افتتاحية صحيفة الأخبار:
هذا ما يمكن أن «يذهب في نصف ساعة»!
في خطابه أول من أمس، تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن مصانع بقيمة 130 مليار دولار في شمال الكيان استغرق إنشاؤها 34 عاماً، قد «تذهب كلها في نصف ساعة». لذا، فإن السؤال المطروح أمام قيادة العدو: ماذا لو كان ثمن عملية موسعة جنوب الليطاني سيكلف الكيان عنقه؟132 منشأة اقتصادية تقع على عمق مماثل لجنوب الليطاني في المنطقة الشمالية في فلسطين المحتلة تقدر قيمتها بـ 156.4 مليار دولار، ستجعل كلفة الحرب تتجاوز جدواها مهما تعاظمت، مقارنة بحجم الأثمان، وطبيعة تأثيرها الاستراتيجي على الكيان.
لذا، يحق للعدو أن يقع في تشابكات حدود القوة وحدود القدرة عندما يصل الأمر إلى حسم أي قرار ابتدائي بعملية موسعة على لبنان، ليس لأن يده لا تصل إلى الليطاني وما بعده، بل لعجزه عن ترميم ما قد تحدثه ضربات المقاومة من خلل في «حمضه النووي» اللازم لاستمراره الوجودي. إذ يدرك قادة العدو أن الثقل الاقتصادي في الشمال إن اهتز سيهتز معه الكيان كله. فالشركات الكبرى في إسرائيل تتخذ بنسبة كبيرة منها مكاتب ومقار رئيسية لها في الوسط، لكنها تركّز معاملها ومصانعها وخطوط إنتاجها شمالاً، حيث الأراضي أرخص ثمناً، واستغلالاً لمنح الدعم التي تقدمها الحكومة في الشمال، وانخفاض كلفة اليد العاملة مقارنة بمناطق الوسط.
فعلى سبيل المثال، يتركز 60% من الطاقة التكريرية في الكيان في مصافي نفط شركة «بازان» في هذه المنطقة، كما أن ضربة واحدة لأهراءات «داغون»، «المخزن» الأم في إسرائيل، تعني ضرب 80% من مخزون الحبوب والقمح في الكيان (3 ملايين طن). ويمكن العودة هنا إلى عطل طرأ على نظام تفريغ الأهراءات عام 2022 وتسبب حينها بخفض معدّل التفريغ إلى 50%. ورغم تدارك العطل سريعاً، إلا أنه اعتبر تهديداً «يمسّ بالإمدادات الغذائية لإسرائيل، ويقطع الخبز عنها»، وفق تصريح لرئيس اتحاد مستوردي الحبوب إيتاي رون حينها.
سؤال آخر على قادة العدو إيجاد إجابة له: هل هناك آلية للتعامل مع قطع الكهرباء عن 2.5 مليون أسرة إسرائيلية، إذا ما تم ضرب شركة «كهرباء إسرائيل» وشركة Orot Rabin، أكبر محطة للطاقة في إسرائيل، اللتين تقعان ضمن النطاق الجغرافي لأهداف المصانع في المنطقة الشمالية؟
الثقل الاقتصادي في الشمال يشمل أيضاً شركة ISCAR، أكبر الشركات المصنّعة لأدوات قطع المعادن الصلبة والمخارط في العالم، وما يعنيه ذلك من ضرب قطاع الصناعات الثقيلة، وخط التوريد العالمي ومعه سمعة إسرائيل.
ولشركة Plassim كذلك الوزن نفسه من الأهمية. فاستهداف أكبر شركة مصنّعة للأنابيب البلاستيكية للبنية التحتية في إسرائيل سيحدث خللاً في تأهيل وتصنيع إمدادات المياه والصرف الصحي وحتى كابلات الكهرباء والاتصالات وتوزيع الغاز، فضلاً عمّا قد يسببه شلّ خط الإنتاج التصنيعي بضرب أكبر شركة للأنظمة الهيدروليكية في إسرائيل Aizinberg Hydraulics، من تعطيل الماكينات الصناعية في المنشآت الصناعية الكبرى والمحركات الكهربائية والمقطورات، وبالتأكيد ما يدخل في الصناعات العسكرية.
وفي الشمال أيضاً شركة Adom Adom التي تهيمن على 40% من إجمالي سوق اللحوم في إسرائيل، وTnuva، أكبر شركات تصنيع الأغذية التي تسيطر على 70٪ من مبيعات سوق الألبان، ومصنع Barkan، أول وأقدم مصنع للنبيذ، الذي يصدّر 15 مليون زجاجة سنوياً، تمثل حوالي 50% من محصول الكروم... فضلاً عن قطاع الصناعات الكيميائية والورقية والنسيجية، وعن 13 مصنعاً لإنتاج ما تحتاج إليه إسرائيل في تأهيل المنشآت والبنى التحتية وصيانة الأعطال، من تسرّب الأمونيا إلى الرافعات والضواغط، وصولاً إلى السفن والطائرات والمعدات الميكانيكية، ما يضرب قدرة إسرائيل على التعافي السريع ويفشل أيّ محاولات ترميم فورية خلال الحرب لمواصلة خطوط الإنتاج.
وبعيداً عن خزانات الأمونيا في حيفا، واستناداً إلى معطيات قدّمتها «لجنة شابير» التي شكّلتها وزارة حماية البيئة في إطار عملية استخلاص الدروس بعد حرب لبنان الثانية، فإن أيّ ضربة لمصنع ICL Group للصناعات الكيميائية في الشمال قد تتسبب بسقوط 70 ألف ضحية في نطاق 8.2 كيلومترات.
في كل الأحوال، إذا كانت «تل أبيب» غير قادرة على تعويض 165.4 مليار دولار - هي ثمن القيم الأصولية للمصانع فقط - تبقى عملية إعادة التأهيل ومنع هجرة المصانع بعيداً عن الشمال أشد ثقلاً.
لا استراتيجية لدى إسرائيل لتبرير جدوى خسارة «الأمان الاقتصادي» لمستوطني الشمال، ولا فكرة لديها كيف ستقنع هؤلاء بأن خسارة مصالح هي بالنسبة إليهم إرث قيمي يمكن تعويضها، وسيكون عليها أن تخوض عملية إعادة تصنيع ثقافية هوياتيّة لمجتمعها الاقتصادي. إذ كيف لمستوطن من الجيل الرابع يدير مصنعاً افتتحه جدّه بماكينة خياطة أتى بها معه من بولندا، أن يستوعب ضياع ما بناه أسلافه؟
****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
الحاخامات في الكيان يتوقعون الضربة القاضية بين 8 و13 آب مع ذكرى الخراب
تقارير وتحذيرات أميركية حول تسليح نوعي قدمته روسيا لإيران لمواجهة أميركا
المقاومة في غزة ولبنان تصعد ضرباتها واليمن يستهدف سفينة… بانتظار الرد
موعد وحجم ونوع الرد الرادع من إيران ولبنان واليمن والعراق محور اهتمام العالم، والمنطقة كما العالم في حال حبس أنفاس، والكيان قادة وجيشاً ومستوطنين في حال قلق وخوف وصولاً الى الرعب والذعر، كما تقول مخازن البيوت التي امتلأت بما تم تخزينه من موجودات المخازن التجارية، رغم حالة الإنكار والمكابرة التي تعبر عنها تصريحات رئيس حكومة الاحتلال ووزير حربه ورئيس أركانه، بالإيحاء بروح معنوية عالية واستعداد لمواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، وواشنطن التي حشدت جيوشها وأساطيلها وأعلنت التزامها بحماية الكيان من خطر الردود المؤكدة الآتية، كما قال قادة إيران والمقاومة، تعترف بخطورة الموقف، وترسل المبعوثين والوسطاء، فرنسيين وأوروبيين وعرب الى طهران وبيروت ومسقط وصولاً الى صنعاء لتقديم العروض عندما تفشل التحذيرات من المخاطر. وفي سياق القلق الأميركي تقارير عن دخول موسكو على الخط، بتقديم أسلحة ومعدات حديثة لإيران لمواجهة مخاطر التدخل الأميركي، وتحذير من البيت الأبيض لموسكو من التورط في هذا الصراع، وفي الحصيلة الكلمة للميدان، حيث الاستعدادات على ضفتي المواجهة المرتقبة هي سيدة الموقف، أصحاب قرار الردّ يتابعون التحضير ويستثمرون الوقت بكل اتجاه بما في ذلك الحرب النفسية، والحلف الأميركي الإسرائيلي الذي جنّد بعض الغرب وبعض العرب، ينصب بطاريات الصواريخ ويفعل انظمة الرادارات، ويستعد لمواجهة ما يسمى بالأمطار الصاروخية.
غموض موعد ومكان ونوع وحجم الرد مقصود من إيران وقوى المقاومة، لكن الحاخامات في كيان الاحتلال يتحدثون عن موعد مرتقب بين 8 و 13 آب الحالي، أي ما بين اليوم ويوم الثلاثاء المقبل، حيث تحل ذكرى ما يسمى بالخراب الأول والخراب الثاني، والتحسب لمخاطر الخراب الثالث بحدث زلزالي كبير تسبب به خطأ أرعن من قادة مملكة بني “اسرائيل” كما تقول الروايات التي يتداولها الحاخامات، حيث وقع الخراب الأول على يد نبوخذ نصر ملك بابل والخراب الثاني على يد الإمبراطور الروماني تيتوس، اثر نزاعات وضعف داخلي وخطوات مغامرة غير محسوبة لملوك بني “إسرائيل” أودت بهم الى المقتلة.
في جبهات القتال عمليات نوعية في غزة وعبر حدود لبنان، بينما أعلن اليمن عن استهداف سفينة جديدة.
بينما برز اعلان البيت الابيض ان الوضع اقرب من اي وقت مضى الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس، برزت في الساعات الماضية تسريبات تشير إلى مفاوضات تدور في الكواليس لتفادي الرد الإيراني على «إسرائيل»، أو التخفيف من حدّته، فيما يعيش العدو الاسرائيلي الترقب والقلق بفعل الخوف من الرد المنفرد أو الموحد من إيران وحزب الله واليمن على اغتيال «إسرائيل» رئيس حركة «حماس» اسماعيل هنية والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر وقصفها مدينة الحديدة. فاستشهاد شكر سيردّ عليه الحزب رداً موجعاً، لكنه مدروس في الوقت عينه بهدف تثبيت قواعد الاشتباك السائدة منذ 8 تشرين الاول الماضي.
في المقابل، أفادت “الإيكونوميست”، أمس الأربعاء، نقلاً عن ضابط في “اليونيفيل”، أن “نمط الصراع بدأ يتغير بين حزب الله و”إسرائيل”، ولاحظنا تحولاً من الكمية إلى النوعية في إطلاق النار”. وأردف الضابط في اليونيفيل، “أصبح كلا الجانبين يستخدم القوة بشكل أكثر دقة وأسلحة أكبر حجماً”. وتابع: “الجانبان أصبحا أكثر استعداداً للتصعيد وتجاوز خطوط الخصم الحمراء”. في السياق أعلن “مجلس ماروم جليل الإقليمي”، أنّ “قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أمرت بتغيير التعليمات في المستوطنات المقامة على أراضيها، بما في ذلك ميرون”، موضحًا أنّه تم منع الأنشطة في المنطقة المفتوحة في ميرون ومناطق أخرى.
وتشير تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي أوردتها وسائل إعلام العدو إلى أن حزب الله “سيردّ أولاً خلال الأيام المقبلة”، وهو ما يفسر حالة الاستنفار القصوى لدى الجيش الإسرائيلي. ووفقاً للتقديرات الإسرائيلية، فإن حزب الله “سيوجه الضربة الأولى وستكون الأهداف عسكرية وأمنية وليست مدنية”. وتحدّثت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)، مساء اليوم، عن تقديرات حالية صدرت عن جهتين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن “حزب الله سيهاجم أولاً وليس بالشراكة مع محور المقاومة وأن هذا سيحدث في الأيام المقبلة”، وأفادت بأن ذلك قد يعني أن حزب الله اختار الأهداف وقرر بشأن حجم الهجوم وكيفية تنفيذه.
ولبنانياً، جدد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، التأكيد على ضرورة وضع حد للتصعيد الإسرائيلي في لبنان والمنطقة، لتجنب الدخول في حرب إقليمية شاملة لن تكون في صالح أحد. ودعا المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي الى الابتعاد عن سياسة ازدواجية المعايير واعتماد معايير موحدة في النزاع الدائر، والتحرك بشكل عاجل وحقيقيّ لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها “إسرائيل” في لبنان وغزة، ومخططاتها المتهوّرة لإطالة أمد الحرب. وأكد ألباريس أن إسبانيا تنظر بقلق بالغ الى تطور الأوضاع في لبنان والمنطقة وهي منخرطة بشكل كبير في جهود منع التصعيد، والتوصل الى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. كما تلقى بو حبيب اتصالاً هاتفياً من نظيره القبرصي كونستانتينوس كوبوس تباحثا خلاله في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. وأكد الوزير القبرصي وقوف بلاده الى جانب لبنان وتشديدها على ضرورة ضبط النفس وخفض التصعيد ودعمها التطبيق الكامل للقرار 1701. واستقبل بو حبيب سفير استراليا لدى لبنان أندرو بارنز الذي نقل رسالة من الحكومة الاسترالية، بشأن تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، تتمنى فيها تجنب التصعيد العسكري، وحل النزاعات والخلافات بين كل الاطراف بالطرق السلمية. وشدد بو حبيب على أن لبنان لا يسعى الى الحرب وهو متمسك بتطبيق القرار 1701 لإرساء الهدوء على حدوده الجنوبية، لكن على المجتمع الدولي إلزام “إسرائيل” بوقف عدوانها على لبنان وغزة.
في الميدان، استهدفت غارة إسرائيلية بصاروخ دراجة نارية في وادي حيدرة بلدة جويا جنوبي لبنان. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن الغارة أدت الى سقوط شهيدين وستة جرحى. أيضاً، استهدف قصف مدفعي اسرائيلي أطراف بلدة الناقورة. واستهدفت غارتان كونين وكفركلا. وتعرّضت أطراف بلدة زبقين والأودية المجاورة لقصف مدفعي متقطع. كما استهدف قصف مدفعي انشطاري منطقة وادي حسن التي تربط اطراف قرى طيرحرفا والجبين وشيحين ومجدلزون. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة عيترون، وأدت الغارة في حصيلة أولية إلى إصابة شخصين بجروح. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة ان قصفاً مدفعياً فوسفورياً استهدف بلدة شبعا أدى إلى إصابة مواطن بحالة اختناق استدعت دخوله إلى طوارئ مستشفى مرجعيون الحكومي للعلاج. وخرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت وجبل لبنان وبشامون وعرمون وخلدة والشويفات وإقليم الخروب. وخرق جدار الصوت على دفعتين فوق جزين وصيدا وفي أجواء الجنوب، على علو متوسط.
وقصفت مدفعية الاحتلال منطقة الخريبة على أطراف بلدة راشيا الفخار جنوبي لبنان. ودوّت صافرات الإنذار للتحذير من هجومٍ صاروخيّ في مواقع في الجليل الأعلى من صفد، وقاديتا، والريحانية.
في المقابل، رداً على الاغتيالات في ميفدون وجويا، واصل حزب الله عملياته ضد المواقع الإسرائيلية، معلناً أنّه “شنّ هجومًا جويًّا بسرب من المسيرّات الانقضاضيّة على مرابض مدفعيّة العدو في الزاعورة، استهدفت أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها بشكل مباشر وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة”، واستهدف الحزب موقع الراهب بالقذائف المدفعية وأصابه مباشرة. واستهدف موقع جل العلام بالقذائف المدفعية وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة. كما قصف مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعدة صليات من صواريخ الكاتيوشا، واستهدف تموضعًا لجنود العدو في جبل نذر بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة.
ودعت الخارجية الألمانية المواطنين الألمان مرة أخرى إلى “مغادرة لبنان بشكل عاجل”. وكانت أعلنت شركة “لوفتهانزا” الألمانية، عن “تعليق جميع الرحلات إلى تل أبيب وطهران وبيروت حتى 13 آب”. أيضاً، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت، أنه يُمكن للأميركيين الراغبين بمغادرة لبنان التقدّم بطلب للحصول على قرض مالي تحت عنوان “العودة إلى الوطن”.
وفي إطار مواكبة الأوضاع الراهنة ومراجعة جهوزية الوزارات والإدارات اللبنانية في حال حصول أي طارئ رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات وزارية. وفي هذا الإطار اجتمع رئيس الحكومة مع وزيري البيئة ناصر ياسين والأشغال العامة والنقل علي حمية والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، والأمين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى. وتمّت دعوة كل الوزارات والإدارات الرسمية وكذلك المنظمات الدولية الشريكة بتنفيذ خطة الطوارئ والنقابات الأساسية من نقابة مستوردي الغذاء وغيرها. وقال ياسين: تمت مناقشة خمس نقاط اساسية: النقطة الاولى: موضوع الإيواء وكيفية تحسين وتجهيز مراكز الإيواء، وهذا ما تم العمل عليه مع وزارة التربية والمنظمات الإنسانية الشريكة. أما الموضوع الثاني فيتعلق بالصحة وخطة الطوارئ التي تعمل عليها وزارة الصحة، وتم عرض الوضع وجهوزية الوزارة بالنسبة للمستشفيات والمراكز الصحية. الموضوع الثالث يتعلق بملف الغذاء وتم التأكيد من قبل مستوردي الأغذية بالسوبرماركت بأن المواد الغذائية مؤمنة، وان الوضع الحالي طبيعي من ناحية الكميات الموجودة وخطوط التوريد، وليست هناك إشكالية حول هذا الموضوع بتاتاً، ولكن في إطار السيناريوهات التي يتم وضعها ناقش المجتمعون كيفية إيصال المواد الغذائية، إذا حصل توسّع للاعتداءات وتعزيز جهوزية كل الهيئات التي تعنى بموضوع الغذاء، خاصة لتوصيل المواد الغذائية الى جميع المواطنين في لبنان. اما النقطة الرابعة فتتعلق بموضوع الفيول وهو متوفر حالياً ولا يزال وضعه طبيعياً وخطوط التوريد لا تزال تعمل بشكل طبيعي، ولكن ناقشنا تأمين البنزين والمازوت خاصة لأربعة قطاعات استراتيجية واساسية وهي الأفران والمستشفيات ومحطات ضخ المياه والسنترالات ومراكز اوجيرو.
وحذّر رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس من اللجوء الى تخزين المواد النفطية بين البيوت المأهولة لما لذلك من خطورة على أمن وسلامة المواطنين. وأوضح شماس أنّ الكميات المتوفرة تكفي لشهر بما في ذلك الكميات الموجودة في المستودعات أو لدى المستهلك سواء في السيارات او المولدات الكهربائية. ورأى شماس أنّ على المواطنين ملء سياراتهم بمادة البنزين تحسّباً لأي طارئ من دون أن يكون ذلك مدعاة هلعٍ”.
والتقى وزير الدفاع الوطني موريس سليم في مكتبه في اليرزة، قائد الجيش العماد جوزاف عون، وجرى البحث في شؤون المؤسسة العسكرية والأوضاع الأمنية في البلاد. كما تم التطرق الى التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة.
وسجل المطارنة الموارنة عقب اجتماعهم الشهري “تخوفهم من انعكاسات الحرب في غزة وجنوب لبنان وما قد تقود إليه من تصعيد شامل لأعمال العنف بإرادة أجنبية ولمصالح لا تمت إلى الوطن بصلة، فيما يعرف القاصي والداني أن الحل الوحيد الذي يأتي بالهدوء وبنوع من الاستقرار يبقى في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وخصوصاً القرار 1701”. اضافوا في بيان “أمام الأخطار التي تهدد الوطن وهول الحرب الدائرة في جنوب لبنان، ولأن الدولة يجب أن تكون حاضرة بكل مؤسساتها وأجهزتها لمواجهة هذا الواقع المصيري، نجدد مطالبة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالدعوة إلى عقد جلسة نيابية بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، كما يدعون كل الكتل النيابية للمشاركة في هذه العملية الدستورية الأساسية”.
واعلنت مؤسسة كهرباء لبنان بأنه قد تم خروج قسريًا فجر أمس الأربعاء معمل دير عمار عن الخدمة بالكامل جراء نفاد خزينه من مادة الغاز أويل بالكامل، ولا تزال فقط في الخدمة مجموعة وحيدة في معمل الزهراني من أجل تغذية المرافق الحيوية الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، سجون، إلخ)، علمًا أنه من المرتقب أن تخرج تلك الأخيرة أيضًا عن الخدمة يوم السبت الواقع فيه 17/08/2024 على أبعد تقدير”.
في المقابل، أكد وزير الطاقة والمياه وليد فياض، أن “لبنان على موعد مع انفراجة هائلة بانتظار التبليغ الرسمي بموعد تحميل الفيول الأسود العراقي، ومع وصول الغاز أويل، ستعود الأمور إلى سابق عهدها بقدرة إنتاج تصل إلى 600 ميغاوات، مما يوفر تغذية كهربائية لفترة تتراوح بين 5 و6 ساعات يومياً”.
على صعيد آخر، وفي انتكاسة جديدة تصيب التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القويّ، أعلن النائب سيمون ابي رميا خروجه من “الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر”، مؤكداً أنه سيبقى مخلصاً للمبادئ الوطنية لهذه الحالة السياسية التي رافقته طويلاً. وجاء في بيان الاستقالة: تخلّف قيادة التيار عن الاستجابة مع تطلّعاتنا لإدارة شؤون التيار والبلاد وحقنا في المشاركة في صياغة قرارات حزبية، بطريقة فعلية وليس فقط صورية، ولأن قصة الالتزام أصبحت كقصة “إبريق الزيت”، وهي حقّ يراد به باطل، لأنه واقعاً إلزام بسياسات وخيارات لا شراكة فعلية في صياغتها، قررت أن أنهي رحلتي كشاهد على تحلّل مؤسسة شاركت في تأسيسها وساعدت في تطويرها. إنه يوم حزين على المستوى الشخصي أن أعلن خروجي من “الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر”، لكنني سأبقى مخلصاً للمبادئ الوطنية لهذه الحالة السياسية التي رافقتها طويلاً، والتي أنتجت ظاهرة استثنائية في تاريخ لبنان الحديث. ان الانتماء الحقيقي والإخلاص للتيار الوطني الحر هو ليس بالعاطفة او الشعارات، بل بممارسة القناعات الصحيحة وبتقديم نموذج من الأداء والسلوك السياسي والنيابي الفاعل والبنّاء، وأنا على يقين أن ما أعبّر عنه في هذه الرسالة الوجدانية”..
********************************
افتتاحية صحيفة النهار
حمّى بلا حسم بين الديبلوماسية والاستنفار الحربي
ارتفع منسوب الحذر الشديد لدى غالبية المسؤولين الرسميين والسياسيين اللبنانيين في الحديث عن مجريات حالة الانتظار الثقيل التي ترخي بذيولها على مجمل الأوضاع في لبنان تحسباً لكل تطور حربي قد يسقط على رؤوس اللبنانيين في أي لحظة، وهو الحذر الذي ترجمه التزام كثيرين منهم الصمت وتفضيلهم المراقبة ومحاذرة إطلاق توقّعات وتقديرات قد تتهاوى سريعاً عند أول مؤشر حربي جدي ينذر ببداية مرحلة “الرد والرد على الرد” التي يتهيبها الجميع داخلا وخارجاً.
ومع ذلك لا تخفي مراجع رسمية وسياسية تعاظم الرهانات على ما تصفه هذه المراجع بـ”الحمى الديبلوماسية” غير المسبوقة التي تجتاح عواصم المنطقة والعابرة للخطوط الإقليمية والدولية، والتي بلغت في الأيام الأخيرة ذروة قياسية في مساعٍ متقاطعة لمنع اندلاع حرب إقليمية واسعة لمجرد أن تنفّذ إيران و”الحزب” وأذرعة “المحور الممانع” تهديداتها برد قوي على إسرائيل لاغتيالها إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
إذ أن هذه الحمى وإن لم تبلغ حدود ضمان تحديد “الردّ الممانع” ضمن خطوط حمر تحول دون اندفاع إسرائيل في ردود كفيلة باشعال حرب، فإنها لا تزال تحقق وضعاً من التفاوض المباشر وغير المباشر، عبر شبكة دول ووسطاء وتحركات محمومة بما أطال أمد تأخير الرد والردّ على الرد، ووسّع أطر الضغوط للحؤول دون انفلات بالغ الخطورة في تبادل الضربات بين إسرائيل وكل من إيران و”الحزب” في المقام الأول.
ولكن بدا لافتاً أن الحكومة اللبنانية وغداة الخطاب الأخير لنصرالله، والذي اعتبر على نطاق واسع أنه جاء مهدئاً للمناخ المشدود الذي سبقه، تصرفت على أساس رفع وتيرة الاستنفار في التحسب للتطورات الحربية في الإجراءات الطارئة التي تتخذها في قطاعات التموين والاستشفاء والصحة والنفط وما إلى ذلك.
كما أن هذا الاستنفار زاده مضيّ الدول في إجراءاتها الاحترازية تجاه رعاياها، إذ نقلت “رويترز” عن متحدث باسم الخارجية الألمانية “أننا ندعو المواطنين الألمان مرة أخرى إلى مغادرة لبنان بشكل عاجل”. وكانت أعلنت شركة “لوفتهانزا” الألمانية “تعليق جميع الرحلات إلى تل أبيب وطهران وبيروت حتى 13 آب (أغسطس) الجاري”. وأعلنت السفارة الأميركية في بيروت، أنه يُمكن الأميركيين الراغبين بمغادرة لبنان التقدم بطلب للحصول على قرض مالي. وكانت السفارة قد دعت في وقت سابق رعاياها في لبنان إلى المغادرة، وطلبت من الذين لا يستطيعون المغادرة “التحضّر لأخذ ملاجئ في أماكن وجودهم لفترات طويلة”.
وفي غضون ذلك مضت إسرائيل في تصعيد تهديداتها الى حدود التأكيد باستعدادها لضرب كل مكان في لبنان. وفي هذا السياق شدّد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي على أن “إسرائيل ستوجه رسالة في غاية الوضوح لأعدائها مفادها أن الذين اعتدوا عليها، والذين يتحدثون في كل خطاب عن كيفية تدمير دولة إسرائيل، ستضربهم وستواصل زيادة قوتها”. وقال من قاعدة تل نوف الجوية: “سنكون قادرين على شن هجمة سريعة للغاية، على كل مكان في لبنان، وعلى كل مكان في غزة، وعلى كل مكان في الشرق الأوسط، فوق الأرض، وتحت الأرض”.
وأضاف: “لقد قمنا بعمليات هامة للغاية على مدار الأسابيع الماضية، حيث قتلنا أبرز القادة لأعدائنا الأكثر إشكالية، ونحن لا نتوقف”.
بدوره، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي #يوآف غالانت، أن “المعركة مع “الحزب” قد تتدهور إلى حرب حقيقية” . ورأى أن نصرالله “يجرّ لبنان لدفع ثمن كبير”. وردّ غالانت على كلام نصرالله الثلاثاء، قائلًا: “إنّهم لا يتخيّلون ما يمكن أن يحدث بحال اندلعت حرب”.
وتكثفت في السرايا الحكومية سلسلة اجتماعات وزارية برئاسة رئيس الحكومة #نجيب ميقاتي في اطار مواكبة الأوضاع الراهنة ومراجعة جهوزية الوزارات والإدارات اللبنانية في حال حصول أي طارئ. وبحثت “لجنة ادارة الأزمات والكوارث” في تعزيز الجهوزية في حال توسع الإعتداءات الإسرائيلية.
وتمت دعوة كل الوزارات والإدارات الرسمية وكذلك #المنظمات الدولية الشريكة بتنفيذ خطة الطوارئ والنقابات الأساسية وتمت مناقشة نقاط أساسية منها: موضوع الإيواء وكيفية تحسين وتجهيز مراكز الإيواء، الصحة وخطة الطوارئ التي تعمل عليها وزارة الصحة، ملف الغذاء حيث تم التأكيد من مستوردي الأغذية بالسوبر ماركت أن المواد الغذائية مؤمنة، موضوع الفيول تأمين البنزين والمازوت. وفي السياق أكد وزير الطاقة والمياه وليد فياض أمس أن “لبنان على موعد مع انفراجة كبيرة، بانتظار التبليغ الرسمي بموعد تحميل الفيول الأسود العراقي”. وقال: “لن نسمح للظلام بأن يطغى وسنواصل الكفاح حتى ضمان توفير الكهرباء”.
مواقف من الحرب
في المواقف الداخلية من التطورات برز موقف لمجلس المطارنة الموارنة عقب اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك بشارة بطرس الراعي أبدى فيه المطارنة “تخوّفهم من انعكاسات الحرب في غزة وجنوب لبنان وما قد تقود إليه من تصعيد شامل لأعمال العنف بإرادة أجنبية ولمصالح لا تمت إلى الوطن بصلة، فيما يعرف القاصي والداني أن الحل الوحيد الذي يأتي بالهدوء وبنوع من الإستقرار يبقى في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة خصوصاً القرار 1701”.
وأعلنوا “أمام الأخطار التي تهدّد الوطن وهول الحرب الدائرة في جنوب لبنان، ولأن الدولة يجب أن تكون حاضرة بكل مؤسساتها وأجهزتها لمواجهة هذا الواقع المصيري، نجدّد مطالبة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالدعوة إلى عقد جلسة نيابية بدورات متتالية حتى إنتخاب الرئيس، كما يدعون كل الكتل النيابية للمشاركة في هذه العملية الدستورية الأساسية”.
من جانبه، عبّر رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” #سمير جعجع، عن “أعمق مشاعر التعاطف مع اللبنانيين الجنوبيين، خصوصاً أهالي القرى الحدودية، الذين منذ عشرة أشهر وحتى اليوم، لم يعرفوا النوم أو لحظة سكينة، هذا إن لم يسقط لهم شهيد”. واختصر جعجع حياتهم بأنها “جحيم”. وتساءل عن “سبب هذه المعاناة وما هو مبررها وعن ضرورات الأمن القومي اللبناني التي دفعت البلاد إلى هذا الواقع”. وشدّد جعجع على “أن المعاناة كلها التي يعيشها أهل الجنوب اليوم مرتبطة بالأمن القومي الإيراني”، محذراً من “أن الحرب الحالية ستنتهي بنتائج كارثية على لبنان وأن المسؤولين عن بدء العمليات العسكرية في جنوب لبنان يتحملون مسؤولية هذه الخسائر كلها”.
التصعيد المتواصل
على الصعيد الميداني، تواصل التصعيد بلا تراجع واستهدفت غارة إسرائيلية بصاروخ دراجة نارية بعد ظهر أمس في بلدة #جويا في الجنوب، وأدت الغارة إلى مقتل شخصين وجرح سبعة نقلوا إلى مستشفى جبل عامل، من بينهم ثلاثة عولجوا في الطوارئ والأربعة الآخرون احتاجوا الدخول إلى المستشفى وحالتهم مستقرة. والقتيلان هما: #حسن فارس جشي و#محمد حسن شومر. ونعى “الحزب” جشي فيما وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه قائد وحدة الصواريخ المضادة للدبابات في “الحزب”.
كذلك استهدف قصف مدفعي إسرائيلي أطراف بلدة الناقورة. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة عيترون، وأدت الغارة إلى إصابة شخصين بجروح. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن قصفاً مدفعياً فوسفورياً استهدف بلدة شبعا أدى إلى إصابة مواطن بحالة اختناق استدعت دخوله إلى طوارئ مستشفى مرجعيون الحكومي للعلاج. وخرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت وجبل لبنان وبشامون وعرمون وخلدة والشويفات واقليم الخروب.
في المقابل، أعلن “الحزب ” استهدافه موقع الراهب وموقع جلّ العلام وشنّ هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على مرابض مدفعية إسرائيلية في الناعورة ومن ثم استهداف موقع السماقة في تلال كفرشوبا.
**********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
10 أشهر على «المساندة»… حرب جنوب لبنان بلا أفق
الثابت الوحيد في نتائج حرب «المساندة» التي أطلقها «الحزب»، في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لدعم قطاع غزة، الخسائر الاقتصادية والبشرية التي أصابت جنوب لبنان، بينما لا تزال النتائج السياسية غير واضحة، رغم تأكيد «الحزب» أنه خفَّف الضغط عن القطاع، ولن يوقف الحرب في الجنوب، قبل وقف الحرب في غزة، مستنداً إلى «ضغوط» فرضتها الحرب على إسرائيل، وأبرزها نزوح عشرات الآلاف من الشمال، وتوقف النشاط الزراعي والصناعي على الحدود مع لبنان.
في لبنان، تم توثيق أكثر من 530 قتيلاً، و2180 إصابة، ونحو 100 ألف نازح من البلدات الحدودية، بينما تقدِّر المؤسسات الحكومية اللبنانية وجود 1900 وحدة سكنية مدمَّرة بالكامل، و1500 وحدة سكنية تعرضت لأضرار بالغة، و5600 وحدة سكنية تعرضت لأضرار طفيفة. وتضررت إثر الحرب 220 منشأة صناعية وتجارية، كما منعت الحرب المزارعين من زراعة 17 مليون متر مربع من الأراضي الزراعية.
وأدَّت الحرب إلى خسائر زراعية لحقت بـ3 ملايين و200 ألف متر مربع تعرَّضت لحرائق، وطالت بساتين الزيتون والحمضيات والمناطق الحرجية. أما خسائر «الحزب» البشرية، فناهزت الـ404 مقاتلين، بينهم 3 قياديين بارزين، وعلى رأسهم القائد العسكري المركزي فؤاد شكر.
***************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية: وقائع من النقاشات مع الموفدين .. ومسؤول غربي يستبعد الحرب.. ودعوات لتجنّب الدمار الشامل
تتفق كلّ القراءات والتحليلات على أنّ الساعات او الأيام المقبلة مفصلية، واخطر ما فيها أن لا أحد قادراً على تحديد الوجهة التي ستسلكها المنطقة. ومع طغيان اللغة الحربية، وضعفِ محاولات احتوائها وتخفيف وطأتها ونزع فتيل الحرب قبل اشتعاله، تتعاظم الخشية من أن يفلت الزمام وتكبر كرة النار وتتدحرج على كلّ المنطقة. وأمام انعدام الرؤية، يصبح الترقّب ساعة بساعة ويوما بيوم، لما هو غير منظور في الأفق من تطورات وربما مفاجآت ليست في حسبان أيّ طرف من أطراف الصراع.
التهديدات والاستعدادات والاستنفارات من إسرائيل إلى إيران وصولا اليمن، وما يرافقها من ارتفاع في وتيرة المواجهات على جبهة جنوب لبنان، توحي بأن كل هذه الجبهات باتت على بُعدٍ قريب جدّا من لحظة كبس زرّ التفجير الشامل. واللبنانيون الذين ذاقوا مرارات الحروب ومآسيها، في حال انكشاف كامل، يُقرأ في وجوههم ارباكٌ ما بعده ارباك، وخوفٌ من السقوط في تجربة حربية جديدة، ولهاثٌ محموم للبحث عن سبل النجاة منها إن وقعت.
الحرب واقعة .. ولكن!
بعض المقاربات للتطورات المتسارعة في المنطقة، تحسم فرضيّة انّ الحرب واقعة، ربطاً بردّ إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “ح” اسماعيل هنية على اراضيها، وردّ “الحزب” على العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية واغتيال أحد أكبر قيادييه فؤاد شكر وايضا الرد اليمني على الاستهداف الاسرائيلي لمرفأ الحديدة في اليمن. وكذلك ربطا بالرد الاسرائيلي على هذه الردود. ولكن على الرغم من اتسام هذه الفرضيّة بالواقعيّة، إلّا أنّ ما تمرّره الدول عبر القنوات الديبلوماسية والسياسية والأمنية المفتوحة في اتجاه لبنان، من رسائل وتقديرات، يعاكس الجو الحربي.
تهيّب من الحرب
ويبرز في هذا المجال ما أكده مرجع أمني كبير لـ”الجمهورية” حول وجود ما سماها “معطيات استخبارية” تؤكّد أنّ اللغة الحربيّة المتصاعدة بوتيرة عنيفة، مضبوطة تحت سقف محاذرة كلّ الأطراف الإنزلاق إلى حرب واسعة، ويتجلّى ذلك بوضوح في حال الترقّب السائدة على كلّ الجبهات، وتجنّب كلّ أطراف الصراع الاقدام على اي خطوة تصعيدية”.
وبناء على هذه المعطيات، يقول المرجع الأمني الكبير:” واضح ان كل الأطراف متهيّبة من الحرب ومخاطرها. واستتباعا لذلك، فإنّ ما يجري التلويح به من ردود مؤجلة او معجلة التنفيذ من قبل ايران و”الحزب”، وردود من قبل اسرائيل على الردود، مضبوط بدوره تحت هذا السقف. إلّا أنّ ذلك لا يلغي احتمال خروج الأمور عن السيطرة ربطا بخطأ في الحساب أو التقدير، أو بصاروخ طائش يوجّه الأمور نحو دحرجة الى حرب صعبة”.
رسائل متبادلة
ووفق معلومات موثوقة لـ”الجمهورية” فإنّ مسؤولاً أمنيّاً غربيّاً رفيع المستوى زار بيروت في الفترة الاخيرة، ونقل إلى كبار المسؤولين مخاوف بلاده مما سماه “التصعيد الخطير والمتنامي” على جبهة جنوب لبنان. وان بلاده تشجّع كل جهد من قبل لبنان يقود الى خفض التصعيد، وفي ذلك مصلحة كبرى للبنان”.
وبحسب مصادر المعلومات فإن المسؤول الامني الغربي الرفيع نقل ما بدت انها رسالة واضحة تتضمن تأكيدا من جهة، على القرار 1701 كضابط للأمن والاستقرار في منطقة الحدود، وتحذيرا من مخاطر الحرب، وتنبيها للاطراف من ان لا مصلحة لأحد في التصعيد وانزلاق المواجهات الى حرب واسعة”. وابرز ما فيها دعوة مباشرة للبنان إلى أن يبادر إلى خطوات تضيّق من احتمالات الحرب، ومحاولة ثني “الحزب” عن القيام بأيّ فعل من شأنه أن يتسبب في تصعيد الموقف أكثر”.
واشار الى انّ بلاده تتفهم مخاوف كل الاطراف، وتضع أمن واستقرار لبنان في قائمة اولوياتها، وفي الوقت ذاته ترى انّ له مصلحة اكيدة في خفض التصعيد والانخراط في حل سياسي ينهي الوضع القائم، وتتشارك في ذلك مع حلفائها، وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية. ونحن نرى أن فرص هذا الحل ممكنة. وفي لقاءاتنا مع المسؤولين الاسرائيليين لمسنا جدية في انهم راغبون في الوصول حل للتصعيد مع لبنان بالوسائل الديبلوماسية”.
على أنّ ما لفت الانتباه في مقاربته للتطورات الاخيرة في المنطقة والترقب للردود العسكرية على اسرائيل، قوله: ان الحرب إن وقعت، قد لا تبقى محدودة ومحصورة ضمن نطاق معين، بل قد تتطور الى حرب دمار شامل تتمدّد تداعياتها وتأثيراتها في كل الاتجاهات، ونخشى ان يكون لبنان اكثر المتضررين. وهذا الوضع بالتأكيد مبعثٌ للقلق ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على مستوى العالم. ومن هنا فإن الجهود منصبّة، وبدفع قوي من قبل الولايات المتحدة، على تجنّب الحرب. وثمّة ما يعزز فرضيّة استبعاد هذه الرسائل. كاشفا عما سماها رسائل مباشرة وغير مباشرة يتم تبادلها عبر قنوات مختلفة، وتعكس بوضوح رغبة الأطراف في عدم دحرجة الأمور الى حرب”.
وقائع المناقشات
الى ذلك، اطلعت “الجمهورية” على خلاصة تقرير تضمن وقائع من نقاشات ومداولات تمت بصورة مباشرة او عبر اتصالات هاتفية بين مسؤولين لبنانيين، ومستويات دولية سياسية وديبلوماسية.
يلحظ التقرير “تأكيد المسؤولين على ما يلي:
اولا، الالتزام الكلي بمندرجات القرار 1701.
ثانيا، إن لبنان لم يكن يوما في موقع الراغب في الحرب، ولا الانجرار اليها، وهو ما يؤكده أداء المقاومة في الجنوب التي ما زالت ملتزمة التزاما كليا بقواعد الاشتباك رغم تعمّد اسرائيل خرق هذه القواعد واستهداف المدنيين والاعلاميين وعمق المناطق اللبنانية. كما حصل في الضاحية الجنوبية، وما زال يحصل يوميا في مناطق لبنانية اخرى.
ثالثا، في ما خص الحل السياسي المقترح للمنطقة الجنوبية، فإن هذا الحل مرتبط ارتباطا وثيقا بوقف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.
رابعا، إنّ لبنان هدف دائم للعدوانية الاسرائيلية، والشواهد لا تحصى عن الاجتياحات وما ارتكبته وترتكبه من جرائم واعتداءات وخروقات فاضحة للقرار 1701. وكل ذلك يجري امام انظار العالم، الذي إن لم يكن شريكا مباشرا لاسرائيل، فهو شريك لها في تغطية عدوانيتها بتبني مقولة “حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها”. وفي موازاة ذلك، للبنان الحق الكامل والواجب في مقاومة ايّ عدوان.
لا احد يرغب بالحرب
واما في الجانب الآخر، من التقرير، فيورد خلاصة طروحات المستويات الدولية، كما يلي:
اولا: ان احتمالات الحرب قائمة، وفق ما تؤشر اليه الوقائع السياسية والعسكرية، ولكن رغم ذلك، لا احد من اطراف المنطقة يرغب في الحرب.
ثانيا، ان التطورات المتسارعة في المنطقة أبرزت غياب الدور الاوروبي المؤثر او المقرر في مجريات الاحداث. واما تشجيعها على منع الانزلاق الى حرب، فمرده الى أن اوروبا المأزومة بحرب اوكرانيا، تجد نفسها مع غليان المنطقة، في موقع المتلقي للتداعيات، يسود دولها قلق عارم من حرب تلحق ضررا كبيرا في مصالحها في المنطقة، وتتمدد بتأثيراتها السلبية الى تلك الدول.
ثالثا، إنّ واشنطن متمسكة بأولوية منع الحرب. وحضورها العسكري في المنطقة يخدم هذه الغاية حصرا.
رابعا، على الارغم من الجو المشحون في المنطقة، ما زالت تعتبر أنّ الامكانية ما زالت متاحة لنزع فتيل التوترات، وفي هذا السبيل تمارس ضغوطا جدية للدفع بقوة للوصول بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، إلى اتفاق في وقت قريب جدا ينهي الحرب، وينزع فتيل التداعيات الناشئة عنها ايا كان حجمها او شكلها. (الاغتيالات والردود). ويسرّع في الوقت ذاته في بلوغ حلّ سياسي على جبهة جنوب لبنان، يوقف المواجهات، وينهي الهجمات التي يشنها “الحزب” على اسرائيل، ويساهم في إعادة سكان الجنوب والمستوطنات الاسرائيلية الى منازلهم. وواشنطن ما زالت تعتبر ان الوصول الى هذا الحل امر غاية في الصعوبة مع استمرار الحرب في غزة، ولذلك هدفها المركزي حاليا: انهاء عاجل لحرب غزة.( اعلن المتحدث باسم البيت الابيص في الساعات الاخيرة “ان المفاوضات وصلت الى مرحلتها النهائية، ونؤمن بشدة بأنها يجب أن تصل الى خط النهائية قريبا”.
خامسا، إن اعلان ايران و”الحزب” عزمهما على الرؤد الأكيد على اغتيال هنية وشكر. اخذتهما واشنطن على محمل الجد. وعززا القلق لديها من ان تجر الردود والردود المضادة الى حرب اقليمية لا حصر لاضرارها وتداعياتها. ما حملها على ايصال رسائل مباشرة الى اسرائيل، ورسائل بصورة غير مباشرة الى سائر الاطراف وتحديدا الى ايران لتجنب الحرب. (المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية اكد أن واشنطن بعثت برسائل الى ايران لحثها على الامتناع عن التصعيد). ورجح التقرير أن ايصال هذه الرسائل تم عبر وسطاء من قطر وعُمان.
سادسا، إن ردود ايران و”الحزب” على إسرائيل، اثارت قلقا جديا لدى دول العالم، وخصوصا ان ايران والحزب أكدا حتمية الرد. (في هذا الجانب، يبرز ما اشار اليه التقرير حول تخوف ابداه بعض الديبلوماسيين الاوروبيين من أن تشكل عاملا لمفاقمة التصعيد وتأجيج الصراع، اذا ما جاءت على نحو يتجاوز الرد الايراني على اسرائيل في نيسان الماضي. وبدا هذا التخوف وكأنه يستبطن دعوة الى ردود مضبوطة، تبقي الامور قيد السيطرة”.
ايران: هكذا تُمنع الحرب
وفي سياق متصل، كان لافتا ما نسب الى الرئيس الايراني مسعود بزكشيان، من “أن ايران ترى في منع الحرب وتحقيق السلام العالمي مصلحة امنية على اعلى المستويات”.
ونقلت القناة 12 الاسرائيلية “ان الرئيس الايراني قال للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون انه: اذا كانت الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية تريد حقا منع الحرب، فيجب عليها اجبار اسرائيل على وقف الابادة الجماعية في غزة وقبول وقف اطلاق النار”.
إبقاء اسرائيل قلقة
الى ذلك، ابلغت مصادر “الحزب” الى “الجمهورية” قولها أنّ توقيت ردّ “الحزب” على اغتيال، يتحدّد في اللحظة التي يتبدى فيه “الهدف الدسم”، وساعتئذ لن يتأخّر اتخاذ القرار باستهدافه. والسيّد نصرالله كان شديد الوضوح لهذه الناحية.
وبحسب المصادر فإنّ الاسرائيليين يريدون ان يعرفوا متى سنردّ، ومتى سترد ايران وكيف، وبعض الموفدين يطلبون ان يكون الرد شكليا. وما نقوله ازاء ذلك، هو أن اسرائيل ستتلقى ردا يتناسب مع حجم جرائمها، والى ان تحين لحظة الرد، ما على اسرائيل الا ان تبقى غارقة في دائرة القلق، ومطاردة بالخوف من الانتقام الآتي حتما”.
مواجهات وتهديدات
الى ذلك، اجواء التوتر الشديد مخيمة على طول خط الحدود الجنوبية، والمناطق اللبنانية المتاخمة له، في ظل اعتداءات اسرائيلية مكثفة بالغارات الجوية والقصف المدفعي لمعظم البلدات الجنوبية، توازيها عمليات مكثفة لـ”الحزب” على المواقع والمستوطنات الاسرائيلية.
في هذه الاجواء تتوالى التهديدات الاسرائيلية بعمل عدواني كبير ضد لبنان، فيما لوحظ فير الساعات الاخيرة أن وزارة الخارجية الاسرائيلية شرعت بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة للتأثير على المواطنين اللبنانيين، وتعزيز الضغوط الداخلية على لبنان؛ من خلال منشورات على الصفحة الرسمية للخارجية الإسرائيلية على منصة “إكس” باللغة الإنجليزية. وفي هذا السياق جاء في منشور صدر عن الخارجية الإسرائيلية: “إلى جيراننا في لبنان: لقد وقع بلدكم رهينة لدى “الحزب” المنظمة الإرهابية التي أحدثت الدمار والإرهاب وعدم الاستقرار في مختلف أنحاء لبنان. إنّ “الحزب” لا يشكل تهديداً لنا في إسرائيل فحسب، بل يشكل أيضاً تهديداً لسلامة وأمن الشعب اللبناني. الآن هو الوقت المناسب للتحدث بصراحة”.
وجديد التهديدات الاسرائيلية، ما جاء على لسان وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت خلال جولة له على الحدود الشمالية” حيث قال: “يمكن ان يحدث شيء، لا احد يقدر على تخيله، ويفوق المنطق. ومن المحتمل ان تتدهور هذه المعركة نحو الحرب وهذا امر واقعي وليس نظريا. ويبدو ان نصرالله يجر لبنان لدفع ثمن كبير”.
وعلى المنوال ذاته جاء اعلان قائد سلاح المدرعات الاسرائيلي “بأننا نجري تدريبات مكثفة لقوات القطاع الشمالي. وجاهزون للتحرّك اذا صدر الأمر”. فيما نشر الاعلام الاسرائيلي نشر اجواء معاكسة، حيث نقلت القناة 124 الاسرائيلية عن مصادر امنية “ان إسرائيل لن تشن ضربة استباقية على “الحزب” لأنها لا تنوي فتح حرب شاملة”.
ولفت ما ابلغه مسؤول سياسي اسرائيلي الى القناة السابعة الاسرائيلية بأن “ما تفعله إيران و”الحزب” في هذه الأيام هو ضربة نفسية خطيرة لإسرائيل، وأنا أفكر في تناول الحبوب المهدئة أو المنومة”. وذهبت اذاعة الجيش الاسرائيلي الى ابعد من ذلك، بالقول “ان المؤسسة الأمنية تعتقد أنه من الصواب عدم توجيه ضربة استباقية لإيران أو “الحزب” لأن الشرعية الدولية في أدنى مستوياتها وعنصر المفاجأة مفقود والطرف الآخر مستعد بشكل جيد والجيش الإسرائيلي مشغول بالقتال في قطاع غزة”. فيما اعتبرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية “ان أداء “الحزب” مقلق، والهجوم من لبنان قد يكون موجها ضد أهداف عسكرية وإستراتيجية في شمال البلاد ووسطها، وقد يشمل إطلاق نيران كثيفة بشكل لم تشهده إسرائيل من قبل”.
والى كل ما تقدم يضاف ما كشفه الاعلام الاميركي في الساعات الاخيرة من “ان اسرائيل منهكة، وليس لديها ذخائر كافية لصد ردّ “الحزب” وايران”. ونقل صحيفة “بوليتيكو” الاميركية عن مسؤول اميركي قوله: من غير الواضح ان كان جيران اسرائيل العرب سيساعدون في صد الهجوم”.
********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
لبنان يدخل «ساعات الردّ».. ومفاوضات «الصفقة» تُسابق الانفجار!
خطة الطوارئ تُفْجَع بـ«نكبة الكهرباء».. وخروج أبي رميا يكشف التيار الوطني الحرّ
كل ما يجري على الجبهات، ماخلا الحرب التي اعتاد عليها المراقبون من أنها جبهات اسناد، وفقاً لقوعد الاشتباك المعمول بها، لا يخرج عن كونه إما «ضرب في الرمل» أو ذهاب إلى طرائق الاحتمال والظن والتخمين والمتوقع، المسبوق بحرف «قد» والذي يفيد الشك والقلق، وليس الجزم.
ولم يخرج عن هذا المنطوق وزير دفاع اسرائيل يوآف غالانت، الذي قال من على الحدود الجنوبية مع لبنان، أنه من المحتمل أن تتدهور معركة الجنوب نحو الحرب، متهماً السيد نصر الله بأنه يجر لبنان لدفع ثمن كثير.
وفي دائرة التسابق على إظهار نوايا الحرب والعدوان، قال رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي أن جيشه على أقصى درجات الاستعداد للهجوم سريعاً على أي مكان في لبنان أو غزة أو الشرق الاوسط.
وأبلغ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، رئيس حكومة اسرائيل، خلال اتصال جرى بينهما أنه: إذا اندلعت حرب عند الخط الازرق بين لبنان واسرائيل ستكون نتائجها مدمرة.
ورأت الاوساط الدبلوماسية والسياسية في الاعلان الاميركي عن أن وقف النار،بعد تقديمه عرض جديد كإطار لصفقة تبادل الاسرى، يأتي في إطار السعي لاحتواء التوتر على ضفتي الحدود بين لبنان واسرائيل، وايران واسرائيل ومعها الولايات المتحدة، فضلاً عن الحرب المستمرة في غزة.
وتتحدث الاوساط عن أنه وراء الكواليس تنشط مفاوضات جدية تقودها الولايات المتحدة، تتضمن «عدم رد الحزب وايران على العدو الاسرائيلي، مقابل إعلان توقف النار في غزة ولبنان واتمام صفقة التبادل.
وهذه المعلومات يؤكدها قيادي محوري في المقاومة لكنه قال لـ «اللواء» إن المحور يرفض هذه المقايضة، وإن الرد حتمي.
وأضاف القيادي أن المحور ذاهب للرد للنهاية، وعلى كل الوسطاء والقوى الاقلمية ترتيب أوراقهم على هذا الاساس بدون أن يعني المساس بجوهر معركة الاسناد وهو وقف العدوان الاسرائيلي على غزة هذا من جهة، ومن جهة اخرى، التأكيد للوسطاء أن أي مفاوضات تبدأ بعد الرد وليس قبله.
وفي الاطار السياسي، طالب مجلس المطارنة في بيان له، الرئيس نبيه بري بالدعوة إلى عقد جلسة نيابية بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، ودعوا الكتل النيابية للمشاركة في هذه العملية الدستورية.
وجاءت المطالبة من زاوية مواجهة الاخطار التي تهدد الوطن وهول الحرب الدائرة في الجنوب، ووجوب أن تكون الدولة حاضرة بكل مؤسساتها لمواجهة هذا الواقع المصيري.
خطة الطوارئ والتجهيزات
وحضرت الاعمال التجهيزية للوزارات لمواجهة احتياجات الوضع في ظل الحرب، اجتماعات السراي، فعقد الرئيس نجيب ميقاتي اجتماعاً مع وزيري الاشغال والبيئة علي حمية وناصر ياسين، مع الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، لمواجهة الاوضاع ومراجعة جهوزية الوزارات والادارات اللبنانية.
وكشف ياسين أن 5 مواضيع نوقشت:
الاول: موضوع الايواء وكيفية تحسين وتجهيز مراكز الايواء.
الثاني: يتعلق بالصحة وتم عرض الوضع وجهوزية الوزارة بالنسبة للمستشفيات والمراكز الصحية.
الثالث: يتعلق بملف الغذاء، وتم التأكيد من قبل مستوردي الاغذية في السوبر ماركت ان المواد الغذائية مؤمنة وان الوضع الحالي طبيعي من ناحية الكميات الموجودة وخوصوصاً التوريد، وليس هناك اشكالية حول هذا الموضوع بتاتاً. ولكن، في اطار السيناريوهات التي يتم وضعها ناقشنا كيفية ايصال المواد الغذائية إذا حصل توسيع للاعتداءات وتعزيز جهوزية كل الهيئات التي تعنى بموضوع الغذاء، خصوصاً ايصال المواد الغذائية إلى جميع المواطنين في لبنان.
الرابع: يتعلق بموضوع الفيول، وهو متوفر حالياً ولا يزال وضعه طبيعي وخصوصاً التوريد لا يزال يعمل بشكل طبيعي، ولكن ناقشنا تأمين البنزين والمازوت خصوصاً لاربعة قطاعات استراتيجية واساسية وهي الافران والمستشفيات ومحطات ضخ المياه والسنترالات ومراكز «أوجيرو».
لكن ما طرح على وضعية الكهرباء، وفي هذا الوقت بالذات أصاب خطة الطوارئ «بفجيعة» لجهة العتمة المحدقة بالبلاد، في هذا الظرف الحساس على المستويات كافة.
الكهرباء ومخاطر العتمة جدية
كهربائياً،أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، خروج معمل دير عمار عن الخدمة بالكامل من جراء نفاد خزينه من مادة الغاز أويل بالكامل، مضيفة أنه لم يبق في الخدمة سوى مجموعة وحيدة في معمل الزهراني من أجل تغذية المرافق الحيوية الرسمية، ويمكن أن تخرج من الخدمة يوم السبت 17 آب الجاري.
لكن وزير الطاقة والمياه وليد فياض وكعادته،قفز عن الازمة التي يتحمل الجزء الاكبر منها، وقال: لبنان على موعد مع انفراجة هائلة بانتظار التبليغ الرسمي بوعد تحميل الفيول الاسود العراقي ومع وصوله يمكن توفير تغذية يومية تتراوح بين 5 و 6 ساعات يومياً، خلال اسبوعين.
وأشار إلى أن هذا الفيول يعتبر الشريان الحيوي للكهرباء ويستبدل بالغز اويل، في خطوة ستعيد الحياة إلى قطاع الطاقة في البلاد.
الاستقالة – الصدمة
سياسياً، مُني التيار الوطني الحر برأي المراقبين بضربة جديدة تناولت جسمه التنظيمي باعلان نائب جبيل سيمون ابي رميا خروجه من «الإطار التنظيمي للتيار الوطني الحر» لكن أبي رميا استدرك: سأبقى مخلصاً للمبادئ الوطنية «كما أسماه بالحياة السياسية التي رافقتها طويلاً.
تحقيقات مع رجا سلامة
قضائياً، وجّه القضاء الفرنسي أمس اتهاماً لرجا سلامة، شقيق حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، في اطار تحقيقات أجريت في قضية تتعلق بأموال غير مشروعة.
واستمع المحققون بالمحكمة القضائية في باريس إلى سلامة يومي الاول والثاني من آب، وفي نهاية الاستجواب اتهم سلامة بالتآمر الجنائي لارتكاب جرائم تشمل اختلاس أموال عامة من موظف عام والخيانة الجسيمة للامانة،والفساد، وغسل الاموال ضمن مجموعات منظمة.. وألزم رجا سلامة بدفع كفالة مع وضعه تحت المراقبة القضائية لكن محاميه قال ان سلامة أبلغ المحققين أنه لم يرتكب أدنى جريمة..
الوضع الميداني
ميدانياً، حتى ان الاطفال في بيروت والضاحية شعروا بأن خرق جدار الصوت، هو عمل اسرائيلي لم يخيفهم ، اليوم الثالث أو الرابع على التوالي.
أما على الجهة العسكرية، فبدأ نهار أمس باغتيال الشهيد حسن فارس جشي مع رفيق له هو محمد حسن شوم، وسقوط 7 جرحى في جويا..
وردت المقاومة الاسلامية باستهداف موقع المالكية كما شنت هجوماً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مرابض العدو في الزاعورة.
**************************
افتتاحية صحيفة الديار
اكبر المعارك ستحصل بين المقاومة والاسرائيليين وهدف اسرائيل حرب اميركية ــ ايرانية
الرئيس الايراني لماكرون: الحل يكون بوقف الابادة الجماعية واطلاق النار في غزة – المحلل الاستراتيجي
سيشهد الشرق الاوسط حربا كبيرة بين مقاومة “الحزب” والجيش الاسرائيلي على الحدود الجنوبية للبنان مع الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة ولم تحصل مثل هذه الحرب في السابق الا في حرب 1973 عندما شن الجيش العربي السوري والجيش المصري هجومهما على الجولان واستطاعا خرق الجبهة الاسرائيلية كما استطاع الجيش المصري عبور قناة السويس مما هدد الامن الوجودي في اسرائيل وهددت يومها رئيسة وزراء اسرائيل غولدمائير باعلان الاستنفار النووي الا ان وزير الخارجية الاميركي هنري كيسنجر وصل الى تل ابيب فورا وابلغها انه يجب وقف الاستنفار النووي وان جسرا جويا ضخما من القواعد الاميركية في المانيا وفي الولايات المتحدة للجيش الاسرائيلي يجعل الانتصار على الجيشين المصري والسوري مؤكدا وهذا ما حصل.
اليوم نرى المشهد ذاته ف”الحزب” اعد لهذه المعركة العدة الكاملة وقواته تصل الى ما بين 70 الف مقاتل الى حدود 200 الف وكلهم مدربون ومقاتلون سواء في الحروب السابقة ام في التدريبات ام في حرب سوريا ام في التدريب المتواصل في العراق وايران وبالنتيجة مجموع القوة التابعة للحزب تصل الى 100 الف مقاتل مزودين بصواريخ مضادة للدروع وباسلحة فردية ورشاشات ثقيلة وصواريخ مضادة للدبابات وقدرة على الانتقال بسرعة على خطوط الجبهة وستكون قوة “الحزب” مدعومة بشبكات صاروخية تنتقل من الاراضي اللبنانية يكون مداها قصيرا وبعيدا والقصير سينصب على القوى التي يواجهها “الحزب” امامه في الحرب وتكون على مسافة قصيرة منه لا تزيد عن 10 كيلومترات اما على المدى البعيد فستكون الحرب الصاروخية تشمل من حدود رأس الناقورة الى جبل الشيخ كجبهة قتالية كاملة وفيها الوية من النخبة لدى “الحزب” اهمها قوة الرضوان وقوة اخرى غير معروف اسمها لكنها تضاهي قوات الرضوان للاشتباك والعمليات الحربية وسيكون بمقدار مقاومة “الحزب” اطلاق 3 الاف صاروخ يوميا او مقذوف جوي، بالاضافة الى صواريخ باليستية وصواريخ ذكية ومقذوفات نارية من عيار غراد وكاتيوشا تطلق بمعدل 80 صاروخا دفعة واحدة.
اما من الجهة المقابلة فان الجيش الاسرائيلي حشد 75 الفا من جيشه بين ضباط ورتباء وجنود ولديهم دبابات من طراز ميركافا 4 م وحاملات جنود من طراز نمر وقد جربت في الماضي في حرب 2006 الصواريخ الروسية كورنت حيث فعلت فعلها في مجرزة الدبابات الاسرائيلية وما سمي يومها مجزرة ناقلات الجند الاسرائيلية لكن الفارق الكبير هو سلاح الجو الاسرائيلي فمقاومة “الحزب” لديها مدفعية بعيدة المدى وصواريخ مضادة للدروع والدبابات والجيش الاسرائيلي لديه هذه الاسلحة انما الجيش الاسرائيلي مقابل “الحزب” لديه مئات الطائرات الحربية القادرة على القصف الجوي بقنابل ثقيلة جدا زودتها بها الولايات المتحدة من وزن 600 رطل وربما 1000 رطل ولكن هذه النقطة كانت موضع خلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة حيث توقف الرئيس الاميركي بايدن عن تسليم قنابل الالف رطل وبقي هذه الموضوع طي الكتمان لكن مئات الطائرات الاسرائيلية قادرة على فعل الخرق في القتال انما المقاومة لديها انفاق تحت الارض اكبر واعمق من انفاق غزة وتستطيع السير باليات داخل الانفاق وهي محصنة جدا ولا يستطيع العدو الاسرائيلي اكتشافها ولدى “الحزب” عمق استراتيجي كبير يختلف عن العمق الاستراتيجي لقطاع غزة فقطاع غزة محاصر من كل الجهات وليس فيه جبال ووديان بيما التضاريس وطبيعة لبنان هي مليئة بالجبال والوديان وتضاريسه مؤلفة من صخور قاسية والانفاق تمتد ربما من جنوب لبنان الى مدينة الهرمل على بعد 240 كيلومترا على اقل تقدير وهي عميقة ولا تستطيع صواريخ اسرائيل الاميركية اكتشاف هذه الانفاق وضربها وعلى كل حال الفرق الاكبر هو في قتال الفرد او العنصر القتالي لدى “الحزب” ولدى الجيش الاسرائيلي.
معروف انه نتيجة معارك قطاع غزة دخل الى المستشفيات للعلاج النفسي اكثر من 11 الف ضابط ورتيب وجندي اسرائيلي بعد ازمات نفسية نتجت عن دخولهم معارك واشتراك في قتال قوي جدا بينما المقاتل في “الحزب” يفتش عن الشهادة ولا يخاف ويقتحم في كل مكان وهذا هو عمق وقوة عنصر “الحزب” ومقاتليه.
هدف اسرائيل جر ايران الى حرب مع الولايات المتحدة
اما القيم الاميركية والاخلاقية التي تتحدث عن حقوق الشعوب فان الولايات المتحدة تدعم اغتيال قائد سياسي على فراش سريره كما حصل مع الشهيد اسماعيل هنية وتدعم اغتيال الشهيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية وهو في غرفة نومه بصواريخ ادت الى قتل 9 مدنيين وجرح اكثر من 72 مدنيا بينهم نساء واطفال ومع ذلك تأتي الولايات المتحدة وتحشد اساطيلها من حاملات طائرات ومدمرات حربية كانها حاملات لجامعات ثقافية علمية على ظهرها اساتذة لعلوم الاخلاق والانسانيات مثل جامعة هارفرد وجامعة اوكسفورد في بريطانيا حيث يتم دراسة العلوم العليا بينما بالفعل اميركا تحشد الة القتل وحاملات الطائرات و22 مدمرة وسفينة حربية وكل هذا الحشد هو لدعم اسرائيل وتغطية عدوانها على ايران وعلى لبنان.
الولايات المتحدة سقطت اخلاقيا ومهما جلبت من الاساطيل فلن نخضع ولن يخضع لها احد والقبة الحديدية الاسرائيلية التي لم تعد تعمل جيدا اصبحت بحاجة الى قبة حديدية اميركية تكملها قبة حديدية عربية ايضا ومن دول عربية لحماية اجواء الكيان الصهيوني وعلى كل حال الخطة الصهيونية هي قبل ان تستكمل ايران قواتها العسكرية والصاروخية ان تزج بايران في حرب مع الولايات المتحدة وتعطل نهضة القوى الايرانية ومنعها من الحصول على اي احتمال لتقدمها في تخصيب اليورانيوم والحصول على المادة النووية لاسباب علمية وطبية. وبالنتيجة اذا بقي الامر هكذا بحصار دائم على ايران واسرائيل تملك السلاح النووي واميركا تطوق ايران، فلا بد ان تملك ايران سلاحا نوويا مهما كلف الامر والامر يعود الى الولايات المتحدة واسرائيل فاما عليهما ان يتراجعا عن العدوان على ايران واما عليهما ان يتحملا العواقب وكوريا الشمالية ليست افضل من ايران وهي التي حصلت على السلاح النووي كاملا مع كافة الصواريخ اللازمة لاستعمال هذا السلاح النووي.
الرئيس الايراني يتصل بالرئيس الفرنسي ماكرون
وفي مبادرة ديبلوماسية لها معنى كبير وقد تخفف من حدة الحرب او توقف احتمالات الحرب الكبرى فان الرئيس الايراني اتصل بالرئيس الفرنسي ماكرون وتداولا بالوضع في الاقليم وذكرت وكالة الانباء الايرانية ان موقف الرئيس الايراني الذي ابلغه للرئيس الفرنسي هو اذا كانت الولايات المتحدة والدول الغربية تفتش عن الاستقرار فعلى اسرائيل وقف الابادة الجماعية وعليها وقف اطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة وعندها يمكن البحث بحصول الاستقرار انطلاقا الى خطوات اخرى.
الرئيس الفرنسي سينقل موقف الرئيس الايراني الى رؤساء الدول الاوروبية وسيتصل ايضا بالولايات المتحدة وبالرئيس جو بايدن شخصيا.
الرعب والهلع يجتاحان المستوطنين في شمال فلسطين من حيفا الى حدود لبنان
في هذا الوقت يعيش المستوطنون الصهاينة هلعا ورعبا في مدنهم ومستوطناتهم من حدود لبنان الى شمال فلسطين وصولا الى حيفا وخاصة في نهاريا وعكا لكن بدأت الامور تتطور وصولا الى مدينة حيفا الكبرى وطلبت السلطات الاسرائيلية منهم ان يبقوا قريبين من ابواب الملاجىء بشكل اذا حصل اي طارىء او حادث يستطعون فورا الدخول الى الملاجىء وقد ظهر على المستوطنين الاسرائيليين حالة هلع ورعب كبيرة لانهم يشعرون ان الحرب كبيرة هذه المرة وخطيرة عليهم ونسبة لقناة تلفزيونية عربية فان 270 الف اسرائيلي تركوا هذه المناطق منذ 7 اوكتوبر وحتى اليوم وكانت الدفعة الاولى بحدود 120 الف مستوطن والان زاد العدد من نهاريا وعكا وكل القرى المحيطة بهما الى 150 الفا.
اعد العدو الاسرائيلي 50 طائرة حربية تحلق بالاجواء بشكل دائم كما قام بتجهيز راداراته لاعتراض المسيرات التابعة للحزب والصواريخ التابعة له ايضا لانه قبل يومين في حادثة نهاريا سقط صاروخ للقبة الصاروخية الاسرائيلية وادى الى جرح 13 مواطنا اسرائيليا.
الرد من قبل “الحزب” ات لا محالة ولن يستطيع احد ايقافه ويقول “الحزب” ان دولا كثيرة تحاول الاتصال به وتهدئة الاجواء لكن عندما قاموا بقصف الضاحية واستشهد الشيخ صالح العاروري ولم نرد برد صاروخي على الكيان الصهيوني ارتكبوا عدة اعتداءات وبقينا ضمن حدود المعقول اما اليوم فردنا ات كما صرح سماحة السيد نصرالله ومما قاله سماحة السيد الايام والليالي والميدان بيننا والان الكلمة للميدان.
************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
المنطقة بحال انتظار وخوف والردّ أصبح قريباً
غداة خطاب السيد نصرالله الذي لم يحمل اي مؤشرات الى موعد رد الحزب على اغتيال ابرز قادته فؤاد شكر، والذي اتّسم بعبارات لا تدل على رد متهوّر قوي قد يشعل المنطقة، بل على العكس، بقيت اجواء الاستعداد للأسوأ مسيطرة على الحركتين المحلية والديبلوماسية.
التهيؤ لأي طارئ
في السياق، رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس سلسلة اجتماعات وزارية في اطار مواكبة الاوضاع الراهنة ومراجعة جهوزية الوزارات والادارات اللبنانية في حال حصول اي طارئ. وفي هذا الاطار اجتمع رئيس الحكومة مع وزيري البيئة ناصر ياسين والاشغال العامة والنقل علي حمية والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى. بعد الاجتماع قال الوزير ياسين “عرضنا نتائج الاجتماع الموسّع لـ”لجنة ادارة الأزمات والكوارث” الذي انعقد في السرايا اليوم لعرض الجهوزية وتعزيزها في حال توسع الاعتداءات الاسرائيلية. وتمت دعوة كل الوزارات والإدارات الرسمية وكذلك المنظمات الدولية الشريكة بتنفيذ خطة الطوارئ والنقابات الأساسية من نقابة مستوردي الغذاء وغيرها، وتمت مناقشة خمس نقاط اساسية: النقطة الاولى: موضوع الإيواء وكيفية تحسين وتجهيز مراكز الإيواء، وهذا ما تم العمل عليه مع وزارة التربية والمنظمات الأنسانية الشريكة.أما الموضوع الثاني فيتعلق بالصحة وخطة الطوارئ التي تعمل عليها وزارة الصحة، وتم عرض الوضع وجهوزية الوزارة بالنسبة للمستشفيات والمراكز الصحية. الموضوع الثالث فهو يتعلق بملف الغذاء وتم التأكيد من قبل مستوردي الأغذية بالسوبرماركت بان المواد الغذائية مؤمنة، وان الوضع الحالي طبيعي من ناحية الكميات الموجودة وخطوط التوريد، وليس هناك اشكالية حول هذا الموضوع بتاتاً، ولكن في اطار السيناريوهات التي يتم وضعها ناقشنا كيفية إيصال المواد الغذائية، إذا حصل توسع للاعتداءات وتعزيز جهوزية كل الهيئات التي تعنى بموضوع الغذاء، خاصة لتوصيل المواد الغذائية الى جميع المواطنين في لبنان. اضاف: اما النقطة الرابعة فهي تتعلق بموضوع الفيول وهو متوفر حاليا ولا يزال وضعه طبيعيا وخطوط التوريد لا تزال تعمل بشكل طبيعي، ولكن ناقشنا تأمين البنزين والمازوت خاصة لأربعة قطاعات استراتيجية واساسية وهي الافران والمستشفيات ومحطات ضخ المياه والسنترالات ومراكز اوجيرو.
تحذيرات
في الغضون، نقلت رويترز عن متحدث باسم الخارجية الألمانية “أننا ندعو المواطنين الألمان مرة أخرى إلى مغادرة لبنان بشكل عاجل”. وكانت أعلنت شركة “لوفتهانزا” الألمانية، في وقت سابق من اليوم، عن “تعليق جميع الرحلات إلى تل أبيب وطهران وبيروت حتى 13 آب”. ايضا، أعلنت السفارة الأميركية في بيروت، أنه يُمكن للأميركيين الراغبين بمغادرة لبنان التقدم بطلب للحصول على قرض مالي تحت عنوان “العودة إلى الوطن”. وكتبت السفارة في منشور عبر منصة “إكس”: “يُمكن للمواطنين الأميركيين المعوزين الذين يحتاجون إلى مساعدة للعودة إلى الولايات المتحدة التقدم بطلب للحصول على قرض العودة إلى الوطن”. وكانت السفارة قد دعت في وقت سابق رعاياها في لبنان إلى المغادرة، وطلبت من الذين لا يستطيعون المغادرة “التحضّر لأخذ ملاجئ في أماكن وجودهم لفترات طويلة”.
المطارنة الموارنة
في المواقف من التطورات، سجل المطارنة الموارنة عقب اجتماعهم الشهري “تخوفهم من انعكاسات الحرب في غزة وجنوب لبنان وما قد تقود إليه من تصعيد شامل لأعمال العنف بإرادة أجنبية ولمصالح لا تمت إلى الوطن بصلة، فيما يعرف القاصي والداني أن الحل الوحيد الذي يأتي بالهدوء وبنوع من الإستقرار يبقى في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وخصوصا القرار 1701”. اضافوا في بيان “أمام الأخطار التي تهدد الوطن وهول الحرب الدائرة في جنوب لبنان، ولأن الدولة يجب أن تكون حاضرة بكل مؤسساتها وأجهزتها لمواجهة هذا الواقع المصيري، نجدد مطالبة رئيس مجلس النواب نبيه بري بالدعوة إلى عقد جلسة نيابية بدورات متتالية حتى إنتخاب الرئيس، كما يدعون كل الكتل النيابية للمشاركة في هذه العملية الدستورية الأساسية”.
أزمة كهرباء؟!
حياتيا، اعلنت مؤسسة كهرباء لبنان انه “إلحاقًا ببيان مؤسسة كهرباء لبنان تاريخ 27/07/2024، سيما في ما يتعلق بالإجراءات الاحترازية الوقائية المتخذة من قبل المؤسسة لجهة توقيف مجموعة إنتاجية في معمل الزهراني لإطالة فترة عمل المجموعة الأخرى فيه، وحيث أنه لم يتم تخصيص لغاية تاريخه، أي شحنة بموجب اتفاقية المبادلة المبرمة ما بين كل من الجمهورية العراقية والجمهورية اللبنانية، ليتم مبادلتها من قبل وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، بشحنة من مادة الغاز أويل لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، لا خلال شهر تموز الفائت، ولا لشهر آب الحالي حتى تاريخه، وإلى حين حل المسألة مع الجانب العراقي من قبل المعنيين بصورة نهائية، وإزاء هذا الوضع الخارج عن إرادة ومسؤولية مؤسسة كهرباء لبنان بالكامل، تفيد المؤسسة بأنه قد تم خروج قسريًا فجر يوم الأربعاء الواقع فيه 07/08/2024، معمل دير عمار عن الخدمة بالكامل جراء نفاذ خزينه من مادة الغاز أويل بالكامل، ولا يزال يتبقى فقط في الخدمة مجموعة وحيدة في معمل الزهراني من أجل تغذية المرافق الحيوية الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، سجون، إلخ)، علمًا أنه من المرتقب أن تخرج تلك الأخيرة أيضًا عن الخدمة يوم السبت الواقع فيه 17/08/2024 على أبعد تقدير”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :