افتتاحية صحيفة الأخبار:
وقائع من يوميات جبهة الإسناد | قيود غير مسبوقة: كيف تتصرف المقاومة وكيف يتكيّف العدو؟
أخبار الجنوب عادية. لا شيء مختلفٌ عن السائد. عمليات كلاسيكية. إسرائيل تقصف وتنفّذ غارات، وحزب الله ينفّذ عمليات إطلاق قذائف وصواريخ على المواقع، وتنقضّ مُسيّراته الانتحارية على نقاط غير مرئية. لكن، من الواضح أن الأضرار كبيرة على جانبي الحدود. وتشير الحقائق إلى أن الخسائر البشرية في الجانب اللبناني أكبر بكثير منها في جانب العدو.خلاصة يقدّمها مراسلون صحافيون يعملون في المنطقة الحدودية، وما يمكن سماعه من سياسيين مؤيدين أو معارضين لجبهة الإسناد. وقد يكون ممكناً لبعض الخبراء العسكريين إضافة ملاحظات مهنية على مجريات الميدان.
لكنّ السؤال الذي لا جواب عليه عند كل هؤلاء هو: أي حرب تحصل اليوم على الجبهة اللبنانية مع فلسطين المحتلة؟
ما لا يلاحظه جميع المراسلين في المنطقة، ولا تهتم لأمره غالبية السياسيين، ويصعب على الخبراء العسكريين تقبّله بسهولة، هو أن الحرب على جبهتنا تحوّلت، مع الوقت، إلى مختبر غير مسبوق للجانبين، لجهة التعامل الإلزامي، وغير المخطّط له، مع مجريات ميدانية تفرض تكتيكات مبتكرة، كما تفرض شكلاً مختلفاً من الأسلحة وطريقة استخدامها. وما يصعب المهمة، هي قواعد الاشتباك التي تفرض قيوداً كبيرة جداً على استخدام القوة النارية في المعارك. وهو أمر يربك جيش الاحتلال الذي يفرط في استخدام ما لديه من قوة في غزة، بينما يجد نفسه مضطراً للتقيّد كثيراً مع لبنان. كما يفرض على المقاومة اللجوء إلى أسلحة استُخدم ما هو أكثر فعالية منها في حرب تموز 2006، علماً أنها راكمت قوة هائلة قياساً بحركات المقاومة.
الأمر لا يبدأ من هنا. بل من أكثر الأمور حساسية في الحروب، وهي حركة القوات. ما يحصل على الأرض يفرض واقعاً مختلفاً، إذ إن حزب الله الذي يشكّل مقاتلوه أساس قوته، هم بغالبيتهم من أبناء القرى الجنوبية، سواء تلك المنخرطة في المواجهة أو البعيدة عنها. لكنهم غير قادرين على التصرف بحرية، إذ تفرض عليهم قواعد الاشتباك عدم الاقتراب من خطط ومنشآت وأسلحة مخصّصة لمواجهة من نوع مختلف. وهذا ما يدفعهم إلى العمل تحت ضغط كبير، سواء لناحية التحشيد والتبديل عند الثغر القتالية، مروراً بعمليات الإمداد الأساسية المتعلقة بالعمل الميداني أو الحياتي، بالإضافة إلى وسائط التواصل بين المجموعات نفسها أو بينها وبين غرف العمليات. ويحصل في كثير من الأحيان أن يجد المقاومون أنفسهم في حالة اضطرار للعودة إلى أساليب سبق أن جرّبوها خلال المواجهات مع العدو قبل التحرير في عام 2000، لتحقيق ما هو مطلوب من أهداف.
وإذا كانت الحروب تعني، بالنسبة إلى المقاتلين، أنها ساحة يرتفع فيها خطر الاستشهاد، فإن الحرب القائمة الآن ترفع كثيراً من احتمالية تعرّض المقاتلين للإصابة المباشرة. وقد دلّت التحقيقات الميدانية في حوادث سقوط مقاومين على أن طبيعة المواجهة نفسها، وقرار التقيّد بقواعد الاشتباك، رفعا من نسبة المخاطرة، وتالياً من نسبة الخسائر البشرية، شهداء أو جرحى.
وإذا كانت المقاومة لا تتخذ مقرات رسمية لها، وليست عندها في الحرب آليات واضحة المعالم للتحرك ونقل العتاد، فإن حجم الجبهة، وعدد مواقع العدو التي تقع ضمن الأهداف، وآلية إصابتها، تفرض إجراءات لم تكن واردة في أي وقت سابق. فكيف الحال، والمقاومة تواجه معركة تقنية توازي بقوتها وتأثيرها المعركة النارية المباشرة. وقد أمكن لفرق المقاومة، بعد 11 شهراً، أن تتعلم الكثير عن كيفية استخدام العدو للتكنولوجيا الحديثة في الحرب، ليس على مستوى الرصد العادي فقط، بل على مستوى العمل التجسّسي التقني الذي يتيح للعدو في أحيان كثيرة، تحديد مصادر الخطر أو مصادر النيران، وحيث تكون القوات في حالة جهوزية فورية للتعامل مع هذه المخاطر، ما ينعكس ضربات قاسية تصيب المقاومين في أكثر من مكان.
يتعامل الطرفان على أساس أن الحرب قد تطول. وهذا يعني أن العمل الوقائي صار جهداً مركزياً بحدّ ذاته، وهو ما فرض على المقاومة إجراءات جديدة على صعيد حركة القوات وتحديد الأهداف واتخاذ القرار بالعمل، وبالتالي اختيار السلاح المناسب، وقبل كل ذلك الاستعداد مسبقاً لرد العدو على هذا العمل. وفي هذه الحالة، يلاحظ المقاومون حجم الجهد الهائل الذي يبذله العدو لفرض سيطرة تقنية شاملة، سيّما أنه بعد أكثر من شهرين من العمليات المكثّفة والمتواصلة التي ضربت منظومة التجسس التقني على طول الحافة مع لبنان، اضطر العدو للبحث عن بدائل، تفرض على جنود العدو القيام بعمليات تمويه كبيرة للوصول إلى نقطة معينة تسمح بوضع كاميرا مراقبة، أو جهاز رادار للأفراد، أو نصب منصة استشعار للمُسيّرات، أو البحث عن منافذ لزرع مراصد تمكّن جيش الاحتلال من مراقبة المسالك البرية التي تنتشر على طول الجبهة. ومن يسمع يومياً عن قيام العدو بغارة هنا، أو عن نشاط لمحلّقة هناك، أو عن حركة المُسيّرات فوق هذه المنطقة أو تلك، عليه أن يعرف أن خلف هذا العمل سلسلة من الأهداف العملانية التي يحتاج إليها جيش الاحتلال، ليتمكن من التعامل مع الجهات المقابلة له. وهي عملية مضنية، ومكلفة جداً للعدو، لكنها ضرورية وإلزامية في المواجهة القائمة، وهي جعلت قوات الاحتلال تكتسب خبرة كبيرة في «العمليات غير النظامية» التي يُفترض أن حركات المقاومة هي من يقوم بها فقط. فيما تجد المقاومة نفسها أمام مهمة يومية، وأحياناً، تضطر إلى العمل فوراً، لإعادة ضرب كل ما يزرعه العدو، من أجل تحقيق رؤية واستشعار أفضل. والصعوبة تظهر من خلال قواعد الاشتباك نفسها التي تمنع المقاومة من المبادرة إلى القيام بأعمال في العمق، ما يعني اضطرارها في أحيان كثيرة إلى انتظار انتقال فعل العدو أو أغراضه إلى ساحة المواجهة كي يتم التعامل معها، ولو أن هناك أموراً كثيرة حصلت خارج الحسابات المفترضة.
وإزاء القدرات الهائلة للعدو، على صعيد المراقبة التقنية، أو قدرة الطيران الحربي أو المُسيّر على تنفيذ عمليات قاسية خلال وقت قصير، فإن المقاومة تعرف أن الكلفة على صعيد الخسائر البشرية في صفوفها ستكون مرتفعة، وهو ثمن صار واضحاً لدى قيادة المقاومة، بعد أسابيع فقط على اندلاع المواجهات. لكن القرار باستمرار عمل جبهة الإسناد، وفرض قواعد اشتباك على العدو، يجعل المخاطر عالية، وليس في يد المشرفين على العمل سوى ابتكار إجراءات وآليات تحمي العمل وتحدّ من الأكلاف.
ماذا عن العدو؟
حالة قوات الاحتلال يشرحها نقاش يجري بين الضباط والجنود الذين خدموا في قطاع غزة، ونُقلوا إلى الجبهة مع لبنان. وهؤلاء يشرحون بصورة جيدة طبيعة المعركة غير المسبوقة التي اضطروا إلى العمل وفق ضوابطها، حيث يعرفون أن الهامش الإضافي المتاح لهم، بخلاف المقاومة، هو حجم القوة النارية. لكن، لننظر قليلاً في واقع جيش الاحتلال الذي كان ينقل عشرات الألوف من جنوده وآلياته بحرية تامة. فيما يضطر اليوم، قبل أي خطوة، إلى إخلاء المستعمرات من السكان، ليس خشية تسلل قوة «الرضوان» فقط، بل لأن طبيعة المعركة تفرض عليه نمطاً يحتاج فيه إلى أن يكون حراً في حركته داخل هذه المستوطنات. وكونه يعرف جيداً أن المقاومة تراقبه وتحصي أنفاسه، فلن يكون قادراً على المغامرة بسقوط خسائر كبيرة في أي منشأة مدنية، أو بين أهلها، في حال تواجدهم خلال المعارك.
لم يكن أي جندي في جيش الاحتلال يتصور أنه لن يكون بمقدوره التحرك عبر دبابة أو مركبة عسكرية على طول الجبهة مع لبنان، فكيف الحال وقد باتوا مجبرين، قبل الوصول إلى النقاط الحدودية بمسافات كبيرة، على اتخاذ إجراءات من نوع مختلف، إذ لم يعودوا أحراراً في التحرك أو التواصل أو استخدام الإنترنت. وعليهم الاستعداد للمكوث لوقت طويل في نقطة مع حاجات قليلة. وعملية التبديل لم تعد متاحة في أي وقت. وعلى القوات التكيف مع فكرة البقاء لأيام طويلة في حالة تنقّل دائم، بين نقطة وأخرى. وهي حركة لا تحصل داخل الثكنات، بل في حرج أو واد أو مكان كثيف الأشجار. ويُصدم الجنود بأنه يمنع عليهم استخدام الثكنات العسكرية، وهم يشاهدون مباشرة كيف أن أي مركبة تتحرك تصاب فوراً بصواريخ موجّهة تدمّرها بصورة فعلية. كما تعرّف هؤلاء إلى صواريخ من فصيلة «الكاتيوشا» بات بمقدورها الوصول بدقة عالية نسبياً إلى المواقع العسكرية. وباتوا يعرفون أن عمليات التمويه تفرض عليهم التخفي بعيداً عن أعين مُسيّرات حزب الله التي تصوّرهم، قبل أن تُرسل مُسيّرة انقضاضية لضربهم متى توفّرت فرصة العمل. وعندما يصل الجنود إلى موقع أو ثكنة حدودية، يتجهون فوراً نحو الغرف المحصّنة، ولا يغادرونها إلا عند التبديل، واختفت ساعات الاستجمام على ساتر أو في دشمة ظاهرة للعيان.
وكل ما على الجندي القيام به هو الصلاة لأن تبقى الكاميرات تعمل حتى تصله صورة ما يجري خارجاً وهو في حصنه تحت الأرض، وعندما تصاب هذه الكاميرات، يبدأ الصراخ، وتضج أجهزة المناداة، التي تطلب من إدارة المُسيّرات مدّهم بالمعلومات بطرق مختلفة. وفوق كل ذلك، على جندي العدو أن يكون مستعداً لتحمل ضغط بعض الصواريخ التي تفقد الإنسان توازنه، مثل صاروخ «البركان»، الذي يتمتع بفعالية توازي بالضبط فعالية غارة طائرة حربية. وعندما يسقط الصاروخ، يتحدث الجنود عن هزة أرضية كبيرة. وحتى عندما ينجح الجنود في التسلل إلى منزل مدني، فإن أي حركة ترصدها المقاومة، تعني أنه بات عليهم انتظار وصول الصواريخ الموجّهة، ولجنود العدو خبرة في التمييز بين نوعية القذائف التي تحملها الصواريخ الموجّهة، وقد اختبروا الصنف المخصص للآليات، أو الخاص بالتحصينات الخرسانية، أو تلك المخصصة للأفراد. وما زاد في إرباك القوات العاملة على الأرض، هو أن المقاومة أدخلت سلاح «الماس» الذي يتيح للمقاومين تجاوز العقبات الطبيعية من تلال وهضاب أو حتى العوائق القائمة على شكل سواتر أو جدران. هذا عدا اليأس الذي أصاب القوات الناشطة على الأرض، نتيجة قدرة المحلّقات على الوصول إلى المواقع وتدمير الأجهزة الموضوعة خصيصاً للتعرّف إليها.
لكنّ الأمر لا يقف عند هذا الحد. فجيش العدو معروف بالعلاقة القوية التي تربط الجنود بقادتهم العسكريين. لكنّ هؤلاء يختبرون واقعاً مختلفاً. فزيارة قائد المنطقة أو رئيس الأركان أو ضابط الاستخبارات الأرفع أو وزير الحرب أو رئيس للحكومة صارت حدثاً أمنياً خالصاً، إذ يُمنع على أحد معرفة أي تفصيل يخصها. ولا يُنشر الخبر إلا بعد عودة هؤلاء إلى مكاتبهم، ولم يعد هناك مجال لاصطحاب الصحافيين، بل يُكتفى بإعلام الجيش، ويضطر إلى عمليات تمويه لإخفاء الوجوه والأسماء والكثير من العلامات في الأمكنة. وأول درس تعلّمه قادة العدو، هو أنه لا يمكن عقد اجتماع في مقر معروف، ولم يعد من حاجة إلى دعوة كل المتواجدين في المكان للسلام على الشخصية الآتية من بعيد، كما لم يعد مسموحاً لكل من يرغب بتفقد الشمال أن يحظى بهذه الزيارة. ويتصرف جنود العدو على أنهم تحت رقابة لصيقة طوال الوقت. ويظهرون الخشية بصورة أكبر، ويُصدمون بتصرف من بقي من المستوطنين في منازلهم، حيث يبادر هؤلاء إلى منع الجنود من الاقتراب من منازلهم، ويصرخون في وجوههم: اسمعوا، لقد اتصل بنا حزب الله، وحذّرنا من فتح منازلنا لكم، ومتى فعلتم ذلك، فالصواريخ ستسقط علينا؟
هذه القناعة موجودة عند الجنود والضباط الذين لم يسبق لهم أن اضطروا إلى إعداد دراسة طويلة جداً، وفحص مع عدد غير قليل من الجهات، قبل استخدام شركة تساعد في إعادة ترميم عَمود إرسال أو إنارة خاصة. وهو ما جعل المشهد في المستوطنات الشمالية، كأنها مناطق مهجورة منذ عشرات السنين، حيث الدمار قائم دون إزالة الركام، وحيث المعامل تُخرب وتتعطل ويغزوها العفن والجرذان، وحيث اليباس يسيطر على المشهد الذي لطالما كان علامة لتمييز الحدود عن لبنان. لكن ما هو أخطر بالنسبة إلى جنود العدو، أو إلى من بقي من المستوطنين، هو اضطرارهم للتعايش القسري مع حالة التأهب الدائمة. فصافرات الإنذار هي رفيق دائم للإزعاج، كما هي حال أصوات المُسيّرات فوق جنوب لبنان. والهروب فجأة إلى الغرف المحصّنة أو الملاجئ صار تمريناً يومياً لمن لا يريد المغادرة إلى مكان بعيد. وقد استقبلت مستشفيات العدو مئات المستوطنين الذين أصيبوا نتيجة تعثرهم خلال الهرب نحو المخابئ بالإضافة إلى التوترات النفسية التي تجعل الجنود يتصرفون عند تسريحهم مثل فتية يحتفلون بتخرّجهم من المدرسة، فتراهم ينتظرون عبور نحو 15 كيلومتراً قبل أن يصرخوا مهلّلين لأنهم خرجوا من الجحيم سالمين.
على حدود فلسطين، ثمة معركة من نوع مختلف، وثمة دروس عسكرية وأمنية واستخباراتية ونفسية وإنسانية ستُدرّس في أي مؤسسة معنية بتطوير قدرات المقاتلين أو الجيوش. وهي شديدة القساوة بسبب الشروط الكبيرة التي تفرضها المقاومة على العدو، ولذلك، نجد بين المقاومين عندنا من يقول: متى يا ربّ تحين لحظة فك القيود؟
********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
حكومة نتنياهو تواجه غضب «إسرائيل»: 300 ألف في تل أبيب نحو إضراب مفتوح
المقاومة تفاجئ الاحتلال بالعمليات النوعية في الضفة الغربية… وتعد بالاستشهادية
بري في ذكرى تغييب الإمام الصدر: إذا سقطت غزة سقطت الأمة… ووقع التقسيم
في مناخ تراكم الفشل على الفشل في سياسات حكومة بنيامين نتنياهو، انفجر الشارع في الكيان بوجه الحكومة، بحيث يمكن القول منذ اليوم إن «غضب إسرائيل» يواجه نتنياهو هذه المرّة، ذلك أن الإضراب العام الذي أعلنه اتحاد العمال «الهستدروت» وأيّدته مئات النقابات والهيئات الأهلية والبلديات، قابل للتحوّل الى إضراب مفتوح وهو خطوة نحوه ما لم يؤتِ ثماره بقبول الحكومة إنجاح مسار التفاوض والتوصل الى صفقة تعيد الأسرى من غزة قبل أن يعودوا جثثاً، كما عاد ستة من الأسرى من غزة، وفشلت رواية الحكومة والجيش في إقناع الرأي العام في الكيان أنّهم قتلوا من قبل حركة حماس، التي قالت إنهم قتلوا نتيجة القصف الإسرائيلي الذي يستهدف القطاع بلا توقف وبلا رحمة، ويستخدم أشدّ الأسلحة فتكاً وتسبباً بالدمار.
كان واضحاً أن المشهد يدخل منعطفاً كبيراً مع تزامن عودة جثث الأسرى الى الكيان مع الفشل في منازلة الردع مع حزب الله، بعد استهداف المقاومة اللبنانية مقر الوحدة 8200، وبعد العمليات التصاعدية التي بدأت في الضفة الغربية رداً على الحرب التي أعلنتها حكومة نتنياهو وجيش الاحتلال على الضفة الغربية، وتبلورت صورة مشروع الحرب كعمل مكلف لكن بلا أفق، وشعرت القيادات النقابية والسياسية أن الكيان ذاهب للانهيار ما لم يمسك أحد بيد نتنياهو ويأخذه رغماً عنه الى الاتفاق في غزة، ولم يكن غير الشارع قادراً على فعل ذلك، فخرج ثلاثمئة ألف من هذا الشارع يدعون لصفقة تُخرج الأسرى وتنهي الحرب فوراً.
في الضفة الغربية معارك ضارية يخوضها المقاومون في مدينة جنين، وخصوصاً في مخيمها، حيث سقط قتلى وجرحى لجيش الاحتلال، لكن المفاجأة التي أصابت الكيان كله بالذهول كانت عملية ترقوميا شمال الخليل حيث قتلت المقاومة ثلاثة جنود كانوا في سيارة وتلقوا إحدى عشرة رصاصة من سيارة، قال جيش الاحتلال إن مقاوماً كان يقودها بينما تولى المقاوم الآخر فتح النار وقتل الثلاثة.
قوى المقاومة في الضفة الغربية قالت إنها أعادت ترتيب صفوفها بما يتناسب مع فرضية طول أمد المواجهات لأسابيع وشهور، احتمال اتساع رقعة المواجهات لتشمل مدناً ومخيمات جديدة، ودخول المستوطنين على الخط بالاعتداء على مدن ومخيمات الضفة الغربية بصورة تستنفر الفلسطينيين لتوسيع المشاركة في المواجهة.
لبنانياً، وجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة الى اللبنانيين والعرب بمناسبة ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر، قال فيها إن سقوط غزة هو سقوط للأمة، وفتح الطريق أمام مشاريع التقسيم.
وجدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في كلمته بمناسبة الذكرى 46 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر التأكيد على «التزامنا ببنود ومندرجات القرار الأمميّ رقم 1701 وتطبيقه حرفياً، وللإشارة هنا أن كلّ الموفدين الدوليّين والأمميّين ومنذ اللحظات الأولى لصدور هذا القرار، يشهدون أن منطقة عمل قوات الطوارئ الدوليّة منذ عام 2006 وحتى السادس من تشرين الأول 2023 كانت المنطقة الأكثر استقراراً في الشرق الأوسط».
ولفت الرئيس بري إلى أن «الطرف الوحيد المطلوب إلزامه بهذا القرار هو «إسرائيل» التي سجلت رقماً قياسياً بانتهاك كل القرارات الأممية ذات الصلة بالصراع العربي الاسرائيلي ومن بينها القرار 1701 الذي خرقته «إسرائيل» براً وبحراً وجواً بأكثر من 30 الف مرة».
ودعا بري «الحكومة لا سيما الوزارات المختصة الى وجوب مغادرة مساحة الاستعراضات الإعلامية باتجاه إعداد الخطط والبرامج الطارئة والحضور اليومي في مراكز الإيواء، وتأمين أبسط المستلزمات التي تحفظ للنازحين كرامتهم وعيشهم الكريم. إن الذي يحصل في الجنوب أبداً ليس حوادث كما يحلو للبعض ويدعو هذا البعض أيضاً الحكومة الى التبرؤ مما يحصل، إن ما يتعرّض له لبنان من بوابة الجنوب هو عدوان إسرائيلي مكتمل الأركان، وما يقوم به رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفريقه الحكومي هو واجب الوجوب وبمنتهى الصراحة والوضوح ولبعض الواهمين والمراهنين على متغيّرات يمكن ان تفرض نفسها تحت وطأة العدوان الإسرائيلي نقول لهؤلاء: اتقوا الله».
وفي الملف الرئاسي، أكّد بري بـ»اسم الثنائي الوطني حركة امل وحزب الله أن هذا الاستحقاق هو استحقاق دستوري داخلي لا علاقة له بالوقائع المتصلة بالعدوان الإسرائيلي سواء في غزة أو في الجنوب اللبناني، بل العكس كّنا أول من دعا في جلسة تجديد المطبخ التشريعي وأمام رؤساء اللجان إلى وجوب أن تبادر كافة الجهات السياسية والبرلمانية الى التقاط اللحظة الراهنة التي تمر بها المنطقة من أجل المسارعة الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأقصى سرعة ممكنة تحت سقف الدستور وبالتشاور بين الجميع دون إملاء أو وضع فيتو على أحد».
وقال: «اليوم نعود ونؤكد على ما طرحناه في 31 آب من العام الماضي في مثل هذا اليوم ، هو لا زال دعوة مفتوحة للحوار أو التشاور، لأيام معدودة تليها دورات متتالية بنصاب دستوري دون إفقاده من أي جانب كان. تعالوا غداً إلى التشاور تحت سقف البرلمان، وصولاً الى رئيس وطني جامع يستحقه لبنان واللبنانيون في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه».
ولفتت أوساط سياسية في الثنائي حركة امل وحزب الله لـ «البناء» إلى أن الرئيس بري أعاد إحياء مبادرته الحوارية كأحد الحلول العملية المطروحة والوحيدة للخروج من الأزمة الرئاسية ووضع الكرة في ملعب أطراف المعارضة التي تتخذ من الدستور ذريعة لقطع الطريق على مبادرة بري وعرقلة انتخاب الرئيس لا سيما أن بعض هذه المعارضة تراهن على معطيات خارجية تتعلق بحرب غزة والمشاريع الإسرائيلية والحشود الأميركية في المنطقة لقلب موازين القوى في المنطقة، وبالتالي في لبنان. وتشير الأوساط الى ان الرئيس بري مستمر بطرحه الحواري وسيقرّر موعد الدعوة الى جلسة انتخاب الرئيس التي تعتبر في صلب صلاحياته الدستورية.
وكان بري استقبل اليوم في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة السفير السعودي وليد بخاري، وكان بحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة العربية السعودية.
وفي إطار ذلك علمت «البناء» أن اللجنة الخماسية الدولية من أجل لبنان ستستأنف اتصالاتها ولقاءاتها على الخط الرئاسي بعد عودة عدد من أعضائها من إجازاتهم الصيفية بموازاة لقاءات بين الفرنسيين والسعوديين في الرياض.
ميدانياً، واصل العدو عدوانه على لبنان اذ أعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة العامّة التّابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أنّ «الغارة الإسرائيليّة المعادية الّتي استهدفت بلدة بيت ياحون، أدّت إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح».
في المقابل، استهدف مجاهدو المقاومة التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة ما أدّى إلى تدميرها.
وردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، وخصوصًا بلدة رميش، استهدف مجاهدو المقاومة دورية للجيش الصهيوني قرب حاجز «كفريوفال» بالأسلحة المناسبة وحققوا إصابات مؤكدة فيها.
كذلك استهدفوا انتشارًا لجنود العدو في محيط موقع المرج بالأسلحة الصاروخية.
وفي وقت لاحق استهدف المجاهدون التجهيزات التجسسية في موقع حدب يارون بِمحلقة هجومية انقضاضية أصابتها بشكلٍ مباشر مما أدى إلى تدميرها. كما استهدفوا موقعي جل العلام وراميا بقذائف المدفعية وأصابوا الموقعين إصابةً مباشرة.
واستهدف مجاهدو المقاومة أيضًا موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة.
وردّ مجاهدو المقاومة مرة أخرى على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، فاستهدفوا مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة.
كما استهدفت المقاومة الإسلامية في إطار ردها على الاعتداءات الصهيونية مباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرة «شتولا» بالأسلحة الصاروخية وأصابوها إصابة مباشرة.
ومساء امس قصف مجاهدو المقاومة تموضعًا لِكتيبة الاستخبارات 8200 التابع لِفرقة الجليل في ثكنة ميتات بِصليات صاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة.
*********************************************
افتتاحية صحيفة النهار
خريطة “متجرّئة” لمعراب ومراوحة للحوار الرئاسي
مع أن معظم الأوساط السياسية الداخلية نظرت إلى مجريات الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، التي تميّزت بـ”العودة” إلى ملفات الداخل وفي مقدمها مسائل الأزمة الرئاسية ومسار المواجهات الحربية في #جنوب لبنان بما يشكل إعادة إحياء للحيوية السياسية حتى ضمن محطات ومنبريات سجالية، فإن الواقع عكس أهمية ودلالات بارزة لهذه العودة لا يمكن القفز فوقها بتسرّع وخلفيات جامدة.
ذلك أن نفض الغبار عن أزمة الفراغ الرئاسي ولو تمترس الفريقان العريضان، الثنائي الشيعي بلسان رئيس مجلس النواب نبيه بري والمعارضة المسيحية والمستقلة بلسان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، اللذين شكلا قطبي العودة إلى المشهد السياسي الداخلي في محطتي اليومين الأخيرين، بدا بمثابة إعادة ترسيم للواقع السياسي المأزوم برمته بما يؤهل هذا المشهد أقله مبدئياً ونظرياً لتلقي جرعات أو محاولات جديدة من التحركات أو الوساطات الداخلية والخارجية لإيجاد مخارج للأزمة السياسية التي باتت أشدّ تعقيداً وصعوبة بعد “حرب المشاغلة” في الجنوب.
وتمثل ذلك في مواكبة المناخ الداخلي العائد إلى الأزمة الرئاسية بمعطيات تتحدث عن عودة تحريك التنسيق السعودي الفرنسي حول الوضع في لبنان واحتمال عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان عقب زيارة له للرياض سيقابل فيها الفريق السعودي المكلف بالملف اللبناني. كما ثمة مؤشرات حيال تحرك محتمل جديد للمجموعة الخماسية متى تجمعت عوامل كافية تشجعها على ذلك.
وفي أي حال، فإن الكلمة التي القاها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مساء أمس في المهرجان الحاشد الذي أقيم في #معراب لإحياء “ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية” انطوت على عناصر جديدة وغير تقليدية رأى فيها مراقبون تجرّؤاً استثنائياً من هذا الفريق المسيحي الأساسي لجهة اعلان جعجع خريطة طريق تتجاوز موقفه التقليدي الثابت من الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً لجهة دعوته المفاجئة الى حوار وطني مفتوح في بعبدا عقب انتخاب رئيس للجمهورية وفق الدستور للبحث في تعديل الدستور والقضايا المصيرية المتصلة بعنوان “أي لبنان نريد؟”. كما انسحب الأمر نفسه على تأييده صيغة جديدة تشمل كل شيء إلا حدود لبنان ووحدته.
بري والحوار
افتتاح إعادة ترسيم المشهد المأزوم داخلياً، بدأ مع الكلمة التي وجّهها الرئيس بري في مناسبة #ذكرى اختفاء الإمام #موسى الصدر التي تناول من ضمنها ملف الإستحقاق الرئاسي، مؤكداً “بإسم الثنائي الوطني، حركة امل و”الحزب” أن هذا الاستحقاق هو إستحقاق دستوري داخلي لا علاقة له بالوقائع المتصلة بالعدوان الإسرائيلي، سواء في غزة أو في الجنوب اللبناني، بل العكس كّنا أول من دعا في جلسة تجديد المطبخ التشريعي وأمام رؤساء اللجان إلى وجوب أن تبادر كل الأطراف السياسية والبرلمانية إلى التقاط اللحظة الراهنة التي تمر بها المنطقة من أجل المسارعة إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي بأقصى سرعة ممكنة تحت سقف الدستور وبالتشاور بين الجميع من دون إملاء أو وضع فيتو على أحد”.
وقال: “اليوم نعود ونؤكد ما طرحناه في 31 آب (أغسطس) من العام الماضي في مثل هذا اليوم، هو لا يزال دعوة مفتوحة للحوار أو التشاور، لأيام معدودة تليها دورات متتالية بنصاب دستوري دون إفقاده من أي طرف. تعالوا غداً إلى التشاور تحت سقف البرلمان، وصولاً الى رئيس وطني جامع يستحقه لبنان واللبنانيون في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه”.
وسارع نواب القوى المعارضة إلى الرد على دعوة بري وأعلنوا “حرصهم على التشاور مع جميع الكتل والنواب الزملاء تحت قبة البرلمان للوصول إلى إنهاء الشغور الرئاسي تحت سقف الدستور والمؤسسات، كما جاء في كلمة رئيس المجلس النيابي والذي دعا فيها إلى التشاور في المجلس، وبناء عليه، نؤكد كنواب قوى المعارضة ضرورة حضورنا إلى المجلس لعقد جلسة عامة مفتوحة طال انتظارها لانتخاب رئيس للجمهورية ينطلق من بعد دورتها الأولى التشاور الذي تحدث عنه رئيس المجلس يليه دورات متتالية بنصاب دستوري دون إفقاده من أي طرف”.
جعجع وخريطة الطريق
وأما خطاب جعجع، فأبرز ما تضمنه اعتباره أن “محور الممانعة يزجّ بلبنان في حربٍ عبثيّة لا أفق لها. وهي حرب يرفضها اللبنانيون وفرضت عليهم فرضاً، ولا تمتّ إلى قضاياهم ومصالحهم بصلة ولا تخدم إلا مشاريع ومخططاتٍ خارجيّة”، مشيراً إلى أن “هذه الحرب التي انخرط فيها “الحزب” يجب أن تتوقّف قبل أن تتحوّل إلى حرب كبيرة لا تبقي ولا تذر”.
وسأل: “كيف يسمح “الحزب” لنفسه بأخذ اللبنانيين إلى حيث لا يريدون وإلى حيث يريد هو فقط وبما يخدم مشروعه وارتباطاته. من أجاز لـ”الحزب” وأعطاه التفويض لأنْ يصادر قرار اللبنانيين وحريّتهمْ ويحتكر قرار الحرب والسلم، وكأنّ لا دولة ولا حكومة ولا سلطة ولا مؤسساتٍ ولا شركاء له في البلد، ولا شعب حتى”. وأعلن أنه “إذا كان البعض يريد تعديل الدستور فلا مانع لدينا. فلننتخبْ رئيساً للجمهورية أولاً، وتبعاً للدستور، وبعدها نحن جاهزون، لا بل ندعو، إلى طاولة حوار وطنيّة فعليّة في قصر بعبدا حيث نطرح كلّ شؤوننا وشجوننا الوطنيّة، يتركّز النّقاش فيها على عنوانٍ أوحد: أيّ لبنان نريد؟ ونتّفق على أنّنا لن نخرج من هذا الحوار كما خرجنا من كل الحوارات السابقة، فيما البلد يواصل انهياره، ومؤسساته تتآكل، وشعبه يموت ويهاجر”.
واعتبر أنّ “انتخاب رئيس الجمهورية يجبْ ألّا يكون موضع مساومةٍ بلْ يجبْ أنْ يبقى مستنداً إلى قواعد دستوريةٍ واضحة لا لبْس فيها ولا تخضع لأيّ اجتهاد. وعلى الرئيس نبيه بري أنْ يدعو وكما نصّ الدستور إلى جلسة انتخابٍ مفتوحةٍ بدوراتٍ متتاليةٍ حتى التوصّل إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. ولْيفزْ منْ يفزْ ويلْقى التهنئة والمباركة من الجميع بدلاً منْ أنْ نظلّ في دوّامة التعطيل والدعوات العقيمة إلى حوارٍ، جرى ويجري كلّ يومٍ ومنْ دون أنْ يؤدّي إلى أيّ نتيجة… الطريق إلى قصر بعبدا لا تمرّ في حارة حريك، والدخول إلى قصر بعبدا لا يكون من بوابة عين التينة ووفْق شروطها وحوارها المفتعل. الطريق إلى قصر بعبدا تمرّ فقطْ في ساحة النّجمة ومنْ خلال صندوق الاقتراع”.
باسيل في البقاع
في مقابل الاستقطاب الثنائي بين المعارضة والثنائي الشيعي، سارع رئيس “#التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل الى محاولة إيجاد فسحة تمايز لتياره على طريقة “ضربة على الحافر وضربة على المسمار” بإزاء كل من الفريقين. وبعد ساعات من منعه من دخول بلدات في البقاع الأوسط ضمن جولته الأخيرة، قال باسيل خلال عشاء لهيئة التيار في زحلة أن “ما حصل معنا بزحلة يزيدنا اصراراً على أننا لن نسمح بأن يقفل علينا الطريق أو يمنعنا من التحدث مع الآخر وفي المقابل سنفتح عقولنا وقلوبنا لكل الناس”.
وفي الملف الرئاسي، اعتبر أنه “يجب أن نسعى لتأمين الإجماع على التوافق الرئاسي ويجب ألا نسمح لمن لديه دون الثلث أن يمنع الحوار وانتخاب رئيس”. وأضاف: “في المقابل هناك من راهن على التطورات لانتخاب رئيس وأن يفرض علينا رئيس، وهذا الأمر يدفعنا أن نؤيد الدعوة إلى الحوار التي وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري، والمهم أن نيتنا ألا نغيّب احداً عن عملية التشاور والتوافق.
ولكن إذا لم نؤمن الإجماع هذا لا يسمح لأحد دون الثلث أن يعطل عملية الانتخاب لأنه يراهن على دخول إسرائيل، ونحن معنيون بالتأكيد على أن انتخاب الرئيس هو مفتاح الحل للأزمات في لبنان”. وشدّد في المقابل على أن “انتظار حرب غزة لانتخاب رئيس هو جريمة للبنان، والداخل اللبناني يدرك أهمية انتخاب الرئيس في الذهاب إلى المفاوضات”.
الجنوب
أما على الجبهة الميدانية، فأكد أمس وزير الدفاع الإسرائيلي #يوآف غالانت من الحدود الشمالية مع لبنان، أن “الثمن الذي ندفعه لن يذهب سدى وسنواصل ضرب “الحزب” حتى نعيد سكان الشمال”.
وخيّم الهدوء الحذر على الجبهة الجنوبية قبل الظهر، فيما أفيد عن تحليق مكثف للطيران الاسرائيلي فوق منطقة حاصبيا ومزارع شبعا وصولاً حتى أجواء البقاع منفذاً غارات وهمية فوق المنطقة. وأفيد عن القاء مسيّرة إسرائيلية قنابل للمرة الرابعة أمس بالقرب من الجدار الحدودي في بلدة كفركلا. كما شنت مسيّرة غارة استهدفت بلدة عيتا الشعب. وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بلدة عيتا الشعب أدت إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح.
وتعرضت آلية للجيش اللبناني لرشقات نارية من موقع زرعيت الإسرائيلي على طريق مروحين خلال تنقلها على طول الحدود الجنوبية لتزويد مراكز الجيش بالمواد التموينية.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سقوط إصابتين بحالة خطيرة جراء عملية إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه مستوطنة يوفال في الجليل الأعلى.
وأعلن “الحزب” أنه رداً على الاعتداء على بلدة رميش استهدف دورية للجيش الإسرائيلي قرب حاجز كفريوفال وحقق إصابات مؤكدة. ومساء شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بيت ليف أدت الى وقوع إصابتين كما أغار على بلدتي بيت طاحون والعديسة.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
تحريك خماسي خجول للاستحقاق الرئاسي.. يواكبه تصعيد داخلي
لا يتوقع ان يشهد الوضع الداخلي اي تحركات ملموسة على مستوى الاستحقاقات الكبرى ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي رغم حصول بعض التحركات الخجولة التي لا تلغي حقيقة ان المواقف منها ما تزال متباعدة، وتنذر بحصول احتدام جديد بمجرد حصول اي هدوء على جبهتي غزة والجنوب، علما ان الانطباع الذي بدا يتكون هو ان لا شيء عمليا متوقعا قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، فيما تدل المؤشرات الى التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة ما زال متعذرا
الملف الرئاسي
رئاسيا وتتمة للمعلومات التي نشرتها “الجمهورية” السبت الماضي كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية” ان الرياض ستشهد يوم الخميس المقبل لقاء بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والمستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء للشؤون الخارجية المكلف ملف لبنان الدكتور نزار العلولا في حضور السفير السعودي في بيروت الدكتور وليد البخاري الذي غادر السبت الى العاصمة السعودية بعد مجموعة لقاءات سياسية وديبلوماسية عقدها في الآونة الاخيرة.
وقالت هذه المصادر ان لقاء الرياض المرتقب تقرر بمبادرة فرنسية نقلها السفير الفرنسي في بيروت هيرفي ماغرو منتصف الأسبوع الماضي متحدثا عن مجموعة من الأفكار الخاصة بالتحضيرات الجارية لعقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية والفصل في هذا الملف عما يجري في المنطقة وليكون لبنان حاضرا بكل مؤسساته الدستورية متى حان البحث في كثير من المحطات السياسية المهمة. واشارت الى ان لودريان يرغب في مناقشة هذه الافكار مع نظرائه المهتمين بالملف اللبناني وتحديدا ممن يشكلون الخماسية العربية ـ الدولية من أجل لبنان وكذلك يرغب بزيارة الدوحة بعد الرياض وربما زار القاهرة في وقت لاحق وان انتهى الى الحد الادنى مما يريده سيزور بيروت.
تحضيرات البخاري
وكان البخاري قد كثف من اتصالاته ولقاءاته الأسبوع الماضي وكان أبرزها لقاءه الاربعاء الماضي مع الرئيس أمين الجميل في بكفيا والذي كشفت عنه السفارة السعزودية بتغريدة على منصة “أكس” قالت فيها انه “وخلال اللقاء تم تبادل الأحاديث الودية، إضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالاضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الإهتمام المشترك”.
ثم زار البخاري الرئيس ميشال سليمان في مكتبه في اليرزة وكشف الاخير مضمونها اللقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقال: “اندفاعة جديدة في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية ووقف الخوض في متاهات السياسة الدولية ونزاعات المحاور وجعل لبنان ورقة في مهب لعبة الأمم. مع الأخذ في الاعتبار ان خريطة الطريق تبدأ بانتخاب رئيسٍ للدولة ولا تنتهي بإشرافه المباشر على تطبيق جدي للقرار ١٧٠١ لان مشوار اعادة حضور الدولة ومؤسساتها والتعافي الاقتصادي طويل .. طويل”.
الحارة وعين التينة
واعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في كلمة له في القداس السنوي لشهداء ” القوات” في معراب أمس أنّ “انتخاب رئيس الجمهورية يجبْ ألّا يكون موضع مساومةٍ أو تلاعب بلْ يجبْ أنْ يبقى مستنداً الى قواعد دستوريةٍ واضحة لا لبْس فيها ولا تخضع لأيّ اجتهاد. وعلى الرئيس نبيه بري أنْ يدعو وكما نصّ الدستور إلى جلسة انتخابٍ مفتوحةٍ بدوراتٍ متتاليةٍ حتى التوصّل إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. ولْيفزْ منْ يفزْ ويلْقى التهنئة والمباركة من الجميع بدلاً منْ أنْ نظلّ في دوّامة التعطيل والدعوات العقيمة إلى حوارٍ، جرى ويجري كلّ يومٍ ومنْ دون أنْ يؤدّي إلى أيّ نتيجة. على الرئيس بري أنْ يفكّر ويتصرّف من موقعه الدستوريّ المسؤول كرئيسٍ لمجلس النواب وليس منْ موقعه السياسيّ كطرفٍ وحليفٍ لحزبٍ لديه حساباتٌ ابعد منْ رئاسة الجمهوريّة وأبْعد منْ لبنان حتّى”. وأوضح أننا “لنْ نقبل وتحت ايّ ظرفٍ من الظروف بأنْ يفْرض فريقٌ لبنانيٌّ موقفه ومرشّحه على كلّ الآخرين، وأنْ يضع يده على رئاسة الجمهوريّة وأنْ يمْعن في التّعطيل والتزوير” وقال: “ألطريق إلى قصر بعبدا لا تمرّ في حارة حريك، والدخول إلى قصر بعبدا لا يكون من بوابة عين التينة ووفْق شروطها وحوارها المفْتعلْ. الطريق الى قصر بعبدا تمرّ فقطْ في ساحة النّجمة ومنْ خلال صندوق الاقتراع”.
حركة ديبلوماسية
من جهة ثانية وفي الوقت الذي انتهى فيه لبنان من ملف التمديد لقوات “اليونيفيل” لسنة كاملة، قالت مصادر ديبلوماسية لـ “الجمهورية” ان التحضيرات بدأت لمواكبة عدد من الملفات الأساسية ولا سيما منها تلك التي يمكن ان تفضي الى تهدئة الوضع في جنوب لبنان سعيا الى تنفيذ القرار 1701 بعدما تعهد بها جميع القادة اللبنانيين في وقت كل ما يجري على ارض الجنوب خارج مقتضياته وما قال به من إجراءات ما زال قائما. كما بالنسبة الى التحضير لمرحلة ما بعد هذه الحرب.
وكشفت المصادر لـ “الجمهورية” ان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب باشر التحضير لمحطتين مهمتين هذا الشهر وابرزها الاجتماع المقرر عقده في مقر الامانة العامة للجامعة العربية في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية العرب المخصص في جانب منه للبحث في مصير اللجان الوزارية التي شكلت منذ أشهرعدة وابرزها اللجنة الخماسية الخاصة بترتيب العلاقات مع الدولة السورية بعد عودتها الى “الحضن العربي” في قمة الرياض العام قبل الماضي، والتي تعهدت بإجراء الاتصالات اللازمة من اجل اعادة النازحين السوريين ومساعدة الدولة السورية على انهاء اعمال تهريب المخدرات التي خصصت لها مليارات عدة من الدولارات لمحاصرة الإتجار بها باتجاه دول الخليج العربي ولم تتوقف بعد.
الى نيويورك
وكشفت المصادر لـ “الجمهورية” عن بدء التحضير لمشاركة لبنان في أعمال الجمعية العمومية لالامم المتحدة في دورتها السنوية في النصف الثاني من ايلول الجاري والتي من المقرر ان يراس فيها بوحبيب الوفد الرسمي اليها وهو سيلقي كلمة لبنان على منبرها هذا العام.
الجنوب والوحدة 8200
جنوباً تواصلت المواجهات امس بين الحزب واسرائيل على الجبهة الجنوبية أكد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من الحدود الشمالية مع لبنان، أمس أن “الثمن الذي ندفعه لن يذهب سدى وسنواصل ضرب الحزب حتى نعيد سكان الشمال”.
ومن جهة ثانية أشار موقع “واللا” الإسرائيلي، إلى أنّ “بعد نحو 11 شهرًا من اندلاع الحرب، شهد الجناح الاستخباراتي – الّذي تمّ تصنيفه كأحد المسؤولين الرّئيسيّين عن فشل 7 تشرين الأوّل الماضي- ثورة أخرى. إذ يبدو أنّ قائد الوحدة 8200، أكبر وحدة لجمع المعلومات في الجيش الإسرائيلي، العميد يوسي شاريئيل، ينوي الإعلان عن انتهاء مهامه في الأسابيع المقبلة”.
وكان السيّد نصرالله، قد اعلن في ي 25 آب المنصرم ، أنّ “الهدف العسكري النّوعي في عمليّة “يوم الأربعين”، هو قاعدة الاستخبارات العسكريّة “أمان” ووحدة “8200” في “غليلوت”، والهدف الآخر هو قاعدة الدّفاع الجوّي في عين شيميا”، لافتًا إلى أنّ “معطياتنا تؤكّد أنّ عددًا معتدًا به من المُسيّرات وصلت إلى هذين الهدفين، ولكن العدو يتكتّم، إلّا أنّ الأيّام واللّيالي هي الّتي ستكشف حقيقة ما جرى هناك”.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
جعجع يطالب «الحزب» بوقف الحرب
غالانت: سنعيد سكان الشمال بالقوة
طالب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، «الحزب»، بـ«وقف الحرب العبثية التي لا طائل منها». وقال جعجع في «ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية» أمس: «لا يُحاوِلنّ أحد أن يستغلّ القضيّة الفلسطينية لتقوِية مصالحه وتعزيزِها داخل لبنان والإقليم»، معتبراً أن «محور الممانعة يزجّ بلبنان في حرب عبثيّة لا أفق لها، وهي فُرضت على اللبنانيين ويجب أن تتوقّف».
جاء هذا تزامناً مع إعلان وسائل إعلامية أن رشقة صاروخية كبيرة قدرت بنحو 60 صاروخاً أطلقت من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل. وكان الاستهداف الإسرائيلي خلال نهار أمس أسفر عن وقوع قتيل وعدد من الجرحى في بلدات لبنانية.
في غضون ذلك، هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بالقوة، وشدّد على مواصلة المواجهات مع «الحزب» حتى تحقيق هذا الهدف. وقال غالانت، في تصريح له عند الحدود الشمالية: «الثمن الذي ندفعه لن يذهب سدى، وسنواصل ضرب (الحزب) حتى نعيد سكان الشمال».
*************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الحل «الجنوبي» يعود إلى الواجهة.. وهوكشتاين يحضِّر تفاهماً حول الـ1701
الخماسية تتحرك بعد لقاء لودريان – العلولا.. وجعجع يرفع سقف الاعتراض على حوار برِّي
حافظت التطورات الميدانية في الجنوب على وتيرتها، بالتناغم مع التطورات المتصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتحوّل في الوضع داخل اسرائيل نفسه، بدعوة «الهستدروت» الى الاضراب العام، وشل البلاد، على وقع تظاهرات ضخمة في تل ابيب للمطالبة بالاذعان من قبل حكومة نتنياهو (ومنه شخصياً اي نتنياهو) والذهاب الى صفقة لتبادل الاسرى والمحتجزين، بدل العودة بتوابيت من غزة من جراء المعاندة والتأكيد على الاستمرار بالحرب، مع استمرار المآسي والمجازر وتهديد الوضع برمته في المنطقة بحرب واسعة لا تُبقي ولا تذر.
وسط هذه الصورة الدراماتيكية تحدثت معلومات دبلوماسية (اللواء ص 3) عن ان بعد ردّ الحزب على اغتيال القيادي فؤاد شكر وبانتظار الرد الايراني الذي لن يشكل عائقاً امام المساعي الجارية للحل، فإن بوادر توحي بأن لغة الحل تتقدم على لغة الحرب.
وحسب المعلومات بأن «العدو الاسرائيلي منهك وقيادته العسكرية باتت تستجدي الحل رغم كل التهويل بتوسيع الحرب على الجبهة الشمالية مع لبنان».
واعتبرت مصادر المعلومات ان الفرصة متاحة للتفاهم على حل شامل بالنسبة للقرار 1701، بعد وقف العدوان الاسرائيلي على غزة.
وكشفت المعلومات التي نقلها الدبلوماسي بأن الحرب باتت قاب قوسين او ادنى من الانتهاء، وعلى الجميع التحضر لليوم التالي بعد وقف العدوان… واشارت المعلومات ذاتها الى ان لبنان تلقَّى رسالة بهذا الخصوص ، وكان قد سبق للقوى اللبنانية المعنية ان وضعت تصورها لكيفية تطبيق ١٧٠١، وقد تبلغ الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين بالموقف اللبناني الرسمي، ومن المرجح ان يزور المنطقة مجددا خلال الشهر الجاري للتوصل لاتفاق نهائي حول القرار ١٧٠١، فيما اللجنة الخماسية تنشط في الكواليس للتوصل الى تفاهم بين اللبنانيين لانتخاب رئيس بحلول السنة الحالية على ابعد تقدير.
الملف الرئاسي
رئاسياً، يُجري الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الخميس في السعودية، مع الوزير في الديوان الملكي نزار العلولا مشاورات، وتردد ان السفير السعودي في بيروت وليد بخاري غادر (أو سيغادر) للمشاركة في الاجتماع.
وحسب المعلومات المتداولة، فإن الاجتماع الاول لسفراء اللجنة الخماسية سيعقد منتصف ايلول في دارة السفير السعودي بخاري.
وإذا جرت الأمور على هذا النحو، فإن شهر ايلول سيحسم مجرى الملف الرئاسي سلباً او إيجاباً واستغلال الفرصة التي قد تكون الاخيرة عبر مبادرة الرئيس برّي، ليتبين الى اين سيتجه لبنان، هل الى مزيد من التصعيد والمواجهات السياسية في الداخل، والعسكرية على الجبهة الجنوبية، ام الى تفاهمات ليست مستحيلة الآن على من سبق وتوافق عليه «المختلفون والخصوم» في البرلمان من القوى السياسية في ملفات سياسية وتشريعية كثيرة وحتى داخل الحكومة المختلف ايضاً على صلاحياتها ودورها! لكن يبدو ان المعارضة لازالت تتحصن وراء متراس رفض كل المبادرات إلّا مبادرتها التي لا تختلف في الجوهر عن مبادرة برّي كون عنوانها الاساسي هو الحوار او التشاور أيّاً كانت تقنيات وتفاصيل جلسات هذا الحوار.
المواقف: لا تقدم
على ان الموقف السياسي الداخلي بقي متأرجحاً بين الرفض والقبول للذهاب الى المجلس والمشروع بالحوار برئاسة الرئيس نبيه بري، وهو ما ابده رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وامتنع عنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن نهاية الأسبوع شهدت مواقف وردود فعل محلية حول الملف الرئاسي أكدت المؤكد بشأن التباين حول مقاربة التشاور المطروح، على أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع رفع سقف المواجهة سواء في هذا الملف أو ملف الحرب، معربة عن اعتقادها أن ما سجل يوحي أن أي حراك لهذا الملف لن يجد له أي سبيل.
وأوضحت المصادر نفسها أن قوى الممانعة سترد على جعجع في عدد من النقاط التي أوردها.
واعاد الرئيس بري في كلمة له لمناسبة الذكرى الـ46 لاختفاء الامام السيد موسى الصدر التأكيد ان الاستحقاق الرئاسي هو استحقاق دستوري داخلي، مؤكدا على ما طرحه في 31 آب من العام الماضي من دعوة ما تزال مفتوحة للحوار والتشاور، لأيام معدودة يليها دورات متتالية بنص دستوري دون افقاده من اي طرف كان».
ودعا بري الى التشاور غداً تحت سقف البرلمان، وصولا الى رئيس وطني جامع يستحقه لبنان في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه، مؤكدا ان لا علاقة للاستحقاق بالوقائع المتصلة بالعدو الاسرائيلي سواء في غزة او الجنوب اللبناني.
وفي الشق الجنوب اكد بري التزام لبنان بنود ومندرجات القرار الاممي 1701 وتطبيقه حرفيا.
وفي قضية الامام الصدر ورفيقيه اكد ان لا تسوية الا بعودتهم وكشف كل ما يكتنف الجريمة منذ 46 عاما من غموض.
جعجع: القرار في بعبدا
وطالب جعجع في الملف الرئاسي بالذهاب لانتخاب رئيس للجمهوري وفقا للدستور، وبعدها ندعو الى طاولة حوار في قصر بعبدا حيث يتركز النقاش على عنوان «أي لبنان نريد».
وقال جعجع في القداس الاحتفالي في ذكرى شهداء «المقاومة اللبنانية» في معراب: ان انتخاب رئيس جمهورية يجب الا يكون مكان مساومة، وعلى الرئيس نبيه بري ان يدعو الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، حتى التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية وليفُز من يفز، مؤكدا ان الطريق الى قصر بعبدا لا تمرُّ في حارة حريك، والدخول اليه لا يكون من بوابة عين التينة، ووفق شروطها. فهذه الطريق تمرُّ فقط من ساحة النجمة، ومن خلال صندوق الاقتراع.
وفي موضوع الحوار، اعتبر جعجع انهم عندما يعجزون عن فرض مرشحهم، والرئيس الذي يريدون يطرحون الحوار للتحايل على الواقع، وليحققوا عن طريقه ما لم يستطيعوا تحقيقه عن طريق القواعد والآليات الدستورية والديمقراطية.
وقال: في اليوم التالي للحرب يجب ان يكون يوما لاعادة النظر بكل شيء ما عدا حدود لبنان ووحدته.
وتوجه الى الحزب بالقول: سلاحك لا يحمي الطائفة الشيعية، كما ان اي سلاح لا يحمي طائفته في لبنان، وإن كان هناك من حماية فهي حتما في كنف الدولة،واصفاً حرب الاسناد بالعبثية، والتي يجب ان تتوقف، لان لا افق لها.
الوضع الميداني
ميدانياً، رفعت قوات الاحتلال من وتيرة هجماتها الجوية، فاستهدفت بيت ليف، حيث سقط شهيد، وبيت ياحون، الطيبة، وعديسة، وسجلت بعض الاصابات، كما شنت اكثر من غارة على نقاط محددة في كفركلا.
من جانبها، اعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المنارة.
وكانت المقاومة اعلنت عن استهداف التجهيزات التجسسية في موقع حدب يارون بمحلّقة هجومية انقضاضية. ثم استهدفت موقع راميا وموقع السماق في تلال كفرشوبا.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
العثور على 6 جثث لأسرى لدى “حركة ح” مقتولين يُحدث زلزالاً في «إسرائيل»
الشارع يتحرّك ضدّ حكومة نتانياهو… ونقابة العمّال تعلن الإضراب الشامل – ادارة التحرير
بعد اكتشاف 6 جثث «إسرائيليين» في احد الانفاق وهم مقتولون منذ فترة وجيزة ، وهم من الاسرى الذين كانوا لدى “حركة ح”، حدث زلزال في «اسرائيل» يشكل نقطة فارقة، سواء في الحياة السياسية او القرارات او مسيرة رئيس وزراء العدو نتانياهو ومسيرة حكومته. فقد حصل هيجان شعبي كبير، وبدأت الصحف «الاسرائيلية» تهاجم نتانياهو، وتحمله مسؤولية مقتل الاسرى لدى “حركة ح”، حتى ان صحفا ذكرت انه ربما ادى القصف «الاسرائيلي» الى مقتل هؤلاء الاسرى.
زعيم المعارضة يائير لابيد دعا الى جلسة ل «الكنيست»، كما دعا الى التحرك الشعبي ضد نتانياهو، وقال: آن الاوان لرحيل هذه الحكومة التي تغرق «اسرائيل» في الازمات الكبرى، ونتنياهو لا يعمل الا لمصلحته الشخصية، ويخاف من انشاء لجنة تحقيق حول عملية طوفان الاقصى، لان اللجنة ستتناوله كونه على المستوى السياسي هو المسؤول عن الخرق الذي حصل في غلاف غزة واقتحام “حركة ح” المستوطنات، ومقتل 1200 مستوطن ومستوطنة «اسرائيلية» كما قال، اضافة الى اطفال وشيوخ.
اما غانتس الوزير الذي كان في حكومة الحرب مع نتانياهو واستقال، فقد هاجمه بقوة، وقال: ان الفشل الذي يحصل مسؤول عنه نتانياهو، الذي يعمل لمصلحته الشخصية، ويجب ان يستقيل، ويجب الدعوة الى انتخاب يتم تحديد موعدها. لا يمكن الاستمرار في حكومة نتانياهو وحلفائه المتطرفين الذين ليس لديهم اي خبرة على مستوى رجال دولة.
جبهة نتانياهو كانت ما زالت صامتة ولم تصدر بيانات هامة، بل الغت مواعيد عديدة. نتانياهو كان في جلسة للحكومة الامنية المصغرة لبحث الحوادث التي حصلت، ومنها مقتل ثلاثة من الشرطة «الاسرائيليين» على يد مقاوم فلسطيني، الذي لاحقه الجيش «الاسرائيلي» واستطاع تطويق مكان وجوده، وقام باطلاق صاروخين على المنزل الذي لجأ اليه، واستشهد. وقد اخذ الجيش جثة المقاوم الفلسطيني الذي اعلن انه كان مرافقا للرئيس محمود عباس حتى سنة 2015، ثم استقال في تلك السنة.
ليل امس، اجتاحت التظاهرات مدينة القدس، لكن الشرطة تدخلت بقوة وازاحتها من امام المقرات الحكومية. اما التظاهرة التي بدأت بمئة الف في ساحات «تل ابيب»، وذكرت المعلومات انها سترتفع الى نصف مليون مع قرب الساعة التاسعة والعاشرة بتوقيت فلسطين المحتلة، فان هذه التظاهرة اضيفت الى تظاهرة حيفا وتظاهرة في شمال فلسطين المحتلة. لكن بالعودة الى تظاهرة «تل ابيب» فهي الاكبر، والتي تهدد مصير حكومة «الليكود» والاحزاب الدينية المتطرفة.
وقد ظهر خلاف كبير بين رئيس الحكومة نتانياهو وبين وزير الحرب الاسرائيلي يؤاف غالانت، حيث اعلن الاخير ان الجيس «الاسرائيلي» يمكنه الانسحاب من محور «فيلادلفيا» وممر «نتساريم»، وبالتالي يمكن الحصول على الصفقة وانقاذ الاسرى لدى “حركة ح”.
اضافة الى ذلك، انضم رئيس نقابة العمال في «اسرائيل» الى مواجهة حكومة نتانياهو، واعلن الاضراب باسم نقابة العمال على مستوى الكيان الصهيوني، حيث سيتوقف اليوم مطار بن غوريون بنسبة 80 في المئة واكثر، اضافة الى شلل اقتصادي في كل معامل «اسرائيل».
فيما اعلن وزير المالية سموترتيش ان هذا الاضراب يشكل ضربة للمصلحة الوطنية العليا «لاسرائيل» على المستوى الاقتصادي والمالي، وان وزارة المالية ستقطع راتب اي عامل يشارك في الاضراب.
وقد رد عليه رئيس نقابة العمال في «اسرائيل» ان الاضراب هو اخلاقي ولمصحلة «اسرائيل»، وان الاقتصاد لا يفيد دولة «اسرائيل»، بل ان الاضراب لاستعادة دولة «اسرائيل» واقتصادها.
وحدث تململ كبير وتصريحات على وسائل اعلام من قبل رؤساء نقابات عمال في «اسرائيل» منضوين تحت نقابة عمال «اسرائيل» التي اعلنت الاضراب، ووجهوا الانتقادات الي سموتريتش، وحذروه من ان يبقى فترة 24 ساعة الاضراب.
«اسرائيل» تعيش ازمة كبيرة، والازمة الكبيرة تقع في وجه نتانياهو وحكومته من الاحزاب الدينية المتطرفة، ونتانياهو يخاف من نقطتين، ويراهن على نقطة ثالثة في «اسرائيل» لانه:
– اولا لا يريد انشاء لجنة للتحقيق في عملية 7 اوكتوبر، لانها ستطلب افادته. وهو اخفى الكثير من المعلومات وبعض المعلومات عن الجيش، في حين انه على المستوى السياسي هو المسؤول عن اعطاء الاوامر للجيش. كما ان المعلومات تقول ان جهاز «الموساد» و»الشاباك» ورئيس اركان الجيش «الاسرائيلي» اخبروا نتانياهو ان امرا خطرا يحصل في قطاع غزة، لكن نتانياهو لم يأبه لهذا الامر، وحصلت عملية طوفان الاقصى،. واذا شكلت لجنة تحقيق ستصيب نتانياهو، وقد يضطر الى الاستقالة اذا لم يتم فرض عليه عقوبات ويحاكم جيدا.
– ثانيا: ان نتانياهو كان محالا امام المحاكمة بتهمة الفساد، ولدى بدء الحرب في غزة طلب تجميد محاكمته الى مرحلة لاحقة. ولذلك فهو لا يريد ايقاف الحرب، لان المحاكم عندئذ قد تستأنف محاكمته، وتهمة الفساد عليه ثابتة، وهو خائف جدا من العقوبات ومن محاكمته بهذه التهمة، ولذلك لا يريد انهاء الحرب.
– ثالثا: النقطة التي يراهن عليها نتانياهو هي انتخاب الرئيس الاميركي ترامب، الذي يُعتبر حليفه ويستطيع مساعدته، حتى لو كانت خسائر «اسرائيل» سواء الاسرى لدى “حركة ح”، او اذا احتاجت «اسرائيل» الى دعم بالاسلحة من كل انواعها والى مساعدات مالية، فان نتانياهو يراهن على الرئيس السابق ترامب اذا وصل الى الرئاسة بعد شهرين واسبوع، وباعتقاده ان الامور ستتغير وميزان القوى سيتحول لمصلحته، مع وصول ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة .
هذه الصورة كانت ليل امس حتى اغلاق صدور هذا العدد من جريدة الديار، لكن اليوم ستكون تظاهرات كبيرة في «تل ابيب»، وقد تصل الى تظاهرة مليونية اذا تمت الدعوة للجميع ، وطلبت المعارضة النزول الى الشارع في «تل ابيب» والتظاهر، اضافة الى رسائل «لجنة اهالي الاسرى» التي تم توجيهها الى الشعب «الاسرائيلي» للتضامن مع عائلات الاسرى والتظاهر في «تل ابيب».
ولا بد من التأكيد هنا، الى وجود نقمة باتت موجودة في «اسرائيل» ضد نتانياهو، الذي ابلغ الشعب «الاسرائيلي» انه من خلال الضغط العسكري سيستطيع تحرير كل الاسرى لدى “حركة ح”، بيد أن كل الضغط الكبير لن يؤدي الى اطلاق الاسرى، لكن من بعدها وجدت جثث، وتم انقاذ اربعة اسرى على قيد الحياة فقط، ويوجد هنالك حوالى 120 اسير واسيرة لدى “حركة ح”، منهم يعتقد ان 40 او 30 توفوا والباقون على قيد الحياة.
ولذلك، لم يعد الشعب «الاسرائيلي» يثق بكلام نتانياهو بعدما فشل، وان الضغط العسكري سيؤمن اطلاق الاسرى، حيث وُجد بالامس 6 اسرى قتلى على مدخل احد الانفاق، وهذا الذي احدث الزلزال في كل الحياة السياسية والنقابات العمالية والنقابات الاقتصادية وغيرها.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
غزة والضفة تواجهان والاحتلال يقتل 6 من أسراه
رغم تصعيد الاحتلال والمستوطنين حملاتهم الدموية على الفلسطينيين داخل الضفة الغربية المحتلة، وربما بسببها أيضاً، تتزايد المقاومة وتشي بالمزيد من عمليات نوعية، آخرها عملية ضد دورية عسكرية في حاجز ترقوميا، صباح الأحد، قتلت ثلاثة جنود للاحتلال وبشكل رسمي،اعلن الجيش الاسرائيلي مساء الأحد، اغتيال منفذ عملية ترقوميا بعد محاصرته في منزل وسط الخليل. وكشفت المقاومة ان منفذ العملية الذي قتل 3 ضباط هو الشهيد مهند العود الذي كان في جهاز حرس الرئيس الفلسطيني واستقال عام 2015.
ولليوم الخامس، تواصل قوات الاحتلال مداهمة المخيّمات والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، قتل وإصابة واعتقال العشرات يومياً وإشاعة الخراب والدمار المستلهم من جرائم جيش الاحتلال داخل قطاع غزة. واستشهد فلسطينيان، برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب إن طواقمها تسلمت “شهيدين من (بلدة) كفردان (غرب) جنين، وجار نقلهما للمستشفى”. وتحدثت الانباء امس عن اشتباكات عنيفة بين المقاومة والاحتلال في جنين.
تأتي العمليات الفلسطينية داخل الضفة الغربية وخارجها رداً طبيعياً على استمرار الاحتلال، وتصاعد المقاومة هو نتيجة عدة عوامل في المدة الأخيرة، منها استمرار المذبحة وحرب الإبادة التي تدخل الفلسطينيين، أينما كانوا، بحالة غضب لا بد له أن ينفجر مهما كان ميزان القوى مختلاً.
وتزداد حالة الغليان داخل الضفة الغربية المحتلة نتيجة جرائم المستوطنين والإرهاب اليهودي الذي يثقل على الفلسطينيين ويصب الزيت على غضبهم، وهذا ما حذّر منه رئيس “الشاباك” رونين بار، في مذكرّة خطية لحكومة الاحتلال ورئيسها، قبل أيام، عنوانها أن الإرهاب اليهودي تهديدٌ على أمن الدولة. في التزامن، يكرر وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، المدان بالإرهاب بمحكمة إسرائيلية تحريضه على فرض عقوبات جماعية جديدة على أهالي الضفة الغربية المحتلة، ودعا لقتل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وتحذر جهات إسرائيلية من أن الضفة الغربية على حافة انفجار أشد بسبب الاعتداءات، وبسبب توفير سلاح ومال من قبل إيران و”الحزب” و”حركة ح” عن طريق الحدود الأردنية، ويسوق هؤلاء مزاعمهم وتحذيراتهم لتعزيز دعوتهم لوقف الحرب وتحاشي وضع إستراتيجي خطير تلتحم به عدة ساحات وجبهات مشدّدين على أن إسرائيل غير جاهزة لمثل هذه الحرب.
الغاية الحقيقية للحرب الإسرائيلية
لكن حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو لا تكترث لتحذيرات المؤسسة الأمنية والدولة العميقة وعدد كبير من الجنرالات في الاحتياط والمراقبين من ذوي التجربة، فتواصل حربها المتوحشة على غزة، وتنقلها للضفة الغربية، من دون أن تكترث بتبعات اشتعال هذه الجبهة. وانضم وزير الأمن غالانت،، لهذه التحذيرات، بدعوته لقلب قرار الكابنيت الأخير باستمرار احتلال فيلادلفيا، ملمّحاً تلميحاً غليظاً لضرورة إتمام صفقة، ووقف الحرب، لترتيب الأوراق الإسرائيلية المبعثرة، والتفرّغ للعدو الأكبر إيران.
في التزامن، أكد رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود براك أنه لا قيمة عسكرية للسيطرة الإسرائيلية على فيلادلفيا ونيتساريم، وكَشَفَ، في حديث للقناة العبرية 12، أن نتنياهو هو من عارضَ مطلب الجيش باحتلال فيلادلفيا، قبل شهور، داعياً رؤساء المؤسسة الأمنية للاستقالة، وفضح حقيقة ما يجري بسبب التهديد الكبير على إسرائيل من استمرار نزيف سيؤدي لحرب إقليمية. لكن نتنياهو يصم أذنيه وعينيه.
ويكشف بعض وزراء حكومة الاحتلال عن أخطر غايات هذه الحرب البربرية: إيقاع نكبة جديدة بالفلسطينيين، وكسر إرادتهم، وحسم الصراع معهم، كما يستنتج من تصريحات وزيري الخارجية والزراعة يسرائيل كاتس وآفي ديختر في الأيام الأخيرة.
بايدن يعلن العثور على جثث 6 أسرى وأهالي المحتجزين: من اليوم ستهتز البلاد
من جهته أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، ليل السبت، أنه تم العثور في قطاع غزة على جثث ستة أسرى خُطِفوا خلال هجوم “حركة ح”، في 7 تشرين الأول ، على المستوطنات الإسرائيلية، مضيفاً: “لقد تأكّدنا الآن أنّ أحد الرهائن، كان المواطن الأميركي هيرش غولدبرغ بولين”.
وأضاف بايدن: “لا يُخطئنّ أحد. قادة “حركة ح” سيدفعون ثمن هذه الجرائم. وسنواصل العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين”. وردت “حركة ح” محملة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن حياة الاسرى، مؤكدة ان على الرئيس بايدن إن كان حريصا على حياتهم أن يوقف دعمه للعدو، مشيرة الى ان ثلاثة من الاسرى كانوا ضمن صفقة التبادل.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد أنه حدد هويات الأسرى الستة الذين عثر عليهم في نفق تحت الأرض في جنوب قطاع غزة.
وقال جيش الاحتلال في بيان “أعاد الجيش وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) جثث الرهائن كرمل غات، عيدن يروشالمي، هيرش غولدبرغ بولين، ألكسندر لوبانوف، ألموغ ساروسي وأوري دانينو من نفق في منطقة رفح” جنوب قطاع غزة.
بدوره، قال زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد: “أبناؤنا وبناتنا مهملون ويموتون في الأسر، ونتنياهو مشغول بدق الأسافين. إنه غير مهتم بمحور فيلادلفيا، أو لقاحات شلل الأطفال، بل فقط بالائتلاف والإبقاء على سموتريتش وبن غفير. وعلى طول الطريق، يسحق العائلات وشعب إسرائيل، وسنواصل الوقوف إلى جانب العائلات واحتضانهم وحمايتهم في الأوقات الصعبة”.
وقال مقر أهالي الأسرى: “نتنياهو تخلّى عن المختطفين! هذه حقيقة الآن. ابتداء من الغد ستهتز البلاد”.
وتابع: “ندعو الجمهور إلى الاستعداد. سنشلّ الدولة، انتهى الإهمال!”.
ومساء السبت، تظاهر آلاف الإسرائيليين في أنحاء البلاد، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة، ورحيل حكومة نتنياهو، وإجراء انتخابات عامة مبكرة، محملين إياه المسؤولية عن أرواح هؤلاء.
وأمس، دعا اتحاد نقابات العمال الاسرائيلي (الهندروت) ال اضراب عام اليوم للضغط على الحكومة من اجل التوصل الى صفقة لتبادل الاسرى.
وقبيل اليوم الموعود قامت عائلات الاسرى مساء امس بإغلاق محور ايالون الرئيسي في تل ابيب للمطالبة بعقد الصفقة ورحيل نتنياهو.
ومن جهته، دعا بيني غانتس زعيم المعارضة الاسرائيليين الى الخروج الى الشوارع للضغط على نتنياهو وحكومته لإنجاز صفقة التبادل.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :