من الحذف الى الححب الخفي... العدو يحكم الخناق على مواقع التواصل...كيف تتحايل على المكارثية الرقمية وخوارزمياتها

من الحذف الى الححب الخفي... العدو يحكم الخناق على مواقع التواصل...كيف تتحايل على المكارثية الرقمية وخوارزمياتها

 

Telegram

 



مع توسّع العدوان الاسرائيلي على لبنان، ازدادت الرقابة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تارةً عبر سحب المحتوى المناصر للقضية الفلسطينية، وطوراً عبر أساليب ملتوية، وتحديداً من خلال ما يُعرف بـ «الحجب الخفيّ»

منذ بداية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الاول (أكتوبر) 2023، كشّر عمالقة التواصل الاجتماعي عن أنيابهم، وانغمسوا في الحرب التي اعتبرتها إسرائيل «وجودية» ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وراحت منصات السوشال ميديا تتنافس في ما بينها على خنق المحتوى الذي يسلّط الضوء على المجازر الإسرائيلية أو يدعم الفلسطينيين، بطرق رسمية وغير رسمية.

ومع توسّع العدوان على لبنان في الأسابيع الأخيرة، ازدادت شراسة عمالقة التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، في التماهي مع العدو واستخدام شمّاعة «الارهاب» و«معاداة السامية» بهدف حجب المحتوى المناصر لفلسطين، تارةً عبر التحذير وسحبه، وطوراً عبر أساليب ملتوية، وتحديداً من خلال ما يُعرف بـ «الحجب الخفيّ».  

وعلى الرغم من محاولات شركات التواصل الاجتماعي الكبرى، على رأسها ميتا المالكة لفايسبوك وإنستغرام وواتساب وثريدز، دسّ السّم في العسل وسط جهل غالبية المستخدمين، إلا أنّ التعتيم القسري للمحتوى الداعم لفلسطين، تجلّى إبّان اغتيال اسماعيل هنية في طهران. إذ دأبت ميتا على سحب الصور التي نعت القائد الفلسطيني، حتّى تلك التي نشرها قادة عالميون أمثال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم. أمرٌ لم يمرّ مرور الكرام، بل شهد ردود فعل عكسية من بلدان عدّة، بدءاً من ماليزيا ورئيس وزرائها، وصولاً إلى تركيا، التي تعتبر خامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد مستخدمي انستغرام (57 مليون مستخدم). وبعد الحجب الرسمي للتطبيق في هذه الدول، اضطرّت ميتا للتراجع خطوةً إلى الوراء، وإعادة نشر المحتوى المحذوف مع تقديم اعتذارات رسميّة، بالإضافة إلى إصدار تحديثات على منصاتها بشأن تخفيف القيود على كلمات معيّنة، وأبرزها كلمة «شهيد».

✒️انكسار الشركة العلنيّ أمام الضغط الرسمي، لم يوقفها هي وأخواتها، عن المضي قدماً في خنق المحتوى المناصر للقضية الفلسطينية والمعادي للصهيونية بدعوى «ترويجه للإرهاب ومعاداة الساميّة». 


واعتمد الثلاثي ــ ميتا وإكس وتيك توك الذي يسيطر على وسائل التواصل المعاصرة ــــ على وسائل وطرق من تحت الحزام لفرض الرقابة على جميع الأصوات التي تفضح للرأي العام العالمي، حقيقة ما يحدث في القطاع خلال الفترة الماضية، وما يجري في لبنان مع توسّع العدوان خلال الأسابيع الأخيرة.  

وتلجأ وسائل التواصل الاجتماعي إلى ما يُعرف بالحجب الخفي (Shadow banning)، ما يعني حجب المحتوى الخاص على منصات التواصل الاجتماعي من دون إعلام المستخدم. يؤدي ذلك إلى انخفاض التعليقات والإعجابات والمشاركة الإجمالية على المنشورات. لا تعترف منصات التواصل الاجتماعي رسمياً بهذا النوع من الحظر، لكنها استراتيجية تستخدمها للسيطرة على المحتوى «السيّء» ومنعه من الوصول إلى الرأي العام العالمي، عبر خوارزمية المنصات وبطريقة «هادئة» لا تلفت الانتباه.  

(1/2)

تشرح الخبيرة في الأمن السيبراني تالا الزين لنا عن هذا النوع من التعتيم الإعلامي الذي تلجأ إليه الشركات الكبيرة ضد مستخدميها لمنع وصول فكرة معيّنة. تقول إنّ هذه الشركات بدأت بتطبيق الحجب الخفي، بالتزامن مع العدوان على غزة، على معظم المنشورات في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، التي تذكر كلمة «إسرائيل» أو «غزة» أو «فلسطين»، فيما أُضيفت حاليّاً إلى القائمة كلمة «لبنان».

وتلفت الخبيرة اللبنانية إلى أنّ الشركات تبعث في بعض الأحيان، رسالة إلى المستخدمين تشرح لهم فيها كيف أنّ المحتوى المحجوب يخالف الـ Community guidelines، أي الإرشادات الاجتماعية، لكنّها تعليمات مطّاطة لا تحدّد الفارق بين المحتوى المقبول، وذلك الذي تعتبره مؤذياً.
 
أمّا في حال إخفاء الشركات حجبها الخفي عن المستخدم، فالطريقة الأنسب لمعرفة ذلك، وفقاً للخبيرة، هي عبر التفات الشخص إلى مستوى الـ Reach، وما إذا انخفض وصول المحتوى عن مستوياته العادية.

 

تشغيل خاصّية التنبيهات يسمح بوصول المحتوى حتّى في حال وجود حظر غير معلن على الحساب
 


وحول إمكانيّة التهرب من الحجب الخفيّ، تقول صاحبة حساب cybernest على إنستغرام إنّ على المستخدم استبدال الكلمات الممنوعة والالتفاف على الخوارزمية، مثل استعمال كلمة «العدو» بدل عبارة «إسرائيل»، وتفادي صور ومظاهر معيّنة قد تجذب انتباه الخوارزمية. كما أنّ المستخدم، يستطيع الطلب من متابعيه تشغيل خاصية التنبيهات (Notifications) عند نشر المحتوى، ممّا يسمح بوصوله حتّى في حال وجود حظر غير معلن على الحساب.
 
وفي سياق الحجب الخفي وتأثيره على الرأي العام، فقد نشر الأستاذان في جامعة «ييل» الأميركية توحيد زمان وين شاو تشين، دراسة جديدة قبل بضعة أشهر، تشرح كيف يمكن للحجب الخفي أن يغيّر الرأي العام بصمت على الإنترنت. وتفصّل الدراسة كيف يمكن لمنصات التواصل الاجتماعي أن تغيّر مواقف المستخدمين أو تزيد من الاستقطاب العام من خلال كتم أو تضخيم المنشورات بشكل انتقائي بطرق تبدو محايدة للمراقب الخارجي. وعلى الرّغم من أنّها ركّزت على مخاطر تطبيق «تيك توك» الصّيني على المجتمع الأميركي، إلا أنّها تنطبق بشكل مشابه على تطبيقات «ميتا»، وتحديداً فايسبوك وانستغرام، وتطبيق إكس المملوك من الملياردير اليميني إيلون ماسك. وجميع هذه الشركات تتماهى مع العدو في حربه الحالية، لكنّ بإمكان المستخدمين التحايل على سياساتها لاستغلال المنصّات الواسعة والمفتوحة على الرأي العام العالمي، من أجل إظهار حقيقة ما يجري في ظلّ العدوان المستمرّ.

(2/2)

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram