افتتاحية صحيفة الأخبار:
7 إجراءات أنجزها العدوّ ميدانياً لمواجهة ردود محور المقاومة؟ «هلوسة» إسرائيلية بـ 7 أكتوبر جديد
«اللايقين» كان سمة عقد من التقييم للوضع على الحدود بين لبنان وكيان الاحتلال، والصفة التي رافقت كل حديث عن احتمال الانفجار. وبعيداً عن المؤشرات السياسية والميدانية الصلبة، فإن لعبة النوايا لا تساعد أحداً على تهدئة النفوس.بعد عملية «طوفان الأقصى»، في 7 تشرين الأول الماضي، صُدم العدو بما فعلته «حماس»، إذ جاءت العملية مخالفة لكل أنواع التقدير السياسي والأمني والعسكري. بعدها، وجدت إسرائيل نفسها أمام واقع جديد، وقرّرت أن تتصرف وفق المثل الشعبي «لا تنم بين القبور ولا ترَ أحلاماً موحشة»، وهو ما دفع إلى اقتراح أركان العسكر والأمن على الحكومة، بعد أربعة أيام على عملية «حماس»، شنّ هجوم على لبنان، بحجة استباق أي محاولة من حزب الله للقيام بعملية مشابهة لطوفان الأقصى. وحتى في تلك اللحظة، كان العدو أسير السمة نفسها: اللايقين!
أمس، سُرّبت مواقف لوزير الحرب يؤاف غالانت قال فيها، أمام نواب من لجنة الشؤون الخارجية والأمن، إنه هو من اقترح العملية ضد لبنان في 11 تشرين الأول الماضي، وإنه لا ينصح بها اليوم. وهو ما يعيدنا إلى تسريبات أوسع عن ذلك الاجتماع، عندما أمسك غادي آيزنكوت بيد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في اجتماع الكابينت، وتوسّل إليه بأن يقول رأيه، وأن الحرب مع لبنان تمثل مغامرة كبيرة. ولاحقاً، تباهى رئيس الأركان السابق بأنه منع إسرائيل من ارتكاب خطأ استراتيجي بشنّ الحرب على لبنان، ومنع تحقق حلم قائد «حماس» يحيى السنوار بإشعال كل الجبهات دفعة واحدة.
العودة إلى وقائع تلك الأيام توضح سبب امتناع بنيامين نتنياهو عن السير في خيار الحرب ضد لبنان، كون الرجل كان، ولا يزال، يركّز على هدف آخر. صحيح أنه برّر موقفه بأن المعركة مع لبنان ستكون قاسية. لكنه قال أيضاً إنه لا يوجد مبرر ولا هدف مشروع للحرب. وفي المقابل، طلب من جميع المسؤولين في الكيان أن ينضموا إليه في معركة «محو العار الذي تمثّل في كارثة 7 أكتوبر»، وفي باله برنامج عمل آخر، لا يزال محل تطبيق منذ أكثر من عشرة أشهر، وهدفه الوحيد، تدفيع الفلسطينيين ثمن عملية طوفان الأقصى بإسقاط فكرة حقهم في تقرير المصير.
لكنّ نتنياهو الذي تذرّع بالحرب على غزة، لعدم مهاجمة حزب الله، عاد بعد عشرة أشهر من القتل من دون تحقيق السقف الأدنى من أهدافه، ليناقش مسألة الحرب مع لبنان. وهو يفعل ذلك الآن من زاوية أن الترابط بين أطراف محور المقاومة يشتد يوماً بعد آخر، وأن حلفاء «حماس» في الشمال باتوا يشكلون خطراً على المهمة المركزية. وأضاف إليها الضرر الناجم عن جبهة الإسناد اللبنانية، فقرّر المغامرة من خلال تنفيذ عملية اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر، قبل أن يبعث برسالة إلى رأس المحور، باغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران.
اليوم، تواجه إسرائيل تهديدات يتعامل معها الكيان بجدية كبيرة، تدفع جمهور الكيان إلى مزيد من الانتظار المصحوب بتوتر وقلق. فكل رسائل الطمأنة من الجيش لمنع انتشار الذعر لم تؤدّ غرضها، لأن سكان الكيان يشاهدون الحشود العسكرية العالمية الآتية لحماية إسرائيل، ويخشون ما هو أبعد من رد إيران وحزب الله، بل يتلمّسون أطراف حرب واسعة يسعى إليها البعض في هذه المنطقة من العالم. مع الإشارة إلى أن جمهور الكيان مقتنع، كما قياداته العسكرية والأمنية، بأن أي ضربة من جانب إيران أو حزب الله لن تستهدف مدنيين أو منشآت مدنية.
ولأن الخشية موجودة أساساً عند جيش الاحتلال، أمكن خلال الأيام القليلة الماضية جمع معطيات حول بعض ما قام به جيش العدو:
أولاً: التعبئة العامة بدرجة تحاكي ما حصل عشية الهجوم على غزة، مع فارق أن الاستنفار يشمل كل أسلحة واختصاصات العدو، والشروع في عملية هي الأولى من نوعها في تاريخ الكيان، بإفراغ جميع الثكن والمواقع العسكرية الواقعة ضمن شعاع يمتد إلى شمال تل أبيب، من الجنود ومن بعض المعدات، بما فيها مقرات تابعة للأجهزة الأمنية وسلاح الاستخبارات ومراكز مدنية تخدم الجيش، مع التشديد على منع الجنود من التجمع في أي موقع عسكري معروف، واللجوء إلى عمليات تمويه أكبر في كل مناطق تواجد قوات العدو.
ثانياً: إعادة توزيع منصات القبة الحديدية ومنظومات الدفاع الجوي الأخرى، وفق خريطة جديدة، إذ نُقل قسم كبير منها لنصبه بالقرب من مواقع يعتبرها العدو استراتيجية أو ذات حيوية مركزية بالنسبة إلى الكيان. وهذا يعني، ببساطة، أن على جمهور العدو معرفة أن قيادته العسكرية تهتم بحماية بعض الأسلحة النوعية أكثر من اهتمامها بالتجمعات السكانية الواسعة، وهو ما يتناقض مع سردية الاحتلال عن أن المقاومة قد تستهدف تجمعات مدنية.
ثالثاً: وضع برنامج عمل مختلف لسلاح الجو الإسرائيلي، مع إرسال عدد كبير من المُسيّرات الاستطلاعية والهجومية فوق المناطق اللبنانية على مدار الساعة، فيما تعمل مُسيّرات خاصة بالجيشين الأميركي والبريطاني في مواقع أخرى في المنطقة. وتغذي هذه المُسيّرات غرف القيادة بالمعلومات المُحدثة كل ساعة عن ما يوصف بـ«التحركات الخاصة» لقوات إيران أو حزب الله.
رابعاً: تذخير المقاتلات الحربية واستنفارها بصورة مفتوحة للتصدي لأي هجوم مفاجئ أو لعمل استباقي هدفه إحباط هجوم يجري تفعيله من قبل حزب الله، وإعادة التواصل مع «بلدان صديقة» لتفعيل تفاهمات سابقة، تتعلق باحتمال لجوء العدو إلى أراضي هذه الدول، أو مطاراتها العسكرية في حالة الحرب الكبرى، أو في حال تعرض مطارات العدو للضرب.
خامساً: إطلاق أكبر عملية استنفار في الضفة الغربية خشية حصول عمليات نوعية بالتزامن مع أي هجوم يشنه حزب الله أو إيران من الخارج، واستنفار في غلاف غزة أيضاً، خشية أن تكون المقاومة الفلسطينية تستعد بدورها للقيام بعمليات نوعية تزامناً مع الهجوم من الشمال، بما في ذلك، الطلب إلى سكان المستوطنات في الضفة اتخاذ الاحتياطات اللازمة خشية تعرضهم لهجمات منسّقة من جانب خلايا للمقاومة يتم تشغيلها من قبل حزب الله أو إيران.
سادساً: رفع مستوى التنسيق بين أجهزة العدو الأمنية والعسكرية وبين القواعد الأميركية والبريطانية والفرنسية والقوات الألمانية في كل المنطقة، خصوصاً في السعودية والأردن وسوريا والعراق وقبرص واليونان وجنوب أوروبا ومياه البحر المتوسط، وتبادل المعطيات ساعة بساعة، في سياق مناورة مفتوحة للتدرب على شكل التعاون في مواجهة الهجمات المنتظرة من إيران ولبنان والعراق واليمن.
سابعاً: الشروع في «تفعيل صامت» لخطة طوارئ داخلية هدفها الاستعداد لمواجهة أيام قتالية أو جولة غير محدودة من التراشق. وتستند هذه الخطة إلى فرضية أن يكون الرد غير مقتصر على ضربة واحدة أو يوم واحد، أو أن يكون هناك رد من إسرائيل، ما يقود إلى توسع المواجهة. وهذه الخطة ستنعكس في حال تحولها إلى أمر واقع بلبلة لا يمكن العدو التكهن بنتائجها على صعيد جمهوره.
خلال الأيام القليلة الماضية، قال مراقبون أجانب يعملون في منطقتنا إنهم يلاحظون «عسكرة غير مسبوقة في شرق المتوسط»، ما يعطي الانطباع بأن المنطقة مقبلة على مواجهة كبيرة جداً، وهو احتمال قائم إذا لم يعمد الغرب بقيادة الولايات المتحدة إلى لجم إسرائيل وإقناعها بأن عليها تقبل ثمن جرائمها في لبنان وإيران، علماً أن الأميركيين ينشطون بقوة لتحقيق اختراق في المفاوضات، ويأملون أن تتجاوب معهم «حماس» أولاً، ويطلبون من مصر وقطر إقناعها بتقديم تنازلات إضافية، لمساعدتهم على إقناع نتنياهو وحكومته بصفقة تحقق وقفاً لإطلاق النار، ولو لمرحلة أولى تمتد لستة أسابيع. كما عاد الأميركيون إلى الحديث عن «وديعتي بايدن»، سواء الشفهية التي نُقلت إلى «حماس» وتتمثل في استعداد الرئيس الأميركي جو بايدن للتصريح بالتزامه بالعمل لعدم العودة إلى الحرب، أو تلك الخطية التي يقول قادة العدو إنهم انتزعوها من بايدن نفسه، والتي تسمح لهم بالعودة إلى الحرب متى وجدوا أن الصفقة لا تسير وفق الاتفاق... في هذه الأثناء، يتسلى الجميع بمحاولة فك أحجية الرد من جانب إيران وحزب الله، علماً أن هناك ماكينات إعلامية متوثّبة للتعامل مع الحدث، بين حدَّي اتهام إيران والمحور بتصعيد الحرب، أو التقليل من أهمية الرد واعتبار إسرائيل الطرف المنتصر!.
وحدهم أهالي غزة، لا يعرفون أين ينامون، وهل سيطلع الصباح عليهم أحياء، قبل أن يلجأوا إلى تمرين العدّ علّهم لا ينقصون، وسط حفلة جنون دموية، تجعل من الصعب على أحد في العالم أن يتحدث عن مستقبل مع هذا الكيان ومع هذا النوع من البشر!
************************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
أوستن وغالانت وكيربي: الاستعدادات الإيرانيّة تشير إلى التخطيط لهجوم كبير
غالانت يحمّل نتنياهو مسؤوليّة فشل المفاوضات… وحديث النصر المطلق هراء
هزة في حمص بقوة 5.4 درجات طالت لبنان وسورية والأردن وفلسطين والعراق
وسط تقديرات تتراوح بين اليوم والثلاثاء المقبل تتوزّع المخاوف الأميركية والإسرائيلية من ضربة إيرانية قوية تستهدف كيان الاحتلال رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران قبل أسبوعين، وبينما حذّر بيان أميركي ألماني فرنسي بريطاني إيطالي إيران وقوى المقاومة من مهاجمة “إسرائيل” معلناً الوقوف إلى جانبها بوجه أي عملية تستهدفها، تحدّث كل من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الحرب في كيان الاحتلال والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي عن ترتيبات لمواجهة خطر ردّ، تمّ وصفه بالهجوم الكبير وفقاً لما نقلته شبكات التلفزة الأميركية عن مشاورات أوستن وغالانت والتقديرات الاستخباريّة، وما أعلنه كيربي عن قيام أوستن بإعادة ترتيبات نشر القوات الأميركية وإضافة حاملة طائرات وغواصة نووية الى القوات المستعدة لمواجهة الهجوم الإيراني المرتقب، كما قال كيربي.
التحسب لخطورة رد حزب الله يتقدّم على خطورة الرد الإيرانيّ، كما يقول المعلقون في قنوات التلفزة العبرية، نظراّ لعدم قدرة القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة على المساعدة في صدّ ضربات حزب الله بسبب القرب الجغرافي، وحيث القدرة الإسرائيلية على التعامل مع هذه الضربات أظهرت محدوديّتها، وسوف تكون أقل فعالية إذا استخدم حزب الله أسلحة أشد تطوراً وأرسل كمية أكبر من طائراته الانقضاضية الحديثة وصواريخه الدقيقة دفعة واحدة.
بالتوازي ظهر موقف لافت لوزير حرب الاحتلال يوآف غالانت، وضعه المراقبون في دائرة فشل الرهان على إضعاف الموقف التفاوضي لحماس بعد اغتيال زعيمها إسماعيل هنية، حيث شكل انتخاب يحيى السنوار رداً موفقاً من حماس على اغتيال هنية، وجاء الموقف التفاوضيّ القويّ ليضع الأمور بين خيارين، تلقي ضربات شديدة القسوة أو المسارعة لقبول حل تفاوضي يلبي شروط حماس. وهذا ما قرأته مصادر متابعة في مضمون كلام غالانت عن أن النصر المطلق الذي يتحدّث عنه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مجرد هراء، مضيفاً أن فرصاً سابقة للاتفاق تتحمّل حكومته مسؤولية إضاعتها وتعطيلها.
في شأن منفصل، شهدت منطقة بلاد الشام هزة أرضيّة شعر بها سكان سورية ولبنان والعراق وفلسطين والأردن، والهزّة مركزها حمص بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر.
تستمر الاتصالات المكثفة استعداداً للجولة الجديدة من المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى المقرّر عقدها الخميس المقبل في الدوحة، فيما استمرّت المواجهات العسكريّة بين حزب الله من جهة والعدو الإسرائيليّ من جهة أخرى، وأعلن الحزب قصف المقرّ المستحدث لقيادة الفرقة 146 في «غعتون» بصلياتٍ من صواريخ الكاتيوشا. ويأتي هجوم حزب الله، ردًّا على الغارة الإسرائيليّة على بلدة معروب في جنوب لبنان، الّتي أدّت في حصيلتها إلى جرح 12 شخصًا من بينهم 11 من الجنسيّة السّوريّة ومواطن لبنانيّ. بينهما حالتان حرجتان لطفلة (5 أشهر) وامرأة، وفق ما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة.
وأُصيب، 3 أشخاص بجروح في غارة إسرائيليّة على كفركلا، مع تجدّد القصف الإسرائيليّ تجاه مواقع وبلدات عديدة في جنوب لبنان بينها رامية وعيتا الشعب وشيحين.
وفي المقابل، أعلن حزب الله استهداف موقع “المطلة” وتدمير التجهيزات التجسسيّة فيه، بصاروخين مضادين للدروع.
وأوردت التقارير أن 5 قذائف أطلقت نحو بلدة كفرشوبا ومثلها على بلدة رامية و4 قذائف استهدفت بلدة عيتا الشعب مصدرها دبابة ميركافا معادية متمركزة في أحد المواقع العسكرية الإسرائيليّة المقابلة. كما واستهدفت طائرة مسيّرة بلدة برج الملوك بالقرب من متنزه ميمارولا بصاروخ.
وقالت إذاعة العدو إن حزب الله نقل رسالة عبر مسؤولين أجانب أنه مصمّم على الرد على اغتيال فؤاد شكر، ولكنه غير معنيّ في الوقت نفسه بتصعيدٍ يؤدي إلى حرب شاملة.
ووفقًا للمراسل العسكريّ لموقع “والا” الإسرائيليّ، أفاد ضباط إسرائيليون في “قيادة المنطقة الشماليّة” من أن تهديد التسلل البريّ إلى مستوطنات الحدود الشمالية ما زال قائمًا. وقال: “أفاد هؤلاء الضباط بأن قوة الرضوان التابعة لحزب الله ما زالت قادرة على تنفيذ هجوم منظم على الحدود، بما في ذلك التسلل إلى أي مستوطنة أو موقع”. وأشار الضباط، إلى أن “حزب الله لم ينفذ ذلك حتى الآن لأنه اختار عدم القيام بذلك. ولكن من يظن أن حزب الله لا يتدرّب على اختراق مقاتليه إلى داخل “المنطقة الإسرائيليّة” فهو مخطئ ووهميّ”.
في سياقٍ متصل، أعلن البنتاغون أن وزير الدفاع الأميركي أمر بإرسال غواصة صاروخية إلى الشرق الأوسط وتسريع وصول مجموعة حاملة طائرات إلى المنطقة قبل هجوم إيراني متوقع ضد “إسرائيل”. وكانت الغواصة “يو إس إس جورجيا”، وهي غواصة تعمل بالطاقة النووية ومسلحة بصواريخ كروز، تعمل في البحر الأبيض المتوسط في الأيام الأخيرة، بعد أن أكملت للتوّ التدريب بالقرب من إيطاليا. وقال البنتاغون إن الوزير لويد أوستن أمر الغواصة بالدخول إلى مياه الشرق الأوسط. ووفق شبكة “سي أن أن” فإن “الإعلان عن حركة الغواصة هو رسالة واضحة لردع إيران ووكلائها، الذين تعتقد الولايات المتحدة و”إسرائيل” أنهم يستعدّون لهجوم محتمل واسع النطاق على “إسرائيل””. كما أمر أوستن مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” بتسريع عبورها إلى الشرق الأوسط، وفق ما قال البنتاغون. وجاء إعلان أوستن، عقب مكالمة هاتفيّة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت.
وإلى جانب زيارة مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، ورئيس المخابرات وليم بيرنز، الى المنطقة من المحتمل أن يزور المنطقة أيضاً وزير الخارجية أنطوني بلينكن فيما يزور مبعوث الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين “إسرائيل” لاستئناف جهوده لتسوية الأزمة بين لبنان و”إسرائيل” على أن يزور لبنان خلال الأيام القليلة المُقبلة في محاولة لاحتواء التوتر ومعاودة إحياء المفاوضات.
وشدّد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، على أن “خطر التصعيد في لبنان حقيقي”. وقال ترودو أمس الاثنين “نتخذ بعض الاستعدادات لنكون قادرين على تقديم الدعم في حال تدهور الأمور، لكن الوضع صعب للغاية لدرجة أننا قد لا نتمكن من إجلاء جميع الكنديين”.
وأكّدت شركتا “إير فرانس” و”ترانسافيا” لوكالة فرانس برس أمس الاثنين، تمديد تعليق رحلاتهما الجوية إلى بيروت حتى الأربعاء 14 آب ضمنًا، بسبب الوضع الجيوسياسي في لبنان.
وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استمرار الوزارات والإدارات اللبنانية كافة، بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية وهيئات المجتمع المدني، في اتخاذ كل الإجراءات والخطوات المطلوبة في اطار خطة الطوارئ الحكومية، لمواجهة الظروف الصعبة التي نمرّ بها وكل الاحتمالات التي قد تحصل. وشدد في الوقت ذاته على أن الاتصالات الديبلوماسية ناشطة في أكثر من اتجاه لوقف التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، وعلى خط آخر للتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة. وشدّد على “أن ورقة الحكومة اللبنانية التي تظهر القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في جنوب لبنان والتي أعلناها الاسبوع الفائت، تحدد الأسس الواضحة للحل وأبرزها خفض التصعيد لتجنب دوامة العنف المدمّرة وأن يقوم المجتمع الدولي بدور حاسم وفوري في تهدئة التوترات وكبح العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان”. وشدد رئيس الحكومة على ان “الرسالة الأبلغ التي يشدد عليها في كل لقاءاته واتصالاته الديبلوماسية هي تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 لكونه حجر الزاوية لضمان الاستقرار والأمن في جنوب لبنان”. وأكد “أن لبنان يتابع مع الدول المعنية ملف التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” من دون أي تغيير”، لافتاً في الوقت ذاته “الى ان التعاون بين الجيش وقوات اليونيفيل أساسي في هذه المرحلة، وما يتمّ ترويجه عن خلافات وتباينات ليس صحيحاً، وأن كل ما يطرأ خلال تنفيذ المهمات المطلوبة يعالج فوراً”. كما شدّد على “ان لبنان متمسك بمهام اليونيفيل”.
وكان رئيس الحكومة رأس اجتماعاً موسّعاً في السراي، قال بعده الوزير ناصر ياسين: “في إطار الاجتماعات المستمرّة، عقد هذا الاجتماع والذي كان هدفه التأكد من جهوزية خلايا الأزمة والطوارئ الموجودة على مستوى المحافظات وتعزيزها في حال وجود نقص أو حاجة لتعزيز هذه الخلايا، وكل ذلك في إطار التحضير والتعزيز في حال توسّعت الاعتداءات إلى المناطق غير الجنوبية، خصوصاً أن هناك اعتداءات يومية في الجنوب وهناك أكثر من 100 ألف نازح من المناطق الحدودية في الجنوب، وهم حالياً موزعون بين محافظتي النبطية والجنوب»…
وزار سفير فرنسا لدى لبنان، هيرفي ماغرو، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب وتمّ التباحث في مختلف قضايا الساعة، وخاصة المحادثات المرتقبة يوم الخميس المقبل بشأن هدنة غزة والتي من شأنها أن تنعكس على الساحة اللبنانية.
وشدّد بوحبيب على أهمية أن تقوم الدول الغربية، ومن بينها فرنسا، بخطوات ملموسة لدعم نجاح جهود الوسطاء بشأن إنجاز اتفاق من هذا النوع، والذي يشكل الخطوة الأولى لتخفيض التوتر الإقليمي. كما وأكد الوزير بأن الحلول الدبلوماسية المدعومة تشكل الحل الوحيد أمام الخيارات العسكرية التي ستؤدي إلى اتساع رقعة الحرب.
وبعد تداول بعض وسائل الإعلام معلومات حول وقف الدوريات المشتركة بين الجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل أكدت قيادة الجيش أن الوحدات العسكرية تُواصل تنفيذ المهمات المشتركة مع اليونيفيل، والتعاون والتنسيق الوثيق معها، وذلك ضمن إطار القرار 1701، في ظل الظروف الاستثنائية والتطورات التي تشهدها البلاد ولا سيما الاعتداءات المستمرة من جانب العدو الإسرائيلي.
على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء، جلسة في التاسعة والنصف من صباح غد الأربعاء، في السراي الكبير، للبحث في 46 بنداً على جدول الأعمال.
واستقبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي في مكتبه، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، وجرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة لا سيما على الصعيدين السياسي والامني. وخلال اللقاء جرى البحث في التطورات الأخيرة في الجنوب وأهمية تطبيق القرارات الدولية. وأشارت السفارة السعودية الى ان “السفير بخاري، زار وزير الداخلية. وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات الأمنية، وسبل دعمها وتطويرها، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك».
***************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
جهود غربية في ذروة السباق لمنع الانفجار
اكتسبت الأيام الثلاثة الفاصلة عن موعد إنعقاد جولة من المفاوضات في 15 آب (أغسطس) الحالي طابعاً مصيرياً بالنسبة إلى ربط “عملاني” لانعقاد المفاوضات بالاستعدادات المحكى عنها في #لبنان وإيران حول ردّين كبيرين لطهران و”الحزب” على إسرائيل. ومع أن كل ما أثير وسُرّب من تقديرات استباقية رجحت أن يسبق ردّا إيران و”الحزب” موعد المفاوضات الخميس المقبل ظل أشبه بتوقعات المنجمين، فإن ذلك لم يحجب حقيقة أن السباق الحارّ والحاسم بين #الجهود الديبلوماسية الإقليمية والدولية اللاهثة لمنع الانفجار و#الاستعدادات الحربية، بلغ ذروة قياسية في الساعات الأخيرة تزامنت مع بلوغ الحشد الحربي البحري للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة مستوى ضخماً للغاية نوعاً وكماً. وبدا لبنان معنياً برصد دقيق أولاً بأول لكل التطورات المتصلة بهذا السباق المثير للقلق الشديد إذ أن منع تمدّد الحرب إلى لبنان في حال قيام “الحزب” بتنفيذ ردّه على إسرائيل كان في صلب الجهود الدولية أسوة بالدفع قدماً نحو إحداث اختراق في المفاوضات المطروحة لإحلال تسوية ل#وقف النار في #غزة.
وفي هذا السياق تردّدت معلومات مساء أمس عن أن الموفد الأميركي #آموس هوكشتاين يصل اليوم إلى لبنان في زيارة مفاجئة وسريعة تتصل بجهود منع تمدّد الحرب بعدما كان وصل مساء أمس إلى تل ابيب.
وبرزت معلومات أفادت بها مراسلة “النهار” في #باريس رندة تقي الدين أمس من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مضى في إجراء الاتصالات المتواصلة مع كل المهتمين بملف وقف اطلاق النار في غزة لمنع توسيع الحرب في لبنان، فبعد اتصالاته مع جميع المعنيين من قادة المنطقة بالملفين الأسبوع الماضي، رغب في التشاور الرباعي حول مفاوضات غزة المرتقبة في 15 آب (أغسطس) الجاري، فبادر إلى عقد اجتماع رباعي عبر الفيديو بعد ظهر أمس ضمه والرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسي الحكومة الألماني أولاف شولتز والبريطاني كير ستارمر، وتركّزت مناقشات الزعماء الأربعة على وقف اطلاق النار في غزة.
وكان ماكرون اتصل للغاية نفسها في نهاية الاسبوع الماضي بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. والاتصال الرباعي الذي اجراه ماكرون يندرج في اطار التحركات الفرنسية التي بدأت في الأسابيع الماضية مع قيادات المنطقة العربية والرئيس الإيراني الذي اتصل به مرتين ورئيس الحكومة الإسرائيلي #بنيامين نتنياهو من أجل وقف إطلاق النار في غزة ومنع توسيع الحرب إلى لبنان.
وقال ماكرون للرئيس الإيراني إن أي ردّ غير متناسب إزاء إسرائيل من #ايران على اغتيال إسماعيل هنية يضع المنطقة في خطر كبير. وعُلم أن الرؤساء الأربعة اتفقوا على بذل كل الجهود لخفض الخطر الذي يهدد المنطقة، كما اتفقوا على ضمان أمن إسرائيل في حال تم الهجوم عليها من إيران كما في نيسان (أبريل) الماضي، واتفقوا على الإسراع في وقف إطلاق النار في غزة وضمان المستقبل في ما بعد الحرب كي تؤخذ في الاعتبار تطلعات الشعب الفلسطيني في غزة. وأكد الرئيس بايدن لنظرائه أنه سيعمل معهم من أجل ضمان أوضاع غزة ما بعد الحرب.
وأكدت فرنسا لاصدقائها في المنطقة ولإسرائيل أن التزامها أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض وهو أساسي، وإذا هاجمت إيران إسرائيل، ففرنسا ستبذل جهدها للمشاركة في إفشال هذا الهجوم، وهذا بحسب باريس أساسي ليس فقط لأمن إسرائيل بل للجميع في منطقة الشرق الأوسط. وماكرون يريد السلام للجميع في الشرق الأوسط، فهو يرى أن مسّ إيران بأمن إسرائيل بشكل خطير سيولّد المزيد من المآسي في الشرق الأوسط بما في ذلك لبنان. وفرنسا حذّرت عبر رسائل إلى “الحزب” والسلطات اللبنانية من أي تصعيد وأي مغامرة وأن على “الحزب” الا يجرّ لبنان إلى كارثة أخرى مثلما حدث في 2006.
توقعات إسرائيلية
وفي سياق اطلاق التوقعات الإسرائيلية حيال اقتراب موعد الردّ، أفاد موقع “واللا” الإسرائيلي نقلًا عن مصادر أنّ التّقديرات تشير إلى أنّ إيران قد تشنّ هجومها خلال الأيّام المقبلة، قبل قمة المحادثات بشأن صفقة الأسرى. وذكر أنّ الضّغوط الدّوليّة على إيران، تمنعها من تنفيذ هجوم مباشر ضدّ إسرائيل. وأفاد الموقع نقلًا عن ضبّاط إسرائيليّين، أنّ “الحزب” ما زال قادراً على اختراق الحدود والسّيطرة على بلدات ومواقع عسكريّة إسرائيليّة”.
ولكن موقع “أكسيوس” الأميركي نقل عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أن إسرائيل والولايات المتحدة لا تعرفان التوقيت الدقيق لهجوم إيران المتوقع. وأشار الموقع إلى أن إيران اتخذت خطوات تحضيرية كبيرة في أنظمة الصواريخ والمسيّرات مماثلة لتلك التي اتخذتها قبل هجوم نيسان (أبريل) الماضي.
تزامن ذلك مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي #يوآف غالانت أن إسرائيل عززت دفاعاتها في الأيام الأخيرة تحسبًا لهجوم من إيران و”الحزب”، مشيراً إلى أن “التهديدات قد تتحقق من قبلهما ونحضر خططاً للرد”. وعن الهجوم على لبنان، قال: “في 11 تشرين الأول (أكتوبر) أردتُ الهجوم لكن مجلس الوزراء الإسرائيلي لم يوافق، ولا أوصي بذلك الآن لأنها مغامرة”. وأضاف: “أسمع قرع الطبول والحديث عن الانتصار المطلق ولكن هذه الحرب ستكون مغامرة”. وفي انتقاد لنتنياهو، لفت إلى “أن إسرائيل أيضا مسؤولة عن تأجيل صفقة التبادل”.
ميقاتي
أما في لبنان، فبدا لافتاً تكثيف الجهود الحكومية لرفع مستوى الاستعدادات والإجراءات الاحترازية تحسباً لاحتمال حصول حرب. وهذا ما عكسه موقف جديد لرئيس الحكومة #نجيب ميقاتي إذ أكد “استمرار كل الوزارات والادارات اللبنانية بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية وهيئات المجتمع المدني، في اتخاذ كل الاجراءات والخطوات المطلوبة في إطار خطة الطوارئ الحكومية، لمواجهة الظروف الصعبة التي نمر بها وكل الاحتمالات التي قد تحصل”.
وشدّد في الوقت نفسه على “أن الاتصالات الديبلوماسية ناشطة في أكثر من اتجاه لوقف التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، وعلى خط آخر للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة.” وشدّد على “أن ورقة الحكومة اللبنانية التي تظهر القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في جنوب لبنان والتي اعلناها الأسبوع الفائت، تحدد الاسس الواضحة للحل وأبرزها خفض التصعيد لتجنب دوامة العنف المدمرة وأن يقوم المجتمع الدولي بدور حاسم وفوري في تهدئة التوترات وكبح العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان”.
وشدد على أن “الرسالة الأبلغ التي يشدد عليها في كل لقاءاته واتصالاته الديبلوماسية هي تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 لكونه حجر الزاوية لضمان الإستقرار والأمن في جنوب لبنان”. وأكد “أن لبنان يتابع مع الدول المعنية ملف التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” من دون أي تغيير”، لافتاً في الوقت ذاته “إلى أن التعاون بين الجيش وقوات اليونيفيل أساسي في هذه المرحلة، وما يتم ترويجه عن خلافات وتباينات ليس صحيحاً، وأن كل ما يطرأ خلال تنفيذ المهمات المطلوبة يعالج فوراً”. كما شدد على “أن لبنان متمسك بمهام اليونيفيل”.
ورأس ميقاتي اجتماعاً موسعاً في السرايا، أوضح على اثره الوزير ناصر ياسين أن هدفه التأكد من جهوزية خلايا الأزمة والطوارئ الموجودة على مستوى المحافظات وتعزيزها في حال وجود نقص أو حاجة لتعزيز هذه الخلايا، وكل ذلك في إطار التحضير والتعزيز في حال توسّعت الاعتداءات إلى المناطق غير الجنوبية، خصوصاً أن هناك اعتداءات يومية في الجنوب وهناك أكثر من 100 ألف نازح من المناطق الحدودية في الجنوب، وهم حالياً موزعون بين محافظتي النبطية والجنوب.
المواجهات
على الصعيد الميداني انحسرت أمس نسبياً وتيرة المواجهات ولكن الجيش الإسرائيلي استهدف بعد الظهر حرج بلدة #كونين بالقذائف الفوسفورية ما تسبّب باشتعال حريق فيه. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة شيحين في القطاع الغربي. وسجّل تحليق مكثف للطيران الحربي على ارتفاع متفاوت في أجواء قرى وبلدات الجنوب، مترافقاً مع تحليق دائم للطيران المسيّر. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية منطقة جبل “سدانة” جنوب بلدة #شبعا وأيضاً أطراف الناقورة.
واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة الإسرائيلية التي إستهدفت ليل الأحد الماضي بلدة كفركلا، أدت إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح.
في المقابل، أعلن “الحزب” أنّه رداً على اعتداءات الجيش الإسرائيلي على القرى الجنوبية وخصوصاً في بلدة معروب، قصف المقر المستحدث لقيادة الفرقة 146 في جعتون بِصليات من صواريخ الكاتيوشا. كما أطلق صاروخين مضادين للدروع على المطلة. وأعلن استهدافه بعد ظهر أمس موقع السماقة في تلال كفرشوبا.
**************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«الحزب» متمسك برد «مؤلم ورادع»
رئيس الحكومة اللبنانية: اتصالات لوقف التهديدات الإسرائيلية
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن «الاتصالات الدبلوماسية ناشطة في أكثر من اتجاه لوقف التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان»، في وقت مدّدت فيه مجموعة من شركات الطيران تعليق رحلاتها إلى بيروت مع ترقّب ردّ «الحزب» على اغتيال القيادي فؤاد شكر.
وبينما جدّد «الحزب»، على لسان نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش، تمسكه بـ«رد ميداني مؤلم ورادع»، قال ميقاتي، خلال ترؤسه اجتماعاً وزارياً موسعاً، إن «ورقة الحكومة اللبنانية التي تظهر القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في جنوب لبنان، التي أعلناها نهاية الأسبوع، تحدد الأسس الواضحة للحل وأبرزها خفض التصعيد لتجنب دوامة العنف المدمرة وأن يقوم المجتمع الدولي بدور حاسم وفوري في تهدئة التوترات وكبح العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان».
وأشار رئيس الحكومة إلى أن «الرسالة الأبلغ التي يشدد عليها في كل لقاءاته واتصالاته الدبلوماسية هي تطبيق قرار مجلس الأمن (رقم 1701) هو حجر الزاوية لضمان الاستقرار والأمن في جنوب لبنان».
من جهة أخرى، لفت ميقاتي إلى أن «لبنان يتابع مع الدول المعنية ملف التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) من دون أي تغيير»، مؤكداً أن «التعاون بين الجيش وقوات (اليونيفيل) أساسي في هذه المرحلة، وما يتم ترويجه عن خلافات وتباينات ليس صحيحاً، وأن كل ما يطرأ خلال تنفيذ المهمات المطلوبة يعالج فوراً»، مشدداً على أن لبنان متمسك بمهامها.
وفي الإطار نفسه، أصدرت قيادة الجيش بياناً حول «المعلومات المتداولة حول وقف الدوريات المشتركة بين الجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان».
وأكدت أن «الوحدات العسكرية تُواصل تنفيذ المهمات المشتركة مع (اليونيفيل)، والتعاون والتنسيق الوثيق معها، وذلك ضمن إطار القرار 1701، في ظل الظروف الاستثنائية والتطورات التي تشهدها البلاد، ولا سيما الاعتداءات المستمرة من جانب العدو الإسرائيلي».
تمديد تعليق الرحلات
في غضون ذلك، مددت شركات طيران تعليق رحلاتها إلى بيروت، وأعلنت مجموعة «لوفتهانزا» الألمانية، الاثنين، تمديد قرارها بتجنب الأجواء العراقية والإيرانية وتعليق رحلاتها إلى تل أبيب وطهران وبيروت وعمان وأربيل حتى 21 أغسطس (آب)، في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.
كذلك، مدّدت شركتا «إير فرنس» و«ترانسافيا» تعليق رحلاتهما الجوية إلى بيروت حتى الأربعاء 14 أغسطس ضمناً بسبب الوضع الجيوسياسي في لبنان.
وعلقت مجموعة كبيرة من شركات الطيران رحلاتها مراراً إلى الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة «ح»، لكن عمليات التعليق تكثفت منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حركة ح» إسماعيل هنية بطهران في 31 يوليو (تموز)، ومقتل القيادي العسكري في «الحزب» فؤاد شكر في 30 يوليو، في ضربة إسرائيلية بالضاحية الجنوبية لبيروت.
«الحزب»
والاثنين، جدد دعموش التأكيد على أن «المقاومة مصممة على رد ميداني مؤلم ورادع ولا عودة عن ذلك مهما كانت التداعيات».
وأوضح: «على العدو أن يدرك أنه لن يفلت من العقاب على جرائمه في غزة وفي المنطقة، لا سيما على جريمتيه في طهران وبيروت باغتياله القائدين الشهيدين فؤاد شكر وإسماعيل هنية»، مؤكداً: «الرد آتٍ وحتمي ولا تراجع عنه».
ورأى أن «(الحزب) استطاع من مجرد توعده بالرد إدخال الصهاينة على امتداد الكيان المحتل في حالة استنزاف وشلل وخوف وهلع ورعب، وبات الجميع يعيشون على أعصابهم داخل الكيان، وهذا يعني أن المقاومة نجحت في تحقيق جزء من أهداف الرد قبل أن تقوم به».
وأشار إلى أن «ما يجب أن يعرفه الصهاينة أن المقاومة لن تكتفي بالضربة النفسية، بل مصممة على رد ميداني مؤلم ورادع، ومن خارج الضوابط المعتمدة في المعركة، ويتناسب مع حجم الجريمة التي ارتكبها العدو في الضاحية».
ولفت دعموش إلى أن «اعتداء العدو على الضاحية كان من خارج الضوابط المعتمدة. وعليه أن ينتظر العقاب من خارج الضوابط المعتمدة، ولن يفلت منه مهما تأخر رد المقاومة»، مبيّناً أن «هذا القرار اتخذته المقاومة ولا عودة عنه مهما كانت التداعيات، وتنفيذه وتفاصيله وتوقيته يخضع لظروف الميدان وتوافر الفرص، وتقدير ذلك كله إنما هو بيد قيادة المقاومة التي تتصرف بكل هدوء ووعي وحكمة وتتحرك تحت سقف مصالح الناس والمصالح الوطنية».
حقائق
568 قتيلاً
بينهم 396 من «الحزب» خلال 10 أشهر من المواجهات
إلى ذلك، أعلنت «الدولية للمعلومات» أن عدد قتلى «الحزب» وصل إلى 396 من أصل 568 سقطوا في لبنان، خلال 10 أشهر من المواجهات التي بدأت في 8 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد يوم واحد على عملية «طوفان الأقصى».
ميدانياً، استمرت العمليات المتبادلة بين إسرائيل و«الحزب»، الذي أعلن ليل الأحد – الاثنين عن استهداف المقرّ المُستحدث لقيادة الفرقة 146 في جعتون (شرق نهاريا) بِصليات من صواريخ الكاتيوشا»، وذلك بعد ضربات إسرائيليّة عدة على جنوب لبنان أودت بحياة 3 من مُقاتليه، وأسفرت عن سقوط 12 جريحاً.
وأشارت الوزارة أيضاً إلى جرح 12 شخصاً، هم لبنانيّ و11 سورياً، بينهم حالتان حرجتان لسيدة وطفلة عمرها 5 أشهر، في ضربة إسرائيليّة استهدفت، مساء الأحد، بلدة معروب في الجنوب اللبناني.
وقال مصدر قريب من الحزب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنّ اثنين من المُقاتلين الثلاثة القتلى، الذين نعاهم «الحزب»، الأحد، سقطا جرّاء ضربة شنّتها مُسيّرة، الأحد، في منطقة الطيبة الحدوديّة، أمّا القتيل الثالث فكان قد أصيب «قبل أيّام عدّة» في بلدة بيت ليف الجنوبيّة وتوفّي متأثّراً بجروحه، الأحد، وفقاً لوزارة الصحّة اللبنانيّة.
من جانبه، أبلغ الجيش الإسرائيلي عن «إطلاق 30 صاروخاً من لبنان باتّجاه منطقة الكابري»، سقط العديد منها في مناطق مفتوحة، مشيراً إلى أنه لم تُسجَّل إصابات.
وأتى ذلك بعدما كان الجيش الإسرائيلي قال إنّه «ضرب منشآت عسكريّة عدّة لـ(الحزب)» وخليّة إرهابيّة تابعة له في بلدة العديسة القريبة من بلدة «الطيبة» ومنشأة عسكريّة في بلدة دردغيا.
من جانبه، أعلن «الحزب» عن استهداف مقاتليه «التجهيزات التجسسية في موقع المطلة»، و«موقع السماقة في تلال كفرشوبا»، فيما سجّل قصف إسرائيلي على بلدات جنوبية عدة، مع تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي على ارتفاع متفاوت في أجواء قرى وبلدات الجنوب.
وأفادت «الوكالة الوطنية» بتعرض محيط ساحة بلدة عيتا الشعب لسقوط 4 قذائف مصدرها دبابة ميركافا معادية متمركزة في أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية المقابلة واستهداف حرج بلدة كونين بالقذائف الفوسفورية، ما تسبب باشتعال حريق فيه.
**************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
لبنان على خط النار وداخله مُنهار.. ومفاوضات الخميس مهددة.. وتمديد سلس لليويفيل
المناخ السابق لمفاوضات وقف اطلاق النار في غزة، المقررة في الخامس عشر من الشهر الجاري، أي بعد يومين، يشي بضعف احتمال حصول تقدم فيها؛ حركة “ح” اكدت تمسكها بما تمّ الاتفاق عليه في 2 تموز الماضي واشترطت وضع اطر تنفيذية له بدل الدخول في مفاوضات جديدة. فيما لم تقدم اسرائيل ما يوحي باستعدادها لإنجاح صفقة تنهي الحرب، بل على العكس من ذلك، تنحى في اتجاه الاستمرار في الحرب، وهو ما اكدت عليه مستويات سياسية وامنية واعلامية اسرائيلية أجمعت على التاكيد بأن رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو لا يريد اتمام هذه الصفقة، بل يدفع الى حرب واسعة النطاق.
وضُعفُ احتمال بلوغ تقدم في 15 آب، يعززه صرير الأسنان الذي ينذر بنهش المنطقة برمّتها؛ اسرائيل ماضية في مجازرها وتهدّد، إيران تتوعّد، “الحزب” يتجهّز، العالم يترقب، الولايات المتحدة الاميركية تحذر، وتصاحب ذلك سيول من التخمينات والتكهنات والسيناريوهات الكارثية التي تضرب دول الشرق الأوسط من كلّ اتجاه، وتوحي بأنّ هذه المنطقة باتت قاب قوسين أو ادنى من أن تزحل من مكانها.. إلا أذا حصلت مفاجآة في اللحظات الاخيرة، قلبت المناخ السلبي رأسا على عقب.
لبنان على خط النار
المناخ العام حربي، في ظله تبدو المنطقة تتدحرج بسرعة، أو يُدفع بها الى حرب لم يعد في الامكان تفاديها. حيث انّ المجريات المتسارعة – استنفارات واستعدادات واحتياطات وتهديدات وحشودات – تشي بأنّ صمام الأمان قد نزع، وأنّ لحظة التفجير مُعيّرة على ساعة رملية توشك أن تلفظ آخر حبّة رمل فيها.
واما لبنان في هذا المناخ، فيقع على خط النار، ويعيش أكثر لحظاته قلقاً وارباكا، داخله مفكك، مخلّع، منقسم على ذاته، وبمعنى ادق داخله مُنهار بالكامل. وحظّه عاثر بنوعيّة كريهة من السياسيين المصلحيّين صدّعت أسسه، واخضعته لأهوائها، وافقدته توازنه وقطعت عليه كل سبل تحصين ذاته والصمود امام ما يتهدده من عواصف، وأثبتت للقاصي والداني انحرافها وفقدانها لمعنى الرجولة والإقدام والشعور بالمسؤولية الوطنية في الأزمات. واما اللبنانيون ففي أعلى درجات الخوف مما تخبئه الأيام، لا بل الساعات المقبلة من مخاطر على وجودهم ومصير بلدهم.
الرئاسة منسية
المسلم به أنّ رئاسة الجمهوريّة تشكل المدخل لإعادة الانتظام الى الدولة ومؤسساتها، والباب لإعادة تجميع عناصر التحصين الداخلي، ولكن يبدو أن اولويتها سقطت بـ”مرور الزمن”، بحيث أصبح الملف الرئاسي ملفا هامشيّا بل صار ملفاُ منسيّاً، وبات الحديث عنه في الاجواء الحالية مجرّد كلام فارغ بلا أيّ معنى، وخصوصا أن الوقائع الحربية المتواصلة منذ عشرة أشهر، إضافة الى يخبئه “بنك المخاطر” من نكبات وويلات على المنطقة كما على لبنان، لم تغيّر ما هو طافح في نفوس المعطلين، من شهوات وطموحات هدامة.
الأوساط السياسية على اختلافها مسلمة أن رئاسة الجمهورية رحّلت الى ما بعد انتهاء الحرب، ولكن أفق هذه الحرب مفتوح ربما الى مديات بعيدة ليس معلوما علامَ سيرسو عليه حال المنطقة، واي خرائط جديدة سترسم، وأي تحولات او تغييرات طفيفة كانت أو جذرية ستطرأ عليها.
لا يخفي رئيس مجلس النواب نبيه بري قلقه من التفسّخ الداخلي، ويقول انه حدد طريق الانفراج الرئاسي عبر المبادرة التي اطلقها، والوقت يمرّ وظروف البلد تصبح أقسى، والحاجة باتت أكثر من ملحة وواجبة لكي نوفر لبلدنا فرصة انقاذ وتحصين بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.
جنبلاط: حذار الفتنة
وابلغ مصدر قريب من الرئيس السابق الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى “الجمهورية” قوله “ان ظروف لبنان والمنطقة خطيرة جدا، وهو الامر الذي يؤكد الضرورة القصوى للتحصين الداخلي، ولإحباط اي محاولة خبيثة أيا كان مصدرها للعبث بأمن البلد وزرع الفتنة والفرقة بين اللبنانيين. والرهان ولو كان صعبا في الواقع الذي نحن فيه، الا أنه يبقى على وعي القيادات السياسية وغير السياسية لمنع خراب البلد”.
ولفت المصدر الى انّ وليد جنبلاط كان أول من تحرّك في هذا الاتجاه واطلق تحذيرات متتالية، وقام بسلسلة من الخطوات في كل الاتجاهات لتجنّب سقوط البلد في ما يخطط له أعداء لبنان، إدراكا منه أن الخطر كبير جدا، يهدد الجميع ولا يستثني أحدا.
وردا على سؤال اعتبر المصدر ان الامور لا تبدو مشجعة في ما خص الملف الرئاسي. فهناك من ربط قصدا او عن غير قصد هذا الملف بالظروف التي تشهدها المنطقة، وبات يقاربه بكونه ملفا مؤجلا الى ما انتهاء الحرب. ولكن نحن نرى ان الافق ليس مسدودا، حيث لا شيء يمنع على الاطلاق في أن نبادر الى انتخاب رئيس للجمهورية، بما يمنح اللبنانيين فرصة للتلاقي في هذا الظرف الصعب. ونحن أيدنا مبادرة الرئيس بري، كسبيل لانتخاب رئيس للجمهورية، بما يمهد لاعادة انتظام البلد سياسيا وحكوميا واداريا، ونكرر تأكيدنا على أننا نؤمن بالحوار سبيلا لتجاوز كل المشكلات والتعقيدات، ونرى انه حان الوقت لتتوقف المزايدات من هنا وهناك، والكف عن رفع السقوف وزرع العوائق وافتعال المطبات.
الخماسية .. توقف مؤقت
في هذا السياق، أبلغ احد سفراء اللجنة الخماسية إلى “الجمهورية” قوله: من حيث المبدأ فإن مهمة اللجنة قائمة ولم يتم تعليقها كما سبق لبعض الاعلاميين ان روجوا لذلك، فاللجنة موجودة والمشاورات لم تتوقف بين اعضائها، بل تحصل بين وقت وآخر. واودّ أن انوّه هنا الى أنه من الطبيعي أن تتأثر مهمّة اللجنة الخماسية بما استجد من ظروف صعبة في المنطقة، وهذا أمر خارج عن اراداتها، ونأمل أن يكون ذلك لفترة قصيرة مؤقتة”.
ردا على سؤال قال السفير المذكور إنه لا يستطيع ان يحدد موعدا لاستئناف مهمة اللجنة، ولكن في مطلق الاحوال، فإن اللجنة ملتزمة بالمسار الذي انتهجته في مساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية. ولسنا متشائمين في تحقيق هذه الغاية، وخصوصا اننا قطعنا اشواطا مهمة جدا يمكن البناء عليها من قبل القيادات والمسؤولين في لبنان الذي يبقى الرهان في نهاية الامر على وطنيتها ومسؤوليتها في التفاهم بصورة عاجلة على انتخاب رئيس للجمهورية”.
الخاصرة الجنوبية متورّمة
على ان الوضع المعطوب في الداخل سياسيا ورئاسيا وعلى كل المستويات الاخرى، يفاقمه التورّم المتزايد في الخاصرة الجنوبية، التي تشهد ما يبدو انه دفع يومي الى السقوط في آتون حرب قاسية. فالجبهة العسكرية شهدت في الساعات الاخيرة تدحرجا خطيرا، تكثفت فيه الاعتداءات الاسرائيلية على مختلف المناطق اللبنانية المحاذية لخط الحدود، قابلها تصعيد ملحوظ لعمليات “الحزب” ضدّ مواقع الجيش الإسرائيلي والمستوطنات والقواعد العسكرية في العمق الإسرائيلي.
على خطين
في هذه الاجواء، قالت مصادر حكومية لـ”الجمهورية” إن لبنان يتحرّك على خطين؛ الأول من خلال اتصالات حكومية مكثفة مع جهات دولية مختلفة لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، والثاني في اتجاه تأكيد العلاقة الطيبة مع قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب وكذلك تأكيد التمسك بمهمتها في سياق التزام لبنان الكلي بمندرجات القرار 1701.
في ما خص الخط الأول، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “إنّ الاتصالات الديبلوماسية ناشطة في أكثر من اتجاه لوقف التهديدات الاسرائيلية ضدّ لبنان، وعلى خط آخر للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة”. وأوضح أنّ “ورقة الحكومة اللبنانية التي تظهر القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في جنوب لبنان والتي اعلناها نهاية الاسبوع، تحدد الأسس الواضحة للحل وابرزها خفض التصعيد لتجنب دوامة العنف المدمرة وان يقوم المجتمع الدولي بدور حاسم وفوري في تهدئة التوترات وكبح العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان”. وشدد على أن “الرسالة الأبلغ التي يشدد عليها في كل لقاءاته واتصالاته الديبلوماسية هي تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 هو حجر الزاوية لضمان الإستقرار والأمن في جنوب لبنان”.
وفي ما خص الخط الثاني، أكد ميقاتي أن “لبنان متمسكٌ بمهام اليونيفيل”. وفي السياق ذاته جاء بيان قيادة الجيش امس، التي نفت ما ما قيل عن توقف الدوريات المشتركة بين الجيش واليونيفيل، مؤكدة على “أن الوحدات العسكرية تُواصل تنفيذ المهمات المشتركة مع اليونيفيل، والتعاون والتنسيق الوثيق معها، وذلك ضمن إطار القرار 1701، في ظل الظروف الاستثنائية والتطورات التي تشهدها البلاد ولا سيما الاعتداءات المستمرة من جانب العدو الإسرائيلي”.
تمديد بلا تغيير
واذا كان المتوخى من الاتصالات الحكومية هو وقف العدوانية الاسرائيلية تجاه لبنان، التي يعبر عنها بكثافة الاعتداءات على المناطق اللبنانية، والتهديدات المتتالية بعمل عدواني ضد لبنان، إلّا أن الحراك المرتبط بقوات “اليونيفيل”، فرضه الاشكال الاخير الذي حصل في بلدة كفر حمام واحدث التباسا بين وحدة من الجيش اللبناني خلال مواكبتها دورية للكتيبة الفرنسية، امكن حله على مستوى قيادتي الجيش واليونيفيل.
الا ان ما جرى في كفر حمام، قاربه مسؤول كبير باستغرب وريبة، وخصوصا انه، كما قال لـ”الجمهورية”، يأتي في الوقت الذي بدأت فيه المناقشات على مستوى الدول للتمديد السنوي لقوات اليونيفيل في الجنوب، الذي ينتظر صدوره في 31 آب الجاري.
وكشف المسؤول عينه “ان لبنان، وانطلاقا من التزامه بالقرار 1701، وحرصه على بقاء قوات اليونيفيل في الجنوب، قام بالإجراء الروتيني في
أواخر حزيران الماضي عبر توجيه رسالة من وزارة الخارجية الى الامين العام للامم المتحدة طلب فيها تمديد ولاية اليونيفيل سنة اضافية. وبالفعل تم توزيع نسخات من مسودة لقرار التمديد اعدتها فرنسا، على الدول المعنية، ومن ضمنها لبنان، حيث تسلمنا بعد فترة قصيرة نسخة من هذه المسودة، وقمنا بدراستها، ووضع بعض الملاحظات عليها، ويمكن تسميتها تعديلات بسيطة لا تمس جوهر مهمة اليونيفيل. كما نص عليها القرار 1701.
واوضح المسؤول عينه الى أن المسودة الفرنسية تكاد تكون صورة طبق الاصل عن صيغة التمديد السابق لليونيفيل في 31 آب 2023. وفضل الا يكشف عن مضمون الملاحظات او ما سماها التعديلات البسيطة، الا أنه اكد ان لبنان يتمسك بالتنسيق الكامل بين اليونيفيل والجيش اللبناني في المناطق المشمولة بالقرار 1701.
وامل الا تحصل مداخلات او طروحات بقواعد جديدة تعيق صدور قرار التمديد، او تخلق اشكالات والتباسات، على نحو ما جرى خلال فترة التمديد السابق، وقال: حتى الآن لا شيء يوحي بذلك، والجو العام يميل الى تمديد سلس.
وردا على سؤال ذكّر المسؤول عينه بالالتباس الذي حصل خلال التمديد السابق في العام الماضي، الذي انتهى الى تعديلات عارضناها، حيث منح التمديد آنذاك اليونيفيل حق القيام بمهامها بصورة مستقلة بمعزل عن الجيش اللبناني. وتسيير الدوريات المعلن وغير المعلن عنها دون مؤازرة او ابلاغ الجيش اللبناني. والنتيجة التي تبدت على أرض الواثع، تجلت في أن هذا التعديل لم يتم تطبيقه بصورة حرفية حيث استمر الحال على ما كان عليه وفق تمديد من 31 آب 2022 الى 31 آب 2023، جراء “تفاهم أدبي” بيننا وبين اليونيفيل وبين الجيش واليونيفيل، حتى لا تحصل اي اشكالات بين اليونيفيل واهالي المناطق الجنوبية، حيث استمرت الدوريات بالتنسيق مع الجيش اللبناني. والمحاولات القليلة التي جرت فيها دوريات مستقلة لليونيفيل بمعزل عن الجيش تسببت باشكالات ومواجهات مع الاهالي كما حصل في بعض القرى.
ويشير المسؤول عينه الى ان المسودة الفرنسية تلحظ التطورات الامنية المستجدة منذ تشرين الاول من العام الماضي، وتدعو جميع الاطراف الى الالتزام بالقرار 1701، وتؤكد على الحاجة في المنطقة الى حل ديبلوماسي يُعيد اليها الأمن والإستقرار. وكذلك على الحاجة الملحة الى حل سياسي يثبت الامن والاستقرار بصورة مستدامة على جانبي الحدود الجنوبية.
المشهد في إسرائيل
الى ذلك، يعيش الداخل ما وصفها الاعلام الاسرائيلي ” فترة انتظار مرهقة للأعصاب كجزء من استراتيجية الاستنزاف التي تقودها إيران ضد إسرائيل”، وعكست الصحافة والقنوات الاسرائيلية استعدادات في كل القطاعات تحسبا لرد ايران و”الحزب”.
على أن اللافت للانتباه في هذا السياق ما نقل عن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت بأنه لا ينصح بحرب ضد لبنان، وقال في الجزء المغلق من اجتماع لجنة الخارجية والأمن إن إسرائيل في مفترق طرق أمني وأمام خيارين إما التسوية وإما التصعيد، وموقفي أنا والأجهزة الأمنية الذهاب نحو تسوية تشمل صفقة لاستعادة المختطفين وإبعاد قوات الرضوان عن الحدود. وتابع: اردت في 11 أكتوبر الماضي مهاجمة لبنان لكن الكابينت لم يصدق على الطلب والآن لا أنصح بذلك لأن شن حرب على لبنان يعتبر مغامرة والظروف الموجودة اليوم في لبنان هي عكس ما كانت عليه في بداية الحرب.
وانتقد غالانت نتنياهو وقال: أنا أسمع قارعي طبول الحرب وثرثرة النصر المطلق وخسارة أنه في الغرفة المغلقة لم يظهروا نفس الشجاعة.
وذكرت محلة “فورين أفيرز” أن إسرائيل أمام خطر انهيار حقيقي”، فيما نقل موقع “والاه” العبري عن ضباط في القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي أن “الحزب “لم يتسلل إلى المستوطنات لأنه لم يقرر ذلك بعد، لكن من يعتقد أن “الحزب” لا يتدرب على إدخال مجموعة من المقاتلين إلى الأراضي الإسرائيلية فهو مخطئ ومُضلل. ويجب أن يكون الافتراض العملي للجميع هو أن “الحزب” قادر على التسلل ورفع العلم في مستوطنة أو موقع للجيش الإسرائيلي على الحدود وحرق العديد من المباني وهذا سيعطيه صورة نصر.
**************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
هوكشتاين إلى تل أبيب وبيروت لتسوية الأزمة الحدودية
خطط الإيواء أمام مجلس الوزراء غداً.. وتجدُّد السجال الرئاسي بين برّي و«القوات»
انشغلت الدوائر اللبنانية، سواءٌ في المقاومة أو البيئات السياسية الرسمية وخلافها بتفجير الخلاف بين رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع فيها يوآف غالانت، على خلفية النظرة الى مصير الحرب، والمسؤول عن تعطيل صفقة التبادل والهدنة المتوقفة في غزة، على وقع تصعيد اسرائيلي وردّ مماثل من الحزب الذي امطر فجر امس المستعمرات الشمالية بما لا يقل عن 30 صاروخاً رداً على القصف الذي استهدف معروب (قضاء صور) وادى الى سقوط جرحى من ابناء البلدة.
ولم يكن الوضع مختلفاً لدى الجانب الاسرائيلي، فنقلت «القناة 12» الاسرائيلية عن مصادر امنية، عدم وضوح ردّ الحزب، وعما اذا كان سيسبق الرد الايراني ام لا.
ووصف وزير الدفاع الحرب على لبنان بالمغامرة، كاشفاً عن اقتراحه في 11 ت1 الماضي خلال اجتماع الكابينت الحربي شن هجوم على لبنان، قوبل بالرفض، اما الآن فهو يرفض شن حرب واسعة بدءاً من الجنوب.
في غمرة حالة الترقب المتعب والمملّ، اعلن في اسرائيل (القناة 12) ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين سيصل تل ابيب لاستئناف جهوده لتسوية الازمة بين لبنان واسرائيل.
وحسب معلومات على صلة بالجهات الرسمية، فإن هوكشتاين سيزور لبنان خلال الايام المقبلة.
وحسب مصدر مطلع فإنه في ضوء ما سيحصل في مفاوضات الخميس بين الوسطاء واسرائيل، بانتظار اعلان «حركة ح» موافقتها على ارسال ممثل لها الى المفاوضات، فإن آلية عمل هوكشتاين ستكون على سكة معالجة الشق المتعلق بجبهة الحرب بين الحزب واسرائيل.
وفي اطار الاتصالات لدرء الخطر استقبل الرئيس ميقاتي سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو مساء امس في دارته، وتم البحث في الوضع في لبنان والمنطقة والجهود الرامية الى وقف العنف والتوترات.
وحثّ رئيس الوزراء الكندي مواطنيه على مغادرة لبنان، ويؤكد أن خطر التصعيد حقيقي.
لا تطمينات بإحتواء التصعيد
وفيما ما زال شبح الحرب يخيم على لبنان والمنطقة، اكد مصدر وزاري مطلع عن قرب لـ «اللواء» ان الحكومة التي تتابع منذ اشهر تطورات المواجهات القائمة، وان رئيسها نجيب ميقاتي الذي ما زال يتابع اتصالاته مع الدول المعنية بوضع المنطقة من اجل وقف الحرب، لم يتلقيا اي تطمينات من الدول التي تقوم بمساعي التهدئة بنيّة الكيان الاسرائيلي وقف التصعيد أو مواصلته الاعتداءات والاغتيالات ضد المدنيين. ويكفي ان بيانات قيادات ومسؤولي اسرائيل تدل على رغبتها بعدم وقف الحرب في غزة ولا بوقف التصعيد ضد لبنان.
واوضح المصدر الوزاري ان كل ما يتلقاه لبنان هو ان ما تقوم هذه الدول مجرد «دعوة جميع الاطراف الى وقف التصعيد والعودة الى المفاوضات»، لكن من دون تحقيق اي نتيجة تذكر.
واشار رداً على سؤال الى ان الحكومة تقوم بما عليها عبر لجنة الطوارىء الوزارية بالتحضير لإستيعاب أي حدث طارىء او عدوان اسرائيلي، وتعمل على توفير المقومات الضرورية للمواطنين، على صعيد الغذاء والدواء والخدمات الاساسية واستنفار القطاع الصحي.
وفي السياق، أكد الرئيس ميقاتي استمرار الوزارات والادارات اللبنانية كافة، بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية وهيئات المجتمع المدني، في اتخاذ كل الاجراءات والخطوات المطلوبة في اطار خطة الطوارئ الحكومية، لمواجهة الظروف الصعبة التي نمر بها وكل الاحتمالات التي قد تحصل.
وشدد في الوقت ذاته على أن الاتصالات الديبلوماسية ناشطة في أكثر من اتجاه لوقف التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان، وعلى خط آخر للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة.
وقال: إن ورقة الحكومة اللبنانية التي تظهر القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في جنوب لبنان والتي اعلناها الاسبوع الفائت، تحدد الاسس الواضحة للحل وابرزها خفض التصعيد لتجنب دوامة العنف المدمرة وأن يقوم المجتمع الدولي بدور حاسم وفوري في تهدئة التوترات وكبح العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان.
واوضح رئيس الحكومة «ان الرسالة الابلغ التي يشدد عليها في كل لقاءاته واتصالاته الديبلوماسية هي تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 لكونه حجر الزاوية لضمان الإستقرار والأمن في جنوب لبنان».
إجراءات المحافظات
وكان قد عُقد امس اجتماع وزاري في السرايا الحكومية برئاسة ميقاتي، ضم وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، منسّق لجنة الطوارىء وزير البيئة ناصر ياسين، الامين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد المصطفى، ومحافظي المناطق، وبعد الاجتماع قال الوزير ياسين: هدف هذا الاجتماع التأكد من جهوزية خلايا الأزمة والطوارئ الموجودة على مستوى المحافظات وتعزيزها في حال وجود نقص أو حاجة لتعزيز هذه الخلايا، وكل ذلك في إطار التحضير والتعزيز في حال توسعت الاعتداءات إلى المناطق غير الجنوبية.
ودعا الرئيس ميقاتي مجلس الوزراء الى جلسة غداً الاربعاء لمناقشة جدول اعمال من 46 بندا، ابرز ما فيها: عرض وزيرالبيئة منسق لجنة الطوارىء الحكومية للإجراءات والتدابير المتعلقة بخطة الطوارىء الوطنية. وعرض خطة ادارة ملف النازحين السوريين وتيويم الخطوات والاجراءات ذات الصلة اضافة الى تكليف وزير المهجرين متابعة موضوع اعادة النازحين في شقه المتعلق بالعودة الطوعية.اضافة الى بنود إجرائية وادارية ومالية وقبول هبات للوزارات.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان مجلس الوزراء يبحث في التحضيرات المتصلة بلجنة الطوارىء في حال حدوث أي سيناريو سلبي في البلاد، وقالت إن المجتمعين يستعرضون الوقائع والمعطيات والأمكانات، دون إغفال التذكير بالاتصالات الديبلوماسية من أجل تجنيب لبنان الحرب.
ولفتت هذه المصادر إلى أن الرئيس ميقاتي سيطلع المجلس على اجواء هذه الاتصالات وسيؤكد أهمية التضامن والوحدة، معلنة أن موضوع فتح حساب مالي أو غير ذلك لزوم خطة الطوارىء قد يطرح خصوصا أن هناك أرقاما تقديرية حول التكلفة المطلوبة من أجل التحسب لها.
كلفة الإيواء
وكشف وزير البيئة ورئيس لجنة الطوارئ الحكومية ناصر ياسين عن تجهيز 1399 مدرسة ومهنية لإيواء النازحين على غرار ما حصل في العام 2006.
وتحدث عن سيناريوهات ثلاثة: حرب شاملة ترفع الكلفة الى 100 مليون، ونزوح بحدود ربع مليون الحاجة الى 250 الف دولار، واذا استمر الوضع على حاله في مائة الف نازح من الجنوب تحتاج فقط الى 25 مليون دولار.
وفي اطار التحركات الدبلوماسية زار امس سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي في مكتبه.
وجرى التأكيد على اهمية تطبيق القرارات الدولية، ونوّه مولوي بوقوف المملكة العربية السعودية، الى جانب لبنان بصورة دائمة.
رئاسياً، انتقد الرئيس نبيه بري من يضيّع وقته مراهناً على اضعاف الحزب وحركة امل بعد الحرب، معرباً عن استعداده للدعوة الى جلسة حوار او تشاور اذا كان المعنيون جاهزون للتجاوب، على قاعدة «حوار فرئاسة».
وجددت «القوات اللبنانية» رفضها لدعوة بري وقالت (الدائرة الاعلامية) ان الدستور لا ينص بأي شكل من الاشكال على حوار يسبق الانتخابات الرئاسية، واما الدستور يقول بوضوح ان الانتخابات تحصل على قاعدة جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، ولا وجود لما يسمى من قبيل العرف «حوار».
وقالت: إن الانتخابات مسؤولية مجلس النواب عن طريق الاقتراع حتى انتخاب رئيس للجمهورية، متهماً محور الممانعة بتعطيل انتخابات الرئاسة، داعياً الرئيس بري الى جلسة انتخاب رئاسية وان تترك اللعبة الديمقراطية الانتخابية تأخذ مجراها.
الى ذلك، عادت العلاقة الى التوتر بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون، على خلفية اقدام الاول على التمديد للعميد بيار صعب، والذي يحال الى التقاعد الشهر المقبل.
وتقدم احد الضباط بمراجعة امام مجلس شورى الدولة للطعن بقرار التمديد.
«ما بدنا الحرب»
والابرز لجهة رفض الحرب، ظهرت لوحات إعلانية تحمل شعارات، منها «بيكفّي – تعبنا»، انتشر أغلبها في المناطق المحسوبة على قوى وأحزاب المعارضة وبعض أحياء العاصمة بيروت، تعبيراً عن حالة اعتراض على «حرب المساندة» التي فتحها «الحزب» في جنوب لبنان، المرشّحة أن تأخذ البلد إلى حربٍ واسعة في ظلّ ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية بين إسرائيل و«الحزب» واغتيال قادة كبار من الحزب.
اللافت في الأمر أن هذه الشعارات ما زالت «يتيمة الأب»، إذ لم تتبنَّها أي من قوى المعارضة، ولا حتى المنظمات المدنية والجمعيات الأهلية التي تنادي دوماً بتحييد لبنان عن صراعات وحروبٍ لا يقدر على تحمّل نتائجها وتبعاتها، لكن بغض النظر عمّن يقف خلفها، تعتبر المعارضة أن هذه الشعارات تمثل رأي معظم اللبنانيين.
الوضع الميداني
ميدانياً استهدف الجيش الاسرائيلي شيحين والجبين، كما هاجم بالمدفعية وادي حامول،رامية وعيتا الشعب، وليلاً اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة كفركلا.
واستهدف الحزب موقع حانيتا بقذائف المدفعية، كما استهدف موقع المالكية بالاسلحة الصاروخية كذلك استهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.
**************************************
افتتاحية صحيفة الديار
حشود عسكرية «وحج» ديبلوماسي اميركي لمنع الانفجار الكبير؟!
غالانت يحذر من خطورة حرب الشمال: مواجهة الحزب مغامرة
هوكشتاين يعود دون «خارطة طريق»… ولا قلق على سعر الصرف – ابراهيم ناصرالدين
في ظل صمت مطبق في طهران، والضاحية الجنوبية لبيروت، ومواكبة رسمية لبنانية للتطورات، والاستعداد للاسوأ ضمن الامكانات المتوافرة، لا تزال الاعصاب مشدودة في المنطقة، ولا احد يملك المعلومات الدقيقة حول ما يمكن ان يحصل خلال الساعات المقبلة، سواء كان رد محور المقاومة قد سبق صدورهذا العدد، او لم يحصل، مبقيا تل ابيب في حال من الارباك والهلع الذي تحول بالامس الى رفع مستوى الاستنفار العسكري والامني، وتزامن مع تراشق عنيف بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو ووزير حربه يوآف غالانت الذي حمله مسؤولية «الجبن» وعدم الشجاعة بالقيام بضربة استباقية ضد الحزب بعد ايام من «طوفان الاقصى»، معتبرا ان ظروف الحرب الان في الشمال لم تعد كما كانت حينها، واليوم باتت مغامرة. وهو امر ما اكدت عليه تسريبات كبار الضباط المتقاعدين الذين اجمعوا على انه ليس لدى «إسرائيل» مصلحة ولا قدرة على توسيع الصراع مع ذراع ايران في اليمن ومع الحزب والحرس الثوري، والانتقال إلى حرب مباشرة مع إيران، لان في ذلك مقامرة كبيرة وخطِرة جداً.
هوكشتاين… وصمت الحزب؟
وفيما، تحدثت مصادر اعلامية اسرائيلية عن وصول مرتقب للمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين الى «اسرائيل»، في مهمة لم تتكشف تفاصيلها، لكنها ستشمل بيروت يوم الاربعاء، وادرجت في سياق استئناف المساعي للتهدئة على الحدود الشمالية، يتمسك الحزب باستراتيجية الغموض حيال نياته، ولا يزال يعتمد «الصمت» المطبق ازاء كل ما يثار حول طبيعة الرد وتوقيته، تاركا الكلام «للميدان» الذي شهد بالامس المزيد من عمليات المساندة والرد على الاعتداءات الاسرائيلية. ولفتت مصادر مطلعة الى ان الاميركيين لم يطلعوا الجانب اللبناني على تفاصيل الزيارة المفترضة لهوكشتاين، لكنهم لم يتحدثوا عن وجود خارطة طريق جديدة، بل محاولة لاعادة الامور الى سكة التفاوض، ربطا باحتمال الوصول الى «صفقة» حول غزة الخميس المقبل؟!
حرب عالمية وحشد عسكري!
في هذا الوقت، حذرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية من خطر نتانياهو الذي يسعى الى التسبب بحرب واسعة وتوريط العالم فيها، تزامنا مع حشد البنتاغون المزيد من الترسانة العسكرية غير المسبوقة لحماية «اسرائيل» من الضربة المرتقبة، قبل ساعات من «حج» ديبلوماسي وامني مرتقب في محاولة لانضاج «صفقة» غزة يوم الخميس، والتي قللت مصادر مصرية من احتمالات نجاحها، بسبب التعنت الاسرائيلي، ما يجعل الامور مفتوحة على كافة الاحتمالات؟!. وقد اشارت مصادر ديبلوماسية الى ان واشنطن تبدو في سباق مع الوقت لمنع الانفجار الكبير في المنطقة ولا احد يعرف بعد ما اذا كانت قادرة على ذلك، في ظل وصول الاحداث الى نقطة «الغليان».
واشنطن مستنفرة عسكريا
وفي مؤشر على ارتفاع منسوب التوتر، تراس وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن اجتماعا مع رؤساء أركان القوات المسلحة الأميركية لمتابعة التطورات في الشرق الأوسط، كما أمر بإرسال غواصة صاروخية إلى الشرق الأوسط وتسريع وصول مجموعة حاملة طائرات إلى المنطقة… وكانت الغواصة «يو إس إس جورجيا»، وهي غواصة تعمل بالطاقة النووية ومسلحة بصواريخ كروز، تعمل في البحر الأبيض المتوسط في الأيام الأخيرة، بعد أن أكملت للتو التدريب بالقرب من إيطاليا. وقال البنتاغون إن الوزير لويد أوستن أمر الغواصة بالدخول إلى مياه الشرق الأوسط. ووفق شبكة «سي أن أن»، فإن «الإعلان عن حركة الغواصة هو رسالة واضحة لردع إيران «ووكلائها»، كما أمر أوستن مجموعة حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن» بتسريع عبورها إلى الشرق الأوسط.
تصميم ايراني على الهجوم
في هذا الوقت، تفيد تقييمات إسرائيلية جديدة بأن إيران مصممة على شن الهجوم، رغم الانطباع الذي ساد في الأيام الأخيرة بأنها تراجعت أمام ضغوط سياسية، حسب هيئة البث الاسرائيلية، ورجحت أن الإيرانيين يعتزمون الانتقام والهجوم بصورة أوسع من الهجوم السابق. ونقلت هيئة البث عن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت قوله امس إن «الأعداء من إيران والحزب يهددون بإيذائنا بطرق لم يتبعوها في الماضي».
تحضيرات ايرانية للهجوم
وكان موقع»أكسيوس» الاميركي، اكد أنّ وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت تحدّث هاتفيّاً، مع نظيره الأميركي لويد أوستن وأبلغه بأنّ الاستعدادات العسكرية الإيرانية تُشير إلى أنّ طهران تُجهّز لشنّ هجوم واسع النطاق على «إسرائيل». ونقل الموقع عن مصدرين معلومات تُفيد بأنّ «هجوم إيران على إسرائيل سيكون مباشراً وسيبدأ قبل محادثات صفقة الرهائن المقررة الخميس المقبل، وتعتقد الاستخبارات الاسرائيلية ان الحزب سيشن هجومه خلال ساعات.
ايام مصيرية؟
وتحدّث الإعلام الاسرائيلي عن تحذير رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لوزرائه من أن «الأيام المقبلة مصيرية» وطلب منهم عدم الإدلاء بتصريحات للإعلام حول الشأن الأمني، وذلك بعد تقدير بأن «إيران تخطط لشن هجوم في الأيام المقبلة»، عقب إبلاغ وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لوزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، عن رصد «تحضيرات عسكرية في إيران». وتتحسب «إسرائيل» أيضا لهجوم الحزب، وقال غالانت «لدينا قدرات كبيرة، وآمل في عدم اندلاع حرب على جبهات إضافية»، ووفقا للمعلومات الاسرائيلية يمكن الاستنتاج من حديث غالانت وتقديرات أجهزة الأمن أن الإيرانيين خططوا لهجوم أوسع في نقاط استراتيجية حساسة داخل «إسرائيل». ولفتت الى ان الايام القليلة المقبلة ستكون متوترة جدا.
رفع مستوى الاستنفار
في هذا الوقت، تناولت وسائل الاعلام الاسرائيلية حالة الاستنفار التي تشهدها «اسرائيل» وفي هذا السياق، أصدر قائد سلاح الجو، اللواء تومر بار، امس توجيهاً خاصاً يمنع على عناصر الخدمة الدائمة الخروج في عطلة خارج «إسرائيل» وبنحو فوري. كما أوعز بوجوب تحصيل إذن جديد وبنحو فردي، لسفر عناصر الخدمة الدائمة الى الخارج، في مهمة سبق أن تمت الموافقة عليها، من أجل لقاءات وتدريبات. وفي سياق الخشية الإسرائيلية من احتمال ضرب أهداف للاحتلال خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، أصــدر الجيش الإسرائيلي أوامر جديدة يحظر فيها بشكل قاطع على الجنود البقاء في جورجيا وأذربيجان لقرب حدود الدولتين مع إيران، داعياً إياهم إلى العودة إلى «اسرائيل» على الفور.
ارهاق للاعصاب
من جهته، اكد الخبير في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي، كوبي مروم، أنّ الإسرائيليين يعيشون «فترة انتظار مرهقة للإعصاب»، مضيفاً، «وهذا جزء من استراتيجية الاستنزاف التي تقودها إيران ضد «إسرائيل».
وفي سياق متصل، أشار موقع «والاه» الإسرائيلي إلى أنّ مستشفيات الشمال تعيش في حالة تأهب خشية من سيناريوهات آلاف الصواريخ التي ستطلق على مستوطنات الشمال، وما يعني ذلك من آلاف المصابين في حال توسّع المعركة مع الحزب وإيران. وأضاف أنّ أي توسّع في الحرب يعني إغلاق محاور الطرق، وانقطاع الكهرباء والغذاء ووقود المولدات.
الغاء رحلات الى «بن غوريون»
وفي سياق متّصل بالاجراءات الاحترازية، أعلن عدد من شركات الطيران العالمية، إلغاء رحلاتها بشكل كامل على خطوط «تل أبيب» حتى 26 آب ، وكذلك أعلنت مجموعة «لوفتهانزا» الألمانية، تعليق جميع الرحلات إلى «تل أبيب»، طهران، بيروت، العراق، عمان وأربيل حتى 21 آب الحالي. كما أعلنت الخطوط الجوية السويسرية، عن تجنبها المجال الجوي لإيران والعراق والأراضي الفلسطينية المحتلة. كما أعلنت شركة الطيران اليونانية إيجيان، التي تسيّر عشرات الرحلات الجوية من أثينا وسالونيك وميكونوس ورودس وكريت وقبرص، إلغاء جميع رحلاتها في الأسبوع المقبل إلى مطار بن غوريون. كما ألغت شركة الطيران «إير أوروبا» رحلاتها إلى «اسرائيل» حتى يوم الخميس المقبل.
«هلع» من قوة «الرضوان»
في غضون ذلك، اكّد ضباط في قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنّ تهديد الاختراق البري عند الحدود الشمالية من جانب الحزب واقعي أكثر من أي وقت، بحسب ما نقل موقع «والاه» الإسرائيلي، وأضاف الضباط أنّ قوة «الرضوان»لا تزال تستطيع تنفيذ هجوم منظم، بما فيه السعي للتسلل إلى مستوطنة أو موقع عسكري. وشدّدوا على أنّ من يعتقد أنّ الحزب «لا يتدرب على اختراق بعض مقاتليه الحدود الشمالية خاطئ وواهم»، مشيرين إلى أنّ «فرضية العمل لدى الجميع يجب أن تكون بشأن قدرة الحزب على إدخال قوات زرع علم في مستوطنة أو موقع للجيش وإحراق مبان. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس السلطة المحلية في مستوطنة «كريات شمونة»، أفيحاي شتيرن،ان قوة الرضوان لا تزال على السياج. واشارت صحيفة «إسرائيل هيوم» أنّ «وحدة النخبة التابعة للحزب ما زالت قادرة على تنفيذ خطة للسيطرة على منطقة في شمال «إسرائيل»، في أي لحظة، إذا قررت ذلك، مع 200 عنصر.
خلاف نتانياهو غالانت
في هذا الوقت، اتهم رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وزير الأمن في حكومته، يوآف غالانت، بتبني السردية المعادية لـ «إسرائيل» ، والإضرار بفرص التوصل إلى صفقة لتحرير الأسرى. وردَّ مكتب نتنياهو على هجوم لغالانت، امس، وقال إن من الجدير أن يهاجم غالانت السنوار، الذي يرفض إرسال وفد إلى المفاوضات، والذي يشكل العقبة الوحيدة أمام الصفقة. وشدّد مكتب نتنياهو، أنّ «أمام إسرائيل خياراً واحداً هو تحقيق النصر المطلق»، مضيفاً أن «هذه هي التوجيهات الواضحة لرئيس الحكومة، وهي ملزمة للجميع، بمن فيهم غالانت».
«الثرثرة» حول النصر المطلق
ويأتي موقف نتنياهو بعد انتقاد غالانت له، على خلفية الحديث عن حرب مع لبنان، من دون توافر ظروفها. وفي مراجعة أمنية بشأن سير الحرب، قدّمها إلى أعضاء لجنة الخارجية والأمن في «الكنيست»، قال غالانت، رداً على انتقادات بشأن عدم الذهاب إلى حرب مع لبنان، إنّ «الظروف الموجودة اليوم لحرب في لبنان هي عكس الظروف التي كانت في بداية الحرب. وأضاف «أنا أسمع الأبطال الذين يقرعون طبول الحرب، وثرثرات النصر المطلق، والخسارة أنهم موجودون في الغرف المغلقة ولم يظهروا الشجاعة نفسها. ورداً على عضو «الكنيست» عن حزب «الليكود»، تالي غوتليب، التي اعترضت على التهجم على نتنياهو بهذه الطريقة، قال غالانت: «أنا مستعد لمواجهة الحقائق والأفعال. ربما أنا ضعيف في الإعلام والسياسة، لكن في الأمن أنا أعرف ما أقول». وتطرق غالانت إلى تهديدات إيران والحزب، قائلا: «إننا في أيام تأهب واستعداد. والتهديدات من طهران وبيروت قد تتحقق».
نتانياهو خطرعلى العالم
وفي هذا السياق، حذرت صحيفة «هآرتس» من خطورة نتانياهو على العالم وليس فقط على «اسرائيل»، لانه يسعى جاهدا لدخول التاريخ من بوابة اشعال حرب عالمية. وقالت ان نتنياهو اغتال كلاً من إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في الضاحية، لانه يعرف جيداً أن الاغتيال الصحيح في المكان الصحيح وفي الوقت الصحيح قد يشعل الحرب العالمية، التي ستستمر سنوات، وستبقيه في الحكم إلى حين انتهائها.
الحرب العالمية… «وجنون العظمة»؟!
«جنون العظمة»
ولفتت الصحيفة الى ان استراتيجيته بدأت تثمر. فقد أرسل بايدن قوة عسكرية إلى المنطقة تجعل هجوم نيسان يتقزم. وهو يمنع إنهاء الحرب في قطاع غزة لإشعال الحرب العالمية. بأوهامه المصابة بجنون العظمة، فإن هذه الحرب العالمية وانتصار الحضارة على البربرية، ستكون إرثه. فهو دائماً ما يقارن نفسه بزعماء الامبراطوريات في العالم، وهو يتصرف على هذا الأساس. يبدو له أن وهم «يأجوج ومأجوج» يتحقق أمام ناظريه، وأن المستقبل سيذكره في كتب التاريخ مع تشرتشل وروزفلت، من هزم البرابرة. وخلصت «هآرتس» الى القول «للعالم كله الآن سبب جيد لأمل في إسقاط نتنياهو، لأنه ما دام في الحكم فلن يكون المخطوفون وحدهم في خطر، بل كل العالم».
لا قلق على سعر الصرف!
داخليا، لا تزال اللقاءات والاجتماعات على وتيرتها لمواكبة التطورات، ولفتت مصادر حكومية ان التقديرات الحالية تشير الى الحاجة الى نحو 100 مليون دولار شهريا، كلفة لاي تهجير قد يقارب مليون نازح من الجنوب والمناطق المصنفة بالخطرة، وستتم مناقشة كيفية تأمين هذا المبلغ في اجتماع الحكومة يوم غد الاربعاء. في هذا الوقت، اكدت المصادر نفسها ان مصرف لبنان ابلغ الحكومة بوجود امكان للحد من تأثير الحرب المفترضة في سعر صرف العملة الوطنية، ولفتت الى وجود نحو10 مليار و300 مليون دولار في احتياط المصرف، وهذا ما يمنحه القدرة على التدخل في السوق، خصوصا ان حجم الكتلة النقدية بالليرة تراجع كثــيرا في السوق، وبات امكاني الحصول على الدولار اكبر من امكاني الحصول على كميات كبيرة من العملة الوطــنية.
خطة الطوارىء
وفي هذا السياق، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي استمرار الوزارات والادارات كافة، بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية وهيئات المجتمع المدني، في اتخاذ كل الاجراءات والخطوات المطلوبة في اطار خطة الطوارئ الحكومية، لمواجهة الظروف الصعبة التي نمر بها وكل الاحتمالات التي قد تحصل. وشدد في الوقت ذاته على أن الاتصالات الديبلوماسية ناشطة في أكثر من اتجاه لوقف التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان، وعلى خط آخر للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة.
التعاون بين الجيش- «واليونيفيل»
واكد ميقاتي «ان لبنان يتابع مع الدول المعنية ملف التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» من دون اي تغيير»، لافتا في الوقت ذاته «الى ان التعاون بين الجيش وقوات اليونيفيل اساسي في هذه المرحلة». وفي هذا السياق، صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه بيان اكد فيه أن الوحدات العسكرية تواصل تنفيذ المهمات المشتركة مع اليونيفيل، والتعاون والتنسيق الوثيق معها، وذلك ضمن إطار القرار ١٧٠١، في ظل الظروف الاستثنائية والتطورات التي تشهدها البلاد ولا سيما الاعتداءات المستمرة من جانب العدو الإسرائيلي.
**************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
نتنياهو يضيف شروطاً جديدة لصفقة التبادل وغالانت يتهم إسرائيل بعرقلتها ويسخر من النصر المطلق
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أضاف شروطا جديدة لمفاوضات صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية، في حين أدلى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتصريحات مناوئة لنتنياهو بشأن المفاوضات.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو يطالب بمعرفة أسماء المختطفين الإسرائيليين الـ33 الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة، وحق الاعتراض على الإفراج عن أسماء الأسرى الفلسطينيين الوازنين في هذه المرحلة. وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن نتنياهو حاول، خلال الأيام القليلة الماضية، أن يستطلع مواقف شركاء حكومته بشأن صفقة تبادل الأسرى، وإن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أبلغه أن الصفقة المطروحة غير مقبولة، وأنه سينسحب من الحكومة في حال إقرارها.
وأشارت القناة إلى أن نتنياهو يأخذ بعين الاعتبار احتمال أن ينسحب بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من توليفة الحكومة الحالية.
وكانت القناة الـ13 الإسرائيلية نقلت عن مسؤول أمني كبير وصفه اجتماع قطر المرتقب، يوم الخميس المقبل، بأنه لقاء الفرصة الأخيرة لإعادة الأسرى أحياء، كما أكد المتحدث أن نتنياهو قال خلال محادثات مغلقة إنه لا يثق بفريق التفاوض.
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن المجلس السياسي والأمني لم يناقش، الخميس الماضي، صفقة “الرهائن”، كما لم يُدعَ وفد التفاوض للاجتماع.
تصريحات غالانت
وفي اجتماع مغلق بالبرلمان (كنيست) قال غالانت “واجبنا هو تهيئة الظروف لإعادة المحتجزين من خلال ضغط عسكري وصفقة حتى لو كانت على أكثر من مرحلة”، مضيفا أن “إسرائيل في مفترق طرق إما التسوية وصفقة تبادل أو التصعيد”.
وفي تصعيد واضح لخطابه تجاه نتنياهو، قال غالانت إن “إسرائيل هي سبب تأخير إبرام صفقة إعادة المختطفين والحديث عن انتصار مطلق محض هراء”.
وردا على غالانت، قال مكتب نتنياهو إنه “عندما يتبنى غالانت الخطاب المناهض لإسرائيل فإنه يضر بفرص التوصل لصفقة، وكان عليه مهاجمة (رئيس حركة ح يحيى) السنوار الذي يرفض إرسال وفد للمفاوضات والذي لا يزال العائق أمام الصفقة”.
وقال المكتب “أمام إسرائيل خيار واحد هو تحقيق النصر وتوجيهات رئيس الوزراء هذه ملزمة للجميع بمن فيهم غالانت”.
وفي السياق، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مقربين من نتنياهو أن رئيس الوزراء لا يفكر حاليا في إقالة غالانت رغم الخلاف.
من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن هجوم السابع من أكتوبر وقع لأن الانقلاب القضائي الذي قاده نتنياهو أضعف الأمن في إسرائيل. وأضاف أن هذا هو الوقت المناسب للذهاب إلى صفقة وإعادة الأسرى.
واعتبر لبيد أن هناك أطرافا في حكومة نتنياهو تدعو إلى حرب أبدية، وأن العالم ينظر لها بدهشة ويبتعد عن إسرائيل، ودعا إلى تشكيل تحالف إقليمي ضد إيران مع دول عربية، تكون أيضا جزءا من الحل في غزة.
موقف حركة ح
في غضون ذلك، طالبت حركة ح الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قبلته الحركة في 2 تموز الماضي، استنادا إلى رؤية الرئيس الأميركي جو بايدن، وقرار مجلس الأمن 2735 وإلزام إسرائيل بذلك، بدلاً من الذهاب إلى جولة مفاوضات جديدة.
وحذرت الحركة، في بيان، من أن الدخول في جولات مفاوضات أو مقترحات جديدة سيوفر الغطاء لإسرائيل للاستمرار في عدوانها، ويمنحها مزيدا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :