الأردني جعفر حسَّان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل الظهر في مقرّ رئاسة الوزراء. حضر اللِّقاء نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجيَّة وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصَّفدي والقائم بأعمال سفارة لبنان في عمَّان يوسف رجي. تم خلال اللقاء البحث في تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وتطوُّرات الأوضاع والتَّصعيد الخطير في المنطقة. وأكَّد رئيس الوزراء الأردني خلال اللِّقاء “أنَّ الأردن، وبتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثَّاني، يقف إلى جانب لبنان الشَّقيق ويدعم أمنه وسيادته واستقراره، ويرفض بشدة العدوان الإسرائيلي الغاشم عليه، ويؤكِّد ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الرقم 1701”. بدوره، قدر الرئيس ميقاتي مواقف الأردن “ملكا وحكومة وشعباً تجاه لبنان”، في ظلِّ ما يشهده من عدوان إسرائيلي. وكانت أقيمت للرئيس ميقاتي فور وصوله الى مقر رئاسة الحكومة مراسم الاستقبال الرسمية.
كما استقبل ملك الأردن عبدالله الثاني الرئيس ميقاتي في قصر الحسينية وجرى عرض للأوضاع الراهنة في لبنان والعدوان الإسرائيلي على الجنوب.
على صعيد آخر، أدانت العلاقات الإعلامية في حزب الله دخول فريق BBC إلى إحدى القرى الجنوبية. أضافت في بيان: “لم تكتف BBC بكافة منصاتها ولغاتها بالانحياز الأعمى إلى جانب القتلة والمجرمين وتبرير الهمجية الصهيونية ضد الشعبين الفلسطيني – اللبناني، وإنما عمدت بكل وقاحة إلى إرسال فريق صحافي دخل إلى إحدى القرى الجنوبية برفقة جيش الاحتلال وانتهك حرمة الأراضي اللبنانية والسيادة اللبنانية والقوانين اللبنانية المرعية الإجراء، وذلك كما تظهر التقارير التي نشرتها المؤسسة”.
******************************************
افتتاحية صحيفة النهار
تعميم رعب المجازر على كل لبنان والاتحاد الأوروبي يضغط لحماية اليونيفيل
يكاد لا يمرّ يوم في مجريات الحرب المتدحرجة على لبنان إلا وتطبعه مجزرة بشعة جديدة. ولكن التوغّل الإسرائيلي أمس إلى أيطو في قضاء زغرتا، سجّل مأثرة دموية مضاعفة الأثر في إرعاب الناس إذ أنها أولاً المنطقة النائية والأبعد اطلاقاً التي طاولتها الغارات الجوية منذ بدء هذه الحرب، وهي ثانياً الاستهداف الدموي وسط تجمعات النازحين اللبنانيين بما يصعب معه التمييز بين الأهداف الأمنية أو المدنية.
وفيما كانت المعيصرة التي شهدت قبل أيام مجزرة مماثلة أودت بـ17 شهيداً من أفراد عائلة واحدة جرى تشييع بعضهم أمس، ابتليت أيطو بمجزرة مماثلة أودت على الأقل بـ22 شهيداً أيضاً، الأمر الذي أشاع رعباً شاملاً إذ بدت إسرائيل وقد جعلت من تجمعات النازحين المنتشرين في سائر المناطق اللبنانية، من دون استثناء، أهدافاً عسكرية في ما يشكل خطر ارتكاب مذابح جماعية متدحرجة ويحوّل كل المناطق وكل المنازل والأماكن التي تضم نازحين أهدافاً محتملة للهجمات الدموية. وستضغط المجازر المرتكبة بقوة على أي تحرك دبلوماسي في شأن وقف الحرب ومنع اتّساعها، ولكن لبنان لم يلق بعد أي استجابة عملية لردع المجازر أولاً وتجنيب المدنيين الاعتداءات الإجرامية، في حين تصاعدت المخاوف مجدداً من الردّ الانتقامي المحتمل والمتوقع لإسرائيل على هجوم “الحزب” على ثكنة عسكرية في حيفا ليل الأحد الماضي والذي شكل ضربة قاسية لها.
وقد أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس نظيره الأميركي لويد أوستن بأن إسرائيل سترد “بقوة على “الحزب” بعد أن استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية ما أسفر عن مقتل أربعة جنود”. وقال مكتب غالانت إن الأخير تحدث إلى أوستن خلال الليل وشدّد على” خطورة الهجوم والردّ القوي الذي سيتم القيام به ضد الحزب”. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهّدَ بمواصلة ضرب “الحزب” حتى في بيروت.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ للمرة الأولى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان غارة على مبنى سكني في بلدة أيطو- زغرتا. وأفاد صاحب المبنى وهو من آل علوان أن الشخص الذي استأجر المنزل هو من آل حجازي وكان استأجره لـ8 عائلات معظمهم من كبار السن مع طفل. وأشارت معلومات أخرى أن العائلات هي من آل فقيه وآل حجازي.
وكشف رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية أنه طلب من “الحزب” ألا ينزح أي شخص يشكل خطرًا على أهالي زغرتا باتجاه المنطقة. كما قال إن “من يستثمر بموضوع النازحين ويقول إن هناك سلاحاً نقول له إن الإرهاب ليس أطفالاً ولا نساء و”الحزب” ليس إرهاباً، كما أننا لا نضع سلاحاً بين المنازل وبين الناس، والسلاح عندنا هو للحماية الشخصية ونحن داعمون لـ”الحزب” ولو كنا سنقاتل معه فإن ذلك يكون في الجنوب”.
غير أن النائب ميشال معوض أعلن من أيطو أن “ما تم استهدافه ليس بلدة أيطو بل عنصر حزبي من “الحزب” كان متواجداً مع عائلته في منزله وهذا ما وصلنا من الأجهزة الأمنية”.
ونفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على مختلف قرى البقاع والجنوب فيما أعلن “الحزب” بعد سلسلة بيانات استهداف مدينة صفد بصلية صاروخية كبيرة.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية عصراً أنه تم إطلاق صواريخ أرض- أرض من لبنان على تل ابيب، الأمر الذي دفع أكثر من مليوني إسرائيلي الى الملاجئ. وتوقفت حركة الملاحة في مطار بن غوريون إثر إطلاق الصواريخ، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف المنصة التي أطلقت الصواريخ باتجاه وسط إسرائيل، كما أعلن عن محاولات اعتراض لصواريخ عدة عبرت من الأراضي اللبنانية باتجاه وسط إسرائيل.
الاتحاد الأوروبي واليونيفيل
وفي الاصداء الخارجية أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عن قلقه “من إطلاق “الحزب” صواريخ على إسرائيل، ومن قصف إسرائيل مناطق سكنية ذات كثافة عاليه في لبنان”. وجدّد “الدعوات لوقف إطلاق النار بالشرق الأوسط” مؤكداً، “نحن ضد هجمات إسرائيل على قوات اليونيفيل”.
من جهتها، وزعت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان بياناً في شأن الهجمات الأخيرة ضد “اليونيفيل” أعربت فيه عن “قلق الاتحاد البالغ إزاء التصعيد الأخير على طول الخط الأزرق. كما دان كل الهجمات ضد بعثات الأمم المتحدة”. وأعرب عن “قلقه البالغ بشكل خاص إزاء الهجمات التي شنها جيش الدفاع الإسرائيلي ضد اليونيفيل والتي أسفرت عن إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام. وتشكل مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وهي غير مقبولة على الإطلاق”.
وفي التحركات الديبلوماسية برز استقبال ملك الأردن عبدالله الثاني لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي في قصر الحسينية في عمان، حيث أكد الملك “وقوف الأردن المطلق إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق، ودعم سيادته وأمنه واستقراره”. وشدّد “على استعداد المملكة لتقديم المساعدات للأشقاء اللبنانيين، للتخفيف من معاناتهم جراء الحرب الدائرة”. وقال “إن الأردن يبذل أقصى الجهود بالتنسيق مع الأشقاء العرب والدول الفاعلة لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان”. وحذر “من استمرار وتوسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية ستكون كلفتها كبيرة على الجميع”.
**************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
إسرائيل تضغط عسكرياً بإخلاءات وقصف توسع إلى شمال لبنان
«الحزب» يواصل إطلاق الصواريخ ويتصدى لـ«تقدم بطيء» على الحدود
تمضي إسرائيل في ممارسة الضغوط القصوى على «الحزب» بتوسعة مروحة القصف الجوي إلى بلدة أيطو في شمال لبنان، أدت إلى مقتل 21 شخصاً، بالتزامن مع إخلاءات طالت منطقة الزهراني، حيث لا يزال آلاف اللبنانيين يقيمون، في مقابل إطلاق صواريخ لـ«الحزب» استهدفت كرمئيل، وراموت نفتالي. ودوت صفارات الإنذار مساء في تل أبيب، وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض 3 صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه وسط البلاد، على إيقاع تقدم بطيء في الأراضي اللبنانية.
ودعت السفارة الأميركية في لبنان، الاثنين، «بقوة»، رعاياها لمغادرة البلاد «الآن»، مضيفة أن الرحلات الجوية الإضافية التي نظمتها السفارة لنقل الأميركيين خارج بيروت لن تستمر إلى الأبد.
21 قتيلاً في الشمال
وسّع الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية إلى الشمال، حيث قتل 21 شخصاً على الأقل، الاثنين، وفق حصيلة للصليب الأحمر اللبناني، جراء غارة إسرائيلية استهدفت لأول مرة، بلدة أيطو في قضاء زغرتا بشمال لبنان، وفق ما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام».
وكان الصليب الأحمر أحصى «18 شهيداً و4 جرحى»، بعد حصيلة أولية لوزارة الصحة أفادت عن مقتل 9 أشخاص، ليعود العدد ويرتفع إلى 21 جراء الغارة التي طالت، وفق الوكالة، «شقة سكنية في بلدة أيطو» الواقعة في قضاء زغرتا ذات الغالبية المسيحية. وقال إن سيارات الإسعاف لم تتوقف عن نقل الضحايا، في وقت فرض فيه الجيش اللبناني طوقاً أمنياً. وأدت الغارة إلى اندلاع النيران.
ويعدّ هذا الاستهداف الثاني لشمال لبنان منذ السبت، حين طالت غارة إسرائيلية بلدة دير بيلا، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من مدينة البترون الساحلية. واستهدفت الغارة وفق الوكالة الوطنية «منزلاً لجأت إليه عائلات من الجنوب».
إخلاءات في العمق
توسّعت رقعة القصف في الجنوب أيضاً، مع إنذارات بإخلاء قرى وبلدات، انضمت إليها، الاثنين، قرى منطقة الزهراني التي لا يزال يسكنها الآلاف، كونها بعيدة نسبياً عن الحدود بنحو 40 كيلومتراً، وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلائها، وهو ما يعني بحسب مصادر أمنية، «تحويلها إلى منطقة عسكرية أيضاً معرضة للاستهدافات» أسوة بمناطق حدودية أخرى، علماً بأن المنطقة تعرضت لاستهدافات واسعة، كان آخرها الجمعة، حين أسفرت غارتان على منزلين في قريتي أنصارية والبيسارية عن مقتل 9 أشخاص على الأقل.
أما في شرق لبنان، فقد نفذ الجيش الإسرائيلي غارة في بلدة العين بالبقاع الشمالي، تزامناً مع مرور قافلة مؤلفة من 3 شاحنات باتجاه بلدة رأس بعلبك، بعد أن تم إفراغ حمولة شاحنتين في مدينة بعلبك. وأعلن محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر، أن إحدى شاحنات المساعدات التي كانت متجهة نحو رأس بعلبك أصيبت بأضرار، نتيجة عصف الغارة في بلدة العين، ما أدى إلى إصابة سائق الشاحنة بجروح.
تقدم برّي بطيء
يأتي ذلك في ظل معركة برية تخوضها القوات الإسرائيلية، وتحرز فيها «تقدماً بطيئاً جداً»، حسبما أفادت مصادر أمنية، وتركزت المعارك في نقطتين أساسيتين؛ هما مركبا في القطاع الشرقي التي لم تشهد اشتباكات عنيفة في الأسبوعين الماضيين، وعيتا الشعب في القطاع الغربي التي تصاعدت فيها الهجمات يوم الأحد، مع محاولات إسرائيلية للتوغل فيها مساء.
وأعلن «الحزب» في مجموعة بيانات، عن استهداف «قوة للعدو حاولت التسلل إلى الأراضي اللبنانية من جهة بلدة مركبا» فجراً، فضلاً عن استهداف قوة مشاة إسرائيلية «حاولت التسلل إلى أطراف بلدة مركبا بقذائف المدفعية»، إضافة إلى قصف تجمع عسكري إسرائيلي شرق بلدة مركبا بِصلية صاروخية.
أما في عيتا الشعب، فتحدث الحزب عن «اشتباكات عنيفة في البلدة بِمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية وقذائف المدفعية»، وذلك بعد «استهداف ناقلة جند بِصاروخٍ موجه أثناء الاشتباكات»، واستهداف «محاولة قوة من جنود العدو التقدم باتجاه البلدة بقذائف المدفعية».
وأعلن الجيش الإسرائيلي، من جهته، أن طائرات سلاح الجو أغارت في منطقة النبطية على قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في وحدة «الرضوان» التابعة لـ«الحزب» محمد كامل نعيم، وقتلته.
إطلاق الصواريخ والمسيرات
في المقابل، واصل «الحزب» إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وأعلن أن وحداته الصاروخية استهدفت كرمئيل، وراموت نفتالي، بينما دوت صفارات الإنذار مساء في تل أبيب. وقال الجيش الإسرائيلي إن الإنذارات في وسط البلاد دوت «بعد إطلاق 3 صواريخ من لبنان ليتم اعتراض جميع التهديدات»، وقال إن «طائرات حربية هاجمت المنصة الصاروخية التي استخدمت لتنفيذ عملية الإطلاق».
وتوعد «الحزب» بتوسعة القصف إلى داخل العمق الإسرائيلي وتنفيذ عمليات أمنية، وقال في بيان، غداة استهداف قاعدة تدريب في بنيامينا بمسيرات «انفجرت في الغرف التي يوجد فيها العشرات من ضباط وجنود العدو الإسرائيلي، الذين يتحضرون للمشاركة في الاعتداء على لبنان، وبينهم ضباط كبار»، إنه بعد «اعتداءات إسرائيلية طالت الضاحية وبيروت واغتيال قادة عسكريين، كان قرار قيادة المقاومة الإسلامية هو تأديب هذا العدو، وإظهار بعض من كثير مما هي قادرة عليه في أي وقت تختاره، وأي مكان تريده، سرياً كان أو علنياً. فكان الهدف أحد معسكرات لواء النخبة (غولاني) في بنيامينا جنوب مدينة حيفا المحتلة، غير المعلوم لكثير من المستوطنين».
*****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية: الاجتياح التدميري يتوسّع.. وإسرائيل تتوعّد بالمزيد… الرئاسة تراوح مكانها.. وجهود وقف العدوان بلا جدوى
زنار من نار ودمار هائل يلفّ الجنوب والبقاع جرّاء ما بدا في الساعات الأخيرة انّه اجتياح جوي تُظهر إسرائيل من خلاله، فائض القوة التدميرية للقرى والبلدات والبنى المدنية. وفي الاستهدافات الإجرامية بطيرانها الحربي للنازحين في أماكن لجوئهم وإيقاع عدد كبير جداً من الشهداء والجرحى في صفوفهم وإبادة عائلات بأكملها كما حصل في بلدة أيطو – زغرتا امس، حيث استشهد نحو 20 مواطناً وأُصيب 4 بجروح. فيما الميدان البري يشهد مواجهات شديدة العنف على محاور القتال المحاذية لخط الحدود، يوازيها قصف صاروخي مكثف، وسّعه “الحزب” من استهداف مستوطنات الشمال ومواقع الجيش الاسرائيلي على الحدود، إلى المدن والمستوطنات والقواعد العسكرية في العمق الإسرائيلي، ولاسيما في حيفا وصولاً إلى ضواحي تل ابيب.
الميدان كما تؤشّر مجرياته، يتحرّك بتدرّج دراماتيكي متسارع نحو مرحلة أشدّ صعوبة وتعقيداً، مع التلويح الإسرائيلي بتصعيد كبير، وفق ما ذكرت هيئة البث الاسرائيلية “أنّ اسرائيل ابلغت واشنطن بأنّ الردّ على هجوم “الحزب” على قاعدة بنيامينا سيكون قوياً”، بالتزامن مع اعلان الحكومة الاسرائيلية عن “أنّ اسرائيل لن تتسامح مع الضربات الأخيرة في حيفا وهرتسيليا”.
كل ذلك ليس منفصلاً عن خطة تدميرية وتهجيرية ممنهجة تدفع من خلالها اسرائيل إلى فرض ما وصفه المستويان السياسي والأمني فيها، بـ”واقع جديد”، لا يقف فقط عند حدود إبعاد “الحزب” إلى شمال الليطاني، وتفريغ منطقة جنوبي نهر الأولي من السّكان. فيما المخاوف الدولية تتعاظم من الاستهداف الاسرائيلي المتعمّد لقوات “اليونيفيل”، واللعب المتعمّد بمصير هذه القوات، والترويج “أنّ هذه القوات عديمة الفائدة ولم توفّر الأمن للإسرائيليين”، على حدّ تعبير وزير الطاقة الاسرائيلي. وهو الأمر الذي أشعل عملية تنديد واسعة بالعدوان الاسرائيلي على حفظ السلام، ولا سيما من قبل الامم المتحدة والدول الممثلة في هذه القوات.
حراك بلا جدوى
في موازاة ذلك، يتواصل تحرّك ديبلوماسي على خطوط دولية متعدّدة الجنسيّات لبلوغ تسوية سياسية توقف العدوان الاسرائيلي، الّا انّ هذا التحرّك، وكما يقول مسؤول رفيع لـ”الجمهورية”، لا يبدو مجدياً حتى الآن، حيث تشوبه نقطة ضعف أساسية جعلته قاصراً عن إحراز أيّ تقدّم في اتجاه وقف اطلاق النار، وهي أنّ الاميركيين يقولون ولا يفعلون، وهذا ما يشجّع اسرائيل على الاستمرار في عدوانها.
وأوضح المسؤول عينه “أنّ الاميركيين يؤكّدون لنا في اتصالاتهم معنا انّهم لا يريدون أن تتوسّع الحرب، ويدفعون الى وقف فوري لإطلاق النار وبلوغ حل ديبلوماسي في القريب العاجل يؤمّن الهدوء والاستقرار في المنطقة يمكّن السكان النازحين من العودة الى منازلهم على جانبي الخط الازرق، وهذا ما قاله لنا وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، ولكنّهم حتّى الآن لم يُقرنوا ذلك بفعل جدّي ملموس على الارض يؤكّد حماستهم لما يسمّونه وقف الصراع وبلوغ حلّ، بل حتى الآن لا توجد اي مؤشرات في هذا الاتجاه”.
ورداً على سؤال، قال المسؤول عينه: “الفرنسيّون يتحرّكون بكلّ جدّية لوقف العدوان، وفي ذات المنحى يصبّ الموقف البريطاني، وكذلك موقف الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش، ودول عربيّة وأوروبيّة أخرى، ولكن كل هذه الحراكات تصطدم بعدم استجابة اسرائيل لها. ولنكن واضحين عندما يقرّر الاميركيون الضغط على إسرائيل وفرض الحلّ، لا يتأخّر هذا الحل”.
وحول ما تردّد عن جهود لبلورة حل ديبلوماسي على قاعدة ما سُمّي “1701 بلاس”، قال: لا “1701 بلاس” ولا “1701 ماينس”، موقفنا قلناه. متمسكون بالقرار 1701 بكلّ مندرجاته. واسرائيل كما تلاحظون هي التي تسعى الى نسف كلّي لهذا القرار، بل وضرب قوات “اليونيفيل” وإرغامها على إخلاء مواقعها، وهذا من شأنه أن يعمّق المأزق أكثر، ويؤكّد أنّ لدى اسرائيل خططاً خبيثة للمنطقة”.
يُشار في هذا السياق، إلى أنّ وزارة الخارجية الفرنسية اعلنت بالامس انّها ترفض مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسحب قوات “اليونيفيل” من مواقعها في لبنان”، وقال وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو انّه “لا يمكن ضمان أمن اسرائيل بالقوة فقط”، مشيراً الى انّه وجّه دعوات لنظرائه الاوروبيين للمشاركة في مؤتمر باريس لدعم لبنان”.
ويبدو انّ إسرائيل مصمّمة على موقفها من إبعاد “اليونيفيل”، وفق ما جاء على لسان المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية امس، حيث قال: “انّ رفض “اليونيفيل” إعادة الانتشار يشكّل خطراً عليهم وعلى الجيش الاسرائيلي”. اضاف: “ان “اليونيفيل” فشلت بشدة في القيام بدورها في حفظ السلام، وسمحت لـ”الحزب” بإعادة التسلح”.
شروط إسرائيلية
إلى ذلك، وفي موازاة انسداد الأفق الديبلوماسي، وفي موازاة اعلان المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية بأنّه “ليس لدى اسرائيل اي طموح متعلق بالاراضي اللبنانية”، كشف الاعلام الاسرائيلي عمّا سمّاها “الشروط التي في إمكان اسرائيل بموجبها التوصل الى اتفاق مع لبنان، والتي من شأنها ان تؤدي الى استقرار واقع أمني جديد”. وقالت “القناة 12” العبرية، انّ “هذه الشروط لا تهدف إلى نزع قدرات “الحزب” فقط، وانما الى إنشاء أنظمة تساعد في ضمان عدم تسلح “الحزب” مجدداً”.
اضافت القناة: “أحد هذه “الشروط” هو إنفاذ القرار 1701، الصادر عن مجلس الأمن الدولي وبما في ذلك نزع أسلحة الميليشيات في لبنان. وشرط آخر يطرحه الجيش الإسرائيلي يتعلق بمراقبة دولية وخصوصاً عند الحدود السورية – اللبنانية، في محاولة لمنع التسلح مجدداً ونقل أسلحة من إيران”.
واشارت القناة إلى “أنّ الجيش الاسرائيلي يطالب بسيطرة استخباراتية وسيطرة على إطلاق النار في لبنان كله، وخصوصاً على طول الحدود السورية – اللبنانية وقرى جنوب لبنان”. كما انّه يطرح شرطاً يتعلق بأن يكون بإمكانه شن توغلات بريّة في الأراضي اللبنانية، أو عمليات عسكرية محدودة في المستقبل أيضاً، أي حتى بعد انتهاء الحرب”.
وقالت “القناة 12”: “انّ الجيش الإسرائيلي يعتبر أنّ الاجتياح البري الحالي للبنان يهدف إلى اجتثاث قدرة “الحزب” على التوغل إلى شمال إسرائيل”. واشارت إلى أنّه “يتمّ توسيع الاجتياح”. وقالت: يوجد إدراك في الجيش الإسرائيلي أنّ الوقت محدود، ويعمل على منع أي محاولة من جانب “الحزب” لإنعاش قواته”.
غطرسة
اللافت في هذا السياق، ما اوردته صحيفة “هآرتس” العبرية أمس حول “انّ اسرائيل تعيش الغطرسة وتريد تغيير الشرق الاوسط. انّ هذه الغطرسة جعلتها تعيش انتصاراً وهميا سينتهي بالدموع والدم والانهيار حتماً”.
وسألت “الجمهورية” مرجعاً مسؤولاً حول هذه الشروط، فقال: “الله يرحم “17 أيار”، في اي حال، لسنا على علم بهذه الشروط، وبمعزل عمّا إذا كانت هذه الشروط جديّة أو تهويلية، فهي منعزلة عن الواقع تماماً، فقبل ان يطرحوا اي شروط، ليسحبوا دباباتهم المحترقة قبالة راس الناقورة، ويخبرونا شو عم ينعمل فيهن ع الحدود بمارون الراس وعيتا الشعب واللبونة و”بعدين بنحكي”. ثم أنّ هذه الشروط إنْ كانت جدّيّة، فمعنى ذلك أنّ الحرب طويلة، وليس أمامنا سوى خيار الاستمرار في المقاومة وتصعيدها لمنع العدو من فر ض أيّ شروط”.
ماذا عن الداخل؟
في موازاة ذلك، تتبدّى صورة داخلية مربكة بالكامل، النزوح الكثيف يضغط بثقل غير محمول على كل مفاصل الدولة والمؤسسات الاجتماعية، والصعوبة الكبرى في توفير المتطلبات الإغاثية لما يزيد عن مليون ونصف مليون نازح منتشرين في كل الأرجاء اللبنانية. وفي هذا الواقع المرعب، بدأ اللبنانيون يشعرون بأنّ لا مستقبل لهم، فالحرب تهدّد المصير والوجود، وكلّ يوم تستمر فيه بأهوالها وكوارثها، تزداد التعقيدات وتتعمّق المخاوف من المجهول الأخطر وتتفاقم وحالات اليأس.
بري يشكر “اليونيفيل”
واما على المقلب السياسي، فيتوزع على اولويتين، الاولى؛ متابعة مسار الإتصالات الديبلوماسية ومحاولة حشد الدعم الدولي الى جانب لبنان في جهوده لوقف العدوان، ودعم موقفه الثابت لجهة الالتزام الكلي بالقرار 1701 والاستعداد لنشر الجيش اللبناني على الحدود. وضمن هذا السياق، تندرج الاتصالات المكثفة التي يجريها رئيس المجلس النيابي نبيه بري على غير صعيد عربي ودولي. حيث تلقّى اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، جرى خلاله عرض لتطورات الاوضاع الراهنة لجهة اولوية الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي، وكانت الآراء متطابقة. وشكر بري لقطر أميراً وحكومة وشعباً الدعم والمؤازرة، لاسيما المساعدات الانسانية للنازحين .
كما اجرى بري اتصالاً بقائد قوات “اليونيفيل” الجنرال آرالدو لاثارو شكره فيه على موقفه العاقل والشجاع بثباتهم في مواقعهم وفقاً للمهام الموكلة اليهم، مؤكّداً له انّ هذه الوقفة تحفظ الحياة للقرار الأممي رقم 1701.
وهذا الموضوع كان مدار بحث بين بري والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين هينيس بلاسخارت، التي قالت بعد اللقاء: “لنكن واضحين أنّ القرار 1701 هو القرار المطلوب تنفيذه من الطرفين للوصول الى حل، وجميع المندرجات المتضمنة للقرار 1701 مهمّ تنفيذها، والوضع لا يحتمل عدم التنفيذ الكامل للقرار 1701 بكل بنوده”.
ميقاتي يلتقي عبدالله
وعلى خط موازٍ يتابع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي حركة اتصالاته المكثفة، والتي قادته بالأمس إلى الاردن حيث التقى الملك عبدالله الثاني، الذي اكّد امام رئيس الحكومة “وقوف الاردن المطلق الى جانب لبنان وشعبه الشقيق ودعم سيادته وامنه واستقراره”. وقال: “نبذل اقصى الجهود العربية والدولية لوقف الحرب الاسرائيلية على لبنان”.
مراوحة رئاسية
وأمّا الاولوية الثانية، فهي الملف الرئاسي الذي تؤكّد المجريات المرتبطة به انّه يراوح في النقطة ذاتها، بالتزامن مع حركة اتصالات خارجية، وتحديداً فرنسية وقطرية، قال أحد المعنيين المباشرين بها لـ”الجمهورية”، انّها تشدّ في اتجاه الحسم السريع لهذا الملف وانتخاب رئيس للجمهورية، وفق المعايير التي حدّدها لقاء عين التينة، ولكن لا جدوى منها حتى الآن”.
تشاؤم رئاسي
وخلاصة الصورة الرئاسية، يلخّصها مرجع سياسي بقوله لـ”الجمهورية”: “لم نخرج بعد من دائرة التشاؤم، ومردّ ذلك إلى السياسة المريضة في هذا البلد، وإلى مكونات لم تحرّكها المصيبة التي حلّت بالبلد، وما زالت رافضة أن تبلغ سن الرشد الوطني والاخلاقي والانساني الذي يحتّم عليها أن تكون صادقة مع نفسها ومع بلدها، ومغادرة انقساماتها العميقة على كلّ الملفات، والإلتقاء على كلمة سواء والاجتماع على ما يحقق مصلحة البلد في هذه الظروف، ولاسيما في ما خصّ الملف الرئاسي وغيره من ملفات الداخل. وأمّ الفضائح فتتبدّى في هذا الإنقسام المخزي على الحرب، الذي يساهم في توليد الاستفزازات والتوترات وتعميق الانقسامات”.
وكشف المرجع عينه “أنّ ثمّة اطرافاً، تبدو من خلال اصرارها على ذات الشروط التعطيلية لانتخاب رئيس للجمهورية، وكأنّها تراهن مع الأسف، على متغيّرات يمكن ان تفرضها الحرب القائمة، وتعتقد انّ تلك المتغيّرات ستمكّنها من فرض خياراتها الرئاسية على سائر اللبنانيين. وهذا الرهان ينطوي على مخاطر كبرى وتاريخنا في لبنان يشهد على كثير من الرهانات الخاطئة والخائبة”.
باسيل
وكان الملف الرئاسي محور اللقاء بين الرئيس بري ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في عين التينة، وشدّد باسيل على وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، وعلى التضامن الداخلي في مواجهة العدو الاسرائيلي.
وحول الملف الرئاسي قال: “انّ العمل جار للوصول لإسم توافقي لا يشكّل تحدّياً لأحد انما العكس يكون قادراً على جمع اللبنانيين، وهذا الموضوع ضروري ومن أجل إنجازه يجب أن نؤمّن 86 نائباً أي الثلثين لتأمين نصاب الجلسة وهذا شيء طبيعي في الدستور”.
وأضاف : “الموضوع ليس موضوع أن ننتخب الرئيس بـ 86، ولكن إن شاء الله يُنتخب بـ 128 صوتاً وهذا هو الهدف، الموضوع هو أن نؤمّن النصاب ونؤمّن أكبر إجماع ممكن على الرئيس. والأمر الآخر موضوع الوقت ليس الإستعجال إنما لقطع الطريق على البعض في الداخل والخارج الذين لا يريدون رئاسة الجمهورية، الإجتماع اليوم يؤسس لخطوات عملية بهذا الإتجاه”.
**********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
نتنياهو يدفع إسرائيل إلى الحرائق.. ويحاول التلاعب بخرائط المنطقة
الاحتلال يقر بمقتل 16 جندياً وإصابة 305.. والحزب يُدخل صواريخ البالستي بالعمليات
هددت اسرائيل بالردّ على الضربة العسكرية الكبيرة، والتي ألحقت اضراراً جسيمة بغولاني عبر المسيّرة التي انفجرت في قاعة طعام الجيش في ثكنة عسكرية «بنيامينا» العسكرية، في وقت لجأت فيه الى مضاعفة اعتداءاتها على المدن والقرى الجنوبية، من شمال الليطاني الى شمالي الاولي، في محاولة لتفاقم ازمة النازحين وتكبير حجم الضغط الانساني على حزب لله والدولة في لبنان، وتسكير منافذ الحلول الدبلوماسية، على قاعدة ان القتل والتهجير والافراط باستخدام القوة الجوية من شأنه ان يدفع لبنان الدولة والمقاومة الى الصراخ، وهي التي تسدّد الضربات القوية لدولة الاحتلال ومواقع وقواعد جيشها العسكرية.
وبدا للمراقبين ان بنيامين نتنياهو رئيس الكابنيت الحربي، ومعه وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الاركان هاليفي يدفع اسرائيل الى الانغماس بكل مدنها ومستعمراتها ومرافقها الى «الحرائق المتنقلة»، وأخذ لبنان الى التلاعب بمصيره، كذلك الحال بالنسبة الى دول المشرق العربي، من دول الشرق الاوسط..
هكذا تتخذ الحرب الدائرة منذ سنة واسبوع ابعادها البعيدة، بعيداً عن اهداف ابعاد حزب لله 5 كلم عن الشريط الحدودي، وتأمين عودة سكان المستعمرات الى مستعمراتهم، والحال نفسه بالنسبة لغزة، حيث سقطت أولوية اعادة الاسرى، ووقف قصف المستوطنات وغلاف غزة.
ومجرم الحرب المهووس نتنياهو، بعدما لجأ مليونا اسرائيلي الى الملاجئ وتعرضت ضواحي حيفا الى القصف بالصواريخ البالستية، والمر نفسه انسحب على بعض ضواحي تل ابيب، لا يبالي بما يجري على ارض دولة الاحتلال ومستوطناتها..
الوعيد
وأعلن نتنياهو خلال تفقد الثكنة العسكرية التي استهدفها حزب لله مساء الاحد، ان جيشه سيواصل ضرب حزب لله في كل المناطق بما فيها بيروت.
وابلغ وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن ان اسرائيل سترد بقوة على حزب لله بعد استهداف القاعدة العسكرية.
لقاء عبد لله – ميقاتي
وفي الاردن، التقى الرئيس نجيب ميقاتي ملك الاردن عبد لله الثاني، وتناول اللقاء العدوان الاسرائيلي والسبل الآيلة الى وقفه والتي ترك فيه ولي العهد الحسين بن عبدلله الثاني والتقى وزير الخارجية ايمن الصفدي وخلال الاجتماع اكد الملك عبدلله «وقوف الأردن المطلق إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق، ودعم سيادته وأمنه واستقراره».
وشدد «على استعداد المملكة لتقديم المساعدات للأشقاء اللبنانيين، للتخفيف من معاناتهم جراء الحرب الدائرة».
وقال «ان الأردن يبذل أقصى الجهود بالتنسيق مع الأشقاء العرب والدول الفاعلة لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان».
وحذر «من استمرار وتوسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية ستكون كلفتها كبيرة على الجميع».
بري – باسيل
وفي التحركات الداخلية لاحتواء التدهور في الوضع السياسي والانساني والاجتماعي، زار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة للبحث في الاستحقاق الرئاسي، ومعالجة ذيول النزوح الى المناطق الآمنة..
ووصفت اوساط باسيل الاجتماع «بالجيد جداً والعملي»، مشيرة الى امكانية كبيرة في التوصل الى نتائج ملموسة في المدى القصير..
وبعد الاجتماع قال باسيل ان البحث تناول تظهير الموقف اللبناني، حول نقاط ثمة اجماع حولها:
أولا: وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701.
ثانيا: التضامن الداخلي ليس فقط الإنساني، انما التضامن الداخلي في مواجهة العدو الاسرائيلي وإظهار وحدة وطنيه حول هذا الموضوع أو توافق كبير حوله.
والنقطة الثالثة: هي موضوع رئاسة الجمهورية التي يجب أن تترجم عمليا توافقا لبنانيا كبيرا لمواجهة الأوضاع من خلال الدولة وواجباتها في هذا الموضوع.
وختم: «العمل جار للوصول لإسم توافقي لا يشكل تحديا لأحد انما العكس يكون قادرا على جمع اللبنانيين، وهذا الموضوع ضروري ومن أجل إنجازه يجب ان نؤمن 86 نائبا أي الثلثين لتأمين نصاب الجلسة وهذا شيء طبيعي في الدستور»، وتامين اكبر اجماع ممكن، والإجتماع يؤسس لخطوات عملية في هذا الإتجاه».
وقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أنه على الرغم من الحراك القائم بشأن الملف الرئاسي، فإن المعطيات تؤشر إلى أن الأولوية هي لوقف إطلاق النار وبالتالي ما من تفاصيل جديدة حول التقدم في هذا الملف، ولا صحة للتفاهم على الرئيس التوافقي حتى الأن.
واعتبرت أن هناك سلسلة اتصالات تشق طريقها إنما لا يزال التفاهم على اسم المرشح لم يتبلور بعد مع الأشارة إلى أن هناك قناعة مؤكدة بأن الجهد الأساسي يقوم على وقف إطلاق النار للأنتقال في البحث بمواضيع واستحقاقات أخرى.
4 دول اوروبية: يجب توقف استهداف اليونيفيل
وتفاعلت قضية استهداف اسرائيل لوحدات الامم المتحدة العاملة في الجنوب، واكدت ايطاليا وبريطانيا وفرنسا والمانيا في بيان مشترك ان الهجمات الاسرائيلية على بعثة حفظ سلام التابعة للامم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) تتعارض مع القانون الدولي الانساني، ويجب ان تتوقف على الفور.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب دوريل: لا يرغب اي بلد بالاتحاد في الانسحاب من قوة اليونيفيل، وهناك دعم كامل لها وللاونروا.
بلاسخارت
واستقبل بري المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، التي قالت بعد اللقاء: «تحدثنا حول تطورات الاوضاع وآخر المستجدات في البلد كما تطرقنا ايضا الى الاحداث المؤسفة التي تؤثر على عدد كبير من اللبنانيين. وأكرر كما تعلمون أن الأمم المتحدة تعمل ما في وسعها من أجل خلق نافذة للمساعدة في حل المشكلة دبلوماسيا للوضع الراهن».
وأضافت:» لنكن واضحين أن القرار 1701 هو القرار المطلوب تنفيذه من الطرفين للوصول الى حل، وجميع المندرجات المتضمنة للقرار 1701 مهم تنفيذها. والوضع لا يحتمل عدم التنفيذ الكامل للقرار 1701 بكل بنوده».
وتابعت:» لذلك تحدثت اليوم مع دولة الرئيس عن كيفية القرار 1701 وآلية تطبيقه، لاننا حرصاء في المستقبل على الا يعيد التاريخ نفسه بما يخص القرار 1701».
وختمت بلاسخارت: ولكن اولا، نحن في حاجة الى وقف لاطلاق النار وكما تعلمون ان الحديث يكون صعبا خلال اطلاق النار. كما اشدد على أن الأمم المتحدة وخارج الامم المتحدة كلنا نعمل على تلبية الإحتياجات الانسانية».
الميدان
وميدانياً، واصلت القوة الصاروخية والقوة الجوية في المقاومة الإسلامية، استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات في عمق شمال فلسطين المحتلة، بتدرجٍ يتصاعد يومًا بعد يوم.
وقالت في بيان: دفاعًا عن لبنان وشعبه، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 2:33 من بعد ظهر الاثنين، مستعمرة كرمئيل بصلية صاروخية.
كما اقر جيش العدو الإسرائيلي عصراً أن هناك صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه تل أبيب. وكشف موقع «حدشوت بزمان: العبري انه «بشكل مؤكد أحد الصواريخ البالستية ضرب أحد الأماكن الحساسه في محيط تل أبيب».
وتحدثت مصادر عبرية عن إصابة مستوطن بجراح خطيرة، بعد سقوطه عن علو 4 أمتار بعد هلعه ومحاولته الوصول إلى الملجأ، عند تفعيل صافرات الإنذار في «بتاح تكفا» المقامة على أراضي قرية مبلس الفلسطينية.وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: أصيب شخص بجروح خطرة شرق تل أبيب أثناء فراره تزامنا مع الهجوم الصاروخي الأخير.
كما تم وقف حركة الملاحة في مطار بن غوريون، حيث قال إعلام العدو إن طائرة شركة «إل عال» كانت تستعد للهبوط بالمطار لكن تابعت التحليق حتى البحر الميت بسبب الصواريخ. و توقفت حركة المرور بأحد الطرق الرئيسية في تل أبيب.
كما قالت وسائل إعلام عبرية إن منظومة الدفاع الجوي فشلت في اعتراض أحد الصواريخ الذي سقط في «حولون».
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: إن أكثر من مليوني إسرائيلي هرعوا الى الملاجئ.
واكدت القناة 12 العبرية: سقوط عدد من الصواريخ في الكرمئيل وهناك مركبة مشتعلة. وهناك قلق في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن حزب لله سيرسل المزيد من الطائرات بدون طيار على ارتفاعات منخفضة وأثناء إطلاق الصواريخ على «إسرائيل».
كما اشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى انفجارات عنيفة في الكرمل جنوب حيفا.
واعلن حزب لله ان مقاتليه استهدفوا مساء امس مدينة صفد بصلية صاروخية كبيرة، بعد ساعات من استهداف ثكنة اللواء غولاني وغداة الهجوم على قاعدة عسكرية في حيفا.
ودوت صفارات الانذار في بلدات عدة في القطاع الشرقي للحدود مع لبنان.
وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي اقر بمقتل 16 جندياً، واصابة 305 آخرين منذ بدء العدوان البري على الجنوب.
مجزرة إيطو
واستهدفت الطائرات المعادية قرية إيطو الإهدنية شمال لبنان، واصابت النازحين الهاربين من الجنوب، وقتلت منهم ما لا يقل عن 22 شهيداً، وسقوط 8 جرحى، محدثة مجزرة رهيبة.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الديار
بعد كارثة غولاني… تل ابيب و194 مستوطنة في الملاجىء
لغز «الشبح» يحير اسرائيل… ونتانياهو يهدد بيروت و«اليونيفيل»
«ضوء اخضر» اميركي وتحذيرات من الهدوء الخادع في الضاحية – ابراهيم ناصرالدين
لا جديد دبلوماسيا ولا تقدم في اتجاه وقف العدوان على لبنان والكلمة للميدان. فالولايات المتحدة تدعم سرا وعلنا خطط رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو لاتمام المهمة بالقضاء على الحزب، ما استطاع الى ذلك سبيلا، وهي دعت رعاياها الى مغادرة لبنان فورا. ولا ضير ايضا من تأديب طهران بضربة عسكرية موجعة يتم الاعداد لها على «قدم وساق»، تساهم بها واشنطن تخطيطا وتنفيذا وتستقدم ضباطها وجنودها مع بطاريات «ثاد» لحماية كيان العدو من الصواريخ الايرانية وهو مؤشر على حجم التصعيد المرتقب.
وفي تطور لافت يعكس حجم الغليان في المنطقة، اعلنت طهران وقف الاتصالات غير المباشرة مع الولايات المتحدة الى اجل غير مسمى، فيما يدير الحزب بكفاءة عالية المواجهة البرية على الحدود ويرفع نسق صلياته الصاروخية كما ونوعا، وهو اجبر امس مليوني اسرائيلي النزول الى الملاجىء، بصليات صاروخية مكثفة غير مسبوقة، غير عابىء بتهديدات رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بالرد بعنف في «كل مكان» في لبنان على كارثة لواء غولاني، كما حوّل حيفا ومحيطها الى كريات شمونا، حسب توصيف الاعلام الاسرائيلي الذي تحدث عن موجة نزوح كبيرة من المدينة.
تهديدات «لليونيفل»
في هذا الوقت، تتخبط القيادة العسكرية والامنية في ايجاد اجابة شافية للمستوطنين حول اسباب الفشل بعدم اكتشاف المسيرة ومنعها من تمزيق الجنود داخل القاعدة العسكرية، وكعادتها لجات قوات الاحتلال للرد بالمجازر بحق المدنيين وكان اكثرها دموية غارة استهدفت منزلا يقطنه نازحون في بلدة ايطو في قضاء زغرتا حيث استشهد 22 مدنيا وجرح 4 آخرين في المقابل احترق جنود الاحتلال في 3 دبابات ميركافا دمرت في عيتا الشعب مساء امس. اما الاخطر فكان اتهام نتانياهو الحزب باستخدام مواقع قوات «اليونيفيل» لشن هجمات على اسرائيل، مجددا الطلب بانسحابها في المنطقة، وهو ما اعتبرته مصادر مطلعة مقدمة لتبرير اعتداءات مرتقبة على هذه القوات لاجبارها على الانسحاب من الجنوب.
الهدوء الخادع
في هذا الوقت، تحذر مصادر مطلعة من الهدوء الخادع في الضاحية الجنوبية وبيروت، ولفتت الى انه في غياب الاتصالات السياسية التي يمكن من خلالها ايجاد تفاهمات ضمنية لايجاد معادلات ميدانية موضوعية، فان تراجع الاستهداف الاسرائيلي يعود الى نية مبيتة لتوجيه ضربات كبيرة يجري التمهيد لها عبر اعادة جمع المعلومات الاستخباراتية بعدما استنفد «بنك الاهداف» الموضوع مسبقا، فالهدوء يسمح لتحرك اكثر فعالية للعملاء على الارض، وكذلك فان العدو يراهن ايضا على الاسترخاء الامني المفترض للطرف الآخر، لرصد اهداف جديدة لم تعد متوفرة الآن.
صليات صاروخية..
وفي هذا السياق، نسف الحزب عمليا بالامس كل النظريات التي تحدثت عن تلك التفاهمات الضمنية ووجه صليات صاروخية ردعية هي الاعنف منذ بداية العدوان الى نحو 194 مدينة في كيان العدو بما فيها تل ابيب حيث هرع نحو مليوني مستوطن الى الملاجىء، وقد علقت القناة 12 الاسرائيلية بالقول» من يعتقد ان الحزب سيوقف اطلاق النار فهو مخطىء جدا، فالحزب هو الجيش الاقوى على حدود «اسرائيل» ومن الاقوى في الشرق الاوسط».
تهديدات لبيروت
في هذا الوقت هرع كل من رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو، ووزير حربه يوآف غالانت، ورئيس الاركان هرتسي هاليفي الى القاعدة المنكوبة في حيفا حيث حاولوا رفع معنويات الضباط والجنود بعد كارثة استهدافهم بالمسيرة، واطلقوا تهديدات برد عنيف على لبنان، وقال نتانياهو» إننا ندفع ثمنًا مؤلمًا ولكن لدينا إنجازات هائلة وسنواصل تحقيقها» واضاف» سنواصل ضرب الحزب بلا رحمة في جميع أنحاء لبنان وفي بيروت أيضًا. وفي هذا السياق، ذكرت هيئة البث الاسرائيلية عن ما اسمته مصدر مطلع ان اسرائيل تعد لهجوم واسع في لبنان يشمل بيروت ردا على استهداف معسكر غولاني، ولفتت الى ان نتانياهو طلب الحصول على موافقته المسبقة على اي هجوم على بيروت.
2 مليون في الملاجىء
واعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ان اكثر من مليوني اسرائيلي هرعوا إلى الملاجئ، امس مع انطلاق صفارات الإنذار في وسط «إسرائيل»، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب.واشار موقع «واللا العبري» الى إن صفارات الإنذار دوت في أكثر من 194 بلدة ومدينة وموقع في إسرائيل. وبالتزامن، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية وقف حركة الملاحة في مطار بن غوريون. ونقلت القناة 12 العبرية أن طائرة «العال» كانت تستعد للهبوط في المطار تابعت التحليق حتى البحر الميت بسبب الصواريخ.
الورقة الرابحة
وفيما، يخوض جيش الاحتلال معارك كر وفر قاسية على الحدود، ويتكبد خلالها خسائر كبيرة، يلجأ الى الاستعراض بدل تحقيق انجازات حقيقية، ارتفعت الاصوات داخل اسرائيل تحذر من مغامرة مكلفة دون نتائج ذات قيمة. حيث بدأ التحول في اداء المقاومة يشير الى التكيف مع مناورات جيش الاحتلال وينجح المقاومون في ادارة النار والتحكم والسيطرة بمسرح العمليات العسكرية، فيما تمارس القيادتان العسكرية والسياسية الخداع والتضليل للجمهور الاسرائيلي تبيعهم وهما. ووفقا لموقع «الما» العسكري فان لدى الحزب ورقة رابحة هي المسيرات وسيستمر باستغلالها، وهو مستعد لحرب استنزاف كان يتجهز لها ويمتلك قدرات يمكن ان تتسبب باضرار كبيرة في الارواح والممتلكات. ونشر الاعلام الحربي في «الحزب» فاصل فيديو، بعنوان «قدراتنا بخير». وتضمن صورا للامين العام للحزب الراحل السيد نصر الله والسيد فؤاد شكر، وأظهر الفيديو الترسانة التي يملكها الحزب من مسيرات وصواريخ ومقاومون يجهزون عملية الاطلاق. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي امس إصابة 125 جنديا، غالبيتهم في لبنان، خلال الساعات الـ 24 الماضية، في حصيلة هي الأعلى خلال يوم واحد بعد 7 تشرين الأول 2023.
مجزرة ايطو
ميدانيا، وفيما استمرت الغارات على مختلف المناطق، ونفذ الحزب اكثر من 32 عملية عسكرية، شن الطيران الحربي غارة على شقة سكنية في بلدة أيطو- زغرتا، والمنزل المستهدف يعود لموريس علوان، وهو مقرب من القوات اللبنانية، ومستأجر من احمد فقيه من عيترون والمبنى يضم 4 شقق والمحصلة غير النهائية 22 شهيدا و4 جرحى. تجدر الإشارة إلى أن بلدة أيطو شهدت حركة نزوح كثيفة من الجنوب والبقاع، تعليقاً على الغارة الإسرائيليّة، وقال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إنّ «زغرتا جزء من الوطن الذي يتعرّض لحرب ابادة يقوم بها الاسرائيلي وبنيامين نتنياهو، وأضاف فرنجية أنّ «من يستثمر بموضوع النازحين ويقول إنّ هناك سلاحاً نقول له إنّ الارهاب ليس اطفالاً، ولا نساء والمقاومة ليست ارهاباً. وقال: نحن نعطي الأمان للاجئين الذين يتوجهون الى مناطقنا، فهؤلاء لبنانيون ومن يقتل اهلنا هو نتنياهو.
المسيرة الشبح
في هذا الوقت، لم تصل التحقيقات الاسرائيلية حول نجاح الطائرة المسيرة التي ضربت ثكنة لواء غولاني في حيفا الى نتائج حاسمة، وتم وصفها في وسائل الاعلام الاسرائيلية بالطائرة الشبح التي تعمل وفق نظام صواريخ كروز، وهي لم تتجاوز فقط أنظمة القبة الحديدية بل حتى رادارات المدمرات الغربية المتمركزة شرق البحر الأبيض المتوسط. ويبقى السؤال المثير كيف نجحت في تجاوز مختلف أنظمة الدفاع الجوي ونجحت في ضرب الهدف؟.
فشل اميركي – اسرائيلي
وكشفت التحقيقات العسكرية الإسرائيلية الاولية، رصد الطائرة المسيرة قرب نهاريا وتفعيل صفارات الإنذار لكنها فقدت أثرها لاحقا. وهذا يدل على فشل القبة الحديدية وكذلك فشل رادارات السفن الحربية الغربية وعلى رأسها الأمريكية المتمركزة بحريا قبالة شواطئ لبنان وفلسطين. ورغم أن الأساطيل الغربية لا تشارك في اعتراض صواريخ ومسيرات المقاومة عكس ما تفعله مع الإيرانية واليمنية، فهي على الأقل تعمل على رصدها وإخبار إسرائيل، حيث تتبادل غرف العمليات الغربية والإسرائيلية المعلومات مباشرة بهدف التنسيق لاعتراض الصواريخ والمسيرات.
اسلحة نوعية؟
ولعل المقلق في هذه العملية لإسرائيل هو أن هذه المسيرة ربما مقدمة لأسلحة نوعية قد يكون تم الشروع في استعمالها بشكل محدود وقد يتضاعف استعمالها خلال الأيام المقبلة، لا سيما وأن هجمات المقاومة بدأت تصبح نوعية في الصواريخ الموجهة لأهداف إسرائيلية أغلبها عسكرية والآن بالمسيرات.
ما اسباب الفشل؟
ويبدو أن رصد المسيرة ثم فقدان أثرها قد يكون سببه أنها مسيرة متطورة للغاية، تعتمد من جهة حمولة تفجيرية أكبر، وتتميز بالمناورة للإفلات من الرادار علاوة على سرعتها، وهذا يعني أنها تعتمد تقنية صاروخ كروز. وتكون هذه المسيرات أكثر فعالية في حالة استعمالها من طرف الحزب بدل إيران والحوثيين نظرا للمسافة القصيرة بين كيان الاحتلال ولبنان. ولم يتوصل الاسرائيليون الى نوع المسيرة، وتعددت التحليلات فهي قد تكون شاهد 136 أو أبابيل ،وقد تكون ايضا من نوع «صياد 107» وهي من إنتاج إيراني ينتجها الحزب أيضاً في لبنان.
ما هي «الصياد»؟
يمكن تخطيط مسار «صياد « بحيث تغير ارتفاعها واتجاهها في أحيان متواترة، فيصعب كشفها ومتابعتها. وتصل إلى مسافة مئة كيلومتر، وهي صغيرة وتصدر صدى رادارياً ضعيفاً جداً بخلاف مُسيرات كبيرة مصنوعة من المعدن. ويتاح الكشف بالحرارة التي تصدر عن المحرك، وحتى هذه صعبة على الكشف بوسائل بصرية.
التشويش الناجح
والخطير براي صحيفة «يديعوت احرنوت» نجاح الحزب في تشويش أجهزة الكشف لدى الجيش الإسرائيلي من خلال رشقة مختلطة من الصواريخ ومُسيرتين، أطلقت باتجاه الجليل الغربي. وواصلت المُسيرات طريقها إلى منطقة البحر أمام شواطئ الشمال، اعترضت القبة الحديدية إحداها. أطلق الجيش الاسرائيلي طائرات ومروحيات قتالية لاحقت المُسيرة المتبقية لكنها فقدتها فجأة. ويحقق الجيش الاسرائيلي الآن كيف حصل أن طائرات ومروحيات قتالية التقطت المُسيرة لكنها فقدتها فجأة؟!. فربما برمجت المسيرة مسبقاً لتنكسر بحدة اتجاه الأرض أو اتجاه مياه البحر وتواصل طيرانها على ارتفاع منخفض، مستغلة مسار الشاطئ، ثم التلال في الساحل للتملص من وسائل الاعتراض.
لا حل لمعضلة المسيرات
وفيما تعمل الصناعات الأمنية والجيش الإسرائيلي على ايجاد الحلول، الا ان المُسيرات المتفجرة الذكية التي ينتجها الإيرانيون مزودة بأجهزة توجيه بالقصور الذاتي، إضافة إلى التوجيه بالقمر الصناعي، ويمكنها مواصلة مسارها وضرب هدفها بدقة حتى مع وجود مشوشات «جي بي اس» من كل الأنواع تشوش عليها وتضللها، ولهذا لا حل حتى الان لمعضلة المسيرات.
لا وجود للضغط الاميركي
سياسي، كشفت صحيفة «هآرتس» أن الولايات المتحدة لا تضغط في الوقت الحالي على إسرائيل للإسراع في إنهاء المعركة في لبنان. فالإدارة الأمريكية، استنتجت الآن بأنه من الصعب إملاء خطوة مشابهة الآن. ويبدو أن واشنطن تلاحظ إمكانية هز المنظومة السياسية في لبنان بشكل يقلص مكانة للحزب الثابتة، التي حظي بها في العقد الأخير في قوة ذراعه العسكرية. واشارت الصحيفة الى ان كل ذلك يخدم حلم نتنياهو في الحرب الأبدية. فبعد شهر على هجوم البيجرات في لبنان، يبدو أن وسائل الإعلام في إسرائيل طبعت تماماً وضعاً فيه يتم استهداف أراضي اسرائيل يومياً بالصواريخ والقذائف والنيران، ولا أحد ينبس ببنت شفة أو يحتج. والحكومة تنوي أن يتعود الجمهور على إطلاق الصواريخ، الذي لم يعد أحد يتساءل متى سينتهي.؟َ!
ضوء «اخضر اميركي»
وكان المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر اكد ان إدارة الرئيس جو بايدن ترى من المناسب لإسرائيل ان تواصل هجماتها البرية على الحزب .واشار ميلر الى ان طبيعة كل الصراعات متغيرة وغير متوقعة . وبالتالي من المستحيل تحديد المدة التي تستغرقها إسرائيل لتحقيق هدفها المعلن المتمثل في تدمير البنية التحتية للحزب في جنوب لبنان .وقال «نرى من المناسب ان تقوم إسرائيل في هذه المرحلة بقتل «الإرهابيين» .
لا نزع لسلاح الحزب
وبعد ان استعرضت فشل رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في تحقيق اجماع داخلي ضد الحزب، لفتت صحيفة «هآرتس» الى صعوبة طرح مسالة نزع سلاح الحزب، وقالت انه» عندما طرح جعجع مجدداً المطالبة بتطبيق قرار 1559 وليس فقط قرار 1701، رد رئيس البرلمان نبيه بري وقال إن «القرار 1559 من الماضي»، أي لم تعد له صلة بالنقاشات الحالية. وبراي الصحيفة استند بري في أقواله إلى غياب الاتفاق الموجود في لبنان على مسألة تسليح الحزب. وفي الخلاصة «إذا تبلور مشروع قرار جديد فبالإمكان التوصل إلى إجماع في لبنان على أن على قوات الحزب الانسحاب إلى خط نهر الليطاني، لكن ليس حول نزع سلاح الحزب».
لا جديد في قطر
في هذا الوقت، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني جرى خلاله عرض لتطورات الاوضاع الراهنة لجهة اولوية الوقف الفوري لاطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي، ووفق اوساط سياسية مطلعة فان الاتصال لم يخلص الى وجود اي مبادرات ملموسة لوقف قريب للنار، الا ان الدوحة اعادت التاكيد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.
باسيل لا يريد عون
وفي هذا السياق، استقبل بري رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي قال بعد اللقاء: «أكدنا مع الرئيس بري العمل على اختيار إسم توافقي لرئاسة الجمهورية». مشيراً الى ان «الإجتماع لمحاولة تظهير موقف لبناني كبير حول العناوين الأساسية التي يوجد نوع من إجماع عليها واولها وقف اطلاق النار وتنفيذ الـ١٧٠١». ووفقا للمعلومات، لم يتبن باسيل اي مرشح ولكنه المح مجددا الى رفضه انتخاب قائد الجيش جوزاف عون.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
22 شهيداً في زغرتا وأكثر من 200 غارة.. وصواريخ المقاومة تدكّ تل أبيب وحيفا
الشرق – بعد العملية التي نفذتها «المقاومة الاسلامية» على معسكر تابع للواء «غولاني» في منطقة بنيامينا جنوب حيفا، وأدت الى سقوط عدد من القتلى والجرحى، تواصلت امس الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب والبقاع ووسع العدو دائرة مجازره الى الشمال.
فللمرة الأولى منذ بدء العدوان الاسرائيلي على لبنان، شن الطيران الحربي امس غارة على شقة سكنية في بلدة أيطو- زغرتا تضم حوالى ثلاثين نازحا من الجنوب معظمهم من النساء والاطفال والمسنين، من عيترون والمبنى يضم 4 شقق وبلغت المحصلة 22 شهيدا و4 اصابات بجروح وتواصل فرق الدفاع المدني والاسعاف البحث عن مفقودين تحت الردم، كما افيد عن العثور على اشلاء بشرية في الاراضي المحيطة بالمبنى.
وفي المستجدات الميدانية جنوبا، فقد قصفت المدفعية الاسرائيلية منزلا في بلدة دبل بالقرب من الكنيسة، اتبعته بغارة، وقد نجت عائلة مكونة من خمسة اشخاص، فيما اصيبت طفلة بجروح طفيفة، بالاضافة الى تضرر النوافذ الزجاجية وابواب الكنيسة. واشار كاهن الرعية في دبل الاب فادي فلفلة الى ان «البلدة نجت من كارثة جراء القصف والغارة، وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي، على منزل في حي المرج في بلدة انصار، فدمره. وافيد عن سقوط شهيدين وعدد من الاصابات،و شن الطيران سلسلة غارات استهدفت بلدات: ديردغيا، كونين، النفاخية، الشهابية. كما قصفت المدفعية بالقذائف الفوسفورية وقذائف الهاون اطراف الضهيرة واطراف بلدة مجدل زون،كذلك، شنّ الطيران الحربي الاسارائيلي غارتين على بلدة معروب، استهدفتا منزلين، أدت الى سقوط 4 اصابات، اثنان منها في حال الخطر، وتم نقل الاصابات الى مستشفيات صور. بالاضافة الى غارة استهدفت منزل في بيت ليف، وأخرى استهدفت بلدة النميرية في النبطية،وشنّ الطيران الحربي غارة على بلدتي سلعا والشهابية، ما أدى الى تدمير منازل دون وقوع اصابات، وغارتان على كوثرية السياد والزرارية كما طال القصف المدفعي بلدة عيتا الشعب، واستهدفت 3 غارات اسرائيلية أيضاً بلدة حانين ومحيط شبعا، طالت منازل في البلدة كما طال القصف المدفعي الإسرائيلي محيط كفرشوبا والحنية، وتعرضت أطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية لقصف مدفغي معاد، فيما سمعت اصوات القذائف الصاروخية والرشاشات المتوسطة الناتجة عن الاشتباكات الدائرة ما بين المقاومة والعدو الاسرائيلي على محور عيتا الشعب وبركة ريشة».
كما تعرضت أطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا لقصف مدفعي معاد، وقصف الجيش الاسرائيلي أطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب، وجبل اللبونة وجبل العلام. كما أطلق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق. وشنّ الطيران الحربي غارة على بلدة كفرفيلا في منطقة اقليم التفاح، وافيد عن سقوط شهداء، وتعرضت بلدة يحمر الشقيف قضاء النبطية، لعدوان جوي واسع حيث شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية سلسلة غارات جوية استهدفت الحي الشرقي للبلدة ودمرت 5 منازل فيه. كما تسببت غارة استهدفت محيط المدرسة الرسمية بقطع الطريق العام للبلدة.
من جهة أخرى، استمر تحليق الطيران الاستطلاعي والمسّير والحربي الاسرائيلي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل، وأتت الاعتداءات على الأراضي اللبنانية على الشكل التالي: غارات من الطيران الحربي: – وادي الكفور ـ تول، عيتا الشعب، كوثرية السياد، كفرتبنيت، برعشيت، – السلطانية، خربة سلم، كفردونين، حانين، رشاف، وادي العيون، قصف مدفعي، – كفر شوبا، شبعا (فسفوري) واتت اعتداءات العدو الإسرائيلي على قرى وبلدات القطاعين الأوسط والشرقي في جنوب لبنان (جنوب نهر الليطاني) على الشكل التالي: غارتان من الطيران الحربي على بلدة برعشيت، – غارة من الطيران الحربي على بلدة الشهابية، غارة من الطيران الحربي على بلدة القليلة، غارتن من الطيران الحربي على بلدة معروب، غارة من الطيران الحربي على وادي الحجير /السلوقي، غارة من من الطيران الحربي بين بلدتي دبعال وجويا، غارة من الطيران الحربي بين بلدتي محرونة ودبر نطارد، غارة من الطيران الحربي على بلدة مزرعة مشرف،- 3 غارات من الطيران الحربي في الفلوات بين بلدات مزرعة مشرف، البياض، قانا. دردغيا، عين، بورضاي، يحمر الشقيف، كونين، النفاخية، الشهابية، شبعا، كفركلا، الخيام، البازورية، ياطر، ايطو -زغرتا، حانين، دير قانون راس العين، مجدل سلم، كفردونين، قصف مدفعي وفوسفوري طال: شبعا، العديسة، كفرشوبا، السدانة، الخيام، كفركلا.، بقاعا، شن الطيران سلسلة غارات متزامنة على قرى قضاء بعلبك، مستهدفا بلدة دورس بغارتين، الأولى على مبنى قرب دوار بلدة دورس لجهة غربي الطريق، والثانية على المرتفعات خلف ثانوية البشائر لجهة بلدة عين بورضاي، كما قصف الطيران المعادي البلدات التالية: السفري، سرعين، وبريتال، وأغار الطيران المعادي على خراج بلدة بوداي وعلى أطراف مزارع بيت مشيك غرب بعلبك، ونفذ الطيران الإسرائيلي غارة في بلدة العين في البقاع الشمالي، استهدفت محلات لبيع ألواح الطاقة الشمسية، تزامنا مع مرور قافلة مؤلفة من ثلاث شاحنات باتجاه بلدة رأس بعلبك، بعد أن تم إفراغ حمولة شاحنتين في مدينة بعلبك.
في المقابل، أعلنت المقاومة الاسلامية في سلسلة بيانات: أطلقت المقاومة الإسلامية صلية صاروخية نوعية على مركز التأهيل والصيانة (7200) جنوبي حيفا، إن المقاومة الإسلامية ستبقى حاضرة وجاهزة للدفاع عن بلدنا وشعبنا الأبي والمظلوم ولن تتوانى عن القيام بواجبها في ردع العدو والله على كل شيء قدير». واعلن ان «مجاهدينا افشلوا محاولة قوة من جنود العدوالتقدم باتجاه بلدة عيتا الشعب». واعلن «اننا استهدفنا تجمعاً لجنود العدو جنوبي مارون الراس بِقذائف المدفعية». واطلقت «صلية صاروخية نوعية على قاعدة «ستيلا ماريس» البحرية شمال غرب حيفا». وأطلقت المقاومة صلية صاروخية نوعية على ثكنة بيت ليد شرق نتانيا». واستهدف مستعمرة كريات شمونة بِصلية صاروخية. واعلنت «اننا استهدفنا قوة إسرائيلية كانت تحاول التسلل إلى بلدة مركبا جنوبي لبنان بالمدفعية». واعلن ان الاشتباكات تستمر عنيفة في بلدة عيتا الشعب بِمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والصاروخية وقذائف المدفعية. واستهدف الحزب «تجمعين لقوات العدوفي مستعمرة راموت نفتالي بصلية صاروخية ورويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة بقذائف المدفعية».
كما استهدفت تجمعا لِقوات العدو الإسرائيلي شرق بلدة مركبا بِـ»صلية صاروخية»، كما أعلنت عن استهداف تجمع لِقوات العدو الإسرائيلي في اللبونة بصلية صاروخية، وتجمعاً لِقوات العدو الإسرائيلي في خلة وردة بِصلية صاروخية لمرتين متتاليتين. واستهدف أيضاً تحركات لِقوات العدو الإسرائيلي في منطقة اللبونة بِصلية صاروخية، وأضاف بأنه «أثناء محاولة تسلل قوة مشاة للعدو إلى الأراضي اللبنانية من جهة بلدة مركبا إستهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 03:15 من فجر اليوم بقذائف المدفعية»، واستهدفت «المقاومة» ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصلية صاروخية وأصابوها إصابة مباشرة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :