افتتاحية صحيفة الأخبار:
دقّق في وجوه قادة العدو تعرف ما حصل
صراع السرديات بات أساسياً في المعركة القائمة بين اسرائيل وكل أعدائها. هي المرة الاولى التي لا يتمكّن فيها العدو من تقديم رواية كاملة، صلبة وواضحة وقابلة للتصديق. وليس صدفة أن ازمة الثقة القائمة بين جمهور الكيان وقيادته تعود الى هذا القدر من الكذب والاحتيال على الوقائع. ومشكلة العدو مع السردية بدأت منذ اليوم الاول لحرب «طوفان الاقصى». ويكفي أن ننتظر بعض الوقت، حتى تتضح الصورة الكاملة لما جرى في ذلك اليوم، حين سقطت القوة العسكرية خلال ساعتين فقط، فيما كانت العصا الغليظة تقتل المدنيين قبل المهاجمين. وكل التضامن الداخلي الذي اشتهر به الصهاينة، وحرصهم على صورة دولتهم وجيشهم وأمنهم، لم تكمّ الافواه لوقت طويل، قبل أن يخرج اهالي الضحايا ينقلون روايات عن لسان الجنود الذين تلقّوا صبيحة ذلك اليوم أمراً واحداً: اقتلوا كل شيء يتحرك!
في جبهتنا الكثير من المنجمين، وابناء «جيل فائض القوة» ممن يدمّرون كل شيء في لحظة واحدة. لكن، لم يسبق ان احتل هذا القدر من البلاهة مشهد سياسيي العدو وعسكره. وسيخرج ايضاً، من قلب الكيان، من يعيد تجميع روايات الناطقين العسكريين والسياسيين والحكوميين الذين يُسرّون الآن لمراسلين اجانب يعملون في الكيان: نقول ما يُطلب منا قوله!
لكن، كيف يعقل لأبطال المسرح، وخصوصاً بنيامين نتنياهو أن يغفل عن أهمية الصورة. هو لا يفعل ذلك الا عندما يكون البديل غير ممكن. وهذا كان حاله امس. أعيدوا مشاهدة الفيديوهات التي نشرها العدو لـ«بيبي» وفريقه العسكري والامني في غرفة العمليات. هل يمكن العثور على لمحة زهو، او مشهد تباهٍ، او لحظة نشوة، فيما هو يطلب من العاملين معه ان يكرروا روايته عن الضربة الاستباقية التي اجهزت على آلاف الصواريخ الاستراتيجية للمقاومة في ارضها.
الحظ العاثر للعدو ملازم له أبداً. وربما هي الذاكرة التي خانته من جديد. أمس، قال إن مئة طائرة هاجمت 200 هدف، ودمرت خلال نصف ساعة آلاف الصواريخ الاستراتيجية التي كان حزب الله بصدد اطلاقها ضد المراكز الحيوية في اسرائيل. ولكن، لنعد الى فجر الرابع عشر من تموز 2006. عندما شنّت مئات الطائرات غارات كثيفة، وقال العدو انه دمر خلال نصف ساعة الصواريخ الاستراتيجية التي كانت في حوزة حزب الله في حينه.
ما فات نتنياهو أمس هو ان سلفه ايهود اولمرت وقف في القاعة نفسها صارخاً ومصفقاً: لقد انتصرنا. فردّ رئيس اركان جيشه حينها، دان حالوتس، باستعلاء: هل نتوقف الآن وقد بتنا قادرين على سحق حزب الله!
ببساطة شديدة، يعرف قادة العدو، من سياسيين وعسكريين وامنيين، انه لو كان بمقدورهم تدمير 6 الى 8 الاف صاروخ استراتيجي في نصف ساعة، لكانوا كرروا الجولة مراراً، قبل ان يجتاحوا لبنان لإنهاء المهمة «الأحبّ» الى قلوبهم بتدمير حزب الله وسحقه.
ما حصل هو ان نتنياهو الذي كان مستعجلاً لاعلان انتصار، اضطر للامساك بنفسه، والبقاء امام الشاشات يراقب ويستمع الى معلومات العسكريين من حوله، وهم يقولون له إن صواريخ حزب الله ومسيّراته عبرت الحدود باتجاه مواقع داخل اسرائيل وصولاً الى تل ابيب.
ما قام به حزب الله أمس كان منسجماً الى أبعد الحدود مع الاستراتيجية التي اعتمدها منذ اليوم الاول. فهو لا يريد حرباً شاملة، ولذلك، لن يقدم على اي عمل يقوده الى حرب ليست من اختياره توقيتاً وساحة وشكلاً. وهو لو اراد الحرب كيفما كان، لأطلق رشقة عشوائية على الكريوت في حيفا او على شوارع نهاريا او صفد. لكنه لا يريد منح العدو لحظة هدوء يحتاجها لتركيز جهده في غزة والضفة الغربية، بل يريد جره ليبذل ثلث جهده العسكري والامني والسياسي في مواجهة لبنان. وفوق كل ذلك، فان حزب الله، الذي قرّر رسم اطار لدوره، مع معرفة مسبقة بثمن كبير وتضحيات اكبر، لا يريد منح العدو فرصة جرّه الى اي كمين، فرعي في لبنان او استراتيجي في المنطقة.
في معركة السرديات، لن تكفي كل اشكال التهويل والتخريف والتنجيم في تقديم وقائع غير موجودة. يكفي ان جمهور الكيان يصدق المقاومة في لبنان اكثر مما يصدق حكومته وقادته العسكريين. لذلك، فان المواجهة المستمرة ستعود الى اطارها الذي تعدّل كثيرا خلال الاشهر الثلاثة الماضية، وهو اطار قابل للتعديل يوما بعد يوم، لكنه لن يغير في واقع الحال شيئاً. وبعيداً عن كل تهويل او تهليل، ما حصل أمس يعيدنا الى يوم الثامن من تشرين الاول 2023، حين افتتح حزب الله جبهة الاسناد اللبنانية للمقاومة والناس في غزة. وهي جبهة مستمرة، ولا سبيل لوقف نار الشمال الا باخماد حريق الجنوب.
***************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
طائرات "الأربعين" إلى الـ 8200 منشأة التجسس والاغتيالات قرب تل أبيب
خطاب انهزامي للكيان بذريعة ضربة وقائية وهمية… ونصرالله: أوفينا بوعدنا
ضمير العرب سليم الحص يغادرنا… والأسد: المقاومة قدوة ومثال في التحرير
لم تحجب الأحداث الكبرى التي تعصف بلبنان والبلاد العربية خبر رحيل الرئيس سليم الحص، ضمير لبنان والعرب، القدوة والمثال في تجسيد رجل الدولة، وفي الترفع والكبر والتعالي على المناصب والمكاسب، وهو القائل إن المسؤول يبقى كبيرا حتى يطلب شيئا لنفسه فيصغر، والراحل الكبير رجل ثقافة وفكر وكاتب وباحث ومؤلف وصاحب مواقف قومية ووطنية لا تنسى، منحاز دائما لفلسطين والمقاومة، وهو رئيس الحكومة التي شهدت تحرير جنوب لبنان عام 2000 الى جانب شريكه في الحكم الرئيس المقاوم العماد اميل لحود. وقد افتتح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمته المخصصة للحديث عن الرد التاريخي للمقاومة على اعتداءات الاحتلال على العاصمة وضاحيتها واغتيالها للقائد فؤاد شكر، بنعي الرئيس الراحل كخسارة للمقاومة وفلسطين.
وفيما انشغل العالم في متابعة رد المقاومة الذي حمل اسم عملية الأربعين، كما قال السيد نصرالله، مؤكدا أن المقاومة أوفت بوعدها، وشارحا أن الرد النوعي يتكون من جزءين، الأول إرسال الصواريخ بالمئات إلى عشرات مواقع الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة حتى حدود عكا وطبريا، والثاني عشرات الطائرات المسيرة نحو تل أبيب، حيث منشأة مركزية للمخابرات العسكرية، هي المنشأة 8200 المتخصصة بالتجسس وعمليات الاغتيال، وقال السيد نصرالله إن العملية نفذت بشقيها بدقة، وإن الغارات التي شنها الاحتلال على الجنوب قبل نصف ساعة من بدء العملية لم تؤثر في أي من المسارات المرسومة للعملية ولم تنجح بإلحاق الأذى بأي من أدواتها، ما ينفي عنها صفة الضربة الاستباقية أو الوقائية، إضافة الى كون الأرقام المتداولة عن عدد المنصات المستهدفة بالغارات والحديث عن آلاف الصواريخ التي يقول قادة الكيان إنها كانت تستهدف تل أبيب وتم استهدافها هي مجرد أكاذيب لصناعة هوليودية لنصر موهوم.
اللافت كان أن قادة الكيان من سياسيين وعسكريين تلاقوا على روح انهزامية مفاجئة، حيث جاء الرد ليوفر لهم فرصة ذهبية لتبرير الذهاب الى الحرب التي آمضوا أحد عشر شهرا وهم يهددون بشنها، وها هم يقولون لا نريد حربا ولا نريد تصعيداً والأمر عند حزب الله، فإذا اعتبر الأمر منتهيا تكون الأمور قد عادت الى طبيعتها، وهو ما توقفت أمامه عناصر متابعة باعتباره علامة على المفعول الرادع لعملية الأربعين، متوقعة أن تترك العملية وما تلاها تداعيات على المسار التفاوضي تفاديا للانتظار والرد الإيراني كما يقول القادة في طهران أنه آت، ويفعل اليمنيون مثلهم.
في سورية تحدث الرئيس الدكتور بشار الأسد في افتتاح الدور الأول لمجلس الشعب السوري المنتخب، فقال "أرسل التحيةً إلى المقاومين في فلسطين، ولبنان، والعراق، واليمن، الذين يمثلون "قدوةً، وأنموذجاً، ومثالاً نقتدي به في طريق التحرير، والكرامة، والشرف، والاستقلال". كما وجّه الرئيس الأسد تحيةً إلى الجولان المحتل، لافتاً إلى أنّ أبناءه "قدّموا الكثير من العبر، وبرهنوا أن غياب السيادة عن أرضه لا يعني سقوط الوطنية من وجدان شعبه"، مُشدّداً على تأكيدهم أنّ الوطنية ليست مظهراً ولا ادعاءً، بل انتماء متجذر ووفاء وولاء.
وكشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الهدف العسكري النوعي في العملية هو قاعدة الاستخبارات العسكرية "أمان" ووحدة "8200" في "غليلوت" والهدف الآخر هو قاعدة الدفاع الجوي في "عين شيميا".
وأكد السيد نصر الله أنه و"بناءً على معطياتنا أنَّ عددًا معتدًا به من المُسيّرات وصلت إلى هذين الهدفين، ولكن العدو يتكتم إلا أنَّ الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك". وقال: "كل ما أردنا إطلاقه في هذه العملية هو 300 صاروخ وقد أطلقنا 340 صاروخًا والعدو لم يحبط شيئًا"، مؤكدًا أن السردية الصهيونية بشأن ما جرى مليئة بالأكاذيب وهو ما يعكس مستوى الوهن لدى هذا الكيان.
وشدد السيد نصر الله على أن "حديث العدو عن قصف صواريخ استراتيجية ودقيقة كانت معدة لاستهداف "تل أبيب" هو كذب في كذب، ولكن في هذه العملية ولرؤية واضحة ودقيقة لم نُرد استخدام هذه الأسلحة". معلنًا أن أيًا من الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة لم تُصب بأذى. ولفت إلى أن كثيرًا من الوديان يعتقد العدو أن فيها منصات للصواريخ الباليستية ومنشآت يمكن تدميرها، كاشفًا أن القائد الجهادي الشهيد السيد شكر كان اتخذ قرارًا قبل مدة بإخلاء هذه الوديان والمنشآت وبالتالي ما قُصف هي وديان خالية أو تمَ إخلاؤها.
وأوضح أن العدو "الإسرائيلي" قبل نصف ساعة من توقيت العملية بدأ بشن غارات جوية على قرى في الجنوب "ولم تكن لديه معلومات استخبارية بل بسبب حركة المجاهدين لإتمام عملهم". وأكد أننا "أمام فشل استخباري "إسرائيلي" وفشل في العمل الاستباقي وعمليتنا أنجزت كما خططت بدقة"، وقال: "اليوم شهدنا مشهدًا يعبر عن شجاعة المقاومة عندما اتخذت هذا القرار.. المقاومة أخذت قرارًا وأقدمت فقام العدو بإغلاق "تل أبيب" والمطارات وفتحوا الملاجئ لمجرد استخدامنا الكاتيوشا والمُسيّرات فكيف إذا استخدمنا أكثر من ذلك؟".
وأضاف: "هذه أول عملية كُبرى تخوضها المقاومة بغياب القائد الكبير السيد فؤاد ولم يحصل فيها أي خلل.. العدو في رده صباح اليوم (أمس) لم يجرؤ على استهداف المدنيين لأن هناك مقاومة وبيئة مقاومة. وهذه المعادلة التي عدنا لتكريسها اليوم". وتابع: "المرحلة الأولى كانت ضرب المواقع في الشمال بـ340 صاروخًا والمرحلة الثانية هي عبور المُسيّرات بأنواع وأحجام مختلفة نحو عمق الكيان… نحن سنتابع نتيجة تكتم العدو عمّا حصل في القاعدتين المستهدفتين وكان الرد مرضيًا وسنعتبر أن الرد كافٍ على جريمة الاغتيال وإن لم نره كافيًا سنحتفظ بحق الرد حتى إشعار آخر".
وقال: "عمليتنا اليوم قد تكون مفيدة للطرف الفلسطيني أو للطرف العربي بالنسبة للمفاوضات والرسالة للعدو ومن خلفه الأميركي بأن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد هي آمال خائبة رغم التضحيات خصوصًا في الجبهة اللبنانية". وأكد أننا "قوم لا يمكن أن نقبل بالذل ولا أن نحني الرقاب لأحد ونحن نقاتل بالعقل والسلاح والمُسيّرات والصواريخ البالستية المخبأة ليوم قد يأتي".
كشف أن المقاومة الإسلامية أطلقت في "عملية اليوم وللمرة الأولى مُسيّرة من منطقة البقاع ورغم بعد المسافة إلا أنها تجاوزت الحدود الفلسطينية المحتلة". مؤكدًا أن "أي منصىة إطلاق للمقاومة الإسلامية لم تصب قبل العملية ولم تتعرض مرابض المسيّرات لأي أذى لا قبل العملية ولا بعدها".
وقال: "على العدو أن يفهم ويحذر جيدًا في طبيعة لبنان والتغيرات الاستراتيجية فلم يعد لبنان ضعيفًا تحتلونه بفرقة موسيقية بل قد يأتي اليوم الذي نجتاحكم بفرقة موسيقية".
ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، معلومات عن القاعدتَين اللتَين استهدفهما الحزب في المرحلة الثانية من "عملية يوم الأربعين" ردًا على اغتيال القائد الكبير فؤاد شكر واستشهاد عدد من المدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكانت المقاومة أعلنت في بيانات متلاحقة عن العملية النوعية ضد كيان الاحتلال، مشيرة في بيانها الأول أنه "في إطار الرد الأولي على العدوان الصهيوني الغاشم على الضاحية الجنوبية لبيروت والذي أدّى إلى استشهاد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر رحمه الله وعدد من أهلنا الكرام من نساء وأطفال، بدأ مجاهدو المقاومة الإسلامية هجومًا جويًا بعدد كبير من المسيرات نحو العمق الصهيوني واتجاه هدف عسكري "إسرائيلي" نوعي سيعلن عنه لاحقًا، بموازاة استهداف مجاهدي المقاومة الإسلامية لعدد من مواقع وثكنات العدو ومنصات القبة الحديدية في شمال فلسطين المحتلة بعدد كبير من الصواريخ.
وأعلنت في بيان ثانٍ عن "الانتهاء من المرحلة الأولى بنجاح كامل وهي مرحلة استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلًا لعبور المُسيّرات الهجومية بإتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان، وقد عبرت المُسيّرات بحمد الله كما هو مقرر.
ثانياً، عدد صواريخ الكاتيوشا التي أطلقت حتى الآن تجاوزت 320 صاروخا باتجاه مواقع العدو.
ثالثاً، المواقع التي تم استهدافها وإصابتها بعون الله تعالى:
1 - قاعدة ميرون.
2 - مربض نافي زيف.
3 - قاعدة زعتون.
4 - مرابض الزاعورة.
5 - قاعدة السهل.
6 - ثكنة كيلع في الجولان السوري المحتل.
7 - ثكنة يو أف في الجولان السوري المحتل.
8 - قاعدة نفح في الجولان السوري المحتل.
9 - قاعدة يردن في الجولان السوري المحتل.
10 - قاعدة عين زي تيم.
11 - ثكنة راموت نفتالي.
رابعاً، بقية التفاصيل حول العملية العسكرية ستأتي في بيانات لاحقة.
وفي بيان ثالث لفتت المقاومة أنه "تم إطلاق جميع المسيّرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها وعبرت الحدود اللبنانية الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعدّدة.
وشدّدت المقاومة على أنّ ادعاءات العدو حول العمل الاستباقي الذي قام به والاستهدافات التي حققها وتعطيله لهجوم المقاومة هي ادعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان وسيتم تفنيدها في خطاب للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله يُحدد لاحقًا هذا اليوم".
وأشار خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ"البناء" الى أن "وصول مئات الصواريخ والمسيرات الى كامل القواعد العسكرية في شمال فلسطين المحتلة ومركز شعبة الاستخبارات في ضواحي تل أبيب في ذروة الاستنفار والتأهب الإسرائيلي والأميركي والغربي عبر الأقمار الصناعية، هو اختراق أمني كبير للمنظومة الأمنية والاستخبارية والتقنية والتكنولوجية الإسرائيلية، وإنجاز أمني استخباري تكنولوجي عسكري لحزب الله"، ولفتوا الى أن "العملية النوعية ثبتت امتلاك الحزب زمام المبادرة ومعادلة الردع مقابل مزيد من تآكل في قدرة الردع الإسرائيلية، وعمقت مأزق حكومة نتنياهو والفجوة الاستراتيجية التي تتسع منذ 7 تشرين الماضي، كما أظهرت وهم حكومة "إسرائيل" بقدرتها على تغيير المعادلة الميدانية في الجنوب بعد اغتيال فؤاد شكر وبالتالي استعادة الأمن الى الشمال واستعادة المستوطنين الى المستوطنات". كما توقف الخبراء أمام الدقة العالية في تنفيذ الرد واحتساب وقت مرور الصواريخ من الجنوب والبقاع باتجاه "إسرائيل" لتضليل القبب الحديدية واشغالها لكي يتناسب مع عبور المسيرات في الوقت المحدد لكي تستطيع الوصول الى أهدافها. ومنح الرد وفق الخبراء قيادة حزب الله المصداقية بعد تأكيد السيد نصر الله في خطابيه السابقين بأن الرد آتٍ حتماً، وعزز الموقف التفاوضي لحركة حماس في مفاوضات القاهرة الجارية حالياً.
وفي سياق ذلك، شدد الناطق العسكري باسم كتائب "القسام" أبو عبيدة، على "أننا نبارك عملية الرد الأولي للأخوة في حزب الله على اغتيال القائد فؤاد شكر، ونقدر التضحيات الغالية لأهلنا في لبنان ومقاوميه الأبطال". ولفت، في تصريح، إلى أنّ "عملية حزب الله تؤكد من جديد تغير الواقع الاستراتيجي للكيان منذ طوفان الأقصى.. فلا أمان للعدو من العقاب ولا حدود لإمكانية دكه في أي مكان ومن أية جبهة"، مؤكدًا أنّ "كل الجبهات ستظل مشتعلة ومتصاعدة في وجه العدو طالما استمر العدوان على أهلنا وشعبنا".
وكان لافتاً إعلان جيش الاحتلال انتهاء عملياته العسكرية رداً على رد المقاومة، ما يعكس بحسب مصادر في فريق المقاومة لـ"البناء" تراجعاً وانكفاء اسرائيلياً عن استمرار المواجهة مع حزب الله وتحولها الى حرب شاملة، وكشف بأن تهديدات المسؤولين الإسرائيليين ورسائل التهديد الأميركية الغربية للبنان ولحزب الله بأن مهاجمة "إسرائيل" سيدفعها لشن حرب تدميرية للبنان، كانت تهديدات زائفة وكاذبة وتخدم الحرب النفسية والمعنوية والضغط لمنع الرد ليس إلا.
وأشارت أوساط دبلوماسية لـ"البناء" الى أن اتصالات مكثفة حصلت بين عواصم القرار مع ايران وحزب الله بشكل غير مباشر خلال الأسبوعين الماضيين لاحتواء تداعيات رد محور المقاومة لا سيما بعد فشل جولة المفاوضات في الدوحة.
********************************************
افتتاحية صحيفة النهار
ردّ محدود وضربة استباقية: هل عَبَرت الحرب؟
إذا كان ضرباً من ضروب الرعونة والتسرّع، الجزم بأي اتجاه نهائي قد تسلكه المواجهات الميدانية بين إسرائيل و”الحزب” بعد مواجهات ساعات الفجر التي دارت أمس الأحد في 25 آب (أغسطس) 2024، فإنه من غير الممكن أيضاً تجاهل أن “حرب الفجر” هذه التي لم تدم أكثر من أربع ساعات شكلت ما يمكن اعتباره الاختبار الأكثر “صلابة” على تجنب طرفي الحرب الذهاب إلى الأخير في إشعال الحرب الكبيرة، أقله في الظروف الراهنة، سواء لحسابات ذاتية لكل منهما أم لقوة الضغط الدولي الذي تتقدمه الولايات المتحدة الأميركية في المقام الأول.
وبرز هذا البعد المفصلي في مبادرة كل من إسرائيل و”الحزب” بعد توقف الغارات والقصف إلى تعمّد اعلان وقف العمليات العسكرية، حتى أن إسرائيل ألغت التدابير الاسثنائية في المناطق البعيدة عن الحدود اللبنانية. كما أن وكالة “رويترز” نقلت عن ديبلوماسيين أن إسرائيل و”الحزب” تبادلا الرسائل عقب هجمات البارحة بأن أياً منهما لا يريد التصعيد.
المجهول الجديد في مراحل المواجهات الذي دخلته البلاد أمس، تمثّل في التضارب العنيف حول طبيعة المجريات الحربية التي حصلت في مواجهات الفجر. إسرائيل سارعت إلى تصوير أنها امتلكت المبادرة الميدانية من خلال “ضربة استباقية” وكشفت وسائل إعلامها أن الضربة سبقت بدء ردّ “الحزب” الانتقامي ل#اغتيال #فؤاد شكر بربع ساعة فقط، عبر انخراط مئة طائرة حربية في أكثر من أربعين غارة على نحو الف قاذفة صاروخية للحزب، الأمر الذي أحبط استهدافه المقار المخابراتية الأساسية في تل أبيب.
وفي المقابل، فإن الحزب نفى السردية الإسرائيلية نفياً تاماً عن إحباط خطته وردّه ولو أنه لم يستفض في الشرح والتفصيل وترك لأمينه العام السيد نصرالله في إطلالة استثنائية حربية الطابع مساء أمس أن يعلن سرديته لما سماها الأخير “عملية يوم الأربعين” التي صادفت مع احياء “ذكرى أربعين الإمام الحسين” ويرد على الردّ الإسرائيلي.
تحدث نصرالله عملياً عن ردّ محدود حصره بهدف واحد هو قاعدة استخباراتية قرب تل ابيب راهناً، والردّ مرة أخرى أو الاكتفاء بردّ البارحة “بالتدقيق بالنتائج وما اذا كانت مرضية لنا” بما عكس ضمناً إقراراً بمحدودية الردّ. وإذ اعترف بأن الغارات الإسرائيلية على منصات اطلاق ال#صواريخ والمرابض التابعة للحزب بدأت قبل نصف ساعة من توقيت بدء ردّ الحزب نافياً أن تكون دمرت أياً من المنصات “قبل بدء الهجوم”، اعتبر أن ما حصل من جانب إسرائيل “كان عدواناً وليس عملاً استباقياً”.
وأعلن “أننا قررنا أن لا يكون الهدف مدنياً، وأن نستهدف المخابرات العسكرية وأهدافاً تتصل بطيران العدو. حددنا قاعدة غيليلوت قرب تل أبيب كهدف أساسي لعملية “يوم الأربعين” وهي قاعدة أساسية للمخابرات الإسرائيلية، ومسؤولة عن كثير من عمليات الاغتيال في بلادنا والمنطقة، وهي تبعد عن حدود لبنان مئة وعشرة كيلومترات.
والى جانب ذلك، استهداف عدد من ال#ثكنات والمواقع العسكرية في شمال #فلسطين المحتلة والجولان المحتل، لإشغال القبب الحديد والصواريخ الاعتراضية لإتاحة المجال للمسيرات كي تعبر… استهدفنا العدو بصواريخ الكاتيوشا وكان المقرر أن يطلق الأخوة 300 صاروخ كاتيوشا وتوزيعها على المواقع لأن هذا العدد كافٍ لاشغال القبة الحديدية والصواريخ الاعتراضية لدقائق عدة لتعبر ال#مسيّرات. السلاح الآخر هو سلاح المسيّرات على أساس أن يتجه بعضها لعين شومرا والجزء الأكبر يعبر إلى تل أبيب. اتفقنا مع الإخوة أن تكون المنصات جاهزة فجر اليوم في ذكرى أربعين الحسين ونحن لأول مرة نطلق مسيّرات من منطقة البقاع.
أُطلقت الصواريخ التي أصابت كل الأهداف، وكل المسيّرات عبرت الحدود اللبنانية- القلسطينية، وكل المسيّرات التي أطلقت من البقاع عبرت الحدود بسلام باتجاه الأهداف المحددة”. وأكد نصر الله أن “ادّعاء الاحتلال أنه دمر لنا صواريخ باليستية كذب ولم يكن لدينا نية باستخدامها في هذه العملية ولكن من الممكن أن نستخدمها في المستقبل”.
وقال: “الهدف العسكري النوعي في غيليلوت هو قاعدة المخابرات العسكرية التابعة للفرقة 8200، ومعطياتنا أن عدداً من المسيّرات وصل الى هذا الهدف ولكن العدو يتكتم”. أضاف: “كل ادعاءات العدو بأنه اكتشف العملية وأفشلها كذب، واذا كانت ادعاءاته تخفف عنه فلا مشكلة، ولكن كلها أكاذيب، وهذا يكشف وهن هذا الكيان وضعفه. والحديث عن أن المقاومة كانت ستطلق 6 آلاف صاروخ هو ادّعاء كاذب أيضاً، كل ما أردنا إطلاقه في العملية 300 صاروخ . والعدو لم تكن لديه #معلومات استخباراتية ولكنه رصد الحركة، وكل الأهداف التي قصفها لا علاقة لها بالمنصات التي أطلقت الصواريخ”. وقال نصرالله: “في المرحلة الحالية يمكن للبنان أن يرتاح، والعدو أعلن أن ما جرى اليوم انتهى”.
نتنياهو
في المقابل حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي #بنيامين نتنياهو من أن إسرائيل لم تقل “كلمتها الأخيرة” بضرباتها على جنوب لبنان لإحباط هجوم واسع النطاق لـ”الحزب”. وقال نتنياهو في مستهل جلسة مجلس الوزراء، بحسب مكتبه، بعد الهجوم الذي نفذه “الحزب”: “قبل ثلاثة أسابيع، قضينا على القائد في “الحزب” واليوم أحبطنا خططه الهجومية”.
وقال نتنياهو: “إننا ننفذ ضربات مفاجئة على الحزب”، مؤكداً أن “الجيش الإسرائيلي اعترض جميع المسيّرات التي أطلقها الحزب”. وأضاف: “ليعلم الأمين العام للحزب نصرالله والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، أن هذه خطوة على طريق تغيير الوضع في الشمال”. وأكد “أننا اتخذنا الخطوات الأولى لإعادة السكّان إلى الشمال بأمان”.
ساعات المواجهة
وكان “الحزب” اعلن انه نفذ فجراً “الرد الاولي”على اغتيال #اسرائيل لقائده العسكري فؤاد شكر واستهدف 11 ثكنة ومواقع إسرائيلية في عمق الكيان بـ320 صاروخاً. ونشر الإعلام الحربي في الحزب مقطع فيديو يظهر “القواعد والثكنات العسكرية التي استهدفتها المقاومة الإسلامية في المرحلة الأولى من الرد”.
واشتعلت الجبهة الجنوبية بشكل عنيف جداً فجراً، حيث نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي ضربة استباقية قدرت بنحو أربعين غارة على جنوب لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ #ضربات استباقية في لبنان جاء بعد رصده استعدادات لـ”الحزب” لشن هجمات واسعة النطاق ضد إسرائيل. وأشار إلى أنه شن هجمات في لبنان لإزالة تهديدات لـ”الحزب” بعد رصد استعداده لإطلاق قذائف وصواريخ. وأشارت القناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول سياسي إلى أن هدف الهجوم هو إحباط تهديد أمني كان سيطال ملايين الإسرائيليين.
وأفاد إعلام إسرائيلي نقلاً عن مصدر سياسي أن هجوم “الحزب” كان موجها نحو منشآت استراتيجية وسط البلاد “وقد أحبطنا هجوماً كبيرا”. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن قرابة 100 طائرة حربية هاجمت آلاف المنصات التابعة لـ”الحزب” في عملية استباقية بتوجيه من الاستخبارات.
وقال إنه جرى استهداف أكثر من 40 منطقة إطلاق. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية، أن “الضربة الإسرائيلية في لبنان خلال الساعات الأولى من صباح الأحد، أحبطت هجوماً صاروخياً لـ”الحزب” على إسرائيل قبل دقائق من وقوعه”. وافادت “يديعوت احرونوت” أن “الحزب” كان ينوي ضرب “هدف استراتيجي” . وأوضح المصدر أن “جميع منصات إطلاق الصواريخ دُمرت”.
الحكومة
وفي المواكبة الحكومية للتطورات رأس رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي اجتماعاً وزارياً في دارته تم خلاله البحث في الوضع في الجنوب والخدمات الطارئة على الصعد الصحية والايوائية والتموينية والغذائية والمحروقات وجهوزية خلايا الطوارئ في المناطق، اضافة الى نتائج الاتصالات مع المنظمات الدولية المعنية وهيئات المجتمع الأهلي الشريكة في تنفيذ خطة الطوارئ.
وأكد رئيس الحكومة “انه يجري سلسلة من الاتصالات مع اصدقاء لبنان لوقف التصعيد”. واعتبر “أن المطلوب هو وقف العدوان الإسرائيلي اولاً، وتطبيق القرار 1701. كما أكد “موقف لبنان دعمه للجهود الدولية التي يمكن أن تؤدي الى وقف إطلاق النار في غزة”.
**************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
نصر الله يؤكد استهداف قاعدة عسكرية قرب تل أبيب… والجيش الإسرائيلي ينفي
أعلن السيد نصر الله، اليوم (الأحد)، أن «الهدف الأساسي» للهجوم الذي شنّه الحزب فجر اليوم على إسرائيل كان «قاعدة جليلوت للاستخبارات العسكرية» بالقرب من مدينة تل أبيب، فيما قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم، إنه يستطيع «التأكيد أن قاعدة جليلوت لم تصب».
وقال نصر الله إن «الهدف المساند» كان قاعدة الدفاع الصاروخي في عين شيمرا، مشيراً إلى أن عدداً من المسيَّرات طالت هذين الهدفين، «لكن العدو يتكتم».
ورفض نصر الله ما أعلنته إسرائيل عن تدمير «آلاف من منصات الصواريخ» التابعة للحزب، واعتراض آلاف الصواريخ، معتبراً أنها «ادعاءات كاذبة». وقال إن «الحديث عن أن المقاومة كانت ستطلق 8 آلاف أو 6 آلاف صاروخ ومسيرة، وأنه تم إحباط ذلك… ادعاءات كاذبة»، مضيفاً أن أيّاً من منصات الصواريخ التي أطلقت الصواريخ على إسرائيل «لم تصب».
ولفت نصر الله إلى أن قاعدة جليلوت كانت «هدفاً أساسياً للعملية في العمق»، مشيراً إلى أنها «تبعد 110 كيلومترات تقريباً عن حدود لبنان، وتدير كثيراً من عمليات الاغتيال التي تجري في المنطقة». وقال نصر الله إن «غارات العدو حصلت قبل نصف ساعة من بدء العملية»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «جميع منصات الصواريخ عملت من دون استثناء، ولم تصب أي منصة قبل بدء الهجوم»، وأن «كل مرابض المسيرات أطلقت مسيراتها رغم الغارات ولم يتعرض أي مربض لأي أذى قبل العمل ولا بعده». وقال نصر الله إن هجوم حزبه الذي «انتهى» اليوم، تألف من مرحلتين، جرى في الأولى إطلاق «340 صاروخ كاتيوشا، استهدفت 11 موقعاً وثكنة عسكرية» في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة. وأعلن نصر الله أنه جرى خلال الهجوم إطلاق مسيّرات من منطقة البقاع (شرق) للمرة الأولى، معقله في شرق لبنان، عبرت الحدود باتجاه إسرائيل.
ووصف الهجمات الإسرائيلية بـ«عدوان، وليس عملاً استباقياً»، مؤكداً في الوقت ذاته أنه «لم يترك أي أثر على الإطلاق على عمليتنا العسكرية اليوم، ولا على صواريخها أو على مسيّراتها». وفيما إذا كان الردّ على مقتل القيادي في الحزب فؤاد شكر قد انتهى، قال نصر الله إن الحزب سيعكف على جمع معلومات عن نتيجة هجماته «مع تكتم العدو عما جرى في هاتين القاعدتين، خصوصاً جليلوت». وأضاف: «إذا كانت النتيجة مرضية وتحقق الهدف المقصود فسنعدّ أن عملية الرد على اغتيال شكر قد تمت»، موضحاً في الوقت ذاته أنه «إذا كان الردّ أولياً وبحاجة لاستكمال، فهذا يأتي وقته في وقت متأخر ولاحق».
وتقع قاعدة الاستخبارات العسكرية، التي تضم أيضاً مقر «الموساد»، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، على مشارف تل أبيب في وسط إسرائيل.
***************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“عملية الاربعين” انتقمت لشكر.. و”الحزب”: سنكررها ان لم تكن كافية
على وقع فشل مفاوضات القاهرة والدوحة في التوصل الى وقف للنارفي قطاع غزة، نفذ الحزب عملية الاربعين ردا على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، بهجوم صاروخي ومسير على اسرائيل طاول 12 موقع عسكريا لها منتشرة من الجولان المحتل نزولا الى مناطق الجليل وصولا الى ضواحي تل ابيب بعمق 110 كيلومترات داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة مركزا على مركزين للمخابرات العسكرية “امان” والموساد في غليلوت الواقعة على بعد كيلومترونصف الكيلومتر من تل ابيب.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول في الحزب، قوله إنّ الرد على اغتيال شكر “تأخر لأسباب سياسية أهمها مفاوضات التهدئة بشأن غزة” ولفت إلى “اننا حرصنا على التأكد من أن الرد لن يؤدي لاندلاع حرب شاملة”.
وقال الحزب في بيان أنّ عدد صواريخ الكاتيوشا الّتي أُطلقها في العملية تجاوزت 320 صاروخًا في اتجاه مواقع: قاعدة ميرون، مربض نافي زيف، قاعدة زعتون، مرابض الزاعورة، قاعدة السهل، ثكنة كيلع وثكنة يوآف وقاعدة نفح، قاعدة يردن في الجولان السّوري المحتل، قاعدة عين زيتيم وثكنة راموت نفتالي. وقد مهدت هذه الصواريخ لوصول عشرات المسيرات الانقضاضية الى اهدافها. ولاحقا نشر الحزب معلومات عن القاعدتَين اللتَين استهدفهما في المرحلة الثانية من “عملية الأربعين”.
وأعلن السيد نصرالله،في اطلالة له مساء امس أنّ “عمليتنا العسكرية أُنجزت كما خطط لها”، مشيرًا إلى أنّه وفق معلومات الحزب فإنّ عددًا من المسيّرات وصل الى قاعدتَي غليلوت الاستخبارية قرب تل أبيب والدفاع الجوي في عين شيميا. واعتبر نصرالله ان هذا الرد على اغتيال شكرا اولياً، وانه راعى قواعد الاشتباك المعمول بها بحيث انه استهدف مواقع عسكرية مهمة بعيدا عن اهداف مدنية، واكد اذا تبين ان الرد لم يكن كافيا فان الحزب سيحتفظ لنفسه بحق الرد حتى وقت آخر.
وقال نصرالله ان “المقاومة أعلنت التزامها وعزمها على الرد على العدوان الغاشم على الضاحية الجنوبية من اجل تثبيت المعادلات التي بذلت من أجلها الدماء والتضحيات”. واشار الى عوامل عدة لتأخر الرد منها “الاستنفار الأميركي والإسرائيلي، فالعجلة كان يمكن أن تعني الفشل ونفس التأخير كان عقابا للعدو. ونحن تريثنا بالرد لنعطي الفرصة الكافية للمفاوضات التي كانت تجري حول غزة”. ورأى أن “المفاوضات مع العدو طويلة وتعقيداتها متعددة، وقد قبلنا تحدي العمل في ظل الاستنفار القائم لدى العدو، ونحن لا مصلحة لنا في تأخير الرد بسبب وضع لبنان ووضع الناس وأسباب أخرى”.
وأضاف نصرالله: “قررنا أن لا يكون الهدف مدنيا، وقررنا أن نستهدف المخابرات العسكرية وأهدافا تتصل بطيران العدو. حددنا قاعدة غليلوت قرب تل أبيب كهدف أساسي لعملية “يوم الأربعين”، هذه قاعدة أساسية للمخابرات الاسرائيلية، وهي مسؤولة عن كثير من عمليات الاغتيال في بلادنا والمنطقة وهي تبعد عن حدود لبنان مئة وعشرة كيلومترات. والى جانب ذلك، استهداف عدد من الثكنات والمواقع العسكرية في شمالي فلسطين المحتلة والجولان المحتل، لإشغال القبب الحديدية والصواريخ الاعتراضية لإتاحة المجال للمسيرات كي تعبر”. وقال: “أطلقت الصواريخ التي أصابت كل الأهداف، وكل المسيرات عبرت الحدود اللبنانية – الفلسطينية، وكل المسيرات التي أطلقت من البقاع عبرت الحدود في سلام الى الأهداف المحددة”. واكد ان “ادعاء الاحتلال أنه دمر لنا صواريخ باليستية كذب ولم يكن لدينا نية باستخدامها في هذه العملية ولكن من الممكن أن نستخدمها في المستقبل”. وقال: “الهدف العسكري النوعي في غليلوت هو قاعدة المخابرات العسكرية التابعة للفرقة 8200، ومعطياتنا أن عددا من المسيرات وصل الى هذا الهدف ولكن العدو يتكتم”. وأضاف: “كل ادعاءات العدو بأنه اكتشف العملية وأفشلها كذب، واذا كانت ادعاءاته تخفف عنه فلا مشكلة، ولكنها كلها أكاذيب، وهذا يكشف وهن هذا الكيان وضعفه”. واعتبر “ان الحديث عن أن المقاومة كانت ستطلق 6 آلاف صاروخ هو ادعاء كاذب أيضا، كل ما أردنا إطلاقه في العملية 300 صاروخ وزدنا عليها، وعشرات المسيرات ولا أريد أن أذكر عددها”. وأكد أن “هذه هي أول عملية كبرى تخوضها المقاومة في غياب قائد كبير كالسيد فؤاد ونعتقد أن أرواح قادتنا الشهداء حاضرة معنا وتؤيد وتسدد. ونحن سنتابع نتيجة تكتم العدو عما جرى اليوم وإذا كانت النتيجة مرضية فنعتبر أن عملية الرد قد تمت وإذا لم تكن النتيجة كافية فسنحتفظ بحق الرد حتى وقت آخر”.
وقال نصرالله: “في المرحلة الحالية يمكن للبنان أن يرتاح، والعدو أعلن أن ما جرى اليوم انتهى”. وختم: “عمليتنا اليوم قد تكون مفيدة جدا للمفاوضات للطرف الفلسطيني والعربي ورسالتها واضحة للعدو ومَن خلفه بأن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد وخصوصا الجبهة اللبنانية هي آمال كاذبة”.
ميقاتي
وفي هذه الاجواء ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا وزاريا في دارته لمتابعة التطورات الميدانية في الجنوب. واكد الحكومة انه يجري “سلسلة من الاتصالات مع اصدقاء لبنان لوقف التصعيد”. واعتبر “ان المطلوب هو وقف العدوان الاسرائيلي اولاً، وتطبيق القرار 1701. واكد “موقف لبنان دعمه للجهود الدولية التي يمكن ان تؤدي الى وقف إطلاق النار في غزة”.
وتلقى ميقاتي مساء أمس اتصالا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي تم خلاله البحث في التطورات في جنوب لبنان. وكان تشديد مشترك على اولوية وقف التوترات لمنع انفلات الوضع الى الحرب الشاملة.
وقالت المعلومات الرسمية ان ميقاتي شدد خلال الاتصال على “ان مدخل الحل هو في تطبيق القرارات الدولية وإلزام إسرائيل بوقف خروقاتها المستمرة وتعدياتها”.
نتنياهو
وفي المقابل حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن إسرائيل لم تقل “كلمتها الأخيرة” في ضرباتها على جنوب لبنان لإحباط هجوم واسع النطاق للحزب. وقال نتنياهو في مستهل جلسة مجلس الوزراء: “قبل ثلاثة أسابيع، قضينا على القائد في الحزب واليوم أحبطنا خططه الهجومية”. واضاف: “أننا ننفذ ضربات مفاجئة على الحزب”، مؤكدا أن “الجيش الإسرائيلي اعترض جميع المسيّرات التي أطلقها الحزب”. وقال: “ليعلم الأمين العام للحزب نصرالله والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، أن هذه خطوة على طريق تغيير الوضع في الشمال”. وختم “اتخذنا الخطوات الأولى لإعادة السكّان إلى الشمال بأمان”.
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن تل أبيب بعثت برسالة الى مجموعة من الأطراف الأجنبية للمساعدة في منع التصعيد. وأشارت إلى أن الرسالة تفيد “أن إسرائيل تحركت لإحباط هجوم الحزب، ولا تنوي تحويل ذلك حربا واسعة النطاق”.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة “فرانس برس”، إنه يستطيع “التأكيد أن قاعدة غليلوت لم تصب” رغم أنها كانت الهدف الرئيسي المعلن لهجوم الحزب.
الموقف الاميركي
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنّ وزير الدّفاع يوآف غالانت أجرى ونظيره الأميركي لويد أوستن، تقييمًا هاتفيًّا لتطوّرات الوضع بين إسرائيل ولبنان. ونقلت عن غالانت قوله: “لقد نفّذنا ضربات دقيقة في لبنان، من أجل إحباط تهديد وشيك ضدّ مواطني إسرائيل. نتابع عن كثب التطوّرات في بيروت، ونحن عازمون على استخدام كلّ الوسائل المتاحة لنا من أجل الدّفاع عن مواطنينا.”
وقال أوستن إنه أكد لنظيره الإسرائيلي “التزام بلاده الصارم بالدفاع عن إسرائيل ضد أي هجمات تشنها إيران ووكلاءها”.
والى ذلك اكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية أن “الولايات المتحدة ساعدت الجيش الاسرائيلي في رصد وتعقب ما أطلقه الحزب فجر الاحد (أمس) في اتجاه اسرائيل، من دون أن تتدخل في شكل مباشر”. واضاف “الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الوقائية لاسرائيل مساء أمس” . وتابع، “قدمنا معلومات استخباراتية (إضافة الى عمليات) رصد واستطلاع لتعقب الضربات التي مصدرها الحزب”. وختم: “مساعدة أميركية لمواجهة هذه الهجمات لم تكن ضرورية”.
وقال مسؤول أميركي لشبكة “سي بي اس” ان ضربات الحزب لم تكن مفاجأة لإدارة بايدن. واضاف أن “القوات الأميركية لم تشارك في الضربة الإسرائيلية الاستباقية على الحزب في لبنان”.
وزعم رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، “أننا أحبطنا هذا الصباح (أمس) هجوما واسع النطاق للحزب في اتجاه العمق الإسرائيلي”. وقال: “سنواصل بذل كل ما في وسعنا لحماية مواطني إسرائيل في كل مكان”، مضيفًا “عازمون على تغيير الوضع الأمني في الشمال وسنواصل العمل على إعادة السكان إلى منازلهم”. واشار الى “أننا نركز على قطاع غزة لتفكيك حركة ح وإعادة الأسرى”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” ان مجالس إقليمية شمال إسرائيل اعلنت وقف الاتصال مع مسؤولي الحكومة الى حين التوصل الى حل للسكان واعتبرت ان “نتنياهو تخلى عن الحدود الشمالية وسكانها.”
كتائب القسام
وشدد الناطق العسكري باسم كتائب “القسام” أبو عبيدة، على أنّ “عملية الحزب تؤكد مجددا تغير الواقع الاستراتيجي للكيان منذ طوفان الأقصى”وقال: “لا أمان للعدو من العقاب ولا حدود لإمكانية دكه في أي مكان ومن أية جبهة”، مؤكدًا أنّ “كل الجبهات ستظل مشتعلة ومتصاعدة في وجه العدو طالما استمر العدوان على أهلنا وشعبنا” .
****************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
ما بعد الردّ على اغتيال شكر: منظومة جديدة من «توازنات الرعب»!
نصر الله: استهدفنا قاعدة غاليلوت الاستخباراتية.. والاحتلال يواجه بـ100 طائرة
السؤال، بعد يوم عصيب من المواجهات والضربات، والتصريحات: هل تؤدي عملية الأربعين التي استهدفت قاعدة الاستخبارات الاسرائيلية 8200 والمعروفة بـ «قاعدة غليلوت» على مقربة من تل ابيب، وفيها مقر الموساد، الى إعادة قواعد الاشتباك الى السكة المعمول بها قبل اغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر.
ولاحظت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ما بعد رد الحزب وموقف امينه العام هناك أسئلة بدأت تدور عن دخول البلد في تهدئة ومدى جدية هذا الأمر، وأشارت إلى ان مشهدا جديدا يتوقع له أن يتظّهر جراء ما جرى في انتظار الاتصالات التي تتم على أكثر من صعيد.
وقالت هذه المصادر أنه ليس معلوما ما إذا كان الهدوء سيعود إلى جبهة الجنوب أم ان المناوشات تتواصل لا سيما أن الرد منفصل عن عملية إسناد الجبهات، وكله مرهون بمفاوضات الوضع في غزة.
وحسب خبراء فإن منظومة جديدة، بحكم الواقع الميداني عند الحدود الجنوبية، بين الحزب واسرائيل، تتمثل بدقة الحسابات، والتوازنات المتصلة بالرعب المتبادل من جراء حرب واسعة من شأنها ان تؤثر على الأوضاع في المنطق، وربما أوسع من ذلك..
في المجريات، بعد ساعتين أو اقل من الهجمات الصاخبة واعلان الحزب، في بيان اول عن رد أولي على قصف الضاحية الجنوبية، واغتيال شكر قبل 27 يوماً، طغت على السطح موجة، من التصريحات الاسرائيلية عن أن الضربات الاستباقية التي قام بها الجيش الاسرائيلي قبل الساعة الخامسة وخمس دقائق، ادت الى احباط اهداف الهجوم.. والتي تولى السيد نصر الله، في كلمة متلفزة له مساء امس عن تفنيدها وتكذيبها، مؤكدا على جملة من النقاط، من شأنها أن تؤشر، فعلاً، الى ما يمكن أن يحصل على أرض جبهة المساندة في الجنوب، وسائر الجبهات فضلا عن المعركة الكبرى الجارية في قطاع غزة.
1 – السيد نصر الله قال: رد الحزب على اغتيال شكر انتهى.. وسنتابع نتيجة تكتم العدو عما جرى امس، واذا كانت النتيجة مرضية سنعتبر ان عملية الرد قد تمت.
2 – في المرحلة الحالية، والكلام لنصر الله – لبنان يمكنه ان يرتاح.
3 – اطلقنا المسيَّرات من منطقة البقاع، والصواريخ جنوب الليطاني، ومن شماله ايضا وعددها ليس 6000 آلاف او 8000 آلاف، بل 320 صاروخاً، ارتفع عددها الى 340 صاروخاً.
4 – على نحو قاطع، قال نصر الله: وضعنا عناوين للرد ان لا يكون الهدف مدنياً، من اجل تجنيب المدنيين في لبنان اي أذى، وأن لا يستهدف البنية التحتية..
واوضح، بعد المرحلة الاولى، جرى استهداف مواقع وثكنات ومنصات للقبة الحديدة تسهيلا لعبور المسيَّرات الهجومية باتجاه الهدف المنشود، وهكذا تكون العملية العسكرية قد انجزتها المقاومة.
إذاً، حسم «الحزب» برده حالة الترقب الطويلة حول رده على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر، فنفذ امس، خلال ساعات قليلة ضربات انتقائية لأهداف عسكرية في عمق فلسطين المحتلة، ظهرت نتائجها الميدانية الاولى تباعاً بتسريب مقتل عسكريين واصابة زورق حربي في نهاريا، برغم حالة التعتيم الاعلامي والسياسي التي فرضها كيان الاحتلال على وسائل الاعلام وحتى على وزراء الحكومة.
رد الحزب جاء بعد تصعيد اسرائيلي كبير خلال الشهر الماضي، وركّز رد الحزب على أهداف عسكرية بحتة لا مدنية او بنى تحتية تلافياً لرد معادٍ مماثل، واستخدم معظم الصواريخ التي اطلقها (340 صاروخا) ليس لإلهاء المواقع العسكرية الامامية على خط الجبهة الجنوبية ولإشغال صواريخ القبة الحديدية فقط، بل لإلحاق خسائر اضافية بالعدو في مواقعه المقابلة لقرى الجنوب الحدودية، واستخدم المسيَّرات (نحو 30 مُسيَّرة حسبما تردد) لضرب الأهداف العسكرية في العمق الفلسطيني، والتي قال اعلام العدو الاسرائيلي انها شملت مراكز قيادات «الاستخبارات العسكرية والموساد والشاباك والوحدة ٨٢٠٠ المختصة بالتنصت والاستعلام» في تل ابيب.هذا عدا ما اعلنه السيد نصر الله في كلمته مساء امس عن اهداف ونتائج الرد والمرحلة المقبلة.
وفي اهمية الرد أنه تلافى جرّ الحزب الى حرب واسعة طالما فكرت قيادات العدو اليمينية المتطرفة باللجوء اليها لإبعاد خطر المقاومة عن حدود فلسطين المحتلة الشمالية، وذلك في حال استخدم الحزب اسلوب العدو بإستهداف المناطق المدنية، لكنه نزع هذه الحجة من يد اسرائيل ودفعها الى الرد على الرد بغارات على مواقع قال انها عسكرية للحزب وتقع في اطراف القرى او على التلال البعيدة.
في المحصلة أسقط الرد الكثيف والموصوف بأنه «ردّ اولي» كل مقولات الردع الإسرائيلي بعد الاعتداءات التي شملت الضاحية الجنوبية وصيدا والبقاع ومناطق جنوبية بعيدة عن خطوط التماس، إذ طال القصف بالمسيَّرات والصواريخ عمق الكيان الاسرائيلي ووضع المواجهة على مسار آخر ومعادلات جديدة تدفع العدو الى اعادة حساباته.
سردية نصر الله
وقال السيد نصر الله في سرديتيه:في عملية اليوم أطلقنا للمرة الأولى مسيَّرة من منطقة البقاع ورغم بُعد المسافة إلا أنها تجاوزت الحدود الفلسطينية المحتلة. ولم تصب أي منصة إطلاق قبل العملية ولم تتعرض مرابض المسيّرات لأي أذى لا قبل العملية ولا بعدها. ومعطياتنا تؤكد أنَّ عددًا معتدًا به من المُسيّرات وصلت إلى هذين الهدفين ولكن العدو يتكتم إلا أنَّ الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك.
وقال: السردية الصهيونية بشأن ما جرى مليئة بالأكاذيب وهو ما يعكس مستوى الوهن لدى هذا الكيان. حديث العدو عن قصف صواريخ استراتيجية ودقيقة كانت معدة لاستهداف «تل أبيب» هو كذب في كذب ولكن في هذه العملية ولرؤية واضحة ودقيقة لم نُرد استخدام هذه الأسلحة.
واكد نصر الله ان أياً من الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة لم تُصب بأذى. وقال: كثير من الوديان يعتبرها العدو أن فيها منصات للصواريخ الباليستية ومنشآت يمكن تدميرها اتخذ القائد السيد شكر قرارًا قبل مدة بإخلاء هذه الوديان والمنشآت وما قصف هي وديان خالية أو تم إخلاؤها. وقبل نصف ساعة من توقيت العملية بدأ الإسرائيلي بالغارات في الجنوب ولم تكن لديه معلومات استخباراتية بل بسبب حركة المجاهدين لاتمام عملهم.
واضاف: نحن أمام فشل استخباري «إسرائيلي» وفشل في العمل الاستباقي وعمليتنا أنجزت كما خططت بدقة. واليوم شهدنا مشهداً يعبر عن شجاعة المقاومة عندما اتخذت هذا القرار. المقاومة أخذت قرارا وأقدمت فقام العدو باغلاق «تل أبيب» والمطارات وفتحوا الملاجئ لمجرد استخدامنا الكاتيوشا والمسيّرات فكيف إذا استخدمنا أكثر من ذلك؟
وتابع السيد: العدو ذهب إلى هذه المرحلة من التصعيد مع لبنان باستهداف الضاحية الجنوبية في بيروت واستشهاد مدنيين والقائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر والمقاومة أعلنت عزمها الرد على هذا العدوان لتثبيت المعادلات. سنسمي عملية اليوم بعملية «يوم الأربعين. وكنا مستعدين للرد منذ اليوم الأول لشهادة السيد محسن ولكن كما قلنا سابقًا إن الرد هو جزء من العقاب وكنا نحتاج بعض الوقت لدراسة ما إذا كان المحور سيرد كله أو كل جبهة لوحدها، وتريثنا لإعطاء الفرصة للمفاوضات لأن هدفنا هو وقف العدوان على غزة.
الموقف من اسرائيل
وخلال جلسة مجلس الوزراء، قال رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو: قبل ثلاثة اسابيع، قضينا على القائد في الحزب واليوم احبطنا خططه الهجومية.
لامي على الخط
وفي الاتصالات، تلقى الرئيس نجيب ميقاتي مساء امس اتصالا من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي تم خلاله البحث في التطورات المستجدة والوضع في جنوب لبنان.
وكان تشديد مشترك على اولوية وقف التوترات لمنع انفلات الوضع الى الحرب الشاملة.
وشدد رئيس الحكومة خلال الاتصال على «ان مدخل الحل هو في تطبيق القرارات الدولية والزام اسرائيل بوقف خروقاتها المستمرة وتعدياتها».
رسالة أميركية
وحسب بعض المعلومات، يصل الى بيروت رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز براون، حاملاً رسالة الى المسؤولين، لم يكشف النقاب عن مضمونها تتصل بالتطورات في المنطقة، علما ان موعدها كان محددا قبل شن الحزب هجومه على القاعدة الاسرائيلية صباح اليوم.
وكان براون زار امس القاهرة والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل ان ينتقل الى الكيان الاسرائيلي، في اطار المسعى الاميركي لمنع توسع المواجهات العسكرية الى حرب اقليمية.
حركة الطيران لم تتوقف في المطار
على صعيد الملاحة، من مطار رفيق الحريري الدولي كشف رئيس مجلس ادارة الميدل ايست محمد الحوت عن تأخير عدد من رحلات «الميدل ايست» لمدة لا تزيد عن نصف ساعة صباحا، لكن هذا التدبير لا يؤثر على جدول الرحلات.
وعلقت الخطوط الجوية الفرنسية (AIR France) رحلاتها الى بيروت وتل ابيب الًى صباح اليوم.
الوضع الميداني
ميدانياً، نفذت اسرائيل سلسلة من الغارات الجوية، وصلت الى 50 غارة على بلدات في مختلف المناطق الحدودية الجنوبية من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي.
وليلا قصفت اسرائيل مجرى الليطاني بمسيَّرة.
وقال الجيش الاسرائيلي انه حشد 100 طائرة حربية، حيث هاجمت اهدافا في الجنوب.
واعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل جندي من البحرية بمسيَّرة للحزب.
******************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
نصرالله يكشف سردية اسرائيل الكاذبة وادعاء نتنياهو ان العملية تضمنت اطلاق 6 الاف صاروخ: لقد قمنا بالرد على اغتيال الشهيد فؤاد شكر على مرحلتين الاولى صاروخية والثانية مسيّرات قررنا عدم استهداف مدنيين وبنى تحتية وركزنا على اهداف عسكرية وخاصة الوحدة 8200 الاستخباراتية – ادارة التحرير
حبس اللبنانيون والاسرائيليون والرأي العام العربي والمراقبون في العالم انفاسهم بانتظار خطاب سماحة السيد نصرالله مساء امس حول العمليات العسكرية والحربية التي جرت فجر الاحد من اطلاق صواريخ بعدد 340 من نوع كاتيوشا وعشرات المسيرات بقرار من الحزب واعلان مقابل ذلك اسرائيل انها قامت بهجوم استباقي استهدف 6 الاف صاروخ قرر الحزب اطلاقها على اسرائيل وقامت 100 طائرة اسرائيلية وفق السردية الاسرائيلية بالتصدي لها وقصفت مرابض لها لمنع سقوطها او اطلاقها على فلسطين المحتلة وعلى مراكز الجيش الاسرائيلي.
عدة نقاط قالها سماحة السيد نصرالله بالنسبة لقيام مقاومة الحزب بالرد على اغتيال الشهيد السيد فؤاد شكر فحدد في النقطة الاولى ان المقاومة قررت عدم استهداف مدنيين اسرائيليين رغم ان عملية اغتيال السيد فؤاد شكر ادت الى مقتل مدنيين لبنانيين في الضاحية الجنوبية منهم نساء واطفال.
ثم حدد في النقطة الثانية ان العملية العسكرية التي قررها الحزب استبعدت قصف بنى تحتية في اسرائيل، والنقاط الاخرى التي حددها السيد نصرالله هي انه تم اختيار هدف عسكري له علاقة بالمخابرات العسكرية للجيش الاسرائيلي وبالتحديد الوحدة 8200 المختصة بجمع المعلومات لفرع امان العسكري في الجيش الاسرائيلي وهذه الوحدة 8200 لها علاقة بالاغتيالات وبالتالي الحرب النفسية وجمع المعلومات في عمليات الاغتيالات، ولذلك تم تحديد مركزها وهي على بعد 1500 متر من تل ابيب وتبعد عن الحدود اللبنانية 110 كيلومترات وبذلك توازي المسافة التي قطعتها الطائرات الاسرائيلية من حدود شمال فلسطين حتى الضاحية حيث المسافة تقريبا 110 كيلومتر.
واذا كان علينا ان نفهم عمق كلمة السيد نصرالله فان القرار من الحزب كان الرد والانتقام من الجيش الاسرائيلي على عملية اغتيال السيد فؤاد شكر دون الانجرار الى حرب كبرى بين لبنان واسرائيل، لان عدم استهداف مدنيين اسرائيليين ينزع حجة شن حرب كذلك قصف بنى تحتية سيؤدي الى قصف بنى تحتية من قبل سلاح الجو الاسرائيلي في لبنان ويشكل ضررا كبيرا على الشعب اللبناني، لذلك نزع فتيلين لاي حرب او ردة فعل من العدو الاسرائيلي بعدم استهداف مدنيين اسرائيليين وعدم استهداف بنى تحتية وبالتالي حصر الاهداف بمراكز عسكرية فتم قصف بصواريخ الكاتيوشا 12 قاعدة عسكرية اسرائيلية في فلسطين وفي الجولان السوري المحتل وبقي البعد الجغرافي ضمن حدود 40 كيلومترا او اكثر قليلا، اما عشرات المسيرات فقد توجهت منها نحو المركز الجوي الذي يبعد مسافة 70 كيلومترا عن الحدود اللبنانية والهدف العسكري الثاني هي الوحدة 8200 التابعة لجهاز الامن العسكري في الجيش الاسرائيلي والمختصة بجمع المعلومات والمشاركة في تحضير للاغتيالات وهي لها علاقة باغتيال الشهيد فؤاد شكر.
كلمة السيد نصرالله كانت هادئة جدا وقال انه تم تحديد موعد العملية بذكرى الاربعين للامام الحسين عليه السلام وهي ذكرى هامة جدا بالنسبة للحزب وللطائفة الشيعية في العالم.
واعلن السيد نصرالله ان الرد قد حصل وان الحزب سيستمر في عملية اسناد ودعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة طالما العدوان العسكري مستمر على الشعب الفلسطيني في غزة.
(تفاصيل كلمة السيد نصرالله ص4)
رد مدروس للحزب وغارات «فش خلق» لإسرائيل… مفاوضات القاهرة على نار حامية – بولا مراد
بعملية مدروسة جدا من حيث الشكل والتوقيت والمضمون، نفّذ الحزب وعده بالرد على عملية اغتيال القائد الكبير فيه فؤاد شكر. فكان ردا أوقف العدو الاسرائيلي أياما وليال على «اجر ونص» وبنفس الوقت ردا أثبت حرص المقاومة على المصلحة اللبنانية العليا وبالتالي عدم اعطاء مبرر لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لتوسعة الحرب على لبنان.
وكان الرد عمليا على مرحلتين، اولى تم خلالها استهداف الثّكنات والمواقع الإسرائيليّة، أُطلق خلالها نحو 320 صاروخًا باتجاه 11 موقعا وثكنة عسكرية تسهيلًا لعبور المسيّرات الهجوميّة باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان. وهنا تأتي المرحلة الثانية التي لحظت، وكما أعلن السيد نصرالله في خطابه مساء أمس، قاعدة الاستخبارات العسكرية «أمان»ووحدة «8200» في «غليلوت» كما قاعدة الدفاع الجوي في «عين شيميا».
ادعاءات كاذبة
ونفى السيد نصرالله كل الادعاءات الإسرائيلية بتنفيذ عملية استباقية كبرى ادت الى احباط رد الحزب، وأكد ان العملية أنجزت كما خططت بدقة وان أيا من الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة لم تُصب بأذى. وكشف انه خلال العملية تم اطلاق للمرة الأولى مسيّرات من منطقة البقاع «ورغم بعد المسافة إلا أنها تجاوزت الحدود الفلسطينية المحتلة». واوضح السيد نصرالله انه قبل نصف ساعة من توقيت العملية بدأ «الإسرائيلي» بالغارات في الجنوب ولم تكن لديه معلومات استخباراتية بل بسبب حركة المجاهدين لاتمام عملهم.
تغيير الوضع شمالا
بالمقابل، زعم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، أنّ «الجيش الإسرائيلي تمكن من اعتراض كل الطائرات المسيّرة التي أطلقها الحزب على هدف استراتيجي في وسط إسرائيل». وقال إنّ على السيد نصر الله والمرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي أن «يعلما أن هذه خطوة لتغيير الوضع في الشمال وإعادة السكان إلى منازلهم»، مضيفًا «وجهنا الجيش بتنفيذ ضربة استباقية لإحباط تهديد الحزب»، مشيرًا إلى أنّ «ما جرى اليوم ليس نهاية المطاف». وأشار نتانياهو إلى «أننا نستهدف الحزب بضربات مفاجئة وقبل 3 أسابيع قضينا على رئيس أركانه»، وادّعى أنّ «الجيش دمر آلاف الصواريخ قصيرة المدى كانت تستهدف إلحاق الضرر بمواطنينا في الجليل».
رد ايران مماثل لرد الحزب؟
وقالت مصادر «الثنائي الشيعي» ان «رد الحزب جاء مدروسا جدا بما يشكل ضربة موجعة للعدو وبنفس الوقت لا يشكل مبررا له لتوسعة الحرب على لبنان»، لافتة في تصريح لـ»الديار» الى ان «المرجح ان يكون الرد على عملية اغتيال شكر انتهى واننا عدنا اليوم للقواعد التي كانت قائمة قبل عملية الاغتيال». وتوقعت المصادر ان يكون الرد الايراني كما رد الحوثيين المرتقب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «ح» اسماعيل هنية «مشابها لرد الحزب، اي مدروس وموجع من دون ان يؤدي لحرب واسعة في المنطقة».
40 غارة اسرائيلية
ميدانيا، وداخل لبنان، ردت إسرائيل على هجوم الحزب بعمليات مكثفة وصلت الى عمق 40 كيلومتراً، بدت أشبه بغارات «فش خلق» لا أكثر ولا أقل، وبينت بوضوح عدم رغبتها الحالية بتوسعة الحرب خاصة مع قول وزير الخارجيّة الإسرائيليّة يسرائيل كاتس: «نحن لا ىنسعى إلى حرب واسعة النّطاق، ولكنّنا سنفعل كلّ ما يلزم لحماية مواطنينا».
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بغارات إسرائيلية وقصف مدفعي على مناطق واسعة في الجنوب. وتحدثت عن أربعين غارة إسرائيلية على محافظة النبطية، طالت في معظمها «مناطق حرجية ومفتوحة».
اما وزارة الصحة اللبنانية فأعلنت مقتل ثلاثة أشخاص أحدهم جراء غارة إسرائيلية استهدفت «سيارة في بلدة الخيام»، واثنان آخران في قصف على بلدة الطيري.
ونعى الحزب اثنين من مقاتليه، فيما نعت حركة «أمل» أحد عناصرها من الخيام.
اجتماع طارىء
في هذا الوقت، ارتأى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي متابعة التطورات عن كثب. فترأس اجتماعًا وزاريًّا في دارته، تم خلاله البحث في الوضع في الجنوب، والخدمات الطّارئة على الصّعد الصّحيّة والإيوائيّة والتّموينيّة والغذائيّة والمحروقات، وجهوزيّة خلايا الطّوارئ في المناطق، إضافةً إلى نتائج الاتصالات مع المنظّمات الدّوليّة المعنيّة وهيئات المجتمع الأهلي الشّريكة في تنفيذ خطّة الطّوارئ.
وأكد ميقاتي، خلال الاجتماع، «أنّه يجري سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التّصعيد»، مشدّدًا على أنّ «المطلوب هو وقف العدوان الإسرائيلي أوّلًا، وتطبيق القرار 1701». وأشار إلى «موقف لبنان الدّاعم للجهود الدّوليّة الّتي يمكن أن تؤدّي إلى وقف إطلاق النّار في غزة».
احتمالات متساوية
وعلى وقع التطورات العسكرية جنوب لبنان، انعقدت جولة محادثات جديدة في القاهرة بمشاركة وفد إسرائيلي برئاسة رئيس جهاز المخابرات (الموساد) ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، بحسب «القناة الـ12» الاسرائيلية. علما ان وفدا من «حركة ح » كان قد وصل السبت الى القاهرة لمواكبة المحادثات عن كثب دون المشاركة مباشرة فيها.
وقال مصدران أمنيان مصريان، لـ»رويترز» إن المقترحات الجديدة «تتضمن حلولاً للنقاط العالقة، مثل سبل تأمين المناطق الرئيسية وعودة السكان إلى شمالي القطاع»، دون مؤشرات على حدوث انفراجة بالقضية الرئيسية الشائكة المتمثلة في محور فيلادلفيا.
وقالت مصادر مواكبة عن كثب للمفاوضات ان «احتمال التوصل لاتفاق هدنة في القاهرة يبدو متساويا تماما مع احتمال فشل هذه الجولة من المفاوضات»، معتبرة في حديث لـ»الديار» انه «رغم الضغوط الاميركية التي تمارس على نتنياهو لتقديم تنازلات بما يتعلق بمحور فيلادلفيا وغيره من النقاط العالقة، الا انها ضغوط لا ترتقي لمستوى اجباره على هذه التنازلات، ما يعني اليوم ان الكرة اليوم في الملعب الاسرائيلي خاصة وان «حركة ح » ابلغت المفاوضين ان ما لم تقبل به في الجولات الماضية من المحادثات لن تقبل به اليوم».
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
نصرالله: ردّنا المدروس انتهى … غزة: مصر تقرّب الحل
ألقى السيد نصرالله كلمةً حول التطورات الأخيرة، استهلها بتوجيه التعزية برحيل الرئيس سليم الحص للشعب اللبناني ولعائلته، معتبرا أنه «كان عنواناً كبيراً ورمزا وطنياً للنزاهة والمقاومة وكان سنداً للمقاومة ومؤيداً لها حتى اللحظات الأخيرة من عمره». كما توجه بالتحية «إلى المقاومين والمجاهدين الأبطال والشجعان الراسخين في الأرض رسوخ الجبال وإلى المقاومين الأبطال في غزة والعراق واليمن». وقال: «المقاومة أعلنت التزامها وعزمها على الرد على العدوان الغاشم على الضاحية الجنوبية من اجل تثبيت المعادلات التي بذلت من أجلها الدماء والتضحيات». أضاف: «لماذا تأخر الرد؟ هناك عوامل عديدة، منها الاستنفار الأميركي والإسرائيلي، فالعجلة كان يمكن أن تعني الفشل ونفس التأخير كان عقابا للعدو. ونحن تريثنا بالرد لنعطي الفرصة الكافية للمفاوضات التي كانت تجري حول غزة». ورأى نصرالله أن «المفاوضات مع العدو طويلة وتعقيداتها متعددة، وقد قبلنا تحدي العمل في ظل الاستنفار القائم لدى العدو، ونحن لا مصلحة لنا في تأخير الرد بسبب وضع لبنان ووضع الناس وأسباب أخرى». أضاف: «قررنا أن لا يكون الهدف مدنيا، وقررنا أن نستهدف المخابرات العسكرية وأهدافا تتصل بطيران العدو. حددنا قاعدة غليلوت قرب تل أبيب كهدف أساسي لعملية «يوم الأربعين»، هذه قاعدة أساسية للمخابرات الاسرائيلية، وهي مسؤولة عن كثير من عمليات الاغتيال في بلادنا والمنطقة وهي تبعد عن حدود لبنان مئة وعشرة كيلومترات. والى جانب ذلك، استهداف عدد من الثكنات والمواقع العسكرية في شمالي فلسطين المحتلة والجولان المحتل، لإشغال القبب الحديدية والصواريخ الاعتراضية لإتاحة المجال للمسيرات كي تعبر». وتابع: «كذب العدو اليوم يشبه أفلام هوليوود. استهدفنا العدو بصواريخ الكاتيوشا وكان المقرر أن يطلق الأخوة 300 صاروخ كاتيوشيا وتوزيعها على المواقع لأن هذا العدد كافٍ لاشغال القبة الحديدة والصواريخ الاعتراضية لدقائق عدة لتعبر المسيرات. السلاح الآخر هو سلاح المسيرات على أساس أن يتجه بعضها لعين شومرا والجزء الأكبر يعبر الى تل أبيب. اتفقنا مع الاخوة ان تكون المنصات جاهزة فجر اليوم في ذكرى أربعين الحسين ونحن للأول مرة نطلق مسيرات من منطقة البقاع، وبالرغم من غارات العدو التي استهدفت المواقع قبل نصف ساعة، لكن المنصات لم تصب بغارات قبل الاطلاق وكل المرابض لم تصب أيضا».
وقال: «أطلقت الصواريخ التي أصابت كل الأهداف، وكل المسيرات عبرت الحدود اللبنانية- الفلسطينية، وكل المسيرات التي أطلقت من البقاع عبرت الحدود بسلام باتجاه الأهداف المحددة».
واكد نصرالله ان «ادعاء الاحتلال أنه دمر لنا صواريخ باليستية كذب ولم يكن لدينا نية باستخدامها في هذه العملية ولكن من الممكن أن نستخدمها في المستقبل». وقال: «الهدف العسكري النوعي في غليلوت هو قاعدة المخابرات العسكرية التابعة للفرقة 8200، ومعطياتنا أن عددا من المسيرات وصل الى هذا الهدف ولكن العدو يتكتم». أضاف: «كل ادعاءات العدو بأنه اكتشف العملية وأفشلها كذب، واذا كانت ادعاءاته تخفف عنه فلا مشكلة، ولكنها كلها أكاذيب، وهذا يكشف وهن هذا الكيان وضعفه. والحديث عن أن المقاومة كانت ستطلق 6 آلاف صاروخ هو ادعاء كاذب أيضا، كل ما أردنا إطلاقه في العملية 300 صاروخ وزدنا عليها، وعشرات المسيرات ولا أريد أن أذكر عددها. والعدو لم تكن لديه معلومات استخباراتية ولكنه رصد الحركة، وكل الأهداف التي قصفها لا علاقة لها بالمنصات التي أطلقت الصواريخ». وتابع: «نحن أمام سردية اسرائيلية كلها كذب وأمام فشل استخباري وبالمقابل عمليتنا العسكرية أنجزت بدقة كما خططت رغم كل الظروف الصعبة. واليوم شهدنا مشهدا يعبر عن شجاعة المقاومة ومن يؤيدها ومن يساندها رغم كل التهويل الأميركي والغربي. وأكد أن «هذه هي أول عملية كبرى تخوضها المقاومة في غياب قائد كبير كالسيد فؤاد ونعتقد أن أرواح قادتنا الشهداء حاضرة معنا وتؤيد وتسدد. ونحن سنتابع نتيجة تكتم العدو عما جرى اليوم وإذا كانت النتيجة مرضية فنعتبر أن عملية الرد قد تمت وإذا لم تكن النتيجة كافية فسنحتفظ بحق الرد حتى وقت آخر». وقال نصرالله: «في المرحلة الحالية يمكن للبنان أن يرتاح، والعدو أعلن أن ما جرى اليوم انتهى». وختم: «عمليتنا اليوم قد تكون مفيدة جدا للمفاوضات للطرف الفلسطيني والعربي ورسالتها واضحة للعدو ومَن خلفه بأن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد وخصوصا الجبهة اللبنانية هي آمال كاذبة».
اتهامات لنتنياهو بقيادة إسرائيل الى وضع خطير
محادثات مفصلية.. القاهرة تشهد جولة جديدة من مفاوضات التبادل
عقدت الأحد في العاصمة المصرية القاهرة جولة محادثات جديدة بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإبرام صفقة تبادل بين حركة ح وإسرائيل.
وكان وفد من حركة ح برئاسة عضو المكتب السياسي ومسؤول ملف المفاوضات في الحركة خليل الحية وصل إلى القاهرة أمس الاول، بدعوة من الوسطاء في مصر وقطر، للاطلاع على نتائج المفاوضات الأخيرة.
وأكد بيان صادر عن حركة ح استعداد الحركة لتنفيذ ما اتُفق عليه سابقا، مطالبا بالضغط على الاحتلال وإلزامه، ووقف تعطيل التوصل إلى اتفاق.
ونقلت وكالة رويترز أن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حضر محادثات وقف إطلاق النار على غزة في القاهرة.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر مطلع أن الوفد الأميركي برئاسة مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت مكغورك أجريا محادثات مع كبار المسؤولين المصريين ثم محادثات مع وسطاء مصريين وقطريين.
ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، ترأس الوفد الإسرائيلي مدير جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) ديفيد برنياع الذي توجه إلى القاهرة امس.
جولة مفصلية
وكانت جولة مناقشات موسعة جرت في القاهرة يومي الجمعة والسبت للإعداد لجولة المفاوضات، ووفقا للمصادر المصرية فقد ناقشت واشنطن مع «الوسطاء مقترحات إضافية لسد الفجوات بين إسرائيل وحركة ح وآليات التنفيذ».
وذكرت مصادر مصرية لوكالة الأنباء الفرنسية أن جولة «مفصلية لبلورة اتفاق سيعلن عنه إذا نجحت واشنطن في الضغط على (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو».
وكان مكتب نتنياهو قد أكد هذا الأسبوع تمسكه بتحقيق «كل أهداف الحرب» قبل وقف النار، معتبرا أن «هذا يتطلّب تأمين الحدود الجنوبية» للقطاع مع مصر.
يؤشر ذلك إلى تمسّك إسرائيل بإبقاء قوات في غزة، خصوصا عند الشريط الحدودي بين القطاع ومصر، المعروف بـ»محور فيلادلفيا». وترفض حركة ح ذلك بشدة، وتشدد على ضرورة الانسحاب الكامل.
وظهرت على السطح مجددا خلافات في إسرائيل بين نتنياهو والمفاوضين بسبب تمسك نتنياهو بإبقاء الجيش في محور فيلادلفيا.
من جهتها، نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نتنياهو يقود إسرائيل إلى مفترق طرق خطر بين صفقة الرهائن والتصعيد.
وأضاف المسؤولون أن نتنياهو أوصل إسرائيل إلى أسوأ وضع إستراتيجي لها على الإطلاق، مع احتمال اندلاع حرب كبرى.
بدوره، طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد رئيس الوزراء نتنياهو بالذهاب إلى القاهرة لإبرام صفقة الآن لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.
ودعا لبيد رئيس الحكومة للاستقالة، مشيرا إلى أنه كان على نتنياهو أن يستقيل في الثامن من تشرين الأول الماضي.
وتزامنت تصريحات لبيد مع تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين السبت في «ميدان المخطوفين» وسط تل أبيب وقبالة وزارة الدفاع للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع حركة ح.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب برحيل حكومة نتنياهو وأخرى تشير إلى أن المفاوضات الجارية في القاهرة هي الفرصة الأخيرة للصفقة.
في حين تظاهر آلاف آخرون في مدينة حيفا، تلبية لدعوة عائلات الأسرى الإسرائيليين وطالبوا بالاستجابة لنداء العائلات، والتوصل إلى صفقة بشكل فوري.
كما شهدت بلدات إسرائيلية مختلفة مظاهرات مشابهة، من ضمنها مظاهرة بمشاركة المئات قبالة منزل نتنياهو في مدينة قيساريا. وكانت عائلات الأسرى قد اتهمت نتنياهو، في مؤتمر صحفي قبل بدء المظاهرات، بأنه يغامر بحياة الأسرى من أجل مصالحه السياسية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :