افتتاحية صحيفة الأخبار:
«القرص» اللبناني من «العرس» الأميركي: من يخلف هوكشتين وكيف تكون مواجهة حزب الله؟
قبل سنوات، لمعَ اسم المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين راعي اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وكيان الاحتلال في فلسطين المحتلة. كانَ المطلوب من الرجل استكمال مهمته بترسيم الحدود البرية وحل النقاط المتنازع عليها، قبلَ أن تؤدي عملية «طوفان الأقصى» وفتح جبهة الجنوب إلى تعديلات تطلّبت منه التدخل لمنع تدحرج الأمور في اتجاه حرب كبيرة بين لبنان وإسرائيل. ومنذ تسعة أشهر، تحوّل هوكشتين إلى «المرجعية» التي تعود إليها شخصيات لبنانية لاستكشاف خطورة الوضع، وتجاوز دوره أدوار باقي المبعوثين وحتى سفراء الخماسية إلى حدّ جعل دور هؤلاء هامشياً وبلا فعّالية.مع نجاة الرئيس السابق دونالد ترامب من محاولة اغتيال وانسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي، بدأ العالم ينظر إلى ترامب على أنه الرئيس المقبل للولايات المتحدة، وتزداد الخشية في بيروت التي بدأت القوى فيها تستذكر «العنف السياسي» الذي تعامل به ترامب مع لبنان خلال ولايته الرئاسية التي لا يتذكّر منها اللبنانيون سوى بأنها «فترة الحصار والعقوبات عليه وبداية انهياره وتدمير عهد الرئيس ميشال عون». وبما أن المؤشرات حتى الآن توحي بفوز ترامب، فقد بدأ ذلك يرخي بظلاله على المشهد الداخلي المشغول بأسئلة عدة، ربطاً بالتطورات أهمها: كيف سيتعامل ترامب مع الساحة اللبنانية على المستويين السياسي والأمني؟ ومن هو الفريق الذي سيتولى الملف اللبناني؟ ما هو مصير هوكشتين ومن سيكون خلفه؟
تبدأ مراجعة تجربة لبنان مع عهد ترامب بالعودة إلى خطة وزير خارجيته مايك بومبيو ذات المراحل الخمس التي تبدأ بالفراغ السياسي وتنتهي بعدوان إسرائيلي على المقاومة، ما يؤدي إلى انهيار مالي واقتصادي وأمني. وهي الخطة التي وُضعت موضع التنفيذ عام 2019 مع استقالة سعد الحريري إثر انتفاضة «17 تشرين» وما تبعها من إغلاق المصارف وحبس أموال المودعين وتتالي الانهيارات، ومحاولة تفجير الوضع الأمني في أكثر من مكان وموقع على الأرض اللبنانية.
قبل ذلك وبعده استخدمت أميركا سيف العقوبات ضد وزراء لبنانيين تارة بحجة العلاقة مع حزب الله (علي حسن خليل ويوسف فنيانوس) وأخرى بحجة الفساد (النائب جبران باسيل)، فضلاً عن إدراج مصرف «جمال ترست بنك» على لائحة العقوبات في إطار «محاربة أنشطة حزب الله غير الشرعية في لبنان». وسبق كل ذلك، توقيع ترامب قانوناً أقرّه الكونغرس يفرض عقوبات إضافية على الحزب، ووصل الأمر حينها، إلى حد التهديد بفرض عقوبات على من يؤلّف حكومة مع حزب الله. كما بادرت إدارة ترامب إلى تنفيذ عقوبات وخطوات ضد سوريا في إطار قانون قيصر الذي لم يسلم لبنان من شظاياه.
ويبرز هنا اسم المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا في عهد ترامب، جويل رايبرن الذي كانَ من أبرز المُنظّرين لفكرة خنق النظام في سوريا وفرط الدولة، ويجري التداول حالياً باسمه من بين عدد من الشخصيات المرشّحة لخلافة هوكشتين. ومعروف عن الرجل عداؤه الشديد لإيران وحزب الله. كذلك عادَ اسم ديفيد شينكر «مشغّل» الفريق «السيادي» في لبنان وبعض «التغييريين»، الذين بدأوا يروّجون لعودته ومستبشرين «خيراً» باعتبار أن هذه العودة ستكون لصالحهم. وشينكر الذي سبق أن أقر بدور بلاده في تسريع الانهيار المالي في لبنان كانَ قد تحدّث عن مشروع الاستثمار الأميركي في قوى المجتمع المدني وخلق قوى بديلة في المجتمع الشيعي، وقد زار لبنان خلال توليه منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، لعقد لقاءات مع رجال أعمال وصحافيين شيعة معارضين للحزب.
وإذا كانَ من المبكر التيقّن بمن سيخلف هوكشتين، فإن مصادر بارزة قالت إن «استبدال هوكشتين هو السيناريو الأكثر رواجاً باعتباره كانَ مبعوثاً شخصياً للرئيس بايدن»، مستبعدة عودة شينكر مع التأكيد على أنه «بمعزل عن الاسم فإن جميع الشخصيات التي كانت محيطة بترامب، والتي يُحتمل أن تعود معه، معروفة بكرهها الشديد لإيران وحلفائها»، لذا فإن المسألة «ليست مرتبطة بأسماء الأشخاص بقدر ما هي مرتبطة بالسياسة العامة لهذا الفريق تجاه لبنان».
ومع احتمال فوز ترامب تتقدّم فرضية الأسوأ والأمرّ واحتمال انتقال المواجهات الحالية في الجنوب إلى حرب أكبر، كون فريق الديمقراطيين في أميركا كانَ حريصاً على عدم حصول ذلك ربطاً بحسابات تتحكّم بها الانتخابات الرئاسية، فضلاً عن أن هوكشتين كانت له حساباته الخاصة في الملف اللبناني وتتصل برغبته باستكمال ما يعتبره «إنجازاً» له. أما في حال وصول ترامب فإن سيناريو «الخنق السياسي والاقتصادي» وتوتير البلد أمنياً هو ما تتوقّعه أغلبية القوى السياسية، وجزء منها يراهن عليه متوهّماً أن ذلك سيضعف حزب الله، علماً أن التطورات في المنطقة منذ خروج ترامب من البيت الأبيض قد لا تتيح له ولإدارته استكمال السياسات التي بدآها سابقاً، ويمكن أن تقوّض رمالها المتحركة مشاريعهما التدميرية.
************************
افتتاحية صحيفة البناء
نتنياهو يبدأ زيارة لزوم ما لا يلزم لواشنطن… على قاعدة «في الحركة بركة» / السباق الرئاسيّ الأميركيّ ينطلق بين هاريس وترامب وسط خلط أوراق / حرب المدن تخيّم على جبهة الكيان مع اليمن وسط قلق من مخاطر العبور
تغيّر كل شيء من حول بنيامين نتنياهو عشية زيارته المقرّرة سلفاً لواشنطن، لإلقاء كلمة أمام الكونغرس، بدعوة من الأغلبيّة الجمهوريّة. فالوضع على جبهات الحرب والمفاوضات وداخل الكيان لم يعُد كما كان، حيث الحاجة لجرعات أقوى من الإسناد الأميركي لتلبية متطلبات مخططات الحرب، لأن نتنياهو عشية الزيارة تبنّى التصور الأميركي بالذهاب إلى المرحلة الثالثة على قاعدة الهروب من خطر المواجهة العالية الوتيرة، سواء في غزة أو مع لبنان، بعدما صار ثابتاً أن جيش الاحتلال عاجز عن مواصلة الحرب بالوتيرة العالية ويخشى من تصعيد قاتل على جبهة لبنان، ونتنياهو محاصر بين خيارين أحلاهما مرّ في الداخل، بين معارضة نشطة يدعمها شارع متحرّك تؤيّد صفقة تبادل للأسرى بأي ثمن، ومؤيدين متطرفين لا يقبلون أي صفقة توقف الحرب، حتى جاءت نقطة الترجيح من الجيش في الاجتماع الوزاري أول أمس، لصالح الصفقة لأن الأولوية هي لإنهاء الحرب. وفي العبور بين النقاط ومحاولة شراء الوقت لن تسعف رحلة واشنطن نتنياهو بتأجيل استحقاق الوقت أكثر من أيام، وليس في واشنطن ما يمكن لنتنياهو أن يأمله لتغيير معادلات الحرب والتفاوض، بعدما قال الجيش كلمته بأن الحرب يجب أن تقف.
داخل واشنطن حدث شيء موازٍ جعل الزيارة لزوم ما لا يلزم. فقد تكفل الوقت الفاصل بين توقيت الدعوة وتوقيت الزيارة، بخلق الوقائع التي تقول إن الأهداف المرسومة للزيارة لم تعُد على جدول الأعمال، والزيارة كانت مصمّمة للتلاعب بالتوازنات الانتخابية بين الرئيس جو بايدن ومنافسه الرئيس السابق دونالد ترامب، وابتزاز بايدن المرشح الرئاسي بالقدرة على التأثير على تصويت الناخبين، والتلويح بالانتقال إلى معسكر المرشح ترامب. وقد سقطت هذه الفرضية لمجرد تنحّي بايدن عن الترشح وإعلان انسحابه من السباق الرئاسي، وسقطت بالتالي مناورة نتنياهو وصار عليه التحدّث مع بايدن الرئيس المقيم في البيت الأبيض وبيده قلم التوقيع على القرار الإجرائي للمقدرات الأميركية لستة شهور مقبلة، هي الأهم في مسار الحرب والمفاوضات. ونتنياهو في هذا النقاش هو الأضعف، وبايدن يستطيع القول إنّه قدّم ما لم ولن يقدّمه رئيس آخر للكيان، لكن ما يجري يقول إن الحرب فشلت بتحقيق الأهداف والمزيد من التوغل في الحرب خراب على أميركا والكيان معاً، والفارق بين بايدن وترامب ليس في حجم ما يمكن للكيان الحصول عليه، فأميركا لن تتغيّر بتغيير رئيسها. الفارق هو أن ترامب يتعامل كرئيس أميركي صديق محبّ لـ»إسرائيل» مستعد لمساندتها بقول وفعل ما تريد، لكن دون أن تتورّط أميركا في حرب، كما قالت ولايته السابقة، بينما يتصرّف بايدن كصهيونيّ شريك لأي حكومة إسرائيلية في تقدير المصلحة الإسرائيلية العليا، وهو من موقع الشريك المستعدّ لخوض الحرب الى جانب «إسرائيل»، وقد خاضها في البحر الأحمر وخاض ما كان ضرورياً منها لمواجهة الردّ الإيراني الذي وصفه بالمدمّر لولا المساعدة الأميركية، يقول إن الحرب خطر على «إسرائيل» وفوق طاقة أميركا. وبين هذه النقاط داخل الكيان وداخل واشنطن، سيلعب نتنياهو للعبور بين النقاط، وشراء الوقت، لكن الاستحقاقات داهمة، ولن يفيد القول عن الزيارة «في الحركة بركة».
في واشنطن انطلق السباق الرئاسي بين نائبة الرئيس كمالا هاريس قبل نيل الترشيح الرسميّ للحزب الديمقراطي، والمرشح الجمهوري الرسميّ الرئيس السابق دونالد ترامب، ويبدو أن خلط أوراق كبيراً يحكم هذا السباق بعدما تغيّرت قواعد التنافس، حيث بلغ ترامب سقف ما يمكنه تحقيقه خصوصاً بعد تعاطف وحماسة الناخبين إثر محاولة الاغتيال، بينما تنطلق هاريس من قوة تأثير انسحاب بايدن، وما يترتب عليه من إبطال مفعول خطاب ترامب، المصمّم للتهكم على بايدن، وبايدن لم يعد موجوداً، بل إن بعض خطاب ترامب بوجه بايدن يصلح ليوجّه له من قبل هاريس، وهاريس التي تكسب من جلدتها السوداء ومن كونها امرأة في قطاعات وولايات معينة، تخسر منهما أيضاً في قطاعات وولايات أخرى، ولكن الأكيد هو أن تغييرات كثيرة دخلت على خط السباق، يصعب معها الجزم باتجاه السباق رغم محاولة حملة ترامب الإيحاء بأن المعركة باتت أسهل.
في المنطقة حرب اليمن وكيان الاحتلال باتت في الواجهة، ومعادلة خزانات النفط ومحطات الكهرباء بالتوازي وفق مبدأ العين بالعين والسن بالسن، جعلت خبراء كيان الاحتلال يتحدّثون عن مخاطر تنتظر مدينة حيفا وميناءها مقابل استهداف مدينة الحديدة ومينائها، وسط تساؤلات وتحذيرات يستعرضها ضباط سابقون في جيش الاحتلال من احتمال انزلاق الحرب نحو حرب مدن، تصبح فيها تل أبيب تحت نيران يمنية وعراقية، بينما فرضية الحرب على لبنان تتراجع، ويصير على الكيان بعد إنهاك تسبّبه حرب الدمار المتبادل مع اليمن والعراق انتظار حرب العبور من جبهة الشمال، وحزب الله يحتفظ بقوته الصافية.
وخيّم الهدوء الحذر على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة بعد أيام ساخنة من العدوان الإسرائيلي على عدد من القرى الجنوبية لا سيما في عدلون مقابل رد المقاومة في لبنان بعمليات نوعية ضد مواقع جيش الاحتلال والمستوطنات الصهيونية.
وأشار خبراء في الشؤون السياسية والعسكرية لـ«البناء» الى أن «الجيش الإسرائيلي حاول من خلال التصعيد الأخير على الجبهتين الجنوبية واليمنية تسجيل إنجازات وهمية ورفع معنويات الجيش المنهارة والحكومة المربكة والمنقسمة على نفسها ولترميم قوة الردع وللظهور بموقع القوة، وذلك عشية زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة الأميركية وخطابه أمام الكونغرس الأميركي، وبالتالي يريد الإيحاء للأميركيين بأنّه لا يزال يستطيع الاستمرار بالحرب وإلحاق خسائر كبيرة بحركة حماس، وبالتالي تحقيق أهداف الحرب، لكن نتنياهو لن يستطيع ترميم قوة الردع الإسرائيلية ولا هيبة جيشه المنهارة». بينما أشارت أوساط سياسية لـ«البناء» الى ان «المنطقة أمام مرحلة جديدة من التصعيد على كل الجبهات في ظل تراجع فرص التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار خاصة بعد التطورات في الملف الانتخابي الأميركي وتنحّي الرئيس بايدن عن خوض السباق الانتخابي لصالح نائبته وما سيتركه من تداعيات سلبية على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، إذ ان بايدن وإدارته سيفقدان الزخم باتجاه الضغط على الحكومة الإسرائيلية للسير باتفاق وقف إطلاق النار للتخفيف من تداعيات الهزبمة الإسرائيلية وتفادي توسع الحرب مع حزب الله وبالتالي في المنطقة ما يفتح الباب لتهدئة الجبهة الجنوبية وإطلاق مفاوضات لاتفاق برّي على غرار الاتفاق البحرّي وتحقيق نوع من الاستقرار في الشرق الأوسط ويُصار الى تقديم كل ذلك كإنجازات لبايدن وإدارته ما يرفع حظوظه بالفوز بالرئاسة لكن تنحي بايدن سيحدث إرباكاً في الادارة الاميركية وداخل الحزب الديمقراطي». وترجح المصادر «عدم التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في المدى المنظور رغم الظروف الموضوعية السياسية والعسكرية التي تفرض على نتنياهو و»إسرائيل»، ذلك لأن التطورات في أميركا تمنح نتنياهو فرصة اكبر للمناورة والمماطلة والمراوغة في المفاوضات لتمرير الوقت حتى موعد انتخاب الرئيس المقبل ما يعني استمرار الحرب في غزة وجبهات الإسناد حتى إشعار آخر». الا ان معلومات وتقدير مصادر دبلوماسية غربية تشير لـ«البناء» الى أن «الجهود الدولية مستمرة وتحرز تقدماً باتجاه تذليل العقبات أمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بصيغة وسطية بعد تقديم حماس و»إسرائيل» تنازلات كل من جهته على أن تتظهر ملامح الاتفاق بعد خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي غداً وبعد إجرائه مشاورات مع الرئيس بايدن ومستشارين في الإدارة الأميركية واعضاء في الكونغرس يؤيدون «إسرائيل»».
ميدانياً، يواصل العدو الصهيوني ارتكاب مجازر الإبادة في قطاع غزة، وكثف أمس، عدوانه على مناطق جنوب لبنان فشنّ الطيران المعادي سلسلة من الغارات مستهدفاً بلدات ياطر وعيتا الشعب والخيام وحانين وشيحين حيث استشهد الرفيق السوري القومي الاجتماعي إبراهيم الموسوي وإصابة عدد من القوميين.
واستهدف العدو بالمدفعية وادي الدلافة – خراج بلدة حولا، والأطراف الشمالية لبلدة ميس الجبل، وباب الثنية في الخيام باتجاه سهل مرجعيون، كما استهدف الخيام وكفركلا والعديسة بالقذائف الفوسفورية ما أدى الى اندلاع حريق في المكان.
واستهدف العدو بمسيّرة منطقة الميسيات في الوزاني.
ورداً على العدوانية الصهيونية، نفّذت المقاومة «سلسلة عمليات فاستهدفت بمسيّرة هجومية انقضاضية موقع المالكية وأصابت إحدى دشمه ممّا أدى إلى تدمير جزء منها واشتعال النيران فيها».
كما استهدفت المقاومة «التجهيزات التجسسية في موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابتها بشكل مباشر مما أدى إلى تدميرها».
ونفذت المقاومة قصفاً استهدف التجهيزات التجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وحققت اصابات مباشرة.
كما استهدفت «مبنىً يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة وأصابته إصابة مباشرة واندلعت النيران فيه».
كما استهدف المقاومون مبانيَ يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة واندلعت النيران فيها.
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة مقطع فيديو تحت عنوان: «لن تبقى لكم دبابات».
في المواقف اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن «التطورات الميدانية الحاصلة في الأيام الأخيرة تدعو إلى الحذر طبعاً، ولكننا نواصل البحث مع المعنيين والاتصالات الدبلوماسية المطلوبة لمنع تفلّت الأمور إلى ما لا تُحمَد عقباه. لا يمكننا القول إن هناك تطمينات وضمانات لأن لا أحد يضمن نيات العدو الإسرائيلي ولكننا نواصل السعي الحثيث لمعالجة الوضع».
وعن ملف التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» قال: «إننا نواصل الاتصالات الديبلوماسية من أجل تأمين تمديد هادئ لولاية اليونيفيل التي نقدر عالياً الدور الأساسي الذي تقوم به في الجنوب والتعاون المثمر بينها وبين الجيش. ومن خلال الاتصالات التي أجريناها لمسنا حرصاً على المحافظة على هذا الدور لا سيما في الظروف الدقيقة التي يمرّ بها الجنوب».
واجتمع ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الذي قال بعد اللقاء «أطلعت دولة الرئيس ميقاتي على نتائج لقاءاتي في الولايات المتحدة، وأبلغته أن هناك شبه اتفاق على تجديد عمل قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان لمدة سنة بالشروط ذاتها ومن دون أي تعديل، ووضعته في أجواء الاجتماعات التي عقدتها مع عدد من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين الذين شدّدوا على أهمية عدم توسيع الحرب في الجنوب، والعمل على عدم تصعيد الأعمال العسكرية في الجنوب. لذلك هناك نوع من التفاؤل أو أقل تشاؤمًا في موضوع نشوب حرب واسعة على لبنان».
وفي المواكبة الخارجية للتطوّرات، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وفداً من «مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان» (تاسك فورس فور ليبانون) برئاسة ادوارد غبريال وعضوية نائب رئيس المجموعة نجاد عصام فارس، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
في غضون ذلك وفي خطوة تتماهى مع الضغوط الأميركية الغربية على لبنان لوقف العمليات العسكرية الإسنادية لغزة في الجنوب تقدم نواب المعارضة، بعريضة طالبوا فيها الرئيس نبيه بري، بعقد جلسة مناقشة حول مسألة الحرب القائمة وتداعياتها. ودعوا الى وضع حد للأعمال العسكرية كافة خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها التي تنطلق من الأراضي اللبنانية ومن أي جهة كانت وإعلان حالة الطوارئ في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الأمور فيه.
من جهة أخرى، قال ميقاتي العائد من العراق أمام زواره في السراي «إن المحادثات في بغداد ستستكمل في خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين نهاية ايلول المقبل في بيروت والتي ستكون فرصة لتفعيل الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز الشراكة بين البلدين. كما تناولنا بالبحث سبل تفعيل قطاع النقل البري والبحري والجوي وفق الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات جديدة في مجالات النقل والزراعة والتجارة. وقد جدّدت دعوة رئيس وزراء العراق لزيارة لبنان في الوقت الذي يراه مناسباً».
***************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان يرصد الاستحقاق الأميركي: هل “يعود” هوكشتاين؟
مع أن تراكم الأزمات الداخلية والتطورات المقلقة المتصلة بـ”حرب المشاغلة” الجارية في الجنوب لا يتيح للبنان أن يترقب مزيداً من ارتباطات إضافية لأزماته وواقعه بأي تطور خارجي جديد، بدا لافتاً أن يجد لبنان نفسه مرغماً على رصد دقيق لمجريات الحدث الانتخابي في الولايات المتحدة في ظل تنحّي الرئيس الأميركي جو بايدن عن المعركة الرئاسية. ذلك أن انعكاس الحدث الانتخابي الأميركي يلامس بتداعياته الواقع اللبناني، ولو ضمناً ومن بعيد، من خلال أمرين مباشرين يعنيانه على الأقل وهما: الأول ترقب انعكاس تنحي بايدن على حسابات الحرب والتسوية في غزة التي لا بد من أن تظهر أول الامر في نتائج زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن وهو أمر يعني لبنان مباشرة لأن انعكاساته سترتد على الوضع الميداني في جنوب لبنان والمخاوف من اتساع الحرب إلى لبنان. والثاني أن الرهانات والآمال لدى بعض أهل السلطة والسياسيين في لبنان على استتئناف المهمة المكوكية للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين من أجل تبريد الجبهة الجنوبية مع إسرائيل واطلاق المفاوضات في شأن حل لملف الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، لا تزال قائمة بقوة ولكنها ستكون الآن، وفي ظل تنحي الرئيس بايدن، أمام استحقاق حاسم في ظل اختبار القدرة الأميركية على الضغط لمنع انزلاق الوضع في لبنان إلى حرب شاملة وما إذا كان هوكشتاين سيبقى يتمتع بالقدرة السابقة نفسها على الاضطلاع بدور الوساطة الفعالة والمؤثرة.
وتبعاً لهذا الوضع المتجدد من الترقب والانتظار يتجه الوضع الداخلي نحو شلل غير مسبوق منذ بداية أزمة الفراغ الرئاسي التي ستطوي سنة وعشرة أشهر ولا وجود لأي قبس من أمل في فتح مسارب الحل لنهايتها في ظل واقع داخلي وخارجي لا يشجع اطلاقاً على أي تقديرات إيجابية. ففي البعد الخارجي يخشى أن يفتقد لبنان إلى أي تحرك لمدة طويلة قد تتجاوز نهاية السنة في ظل انهماك الدول المؤثرة لا سيما منها الولايات المتحدة وفرنسا باستحقاقاتها الداخلية. وفي البعد الداخلي يبدو واضحاً أن هوّة الانقسام الداخلي آخذة في التعمق والتضخم ولم تكن الضجة الأخيرة حول امتناع كتلتي الثنائي الشيعي عن لقاء المعارضة سوى عيّنة ناطقة عن مدى التأزم المتّسع بين الأفرقاء وتالياً الصعوبة المتعاظمة أمام أي مخرج لبناني صرف للأزمة بلا تدخل أو تأثير خارجي.
جلسة للجنوب
ووسط هذا المناخ تقدم نواب المعارضة أمس بعريضة طالبوا فيها رئيس #مجلس النواب #نبيه بري، بعقد جلسة مناقشة حول مسألة الحرب القائمة وتداعياتها، وتضمنت العريضة اقتراحات ومطالب للمعارضة لاتخاذ إجراءات يتعين على المجلس مطالبة الحكومة بتنفيذها ومن أبرزها “وضع حد للأعمال العسكرية كافة خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها التي تنطلق من الاراضي اللبنانية ومن أي جهة كانت، واعلان حالة الطوارىء في الجنوب وتسليم #الجيش اللبناني زمام الامور فيه، وتكليف الجيش اللبناني بالتصدي لأي اعتداء على الاراضي اللبنانية، والتحرك على الصعيد الديبلوماسي من أجل العودة إلى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 وتطبيق #القرار 1701 كاملا”.
وفي هذا السياق تناول رئيس حكومة تصريف الاعمال #نجيب ميقاتي الوضع في الجنوب، فاعتبر “أن التطورات الميدانية الحاصلة في الأيام الاخيرة تدعو إلى الحذر طبعاً ولكننا نواصل البحث مع المعنيين والاتصالات الديبلوماسية المطلوبة لمنع تفلت الامور إلى ما لا تحمد عقباه”. وقال: “لا يمكننا القول إن هناك تطمينات وضمانات لأن لا أحد يضمن نوايا العدو الإسرائيلي ولكننا نواصل السعي الحثيث لمعالجة الوضع”. وعن ملف التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب” #اليونيفيل” قال: “إننا نواصل الاتصالات الديبلوماسية من أجل تأمين تمديد هادئ لولاية اليونيفيل التي نقدر عالياً الدور الأساسي الذي تقوم به في الجنوب والتعاون المثمر بينها وبين الجيش. ومن خلال الاتصالات التي أجريناها لمسنا حرصا على المحافظة على هذا الدور لا سيما في الظروف الدقيقة التي يمر بها الجنوب”.
واجتمع ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الذي اطلعه على نتائج لقاءاته في الولايات المتحدة، وأبلغه “أن هناك شبه اتفاق على تجديد عمل قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان لمدة سنة بالشروط ذاتها ومن دون أي تعديل، ووضعته في أجواء الاجتماعات التي عقدتها مع عدد من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين الذين شددوا على أهمية عدم توسيع الحرب في الجنوب، والعمل على عدم تصعيد الاعمال العسكرية على الحدود. لذلك هناك نوع من التفاؤل أو اقل تشاؤمًا في موضوع نشوب حرب واسعة على لبنان”.
وفي سياق آخر ترددت أمس على نطاق واسع معلومات تتحدث عن اتجاه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إلى تقليص كبير لخدماتها ومكاتبها الفرعية في المناطق اللبنانية وحصرها بالمكتب المركزي وعدد محدود من المكاتب الفرعية وتقليص عدد الموظفين لديها. وعُزيت الأسباب إلى عامل التقشف المالي وانخفاض تمويل المفوضية من الدول المانحة.
الميدان جنوباً
على الصعيد الميداني في الجنوب عاودت إسرائيل عمليات الاغتيال إذ نفذ أمس الطيران الحربي الإسرائيلي غارة بصاروخين على بلدة شيحين استهدفت منزلاً في البلدة، وفيما أفادت معلومات عن سقوط قتيلين أحدهما من “الحزب” وثلاثة جرحى، أفاد مصدر عسكري لبناني أن شخصاً قُتل وأصيب 2 من #الحزب السوري القومي الاجتماعي في استهداف إسرائيلي لمنزل في بلدة شيحين. ولاحقاً نعى الجناح العسكري للحزب السوري القومي الاجتماعي “نسور الزوبعة” #ابراهيم الموسوي، وهو من بلدة قرحا قضاء #بعلبك الهرمل. وسجّل قصف إسرائيلي على أطراف بلدة الخيام وسهل مرجعيون. وتعرّضت المنطقة الواقعة بين كفركلا والعديسة لقصف إسرائيلي، ما تسبب باندلاع حريق في المكان. وشن الطيران غارة استهدفت بلدة ياطر في القطاع الاوسط.
وفي المقابل، أعلن “الحزب” استهداف موقع المالكية بمسيّرة هجومية انقضاضية أصابت إحدى دشمه ما أدى إلى تدمير جزء منها واشتعال النيران فيها واستهداف التجهيزات التجسسية في موقع الراهب كما في موقع الرادار في مزارع شبعا وتدميرها.
***************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«الحزب»: الضغط والتصعيد لوقف العدوان على غزة
احتمال الانزلاق إلى حرب واسعة يرتفع باستمرار المواجهات
بيروت: كارولين عاكوم
تتفاوت حدّة المواجهات في جبهة الجنوب بين إسرائيل و«الحزب» الذي يعتمد سياسة «الضغط والتصعيد لوقف العدوان على غزة»، وفق ما قال عضو المجلس المركزي في «الحزب» الشيخ نبيل قاووق، في وقت لا يزال فيه الخوف من توسّع الحرب قائماً في ظل غياب أي مؤشرات للتهدئة ناتجة من المفاوضات أو الجهود الديبلوماسية التي تُبذل داخلياً وخارجياً.
وقال قاووق في احتفال تكريمي لأحد مقاتلي الحزب: «كلما زادوا في الاعتداءات، زادت المقاومة في الرد، والمقاومة تكمل طريقها حتى تحقيق الأهداف بوقف العدوان على غزة، وكل التهديدات الإسرائيلية لا تغيّر من الميدان في شيء، وهي تهديدات خائف ومهزوم ومأزوم ومرتجف؛ لأنهم يعلمون أن صواريخ ومسيّرات المقاومة تستطيع أن تصل إلى كل مكان على امتداد الكيان الإسرائيلي، وهذا ما أثبتته المقاومة».
واعتبر أن «العدو الإسرائيلي وضع المنطقة على مسار التصعيد»، لافتاً إلى أن «جبهات المساندة في لبنان والعراق واليمن أيضاً قد أصبحت في مسار جديد، وأدخلت معادلات ميدانية جديدة نأمل من خلالها قي زيادة الضغط على العدو الإسرائيلي لإيقاف العدوان؛ لأن التصعيد والضغط في الميدان هما الطريقان الوحيدتان اللتان تجبران الإسرائيليين على وقف العدوان على غزة».
ورأى أن «العدو الإسرائيلي فشل في إيقاف جبهة جنوب لبنان وإعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم، وفشل على جبهة اليمن في حماية السفن وإيقاف الصواريخ والمسيّرات، وكذلك على جبهة العراق».
وعما إذا كان الضغط والتصعيد اللذان يتحدث عنهما قاووق قد يؤديان إلى وقف إطلاق النار، يعتبر رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري- أنيجما» رياض قهوجي أن «القول بأنهم يريدون إقامة توازن غير منطقي وغير واقعي»، مؤكداً أن احتمال توسّع الحرب سيبقى قائماً ما دامت المواجهات مستمرة.
ويقول قهوجي لـ«الشرق الأوسط»: «عقيدة الردع الإسرائيلي قائمة على الرد المضاعف وليس التراجع، وهو ما يظهر جلياً في طريقة الرد في جنوب لبنان وما حصل في اليمن عبر تدمير مرفأ الحديدة»، ويؤكد أن قدرة الإسرائيلي العسكرية كبيرة جداً، إضافة إلى ما يتلقاه من دعم وما لديه من مخزون أسلحة، مضيفاً: «هذا هو العدو الذي يتعامل معه محور الممانعة، وبالتالي القول إنهم يريدون أن يفرضوا توازناً ليس بالمنطقي».
ويلفت قهوجي إلى محاولات من «الحزب» لوضع قواعد الاشتباك في المواجهات على جبهة الجنوب، لكن في المقابل، إسرائيل لا تلتزم بها، بل تتمسك بشروطها لوقف الحرب وترفض ربطها بغزة، على خلاف ما يقوله «الحزب»، مشيراً إلى «غياب مؤشرات جدية لوقف الحرب، لا سيما أن إيران تفرض على (الحزب) تطبيق سياسة وحدة الساحات والالتزام بها رغم كل الخسائر».
أمام كل ذلك، يرى قهوجي أن احتمالات الانزلاق إلى الحرب لا تتراجع، بل تتزايد ما دامت المواجهات مستمرة وما دامت دائرة القصف تتوسّع مهما تحدثوا عن ضبط لقواعد الاشتباك.
في موازاة ذلك، تراجعت حدة المواجهات خلال ساعات نهار الاثنين، في حين استمر استهداف الجيش الإسرائيلي للمنازل، وأعلن «الحزب» عن «استهدافه موقع المالكية بمسيّرة هجومية انقضاضية أصابت إحدى دشمه؛ ممّا أدى إلى تدمير جزء منها واشتعال النيران فيها»، بحسب بيان له.
إذ وبعدما كانت «الوكالة الوطنية للإعلام» قد أفادت بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة مساء الأحد، مستهدفاً منزلاً في محيط جبانة بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، استهدفت غارة منزلاً في بلدة شيحين، حيث توجهت سيارات الإسعاف إلى البلدة، وأشارت «الوطنية» إلى وقوع إصابات.
كذلك، استهدف الطيران الإسرائيلي بلدة ياطر في القطاع الأوسط، والمنطقة الواقعة بين كفركلا والعديسة؛ مما تسبب باندلاع حريق في المكان.
********************
افتتاحية صحيفة اللواء
برّي يرفض طلب المعارضة عقد جلسة.. و«الحزب» يدرس الردّ على قصف الحديدة
طغى الوضع الجنوبي على ما عداه، من زاوية رصد المواجهات على الارض بين اسرائيل والحزب، ومن زاوية الاتصالات الجارية لتمديد هادىء ومريح لقوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفيل) في ضوء حرص لبنان على دورها المثمر بالتعاون مع الجيش اللبناني.
ولئن كان وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، بعد لقاء الرئيس نجيب ميقاتي في السراي الكبير، كشف ان ما لمسه خلال اتصالاته مع الاميركيين والاوروبيين تشديدهم على اهمية عدم توسيع الحرب في الجنوب، لمس ان التفاؤل يتقدم على التشاؤم في مسألة نشوب حرب واسعة في لبنان، لكن الرئيس ميقاتي بقي في دائرة الحذر، كاشفاً عن اتصالات لمنع تفلُّت الامور وأن لا احد بوسعه ان يقدم تطمينات او ضمانات.
وفي التطورات المتلازمة، اقتربت قوى المعارضة من اشتباك جديد مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري و«الثنائي الشيعي» عبر توقيع عريضة تطالبه بالدعوة لجلسة عامة لمناقشة موضوع الحرب في الجنوب.
وافادت مصادر نيابية لـ«اللواء» أن موضوع عقد جلسة نيابية خاصة بالحرب يستدعي موافقة الرئيس بري بصفته رئيس البرلمان وهو الجهة المخولة للدعوة، وقالت إن المسألة كان مبتوتاً بها منذ فترة لجهة استبعاد عقد جلسة تزيد الإنقسام السياسي في البلاد، معلنة أن من حق المعارضة التقدم بهذا الإجراء ومن حق رئيس المجلس عدم السير بهذه الجلسة أو عدم التجاوب مع مطلب هذه القوى.
اما مصادر المعارضة فأكدت أن قوى المعارضة سلكت المسار الدستوري وأن الرد يجب أن يكون حسب الدستور وليس في السياسة.
تاسك فورس فور ليبانون
وفي الوقت الذي تشغل فيه المتغيرات في المشهد الرئاسي الاميركي بعد انسحاب جو بايدن من السباق الى البيت الابيض، حضرت الاوضاع في الجنوب ولبنان، ودور مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان» في زيارة وفد منها برئاسة ادوارد غبريال وعضوية نائب رئيس المجموعة نجاد عصام فارس، لكل من الرئيس بري والنائب السابق وليد جنبلاط.
المطالبة بجلسة والردّ «الثنائي»
وفي خطوة مدروسة، وكذلك ردّ الثنائي عليها، طالبت قوى المعارضة في المجلس النيابي بموجب عريضة وقعها 31 نائباً رئيس المجلس بالدعوة لجلسة مناقشة الحكومة بموضوع الحرب القائمة، ومنع توسعها وتقاعسها من قيامها بواجباتها الدستورية، ومطالبتها باتخاذ الاجراءات المتمثلة بـ:
1- وضع حدّ للاعمال العسكرية كافة خارج اطار الدولة اللبنانية واجهزتها التي تنطلق من الاراضي اللبنانية، ومن اي جهة كانت.
2- اعلان حالة الطوارئ في الجنوب، وتسليم الجيش اللبناني زمام الامور فيه.
3- تكليف الجيش اللبناني بالتصدي لأي اعتداء على الاراضي اللبنانية.
4- التحرك على الصعيد الدبلوماسي من اجل العودة الى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 وتطبيق القرار 1701 كاملاً.
وجاء الردّ من عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ايوب حميد، الذي رأى ان «طلب المعارضة عقد جلسة نيابية بشأن حرب الجنوب يتناقض مع رفضها المشاركة في التشريع»، معتبراً «ان طرحها التشاوري فيه فخ الجلسة المفتوحة».
واكد حميد ان لا حاجة لفذلكة المعارضة وعقد جلسة برلمانية، وتساءل: كيف تنوي المعارضة محاسبة حكومة هي مستقيلة أساساً؟
سلة بري
وحسب معلومات جرى تداولها ليلاً، فإن مصادر المعلومات نسبت الى الرئيس بري طرحه ان يصار الى التفاهم على سلة رئاسية – حكومية، لا تشمل فقط الرئيس العتيد، بل ايضاً رئاسة مجلس الوزراء، واعضاء الحكومة الجديدة، في حال انتخاب رئيس كسلة واحدة، الامر الذي يذكّر بالصيغة الفرنسية التي كانت تقضي بانتخاب سليمان فرنجية للرئاسة الاولى، مقابل تسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة.
وحسب مصادر موثوق بها في «الثنائي الشيعي» فالمبادرات الحالية ما هي الا مضيعة للوقت، فلا خطوات جدية للحل، ولا تغيير في مواقف القوى المسيحية مما يجري، وعليه يتراجع الملف الرئاسي الى اسفل السُلَّم في الاهتمامات المحلية.
ردّ الحزب على اعتداء الحديدة
وسط هذا المناخ الشديد الجفاف السياسي، نُقل عن مصادر الثنائي اياها ان الحزب ما يزال يدرس الرد على العدوان الاسرائيلي على ميناء الحديدة في اليمن، من زاوية وحدة «المسار والمصير مع ذراع ايران في اليمن»، وفقاً للمصادر نفسها مع الاشارة الى ان الحزب يلتزم بقواعد الاشتباك، ولن يسعى وراء الحرب الشاملة.
الوضع الميداني
ومساءً، سيطر التوتر على الجنوب، بعدما اقدم العدو على شن هجمات جديدة استهدفت عدة بلدات، من الوزاني، الى حولا والخيام وميس الجبل وكفركلا.
ونفذ الحزب عمليتين جديدتين الاولى استهدفت مباني يستخدمها جنود الاحتلال في المطلة، والثانية استهدفت جنود الاحتلال في مستعمرة «المنارة».
وكان الطيران الحربي الاسرائيلي نفذ غارة بصاروخين على بلدة شيحين وافيد عن اصابات، وسقوط شهيد للحزب السوري القومي الاجتماعي (ابراهيم اكرم الموسوي).
***********************
افتتاحية صحيفة الديار
ايجابيات نيويورك لا تلغي الخوف من حسابات نتانياهو الخاطئة
ميقاتي يعود من العراق قلقا… وعقبتان امام حل «اليوم التالي»؟ – ابراهيم ناصرالدين
الشلل في السياسة الداخلية، لم يعد حكرا على الملف اللبناني، بعد ان بات العالم مشلولا، يراكم الملفات والازمات، ويترقب نهاية الفوضى السياسية والانتخابية في الولايات المتحدة الاميركية التي تمسك بعقد الحل والربط، في كثير من الازمات السياسية والامنية والعسكرية حول العالم، لقوة تاثيرها، فضلا عن تدخلاتها التخريبية التي انتجت فوضى ودمارا ومآس غير محدودة تدفع ثمنها شعوب ودول بات مصيرها مرتبطا بهوية الساكن الجديد في البيت الابيض، حيث يحل رئيس حكومة العدو «ضيفا ثقيلا» في توقيت «سريالي» حاملا معه ملف غزة والحزب واليمن، وقد كشفت صحيفة هآرتس» ان دعم الجيش الإسرائيلي للصفقة في غزة يتعلق بسلم الأولويات الاستراتيجية، لمواجهة التحديات في جبهات أخرى تقتضي متابعة أكثر يقظة والاستعداد وتخصيص الموارد لحرب محتملة، ويريدون تقليص حجم القوات في القطاع للاستعداد لاحتمالية تصعيد آخر في لبنان، محذرة من حسابات نتانياهو الخاطئة كما سبق واخطا في تقدير خطر انصار الله في اليمن.
لاتطمينات ولا ضمانات
وقد جاء توصيف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي للوضع القائم، واحتمالات التصعيد جنوبا من عدمه، معبرا حين اشار الى انه لا يملك تطمينات ولا ضمانات بعدم تفلت الاوضاع بل دعا الى الحذر في مقاربة الاحداث. وفي سياق متصل بتاجيل الملفات الحساسة في المنطقة الى ما بعد الانتخابات الاميركية، كشف مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون القانونية والدولية رضا نجفي، ان المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة لا تزال مستمرة،لكن اشار الى ان «الطرف الآخر غير مستعد للدخول بشكل جدي في المحادثات بسبب الانتخابات الحالية وشؤون داخلية».
ماذا ابلغ العراقيون ميقاتي؟
فقد اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إن التطورات الميدانية الحاصلة في الايام الاخيرة تدعو الى الحذر طبعا ولكننا نواصل البحث مع المعنيين والاتصالات الديبلوماسية المطلوبة لمنع تفلت الامور الى ما لا تحمد عقباه. وقال «لا يمكننا القول إن هناك تطمينات وضمانات لان لا احد يضمن نوايا العدو الاسرائيلي ولكننا نواصل السعي الحثيث لمعالجة الوضع». ووفقا لمصادر مطلعة فان كلام ميقاتي مبني على تقييم عراقي سمعه من رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الذي ابلغه ان الاتصالات مع الاميركيين لا يمكن البناء عليها لانها غير حاسمة لجهة القدرة على منع الحرب بسبب الفوضى السياسية في الولايات المتحدة وضعف الادارة الحالية غير القادرة على التاثير على الحكومة الاسرائيلية، والقلق ينبع من احتمال استغلال اسرائيل لهذه الوضعية لمحاولة فرض وقائع وجر اميركا اليها؟!
التمديد السلس «لليونيفيل»
اما عن ملف التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب» اليونيفيل» فقال ميقاتي: إننا نواصل الاتصالات الديبلوماسية من اجل تأمين تمديد هادئ لولاية اليونيفيل التي نقدر عاليا الدور الاساسي الذي تقوم به في الجنوب والتعاون المثمر بينها وبين الجيش. ومن خلال الاتصالات التي اجريناها لمسنا حرصا على المحافظة على هذا الدور لا سيما في الظروف الدقيقة التي يمر بها الجنوب. وكان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب اطلع ميقاتي على نتائج اجتماعته في الولايات المتحدة، وابلغه ان هناك شبه اتفاق على تجديد عمل قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان لمدة سنة بالشروط ذاتها ومن دون اي تعديل، ووضعته في اجواء الاجتماعات التي عقدتها مع عدد من المسؤولين الاميركيين والأوروبيين الذين شددوا على اهمية عدم توسيع الحرب في الجنوب، والعمل على عدم تصعيد الاعمال العسكرية في الجنوب. لذلك هناك نوع من التفاؤل او اقل تشاؤمًا في موضوع نشوب حرب واسعة على لبنان.
«خارطة طريق» للحل؟
وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى ان بو حبيب التقى عاموس هوكشتاين في نيويورك وابلغه انه سيلتقي نتانياهو، وهو مستعد للتحرك عندما تكون الظروف مؤاتية، ضمن خارطة طريق باتت معالمها شبه مكتملة، وهي تقوم وفق سياسية»خطوة مقابل خطوة» في تطبيق القرار الـ1701. وفيما حجم الانتشار العسكري للجيش يقرره لبنان اضافة الى كيفية التنسيق مع الحزب على الارض، يبدو ان تثبيت ترسيم الحدود البرية لا مشكلة كبيرة تواجهه، لكن المشكلة الرئيسية تبقى تعنت اسرائيل ورفضها الانسحاب من مزارع شبعا، وعدم تقديم اي التزام بوقف الخروقات الجوية. واذا لم تحل تلك النقاط، فان النتائج ستكون متواضعة لجهة ايجاد حل مستدام، حيث ستكون اقصى الطموحات العودة الى الوقائع التي كانت سائدة قبل الثامن من تشرين الاول 2023؟
المعارضة وجلسة «المزايدات»
وفي اطار معادلة ان «اتكلم فانا موجود»، حسب تعبير احد المصادر السياسية البارزة، تقدم نواب المعارضة، بعريضة طالبوا فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعقد جلسة مناقشة حول مسألة الحرب القائمة وتداعياتها. ودعوا الى وضع حد للاعمال العسكرية كافة خارج إطار الدولة اللبنانية وأجهزتها التي تنطلق من الاراضي اللبنانية ومن اي جهة كانت.واعلان حالة الطوارىء في الجنوب وتسليم الجيش اللبناني زمام الامور فيه. وتكليف الجيش اللبناني بالتصدي لاي اعتداء على الاراضي اللبنانية. والتحرك على الصعيد الديبلوماسي من أجل العودة الى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949 وتطبيق القرار 1701 كاملا. وفيما،لا مواعيد اعطيت لوفد المعارضة من كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير للبحث في مبادرة المعارضة الرئاسية، استبعدت مصادر نيابية ان يستجيب بري للمعارضة باعتبار ان جلسة مماثلة ستزيد من الانقسامات الداخلية، وستكون دون جدوى، ومجرد منبر للمزايدات.!
الموقف السعودي على حاله!
وفي هذا السياق، نصحت مصادر دبلوماسية بعدم التعويل كثيرا على الحراك الخاص بلبنان في دوائر القرار راهنا، لانه مجرد ملء للفراغ حيث لا جدوى من الرهان على اي حراك اميركي جدي في ظل معمعة الانتخابات الرئاسية، ولهذا فان نتائج زيارة المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى الرياض قبل ايام، مع المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، لمناقشة تطورات الأوضاع اللبنانية، لم تكن منتجة، فواشنطن لا تملك الرغبة او القدرة للضغط على السعودية لتمرير الاستحقاق الرئاسي، قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية واحتمال وصول دونالد ترامب الى سدّة الرئاسة، فالتسوية ستكون مع الادارة الجديدة ،والسعودية غير مهتمة حالياً بالملف اللبناني، بل بترتيب اوراقها لمواجهة القادم الجديد الى سدة الرئاسة في ظل ارتفاع حظوظ دونالد ترامب الرئاسية، فضلا عن ارتفاع المخاطر الامنية والعسكرية بعد الضربة الاسرائيلية للحديدة اليمنية،ولهذا لا تبدو الاجواء ملائمة لفصل الملف اللبناني والانطلاق في تسويات لا يبدو ان وقتها مناسب الان.
«الضبابية» في واشنطن
وهذه الضبابية تنعكس ايضا على زيارة رئيس حكومة العدو الى واشنطن، حيث سيكون ملف الجبهة اللبنانية على «الطاولة» اضافة الى جبهتي غزة واليمن، فينما يرى محللون اسرائيليون ان اعلان الرئيس جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي يخدم رئيس حكومة اسرائيل الذي يلقي الاربعاء كلمة امام جلسة مشتركة للكونغرس الاميركي ويجتمع اليوم مع بايدن، ذلك انه سيرفع سقف مطالبه الى الحد الاقصى ولن يرضخ لرغبات رئيس سيغادر البيت الابيض في 5 تشرين الثاني المقبل، اي بعد اقل من خمسة اشهر، مراهنا على فوز ترامب. ووفقا لهؤلاء فان نتنياهو سيستخدم اوراق قوته هذه كلها في اجتماعاته في واشنطن وأمام الكونغرس، متيقناً ان الحزب الديموقراطي بعد انسحاب بايدن سيصبح اكثر حاجة للصوت اليهودي في الانتخابات ما يضطره لمسايرة اسرائيل ووقف الضغط على حكومتها لقبول مقترح وقف النار كما هو في غزة.
توقيت «بائس»
وبراي صحيفة «يديعوت احرنوت» فان نتنياهو يصل واشنطن بتوقيت بائس، فحتى لو كان مهتماً بواشنطن فهي غير مهتمة به. والاجتماع مع بايدن، بحال تم اليوم، سينطوي على معنى عملي محدود فقط فنتانياهو لا يحمل بشرى لواشنطن، لا في موضوع المخطوفين، ولا في موضوع اليوم التالي؛ والمسائل التي لن تقوم بدونها جبهة إقليمية واسعة ضد إيران. وبراي الصحيفة عندما يخرج نتنياهو من اللقاء، سيكثرون من سؤاله عن وضع الرئيس، هل كان يقظاً، هل تحدث موضوعياً، هل شفي من كورونا. قلة سيستمعون لرسائله عن غزة، والحزب، واليمن، وإيران، والمخطوفين.
ماذا يريد نتانياهو؟
فما يريده نتنياهو، الوصول إلى نهاية الشهر وبداية عطلة الكنيست، فالعطلة تمتد حتى تشرين الأول،، ولا يمكن خلالها اسقاط حكومته. ولو استطاع نتنياهو البقاء فإن أقرب انتخابات ستكون في الربع الأول من عام 2025. وبحلول هذا الوقت سيكون في البيت الأبيض ساكن جديد، ويأمل نتنياهو بأن يكون ترامب، الذي عزز حظوظه في الفترة الأولى.
اللقاء مع ترامب؟
في المقابل، لم يظهر المرشح الجمهوري أي اهتمام بنتنياهو، خلال الأشهر الأخيرة، فترامب لا يزال حانقاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويتهمه بالخيانة لأنه هنّأ بايدن على الفوز في عام 2020. كما أن اتفاقيات أبراهام، التي اعتبرها ترامب في حينه علامة على سياسته الخارجية، لم تعد مهمة في الوقت الحالي. وفي هذا السياق، يسعى نتنياهو لعقد لقاء مع ترامب، وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية «لا يزال مساعدو نتنياهو يحاولون ترتيب اللقاء وأرسلوا رسالة إلى مكتبه مفادها أن رئيس الوزراء يريد مقابلته، على أمل أن يتم ذلك، وهو سيتطرق نتنياهو إلى التهديد الإيراني والحاجة إلى منع طهران من الحصول على أسلحة نووية، وسيتناول تهديد،الحزب ، وانصار الله لاسرائيل!
«الصندوق الاسود» الجمهوري!
اما لماذا يريد نتانياهو لقاء ترامب؟ فقد نقلت مجلة «بوليتيكو» الاميركية عن خبراء إسرائيليين قولهم انهم لاحظوا أنّ اللغة المستخدمة في برنامج الحزب الجمهوري لعام 2024، فيما يتعلق بإسرائيل، بدت وكأنّها اقل من برنامج عام 2016 حين ورد الدعم بشكل واضح ، وهم يتخوفون من ان يكون ترامب أكثر حرصاً على إخماد النيران في الشرق الأوسط مما يدرك نتنياهو. خصوصا ان المرشح الجمهوري لم يكن واضحاً بشأن ما سيفعله، ووفقا لخبير في الأمن القومي مطلع على ما يدور داخل حملة ترامب، فإنّ الأمور المتعلّقة بإسرائيل لا تزال في صندوق أسود إلى حدٍ ما وأكثر غموضاً من أجزاء أخرى من سياسته،علما أن ترامب كان ينتقد نتنياهو، ومن الواضح أنه غير سعيد به كفرد، وهو يميل الى عقد الصفقات.
«القومي» يزف شهيدا
ميدانيا في الجنوب، نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة بصاروخين على بلدة شيحين استهدفت منزلاً في البلدة، وقد زف الحزب القومي السوري الشهيد ابراهيم اكرام الموسوي على طريق فلسطين فيما اصيب اثنين اخرين بجروح، وسجّل قصف إسرائيلي على أطراف بلدة الخيام وسهل مرجعيون، وتعرّضت المنطقة الواقعة بين كفركلا والعديسة لقصف اسرائيلي، مما تسبب باندلاع حريق في المكان، وشن الطيران غارة استهدفت بلدة ياطر في القطاع الاوسط وقد شن الحزب سلسلة عمليات كان ابرزها استعداف موقع المالكية بمسيرة هجومية انقضاضية أصابت إحدى دشمه ممّا أدى إلى تدمير جزء منها واشتعال النيران فيها.كما اندلعت النيران في مستوطنة المطلة بعد استهداف منزلين بصواريخ موجهة.
«الرضوان» واختراق المستوطنات
وفي سياق متصل، نشر معهد (ألما) الاسرائيلي المُختّص بالشؤون العسكريّة تقريرا حذر فيه من قدرة وحدة «الرضوان» على اجتياح الجليل، ولفت الى انه وعلى الرغم من أشهر القتال بين إسرائيل والحزب، تستطيع هذه الوحدة تنفيذ خطط للاستيلاء على اراض في إسرائيل على غرار ما فعلته “حركة ح” .
خبرات قتالية عالية
واشار المعهد الى انه وعلى عكس قوات النخبة التابعة ل”حركة ح”، تلقى عناصر وحدة الرضوان خبرة قتالية كبيرة في سوريّة بدلاً من التدريب فقط، واختبروا نقل وحدات من مئات المقاتلين في ساحة المعركة، وغزو المدن، والتنسيق بين مجموعة متنوعة من القوات في الميدان (المشاة، والمضادة للدبابات، والمدفعية، والاستخبارات).
تدريبات شاقة
ولفت المعهد الى انه يتم قبول المقاتلين في الوحدة بعد إجراء فرز دقيق. وبعد الفحص، يبدأ التدريب الشاق، والذي يتضمن، من بين أمور أخرى، تدريب القناصين، وإطلاق الأسلحة المضادة للدبابات، والقتال بالأيدي، والتدريب على المتفجرات، والقيادة العملياتية الدراجات النارية، والتدريب الخاص، مثل «ورشة الأسر» (الغرض من الدورة هو تعليم كيفية التصرف إذا وقعت في أسر العدو) وعملية جمع المعلومات الاستخبارية ومهاجمة الأهداف بالطائرات دون طيار، ويركز تدريب الوحدة أيضًا على اللياقة البدنية والجري لمسافات طويلة والزحف الجبلي والحرب الإرهابية التكتيكية. ويتلقى عناصر الوحدة التدريب مباشرة من وحدة كوماندوس «صابرين» التابعة للحرس الثوري الإيرانيّ.
استقلالية القرار؟
ووفقا للمعهد تستطيع فرق الرضوان العمل بشكل مستقل، دون تعليمات متتالية أوْ مساعدة لوجستية خارجية، ويتمتع قادة الفرق باستقلالية كبيرة في اتخاذ قرارات تكتيكية سريعة على الأرض والوحدة مجهزة بكل الأسلحة ذات الصلة بحرب المشاة والكوماندوس الموجودة في سوق الأسلحة اليوم.
المقاومة والحرب النفسية
وفي سياق الحرب النفسية التي يخوضها الحزب مع كيان العدو، نشر الإعلام الحربي في المقاومة امس، فاصلاً جديداً موجَّهاً إلى ـ»جيش» الاحتلال الإسرائيلي، يحمل عنوان «لن تبقى لكم دبابات. وأظهر الفيديو قدرات الحزب الصاروخية المضادة للدروع، وحمل صوت أمينه العام، السيد نصر الله، وهو يهدد القادة الإسرائيليين إذا قرروا التوغل في الأراضي اللبنانية، قائلاً : «إذا جاءت دباباتُكم إلى لبنان وإلى جنوبي لبنان فلن تعانوا نقصاً في الدبابات، لأنه لن تبقى لكم دبابات. وتضمّنت المشاهدُ في المقطعٍ المصور عدة استهدافاتٍ سابقة لدبابات العدو في الجبهة الشمالية، بالإضافةِ إلى صور الصواريخ وعمليات الإطلاق، وبعض مشاهد لجنود الحزب بكامل جهوزيتِهم.
*********************
افتتاحية صحيفة الشرق
عشرات الشهداء في خان يونس وقتل ضابط وتدمير دبابات بعمليات نوعية
شنت فصائل المقاومة الفلسطينية الاثنين عدة عمليات نوعية في أنحاء قطاع غزة؛ إذ تصدت للقوات الإسرائيلية المتوغلة في مناطق عدة خاصة في رفح وفي خان يونس، حيث بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية جديدة خلفت مئات الشهداء والمصابين.
وتزامنت هذه العمليات مع إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط في انفجار قنبلة يدوية في القطاع وفتح الشرطة العسكرية تحقيقا لتحديد ملابسات الهجوم. وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري ل”حركة ح”، استهداف 3 دبابات من نوع ميركافا وجرافة “دي 9” (D9) عسكرية بقذائف “الياسين 105” وعبوة شواظ شرق خان يونس.
أما في رفح جنوبي القطاع، فأكدت القسام إيقاع أفراد قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح بعد الاشتباك معهم من المسافة صفر داخل مبنى في حي الفرقان بتل السلطان غرب المدينة.
كما أعلنت تفجير جزء من نفق بقوة هندسة إسرائيلية في ذات المنطقة أثناء ضخها لغاز متفجر بداخله ما أحدث انفجارا عكسيا باتجاهها.
وأكدت أيضا استهداف جرافة عسكرية من نوع “دي 9” ودبابتي “ميركافا 4” إسرائيلية بعبوة وقذائف الياسين 105
بدورها، قالت سرايا القدس.، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصفت بقذائف الهاون موقعي كرم أبو سالم وصوفا العسكريين شرق رفح. وفي وسط القطاع، قالت القسام إنها قصفت بالاشتراك مع الجبهة الشعبية قوات إسرائيلية متوغلة شمال شرق مخيم البريج بقذائف الهاون. كما أعلنت قصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي في محور نتساريم بمنظومة صواريخ “رجوم” قصيرة المدى عيار 114 ميليمترا.
وأفاد مراسلون باستشهاد 56 فلسطينيا وإصابة مئات آخرين الاثنين في غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي متواصل استهدف منازل وخياما تؤوي نازحين في مناطق شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، إثر إعلان الجيش الإسرائيلي أن دباباته وقواته البرية اقتحمت المنطقة.
كما أفادت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية وصل منها إلى المستشفيات 23 شهيدا، و91 جريحا.
وقد أعلن مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، أنه استقبل مئات الشهداء والمصابين خلال 3 ساعات، جراء الهجمات الإسرائيلية شرقي المدينة، بالتزامن مع نزوح قسري في ظل أوضاع إنسانية وطبية كارثية، وفق تعبير مدير التمريض بالمجمع.
من جهتها، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن دبابات الجيش والقوات البرية اقتحمت شرق خان يونس، في حين طالب جيش الاحتلال المواطنين الفلسطينيين المتبقين في الأحياء الشرقية لمدينة ومنطقة خان يونس بالرحيل عنها.
وجاءت دعوة الجيش الإسرائيلي لإخلاء المنطقة تمهيدا لبدء قواته عملية عسكرية جديدة في المنطقة. وتذرع الجيش الإسرائيلي -في بيان له- بوجود ما وصفها بـ”أنشطة إرهابية” كثيرة وعمليات إطلاق قذائف وصواريخ من هذه الأحياء التي وصفها بالمناطق الشرقية للمحيط الإنساني الذي لجأ إليه النازحون والتي أصبحت خطيرة، على حد تعبيره.
وادعى أن معلومات استخبارية أكدت أن “حركة ح”عادت إلى هذه المناطق وتشن منها هجمات على قواته.
كما أفيد باستشهاد صحافي إثر استهداف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية خيمة للصحافيين في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة. وتسببت الغارة في إصابة عدد آخر بجروح واشتعال خيمة الصحافيين. وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن عدد الصحافيين الشهداء في القطاع ارتفع الآن إلى 163 شهيدا منذ بدء العدوان.
وفي السياق، اعلن الجيش الاسرائيلي وفاة اسيرين لدى “حركة ح” هما الكسي دنتينغ ويغيف بوختشق وتحتجز الحركة جثمانيهما.
ورأت “معاريف” انهما قتلا في عملية للجيش الاسرائيلي في خان يونس مطلع العام.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :