افتتاحية صحيفة الأخبار:
المقاومة تفرض عقيدة «الأرض المحروقة»: لا أمن ولا زراعة! |
صناعيو العدو: حزب الله أعادنا إلى العصر الحجري
وطنية - كتبت "الأخبار" تقول: نحو 11 شهراً مضت منذ قرّر حزب الله خوض حرب استنزاف ضد إسرائيل، معلناً افتتاح «جبهة إسناد» غزة. من هدّد في حينه بإعادة لبنان إلى «العصر الحجري»، يجد اليوم ذاته مختنقاً بالغبار الذي يغطي أسطح مكاتب المختبرات التكنولوجية، والشركات الناشئة، والمعامل؛ خصوصاً تلك التي تُعنى بقطاعَي الزراعة والغذاء المستقبلييْن. ليس حزب الله من يدّعي ذلك، بل مؤسّسو تلك الشركات، الذين قال أحدهم بالحرف: «كل شيء تدمّر هُنا، وعدنا إلى العصر الحجري على مستوى القُدرات».تركّز الاهتمام الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، على تنمية وتطوير «دُرّة البلاد»: الجليل الأخضر، الذي طُرد أهله الفلسطينيون من قُراه قبل 76 عاماً، واستوطن فيه الغرباء القادمون من كل أصقاع البلاد. واستثمرت حكومة العدو مليارات الدولارات في غرس أحراجه وغاباته بأشجارٍ ليست ابنة الأرض، وزرعت حقوله، ورتّبت بيوت مستوطناتها كما لو أنها لعبة «ليغو»، وطوّرت من أجل القادمين مصانع وحظائر وشركات ومساحات زراعية لكي توفر بيئة جاذبة لهم. غير أن الحُلم، استحال كابوساً أسودَ؛ إذ أحرقت صواريخ «حزب الله» وطائراته الانقضاضية 198 ألف دونم، وفقاً لـ«سلطة الطبيعة والحدائق» في الكيان، وما مساحته 146 كلم2 من النباتات، أي أكبر بخمس أضعاف مما احترق في السنوات الخمس الماضية كلّها، وفقاً لتقرير أصدرته أمس وزارة حماية البيئة الإسرائيلية، مشيرةً إلى أن هذه الحرائق شكّلت 44% من الانبعاثات الوطنية السنويّة لغاز أول أوكسيد الكربون المُلوّث للهواء.
فضلاً عما تكبّده القطاع الزراعي بشكل خاص جراء «انقلاب» عقيدة «الأرض المحروقة» على صاحبها، أتت أثار «جبهة الإسناد» لتطاول الشركات الناشئة المتصلة بهذا الفرع؛ إذ إن 82 من هذه الشركات، عملت في الجليل حتّى اندلاع الحرب، وفقاً لـ«القناة 12» الإسرائيلية، باستثمارات تفوق الـ80 مليون دولار في خمس مناطق صناعية، وثمانية مراكز تطوير، إضافة إلى 35 مجموعة بحثية. غير أن كل ما تقدّم وفق المقابلات التي أجرتها القناة «ذهب أدراج الرياح».
وفي هذا الإطار، قال الدكتور أوفير بنيامين، من كليّة العلوم الغذائية بجامعة «تال حاي» وهو يتجوّل برفقة موفد القناة داخل مختبر تكنولوجي زراعي إن «كل الطاولات هنا مليئة بالغبار، الأمر الذي يثبت أن أحداً لم يعد يعمل هُنا منذ زمن طويل»، مشيراً بيده إلى فأر تجارب ميّت ومُلقى على الأرض إلى أن «شيئاً لم يتبقَّ هنا سوى الجرذان»، وأضاف متهكّماً :«قد يأتي يوم ويصبح فيه هذا دكتور فأر». ولفت إلى أن «أشخاصاً ذوي كفاءة جداً أنهوا دراساتهم الأكاديمية، وأتوا للعيش في الجليل. أقاموا أعمالاً ومصادر دخل، وبنوا أسرهم في المستوطنات، اقتنوا منازل... وفجأة «بوووم» كل شيء تفجّر واختفى». وبحسبه فإن «الوضع كارثي، حيث غادرت جميع الشركات وانتقلت إلى أماكن أخرى في البلاد، ولم يعد هناك أي عملٍ في المجال الذي سعينا بجد لتطويره خلال عقد، فقد انهار وشُلّ دفعة واحدة، وعدنا إلى العصر الحجري من حيث القدرات».
قبل خمس سنوات بالضبط نجحت كلية «تال حاي»، برفقة معهد «ميغل»، و«أرئيل»، و«مرغليوت»، وسلطات محلية في الشمال، بجذب مبادرات عديدة وشركات ناشئة، بمشاركة وزارات حكومية، إلى حدّ أن كل طفل يهودي في الشمال بات يعرف قول كلمة «بودكت» وهو اسم الشركة التي ضمّت تلك الشركات، ومختبرات تكنولوجية تُعنى بما يُعرف علمياً بـ«تقانة الغذاء» أي تطبيق علم الأغذية في كل ما يتصل بالمادة الغذائية في رحلتها من المزرعة حتى المائدة، فضلاً عن استنباط أنواع جديدة من الأغذية المصنّعة. ولكن طبقاً للمديرة التنفيذية لدفيئة «بودكت- فرِش ستارت»، نوغا سيلع شيلو، فإن «جميع الشركات الناشئة التي جلست في مكاتب «الهاي تك» الزجاجية في كريات شمونة، ضبّت أغراضها، وحملت موظفيها وانتقلت إلى مكان أكثر أمناً في يوكونعام، ورمات يشاي (جنوبي حيفا)، ورحوفوت في الوسط»، مشيرةً إلى أن «القلب محطّم على الوقت والأموال التي استُثمرت على الحلم الذي كان قد بدأ في التحقق».
أمّا وضع شركات تقنيات الغذاء في مستوطنة «كفار سولد» غير المُخلاة، فليس حاله أفضل. ففي المستوطنة، ثمة «غرفة طعام» مشتركة، دأب المستوطنون على تناول الغذاء فيها كتقليد تتبعه المستوطنات التعاونية. غير أن هذه الغرفة التي كانت مهجورة منذ سنوات، بعدما تخلّت المستوطنة عن تقليدها، قرّر أمير طِرولر تحويلها إلى مختبرٍ ومكاتب لشركة «بلانتوفيا» التي أسّسها مع باحثين واختصاصيّي مختبرات، وجهّزها بأحدث المعدات والأدوات من أجل تطوير بروتينات طبيعية من النباتات، وقد أُعدّت لتكون «الكأس المُقدّسة» في عالم بدائل الحليب. غير أن الشركة نقلت كل أجهزتها وعدّتها الحيوية، إلى قيساريا، ولم يتبقَّ موظف واحد من موظفيها يعمل في كفار سولد».
على المقلب الآخر، طاولت الحرب فروع الدواجن، ومزارع وحظائر تربية المواشي كما تكشّف في مؤتمر انعقد في الكنيست نهاية حزيران الماضي بعنوان «الزراعة في ظل الحرب». المؤتمر الذي بادر إلى عقده عضو الكنيست، ألون شوستر، شارك فيه أعضاء كنيست آخرون، ومسؤولون من قطاع الزراعة، ومزارعون ومزارعات يتابعون عملهم تحت الصواريخ في الحدود الشمالية. وبحسب صحيفة «معاريف» فقد تحدّث رئيس اتحاد المزارعين، دوفي أميتي، عن الوضع في الشمال، قائلاً: «في العشرينيات، كتب جوزيف طرومبلدور (من مؤسّسي الحركة الصهيونية): «لقد بدأوا بإطلاق النار على مطولا (المطلة)، ويصبح الأمر أكثر صعوبة كل يوم. سارعوا لمساعدتنا». اليوم بعد 100 عام أقول: إن المساعدة لن تكون كافية بالنسبة إلينا. فالجليل تحت الحرب، والمزارعون يعيشون في قلب التهديد، مع ذلك لن نتخلى عن متر واحد من الأرض، انطلاقاً من إدراكنا لما تعنيه الزراعة. ولكن على السياسيين في الكنيست أن يفهموا ذلك».
أمّا المديرة التنفيذية لمنظمة «عزيزا»، والتي تضم فروع رعي المواشي في الشمال فقالت إن «الكتاب كان واضحاً من عنوانه، إذا لم تكن هناك زراعة فلا يوجد أمن (والعكس صحيح)، وبعد السابع من أكتوبر فهمنا ذلك بشكل أوضح»، وتابعت: «يتمحور سوق الزراعة في مستوطنة غورين بإنتاج الحليب من المواشي، لكن، ونتيجة لاستيراد الحليب من الخارج بسبب الحرب، نشأ لدينا وضع نقوم فيه كل يوم برمي 50 ألف ليتر من حليب الماعز. كما تسبب استيراد الأجبان من الخارج بحلب المواشي في الشمال تحت النار، فيما لا يوجد أحد يشتري حليبنا. إننا نرمي الحليب، وبالفعل نبكي على ذلك». وأضافت: «أشعر بأنني في حرب النجوم، ففي كل يوم يطلقون علينا المُسيّرات، وبات خوفنا محسوساً جداً».
بدوره، قال المُزارع نوعام ليوت، من مستوطنة «المطلة» إنه «منذ أكتوبر الماضي نعيش في فترة من الصعب وصفها بالكلمات. إنها فوضى كبيرة وشاملة. في عام 2023، لم ننته من القطاف؛ حيث ثمار الأفوكادو والتفاح وغيرهما سقطت أرضاً، بسبب عدم قدرة العمال على الوصول دائماً إلى موقع العمل»، وأيضاً «بالرغم من ذلك، حاولنا الاستمرار في الوصول إلى المزارع، محاولين إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشتول التي بقيت على قيد الحياة».
وفي السياق ذاته، تكشف معطيات جديدة صدرت عن مكتب رئاسة الحكومة، ونقلتها وسائل الإعلام العبرية أخيراً عن أن الحرائق التي تسببت بها صواريخ ومُسيّرات حزب الله، كبّدت المزارعين ثمناً باهظاً، حيث أحرقت 1000 دونم من المزارع، إلى جانب 10 آلاف دونم من مساحات الرعي، وأن أكثر الأضرار طاولت مزارع التفاح والكيوي، إلى جانب تدمير كلي لمنظومات الرَّي المتطورة.
وفي مقابلة مع موقع «القناة 12»، ذكر رئيس فرع الفاكهة، بـ«مجلس النباتات» (The Plants Production & Marketing Board)، روني بارنيس، أن «الزراعة في إسرائيل تعيش في حالة صدمة ضخمة. هناك مزارعون احترقت كل محاصيلهم ومصالحهم. الأضرار بعيدة المدى، وسيستغرق الأمر سنوات طويلة، وميزانيات ضخمة حتّى إعادة تأهيلها، حتّى إن هناك مصالح ومزارع سيستغرق إصلاحها ستّ سنوات على الأقل».
********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
المقاومة تُسقط خطة السيطرة على الضفة… وانفجار ضخم في «غوش عتصيون» /
الاحتلال يعترف بفشل محاولات التعامل مع طائرات المقاومة عشيّة فتح المدارس /
اليمن يخرج بالملايين وتفويض شعبيّ للرد… واستهداف سفينة في البحر الأحمر
لم ينجح السجال بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت حول أيّهما يجب أن يمثل الأولوية البقاء في محور فيلادلفيا أم إنجاز صفقة تُعيد الأسرى من غزة، في أن يحجب الضوء عن ما يجري في الضفة الغربية، في ظل فشل جيش الاحتلال بفرض السيطرة، ونجاح مجموعات المقاومة في استهداف آليات الاحتلال بالعبوات الناسفة، بالرغم من تصدّر مشهد الانقسام الحكومي لاهتمام الإعلام في الكيان وتحوله الى حديث الرأي العام، وما يرافق ذلك من تسريبات حول مواقف رئيس الأركان ورئيس الموساد ووزير الحرب التي تحذّر من خطورة فشل مشروع الاتفاق حول غزة وإعادة الأسرى واحتمال الذهاب بسبب ذلك الى حرب إقليمية لا يمكن السيطرة على مخاطرها وتداعياتها.
في منتصف الليل أضيف إلى تعثر جيش الاحتلال في الضفة الغربية، والأنباء الواردة من طولكرم عن انسحاب قوات الاحتلال بينما الأنباء من جنين تتحدّث عن معارك ضارية في المدينة والمخيم، جاءت الأنباء عن وقوع انفجار ضخم في مجمع تجاريّ على مدخل مستوطنة غوش عتصيون القريبة من مدينة بيت لحم، وانطلاق صفارات الإنذار في مستوطنات الخليل، والحديث عن وقوع إصابات لتفتح الأسئلة عن أرجحيّة أن يكون ذلك نتيجة عمليات للمقاومة.
على جبهة لبنان تقارير لإذاعة جيش الاحتلال عن معضلة التعامل مع الطائرات المسيّرة للمقاومة، والفشل في تعقبها وملاحقتها، ونجاح حزب الله بإيقاع قتلى وجرحى وإشعال حرائق وتدمير منشآت حيويّة بالاعتماد على هذه الطائرات المسيّرة، وبيانات من جيش الاحتلال إلى مستوطني الجليل الغربي للبقاء بالقرب من الملاجئ بينما المقاومة تواصل استهدافها بقوة، وتتبخّر وعود رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت عن ترتيبات لضمان بدء العام الدراسي باستقدام المزيد من قوات الجيش إلى المستوطنات.
في اليمن خرج ملايين اليمنيين الى الساحات والميادين، يهتفون لفلسطين والمقاومة، ويندّدون بمواقف الحكومة المطبّعة والمتفرّجة، ويؤكدون على تفويض السيد عبد الملك الحوثي للمضي قدماً بالرد على الاعتداءات على اليمن والتمسّك بمواصلة تقديم الإسناد لغزة وشعبها ومقاومتها، بينما الوكالات الدولية البحرية تتحدّث عن استهداف سفينة جديدة في البحر الأحمر، ومفوّض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يتحدّث عن فشل ذريع ووضع لا يُطاق في البحر الأحمر.
فيما سرَت معلومات عن تحقيق تقدّم في مفاوضات القاهرة حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، نفت مصادر مطلعة على جولات التفاوض الأخيرة ما يتمّ تداوله عن اختراق هام في مسار المفاوضات حتى الساعة رغم إشاعة الإعلام الإسرائيلي أجواء إيجابية والبدء بتبادل لوائح للأسرى والرهائن. ولفتت المصادر لـ»البناء» الى أنه ليس المرة الأولى التي يشيع الاحتلال معلومات مضللة عن سير المفاوضات، وحذرت المصادر من نيات إسرائيلية مبيتة من خلال الإيحاء بتقدم في التفاوض لتحميل حركة حماس لاحقاً مسؤولية فشل المفاوضات عندما يطرح رئيس الحكومة الإسرائيلية شروطاً جديدة تفخخ التفاوض. موضحة أن الدخول في تفاصيل ملف الأسرى والرهائن لا يعني حسم الأمر إيجاباً ولا الاتفاق على باقي البنود الخلافية لا سيما نقطة الوقف الكامل لإطلاق النار بالتزامن مع انطلاق المرحلة الثانية من تبادل الأسرى وبند انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، وإدخال المساعدات وإعادة إعمار القطاع فضلاً عن مصير المعابر الحدودية بين غزة ومصر لا سيما رفح وفلادلفيا ونتساريم. وتوقعت المصادر أن يستمرّ نتنياهو بسياسة المناورة والخداع والكذب لتمرير الوقت حتى الانتخابات الأميركية، لا سيما أن الكنيست الإسرائيلي دخل في إجازة تمتدّ للخريف المقبل ولا يستطيع الاجتماع لاتخاذ أي قرار بشأن الحكومة.
على أن خبراء في السياسية الأميركية في المنطقة يشيرون لـ”البناء” الى أن الإدارة الأميركية تريد وقف إطلاق النار في غزة لكن وفق شروطها وأهمها العودة الى ما قبل حرب طوفان الأقصى ومنح “إسرائيل” ضمانات ومكاسب تتعلق بأمنها الاستراتيجي من الجبهات الثلاث: غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، إضافة الى ضمانات بعدم تغير واقع انتشار القوات الأميركية في المنطقة وتحديداً في سورية والعراق. ولذلك خرجت تصاريح من أكثر من مسؤول أميركي تحذّر من استهداف القوات الأميركية في سورية والعراق. وأوضحت المصادر أن الإدارة الأميركية لم تضغط بالمستوى المطلوب على حكومة “إسرائيل” لوقف الحرب، لكون الحزبين الديمقراطي والجمهوري بحاجة الآن للصوت اليهودي في الانتخابات الأميركية حيث يحدد هذا الصوت نتائج بعض الولايات، كما أن الإدارة في الولايات المتحدة عادة تصبح من دون تأثير كبير في إدارة الصراعات وخصوصاً على نتنياهو. لذلك توقع الخبراء استمرار الحرب بأشكال متعددة حتى لو حصلت هدنة الى ما بعد الانتخابات الأميركية.
وتشير أوساط دبلوماسية أوروبية لـ”البناء” الى أن إسرائيل لن تقبل بالواقع العسكري الذي يفرضه حزب الله على الحدود وستقوم بعمل عسكري عاجلاً أم آجلاً للحفاظ على أمنها المفقود في الشمال وحلّ أزمة المهجرين وإعادة الوضع الى مستوطنات الشمال الى طبيعته قبل بدء المدارس في تشرين المقبل. وتوقّعت الأوساط جولات تصعيد إضافيّة في الجنوب بين “إسرائيل” وحزب الله، لكن من دون توسيع الحرب لوجود رغبة عند الطرفين بعدم الانجرار إليها لإدراك خطورتها وتداعياتها الكارثية على المنطقة.
إلا أن مصادر في المقاومة لفتت لـ”البناء” الى أن التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على لبنان ليست بجديدة، وهي بدأت منذ 8 تشرين الثاني الماضي، لكن المقاومة تأخذ أي تهديد على محمل الجدّ، وإن كانت تُدرجه في إطار الحرب النفسيّة على المقاومة وبيئتها وتطمين المستوطنين الإسرائيليين في الشمال. وأوضحت المصادر أن حزب الله وضع معادلات واضحة منذ بداية الحرب وعمل بموجبها ووضع لكل عدوان إسرائيليّ ردّه المناسب وطبق هذه المعادلات كل فترة الحرب، وهو لا يريد توسعة الحرب واستهداف المستوطنين والمنشآت الحيوية في كيان الاحتلال ويملك بنك معلومات وأهداف ومفاجآت كبيرة وحاسمة سيلجأ إليها تدريجياً فور ارتكاب العدو حماقة العدوان الشامل على لبنان. وشدّدت المصادر على أن لا حل لأزمة الأمن والأسرى في كيان الاحتلال سوى وقف العدوان على غزة وسوى ذلك لن يمنع حزب الله من الاستمرار بالعمليات العسكرية الإسنادية لغزة.
ووفق المصادر، فإن قيادة المقاومة باتت تملك معلومات وصوراً عن استهداف الوحدة 8200 في ضواحي تل أبيب رغم نفي العدو وهناك دلائل عدة على ذلك أبرزها غياب قائد الوحدة عن الظهور والتعتيم الإعلامي الإسرائيلي وفرض حظر جوي على المكان المستهدف، وبذلك تكون المقاومة قد حققت كامل أهدافها الأمنيّة والاستخباريّة والتكنولوجيّة والردعيّة والسياسيّة في هذا الرد.
ميدانياً، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على أطراف قرى زبقين، الناقورة ووادي حامول في القطاع الغربي، ما أدّى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والأحراج المحيطة. كما استهدف جيش الاحتلال أطراف بلدة عيتا الشعب بعدد من قذائف الهاون. وتعرّضت أطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي. وحلّق الطيران الاستطلاعي والمسّير فوق قضاء صور والساحل البحريّ. كما وقعت سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة على بلدات حدوديّة في جنوب لبنان، واستهدفت الغارات الإسرائيلية عدداً من القرى في القطاع الغربي. فشنّ الطيران الحربي غارات جوية على مناطق حرجيّة عند أطراف الناقورة وعلما الشعب، والمنطقة الحرجيّة بين الجبين ويارين، وأطراف بلدة مجدل زون والأطراف الغربية لبلدة يارون. كذلك، استهدف الطيران الإسرائيلي منطقة حامول بأطراف الناقورة وعين الزرقا بأطراف طير حرفا.
وزعم جيش الاحتلال أن “مقاتلات سلاح الجو استهدفت عددًا من منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله في جنوب لبنان”.
في المقابل استهدفت المقاومة الإسلامية موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية وموقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية محققة إصابة مباشرة، كما استهدف مجاهدو المقاومة انتشارًا لجنود العدو في حرش “برعام” بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة. كما استهدفوا تموضعًا لجنود العدو في موقع المطلة بمحلقة انقضاضيّة وأوقعوا فيهم إصابات مؤكدة. كما قصفوا انتشارًا لجنود العدو في جبل نذر بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
محلياً، لا يزال المشهد السياسي في دائرة الجمود بانتظار إنزال الملف الرئاسي عن الرفّ، لكن تتجه الأنظار الى كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في الذكرى 46 لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه اذ يوجه كلمة متلفزة يتطرق فيها الى التطورات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة، ومن بينها رئاسة الجمهورية. ووفق المعلومات فإن الرئيس بري لن يطرح مبادرة جديدة بل سيُعيد طرح مبادرته التي أطلقها بخطابه في الذكرى نفسها العام الماضي.
الى ذلك، وافقت السعودية على انضمام لبنان إلى “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان. وللمناسبة أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “أن انضمام لبنان خطوة أساسية لا سيما وأن القرى والبلدات اللبنانية الجنوبية تعرّضت لأضرار كبيرة على الصعيدين البيئي والزراعي، مما يحتاج الى تعاون مع جميع أصدقاء لبنان”. وكان رئيس الحكومة اجتمع مع وزيري الزراعة عباس الحاج حسن والبيئة ناصر ياسين في السراي .
كهربائياً، رفع الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية كتاباً إلى وزارة الطاقة والمياه – مؤسسة كهرباء لبنان، تناول فيه “التفاوت في التغذية بالتيار الكهربائي وعدم توزيع الإنتاج والطاقة المتوافرة بشكل عادل”.
وطالب بتقديم بيان عن “كيفية توزيع الطاقة المنتجة في المعامل على المناطق اللبنانية كافة والإفادة عن عدد ساعات التغذية تحديداً في كل منطقة وكشف التفاوت في التوزيع وفي ساعات التغذية في حال وجوده والعمل على معالجته بالسرعة الممكنة. كما طلب ايداع المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء نسخة عن جداول تزويد المرافق العامة الحيوية كالمطار والمرافئ ومحطات ضخ المياه ومحطات الصرف الصحي بالتيار الكهربائي ومدى توفير العدد الكافي من ساعات التغذية لها بشكل يؤمن حسن سير عمل تلك المرافق خدمة للمواطنين وللصالح العام”.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لم تعد استخدامات الجيش الإسرائيلي للمُسيّرات تقتصر على ملاحقة العناصر المقاتِلة في جنوب لبنان واغتيالها، وجمع المعلومات الأمنية، حيث جرى تطوير وظائفها لإحراق الأحراش والمساحات الخضراء، وترهيب المواطنين في الجنوب، عبر اعتراض سياراتهم ليلاً، وإذاعة البيانات عبر مُكبرات الصوت.
وكشفت معلومات ميدانية ومقاطع فيديو، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، عن بعض الأدوار الجديدة المُوكلة للمُسيّرات الإسرائيلية، وكان أخطرها اعتراض مُسيّرة إسرائيلية مواطناً في بلدة الخلوات الحدودية في قضاء حاصبيا بجنوب لبنان، واحتجازه في سيارته لدقائق.
احتجاز مواطن في سيارته وأفادت قناة «الجديد» التلفزيونية المحلية بأن المُسيّرة احتجزت المواطن داخل سيارته لفترة وجيزة، «وسلّطت عليه أشعة قوية»، مضيفة أن المواطن «تمكّن من مغادرة المكان بسلام».
وقالت وسائل إعلام محلية أخرى إن المُسيّرة اعترضت المواطن فجراً، أثناء عودته إلى منزله، وعرَّضته لأشعة خضراء قوية في عملية مسحٍ له ولسيارته، وأنه عانى ألماً حاداً جراء تعرضه لضوء في عينيه.
ولم يُعرَف طبيعة الضوء الذي تعرَّض له، لكن خبراء في التقنيات يؤكدون أن هذا الضوء يستحيل أن يكون أشعة، بل يمكن أن يكون ضوءاً سلَّطته المُسيّرة على السيارة، بغرض الإضاءة عليه، وتمكين الكاميرا من مسح وجهه، وجمع البيانات عنه. وقال أحد الخبراء إن المسح لا يحتاج إلى ليزر، بل إلى كاميرا تنقل تُجري مسحاً لوجهه وتنقل المعلومات إلى الحاسوب، حيث يجري التعرف عليه بتقنية الذكاء الاصطناعي خلال ثوانٍ معدودة.
ويشير خبراء، تواصلت معهم «الشرق الأوسط»، إلى أن التطور التكنولوجي لدى إسرائيل «كبير جداً»، ويضع هؤلاء الإضاءة على سيارة المواطن في إطار الترهيب، في واحد من الاحتمالات، أو التأكد من هويته بغرض اغتياله، أو اعتراضه بغرض تحليل بياناته من خلال تحليل صورة شكل الجسم، ويعدون في جميع الأحوال أن ما جرى ينطوي على خطورة.
إشعال الحرائق ونشر الكاميرات هذه الوظيفة للمُسيرة تُضاف إلى ما كشفه مقطع فيديو جرى تناقله في لبنان، الجمعة، يُظهر مُسيّرة تُلقي مواد حارقة على أحراش حدودية في منطقة العديسة. ويوثّق المقطع تحليق المُسيّرة التي ترمي العبوة الحارقة، مما أدى الى اشتعال نيران.
ويُضاف ذلك إلى أدوار أخرى للمُسيّرات التي حملت مذياعاً كبيراً، وكانت تتنقل فوق القرى الحدودية وتطلق تحذيرات للسكان، ويتلو الجيش، عبر مكبرات الصوت التي تحملها، بيانات، كما تطلق الشتائم لـ«حزب الله»، وتتضمن المقاطع الصوتية التي تُبثّ تحريضاً على الحزب، كما قال السكان. وتكرَّر ذلك في أكثر من قرية على مدى أيام خلال الشهر الماضي.
فارق بالتسليح ويعترف «حزب الله» بالفارق النوعي في التسليح مع إسرائيل. وقال النائب حسن فضل الله، في تصريح له، الجمعة: «نحن لا ندَّعي أن العدو غير قادر على شن حروب وعلى التدمير، ولا ندَّعي وجود توازن تسليحي بيننا وبينه، لكن نقول ومن موقع التجربة والوقائع اليومية، إننا في لبنان وصلنا إلى مرحلة إذا اعتدى علينا العدو نردُّ الصاع صاعين، وإذا استهدف مدنيّينا فإن المقاومة تدخل مستوطنات جديدة في دائرة المواجهة، وتعلن عن ذلك، وأننا وصلنا إلى مرحلة أثبتنا فيها بطريقة وبأخرى معادلة الردع والحماية، وأن ضرب العمق يواجهه ضرب العمق، وأن كل تهديد ووعيد ورسائل لا تجدي نفعاً مع هذه المقاومة، وأنها مقاومة تتصرف بحكمة ووعي وشجاعة».
قصف متواصل يأتي ذلك في ظل تبادل متواصل لإطلاق النار في جنوب لبنان، وشن الطيران الحربي الإسرائيلي، فجراً، سلسلة غارات على أطراف قرى زبقين والناقورة ووادي حامول في القطاع الغربي، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والأحراج المحيطة. كما استهدف الجيش الإسرائيلي أطراف بلدة عيتا الشعب بعدد من قذائف الهاون، وتعرضت أطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي.
من جهة أخرى، أعلن «الحزب»، في بيانين منفصلين، استهداف مقاتليه موقعين عسكريين إسرائيليين في مزارع شبعا.
******************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
المنطقة تنازع، في ظلّ العدوانية الإسرائيلية المتمادية قتلا وتدميرا وتهجيرا في قطاع غزة، والمتمدّدة بالوتيرة ذاتها إلى الضفة الغربية. وفي موازاتها مفاوضات معقدة، وجبهات تغلي بالتوترات والتهديدات والاستعدادات للمواجهة.
مفارق.. ممنوع المرور
وإذا كانت المنطقة تقف في نقطة الوسط بين مفترقي الحرب واللاحرب، فإنّ الوضع اللبناني لا يقلّ حيرة وارباكا وضبابية حيث أنّه يقف على مجموعة مفارق مفتعلة مفخخة بموانع سياسية وحسابات وشعبويات ومصالح ورهانات وارتهانات، تجمّده في حفرة الازمة، وتزرع في طريقه لافتات “ممنوع المرور” تمنعه من التقدّم ولو قيد انملة، نحو نوافذ الانفراج.
لم يسبق أن شهد بلد في العالم ما يشهده لبنان من عدم الاستقرار في كل مفاصله، واختلافات جوهرية وتناقضات وحتى عداوات، ليس على الأساسيّات فقط، بل حتى على الثانويات، وللدقة اكثر، على أتفه الثانويات.
لبنان على منصة التصويب، وقرقعة طبول الحرب تصم الآذان، وبدل أن تجمع المصيبة مكوناته السياسية، وتقنعها بحاجة البلد الى اعادة انتظام حياته السياسية ومؤسساته الدستورية في ظرف هو الاصعب في تاريخ لبنان، تفرقت اكثر مما هي متفرقة، ومسمرت نفسها في مواقعها الممسمرة فيها اصلا منذ بداية الازمة، وقبل الشغور الرئاسي الذي يدخل غدا شهره الثالث والعشرين، كخطوط متوازية يستحيل أن تلتقي.
الى السجال .. درّ
تلك المكونات، نجحت وبامتياز، في جعل فترة الشعور الرئاسي ملهاة للشروط والتعجيز ومواصفات التحدي والاستفزاز. واذا كانت التطورات الحربية من غزة الى جنوب لبنان قد نحّت هذه الملهاة لبعض الوقت خارج السجال الاعلامي، دون ان تغير في مواقف أطراف الإنقسام الرئاسي شيئا، بل على العكس، ظهّرت ما هو أسوأ من الانقسام، باستثمار على الحرب ورهانات على نتائجها لعلها تُجيّر لغلبة هذا الطرف او ذاك. إلا ان مؤشرات تراكمت في الفترة الاخيرة ورافقت الحديث المتجدد عن توجّه لاعادة تحريك الملف الرئاسي، تبنىء بعودة متجددة الى استئناف هذه الملهاة وما يرافقها من سجالات وتكرار للشروط المانعة انتخاب رئيس للجمهورية.
موعودون بشيء ما
واستفسرت “الجمهورية” مرجعا سياسيا، حقيقة ما يتم تداوله حول الملف الرئاسي، والحضور الاعلامي اللافت في توقيته للسفير المصري علاء موسى على الخط الرئاسي، فأكتفى بالقول: ليس في يدنا شيء حتى الآن، ولكنّنا موعودون بشيء ما خلال شهر ايلول”. من دون ان يضيف اي تفصيل آخر، او يحدّد من هو الواعد، او مضمون الوعد، وكيفية تحريك الملف الرئاسي اكان بالطريقة السابقة، وهذا معناه العودة الى المراوحة من جديد في مدار المواقف المتعارضة. او بطريقة جديدة وافكار جديدة من النوع الذي يقود فعلا الى احداث اختراقات في الجدار الرئاسي.
بري: طريق الرئاسة معروف
في هذه الأجواء، أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري الى “الجمهورية” قوله: الدعوة الى انتخاب رئيس قائمة في كل لحظة، وخصوصا أن لبنان في حاجة ملحة الى رئيس للجمهورية أمس قبل اليوم ، واليوم قبل الغد.
وعما يحكى عن حراك رئاسي، اكد بري انه مع اي حراك يفضي الى انفراج رئاسي، وقال: لا شيء يمنع انتخاب رئيس للجمهورية على الاطلاق، بل ان الظروف التي نمر به، توجب ذلك.
ولفت بري الى “أن مسار الرئاسة معروف، وسبق ان حددته مرات ومرات”. ملمحا بذلك الى ثلاثية “تشاور فتوافق فانتخاب”. التي تشكل جوهر مبادرته التي اطلقها حول حوار او تشاور لفترة محدودة سقفها سبعة ايام، يصار خلالها الى التوافق على اسم، او مجموعة اسماء، يلي ذلك النزول الى مجلس النواب لعقد جلسات متتالية بدورات متتالية، حتىت انتخاب رئيس للجمنهورية من بين الاسماء المتفق عليها.
وقال: كانت امامنا فرص عديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، ولكن مع الأسف لم نستفد منها. ولكن الفرصة ما زالت متاحة لذلك، علما انهم لو سمعوا مني لكنا انتخبنا رئيسا، قلت لهم هذه مبادرتي للتوافق وجربوني، ومع الاسف لم يستجيبوا، والنتيجة كما شهدناها جميعا اطالة امد الشغور.
في مجال آخر، اعرب بري عن ارتياحه لتمديد مهمة قوات اليونيفيل في الجنوب، “والذي جاء باجماع اعضاء مجلس الامن الدولي، ولم يتغيّر حرف واحد ممّا وافق عليه لبنان، وفي ذلك تأكيد متجدد على القرار 1701 الذي يتمسك به لبنان ويلتزم به نصا وروحا”.
هذه الأمور، اضافة الى التطورات في الميدان الفلسطيني في ظل العدوانية الاسرائيلية المتمادية اجراما وتدميرا في قطاع غزة والضفة الغربية، وكذلك تطورات الوضع على الحدود الجنوبية، سيتناولها الرئيس بري ويحدد الموقف منها في الخطاب المتلفز الذي سيلقيه بعد ظهر اليوم من مقر رئاسة المجلس في عين التينة لمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لتغييب الإمام موسى الصدر.
المجلس يستأنف نشاطه
في سياق مجلسي متصل، يعود مجلس النواب الى العمل بعد انتهاء عطلة آب. وستستأنف اللجان النيابية جلساتها اعتبارا من يوم بعد غد الاثنين، لدراسة واقرار مجموعة من مشاريع القوانين المدرجة في جداول اعمالها. واكد رئيس المجلس انه سيبادر الى الدعوة الى جلسة تشريعية حال انتهاء مطبخ اللجان من انضاج المشاريع المطروحة امامها.
ويتزامن مع انجاز وزارة المالية لمشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2025، حيث احال وزير المال يوسف خليل المشروع الى رئاسة الحكومة. حيث ينتظر ان يعقد مجلس الوزراء سلسلة جلسات خاصة بالموازنة قبل احالتها بمشروع قانون الى مجلس النواب لدرسه واقراره ضمن المهلة القانونية.
عدوانية مجنونة
ميدانيا، زنار النار يلف الجبهة الجنوبية، مع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية التي تتواصل بوتيرة مكثفة على المناطق والبلدات اللبنانية، فيما آلة القتل الاسرائيلية ماضية في حرب ابادة البشر والحجر في قطاع غزة والضفة الغربية. وفي هذه الاجواء، لا أحد يستطيع أن يحدّد مدى تدحرج كرة النار، ولا الوجهة التي ستسلكها المنطقة تبعا لذلك، وإن كأنت الوقائع العدوانيّة تشي بأنّ احتمال الحرب الواسعة هو الأقوى. في وقت يبقى الغموض هو السيد في ما خص الرد الايراني على اغتيال هنية.
وتعزز احتمالات التصعيد بعض التقديرات المتشائمة التي تعتبر ان اسرائيل مطلقة اليدين في عدوانية مجنونة بلا حدود، ولا رادع لها، وأن العقل الخبيث الذي يديرها يبدو وكأنه يضرب عرض الحائط كلّ التحذيرات الدولية من مخاطرها وعواقبها المدمرة. ويتلمّس الطريق الى اسقاط المنطقة برمتها في حرب واسعة انفاذا لمشروع اسرائيلي لتغيير وجه المنطقة.
تعويل على المفاوضات
على انّ ما يلفت الانتباه في موازاة ذلك، تقديرات متفائلة تعلق آمالا كبرى على الدفع الأميركي للمفاوضات لبلوغ تسوية عاجلة. وهذا التفاؤل تشارك فيه ديبلوماسيون غربيون بحديثهم عن تأكيدات اميركية تقلل من احتمالات الحرب برغم الاجواء المشحونة، وتجدّد عزم ادارة الرئيس جو بايدن على وقف الحرب القائمة منذ احد عشر شهرا في قطاع غزة، وإحداث نافذة انفراج واختراق ايجابي في مفاوضات وقف اطلاق النار وبلوغ صفقة تبادل في المدى القريب المنظور، بما يؤدي تلقائيا إلى إطفاء التوترات في كل ساحات المواجهة، وخصوصا على جبهة جنوب لبنان، بل ويطوي ايضا صفحة التهديد الايراني بالرد على اسرائيل”.
المفاوضات مستمرة .. وتتقدم!
يشار في هذا السياق، الى ان الاعلام الاسرائيلي بدأ يتحدث عن بعض التقدم في المفاوضات، مركزا في الوقت ذاته على رفض جنود اسرائيليين للعودة الى القتال في غزة بالنظر الى الصعوبات التي يواجهونها.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية: “إن مفاوضات الصفقة مُستمرة، بينما يُستنفد الوقت مع تزايد مخاوف الردّ الإيراني، ما زال هناك قلق إسرائيلي من انفجار المفاوضات وتطوّر الصراع إلى حربٍ إقليمية . فرق عمل من الموساد والشاباك والجيش ما زالت في الدوحة تستكمل المحادثات على بعض القضايا، والأطراف اقتربت من التواصل لتفاهم حول بعض النقاط، حيث شهدت تقدمًا في هوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم وخطة نشر القوات في غزّة، ومفاتيح الإفراج عن الأسرى وغيرها . الا ان الخلاف الأهم على فيلادلفيا ونيتساريم، سيؤجل إلى النهاية، إنطلاقًا من استراتيجية أميركية لمحاولة إغلاق مُعظم الخلافات، وحشر بنيامين نتنياهو في الزاوية ومطالبته بالمرونة في النقطتين الرئيسيتين”.
ونقل موقع “واللا” الاسرائيلي عن مسؤولين اميركيين “ان اسرائيل و”حماس” احرزتا تقدما في المفاوضات، ولكن لم تتوصلا الى اتفاق بعد”، مشيرا الى “ان الايام الاخيرة شهدت تقدما ملحوظا. وقد مرّر الطرفان من خلال الوسطاء قوائم باسماء الاسرى الذين يريدان اطلاق سراحهم. وخلال المفاوضات في الدوحة والقاهرة هذا الاسبوع، بدأ الطرفان في مراجعة الاسماء ومناقشة كل منها”.
وفيما نقلت صحيفة يديعوت احرونوت عمن سمته مسؤولا اسرائيليا مطلعا قوله”هناك ارضية مشتركة اكثر من قبل للتوصل الى اتفاق”، اشارت الصحيفة نفسها الى ان اجتماع الكابينيت قبل ساعات شهدت مواجهة هي الأخطر حتى الآن بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهة ووزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت. ونقلت عن نتنياهو قوله في الاجتماع: “ان واشنطن والقاهرة وافقتا على خرائطه فرد غالانت ان النقاش ليس معهما بل مع السنوار”.
ونقلت عن غالانت قوله في الاجتماع :ان قبول صفقة التبادل سيبرّد ردّ إيران ويتيح التوصّل إلى اتفاق على الجبهة اللبنانية، وحذر وزراء الكابينيت من تصعيد اقليمي إن لم تقبل اسرائيل بصفقة التبادل”.
*******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الوضع برمته في المنطقة متفجر؛ «هدنة غزة المنتظرة» تراوح بين تمسك الكابينت الاسرائيلي (مجلس الوزراء المصغر) بالبقاء في معبر فيلادفيا وصمود الضغط الأميركي لاطلاق سراح الاسرى والمحتجزين ووقف اطلاق النار.. والوضع الجنوبي بين اشتداد المواجهات، والأخذ بالاعتبار مصالح اللبنانيين بالاستقرار مع مواسم ايلول الذي يبدأ غداً من دون ان يحمل مؤشرات بأن يكون طرفه «بالتسوية» او التسويات مبلول.
فمن طيور ايلول الى قطاف الزيتون، والاستعداد للموسم الزراعي، الى التحضير لتسجيل الطلاب والعودة الى المدارس بعدما حددت وزارة التربية ايام التسجيل ومواعيد العودة الى المدارس.
استمر التحذير الدولي من انفلات التصعيد وتحوله الى مواجهة اكبر واوسع، حيث افادت مصادر دبلوماسية لـ «اللواء» ان معظم اعضاء مجلس الامن الدولي الخمسة عشر حذروا خلال جلسة التجديد لقوات اليونيفيل يوم الاربعاء الماضي، من مغبة استمرار المواجهات، واكدوا على ضرورة الاسراع بتطبيق القرار 1701 ووقف الاعمال العسكرية القائمة بشكلها الحالي حتى لا تنفجر الامور عند اي خطأ في الحساب.
ولكن اوضحت المصادر انه يبدو من الاجواء الدولية والاقليمية السائدة ان لا تحرك اميركيا في المدى المنظور بعد رد حزب الله على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر، وان اي تحرك للموفد آموس هوكشتاين ينتظر ظهور بوادر انفراج في المفاوضات الجارية بين الدوحة والقاهرة حول غزة حتى لو لم تتوصل الى اتفاق نهائي، وقد يتجدد التحرك الاميركي في حال ظهرت بوادر ايجابية، لا سيما بعدما اعلن امس الاعلام الاسرائيلي «ان إسرائيل وحماس أحرزتا تقدماً في المفاوضات بشأن عملية تبادل الرهائن والأسرى بلغت حدّ تبادل قوائم بأسماء من سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة».
وعادت جبهة الجنوب الى احتلال صدارة الحدث اليومي في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على قراه والتحضيرات العسكرية وحشد الألوية والوحدات القتالية قبالة جبهة الجنوب، حيث اعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي امس: «رفع الجهوزية على الجبهة الشمالية. وفرقة الجليل 91 استكملت مناورة مشتركة مع الشرطة وغيرها من الاجهزة الامنية».
انضمام لبنان الى «المبادرة الخضراء»
في هذه الاجواء القاتمة أمنياً، وعلى صعيد جبهة الحرب في الجنوب، اعلنت الحكومة اللبنانية، ممثلة برئيسها ووزيري الزراعة عباس الحاج حسن والبيئة ناصر ياسين عن موافقة المملكة العربية السعودية على انضمام لبنان الى «مبادرة الشرق الاوسط الأخضر» التي اطلقها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سليمان.
واعتبر الحاج ان موافقة المملكة تكريس لوقوفها الدائم الى جانب لبنان في أحلك الظروف.
الموازنة
مالياً، أحال وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2025 إلى رئاسة مجلس الوزراء، «وذلك للسنة الثانية على التوالي في الموعد الدستوري المحدّد وفق المادة 17 من قانون المحاسبة العمومية التي تنص على: «يقدم وزير المالية مشروع الموازنة إلى مجلس الوزراء قبل أول أيلول مشفوعاً بتقرير يحلل فيه الاعتمادات المطلوبة، والفروقات الهامة بين أرقام المشروع وبين أرقام موازنة السنة الجارية».
مباراة في «الخرائط»
سياسياً، تشهد السياسة المحلية ثلاث مبارزات على مستوى قيادات الصف الاول، فعند الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم، يطل الرئيس نبيه بري لمناسبة الذكرى 46 لاختفاء الامام السيد موسى الصدر، يتناول آخر تطورات القضية، وما يشهده الجنوب وسط الاسئلة الثقيلة وصولا الى المخارج الممكنة حول الرئاسة والانتقال الى وضعية تحاكي التطورات في لبنان والمنطقة.
وغداً الأحد، لمناسبة «شهيد القوات» يتناول رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الاوضاع الداخلية، معيداً التركيز على انتقاد حزب الله، وحرب الاسناد في الجنوب، مقترحا خارطة طريق للخروج من الازمات المتفاقمة، والعودة للاحتكام الى مواد الدستور في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وبين هاتين الاطلالتين، يكثر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من الكلام لمواجهة «الانشقاقات الحاصلة في التيار الوطني الحر» بعد خروج الكتلة النيابية المشاركة بالقرار المجلس والمطبخ التشريعي، بالاضافة الى تحميله مسؤولية استمرار الصراع الرئاسي، ووضع العصي امام عمل الحكومة بفرض مقاطعة على جلسات مجلس الوزراء، بمنع الوزراء من المشاركة في الجلسات وسوى ذلك من مواقف تعمق الوضع غير المستقيم في البلاد،بالاضافة الى الاستثمار في موقفه المناهض لمشاركة حزب الله في اسناد غزة بوجه العدوان الاسرائيلي منذ 11 شهراً.
4 ساعات تغذية إلَّا إذا..
كهربائياً، حسب بيان لمؤسسة كهرباء لبنان، فإن المؤسسة باشرت صباح امس باتخاذ الاجراءات اللازمة للمباشرة بعملية تفريغ القسم المخصص من حمولة الشحنة لمعمل الزهراني،لتتوجه الشحنة من ثم الى مصب معمل دير عمار لتفريغ ما تبقَّى من حمولتها في خزاناته.
وحسب البيان وحساباته بالميغاواط، فإن «رفع التغذية بالتيار الكهربائي سترتفع تدريجياً بدءًا من مساء امس.. واعدة بتوفير 4 ساعات تغذية للعموم».
ولم تغفل المؤسسة عن وضع المواطنين بأية مستجدات في ما خصَّ التغذية بالتيار الكهربائي (طبعاً لجهة انقطاعه مجدداً).
وفي خطوة من شأنها ان تحدّ من الاجحاف في توزيع الطاقة المنتجة بين المناطق وجَّه الرئيس نجيب ميقاتي كتابا الى وزارة الطاقة والمياه، مؤسسة كهرباء لبنان، رافضا فيه التفاوت في التغذية بالتيار، ومطالبا بتوزيع الانتاج والطاقة بشكل عادل.
كما تضمن الكتاب الطلب بالافادة عن عدد ساعات التغذية في كل منطقة وكشف التفاوت في التوزيع وفي ساعات التغذية.
الوضع الميداني
ميدانياً، جدد العدو الاسرائيلي قصف القرى والمدن الجنوبية فاستهدف سهل الخيام، وبلدة كفركلا، كما استهدفت مسيَّرة بلدة يارون ثم غارت في وقت لاحق على طيرحرفا.
اما رد حزب الله، فتمثل بتنفيذ عدد من العمليات، فاستهدف عصر امس تموضعا لجنود العدو في موقع المطلة بمحلّقة انقضاضية.
كما استهدف الحزب انتشارا لجنود العدو في حرش برعام بالاسلحة المناسبة.
ولاحقا، قصف الحزب انتشارا لجنود العدو في جبل نذر بالاسلحة الصاروخية.
**************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
في الوقت الذي لا تزال فيه كل ملفات الداخل اللبناني عالقة على حبال التطورات الاقليمية وخاصة تلك المرتبطة بالحرب على غزة والتي توسعت في الايام الماضية لتشمل الضفة الغربية، من المرتقب ان يُحرك خطابا رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم السبت في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر كما خطاب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، الركود السياسي القاتل والمتواصل منذ أشهر بعدما تقدمت الحرب الدائرة في الجنوب على ما عداها من ملفات.
بري- جعجع وفيما أفادت معلومات «الديار» ان بري سيخصص الجزء الاكبر من كلمته للمشهد العام في المنطقة ولملف حرب الجنوب وتداعياته، لافتة الى ان «تناول الملف الرئاسي سيكون تحت عنوان ان هناك طريقا واحدا للحل هو الحوار ومن يرفضه يتحمل مسؤولية اقترابنا من دخول عام ثان من الفراغ»، أشارت مصادر مطلعة ل»الديار» الى ان «جعجع سيطرح في كلمته الاحد خريطة طريق ما فوق رئاسية باتت ملحة وضرورية لمعالجة الأزمة اللبنانية»، موضحة ان «الخطاب سيلحظ ايضا التمسك بالثوابت، توصيف لواقع الحال، كما انه سيتناول ملف الحرب في جوانبه كافة مع اتخاذ الموقف المطلوب»، واضافت المصادر:»كذلك سيكون هناك اصرار على وجوب انتخاب رئيس للجمهورية تبعا لما ينص عليه الدستور».
عمليات محدودة ميدانيا، بقيت العمليات العسكرية جنوب لبنان محدودة مقارنة بما كانت عليه قبل اسابيع. فأعلن حزب الله عن استهداف موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة كما موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة اضافة لتموضع لجنود العدو في موقع المطلة بمحلقة انقضاضية وانتشار لجنوده في جبل نذر. بالمقابل، افادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بقصف أطراف بلدات عيتا الشعب، الناقورة وعلما الشعب والعديسة.
4 ساعات تغدية يوميا وفي ما قد يعتبره البعض نوعا من الانفراج في خضم الازمات الكبيرة التي يتخبط فيها البلد، اعلنت مؤسسة كهرباء لبنان عن بدء تفريغ شحنة مادة الغاز أويل الراسية قبالة مصب معمل الزهراني بعد التأكد من تطابق نتائج الفحوصات المخبرية للعينات مع النتائج للمواصفات التعاقدية المطلوبة. واشارت المؤسسة الى انه «على أثر ذلك، ستقوم المؤسسة تدريجيًا من مساء اليوم (الجمعة) تباعا في إعادة تشغيل المجموعة البخارية في معمل الزهراني على أن تتبعها المجموعتين الغازية والبخارية في معمل دير عمار، ما يؤمن حوالي 4 ساعات تغذية بالتيار الكهربائي للعموم، و24/24 ساعة تغذية للمرافق الحيوية الأساسية في لبنان.
عمليات مفتوحة في الضفة وبالعودة للتطورات الاقليمية وبالتحديد على صعيد الحرب في غزة والضفة الغربية، أعلنت القيادة الوسطى للجيش الإسرائيلي، الجمعة أنّ «العملية العسكرية في جنين غير محددة بزمن وستنتهي بعد تحقيق أهدافها». واشار وزير حرب العدو الاسرائيلي يوآف غالانت الى إن «الجيش سيستخدم مقاتلات سلاح الجو في ضرب أهداف في الضفة الغربية». وجاءت تصريحات غالانت خلال زيارة قام بها لجنود يتمركزون قرب جنين شمال الضفة الغربية، وقال: «نحن لا نتردد في استخدام القوة ضد الأعداء القريبين الذين يحاولون الفرار، وضد الأعداء البعيدين الذين يحاولون الاقتراب. وسنستخدم الدعم الجوي إذا لزم الأمر. لقد قررت ذلك قبل عام وهو منقذ للارواح».
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم امس ولليوم الثالث على التوالي عمليته العسكرية في جنين وطوباس وطولكرم شمالي الضفة الغربية، فيما أعلنت الفصائل الفلسطينية الانتقال إلى المرحلة الثانية من هذه المعركة التي أطلقت عليها اسم «رعب المخيمات». وتوجه قائد سرايا القدس» في الضفة لنتانياهو وقادة العدو بالقول:»ان الأوان قد فات لوأد مشروع المقاومة في الضفة الغربية، وأن خلايا ممتدة في كل المدن والمخيمات هي الآن تعمل بفضل الله ضمن تشكيلات سرايا القدس والمقاومة المختلفة، وسنرى ماذا سيحصل خلال الأيام القليلة المقبلة في الجنود والآليات المتوغلة في مدن جنين وطوباس وطولكرم».
كذلك اعلن جيش الاحتلال انه قتل ثلاثة مقاتلين فلسطينيين من حركة «حماس» في غارة جوية في منطقة جنين كما قال انه انهى عملية استمرت شهراً في جنوب ووسط قطاع غزة، ادعى انها أسفرت عن مقتل أكثر من 250 مقاتلاً فلسطينياً.
قلق دولي وعبرت اكثر من دولة عن قلقها مما يحصل في الضفة. فرأى بيان للخارجية الفرنسية أن الممارسات الإسرائيلية في محافظات عدة في الضفة الغربية «يفضي إلى تفاقم مناخ من عدم الاستقرار والعنف غير المسبوق». ودعت إلى «وقف الاستيطان على الفور لأنه يتعارض مع القانون الدولي، كما أكدت ذلك محكمة العدل الدولية مؤخراً، ويهدف إلى جعل حل الدولتين مستحيلاً».
من جهته، قال ناطق باسم وزارة الخارجية والتنمية البريطانية: «تشعر المملكة المتحدة بقلق بالغ حيال العملية الجارية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. ندرك حاجة إسرائيل للدفاع عن نفسها في مواجهة التهديدات الأمنية، لكن تقلقنا بشدة الأساليب التي تتبعها إسرائيل، وأنباء سقوط ضحايا مدنيين، وتدمير بنية تحتية مدنية».
في هذا الوقت، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن «الحكومة وافقت على تمديد قرار يسمح بتجنيد 350 ألف جندي احتياط حتى نهاية عام 2024». علما ان وزير الدفاع الاسرائيلي كان قد أعلن في تموز الماضي، ك عن حاجة جيشه إلى 10 آلاف جندي إضافي فورا، وسط تقارير عن «زيادة كبيرة» في عدد الضابط الذي يطلبون التقاعد من الخدمة العسكرية.
وفي اشارة واضحة الى تراجع مسار التفاوض على حساب مسار التصعيد, نُقل عن مصدر في فريق المفاوضات الإسرائيلي، العائد من الدوحة بعد مشاركته في جولة جديدة على مستوى الخبراء المهنيين، إن تقدماً ما حصل في عدة بنود في المفاوضات، يجعله يقدّر بأن هناك احتمالاً بنسبة 55 في المائة أن يتوصل الأطراف إلى صفقة قريباً.
وقالت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات ل»الديار» انه «نتيجة العمليات العسكرية المتواصلة في الضفة الغربية تراجع منسوب التفاؤل بانجاز هدنة قريبة في غزة الى ادنى مستوياته»، لافتة الى انه «قد بات محسوما ان نتنياهو لا يزال يرسل فرق التفاوض الى الدوحة والقاهرة نزولا عند الطلب والضغط الاميركي لا اكثر ولا اقل، لكنه غير مستعد على الاطلاق لتقديم اي تنازل يُحسب لصالح «حماس» وهو مقتنع انه قادر على الحسم عسكريا سواء في غزة او الضفة».
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
تاريخ الإجرام الرسمي الإسرائيلي حافل ومشهود في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية وضد كل إنسان يقف في طريق الصهاينة.
وعندما قرأت خبراً أن الجيش الإسرائيلي قصف قافلة مساعدات إنسانية ينقلها الجيش الأميركي الى أهالي غزة المنكوبين لم أصدّق ما حصل؟ وإن كان الأمر ليس بعيداً عن الإسرائيليين.
ولكن كيف يمكن أن لا نصدّق، والخبر جاء على لسان مسؤول أميركي. ولم يكن القصف فقط للمساعدات الإنسانية المادية بل تعدّى ذلك الى قتل أشخاص أبرياء.
في دول العالم يعتبر هذا الخبر جريمة ضد الإنسانية… ولو كان هناك ما يسمّى بـ «الأمم المتحدة» لوصل هذا الخبر الى الأمم المتحدة، وكان عليها أن تصدر قراراً تحت البند السابع كي تضع حداً للإجرام الإسرائيلي المشهود.
على كل حال، تذكرت حادثة حصلت عام 1967… كانت أميركا قد وضعت سفينة التجسّس «ليبرتي» كي تراقب تقدّم القوات الإسرائيلية التي أعلنت الحرب على العرب.. وبدأ الجيش الإسرائيلي يتقدّم في سيناء وفي الجولان وفي الضفة الغربية وفي القدس… وطبعاً علمت إسرائيل بمهام السفينة الأميركية، فقامت بقصفها وإغراقها… والغريب العجيب أن الإعلام لم يتحدّث عن هذه الحادثة.
على كل حال، بعد أن وصل عدد الذين قتلتهم إسرائيل في غزة الى 42 ألفاً معظمهم من الأطفال والنساء، وتجاوز الجرحى المائة ألف معظمهم من الأطفال والنساء، وبعد أن دمّرت 83% من مدينة غزة إذ لم يتبقَّ غرفة واحدة صالحة للاستعمال… هذا إضافة الى المستشفيات وعددها 25 دمّرت تدميراً كاملاً… والكنائس والمساجد التاريخية والجامعات والمدارس والدُوَر الحكومية.
أكتفي بذلك للنظر الى مليوني فلسطيني في غزة لا منازل ولا سقوف ولا فراش، ولا الحد الأدنى من سبل المعيشة، ولا أكل ولا أدوية… ولا حتى حليب أطفال ولا لقاحات.
أمام هذا الهول من الجرائم انضمت الضفة الغربية منذ يومين الى غزة، وبدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذ خطة إبادة للشعب الفلسطيني في غزة وقام بهجوم من البر والجوّ وبالدبابات والمدافع بغية تدمير مدن الضفة الغربية بدءاً بطولكرم الى طوباس الى جنين ونابلس الى المخيمات التابعة لهذه المدن.
ولا شك ان المقاومة الإسلامية في لبنان ساندت غزة في حربها مع العدو الإسرائيلي، ولكن السؤال هنا: من سيساعد الضفة الغربية في حربها ضد إسرائيل؟
طبعاً لا أنتظر من الدول العربية أي موقف، لأنّ ما حدث في غزة خلال ما يقارب الأحد عشر شهراً لا يتصوّره العقل ولا يقبله أي إنسان… والمصيبة الكبرى أن الأمة العربية في موقف المتفرّج على ما يحدث لأهلنا في غزة وكأنّ الأمر لا يعنيهم.
أخيراً، يا أهلنا في فلسطين لا تخافوا… فربّ العالمين يساندكم ومعكم والنصر لكم بإذن الله وهو آتٍ لا ريب فيه.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :