افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 29 آب 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الخميس 29 آب 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

ميشال عون: تعيش مع محيطك ثم تقول ما بيشبهونا؟


يصرّ الجنرال ميشال عون، ابن التاسعة والثمانين، على أن يصطحبك إلى إحدى زوايا الحديقة ليريك «عربيشة الورد» التي زرعها، و«السنة الجاية إذا جيت لعنا بتشوفها معربشة عالسروات». يستيقظ عند السادسة والنصف صباحاً: بعد الدوش والرياضة الصباحية «حتى يضلوا إجرينا يحملونا»، وقراءة ما يُعدّ له من مقتطفات الصحف، يستقبل بعض الخواص، قبل أن يبدأ نهاره الفعلي عند التاسعة باستقبال زوار ووفود شعبية يأتون إلى «الجنرال» لا إلى الرئيس، لأن «الرئاسة تشبه عقد الإيجار لست سنوات وتجعلك مكتوماً ومُقيّداً». يستذكر الرئيس الراحل سليم الحص الذي «جمعتني معزّة خاصة به رغم أننا تحاربنا»، فهو «غير سياسيّي اليوم: رجل أخلاقي وشديد النزاهة». ومشكلته أنه وُجد في بلد «داشر بلا أمن وبلا قضاء». في اللقاء التالي، أول حديث صحافي للرئيس السابق منذ خروجه من قصر بعبدا

*أنت من رعيل أدرك الحرب العالمية الثانية وعايش مرحلة ما بعدها والحرب الباردة وصولاً إلى يومنا، كيف تصف أوضاع العالم والمنطقة ولبنان؟

عصبة الأمم التي أنشئت بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى لتكون شرطياً دولياً لم تنجح في تطبيق مبادئها بالحفاظ على السلام بين دول العالم ومنع الحروب والنزاعات، ولم تمنع اندلاع الحرب العالمية الثانية، ما أدّى إلى انحلالها في نهاية المطاف. اليوم نحن في أجواء مشابهة. الأمم المتحدة التي حلّت مكان عصبة الأمم عاجزة عن وقف المسلخ البشري الذي افتتحته إسرائيل منذ أكثر من عشرة أشهر في غزة وأخيراً في الضفة الغربية. هناك، التاريخ يعيد نفسه كما في بيت لحم عندما ذبح هيرودوس الأطفال ليقضي على يسوع قبل أن يكبر، فيما العالم يتفرّج. لم يتمكّن مجلس الأمن من فرض وقف لإطلاق النار، ومزّق مندوب إسرائيل ميثاق الأمم المتحدة، ولم تجرؤ المحكمة الجنائية على أن تقول لإسرائيل: «يا محلا الكحل بعيونك». الأمم المتحدة انتهت. ونحن فعلياً اليوم نعيش نوعاً من حرب عالمية ثالثة. في أوروبا تدور حرب مدمّرة. وفي منطقتنا النار في كل مكان. ولبنان اليوم في وسط الحرب.

*لديك موقف من هذه الحرب؟

أنا ضد مشاركتنا فيها لأسباب عدة: لبنان أصغر دول المنطقة، وليست بيننا وبين غزة حدود مشتركة ولا علاقات اقتصادية ولا اتفاقية دفاع مشترك، ولا الدولة اللبنانية قرّرت هذه المشاركة في هذه الحرب ولا جامعة الدول العربية.

*لكن حزب الله انخرط في الحرب كإجراء استباقي، إلى جانب إسناد غزة، لاحتمال شنّ إسرائيل حرباً على لبنان، أي وفق المنطق الاستباقي نفسه الذي اعتمده في الحرب السورية والذي لم تعترض عليه

لكنّ الأميركيين لا يريدون دخول الإسرائيليين إلى لبنان.

*تصدّق الأميركيين؟

موقفهم حتى الآن كذلك، فلماذا نعطيهم عذراً بكسرنا القرار 1701. موقفي نابع من الخشية من الخسارة أمام الإسرائيليين والخوف على مستقبل لبنان. بيننا وبين الحزب علاقة عمرها 18 عاماً. في عدوان 2006 لم يكن أحد غيري مع المقاومة، واشتغلت ناطقاً إعلامياً باسمها رغم كل التهديدات والتحذيرات.

*ما الذي تغيّر عن عام 2006؟

أولاً الأسلحة المتطورة التي نشهدها في حرب اليوم. ثانياً، في عام 2006 كانت أميركا داعمة للحرب، لكنها هذه المرة حضرت بأساطيلها إلى المنطقة منذ اليوم الأول بعد 7 تشرين. هل موازين القوى تمكّننا من مواجهة أميركا؟ في المرة الماضية اعتدت علينا إسرائيل، فيما هذه المرة نحن من بدأ المعركة وأعطيناهم «ممسكاً» علينا. خشيتي نابعة من أن هذه الحرب تبدو بالنسبة إليّ حرباً بغطاء دولي واسع. لاحظ، إنه رغم التعاطف العالمي على المستوى الشعبي مع مأساة الفلسطينيين في غزة، لم تقدم أيّ من الدول الفاعلة على إدانة إسرائيل ولم تلوّح أيّ منها على الأقل بخفض مستوى العلاقات معها. ويبدو كما لو أن الجميع مع هذه الحرب.

*بغضّ النظر عن موقفك من الحرب، كيف ترى الأداء السياسي والعسكري للمقاومة؟

الأداء عموماً عقلاني، ولديّ ثقة بالسيد حسن نصرالله. الأداء السياسي correct، ولكن ماذا عن نوايا الطرف الآخر؟ عسكرياً، يتصرّفون بذكاء. هناك امتصاص للهجمات وردّ فعل جيد، وتبيّن أن الأمر أصبح شديد الإزعاج لإسرائيل، وهذا أمر يفرحني بالتأكيد. وأنا أتمنى من كل قلبي أن أكون قد أسأت التقدير، وأن تنتهي الحرب ولبنان بحدوده الحالية، لأن لديّ خشية حقيقية من أن الإسرائيلي يريد أن يحتل منطقة جنوب الليطاني لإقامة منطقة عازلة.

 

*كيف هي علاقتك مع حزب الله حالياً؟

هادئة. نحن حريصون على العلاقة وعلى عِشرة 18 عاماً، ولا أرضى أبداً بأن يتحوّل الخلاف السياسي إلى خلاف طائفي، وطلبت التعميم على جميع محازبي التيار بالابتعاد عن هذه اللغة. لديّ بعض العتب على عدم دعم الحزب لي في بعض الأمور كالتدقيق المالي الذي كان أمراً مهماً بالنسبة إليّ. زعلت وتعاتبنا. لكن هذا لا علاقة له بالموقف الاستراتيجي. ومن المؤكد أنني سأفرح معهم جداً إذا انتصروا في هذه الحرب، وإذا خسروا - لا سمح الله - سأحزن معهم. لا أتنازل عن قناعاتي. عندما كنا على وشك توقيع اتفاق مار مخايل نصحني الأميركيون بعدم الذهاب بحجة أن عليّ خطراً ثم هدّدوني بوضعي على لائحة «أوفاك». ولم يغفروا لي موقفي هذا. عندما زار وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو لبنان كان طلبه مني ومن جبران باسيل أن نفكّ العلاقة مع الحزب. كان جوابي أننا بلد متنوّع وبرلماننا متعدّد وكل الناس يتكلمون مع بعضهم. لم يعجبهم ذلك فنفّذوا التهديد بجبران الذي تعرّض منذ 17 تشرين 2019 ولا يزال لاغتيال سياسي.

*هل هناك تواصل بينك وبين السيد حسن نصرالله؟

وضعه لا يسمح بذلك.

*هناك انقسام طائفي عميق اليوم ولهجة سائدة خصوصاً في الشارع المسيحي تقوم على شعار «ما بيشبهونا»؟

قد نختلف في السياسة وفي العادات والتقاليد وفي طريقة العيش. نحن متنوّعون، والقرآن يقول: ولو شاء ربك لجعل الناس أمّة واحدة. هذه توصية إلَهية بالتنوع. الخطاب الطائفي غير مقبول. قاتل واستشهد معي جنود سنة وشيعة ومن كل المذاهب، فكيف أقول إنهم لا يشبهوننا. الخلافات السياسية والخلاف على الرئاسة، قادرون على التوصل إلى حلول لها، وهي تبقى أقل خطراً من الطائفية. يجب ألّا يتحوّل أي خلاف سياسي إلى خلاف طائفي. ما يهمّني هو محيطي. عندما كنت أمثّل 72% من المسيحيين جئت بهم غطاء لحزب الله لأنّي أريد أن أعيش مع محيطي. هل أعيش مع محيطي أم أقول «ما بيشبهونا»؟ مشكلتنا لخّصها الرئيس إميل إدّه عندما عارض الاستقلال وخوّنوه. كان رأيه «أننا شعب غير قادر على بناء دولة وكل فئة منه مرتبطة بمرجعية خارجية وأن المسيحيين يرون في لبنان أرز الرب، والمسلمين يريدونه أرض القبب والمآذن، وهذا يعني أننا كل 20 سنة سنشهد خضّة». لذلك دعا إدّه إلى بقاء الفرنسيين بعض الوقت «لنتعلم منهم كيف نبني دولة». لكن هناك من سحب مسدّساً، وهناك من أنزل علماً. نلنا الاستقلال ولم نبنِ الدولة، ولم ننجح في بناء حالة لبنانية جامعة تجنّبنا انعكاسات خلافات الخارج ومشاكله.

*أين أصبح الملف الرئاسي؟

القصة صارت دولية وصارت هناك لجنة خماسية. أخشى أن هناك من خطّط من الخارج لهذا الفراغ ولهذا الاهتراء، وتعمّد ألا تكون هناك حكومة شرعية بعد الأوراق الكثيرة التي تبادلناها مع الرئيس المكلّف آنذاك نجيب ميقاتي. النتيجة اليوم أنهم «حرقوا دين» الدستور. وإلا كيف يُمدّد لقائد الجيش وهناك 20 ضابطاً أفضل منه. هذا أيضاً تخريب للجيش الذي أصبح عاجزاً عن القيام بواجباته بسبب الانهيار المالي، وكذلك بسبب من سرقوا المؤسسة العسكرية.

*أين أخطأت في عهدك؟ في التعيينات التي قمت بها مثلاً؟

خياراتي في التعيينات التي قمت بها جاءت بعد تدقيق في مهنية الأشخاص بعيداً عن الانتماءات. لم أعمل وفق مبدأ الولاء الذي أعتبر أنه «خارب» البلد.

*ألم تخطئ بالتمديد لرياض سلامة؟

هذا كذب. طلبت من الرئيس نبيه بري ومن غيره بأن نعيّن حاكماً لمصرف لبنان، فكان الجواب أنه «مش وقتها». كان معنا ثلث الحكومة فقط، ومعروف من يقترح اسم الحاكم. لبنان أصبح عمره اليوم 104 سنوات، ورغم كل الفساد المعشعش فيه، تمكّنت من المسّ بقدس الأقداس، وفرضت التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان وفي حسابات الحاكم الذي جعله القانون في الموقع الأقوى في الدولة.

*ما الذي يجري داخل التيار الوطني الحر؟

هناك تقصير من بعض النواب وأخطاء ارتكبها النواب الأربعة، وتبيّن أنه باتت لديهم ميول جديدة وسياسة جديدة، وهناك مواقف وكلام قيل، وسفرات سياسية إلى الخارج من دون تشاور. لذلك «عم نشيلن» أو «عم يطلعوا».

*لكنّ بعضهم كان مقرّباً جداً إليك حتى أثناء وجودك في القصر مثل الياس أبو صعب؟

نعم، وعُين وزيراً مرتين وانتُخب نائباً مرتين. وعلى افتراض أنه لم يطلب ذلك، أليست لي «جميلة» في ذلك؟ هناك قلة وفاء لدى البعض.

*ألا يمارس جبران باسيل ديكتاتورية داخل التيار؟

لديه نظام يعمل على تطبيقه. ليس ديكتاتوراً، بل صاحب قرار وهم لا يريدون ذلك. ما من قرار فصل يصدر من دون تعليل. كل نائب في المجلس اليوم يتحمّل مسؤولية عدم إقرار القوانين الإصلاحية كقانون الكابيتال كونترول، فما بالك إذا كان رئيس لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان يلعب مع آخرين دوراً في عدم إقرار هذا القانون، ما أدّى إلى تهريب ثروات وحُمّلنا وزر ذلك شعبياً. بالنسبة إليّ، كل مجلس النواب سقط عندما توقّف النواب عن المراقبة والتشريع الإصلاحي.

*هذا الخروج من التيار ألا يضعفه شعبياً؟

التيار لا يزال الأقوى مسيحياً. لا أخشى على مستقبل التيار ولن يصبح على يمين القوات اللبنانية. التيار يصحّح نفسه، وليس في هذا عيب. هذه المجموعة أُخرجت لأنها أخطأت. والمشكلة أن الخطأ تحوّل إلى سلوك، فكان لا بدّ من وضع الأمور في نصابها.

***********************************************

افتتاحية صحيفة البناء

: الكيان يبدأ حرب الحسم في الضفة الغربية بإعادة احتلال مدن ومخيمات الشمال

 
 
معارك في جنين وطولكرم وطوباس… والمقاومة تشنّ حرب شوارع
تجديد اليونيفيل مرّ دون طلبات تعديل مهام… وجبهة الجنوب على إيقاع المقاومة

 

في خطوة تفسّر التباطؤ في المفاوضات بعد انسداد آمال الكيان بتحقيق إنجاز عسكريّ يُغيّر الموازين وينعكس على موازين التفاوض، جاءت حملة جيش الاحتلال على الضفة الغربية وإعادة احتلال مدن ومخيّمات الشمال بما يعادل فرقة عسكرية، كما قالت بيانات هيئة البث الإسرائيلية، والعملية التي تهدف إلى القضاء على بؤر المقاومة في الضفة الغربية لإطلاق يد المستوطنين المسلحين في السيطرة على الأراضي وتهجير الفلسطينيين من ممتلكاتهم لتوسيع المستوطنات وزيادة أعداد المستوطنين، جاءت في توقيتها الذي كان مؤجلاً لما بعد الحسم في غزة، أو ما بعد فرض اتفاق بشروط حكومة بنيامين نتنياهو، وخصوصاً ما بعد فرض الردع على جبهة لبنان، يبدو أن تسريع روزنامته عائد لليأس من هذه الثلاثية، حسم غزة أو اتفاق مناسب أو ردع لبنان، ولأن الرهان لتغيير الموازين العسكرية والتفاوضية مع غزة كان مؤسساً على الرهان على ربح الردع مع لبنان، فلا يبدو التوقيت بعيداً عن نتائج ما حملته عملية الأربعين التي نفذتها المقاومة رداً على عملية الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال القائد فؤاد شكر، بحيث صار على الكيان اعتبار أن أفضل ما يمكن أن تقدّمه حرب غزة هو الفرصة لخوض غمار حملة عسكرية كبرى في الضفة الغربية، قبل التسليم بالفشل العسكري في غزة والعجز عن ربح معركة الردع مع لبنان وفرض شروط تفاوضيّة جديدة على المقاومة في غزة.
خلال يوم كامل كانت المعارك مستمرّة في مدن ومخيمات جنين وطولكرم وطوباس، وكانت مجموعات المقاومة تقاتل من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية والعبوات الناسفة، مقابل حشد جيش الاحتلال لأحدث معداته وتقنياته بما فيها الطيران الحربي والطائرات المسيّرة. وأكدت بيانات فصائل المقاومة على قدرتها على الصمود والمواجهة، وعلى أن خوض حرب الشوارع سوف يغيّر معادلات القوة ويلحق بجيش الاحتلال خسائر تلزمه على الانكفاء.
في جبهة لبنان عودة إلى معادلات القوة التي فرضتها المقاومة قبل استهداف الضاحية الجنوبية ورد المقاومة، والصواريخ تستهدف ثكنات الاحتلال ومواقع قوّاته، بينما أرخت الحرب بظلالها على مناقشات مجلس الأمن الدولي الخاصة بالتجديد لقوة اليونيفيل لسنة أخرى، دون أن تقدّم واشنطن وعواصم الغرب مشاريع تعديل مهام اليونيفيل، كما كل مرّة بصورة تستحضر كيفية تقديم خدمات للأمن الإسرائيلي.

وبعد عودة قواعد الاشتباك بين حزب الله والعدو الإسرائيلي في الجبهة الجنوبية إلى ما قبل اغتيال القائد السيد فؤاد شكر، بقيت الأنظار منصبّة على تداعيات الردّ على الكيان الإسرائيلي وسط تشديد الرقابة العسكرية على الإعلام والتكتم عن الخسائر التي لحقت بالأهداف التي استهدفتها المقاومة وانعكاساتها على مسار المفاوضات الدائرة في القاهرة بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي وما تتركه من نتائج سترسم معالم المرحلة المقبلة. لكن وفق مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ»البناء» فإن جولة الحساب مع العدو الإسرائيلي لم تُقفل بل إن حزب الله يحتفظ لنفسه بحق الردّ مجدداً عندما يرى ذلك مناسباً كما أن إيران ستنفذ وعدها برد قاسٍ على اغتيال القائد إسماعيل هنية، الى جانب الحساب اليمني رداً على استهداف العدو لميناء الحديدة، ولذلك العدو على موعد مع ضربات نوعيّة جديدة قد تكون أكثر إيلاماً وقسوة من رد حزب الله.
وشدّدت المصادر على أن محور المقاومة يعمل وفق استراتيجية محددة وأولويات تنطلق من مصلحة القضية الفلسطينية وضرورة وقف العدوان على الشعب الفلسطيني لا سيما في غزة والاستمرار بمساندة المقاومة في القطاع، والاستمرار باستنزاف العدو قدر الإمكان من دون جرّه الى الحرب التدميرية التي قد يراها لمصلحته لاستدراج الأميركيين اليها، لذلك محور المقاومة لن يكون البادئ بالحرب الشاملة لكنه سيخوضها إذا فرضت عليه وسيكشف عن مفاجآت نوعيّة ستغير مسار المعركة والحرب القائمة ووجه المنطقة وتؤدي الى فتح جبهات جديدة وسيخرج الكيان الإسرائيلي من هذه الحرب مهزوماً وبنتائج كارثية.
وتشير مصادر دبلوماسية لـ”البناء” الى أن اتصالات مكثفة جرت في الكواليس الإقليمية والدولية لاحتواء التصعيد بين حزب الله و”إسرائيل” ولتلافي توسع الحرب، وذلك عبر ضغوط غربية بقيادة أميركية على الحكومة الإسرائيلية من جهة وعلى الحكومة اللبنانية من جهة ثانية، إضافة الى اتصالات غير مباشرة أميركية – إيرانية في عُمان الى جانب دخول وسطاء أوروبيين وعرب على خط المحورين الأميركي الإسرائيلي من جهة والإيراني العراقي اليمني – حزب الله من جهة ثانية. ووفق المصادر فإن الأميركيين وإن جاهروا مراراً بتقديم الدعم لـ”إسرائيل” والدفاع عنها في أي هجوم عليها من محور المقاومة، لكنهم وجهوا لها النصائح بعدم توسيع الرد على رد حزب الله لتفادي التورط بحرب شاملة مع حزب الله ستؤدي الى تداعيات خطيرة في ظل غرق الجيش الإسرائيلي في مستنقع غزة وحرب استنزاف قد تطول وفشل في تحقيق أهدافها رغم مرور أحد عشر شهراً.
وتشير أوساط مواكبة للمفاوضات لـ”البناء” الى ضغوط أميركية على حكومة نتنياهو للتوصل الى حل يرضي الطرفين ويؤدي الى وقف اطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى على دفعات، لكن نتنياهو يرفض ويطلب ضمانات تتعلق بعدد وهوية الأسرى والأماكن التي سيتوجّهون اليها، وبالسيطرة على المعابر الحدودية بين غزة ومصر لضمان عدم تهريب حماس الأسلحة من مصر الى غزة، إضافة الى مستقبل غزة لجهة إدارتها ووضعها الأمني وضمان عدم خروج حماس منتصرة من الحرب وإعادة ترميم نفسها والعودة الى حكم القطاع. وتعول الأوساط على جولة المفاوضات في القاهرة في حال قدم نتنياهو وحماس تنازلات مقابلة. لكن الأوساط ترجح فترة “ستاتيكو” في غزة والمنطقة تتخللها جولات تصعيد متعددة حتى الانتخابات الأميركية.
وفي إطار متابعة ردة فعل الكيان الإسرائيلي على رد حزب الله، ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن وزارة الحرب وجيش الاحتلال، في كيان العدو، يدرسان إلغاء مشروع منطاد “طل شمايم” بعد أن استطاع حزب الله إصابته في شهر أيار الماضي.
وبحسب الصحيفة، يدرس العدو عدم إصلاح المنظومة وإغلاق الوحدة المخصّصة التي أنشئت لتشغيل المنطاد، ومن المفترض أن يُتخذ قرار حول هذا الموضوع في الأيام المقبلة. وكان من المقرّر أن توفّر المنظومة، والتي تشمل المنصّة الجوية التي طوّرتها شركة TCOM الأميركية ومنظومة الرادار المتقدم الذي طوّرته شركة “إلتا” للصناعات الجوية، لـ”إسرائيل” قدرة مكملة لمنظومة الكشف ولمنظومة “الدفاع” الجوي التابعة لسلاح الجو “الإسرائيلي”.
بدوره، ذكر موقع “يديعوت أحرونوت” أن مستشفيات الشمال تعلم أنها ليست النهاية بعدما حصل يوم الأحد 25 آب وتُدرك أنها فقط مرحلة في الحرب.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، مستشفيات الشمال ليست بحاجة إلى التذكير، فالحرب بالنسبة لها حيّة ومشتعلة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فقد عالج مركز الجليل الطبي في نهاريا حتى الآن 1700 جريح، في حين عالج مستشفى زيف حتى الآن 450 من المُصابين بنيران حزب الله.
ويقول مدير مستشفى زيف في صفد البروفيسور سلمان زرقا: “لقد انتهى تبادل إطلاق النار بالفعل، لكن أيام المعركة لم تنتهِ بعد. لقد مضى بالفعل 11 شهرًا على أيام لا نهاية لها من المعركة، في الحرب. وأيام المعركة هذه تمثل بالتأكيد تحديًا للمؤسسة الصحية”.
وعكست زيارة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إلى حدود شمال فلسطين المحتلة مع لبنان، تراجعاً في الخطاب التصعيديّ، انسجاماً مع انكفاء الاحتلال بالإعلان عن انتهاء العمليات العسكرية بعد رد حزب الله فجر الأحد، خوفاً من اندلاع مواجهة شاملة، وزعم نتنياهو في تصريحه بأن “الهجوم الاستباقي على لبنان ليس نهاية المطاف وسنواصل لإعادة السكان”.
وواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، وقصفت مسيرة إسرائيلية سيارة على طريق دمشق – بيروت قرب جسر الزبداني. وأشارت وسائل إعلام سورية إلى سقوط 4 شهداء في استهداف السيارة.
وسُجّلت أمس 4 غارات إسرائيلية استهدفت أطراف تومات نيحا في البقاع الغربي. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية شاحنة صغيرة “بيك أب” على الطريق الدولية بعلبك – حمص، في محلّة رسم الحدث – شعت شرق بعلبك.
في المقابل، شنّت المقاومة هجومًا جويًا بمسيّرة انقضاضية على المقر المستحدث للّواء الغربي في الجيش الصهيوني جنوب مستعمرة “يعرا” في شمال فلسطين المحتلة، ‏مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطه وجنوده وأصابت أهدافها بدقة.‏ كما، استهدف مجاهدو ‌‏‌‏المقاومة موقع رويسات ‏العلم وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوهما إصابة مباشرة، كما استهدفوا موقع بياض بليدا ‏بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة.‏ كما قصفوا مباني يستخدمها جنود العدو في مستوطنة المنارة بالأسلحة المناسبة، كما استهدفوا للمرة الثانية ‏مباني يستخدمها جنود العدو في مستوطنة المنارة بالأسلحة المناسبة.
إلى ذلك، توجّه حزب الله إلى اللبنانيين جميعًا بالتهنئة والتبريك بالذكرى السنوية ‏السابعة للتحرير الثاني، تاريخ انتصار لبنان ‏وشعبه وجيشه ومقاومته ‏على الجماعات التكفيرية المسلحة وطردها من حدود الوطن وخاصة أهلنا ‏الشرفاء في البقاع ‏الذين قدّموا الغالي والنفيس في معركة الشرف ‏والكرامة واستنقاذ وطننا من الشر والتكفير والفتنة ومنحوا شعبهم ‏وبلدهم ‏الأمن والاستقرار.‏
ولفت الحزب في بيان الى أن “حرب تحرير الجرود التي خاضتها المقاومة والجيش اللبناني ‏بالتعاون مع الجيش العربي السوري إلى ‏تخليص لبنان من إرهاب ‏الجماعات التكفيرية الإرهابية التي عاثت فسادًا في الأرض وهدّدت أمن ‏لبنان واستقراره ‏وأمن منطقتنا خدمة للمشروع الصهيوني الأميركي”.‏ وأشار الى أن “الذكرى تمر هذا العام في ظل طوفان الأقصى والملحمة البطولية التي ‏يخوضها الشعب الفلسطيني المقاوم والمعتدى ‏عليه والذي يشكو قلّة ‏الناصر والمعين إلّا من جبهات الإسناد التي تُقدّم أعظم التضحيات إسنادًا ‏وانتصارًا للحق في ‏وجه الباطل والعدوان وهي أكثر من أيّ وقت مضى ‏مُصرّة على المضيّ في هذا الخط والسبيل”.‏
على صعيد آخر، وافق مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بالإجماع أمس، على تجديد مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” لعام آخر. وتسيّر اليونيفيل دوريات على الحدود الجنوبية للبنان. وكانت قد أُنشئت اليونيفيل في 1978. ويجري تجديد مهمة اليونيفيل سنوياً وكان من المقرر أن تنتهي مهمتها الحالية السبت المقبل.
وأشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى أن “تجديد لولاية اليونيفيل أمر ضروري للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، ونحن نقدر الدعم والتعاون المستمر من مجلس الأمن في هذا الصدد”. وأكد ميقاتي، “التزام لبنان في العمل بشكل وثيق مع اليونيفيل لمواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه الاستقرار في الجنوب. كما نجدد التزام لبنان تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمها القرار 1701”.
وأعربت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، عن “شكرها وتقديرها الكبيرين لكل الجهود التي بذلت في الأشهر الأخيرة لإقرار هذا التمديد، لا سيما من قبل الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وتحديداً فرنسا بصفتها حاملة القلم، والجزائر التي واكبت، كعضو غير دائم في المجلس، بشكل حثيث مسار التمديد وأبدت كل الدعم لمطالب لبنان”.
كما شكرت “باقي الدول الأعضاء التي وافقت على التمديد، إدراكاً منها لأهمية وجود قوات الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان ودورها في الحفاظ على الاستقرار، لا سيما في ظل الظروف الحالية”.

****************************************


افتتاحية صحيفة النهار

 

تمديد إجماعي لـ”اليونيفيل” يضغط نحو خفض التصعيد

 

جاء تصويت مجلس الأمن الدولي بالإجماع أمس على مشروع قرار يمدّد الولاية الحالية لقوة #اليونيفيل في #جنوب لبنان لمدة عام واحد، في وقت بالغ الحساسية والدقة بعد نحو 11 شهراً من المواجهات الميدانية بين إسرائيل و”الحزب”، الأمر الذي أطاح واقعيا أو علّق على الأقل مهمة اليونيفيل كما الجيش اللبناني في منطقة #جنوب الليطاني. وبهذا التمديد لـ”اليونيفيل”، فإن الدلالات البارزة التي واكبته تعكس التوافق الدولي الذي لا جدل حياله على اعتماد المظلة الدولية و#القرار 1701 تحديداً وسيلة حصرية لإعادة تثبيت الاستقرار في الجنوب وبين لبنان وإسرائيل، الأمر الذي كانت الحكومة اللبنانية تعول عليه بقوة.


 

ويؤكد نصّ المسوّدة القصيرة لقرار التمديد الذي صوّت عليه مجلس الأمن التزام المجلس بالقرار 1701، ويطالب بتنفيذه بالكامل، وهو القرار الذي أعاد تشكيل ولاية اليونيفيل في عام 2006 في ضوء الحرب بين إسرائيل و”الحزب” ودعا إلى وقف الأعمال العدائية بين الطرفين. كما أكد القرار “أهمية وضرورة تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط”.

 

وفي رسالة مؤرخة في 24 تموز (يوليو) الماضي، أوصى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بأن يجدّد المجلس ولاية اليونيفيل لمدة عام واحد، مشيراً إلى طلب لبنان في 24 حزيران (يونيو) الماضي تمديدها لمدة عام واحد وتجديد الولاية وفقاً للقرار 1701 و”من دون أي تعديلات على ولايتها ومفهوم عملياتها وقواعد الاشتباك الخاصة بها”.


 

وقد شاركت فرنسا، المسؤولة عن صياغة القرار بشأن لبنان، في مسودة أولى للقرار مع أعضاء المجلس في 16 آب (أغسطس) الجاري وقدمت النص خلال المشاورات المغلقة في 19 آب (أغسطس) بشأن اليونيفيل. وفي أعقاب اجتماع تفاوضي غير رسمي في 20 آب (أغسطس)، وزعت المسؤولة عن صياغة القرار مسودة منقحة أولى في اليوم التالي والتي نوقشت خلال اجتماع تفاوضي غير رسمي ثانٍ في 23 آب (أغسطس).

 

ثم وزعت فرنسا مسودة منقحة ثانية في 26 من الشهر الحالي ووضعتها تحت الصمت حتى صباح 27 آب (أغسطس). وكسرت #الولايات المتحدة الصمت، وبعد ذلك أرسل العديد من الأعضاء تعليقاتهم. وبعد فترة وجيزة، وضعت المسؤولة عن صياغة القرار مسودة منقحة ثالثة مباشرة باللون الأزرق. وجرى التصويت على مشروع القرار صباح أمس بتوقيت نيويورك في حين كان من المتوقع أصلاً أن يتم التصويت عليه اليوم.


 

واختارت فرنسا نصاً موجزاً أشار إليه الديبلوماسيون باعتباره تجديداً مباشراً أو تمديداً فنياً. ويشير مصطلح “التجديد المباشر” إلى نص قصير ينص على أن تفويض عملية السلام سيتم تنفيذه وفقًا لقرار أو قرارات سابقة يتم فيها تفصيل التفويض بمزيد من التفصيل. كما يستخدم “التجديد الفني” لوصف قرار موجز يمدد تفويض عملية السلام من دون تغيير تفويضها الأساسي أو مهامها، ولكنه يشير تقليدياً إلى تمديد لفترة أقصر من المعتاد. وبدا أن فرنسا اختارت اقتراح نص قصير في ضوء الوضع المتغير على الأرض ومن أجل تعزيز نهج مركّز على قضايا مثل تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق والحاجة إلى خفض التصعيد. ويبدو أن هذا النهج كان يهدف أيضاً إلى تجنب تعثر المفاوضات بسبب قضايا أثبتت جدلية في الماضي، مثل اللغة المتعلقة بحرية حركة اليونيفيل.

 

وطلبت الولايات المتحدة في البداية بحذف، ثم بتحديد اللغة التي “طالبت” في المسودة الأولى للقرار “باستعادة وقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق”. ولكن أعضاء آخرين في المجلس لم يجدوا أن النص الذي يطالب بإعادة إرساء وقف الأعمال العدائية على طول الخط الأزرق يمثل مشكلة وأيدوا إدراجه في مشروع القرار. ويبدو أن بعض الأعضاء فسّروا طلب الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل في مجلس الأمن، على أنه نابع من الرغبة في تجنب تقييد قدرة إسرائيل على القتال ضد “الحزب” من خلال إدراج طلب مباشر بوقف الأعمال العدائية.


 

كما كان طول مدة التفويض قضية خلافية رئيسية أثناء المفاوضات. ويبدو أن الولايات المتحدة دعت في البداية إلى تجديد التفويض لمدة ستة أشهر بدلاً من عام واحد اقترحه حامل القلم. ولكن جميع أعضاء المجلس الآخرين أيدوا تجديد تفويض اليونيفيل لمدة 12 شهراً، حيث لاحظ البعض أن هذا من شأنه أن يرسل رسالة الدعم والاستقرار اللازمة للبعثة والمنطقة.

 

ولا “يطالب” القرار الصادر باستعادة وقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق. وبدلاً من ذلك، تم تعديل اللغة المستخدمة في المسودة الأولى لتكرار “دعم المجلس القوي للاحترام الكامل للخط الأزرق ووقف الأعمال العدائية بالكامل” والمطالبة بتنفيذ القرار 1701. كما تم تضمين نص يذكّر “بهدف التوصل إلى حل طويل الأمد يقوم على المبادئ والعناصر المنصوص عليها في الفقرة 8 من القرار 1701″ في الفقرة نفسها. وتتضمن هذه المبادئ الاحترام الكامل للخط الأزرق، و”الترتيبات الأمنية” مثل “إنشاء منطقة خالية من أي أفراد مسلحين أو أصول أو أسلحة” بخلاف تلك التابعة للحكومة اللبنانية وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان.


 

كما تمت إضافة فقرة منفصلة أثناء المفاوضات تحضّ “جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة” على تنفيذ تدابير خفض التصعيد، “بما في ذلك بهدف استعادة الهدوء وضبط النفس والاستقرار عبر الخط الأزرق”. واعتبر بعض الأعضاء إضافة هذه الفقرة، التي تتناول التصعيد الحالي بشكل منفصل عن الفقرة التي تعيد التأكيد على الإطار الذي أنشأه القرار 1701، بمثابة محاولة للتخفيف من حدّة المخاوف التي عبرت عنها الولايات المتحدة.

 

ويمدّد القرار تفويض اليونيفيل لمدة سنة واحدة من دون التعبير عن نية المجلس في تكييف تفويض البعثة في ضوء الاتفاقات المستقبلية المحتملة التي توصّل إليها الطرفان. وفي الوقت نفسه، يتضمن مشروع القرار فقرة تشجع “الأمين العام على ضمان بقاء قوات اليونيفيل على استعداد لتكييف أنشطتها لدعم خفض التصعيد، في إطار ولايتها وقواعد الاشتباك الخاصة بها”.


 

وقد أكد ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، أن “أفعال “الحزب” تهدّد المدنيين في كل من إسرائيل ولبنان” وأضاف في جلسة التمديد لـ”اليونفيل”: “لا يجب أن يكون لبنان منطلقًا لهجمات على إسرائيل” وتابع: “الاستقرار والهدوء يعودان عند وجود آليات تنفيذ للقرار عند الخط الأزرق”. وقال: “يجب إنشاء منطقة جنوب الليطاني خالية من الأسلحة إلاّ أسلحة الجيش اللبناني واليونيفيل”.

من جهتها، شددت ممثلة فرنسا في مجلس الأمن الدولي خلال الجلسة على أن “على إيران ومن يدعمها التوقف عن الأعمال الاستفزازية”. وأضافت: “على الأطراف التوقف عن انتهاك الخط الأزرق”، وحذّرت من أن “خطر اندلاع الحرب في جنوب لبنان كبير”.

 

ميقاتي


وسارع رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي مساء أمس إلى التعليق على تصوّيت مجلس الامن الدولي بالاجماع على قرار التمديد لـ”اليونيفيل”سنة إضافية معرباً عن “امتنان لبنان العميق لأعضاء مجلس الأمن على جهودهم الدؤوبة في تجديد ولاية “اليونيفيل”، وأخص بالذكر دولة فرنسا حاملة القلم على كل ما بذلته من جهود في سبيل تأمين الإجماع على هذا الامر، وعلى كل ما تبذله من أجل لبنان والاستقرار فيه.

 

كما نتوجه بالشكر الى الولايات المتحدة الأميركية على تفهمها الخصوصية اللبنانية التي لم تدخر جهداً في سبيل الحفاظ على مهام اليونيفيل لا سيما في هذا الظرف الدقيق … ونؤكد التزام لبنان العمل بشكل وثيق مع اليونيفيل لمواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه الاستقرار في الجنوب. كما نجدّد التزام لبنان تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمها القرار 1701”.

 

سخونة


المفارقة أن يوم أمس سجل حماوة ميدانية أعادت السخونة التدريجية إلى الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، فسُجلت 4 غارات إسرائيلية استهدفت أطراف تومات نيحا في البقاع الغربي. كما قصفت مسيّرة إسرائيلية سيارة على طريق دمشق- بيروت قرب جسر الزبداني أدت الى سقوط 4 قتلى من بينهم عنصر من “الحزب” هو محمد طه من بعلبك فيما الثلاثة الآخرون فلسطينيون من “حركة الجهاد الإسلامي”.

 

وكانت مسيّرة إسرائيلية استهدفت منتصف الليل شاحنة صغيرة “بيك أب” على الطريق الدولية بعلبك- حمص، في محلّة رسم الحدث- شعت شرق بعلبك وسُمعت اصوات انفجارات في المحلة تبين انها ناجمة عن انفجار الذخائر التي كانت تحملها الشاحنة. وأفاد مصدران أمنيان “رويترز” أنّ الضربة أصابت سيّارة نقل صغيرة، كانت تحمل معدّات عسكريّة. ورجّح أحد المصدَرين أن المعدّات العسكرية التي كانت تنقلها كانت منصّة إطلاق صواريخ معطّلة وكان نقلها بغرض إصلاحها.


 

في المقابل، أعلن “الحزب” أنه ردّ على ‏الاعتداء الذي طاول منطقة البقاع ليل الثلثاء بهجوم جوي بمسيّرة انقضاضية على المقر المستحدث للواء الغربي للجيش الإسرائيلي جنوب مستعمرة يعرا ‏مستهدفاً أماكن تموضع واستقرار ضباطه وجنوده.

 

استقالة كنعان

هذه التطورات لم تحجب تطوراً بارزاً في المشهد الداخلي عكس تفاقم التفكك الداخلي في صفوف “#التيار الوطني الحر” عبر استقالة النائب الرابع من تكتله النائب #ابراهيم كنعان الذي تقدم أمس باستقالته من “الإطار التنظيمي” للتيار. وجاءت استقالة كنعان بعد استقالة وإقالة كل من نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب والنائبين الان عون و#سيمون أبي رميا لتبرز المدى العميق لتهاوي الثقة بالقيادة التي يتولاها رئيس التيار النائب #جبران باسيل من جهة، وانعدام الأمل بدور رادع لمؤسس التيار الرئيس السابق #ميشال عون لـ”تسلط” باسيل وتفرّده من جهة أخرى.

 

وأشار كنعان إلى أنه بعدما أطلق نداء لإعادة جمع الشمل في التيار “انسجاماً مع قناعاتي ومسيرتي ونزولاً عند رغبة القاعدة التيارية والعونية، وبما أن محاولتي للمّ الشمل والحفاظ على قوة المجموعة بوحدتها، لم تلقَ آذاناً صاغية لم يبقّ أمامي سوى خيار الاستقالة من الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر”.

 

وسارع “التيار” إلى الردّ على حسابه الرسمي معلقاً: “بعد أن تمّ استدعاؤه البارحة إلى مجلس الحكماء، وبعد رفضه الحضور ثلاث مرات متتالية إلى الهيئة السياسية وعلى جدول أعمالها الوضع الداخلي للتيار، وعلى الرغم من تبليغه الدعوة على مجموعة الهيئة السياسية للتيار وعلى خطّه المباشر، وعلى الرغم من تحديد موعد له نهار الجمعة المقبل مع رئيس التيار، اختار كنعان أن يقدّم استقالته من التيار في الاعلام، على أن يصدر التيار البيانات والمعلومات التفصيلية عن الموضوع لاحقا”ً.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

بعد تصعيد الأحد… ما هي خيارات «الحزب» وإسرائيل؟

 

لا تزال الظروف مواتية لصراع أوسع نطاقاً في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من محاولات تهدئة التوترات في أعقاب تبادل الضربات بين إسرائيل و«الحزب»، الأحد الماضي، وفق تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز».

 

وقال التقرير، إنه عندما تعهد «الحزب» بالرد لمقتل أحد كبار مسؤوليه الشهر الماضي، خشي الكثير من الإسرائيليين أن تكون هذه هي النقطة التي يتحول فيها القصف المتبادل الذي استمر عشرة أشهر بين «الحزب» وإسرائيل في النهاية حرباً شاملة.

 

 

تبادل إطلاق نار تحت عتبة الحرب الشاملة

ولكن على الرغم من أن وابل الصواريخ الانتقامي الذي شنّه «الحزب» الأحد الماضي – والذي سبقه ضربة استباقية على مواقع إطلاقه من قِبل إسرائيل – كان بمثابة أكبر تبادل للضربات بين الجانبين منذ عام 2006، فإنه بحلول المساء، كان كلاهما يرسل إشارات تهدئة.

 

وقال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل لا تريد «تصعيداً إقليمياً». في حين قال  نصر الله إن الحزب لا يزال يقيّم تأثير القصف الذي استهدف مواقع عسكرية في شمال إسرائيل وقاعدة استخباراتية بالقرب من تل أبيب، لكنه أضاف أنه «إذا اعتبرنا ذلك نجاحاً، فسوف نعتبر أن عملية الرد انتهت».

 

ولكن منذ الاثنين الماضي، عاد الجانبان إلى إطلاق النار عبر الحدود على مستوى أدنى، ووفق ما قال محللون للصحيفة، فإن مخاطر التصعيد الأوسع نطاقاً لا تزال قائمة – إما نتيجة لسوء التقدير، أو الضغوط الداخلية في كلا البلدين.

 

وأشارت محللة شؤون الشرق الأوسط السابقة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ريم ممتاز، إلى أن كلاً من إسرائيل و«الحزب» «سارعا إلى المبالغة في نجاح عملياتهما يوم الأحد؛ مما يشير إلى أنهما يفضلان في الوقت الحالي البقاء تحت عتبة الحرب الشاملة».

 

وأضافت: «لكن الاشتباكات المتبادلة على الحدود مع ذلك لا تزال تحمل مخاطر عالية للتصعيد، حيث سيستمر كل منهما في دفع حدود الأهداف المقبولة لمحاولة صياغة قواعد اشتباك جديدة».

 

غضب سكان المنطقة الشمالية يضغط على نتنياهو

في إسرائيل، فإن الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لتبني نهج أكثر عدوانية تجاه «الحزب» يتمثل في غضب عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من شمال إسرائيل، والذين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم لمدة 10 أشهر بسبب الأعمال العدائية مع الحزب المسلح.

 

وفي إشارة إلى الغضب المتزايد، أعلن رؤساء بلديات 3 مجتمعات شمالية الأحد أنهم سيعلقون الاتصال بالحكومة حتى تجد «حلاً كاملاً لسكان وأطفال الحدود الشمالية»، وقالوا إنه يتم تجاهل احتياجاتهم.

 

وقال نيسان زئيفي، وهو عامل فني سابق من كفار جلعادي، وهي مستوطنة زراعية بالقرب من حدود لبنان، والذي تم إجلاؤه للصحيفة: «المشاعر في الشمال هي الإحباط. نحن محبطون لأن الجيش الإسرائيلي أخذ زمام المبادرة أخيراً… ثم توقف بعد بضع ساعات».

وتابع: «يتعين علينا إيجاد حلول؛ لأنه إذا لم يحدث ذلك، فسوف نرى عائلات بأكملها تغادر المنطقة إلى الأبد، وبعد 11 شهراً، نقول (هذا يكفي). نحن في حاجة إلى اتخاذ إجراء».

 

وقدّم سياسيو المعارضة مطالب مماثلة. وقال بيني غانتس، زعيم حزب الوحدة الوطنية، إن الضربة الاستباقية التي شنّتها إسرائيل كانت «ضئيلة جداً ومتأخرة جداً»، بينما وصفها جدعون ساعر، رئيس حزب الأمل الجديد، بأنها «البديل الاستراتيجي الأقل صحة».

 

وكتب على «إكس»: «كانت ضربة استمراراً لسياسة الاحتواء. كان ينبغي أن تؤدي هذه الفرصة إلى اتخاذ قرار بشأن هجوم استباقي شامل لتغيير الواقع في الشمال».

 

هجوم «الحزب» «الصامت»

وكان الهجوم الذي وصفته الصحيفة بأنه «صامت» من قِبل «الحزب» الأحد باستخدام أسلحة بدائية وتجنب الأهداف المدنية إشارة واضحة إلى أن الحزب يريد تجنب التصعيد المحتمل، حتى في الوقت الذي رد فيه على اغتيال قائده فؤاد شكر.

 

وقال مهند الحاج علي، نائب مدير الأبحاث في مركز كارنيغي في بيروت: «كان الرد مخيباً للآمال إلى الحد الذي جعل نصر الله مضطراً إلى شرحه للناس في خطاب استمر ساعة».

 

ولكن الحزب لديه مشكلة في الظهور بمظهر الضعيف الذي يردعه عدوه، وهي المشكلة التي يراها وجودية، وفق الصحيفة.

وقالت ريم ممتاز: «خلال الأشهر العشرة الماضية، رسّخت إسرائيل هيمنتها التصعيدية على (الحزب)، فدمرت الأهداف المدنية والأراضي الزراعية وآبار المياه، وأضعفت بعض القدرات المادية والبشرية للحزب».

 

وأضافت: «في الوقت نفسه، وجد (الحزب) صعوبة في تدفيع إسرائيل الثمن، على الرغم من نجاحه غير المسبوق في تهجير عشرات الآلاف من الإسرائيليين بالقوة».

 

خلل قد يستدعي رداً أشد

ورأى الخبراء أن هذا الخلل قد يدفعه إلى شنّ هجوم آخر على إسرائيل في المستقبل.

 

وقال الحاج علي: «هناك حالة متنامية داخل (الحزب) تدعو إلى التصعيد؛ لأنهم يدركون داخلياً أنهم يبدون ضعفاء. إنهم في حاجة إلى إعادة تحقيق الردع. والتصعيد في وقت مناسب لهم من شأنه أن يساعد في تحقيق ذلك».

 

قالت مريم أم حسن (49 عاماً) وهي من أنصار الحزب التي فرّت من الضاحية الجنوبية لبيروت بعد مقتل شكر: «قال لنا نصر الله إننا آمنون الآن ويمكننا العودة إلى منازلنا، لكنني ما زلت خائفة».

 

وسألت: «ماذا يحدث عندما تضربنا إسرائيل مرة أخرى؟»، مؤكدة أن «(الحزب) يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود لجعل إسرائيل تخشى من ضرب الضاحية مرة أخرى».

 

دور إيران… وردّها

ولفتت الصحيفة إلى أن الدولة الأخرى التي ستؤثر على ما إذا كان الموقف سيتصاعد هي إيران، التي تعهدت بالرد على إسرائيل لاغتيال الزعيم السياسي لـ«حركة ح» إسماعيل هنية، في طهران في اليوم التالي لقتل إسرائيل شكر.

 

في حين يواصل الساسة الإيرانيون التأكيد على أن الانتقام أمر لا مفر منه، فقد كانوا غامضين بشأن ما إذا كانت إيران تفكر في مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو أنها ستتحداها بدلاً من ذلك من خلال قوات بالوكالة.

 

وبحسب الصحيفة، يعتقد الساسة الإصلاحيون أن هذا يرجع جزئياً إلى التحول في نهج إيران، حيث وعد الرئيس الإصلاحي الجديد مسعود بزشكيان ببدء مفاوضات نووية مع القوى العالمية لتأمين تخفيف العقوبات الأميركية؛ الأمر الذي يتطلب أجواء هادئة نسبياً في الداخل وفي المنطقة.

لصق

وقال نائب الرئيس الإصلاحي السابق محمد علي أبطحي إنه من الصعب العثور على أي شخص في أعلى مستويات السلطة في إيران يسعى إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل.

 

لكنه قال أيضاً إن هذا لا يعني أنه ينبغي توقع أن تحرم إيران نفسها من حق الرد من خلال الهجمات المباشرة. وقال: «لا شيء غير مطروح في الشرق الأوسط الذي أصبح أكثر تقلباً من أي وقت مضى، وخصوصاً ما دام نتنياهو في السلطة».

 

 

************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الجمهورية: مجلس الأمن يمدّد لليونيفيل… لبنان يؤكد على التنسيق مع الجيش اللبنانيّ

في الوقت الذي تتتبّع فيه كلّ المراصد الإقليمية والدولية مصير المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والمحاولات العقيمة لإخراجها من حقل المطبات التي تُزرع في طريقها، بدا المشهد أمام منعطف يَضع المنطقة برمّتها على حافة تحوّلات شديدة الخطورة، ظهرت تجلياته في الحرب الجديدة التي بدأتها اسرائيل على الضفة الغربية.

الفصل الجديد من الحرب على الضفة، جاء متزامناً مع استضافة الدوحة أمس، لجولة جديدة من المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة. وتوقيته، على ما تجمع القراءات والتحليلات، يعزّز المخاوف ليس على مفاوضات إنهاء الحرب في غزة فحسب، بل من محاولة اسرائيلية لخلق واقع جديد منضبط في سياق خطة لإسقاط النموذج التدميري والتهجيري لغزة على الضفة الغربية، ألمح إليها وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتس الذي يرى أنّه: “يجب التعامل مع التهديد في الضفة مثل غزة، وتنفيذ إجلاء مؤقت للسكان، فهذه حرب على كل شيء”.

قبل نقطة الصفر

 

هذا المستجد، تقدّم على ما عداه من اهتمامات ومتابعات؛ المستويات السياسية الديبلوماسية اللبنانية التي تحاول أن تتلمس اتجاهات الرياح الحربية، خصوصاً أنّ الهجوم الإسرائيلي على الضفة، وكما يقول مسؤول كبير لـ “الجمهورية” يُشكّل في ما يبدو، الفصل الثاني والأخطر من الحرب الإسرائيلية بعد تدمير غزة، وإعدام الحياة فيها، لأنّه يقرّب المنطقة من احتمالات وسيناريوهات ليس أقلها التهجير الجماعي”.

 

بحسب المسؤول عينه فإنّ “المنحى الحربي الذي تنتهجه حكومة بنيامين نتنياهو، وجديده بالأمس في الضفة، يؤكّد بما لا يقبل أدنى شك ما هو مؤكّد من البداية، أي نسف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بالتالي إعادة الأمور إلى ما قبل نقطة الصفر، مع ما قد يحمله ذلك من تطوّرات ومخاطر وربما مفاجآت أبعد من الميدان الفلسطيني”.

 

ورداً على سؤال حول التأكيدات الاميركية بأنّ باب المفاوضات لم يُقفل بعد، وأنّ احتمالات بلوغ اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة ما زالت قوية، قال: “التأكيدات شيء، وما يجري على الأرض شيء آخر. كانت غزة أولاً، وكان التعويل على أن تنجح المفاوضات في بلوغ تسوية ووقف لإطلاق النار ينسحب تلقائياً على سائر ساحات المواجهة، وفي مقدّمها جبهة جنوب لبنان. الأميركيّون أبلغونا بأنّهم مُصمِّمون على إنجاح المفاوضات، وأمّا الآن فأضيفت إليها الضفة، التي ليس معلوماً أي اتجاه ستسلكه، وما هو مُخطَّط لها. فأيّة مفاوضات يمكن التعويل عليها أمام هذا الوضع؟”.

 

تعميم التوتر

 

إلى ذلك، وفيما تخوّف مصدر حكومي من أن يتسبّب العدوان الإسرائيلي المستمرّ على غزة والمستجد على الضفة بتعميم توترات إضافية على سائر جبهات وساحات المواجهة، كشف مصدر ديبلوماسي لـ “الجمهورية” عن معلومات أميركية تفيد بأنّ واشنطن تعارض توسّع نطاق المواجهات، وأنّ الديبلوماسية الأميركية تمارس ضغوطاً كبيرة لاحتواء التصعيد في غزة والضفة”.

 

وأشار المصدر عينه إلى تلمّس إشارات أميركية صريحة تعكس ارتياح الإدارة الأميركية إلى انخفاض احتمالات الحرب الواسعة بين إسرائيل و”الحزب”، وهو أمر يساعد ويرفع من احتمالات الحل الديبلوماسي. وتفيد بأنّ واشنطن ستواصل جهودها بشكّل مكثّف في هذا الاتجاه، مع تأكيدها أنّ على جميع الأطراف تجنّب القيام بأية خطوة تصعيدية من شأنها أن تؤزّم الوضع أكثر وتدفع إلى حرب واسعة لا مصلحة لأي طرف فيها”.

 

في السياق عينه، أجاب مصدر قيادي في “الحزب” رداً على سؤال لـ “الجمهورية”: “نحن من الأساس عبّرنا عن موقفنا بأنّنا لا نريد الحرب مع جهوزيتنا الكاملة للتصدّي لأيّ عدوان إسرائيلي. وإنّنا في اسنادنا لغزة منذ بداية العدوان عليها، وصولاً إلى الردّ على اغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر. وضعنا في حسباننا بالدرجة الأولى تجنيب لبنان والمدنيِّين مخاطر العدوان الإسرائيلي. ومواجهتنا ستستمر حتى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة”.

 

ورداً على سؤال عمّا حققه الردّ على اغتيال شكر، خصوصاً في ظل الأصوات المشكّكة بنجاح هذا الردّ، أوضح المصدر القيادي في الحزب: “في هذا الردّ تمكّنت المقاومة من فرض “معادلة الردع” في وجه العدو. ولسنا مضطرّين لأن نسمع أو نركن لما ينعق به المشكّكون، فليقولوا ما يشاؤون، والأمين العام السيد نصرالله أكد بوضوح وثقة أنّ عدداً معتداً به من المسيّرات، وصلت إلى القاعدتَين الإسرائيليتَين اللتَين تم استهدافهما قرب تل ابيب، أي أنّها أصابت أهدافها خصوصاً قاعدتَي غليلوت والدفاع الجوي في عين شيميا. والعدو يتكتم على نتائج ما حصل، وفي اعتقادنا أنّه على الرغم من الحظر الإسرائيلي، لن يطول الوقت حتى تخبّر هذه النتائج عن نفسها بنفسها”.
 

التمديد لليونيفيل

 

في سياق متصل بالجبهة الجنوبية، صوّت مجلس الأمن الدولي بالإجماع أمس، على التمديد سنة لمهمة قوات اليونيفيل العاملة في منطقة الجنوب اللبناني. بناءً على مشروع أعدته فرنسا.

 

وحول هذا الموضوع أبلغ مصدر ديبلوماسي “الجمهورية” إنّ “هذا التمديد تقرر على نحو ما هو معمول فيه في قرار التمديد العام الماضي من دون أيّة تعديلات جوهرية”. مشيراً إلى أنّ لبنان أكّد في ملاحظاته حول التمديد الجديد ضرورة إندراج مهمة اليونيفيل ضمن روحية وجوهر القرار 1701، وأولوية التنسيق الدائم في أي خطوات وإجراءات عملانية، بين اليونيفيل والجيش اللبناني”.

 

يشار في هذا السياق إلى حركة ملحوظة للسفيرة الأميركية في لبنان ليز جونسون، التي زارت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الذي التقى أيضاً السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو. وأحد نقاط البحث كان موضوع التمديد لقوات اليونيفيل في الجنوب التي تنتهي ولايتها آخر آب.

 

استعجال أميركي للرئيس

 

سياسياً، توازت التوترات على الجبهة الجنوبية، مع جمود أو تجميد ملحوظ للحركة السياسية وسائر الملفات التي تحظى بالأولوية، وفي مقدّمها الملف الرئاسي، الذي لا يبدو له أثر على مائدة المتابعات. حتى أنّ المعنيِّين المباشرين بهذا الملف يقاربونه كبند ثانوي مؤجّل إلى ما بعد جلاء الصورة من قطاع غزة امتداداً إلى جبهة جنوب لبنان.

 

إلّا أنّ الساعات الأخيرة شهدت تطوّراً لافتاً للانتباه على هذا الصعيد، تجلّى في إشارات أميركية صريحة وواضحة تستعجل حسم الملف الرئاسي في لبنان. وبحسب ما كشفت مصادر موثوقة لـ “الجمهورية” فإنّ هذا الاستعجال المتجدّد عكسه ديبلوماسي أميركي في أحد المجالس، إذ قدّم مقاربة بالغة الجدية والأهمية، لصورة الوضع اللبناني من جوانبه المختلفة، بدءاً من الملف الجنوبي وصولاً إلى الملف الرئاسي.

 

ووفق المصادر الموثوقة فإنّ الديبلوماسي الأميركي أكّد في مستهل كلامه على المسلّمة الأميركية لجهة الحرص على لبنان واستقراره، وعكس أنّ واشنطن تنظر بارتياح إلى انخفاض احتمالات الحرب بين إسرائيل و”الحزب”، وأنّها تتطلّع إلى وقف لإطلاق النار ووقف الهجمات وإشاعة الهدوء والاستقرار على الجانبَين اللبناني والإسرائيلي من الحدود.

 

على أنّ ما لفت في كلام الديبلوماسي الأميركي، تناوله باستغراب كلّي تأخّر اللبنانيِّين في حسم الملف الرئاسي، وبدا في كلامه وكأنّه يدعو الأطراف في لبنان إلى أن يلتقطوا المبادرة ويستغلّوا الظرف الحالي ويبادروا إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وأكّد أمام محدثيه أنّه خلافاً لكل ما يقال ويشاع، لا يوجد على الإطلاق، أي مانع خارجي من أي مصدر كان يمنع اللبنانيِّين من انتخاب رئيسهم.

 

واستنتجت المصادر من كلام الديبلوماسي الأميركي تحبيذه التوافق على رئيس للجمهورية، إذ أشار إلى الاصطفافات الرئاسية المعروفة والفيتوات والاعتراضات المطروحة على بعض الأسماء، بالإضافة إلى المواصفات المختلف عليها من هذا الجانب أو ذاك، وأضاف ما مفاده أنّ من مصلحة اللبنانيِّين عدم التحجّر عند هذا الحَدّ، لأنّ الحل ممكن، خصوصاً أنّ في لبنان جمعاً كبيراً من الشخصيات التي تتوفّر فيها مواصفات ترضي جميع الأطراف. ولا يعتقد أنّ اختيار أيّ منها لرئاسة الجمهورية أمر صعب.

كما استنتجت المصادر أنّ على لبنان ألّا يفوّت فرصة انتخاب الرئيس في الوقت الحالي، فالولايات المتحدة لا تضع الملف الرئاسي من ضمن أولوياتها في الوقت الحالي، ومردّ ذلك إلى انهماكها من جهة بتطوّرات الحرب في غزة، إلى جانب انهماكها في انتخاباتها الرئاسية. ومعلوم في حالة كهذه أنّ الإدارة الأميركية تتراجع فعاليتها في المرحلة الرئاسية الانتقالية كما هو حال إدارة الرئيس جو بايدن حالياً. وأمّا سائر الدول فمشدودة كلها إلى الحدث الفلسطيني، بالإضافة إلى أنّ لكل منها أولوياتها واهتمامها في هذه المرحلة. وهذا الجو كان في إمكان اللبنانيِّين أن يجيّروه لمصلحتهم عبر التوافق على انتخاب رئيس، وهو أمر ما زال ممكناً. علماً أنّ لا مصلحة في مزيد من التأخير بل فيه ضرر، لأنّ ما هو ممكن اليوم، قد يصبح مستحيلاً كلّما تأخّر الوقت.

 

************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

مجلس الأمن يمدِّد بالإجماع لليونيفيل: إهمال التحريض الإسرائيلي والتزام بلبنان

«قنبلة كنعان» تهزُّ التيار العوني وباسيل يفقد قوته النيابية.. وقطوعات الحساب تسبق إحالة الموازنة

 

عبّر المجتمع الدولي، بدعم مطلب لبنان التجديد دون أي تعديل لمهام اليونيفيل في الجنوب، ولمدة سنة عن التزامه بحماية الاستقرار في الجنوب امتداداً الى كل لبنان، وإسقاطاً للمزاعم الاسرائيلية ومحاولات الشغب والتشويش على التزام اعضاء مجلس الامن بتجديد انتداب اليونيفيل لمدة سنة كاملة في الجنوب.

ووصف مصدر دبلوماسي لبناني رفيع لـ«اللواء» القرار الاممي، بأنه استجابة لجهود الدبلوماسية اللبنانية وتقدير اممي لالتزام لبنان بالقرار 1701.

واعتبر المصدر ان قرار التمديد لقوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب، على الرغم من التوترات والمواجهة بين اسرائيل والحزب منذ قرابة الـ11 شهراً، هو بمثابة رسالة بالغة الدلالة ان جرّ المنطقة بدءاً من لبنان الى حرب واسعة غير مسموح.

واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن قرار التمديد لليونيفيل خطوة إيجابية في ما خص فتح الباب امام التهدئة وتعزيز التأكيد بالالتزام بالقرار ١٧٠١ والذي يعكس وجهة نظر الموقف اللبناني الرسمي.

ولاحظت هذه المصادر أن ارتياحا محليا يتوقع له يسود بعد هذا القرار الذي جاء وفقاً للمطلب اللبناني، وتشير إلى أن ما من أولويات جديدة سوى إعادة الأمور إلى التهدئة والالتفات نحو تحريك الاستحقاقات ولاسيما الإستحقاق الرئاسي، حتى لو لم يحن الوقت لذلك، مؤكدة ان لا شيء ملموسا على صعيد اللجنة الخماسية.

التمديد لليونيفيل

والخطوة الدبلوماسية الحدث تمثلت بتمديد مجلس الامن الدولي بالاجماع لقوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) سنة اضافية، متجاوزاً الخلافات التي تمكنت الاتصالات الدبلوماسية من تجاوزها، لا سيما لجهة التمديد ستة اشهر فقط، وصدرت الموافقة من دون اي تعديل، وراعت المطلب اللبناني وتجاهلت مطالب اسرائيل، التي كانت تضع شروطاً غير مقبولة.

ودعا مجلس الامن الدولي «بحزم كل الاطراف المعنية الى اتخاذ تدابير فورية، لخفض التصعيد، بما في ذلك بهدف ضبط النفس والاستقرار عند الخط الازرق، مطالباً باحترامه مع الوقت الكامل للعمليات القتالية.

وسارع الرئيس نجيب ميقاتي الى الترحيب بالخطوة، معتبراً انها استجابة الى المطلب اللبناني، مجدِّداً التزام لبنان بتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، لا سيما القرار 1701.

وقال: في هده المناسبة، أود أن اعرب عن امتنان لبنان العميق لأعضاء مجلس الأمن على جهودهم الدؤوبة في تجديد ولاية «اليونيفيل»، وأخص بالذكر دولة فرنسا حاملة القلم على كل ما بذلته من جهود في سبيل تأمين الاجماع على هذا الامر، وعلى كل ما تبذله من أجل لبنان والاستقرار فيه.

اضاف: كما نتوجه بالشكر الى الولايات المتحدة الاميركية على تفهمها الخصوصية اللبنانية التي لم تدخر جهدا في سبيل الحفاظ على مهام اليونيفيل لا سيما في هذا الظرف الدقيق. كما اشكر الدول الصديقة والشقيقة التي دعمت التمديد ولا سيما دولة الجزائر التي قادت حملة دعم قرار التمديد وتقف باستمرار الى جانب لبنان في كل المجالات.كما نشكر جميع أعضاء مجلس الامن الذين صوتوا مع التمديد . ولا بد ايضا من توجيه التحية الى وزير الخارجية  والمغتربين عبدالله بو حبيب على ما بذله في سبيل اصدار هذا القرار بما يتوافق مع المصلحة اللبنانية العليا.

وأعربت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان، بعد تصويت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار تمديد ولاية «اليونيفيل» لسنة أخرى، عن «شكرها وتقديرها الكبيرين لكل الجهود التي بذلت في الأشهر الأخيرة لإقرار هذا التمديد. وأكدت «حرصها الدائم على دعم مهمة اليونيفيل والتعاون والتنسيق معها في سبيل تحقيق استقرار مستدام على الحدود الجنوبية للبنان، تكون ركيزته الأولى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١ وباقي القرارات الدولية ذات الصلة التي تدعم الحفاظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه، وتطالب إسرائيل بالانسحاب إلى ما وراء الحدود المعترف بها دوليا، ومن كل الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها، وبوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها المستمرة للبنان» .

وقال القائم بأعمال البعثة اللبنانية في الامم المتحدة السفير هادي هاشم مساء: ان جولة المفاوضات كانت صعبة جدا لنصل الى التمديد لليونيفيل، لأن اسرائيل كانت تمارس ضغطاً كبيراً ليكون التمديد 4 او 6 اشهر فقط. وتمكنّا بإجماع مجلس الامن وبمساعدة اصدقاء لبنان للوصول الى التمديد سنة.

اضاف: ان استمرار ولاية اليونيفيل كان من اهم الاهداف التي سعينا اليها وهذا ما حققناه، وتم ادخال وقف الاعمال العدائية في نص القرار بطريقة مباشرة، وكذلك الدعوة لخفض التصعيد من كل الاطراف. والمسألة الاساسية التي تمكنّا من ادخالها في القرار هي الاشارة الى القانون الانساني  والحفاظ على حياة المدنيين والاطفال.

واعتبر ان تصويت كامل الاعضاء الـ 15على القرار وفق ما اراده لبنان هو دليل ثقة بلبان ورسالة واضحة لإهتمام المجتمع الدولي بلبنان وامنه.

واوضح هاشم رداً على سؤال حول كيفية استفادة لبنان من اي مفاوضات مستقبلية بعد وقف الحرب في غزة، ان لبنان ينتظر استئناف وساطة الموفد الاميركي هوكشتاين بعد وقف الحرب لتطبيق القرار 1701 وانسحاب اسرائيل من كل الاراضي المحتلة بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وخراج بلدة الماري- الغجر، وحل الخلاف على  النقاط المتنازع عليها، هنا يستفيد لبنان من وقف اطلاق النار.

كلمات الوفود

وقال ممثل الولايات المتحدة  خلال جلسة مجلس الأمن الدولي: يجب إنشاء منطقة جنوب الليطاني خالية من الأسلحة إلاّ أسلحة الجيش اللبناني واليونيفل.

ورأى أن «أفعال الحزب تهدد المدنيين في كل من إسرائيل ولبنان».

وأضاف لا يجب أن يكون لبنان منطلقًا لهجمات على إسرائيل. ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها في ضوء هجمات الحزب.

وتابع: الاستقرار والهدوء يعودان عند وجود آليات تنفيذ للقرار عند الخط الأزرق، ونسعى لعدم توسع الصراع في المنطقة.

من جهتها، حثّت ممثلة فرنسا في مجلس الأمن الدولي برود هيرست خلال الجلسة «كافة الأطراف لوقف كل الأعمال العدائية»،وقالت: أنه على إيران ومن يدعمها التوقف عن الأعمال الاستفزازية. وأضافت: على الأطراف التوقف عن انتهاك الخط الأزرق. ان خطر اندلاع الحرب جنوب لبنان كبير.

وحذّر ممثل بريطانيا في مجلس الأمن جيمس كاريوكي «من خطورة إنزلاق الأوضاع العسكرية في الجنوب، وسط الهجمات العسكرية المتبادلة بين الحزب وإسرائيل.وقال:«ان  الوضع عند الخط الأزرق جنوب لبنان أخطر من أي وقت مضى. وحث «إيران على التراجع ولجم وكلائها».

وهاجم مندوب إسرائيل في مجلس الأمن خلال جلسة «الحزب»، متهمًا إيّاه بأنّه خرق القرار 1701.وفي كلمة له قال: الأشهر السبعة الماضية أثبتت خرق «الحزب» للقرار 1701.

وزعم أن «الحزب يُخفي أسلحة وصواريخ جنوب الليطاني في ما يسميها ملكيات خاصة، قائلا: إن «نسبة كبيرة من صواريخ الحزب أُطلقت من مناطق مدنية على إسرائيل».

وقالت قيادة اليونيفيل على موقعها الرسمي: يؤكد القرار من جديد تفويض اليونيفيل بإجراء عملياتها بشكل مستقل مع الاستمرار في التنسيق مع الحكومة اللبنانية، فيما يتعلق بالسيادة اللبنانية. ويبقى الهدف النهائي للقرار 2695، كما هو حال القرار 1701، وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للنزاع.

وصدر عن اليونيفيل بعد التمديد بيان، قالت فيه أن «مجلس الامن الدولي اعتمد بالاجماع القرار 2749 (2024)، الذي يمدد ولاية البعثة حتى 31 آب 2025».

وتوقف البيان عند اطلاق النار اليومي وآثاره المدمرة على المدنيين على جانبي الخط الازرق، معتبراً ان مجلس الامن شدد على تنفيذ تدابير فورية نحو خفض التصعيد، كما دان القرار الجديد (حسب بيان اليونيفيل) الحوادث التي اثرت على قوات اليونيفيل ومراكزها، بما في ذلك اصابة العديد من جنود حفظ السلام.

قطع الحساب

مالياً، خُصّص الاجتماع الذي ترأسه رئيس الحكومة بمشاركة وزير المال يوسف خليل لموضوع قطع الحسابات بحضور رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران والقاضية نيللي ابي يونس، الامين العام لمجلس الوزراء محمود مكية، المدير العام لوزارة المالية جورج المعراوي وعدد من المسؤولين في وزارة المالية. بعد الاجتماع قال الوزير الخليل «ان مشروع الموازنة سيسلم قريبا الى الوزراء تمهيدا لبحثه في مجلس الوزراء».

كنعان يفجِّر قنبلة في التيار

وعلى خلاف خروج نواب في الاطار التنظيمي للتيار الوطني، شكلت استقالة رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابراهيم كنعان من «الاطار التنظيمي للتيار الوطني الحر» ما يشبه القنبلة، لأسباب متعددة ليس اقلها انضمامه الى زملائه النواب: الياس بو صعب، وآلان عون، وسيمون ابي رميا وغيرهم من الكادرات، ومن بينهم الوزير السابق رائد خوري، بل نظراً للموقع النيابي الذي يشغله، وبذلك يكون النائب جبران باسيل خسر تمثيله القوي داخل المجلس النيابي.

وجاءت استقالة كنعان، قبل 24 ساعة من لقائه مع النائب باسيل غداً، وبعد استدعائه الى «مجلس الحكماء» في التيار للاستماع اليه.

وجاء في كتاب كنعان: انسجاماً مع مسيرتي وقناعاتي، لم يبقَ أمامي سوى خيار الاستقالة من الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر، معاهداً المتنيِّين عموماً، والتياريين والعونيين والمناصرين والمؤيدين بالبقاء معهم على المبادىء التي نشأنا عليها أولاً لتبقى همومهم همومي، وتطلعاتهم تطلعاتي، ولتتواصل مسيرتنا التي بدأت منذ سنوات ستتواصل من أجل لبنان.

واكتفى رئيس التيار بالاعلان عن بيانات ومعلومات تفصيلية ستصدر لاحقاً.

الوضع الميداني

ميدانياً، امتدت مطاردة الطائرات الحربية الاسرائيلية الي طريق بيروت – دمشق، مما ادى الى سقوط 4 شهداء منذ ساعات الصباح الاولى من أمس.

كما استهدف الجيش الاسرائيلي اطراف بلدة عيترون، فضلاً عن تومات نيحا، واستهدفت المدفعية الاسرائيلية سهل مرجعيون.

وفي ردّ على استهداف البقاع، هاجمت مسيَّرة انقضاضية المقر المستحدث للواء الاسرائيلي جنوب مستعمرة يعرا.

 

************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

نتيناهو يراوغ بـ«وقف النار» ويراهن على الانتخابات الاميركية لتحصين وضعه

 هوكشتاين يحرّض على جنبلاط وكلمة هامة لبري السبت

كنعان يستقيل من التيار: لم ألمس أي رغبة بالتجاوب مع مبادرتي الانقاذية بل التصويب عليها والمس بكرامتي – رضوان الذيب

 

أصبح معلوما ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يراوغ بالقبول في اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة حتى حصول الانتخابات الرئاسية الاميركية مستفيدا من التناقضات وحاجة الجمهوريين والديمقراطيين للوبي الإسرائيلي واليهودي في أميركا، كما ان كن يريد وقف لاطلاق النار في غزة لا يشن اعنف هجوم على الضفة الغربية في تصعيدٍ خطير ينذر بالخطر الكبير الذي يواجهه الفلسطينيون في فلسطين المحتلة، وهذا يعني استمرار جبهة الاسناد الجنوبية في دعم غزة حتى الوصول الى الاتفاق وقبول المقاومة فيه، وبالتالي فان الجبهة اللبنانية دخلت مرحلة من الاستنزاف السياسي والعسكري بين هبات باردة وساخنة لكنها محكومة بتوازن الردع، ولا يلغي ذلك امكان قيام اسرائيل بعمليات اغتيال رغم استعادة المقاومة قواعد اللعبة والحفاظ على المدنيين، واستبعاد قصف الضاحية في المدى المنظور.

 

وتشرح مصادر متابعة وموثوق بها سير التطورات السياسية والعسكرية ومأزق المفاوضات، لا بل فشلها في الدوحة والقاهرة والدوران في حلقة مفرغة نتيجة مراوغات نتنياهو واصراره على الحسم العسكري والوصول إلى رئيس المكتب السياسي لحركة ح يحيى السنوار وقتله، والافراج عن الاسرى بالقوة، فيما هدفه من المفاوضات استكمال مجازره تحت هذا الغطاء، وهل اسرائيل بحاجة الى الوجود على المعابر للمراقبة في ظل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتعاون الأمني مع مصر والمخابرات العربية والامن الوطني الفلسطيني ؟

 

وحسب المصادر المتابعة والموثوق بها، حركة ح تريد اولا وقبل اي شيء اخر، وقفا شاملا و فوريا لاطلاق النار من اجل اراحة أهالي غزة من معاناتهم، وبعدها المفاوضات على الانسحاب الشامل وفك الحصار والبدء بالاعمار، والمعابر، واطلاق الاسرى الاسرائيليين والافراج عن المعتقلين الفلسطينيين، فيما نتنياهو يناور ويضع يوميا شروطا جديدة، واذا تم حل بند معين يأتي في اليوم الثاني ببند تعجيزي جديد بغطاء أميركي شامل لاعطائه المزيد من الوقت للحسم العسكري لدواع انتخابية رئاسية للديموقراطيين.

 

وحسب المصادر المتابعة للتطورات السياسية والموثوق بها، الكلمة ما زالت للميدان حتى اشعار اخر، والاستنفار العسكري على حاله مع تركيز اسرائيلي على جبهة الشمال نتيجة قوة المقاومة وجهوزيتها ومسيراتها التي لا تغيب يوما واحدا عن سماء فلسطين المحتلة تراقب الكبيرة والصغيرة، وهذا لا يعني غياب المسيرات الاسرائيلية عن الاجواء اللبنانية، بالإضافة إلى الطائرات الاميركية والبريطانية والدولية التي تعمل في خدمة اسرائيل وتقدم لها كل انواع التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي والبصمات، هذا التطور التكنولوجي ساهم مع بعض الأخطاء التقنية في نجاح بعض الاغتيالات، مع العلم ان هناك العشرات من العمليات الفاشلة التي لم تكشف عنها اسرائيل، ومن بين ٧ الى ٨ محاولات فاشلة كانت هناك عملية اغتيال ناجحة، والعمليات الاخيرة استهدفت اداريين وعسكريين، وليس هناك من خلاف او نقاش بالنسبة الى التفوق الاسرائيلي في المجالات الجوية والبحرية والتكنولوجيا، لكن الميدان اثبت ان جسم المقاومة سليم ومتين ومعافى من اي خروقات بشرية لبنانية او سورية، ولا قدرة للعملاء حتى إذا وجدوا على تنفيذ هكذا عمليات في هذه المستويات، مع العلم ان الجميع يعرف طبيعة الأحداث في سوريا على مساحة ١٦٠ الف كيلومتر والتي كشفت الكثير من الاوضاع مع وجود كل مخابرات الأرض المعادية.

 

وحسب المصادر نفسها، على الذين يزايدون على المقاومة ان يدركوا، انها تحارب على مدى ١١ شهرا أقوى قوة في الشرق الاوسط، مدعومة من اميركا وبريطانيا واوروبا عسكريا وماليا ومعلوماتيا، واستطاعت المقاومة رغم موازين القوى لمصلحة هذه الدول الصمود والقتال واعتماد تكتيكات اذهلت الخبراء العسكريين، والرد على المسيرة بالمسيرة والصاروخ بالصاروخ، لكنها لا تملك الطائرات الحربية والزوارق البحرية العملاقة بل تملك الإيمان بعدالة القضية، وبهذا الإيمان تقاتل المقاومة مصحوبة بشجاعة القيادة وصلابة قائدها الذي يملك جرأة القرار، ورد على عملية اغتيال القائد فؤاد شكر رغم وصول البوارج الاميركية والتهديدات بالحروب والويل والثبور وعظائم الامور، وعلى هؤلاء ان يدركوا ايضا، ان مسيرات المقاومة وصواريخها وصلت الى كل المواقع العسكرية الاسرائيلية في الشمال وقصفتها بدقة ورصد ت حركة كبار الضباط، وهذا الامر الا يعد تفوقا امنيا للمقاومة في كشف كل هذه المواقع ؟ الا يعد تجنب المدنيين الاسرائيليين من قبل المقاومة عملا اخلاقيا فقد حاليا من القاموس العسكري، وهذا يعود ايضا الى حرص المقاومة على ناسها وأهلها وتجنيبهم القصف الاسرائيلي المضاد، ولم يتجاوز عدد الشهداء المدنيين ال ٥٠ بعد ١١شهرا من القتال، هذا النهج الأخلاقي يمثل مدرسة جديدة في القتال، ونموذجا معاكسا جذريا للاجرام الاسرائيلي في غزة.

 

الرد المدروس للسيد نصرالله حسب المصادر نفسها، ادخل الارتياح الى كل اللبنانيين الذين اشادوا بحكمته وجرأة قراره المستند الى حماية الناس وعدم توسعة الحرب وتدمير البلد وإغراق اقتصاده بمزيد من المشاكل، وبعد الرد المدروس، شهد البلد مناخات مختلفة وعودة الحياة الى العاصمة والمناطق اللبنانية وانطلاق التحضيرات لبدء العام الدراسي وموسم الشتاء، والسؤال الى الذين ينتقدون حجم الرد ومحدوديته، هل هم يريدون تدمير البلد وانهاكه ؟ هل هم يقدرون مدى العبء الكبير على سيد المقاومة بين اخذ لبنان وسوريا وايران والعراق واليمن الى الحرب الكبرى والشاملة وما تخلفه، وبين الرد المدروس على اكبر قاعدة عسكرية اسرائيلية تشرف على كل المؤسسات الاستراتيجية ؟ وعلى الذين يتحدثون عن محدودية الرد عليهم مطالبة الاسرائيليين بنشر صور حديثة للقاعدة ٨٢٠٠، بدلا من التكتم ومنع نشر الاخبار العسكرية، والجميع يعلم انه عندما ادعت اسرائيل بوجود صواريخ للمقاومة في المطار ومحيطه، نظمت العلاقات الاعلامية في الحزب جولة للاعلاميين المحليين والغربيين، وتم دحض هذه المعلومات كما نظم الوزير باسيل جولة للديبلوماسيين يومذاك واكتشفوا زيف الادعاءات الاسرائيلية، واذا كانت قاعدة ٨٢٠٠ لم تصب بصواريخ المقاومة، لماذا لا تسمح اسرائيل للصحافيين بدخولها ؟ علما ان مرور المسيرات فوق هذه القاعدة الاستراتيجية هو أكبر انجاز عسكري.

الحملة الغربية على جنبلاط

 

منذ اللحظات الأولى لإعلان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط مواقفه من المقاومة ودورها في مواجهة اسرائيل، حتى نظمت عليه حملة سياسية واعلامية محلية وعربية ودولية تناولت مواقف الدروز من اسرائيل خلال حرب الجبل، كما كشفت وكالة المخابرات المركزية الاميركية عددا من الوثائق السرية عن جنبلاط والدروز وشيخ عقل الدروز في فلسطين المحتلة المرحوم امين ظريف والشيخ الحالي موفق ظريف، بالاضافة الى تسريبات عن تباينات مع نجله تيمور وقيادات درزية وحزبية تعارض الانفتاح على الحزب، وحسب مصادر درزية وازنة فان هذه الأخبار غير صحيحة مطلقا وملفقة ولا تمت الى الحقيقة بصلة، وجنبلاط مرتاح جدا الى الالتفاف الدرزي الواسع حول مواقفه من فلسطين وقتال اسرائيل، وهناك توافق درزي شامل على هذه الثوابت، وفي المعلومات ايضا، ان هوكشتاين يقود شخصيا الحملة على جنبلاط بعد ان كان الاجتماع الأخير بين الرجلين غير ودي مطلقا بسبب انتقادات جنبلاط للمواقف الاميركية من الحرب الاسرائيلية على غزة وتفهمه لجبهة الاسناد الجنوبية وهذا ما اثار المندوب الاميركي الذي تبنى وجهة النظر الاسرائيلية عن قصف الحزب لبلدة مجدل شمس.

كلمة لبري وموعد ١٥ ايلول الاميركي

 

اللبنانيون والقوى السياسية ينتظرون ماذا ستحمل كلمة الرئيس نبيه بري المتلفزة عند الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر نهار السبت في الذكرى ال ٤٦ لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، والاسئلة كثيرة حول ماذا ستتضمن كلمة رئيس المجلس في ظل التطورات الكبرى في غزة و الجنوب ؟ وهل سيطرح مخرجا معينا للاستحقاق الرئاسي والدعوة مجددا للحوار في المجلس النيابي؟ كلها أسئلة بانتظار السبت كما يقول قياديون في حركة امل.

 

اما على الصعيد الرئاسي، فتؤكد مصادر عليمة، ان كل ما يحكى عن تحرك جدديد للخماسية ليس دقيقا والتركيز الدولي منصب على الاوضاع العسكرية في الجنوب وغزة، ، لكن المصادر تذكر بكلام هوكشتاين خلال زيارته مطلع الربيع الماضي وما وجهه من نصيحة للقوى السياسية بضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي بين ١٥ تموز و١٥ ايلول، والا فان انجاز الاستحقاق يصبح مستحيلا قبل صيف ٢٠٢٥، لانه بعد منتصف أيلول تدخل الإدارة الأميركية كلها في الانتخابات وتغيب الملفات الخارجية قبل ٥٠ يوما من موعد الانتخابات الرئاسية في ٥ تشرين الثاني، وحدة المنافسة بين المرشحين ترامب وهاريس تجعل الهم الرئاسي في مقدمة الاولويات قبل اي شيء اخر، وبالتالي فان اميركا تدخل «الكوما» بعد ١٥ ايلول، ومن رابع المستحيلات انجاز الرئاسة حينئذ.

استقالة ابراهيم كنعان من التيار

 

اعلن النائب ابراهيم كنعان استقالته من الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر في بيان اعلامي، وجاء في كتاب الاستقالة:

 

أهلي في التيار، كنت قد عقدت في الرابع عشر من شهر آب الجاري مؤتمراً صحافياً أطلقت فيه نداء لإعادة جمع الشمل في التيار الوطني الحر، انسجاماً مع قناعاتي ومسيرتي ونزولاً عند رغبة القاعدة التيارية والعونية التي شاورتها قبل الاقدام على هذه الخطوة، التي أعطيت مهلة أسبوع للتجاوب معها.

وقد أتت قبلها بستة أشهر، مبادرة قمت بها بعيداً من الإعلام، من خلال اجتماعات سبقت وتلت رسالتي الى رئيس التيار في ١٠ نيسان ٢٠٢٤.

وقد انقضت مهلة الأسبوع وتوشك مهلة أسبوع آخر على الانتهاء من دون أن ألمس أي رغبة بالتجاوب مع أي محاولة توحيدية أو انقاذية، لا بل أن التصويب على المبادرة وعليّ شخصياً بدأ حتى قبل عقد المؤتمر، وبشكل وصل إلى حد المس بالكرامة.

بناء على ما تقدّم، وبما أن محاولتي للم الشمل والحفاظ على قوة المجموعة بوحدتها، لم تلقَ آذاناً صاغية،

وبعدما كان لي شرف المحاولة منذ أشهر داخل الأطر الحزبية، ومن خلال رئيس التيار، من دون أن أجد التجاوب المنشود،

وبما أن فكري ونهجي وعملي كان دائماً مع الجمع وضد التفرقة، وطنياً وسياسياً وحزبياً،

وانطلاقاً من مقولة الرئيس عون في كتابه «ما به أؤمن»: «عندما يُقال لي هذا مستحيل، أجيب يبقى لي شرف المحاولة»،

 

لذلك، وانسجاماً مع مسيرتي وقناعاتي، لم يبقّ أمامي سوى خيار الاستقالة من الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر، معاهداً المتنيين عموماً، والتياريين والعونيين والمناصرين والمؤيدين بالبقاء معهم على المبادىء التي نشأنا عليها أولاً لتبقى همومهم همومي، وتطلعاتهم تطلعاتي، ولتتواصل مسيرتنا التي بدأت منذ سنوات ستتواصل من أجل لبنان.

 

ومع استقالة كنعان أصبح عدد نواب الكتلة ١٣ نائبا مع خروج ٥ نواب هم : الياس ابي صعب، الان عون، سيمون ابي رميا، ابراهيم كنعان، اما النائب محمد يحيى فهو غائب عن اجتماعات الكتلة منذ فترة.

التمديد لليونيفيل

 

وافق مجلس الأمن الدولي على التمديد بالاجماع لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب لمدة سنة دون اي تعديل على مهامها، وشكر ميقاتي فرنسا واميركا على جهودهما للتصويت على التمديد من دون اعتراضات وعدم الأخذ بالمسعى الاسرائيلي لتعديل مهام الطوارئ والتمديد ل ٣ اشهر فقط ثم ل ٦ اشهر، ونجح لبنان ديبلوماسيا، ودعا مجلس الأمن إلى عودة الاستقرار إلى الجنوب والعمل على تطبيق القرار ١٧٠١.

 

************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الاحتلال ينقل الحرب الى الضفة ..

 

استشهد 12 فلسطينيين، وأصيب عشرات آخرون، ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيم الفارعةودعت سلطات الاحتلال الى اخلاء مخيمات من سكانها وهذه التطورات دفعت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى قطع زيارته الى السعودية ليتابع التطورات في الضفة الغربية. وذكرت مصادر فلسطينية انه يجري اتصالات لوقف العدوان، وحذر من العواقب الوخيمة للعدوان على الضفة.

وقال متحدث باسم الهلال الأحمر أحمد جبريل إن فلسطينيين اثنين استشهدا في مدينة جنين، وأربعة في قصف استهدف سيارة قرب المدينة، وأربعة آخرين في مخيم الفارعة قرب مدينة طوباس. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد قسام محمد جبارين (25 عاماً)، وعاصم وليد ضبايا (39 عاماً) وإصابة آخرين بجروح، برصاص قوات الاحتلال.

وقالت مصادر محلية إن عدداً كبيراً من الآليات العسكرية اقتحمت المدينة من حاجز الجلمة العسكري، ووصلت إلى محيط مستشفى جنين الحكومي، فيما تمركزت قوة عسكرية بالقرب من مستشفى ابن سينا وسط اندلاع مواجهات.

واستشهد 4 شبان وأصيب آخرون، فجر الأربعاء، نتيجة قصف نفذه الاحتلال الإسرائيلي من طائرة مسيرة على مخيم الفارعة جنوب طوباس، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المخيم، منتصف ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، بعدد كبير من جنود المشاة، فيما أتبعتها بتعزيزات عسكرية إلى المخيم من جهة حاجز الحمرا العسكري، برفقة جرافة.

كما نشرت قوات الاحتلال القناصة بشكل كثيف داخل المخيم وفي محيطه وفرضت حصارا على المخيم، وسط اندلاع اشتباكات مع قوات الاحتلال، وتزامنا مع ذلك شهدت أجواء المخيم تحليقا مكثفا للطائرات المسيرة. في المقابل، ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي بدأ عملية واسعة النطاق “لمكافحة الإرهاب”، في شمال الضفة الغربية، التي من المتوقع أن تستمر عدة أيام.

وتتركز العملية بالأساس في منطقة طولكرم، لكن القوات الإسرائيلية تجري أيضا عمليات في مدينة جنين ومخيم الفارعة، بالقرب من مدينة طوباس، حسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” . وتعليقا على العملية، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن الحرب الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية على مدن وقرى ومخيمات جنين طولكرم وطوباس وغيرها من المدن الفلسطينية، إلى جانب حرب الإبادة في قطاع غزة، ستؤدي إلى نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع.

وجنوب مدينة الخليل، ذكرت “وفا” أن مستوطنين أتلفوا أشجار زيتون بإحدى قرى منطقة مسافر يطا.

وفي مدينة بيت لحم، ذكر شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي اقتحم قرية الخضر جنوبي المدينة، وأطلق الرصاص الحي والمطاطي دون أن يبلغ عن إصابات.

كما قال شهود عيان للأناضول إن قوة إسرائيلية اقتحمت المناطق الشرقية من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية وأطراف مخيمات عسكر الجديد والقديم وبلاطة شرقي المدينة.

وخاض مقاتلو حركة الجهاد الاسلامي “اشتباكات ضارية مع قوات العدو المقتحمة في محاور القتال بمخيم بلاطة واستهدفوا القوات المقتحمة في محاور القتال المختلفة بزخات كثيفة من الرصاص محققين إصابات مباشرة”.

ودعت حركة ح الى النفير العام والتصدي للمعتدين، واشادت بالتصدي البطولي للفصائل الفلسطينية.

وأدانت مصر التصعيد الاسرائيلي في الضفة، معتبرة ذلك ”إمعان اسرائيلي في الانتهاك الممنهج للقانون الدولي والانساني، وإصرار على سياسة التصعيد وتوسيع رقعة المواجهات داخل الاراضي الفلسطينية… مطالبة بموقف دولي موحد يوفر الحماية للشعب الفلسطيني.

عقوبات ضد مستوطنين

وفي محاولة لذر الرماد في العيون، اعلنت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على مستوطنين اسرائيليين في الضفة، وحضت على التصدي لهذه المجموعات المتطرفة المتهمة بتأجيج العنف. وتستهدف العقوبات خصوصا منظمة ”هاشومير” غير الحكومية المتهمة بتقديم دعم مادي الى مستوطنة عشوائية.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram