افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 22 حزيران 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 22 حزيران 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

توضيح قبرصي غير كافٍ: لا سيادة لنا على القواعد البريطانية

لم تتوقّف أصداء التحذير الذي وجّهه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله إلى قبرص في كلمته الأخيرة، بأنها ستكون في عين أي حرب يشنّها العدو على لبنان وتُستخدم فيها قواعد ومطارات الجزيرة. ولليوم التالي، واصلت الحكومة القبرصية تقديم توضيحات تركّز على أنها غير متورطة في أي صراعات عسكرية وستظل كذلك، وأن المسؤولين القبارصة لا يسمحون بأن تكون بلدهم منصة لاستهداف دولة أخرى.وعلمت «الأخبار» أن خطاب نصرالله تزامن مع زيارة وفد من المخابرات القبرصية برئاسة نائب مدير الاستخبارات القبرصية إلى بيروت، ومواعيد محدّدة مسبقاً مع مديرية المخابرات في الجيش لبحث موضوع الهجرة غير الشرعية حصراً. لكنّ الوفد، عاد وطلب مقابلة المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وبحث معه تصريحات نصرالله. وكرّر الوفد للبيسري موقف بلاده بعدم السماح «لأي دولة باستخدام أراضيها وقواعدها الجوية لتهديد لبنان، وأنه لا صحة على الإطلاق لوجود قرار بوقف منح اللبنانيين تأشيرات لدخول الجزيرة». وأشار الوفد إلى «وجود قاعدتين بريطانيتين على الجزيرة لا تخضعان لسيادة الحكومة القبرصية».

وفي بيروت، قالت مصادر رفيعة المستوى إن «المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الحكومة التي لم تقدم على أي خطوة دبلوماسية تُعبّر عن موقف لبنان من المناورات التي أجراها الجيش الإسرائيلي في مدينة بافوس (على الساحل الجنوبي الغربي لقبرص) استعداداً لـحرب مع لبنان، علماً أن المناورات جرت مرتين». واعتبرت المصادر أن «الإهمال الرسمي لهذا الملف، هو ما دفع بنصرالله إلى إعلان هذا الموقف للمرة الأولى». وأكدت المصادر أن أي اتصال لم يحصل بين القبارصة وحزب الله منذ التصريحات، برغم أن العلاقات قائمة بين الجانبين.

وجاءت الاتصالات الخاصة بالملف القبرصي بالتزامن مع تحذيرات إضافية من إمكانية نشوب حرب كبيرة، كان آخرها على لسان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي شدّد أمس على أنه «يجب ألا يصبح لبنان غزة أخرى» مندّداً بما وصفه بـ«الخطاب العدائي» لإسرائيل وحزب الله الذي يثير مخاوف من كارثة لا يمكن تصورها. وتابع أنه «يشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، مضيفاً أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تعمل على تهدئة الوضع ومنع التقديرات الخاطئة». بينما نقلت هيئة البث الإسرائيلية أمس أن «إسرائيل ستُعلن هزيمة حماس واحتمال توسيع المواجهة مع لبنان».

 

الشيوعي القبرصي يحذّر

وظلّ تحذير نصرالله، يتفاعل في قبرص. فبعد رئيس الدولة والمتحدث باسم الحكومة، أعاد وزير الخارجية كونستانتينوس كومبوس، أمس، التأكيد أن «قبرص ليست منخرطة في أي عمليات عسكرية يُمكن أن تُبرّر مثل هذه التهديدات». وقال إن «التهديدات لا أساس لها من الصحة. لقد عملنا بنشاط منذ أشهر لتقديم الدعم لأهل غزة، بالتعاون مع مختلف الدول والأمم المتحدة. لذلك نحن مندهشون بنفس القدر من مزاعم نصرالله، لأنها لا علاقة لها بتصرفات قبرص أو مبادئها». وأوضح الوزير أن حكومته اتخذت جميع الإجراءات الدبلوماسية اللازمة لمعالجة الوضع، مشيراً إلى الدعم والتضامن اللذين عبّرت عنهما «السلطات اللبنانية والاتحاد الأوروبي واليونان والولايات المتحدة ودول أخرى»، وفق صحيفة «CyprusMail» الناطقة بالإنكليزية. وفي هذا السياق، قال مصدر قبرصي لـ«رويترز» إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصل بالرئيس القبرصي لـ«شكره على ردّه الدبلوماسي المُعتدل»، مشيراً إلى أن ميقاتي خاطبه بكلمة «صديقي العزيز».

وفد أمني قبرصي زار بيروت نافياً وقف التأشيرات، ولا اجتماعات بينه وبين حزب الله

 

وعكس تقرير لوكالة «رويترز» مزاج الشارع، ونقل عن قبارصة ومقيمين على الجزيرة أنهم شعروا بالقلق بعد تهديد نصرالله، معتبرين أن لا شأن لهم بالحرب الدائرة شرق قبرص، ولا يريدون أن تطاولهم. فيما صدر موقف لافت عن الحزب الشيوعي المعارض، ثاني أكبر حزب في الجزيرة، الذي شدّد على وجوب أن تكون قبرص «جسراً للسلام والتعاون، وليس قاعدة حرب أو ساحة تدريب لأي جيوش أجنبية» وأضاف: «إن نضال قبرص يهدف إلى التخلص من الجيوش الأجنبية في جزيرتنا، وأي وجود عسكري أجنبي في الجزيرة لا يُضيف الأمن إلى شعبنا، بل يزيد المخاطر والأعداء». وأكد الحزب الشيوعي أن «من واجب قبرص ومصلحتها ألّا يكون لها أي نوع من التّورط في خطط إثارة الحرب التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية وحلفاؤها»، مطالباً بـ«موقف حازم تجاه المملكة المتحدة في ما يتعلق بمشاركة القواعد البريطانية في العمليات العسكرية الإسرائيلية، الأمر الذي يُضاعف المخاطر التي يتعرض لها شعبنا».

 

العدو يؤكد التعاون العسكري

من جانبه، لم يبادر العدو إلى أي خطوة لتخفيف الإحراج عن حكومة قبرص، ونشرت وسائل إعلام ما يمكن اعتباره تأكيداً للمخاوف التي عبّر عنها حزب الله. ونقلت القناة 13 عن موشيه شلومنسكي، وهو مسؤول سابق عن إذاعة جيش الاحتلال قوله: «نتيجة تجربتي الطويلة، نصرالله لم يتحدث عبثاً في موضوع قبرص فهو يدرك شيئاً ما وكلامه دائماً يستند إلى أدلة وهو يعرف عن ماذا يتحدث».

وفي تقرير قدّمه أور هيلر، المراسل العسكري للقناة نفسها، جرى الحديث عن «تحالف استراتيجي قام في السنوات الأخيرة مع قبرص واليونان، وهي دول تقع مقابل لبنان وسوريا، وقد أجرى الجيش الإسرائيلي مرات عدة وبشكل علني مناورة على احتلال قبرص بآلاف جنود الجيش الإسرائيلي والطائرات والسفن والقوات الخاصة في محاكاة لحرب ضد لبنان، وفي شهر أيار من العام الفائت أجريت مناورة (سماء زرقاء) في قبرص كانت تحاكي هجوماً في العمق اللبناني، بالإضافة إلى ذلك فإن الموساد والشاباك لديهما علاقة وثيقة جداً مع الاستخبارات القبرصية».

***************************

افتتاحية صحيفة البناء:

نتنياهو يربط النصر في غزة والردع في لبنان بتلبية طلباته من السلاح الأميركي

هنية: محور المقاومة عمق استراتيجي من لبنان والعراق وسورية واليمن وإيران
المقاومة منفتحة لكنها متمسكة بشروطها ومستندة إلى ربط تهدئة الجبهات بجبهتها
 

 

رغم استمرار حملة الترويج والتسويق لنظرية الاستعداد لحرب كبرى يشنها جيش الاحتلال على لبنان، بينما هذا الجيش يحصد المزيد من الفشل على جبهتي غزة ولبنان، وهو يواجه أوضاعاً داخلية ولوجستية ومعنوية، تجعل الأمل بفوزه في حربه على الجبهتين أقرب للاستحالة، ومن خلفه حكومة تترنّح وشارع منقسم ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو يحذر من خطر حرب أهلية، جاء حديث نتنياهو عن ربط القدرة على تحقيق نصر حاسم في غزة والنجاح بفرض معادلة الردع على جبهة لبنان بالحصول على طلباته من السلاح الأميركي، بما وصفه متابعون لأوضاع الكيان، جدول أعمال زيارة نتنياهو إلى واشنطن وموضوع خطابه أمام الكونغرس، وتمهيد لمضمون بند جديد في حملة الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح المنافس رئاسياً للرئيس الأميركي جو بايدن، بحيث بات لدى نتنياهو نص وخطاب يبرر به تأخر النصر في غزة والحرب على لبنان.
عن مسارات الحرب والمفاوضات، تحدّث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، خلال استضافته كضيف شرف في منتدى التفكير الاستراتيجي، وقد شرح هنية في مداخلته كيف صنع صمود الشعب في غزة وصبره من جهة وبسالة المقاومة ومهارتها وثبات مجاهديها، من جهة مقابلة، معادلة جعلت التفاوض طريقاً وحيداً لاستعادة الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة، بعدما فشلت الحرب في القضاء على المقاومة كما فشلت في استعادة الأسرى. واستخلص أن هذا هو الأساس الذي أفضى لتقديم العرض المصري القطري برعاية أميركية، وهو الأساس الذي جعل المقاومة قادرة على إعلان موافقتها على هذا العرض، مما أربك الجانبين الأميركي والإسرائيلي، وبالرغم من تسبب الرفض الإسرائيلي بإطاحة الفرصة لوقف الحرب وإنجاز التبادل، إلا أن هذا الرفض أظهر المقاومة كطرف حريص على إنهاء النزيف الدموي الذي تسببت به الحملة الحربية الإجرامية التي شنها جيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني خلال شهور طويلة دون جدوى، وبقيت خلالها أهدافه عصيّة على التحقيق.
ميّز هنية بين مفردات المقاومة في القول بالموافقة على العرض التفاوضي والنظر بإيجابية نحو كلام الرئيس الأميركي جو بايدن، والترحيب بقرار مجلس الأمن الدولي، حيث النظر بإيجابية، والترحيب تعبير عن فتح الطريق للتفاوض، بينما أبدت المقاومة استعداداً للتوصل الى اتفاق، معتبراً هذا الاستعداد بمثابة التعامل مع النصف المليء بالكوب وقطعاً للطريق على محاولات فرض الحصار على المقاومة وتحميلها مسؤوليّة إطاحة فرص التوصل إلى حل، وتوقف أمام النص الذي وصل إلى المقاومة بعد كلام الرئيس بايدن، وقال إنه الملاحظات الإسرائيلية على العرض الذي قبلته المقاومة، وليس فيه كل الكلام الذي قاله بايدن عن وقف الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة، لكن المقاومة أبقت موقفها في دائرة الإيجابية وجاء قرار مجلس الأمن يترجم بقوة أكبر مطالبها عن إنهاء الحرب والانسحاب وإعادة الإعمار، وحتى الآن حكومة الكيان لم تقل كلمة واحدة عن قبولها بالقرار ولو كأساس صالح للتفاوض، بحيث لم يعد ممكناً حشر المقاومة في الزاوية، فخرجت المقاومة أقوى سياسياً بمثل ما هي أقوى في الميدان، وشعبها موحّد حولها مقابل تفكك الكيان وتحذير رئيس حكومته من خطر الحرب الأهلية. وقال هنية إن المقاومة في غزة تشعر بأهمية ما مثله لها محور المقاومة، من لبنان الى سورية والعراق واليمن وإيران من عمق استراتيجي، وأهمية ما قدّمه الالتزام الثابت لقوى المقاومة في جبهات الإسناد باعتبار أن التهدئة على كل الجبهات ترتبط بالنجاح في إنهاء العدوان على غزة عبر الاتفاق مع المقاومة فيها، بحيث أصبح التفاوض الوحيد المتاح للتهدئة في كل الجبهات التي تضغط على الكيان وحلفائه وتسبّب لهم الألم والإحراج، مرتبطاً حصراً بالنجاح في التفاوض مع المقاومة في غزة.

وطغت حملات التسويق الدبلوماسية والإعلامية لحرب إسرائيلية واسعة على لبنان، على المشهد الداخلي، وضعتها مصادر معنية في إطار الحرب النفسية على المقاومة وبيئتها وللضغط على الحكومة اللبنانية. ولفتت المصادر لـ»البناء الى «أن احتمال العدوان الإسرائيلي الشامل على لبنان بات مستبعداً الى حدٍ كبير بعد خطاب الردع للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي شكل منظومة من معادلات الرد في البر والجو والبحر، حيث إن القادة الإسرائيليين يفهمون ما كشفه السيد نصرالله من معادلات، والتي تتلخص بأن المقاومة استعدّت للحرب الشاملة ولم تعد تتجنب حصولها وتخشى تداعياتها، بل باتت لديها جرأة بخوضها وثقة بالانتصار فيها».
وحذر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو المسؤولين الأميركيين من أن إعاقة إرسال الأسلحة لـ»إسرائيل» سيقود إلى وضع يقرب الحرب مع «حزب الله». وأشارت صحيفة «إسرائيل هيوم» إلى أن التحذير الخطير الذي أطلقه رئيس الوزراء جاء في محادثات مغلقة مع كبار مسؤولي الإدارة بشأن حرب محتملة في لبنان، لكن رئيس الوزراء وفق الصحيفة حذر أيضاً صراحة في المحادثات مع الأميركيين من أن التأخير في الأسلحة لن يؤدي إلا إلى تقريب الحرب الشاملة مع حزب الله».
وعلمت «البناء» أن مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى أجروا سلسلة اتصالات بمسؤولين لبنانيين لاحتواء أي تصعيد يؤدي الى انفجار الوضع الأمني على الحدود، كما أجرى مسؤولون أميركيون اتصالات بمسؤولين إسرائيليين للغاية نفسها. ولفتت أوساط دبلوماسية لـ»البناء» الى أن انفجار الوضع ليس من مصلحة أحد سوى حكومة بنيامين نتنياهو الذي من مصلحته أخذ المنطقة الى الحرب لخلط الأوراق و»تكبير الحجر» لتقليص حجم التداعيات على الكيان الإسرائيلي وقد تشكل طوق نجاة له في ظل المأزق الاستراتيجي الذي حبس نفسه فيه.
وفي سياق ذلك، تحدّث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، مع وزير الخارجيّة أنتوني بلينكن، أمس (أمس الأول) في واشنطن. وخلال اللقاء، شدّد بلينكن على «أهمية تجنُّب تصعيد جديد في لبنان من خلال حلّ ديبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية التي نزحت بسبب تبادل إطلاق النار على الحدود، بالعودة إلى ديارها».
بدورهأ، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، أن «وزير الخارجية ديفيد كاميرون تحدّث مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ليعرب عن قلقه بشأن تصعيد التوترات مع «إسرائيل» وزيادة احتمالات الخطأ بالحساب».
وأكد كاميرون، بوضوح على أن «اتساع رقعة الصراع ليس في مصلحة أحد»، مشدداً على أن «بريطانيا تريد أن تشهد حلاً سلمياً عن طريق التفاوض على تسوية».
وكان قد تلقّى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اتصالًا من وزير الخارجيّة البريطانيّة، جرى خلاله البحث في العلاقات بين البلدين والوضع في لبنان والمنطقة.
وأعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، «أننا نعمل مع شركائنا على خفض التصعيد في جنوب لبنان، وهذا سبب آخر لوقف الحرب في غزة»، وقال ألباريس في تصريح اليوم: «حذّرنا مراراً من التصعيد عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية»، مشدداً على أنه «لا يمكن السماح باتساع دائرة العنف في الشرق الأوسط».
بدوره، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي عن القلق البالغ جراء التصعيد العسكري في لبنان.
وأكدت الحكومة القبرصية بأنها تُعتبر مزوداً موثوقاً بالاستقرار ومركزاً إقليمياً معترفاً به في العمليات الإنسانية، مع الحفاظ على علاقات متميزة مع الدول المجاورة كافة. وركزت في بيان على أن قبرص تسعى دائماً إلى تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين من خلال الحوار والوساطة الدبلوماسية، ملتزمة بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأبرز البيان العلاقات المتميزة بين قبرص ولبنان، مشيراً إلى زيارات عدة لمسؤولين قبرصيين لبيروت وتقديم حزمة مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي لدعم استقرار لبنان.
وفيما سجلت حملة سياسية وإعلامية محلية وعربية وغربية ضد حزب الله وحول استعداد «إسرائيل» لعدوان على لبنان لبثّ الرعب في نفوس اللبنانيين وفي بيئة المقاومة تحديداً، وضرب الموسم السياحيّ، سجّلت حركة مطار بيروت الدولي ارتفاعًا في عدد الرّكاب خلال شهر حزيران الحالي، إذ وصل عدد الوافدين إلى المطار حتّى يوم عيد الأضحى المبارك إلى ما يوازي 17023 وافدًا، بزيادة نسبتها 124% مقارنةً بعدد الوافدين المسجَّل في التّاريخ عينه من شهر أيّار الماضي، إذ بلغ عدد الوافدين إلى لبنان 7577 وافدًا. ويؤكّد معنيّون أنّ هذا الرّقم جيّد جدًّا، إذ أنّ شهر حزيران لا يُعتبر من أشهر الذّروة بالنّسبة لحركة المسافرين.
على الصعيد الميداني، واصلت المقاومة دك مواقع قوات الجيش الإسرائيلي وحصونه، وشنّت المقاومة هجومًا جويًا بسرب من ‏المسيرات ‏الانقضاضية على موقع رأس الناقورة البحري مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود العدو ‏وأصابت ‏أهدافها بدقة، وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة ودمّرت جزءًا من الموقع. ‏كما استهدفت موقع «رويسة القرن» في مزارع شبعا ‏اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة، وموقع «الرمثا» في تلال كفرشوبا اللبنانية ‏المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة. وموقع «السماقة» في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية ‏وأصابته إصابة مباشرة. كما استهدفت المقاومة ‏موقع «زبدين» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية ‏وأصابته إصابة مباشرة. وشنّ مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية هجومًا جويًا بمسيّرة انقضاضيّة استهدفت مربض مدفعية العدو ‏في الزاعورة وأصابت هدفها بدقة.
الى ذلك، ترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك جلسة السينودوس الختامية بعد خمسة أيام على التئام السينودوس في مركز لقاء الربوة. ودعوا في بيان المسؤولين إلى «يقظة ضمير والمبادرة الى انتخاب رئيس جمهوريّة بأسرع وقت». ولفتوا إلى «خطورة الحصار الاقتصاديّ المفروض تعسّفًا على سورية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشيّة ودفع الكثير من السوريّين إلى الهجرة بحثًا عن فرص أفضل».

*****************************

افتتاحية صحيفة النهار


كثافة تحذيرات دولية… جبهة لبنان الأولوية “الأخطر”

 

وسط استمرار تفاعل ترددات التهديدات التي وجهها  السيد نصرالله إلى قبرص والتي حشرت لبنان في ازمة مربكة جديدة ولو قلل منها مسؤولوه المحرجون، وجد لبنان نفسه مساقاً الى رصد دقيق لمجريات التحركات الديبلوماسية الخارجية ولا سيما منها على الخط الأميركي الإسرائيلي حيث بدا لافتاً أن اخطار الحرب في لبنان باتت تحتل الأولوية على هذا الخط. ولا يبعث التطور المتمثل بتقدم ملف الجبهة اللبنانية إلى أولويات المحادثات والاتصالات والمواقف الأميركية والإسرائيلية على الاطمئنان بل على العكس تماماً، إذ إنه تطور مقلق ينذر بتعاظم احتمالات خطر اندلاع الحرب الشاملة التي يظهر الجانب الأميركي تحديداً اندفاعاً قوياً لمنع حصولها ولكن التطورات الميدانية الأخيرة التي واكبت جولة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بين تل ابيب وبيروت أبرزت تراكم المزيد من التعقيدات أمام المسعى الأميركي ولو أن الأيام التي تلت جولة هوكشتاين أظهرت عودة الطرفين، إسرائيل و”الحزب”، الى التقيد بوضوح بقواعد اشتباك غير معلنة تحت ستار تصعيد الحرب الكلامية بينهما.

 

تبعاً لذلك، ثمة معنيون برصد المشهدين الديبلوماسي والميداني يعتقدون أن واشنطن لا تزال قادرة على ضبط الوضع والحؤول دون انفجار الحرب الكبيرة ولذا تشهد واشنطن زحمة محادثات مع مسؤولين إسرائيليين في مفارقة غريبة إذ تترافق هذه الحركة مع تدهور في علاقة البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.


 

وفي هذا السياق وفي ما فسر بأنه ابتزاز مكشوف لواشنطن، حذر نتنياهو المسؤولين الأميركيين من أن إعاقة إرسال الأسلحة لإسرائيل سيقود إلى وضع يقرب الحرب مع “الحزب”. وأشارت صحيفة “إسرائيل هيوم” إلى أن التحذير الخطير الذي أطلقه رئيس الوزراء جاء في محادثات مغلقة مع كبار مسؤولي الإدارة بشأن حرب محتملة في لبنان، وكذلك أسباب الضغوط غير المسبوقة التي يمارسها نتنياهو على الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته. كما لفتت إلى أن على مدى ثلاثة أشهر، ظل مسؤولون كبار في مؤسسة الدفاع يحذرون من تباطؤ كبير في شحنات الأسلحة، وفي المحادثات مع الأميركيين أعربت إسرائيل عن عدم رضاها عن التأخير المستمر، لكن رئيس الوزراء حذر أيضًا صراحة في المحادثات مع الأميركيين من أن التأخير في الأسلحة لن يؤدي إلا إلى تقريب الحرب الشاملة مع “الحزب”. وقالت: “هذه التحذيرات يطلقها نتنياهو ومسؤولون كبار آخرون في المؤسسة الأمنية لنظرائهم، لكن الأميركيين ينفون حتى الآن المشكلة أو يعلنون أنهم سيتعاملون معها دون أي تغيير”. وأفاد كبار القادة السياسيين بأن الضغط العلني الذي يمارسه نتنياهو حالياً هو وحده الذي قد يؤدي إلى إطلاق عملية إرسال الشحنات المتأخرة.

 

وتحدّث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن،اول من أمس في واشنطن. وخلال هذا اللقاء، أكد بلينكن “التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل”، وفق ما قال المتحدث باسمه ماثيو ميلر. وأضاف ميلر أنّ بلينكن شدّد أيضاً على “أهمية تجنُّب تصعيد جديد في لبنان من خلال حلّ ديبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية التي نزحت بسبب تبادل إطلاق النار على الحدود، بالعودة إلى ديارها . ومن المنتظر أن يلتقي وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في واشنطن، الأحد ، بكبار مسؤولي السياسة الخارجية والدفاع الأميركية، في مهمة تستمر ثلاثة أيام، لمناقشة رأب الصدع الذي أحدثته انتقادات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، حول تأخر الأسلحة الأميركية، وتطورات الحرب في غزة، واحتمالات نشوب حرب مع الحزب في لبنان.


 

وفي غضون ذلك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه العميق بشأن التصعيد بين إسرائيل و”الحزب”. وأضاف: “شعوب العالم لا يمكن أن تتحمّل أن يصبح لبنان غزة أخرى، والعديد من الأرواح فقدت على جانبي الخط الأزرق وعشرات الآلاف من الأشخاص نزحوا”، متابعا “قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تعمل على خفض التوتر بين إسرائيل و”الحزب” وتساعد في منع التقديرات الخاطئة”.كما شدّد على أنّه “على كلّ الأفرقاء الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701″، لافتاً إلى أنّه “لا يوجد حلّ عسكري للأوضاع المتوترة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية”.ورأى أن “العالم يجب أن يقول بصوت عال وواضح إن التهدئة الفورية في غزة ليست ممكنة فحسب بل إنها ضرورية”.

 

وعلى المسار الأوروبي، أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بدوره “أننا نعمل مع شركائنا على خفض التصعيد في جنوب لبنان وهذا سبب آخر لوقف الحرب في غزة”. وقال ألباريس في تصريح امس : “حذّرنا مراراً من التصعيد عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية” مشددا على أنه “لا يمكن السماح باتساع دائرة العنف في الشرق الأوسط”.

كما ان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اعرب عن القلق البالغ جراء التصعيد العسكري في لبنان. ودعا البديوي في بيان “جميع الأطراف المعنية للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحرب وتداعياتها”.ودان البيان “إعلان قوات الاحتلال الإسرائيلية عن إقرار خطة لشن هجوم على لبنان، مشدداً على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 الداعي لوقف كافة العمليات العسكرية في لبنان”. وأكد “موقف مجلس التعاون لدول الخليج العربية الثابت تجاه لبنان وفقا لما أقره المجلس الأعلى في دورته الـ44 (كانون الأول 2023 – الدوحة) بشأن وقوف مجلس التعاون مع الشعب اللبناني الشقيق ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه”.


 

وفي السياق أعلنت برلين امس أن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ستتوجه إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل وسيكون لبنان ضمن جولتها .

 

وعلى صعيد التحركات الداخلية ذات الصلة بوضع الجنوب، التقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب تباعاً كلاً من السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت والسفيرة الاميركية ليزا جونسون. وأكد خلال هذه اللقاءات “موقف لبنان الثابت بالمطالبة بالتطبيق الكامل والشامل للقرار ١٧٠١ كما ضرورة اعتماد مقاربة جديدة أكثر فعالية لملف النزوح السوري في لبنان”. وكانت لافتة زيارة السفير الإيراني في بيروت لبكركي حيث استقبله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لأكثر من ساعة ولم يدل بعد الزيارة باي تصريح .

 

أما في الازمة التي تسببت بها تهديدات الامين العام لـلحزب للدولة القبرصية، فأكدت الحكومة القبرصية امس بأنها “تُعتبر مزوداً موثوقاً بالاستقرار ومركزاً إقليمياً معترفاً به في العمليات الإنسانية، مع الحفاظ على علاقات متميزة مع الدول المجاورة كافة”. وركزت في بيان على أن “قبرص تسعى دائماً إلى تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين من خلال الحوار والوساطة الدبلوماسية، ملتزمة بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأبرز البيان العلاقات المتميزة بين قبرص ولبنان، مشيراً إلى زيارات عدة لمسؤولين قبرصيين لبيروت وتقديم حزمة مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي لدعم استقرار لبنان”.


في المقابل، أفادت معلومات أن قبرص ستبلغ الأوروبيين الاثنين المخاطر المحدقة بعد تهديدات “الحزب”.

***********************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

تحرّك دولي يُلاقي مسعى واشنطن لمنع الحرب… والتعاون الخليجي لضبط النفس

الميدان العسكري في تدرّج متصاعد على امتداد الحدود الجنوبية التي شهدت عنفاً ملحوظاً في الساعات الاخيرة، تكثفت فيه الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، ورفع “الحزب” وتيرة عملياته ضد مواقع الجيش الاسرائيلي والمستوطنات. فيما تقاطعت كل القراءات لهذا المشهد على انّ استمرار على هذا النحو التصاعدي يُنذر بمخاطر. لكن ما هو أخطر من الميدان العسكري، هو الميدان الموازي الذي أُنشِئت فيه منصات في الداخل وما وراء البحار، لوظيفة محددة؛ إعدام احتمالات التبريد، وضخّ التخويف وسيناريوهات حربية مرعبة، وتبنّي فرضية أنّ الحرب الاسرائيليّة الواسعة على لبنان واقعة لا محالة، وتفترض انّ عنف المواجهات القائمة في المنطقة الحدودية، مؤشّر على أنّ جبهة الجنوب بدأت تتدحرج بسرعة نحو الحرب الواسعة، وأن التهديدات التي تتوالى من مستويات سياسية وعسكرية اسرائيلية أطلقت العد التنازلي لإشعال هذه الحرب!


ضوابط

ما من شك أن ليس في استطاعة أحد أن يتنبّأ بمجريات الميدان العسكري مع تصاعد عمليات “الحزب” والاعتداءات الاسرائيلية، ولكن هذه المجريات وبرغم التصعيد والتهديدات، لا تجاري النظريات المتشائمة، وتؤكد ذلك العمليات الحربية المتواصلة من كلا الجانبين التي ما زالت مضبوطة بوتيرة تعلو وتهبط، تحت سقف «قواعد اشتباك» او «توازن الردع»، وضمن حدود معيّنة لم يتجاوزها طَرفا الصراع على مدى تسعة أشهر من المواجهات برغم الضراوة التي تَتسِم فيها بين حين وآخر.

 

وما من شك أيضاً أنّ صوت التهديدات في هذه الفترة أعلى بكثير من صوت المواجهات في الميدان، وما يقترن معها من حراكات لاحتواء التصعيد، الا انّ هذه التهديدات لم ترقَ حتى الآن الى الترجمة الميدانية لها بعمل عسكري واسع. ومردّ ذلك، كما يقول ناشطون على خط مساعي التهدئة والتبريد، الى «الكارت الاحمر» الذي ترفعه واشنطن في وجه الحرب، والمستوى العالي من جدية الحراك الذي تقوده لمنع اشتعالها، وكذلك الى محاذرة طرفي الميدان العسكري تجاوزه وتوسيع دائرة الصراع الى حرب يدركان أثمانها وأكلافها الباهظة إن خرجت عن السيطرة.

 

واذا كانت واشنطن قد أرسلت إشارات مباشرة وغير مباشرة حول جدية التهديدات الاسرائيلية، الا انها في الوقت نفسه، وفق ما استخلصته «الجمهورية» من مُطّلعين على حركة الديبلوماسية الاميركية، أبلغت الى جميع الاطراف بما يفيد بأنّها لن تسمح بانزلاق جبهة لبنان إلى حرب تداعياتها شاملة بمخاطرها وأكلافها، وهو ما دفع الادارة الاميركية الى التحذير المباشر والصريح عبر البيت الابيض ووزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون من أنّ نتائجها ستكون وخيمة على جميع أطراف الحرب.


 

مهمة هوكشتاين مستمرة

وبحسب معلومات هؤلاء المطلعين فإنّ واشنطن في حراكها تجاوزت التهديدات، وقطعت شوطا ايجابيا في ضبط الجبهة الجنوبية تحت سقف ما تعتبرها فرصة ما تزال قائمة لبلوغ حل سياسي يَلي انتهاء الحرب في غزة. وضمن هذا السياق، تندرج لقاءات وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن مع مسؤولين اسرائيليين، وكذلك مهمة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين التي لم تنته، وفق ما تفيد تقارير اميركية بأنه يواصل مَسعاه لاحتواء التصعيد على جبهة لبنان، وخصوصاً مع الجانب الاسرائيلي، حيث انّ الصورة واضحة للاميركيين من الجانب اللبناني، وهوكشتاين سمع في بيروت ما سبق له ان سمعه في محطات سابقة، وما جرى التأكيد عليه في الرد اللبناني الرسمي على الورقة الفرنسية لناحية انّ لبنان لا يريد الحرب ولا يسعى إليها. وبتعبير أوضح انّ “الحزب” برغم عنف المواجهات لا يسعى الى الحرب الواسعة، وأمينه العام السيد نصرالله قال بوضوح في وجه ما يُطلق من تهديدات بأن “الحزب” لا يريد الحرب الشاملة، ولكن إن فرضت هذه الحرب، فسيخوضها الحزب بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف».

 

بلينكن: الحل السياسي

في هذه الاجواء، تتكثف الاتصالات الاميركية مع المسؤولين الاسرائيليين، حيث أعلن امس عن انّ وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن التقى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في واشنطن. وقال المتحدث باسم وزير الخارجية الاميركية ماثيو ميل انّ بلينكن أكد «التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل»، وشدد ايضا على «أهمية تجنُّب تصعيد جديد في لبنان من خلال حلّ ديبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية التي نزحت بسبب تبادل إطلاق النار على الحدود، بالعودة إلى ديارها».


وكانت الخارجية الأميركية قد اكدت انّ التوصّل لأيّ تسوية بشأن لبنان صعب من دون وقف النار في غزة، مشددة على انّ “الحزب” يجب أن يتوقف عن التهديدات والسعي لتسوية.

 

تغليب الديبلوماسية

على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو الحركة الديبلوماسية الغربيّة الموازية للمسعى الاميركي، تلاقي رغبة واشنطن بخفض التصعيد ومنع الانزلاق الى حرب واسعة، وفق ما تؤكده لـ«الجمهورية» مصادر ديبلوماسية غربية رفيعة. التي كشفت ما يفيد بأنّ القنوات الديبلوماسية الفرنسية والبريطانية على وجه الخصوص، شهدت كثافة اتصالات ملحوظة مع بيروت وتل ابيب، ورسائل مباشرة بتلافي خيار الحرب، وتقاطعت عند تغليب الحل الديبلوماسي في جنوب لبنان، كنتيجة مباشرة لوقف الحرب في غزة، على النّحو المحدّد في مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن.

 

وفي تقدير المصادر الديبلوماسية عينها ان لا سقف زمنياً محدداً لبلوغ هذه الغاية، ولكن التعجيل بذلك، متوقّف على نجاح الوساطة المصرية والقطرية مع “حركة ح” لِحَملها على الموافقة على المبادرة الاميركية». ولكن عندما تسأل المصادر عن موقف اسرائيل الحقيقي من هذه المبادرة، لا تؤكد او تنفي موافقة اسرائيل على مبادرة الرئيس الاميركي، بل تكتفي بالقول ان واشنطن على تواصل مكثّف مع الاسرائيليين.

 

الحل في إسرائيل

غير انّ مصدرا ديبلوماسيا لبنانيا أكد لـ«الجمهورية» انّ كرة الحل في ملعب اسرائيل، والأميركيون راغبون في خفض التصعيد على جبهة الجنوب، كإجراء مساعد لبلوغ حل سياسي في جنوب لبنان، وقد أبلغونا بوضوح بأنّ انتهاء الحرب في غزة يعجّل بالحل السياسي.

 

وحول التهديدات الاسرائيلية بعمل عسكري ضد لبنان، قال المصدر: الاميركيون قلقون من هذه التهديدات، الا انهم لا يجزمون بوقوعها، بل هم يغلّبون الحل السياسي، وهوكشتاين قال بوضوح ان هذا الحل في متناول اليد، ربطاً بمبادرة بايدن التي يؤكد الاميركيون انها ستجد طريقها الى التطبيق في نهاية الأمر.

 

ولدى سؤاله: ولكن ما الذي يؤخّر سريان المبادرة الاميركية؟ أجاب المصدر: لم يطرح الاميركيون مبادرة لتسقط، فهم يعوّلون على نجاح الوساطة المصرية والقطرية مع “حركة ح”، ولن يفشلوا في حمل حكومة نتنياهو على تليين موقفها والانخراط بمسار الحل التي ترى واشنطن انّ فيه مصلحة لإسرائيل، والضغط الاميركي واضح في هذا الاتجاه. وتِبعاً لذلك، اعتقد انّ الصورة ستتبلور ضمن حدود زمنية لا يفترض انها بعيدة.

 

وخَلُص المصدر الى القول: قد تبدو “حركة ح” متصلّبة حيال المبادرة الاميركية، لكن هذا امر مبرر في موازاة التصلب الاسرائيلي وعدم تجاوب نتنياهو وحكومته المتطرفة مع الجهود الرامية الى وقف الحرب. ولعل هذا الامر واحد من الاسباب الخفية الكامنة خلف احتدام الكباش بين ادارة بايدن ونتنياهو، الذي يتهمه مسؤولون كبار في الادارة الاميركية بأنه يمارس عملية ابتزاز علنية للرئيس بايدن على باب الانتخابات الرئاسية.

وكانت صحيفة «اسرائيل هيوم» قد كشفت، في تقرير امس، انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي حذّر المسؤولين الأميركيين من «أن إعاقة إرسال الأسلحة لإسرائيل لن يؤدي الا الى تقريب الحرب الشاملة مع “الحزب”. واشارت الصحيفة الى «أن التحذير الخطير الذي أطلقه نتنياهو جاء في محادثات مغلقة مع كبار مسؤولي الإدارة بشأن حرب محتملة في لبنان، وكذلك أسباب الضغوط غير المسبوقة التي يمارسها نتنياهو على الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته».

 

لا لحرب ثالثة!

واذا كانت التهديدات الاسرائيلية قد فعلت فعلها، وأشاعت اجواء قلق كبرى في الاوساط الداخلية، من تكرار التجارب الحربية الاسرائيلية ومآسيها على لبنان واللبنانيين، التي لم تُمح من الذاكرة بعد، الّا انّ قيام الحرب ما زال أضعف الاحتمالات، وفق ما يقول مرجع سياسي لـ«الجمهورية»، الذي يدعم قوله هذا بسببين:

 

الأول، وهو المنع الاميركي لهذه الحرب، حيث انه منعٌ أكيدٌ وحازمٌ، فواشنطن منخرطة في حربين كبريين، الأولى في اوكرانيا والثانية في غزة، وكلا الحربين بلغتا الافق المسدود. وتِبعاً لذلك لا تستطيع ان تماشي او تقبل بالانخراط بصورة مباشرة او غير مباشرة في حرب ثالثة من شأنها ان تفتح الأفق على تحولات غير محسوبة، فكيف اذا كانت هذه الحرب في منظورها، في غير مصلحة اسرائيل، ومن شأنها أن تلحق اضرارا كبرى بها.

 

اما السبب الثاني، يقول المرجع عينه، فيعبَّر عنه من داخل اسرائيل، حيث ينبغي هنا التمعّن ملياً في ما يعكسه الاعلام الاسرائيلي ومستويات سياسية وعسكرية اسرائيلية من أن الجبهة الداخلية غير جاهزة للحرب.

 

تحرّك ألماني

وفي سياق متصل، تصل الى بيروت الاسبوع المقبل وزيرة الخارجية الالمانية انالينا بيربوك ضمن جولة لها في المنطقة. تقودها الى اسرائيل الاثنين، ثم الى لبنان، لإجراء محادثالت حول سبل تهدئة الوضع في جبهة جنوب لبنان.

 

تحذير إسباني

الى ذلك، اعلن وزير خارجية اسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، في تصريح امس، «أننا نعمل مع شركائنا على خفض التصعيد في جنوب لبنان، وهذا سبب آخر لوقف الحرب في غزة». وقال: حذّرنا مراراً من التصعيد عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، ولا يمكن السماح باتّساع دائرة العنف في الشرق الأوسط.

 

دعم خليجي

ومن الجانب العربي، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي عن القلق البالغ جرّاء التصعيد العسكري في لبنان. ودعا البديوي، في بيان، كافة الأطراف المعنية للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحرب وتداعياتها. ودانَ إعلان قوات الاحتلال الإسرائيلية عن إقرار خطة لشن هجوم على لبنان، مشدداً على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 الداعي لوقف كافة العمليات العسكرية في لبنان.

 

وأكد الأمين العام ضرورة الامتثال لقرار مجلس الأمن رقم 2735 الصادر في 10 حزيران الجاري بشأن ايقاف إطلاق النار وإنهاء كافة الأعمال العسكرية في قطاع غزة. كما أكد موقف مجلس التعاون لدول الخليج العربية الثابت تجاه لبنان وفقاً لما أقَرّه المجلس الأعلى في دورته الـ44 (كانون الأول 2023 – الدوحة) بشأن وقوف مجلس التعاون مع الشعب اللبناني الشقيق ودعمه المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه.

 

مستمعون وقلقون

وفي السياق ايضاً، أوجَز رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النائب فادي علامة لقاءات اللجنة بالسفراء الاجانب ضمن متابعة لوضع الجنوبي، وقال لـ«الجمهورية»: السفراء كانوا يطرحون اسئلة اكثر مما يقترحون حلولاً او افكاراً، واستفسروا عن نتائج المساعي الخارجية الجارية لتهدئة الجبهة لا سيما جولة الموفد الاميركي هوكشتاين. لكنهم أكدوا حرص دولهم على استقرار لبنان، مُبدين قلقهم بشكل غير مباشر مما يمكن ان يقوم به نتنياهو من تصعيد يمكن ان يؤدي الى انفلات الوضع ليس على الجبهة الجنوبية فقط إنما في كل المنطقة.

 

الجبهة الداخلية

في هذا السياق، ذكرت القناة 12 الاسرائيلية «أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير جاهزة لحرب مع “الحزب”، فيما أبرزت وسائل اعلام اسرائيلية اخرى انّ “الحزب”، وبفضل التكنولوجيا المتاحة والاسلحة الدقيقة، أصبح جيشاً ذكياً يتمتع بقدرات دقيقة على جَمع المعلومات الاستخبارية والهجوم». كما نقلت عن مفوّض شكاوى الجنود السابق اللواء الإسرائيلي إسحق بريك قوله: «يعاني الجيش الإسرائيلي نقصا شديدا في الموارد، وخاصة في مجال التسليح. وبالتالي، فإنّ الحرب الشاملة ستجلب الكارثة والدمار لإسرائيل».

 

واعتبرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية «انّ الحرب ضد “الحزب” ستكون خطأ فادحاً في التوقيت الحالي، لأن الحكومة الحالية تعمل في ضوء نظرية القوة الطفولية التي توجّه اليمين، والتي يروّج لها، والقائلة إن استخدام القوة فقط يحقق الأمن، وهذه النظرة التي تتسبب بخسارتنا في غزة ستؤدي إلى خسارتنا في لبنان أيضاً». فيما نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤولين أميركيين تحذيرهم من «تداعيات حرب واسعة النطاق بين إسرائيل و”الحزب” ستكون مدمرة». واشار هؤلاء الى انّ اسرائيل أبلغت واشنطن بمخاوفها من تعرض منظومة القبة الحديدية لهجمات واسعة النطاق من “الحزب”.

 

على ان البارز في هذا السياق، ما قاله رئيس الشركة المسؤولة عن تخطيط أنظمة الكهرباء شاؤول غولدشتاين انّ إسرائيل ليست مستعدة للأضرار التي قد تلحق بالبنية التحتية للكهرباء إذا اندلعت حرب شاملة مع “الحزب”. اضاف: «لسنا في وضع جيد، ولسنا مستعدين لحرب حقيقية نحن نعيش في خيال».

 

وقال، بعد أن سُئل عما إذا كان بإمكانه أن يضمن استمرارية تزويد الكهرباء في سيناريو طوارئ: «لا يمكننا أن نعد بالكهرباء إذا كانت هناك حرب في الشمال. بعد 72 ساعة بدون كهرباء، سيكون من المستحيل العيش هنا. نحن لسنا مستعدين لحرب حقيقية».

 

وفي مقال في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، تحدّث نائب مستشار «الأمن القومي» الإسرائيلي السابق تشاك فريليتش، عن 6 خيارات صعبة أمام «إسرائيل» في المواجهة مع “الحزب”: الاول، استمرار المسار الحالي، حيث إنّه حتى الآن حرصَ كل من إسرائيل و”الحزب” على البقاء تحت عتبة التصعيد». الثاني، وقف إطلاق النار من جانب واحد. الثالث، «الدبلوماسية القسرية» وإرغام “الحزب” على إيقاف هجماته خلال فترة زمنية معينة. الرابع، مبادرة دبلوماسية، وهذا الخيار يعدّ الأفضل، ولكنه يُرتّب على اسرائيل تقديم تنازلات إقليمية على طول الحدود. الخامس، عملية محدودة، لكن لا شيء يضمن أنّ إسرائيل سوف تكون قادرة على تحقيق أهدافها العسكرية»، خصوصاً ان كل الجولات مع “الحزب” منذ التسعينات انتهت بشكل مخيب لإسرائيل». السادس، عملية كبرى الّا انّ الخيار محفوف بمخاطر كبرى، ويمكن أن يؤدي إلى حرب متعددة الجبهات، والجبهة الداخلية لإسرائيل، واقتصادها وقدراتها العسكرية الحيوية ستتعرض لضربة شديدة. ما يعني ان الحرب في غزة ستكون باهتة إذا ما قورِنَت بهذه الحرب.

 

وخَلص الى القول: ربما تكون الحرب المؤجلة هي الحرب التي لا تتحقق فعلياً على أرض الواقع، وهي النوع الأفضل. وبالتالي، على الإسرائيليين التعايش مع الواقع الحالي وهذه نتيجة مؤلمة بطبيعة الحال خاصة بالنسبة لسكان الشمال، الذين سيتعيّن عليهم الاختيار بين العودة إلى منازلهم في ظل التهديد المستمر، أو الانتقال إلى مكان آخر.

***********************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

غوتيريش لنتنياهو: العالم كلّه لن يسمح بتحويل لبنان إلى كارثة غزة

رفض عربي وأوروبي وفاتيكاني للتهديدات الإسرائيلية.. وموفد قبرصي إلى بيروت قريباً

 

السؤال البديهي من يكبح جموح بنيامين نتنياهو الذي يقود اسرائيل، من موقع كرئيس للحكومة إلى الإنغماس في القتل والدم، والخروج على القانون العام والدولي، وضرب عرضي الحائط بكل المواثيق والدساتير التي ترعى العلاقات بين الدول والامم؟.

بالتزامن مع خروج إحدى الشخصيات الكبيرة في الخارجية الأميركية اندروميلر من مركز القرار بالاستقالة احتجاجاً على ما يمكن وصفه «رخاوة» ادارة الرئيس جو بايدن تجاه تمادي نتنياهو في حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ولكن من دون ربط مسار الخطوتين، خرج الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتبريش عن صمته، وخرج إلى الإعلام ليعلن: أن شعوب العالم لا يمكن أن تتحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى مضيفاً: العديد من الارواح فقدت على جانبي الخط الازرق وعشرات الآلاف من الاشخاص نزحوا» متابعاً قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة تعمل على خفض التوتر بين اسرائيل و”الحزب” وتساعد في منع التقديرات الخاطئة».

 

وندد غوتيريش بـ «الخطاب العدائي لإسرائيل و”الحزب”، والذي يثير مخاوف من كارثة لا يمكن تصورها.

وقال: «خطوة متهورة واحدة أو تقديرخاطئ واحد، يمكن أن يؤديا إلى كارثة تتجاوز الحدود بكثير، وتفوق الخيال».

كما شدد على أنه «على كل الافرقاء الالتزام بقرار مجلس الامن 1701» لافتاً إلى أنه «لا يوجد حل عسكري للاوضاع المتوترة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية».

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ « اللواء» أن السياسة المحلية لا تزال تحت تأثير محادثات المسؤول الأميركي آموس هوكشتين في بيروت، وما ذكره في خلالها من هواجس توتر جبهة الجنوب وانعكاس تمدد الحرب على الإقليم، ولفتت إلى أن هذه المخاوف تتزايد بشكل يومي ويعبر عنها كبار المسؤولين الدوليين ، على أن ما من طرح محدد  قادر على ضبط الوضع، مشيرة إلى أن موضوع الأزمة مع قبرص قيد المعالجة وهناك حديث عن توجُّه وفد رسمي إليها في وقت قريب لبحث عدد من الملفات.

 

رئاسياً،  لم يسجل وفق المصادر أي تطور بارز على أن الحزب التقدمي الإشتراكي أخذ على عاتقه حراكه دون أن يركن إلى أية سلبية في النتائج التي استخلصها في بداية حراكه .

وتيرة التهديد ومهمة هوكشتاين

وبين تسابق الكيان في حكومة نتنياهو إلى تهديد لبنان بالحرب، وآخرها ما نسب إلى وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتس مساء أمس أن تل أبيب تتخذ قريباً ما أسماه ل «قرارات لازمة لوقف هجمات “الحزب” كانت بعض المصادر ذات «الموثوقية» تشير إلى أن الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين لا يحمل تهديداته إلى لبنان بل فقط مخاوف، وأن الوسطاء يتحركون لمنع تصعيد الوضع وما يصدر عن مسؤولين في اسرائيل ليس جديداً، إنما يندرج في إطار الضغط.

وعشية المحادثات التي ينوي اجراءها وزير الدفاع الاسرائيلي يوأف غالانت مع نظيره الاميركي أوستين، والتي سيكون لبنان حاضراً فيها، حاول نتنياهو ابتزاز الادارة الاميركية من النافذة اللبنانية بأن تأخير شحنات الاسلحة يدفعه إلى إعلان الحرب على لبنان.

مجلس التعاون يدعم لبنان ورفض الخطة الاسرائيلية

رفض مجلس التعاون الخليجي بقوة اقرار اسرائيل خطة لشن هجوم على لبنان، ودعا الامين العام للمجلس جاسم البديوي في بيان أصدره أمس إلى «تطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701، مؤكداً على وقوف المجلس إلى جانب الشعب اللبناني، ودعم سيادة بلده وأمنه وسلامة أراضيه.

الفاتيكان على خط الجهود

وينضم الفاتيكان، بدءاً من يوم غد إلى الجهود التي تبذل لتشكيل حماية دولية ضاغطة لمنع اسرائيل من أية مغامرة ضد لبنان.

فبعد ظهر غد الاحد، يصل إلى بيروت أمين دولة الفاتيكان الكاردينال بترو بارولين، بدعوة من فرسان مالطا، لكن على جدول أعمال لقاءات سياسية، وأبرزها مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.

 

كما ستزور شخصيات مسيحية، ترفع مذكرات إلى البابا، بعد لقاء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورؤساء الطوائف المسيحية، من الكاثوليك وغير الكاثوليك.

وحسب المعلومات التي رشحت من المصادر المطلعة بأن التعايش وضوابطه من أبرز النقاط التي سيركز عليها الزائر الفاتيكاني، فضلاً عن إنهاء الشغور الرئاسي، والسعي إلى ضمان الاستقرار في الجنوب، والحفاظ على الاستقرار الامني والمعيشي للبنانيين.

بعثة إيران في نيويورك

ونقل عن مصدر في بعثة ايران لدى الامم المتحدة أن “الحزب” لديه القدرة في الدفاع عن نفسه وعن لبنان في مواجهة اسرائيل، التي هي عبارة عن نظام غير شرعي.

الإتحاد الأوروبي مع خفض التصعيد

وقبل اجتماع وزراء الخارجية الاوربيين الإثنين في لوكسمبورغ، وتوجُّه وزيرة الخارجية الالمانية انالينابيربون إلى اسرائيل في اطار جولة في المنطقة، ستقودها إلى بيروت، أعلن وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل الباريس: «أننا نعمل مع شركائنا على خفض التصعيد في جنوب لبنان، وهذا سبب آخر لوقف الحرب في غزة.

بلاسخارت: جهود لإستعادة الهدوء عند الخط الأزرق

على صعيد الحركة الميدانية للونيفيل: كشف النقاب عن تحصينات جديدة، واجراءات وقائية اتخذتها قوات الامم المتحدة حول مواقع انتشارها.

والتقت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت ، رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو وقوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل المنتشرة في جنوب لبنان، في زيارتها الأولى لمقر اليونيفيل في الناقورة.

وقالت بلاسخارت بعد زيارة الخط الأزرق: «تهدف جهودنا المشتركة إلى استعادة الاستقرار على طول الخط الأزرق بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر من التبادل الكثيف الذي أدى إلى تعطيل حياة عشرات الآلاف على كلا الجانبين. من الضروري لجميع الأطراف وقف تبادل اطلاق النار والالتزام بحلول مستدامة تتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 1701».

وأشادت بـ«قيادة اليونيفيل وتفاني حفظة السلام التابعين لها، المتواجدين دائما على الأرض ويواصلون دورياتهم في منطقة جنوب نهر الليطاني رغم الظروف الصعبة والخطيرة».

قبرص حريصة على لبنان

وعلى صعيد العلاقة بين قبرص ولبنان، وعشية اللقاء بين القبارصة والاوروبيين الإثنين لتقييم الموقف، بعد تحذير  السيد نصرالله من أعتبار نيقوسيا طرفاً في الحرب إذا فتحت موانئها ومطاراتها لاسرائيل،اكدت الحكومة القبرصية بأنها تعتبر مزوداً موثوقاً بالاستقرار ومركزاً اقليمياً معترفاً به في العمليات الانسانية، مع الحفاظ على علاقات متميزة مع الدول المجاورة كافة. وركزت في بيان على أن قبرص تسعى دائماً إلى تعزيز السلام والاستقرار الاقليميين من خلال الحوار والوساطة الدبلوماسية، ملتزمة بالقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة. وأبرز البيان العلاقات المتميزة بين قبرص ولبنان، مشيراً إلى زيارات عدة لمسؤولين قبرصيين لبيروت وتقديم حزمة مساعدات مالية من الاتحاد الاوروبي لدعم استقرار لبنان.

وتوقع مصدر دبلوماسي لبناني أن يصل موفد قبرصي إلى بيروت، بعد اجتماع اللوكسمبورغ مطلع الاسبوع المقبل.

الوضع الميداني

ميدانياً، باكر الاحتلال في استهدافاته للقرى الامامية في مختلف القطاعات فأغار طيرانه فجر أمس على دير سريان ورب الثلاثين، كما استهدف بمسيَّرة بلدة الوزاني.

ومساء أمس استهدف “الحزب” موقعاً اسرائيلياً في الزاعوة في الجولان السوري بطائرة مسيَّرة انقضاضية.

وليل أمس، قال “الحزب” أنه نفذ 18 هجوماً على أهداف اسرائيلية في الجليل الأعلى وتلال كفرشوبا المحتلة.

************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

تحصينات لليونيفيل بعد تلقيها معلومات عن احتمال حصول حرب على الحدود الجنوبية

 نتانياهو يمارس سياسة الصدمات ويبتز بايدن لمصالحه الانتخابية ودعما لترامب

لا انتخاب رئيس جمهورية قبل الخريف القادم نتيجة الازمة في فرنسا والانتخابات الاميركية – ميشال نصر

 

وسط خلط اوراق متسارع على ساحة المنطقة، تعيش الساحة السياسية اللبنانية حالة من الارباك، وسط انقسام عمودي، عززته المخاوف المتصاعدة من انفجار حرب وشيكة، مع استمرار الشغور في بعبدا، رغم كل المبادرات المطروحة، التي ما زالت عالقة في عنق زجاجة الحوار الذي ترفضه في المبدأ المعارضة وغالبية القوى المسيحية، مع تقدم الوضع الجنوبي الى الواجهة، خصوصا بعد الابعاد التي اكتسبها الملف مع اطلالة الامين العام للحزب الاخيرة.

 

فزيارة هوكشتاين اكدت ان بت الملف الرئاسي لم يحن وقته بعد، وانه مؤجل الى الخريف المقبل، في ظل الازمة الداخلية الفرنسية، بعد انتخابات الاتحاد الاوروبي وتقدم اليمين، من جهة، ودخول العالم مرحلة «شلل» في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، لما لها من تاثير وتداعيات على الصعيد الدولي، ما يعني عمليا «تجميد» عمل الخماسية الباريسية.

 

وفيما تستمر المشاورات التي تقودها ميرنا الشالوحي، رأت اوساط في التيار الوطني الحر، ان الهدف اليوم يتمثل باقناع القوات اللبنانية المشاركة في الحوار. ففي ظل الازمة التي تمر بها البلاد، كل شيء يصبح ثانويا امام الزامية ايجاد الحلول، كاشفة ان اللقاء مع القوات اللبنانية حصل في بيت الكتائب المركزي، حيث تم الاتفاق مع المعارضة على ان يكون هناك تقاطع على عدد من الاسماء للرئاسة وعدم حصر الامر باسم واحد.

الوضع جنوبا

 

في غضون ذلك، وعلى وقع استمرار العمليات العسكرية، على الجبهة الجنوبية، وان بوتيرة اخف، فرضتها المعطيات الميدانية، وفقا لمصادر متابعة على الارض، لوحظ امس ان قوات اليونيفيل باشرت عملية تحصين اضافية لبعض مراكزها عند الخط الازرق، خوفا من تعرضها لعمليات قصف ولحماية جنود وحداتها، في تدبير احترازي، جاء نتيجة تقارير استخباراتية، تؤشر الى ان الحرب قد تحصل في أي لحظة.

 

وكانت نجت فرق تابعة للدفاع المدني من قصف اسرائيلي باربع قذائف، استهدف تلة العزية باتجاه بلدة دير ميماس، حيث كانت في مهمة لاطفاء حرائق اندلعت نتيجة استهداف المنطقة بقذائف فوسقورية.

نتانياهو

 

اوساط دبلوماسية رأت ان تل ابيب تعيش ازمة داخلية غير مسبوقة، يضاف اليها ضغط اميركي كبير، وصل حدود «التحدي» بين نتانياهو وبايدن، حيــث اتخــذ الصــراع طابعــا شخصيا، عبر عنه ذهاب رئيس الوزراء الى حد حل «مجلس الحرب»، منشئا على انقاضه «هيئة وزاريّة أمنيّة مصغّرة» ضم اليها وزير اليمين المتطرف، ايتيمار بن غفير، رغم رسائل الاعتراض الاميركي، التي وصلت اليه عبر اكثر من مسؤول.

 

وكشفت المصادر، ان نتانياهو يمارس سياسة الابتزاز مع الادارة الاميركية، حيث يحتاج الى السلاح لاكمال حربه، خصوصا الـ 3500 قنبلة من حجم 2000 رطل، التي تسببت بخسائر كبيرة في الارواح، وهو امر ما زال قيد الدرس على الطاولة الاميركية، حيث يدور النقاش حول تزويدها بقذائف من عيارات اخف، علما ان اكثر من مسؤول اميركي سبق واكد ان كل الاسلحة التي طلبتها تل ابيب قد تم تقديمها.

 

وفي وقت تشهد العلاقات بين إدارتَي الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تدهورا ملحوظا، حيث يدعم وصول الرئيس السابق دونالد ترامب الى البيت الابيض، حذر الاخير المسؤولين الأميركيين من أن «إعاقة إرسال الأسلحة «لإسرائيل» سيقود إلى وضع يقرب الحرب مع “الحزب”، أكد فيه وزير الخارجية الأميركي  خلال محادثاته مع وفد ضم مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، على أهمية تجنب المزيد من التصعيد مع “الحزب” والتوصل إلى حل دبلوماسي بين الطرفين.

بيان قبرصي

 

وعلى وقع المخاوف الدولية والعربية من اتساع الصراع، أكدت الحكومة القبرصية أنها تُعتبر مزوداً موثوقاً به بالاستقرار ومركزاً إقليمياً معترفاً به في العمليات الإنسانية، مع الحفاظ على علاقات متميزة مع الدول المجاورة كافة. وركزت في بيان على أن قبرص تسعى دائماً إلى تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين من خلال الحوار والوساطة الدبلوماسية، ملتزمة بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأبرز البيان العلاقات المتميزة بين قبرص ولبنان، مشيراً إلى زيارات عديدة لمسؤولين قبرصيين لبيروت وتقديم حزمة مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي لدعم استقرار لبنان.

غوتيريش

 

في الاثناء، وفي وقت اشار فيه رئيس بعثة إيران في الأمم المتحدة، الى ان أي قرار متهور من «إسرائيل» قد يغرق المنطقة في حرب جديدة، لن تكون طهران خارجها، وهو ما كان سبق وحذر منه وزير الخارجية الاميركية، مؤكدا ان “الحزب” يملك القدرة على الدفاع عن نفسه وعن لبنان»، اعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، من جهته، عن قلقه العميق بشأن التصعيد بين «اسرائيل» و”الحزب”، مضيفا، «شعوب العالم لا يمكن ان تتحمل ان يصبح لبنان غزة اخرى، والعديد من الارواح فقدت على جانبي الخط الازرق وعشرات الالاف من الاشخاص نزحوا»، مشددا على انه «على كل الافرقاء الالتزام بقرار مجلس الامن 1701»، لافتا الى انه « لا يوجد حل عسكري للاوضاع المتوترة على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية».

***********************

افتتاحية صحيفة الشرق

نتانياهو المهزوم يبتز الأميركيين: نريد مزيداً من الأسلحة لننجح في «البقاء »

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو  الجمعة إنه يجب أن تدير غزة بعد الحرب إدارة مدنية تقبل بإسرائيل، وذلك بمساعدة دول عربية.

 

أتى ذلك في تصريحات أدلى بها نتانياهو لوكالة الأنباء الأميركية “بانشبول نيوز” ونقلتها عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت” قال فيها أيضا إن “غزة ما بعد الحرب يجب أن تبدأ عملية مكافحة للتطرف انطلاقا من المدارس والمساجد”، بحسب زعمه.

وأضاف أن الإدارة المدنية ستكون مسؤولة عن توزيع المساعدات في قطاع غزة، في حين سيتولى المجتمع الدولي إعادة الإعمار.

وادعى نتانياهو أن الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة والتصعيد في الجبهة الشمالية هما ضد ما وصفه بـ”المحور الإيراني”، مشددا على ضرورة استمرار الدعم الأميركي لتنجح إسرائيل في “البقاء”.

ورفضت الدول العربية المشاركة في إدارة قطاع غزة بعد الحرب أو فرض سيطرة إسرائيل عليه، واشترطت وجود مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية لانخراطها بدعم القطاع بعد الحرب.

وعلى صعيد متصل، قالت القنصل الإسرائيلية في دبي ليرون زاسلانسكي في جلسة للأمم المتحدة إن هجوم 7 تشرين الأول الماضي أتى “من التحريض على الإرهاب”، وذلك ردا على تأكيد الوفد الفلسطيني الأممي أن الهجوم لم يأت من فراغ، في إشارة إلى أنه نتيجة للاحتلال الإسرائيلي.

وادعت زاسلانسكي أن المدارس في قطاع غزة تعلّم الناس “الإرهاب”، زاعمة أن السلطة الفلسطينية “تحرض على العنف وتسمم المجتمع الفلسطيني بالكراهية”.

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

جنوب لبنان والقرار 1701… تطبيق جزئي وانتهاكات واسعة

لم ينفذ منذ صدوره والخروج منه «مخاطرة كبيرة»

بيروت: يوسف دياب

تُركز كل المبادرات السياسية والدبلوماسية، الهادفة إلى نزع فتيل التفجير على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، على تطبيق القرار 1701 الذي أقرّه مجلس الأمن الدولي في 12 أغسطس (آب) 2006، الذي أوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان. وأجمعت آراء الخبراء على أن «خرق إسرائيل و”الحزب” بنود هذا القرار تسبب في توترات أمنية بين الطرفين، توّجت بتحويل جنوب لبنان إلى جبهة إسناد لغزّة منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

 

 

والواقع أن انتهاكات القرار الدولي لا تُعدّ ولا تحصى. ويشير وزير الداخلية اللبناني الأسبق زياد بارود، إلى أنه «منذ صدور القرار 1701 في العام 2006 لم يطبق بحذافيره من الجانبين»، مذكِّراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بـ«التقارير الدورية الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة، التي بلغ عددها حتى شهر يوليو (تموز) الماضي 52 تقريراً، عددت الخروقات الواسعة، لا سيما من الجانب الإسرائيلي، خصوصاً الطلعات الجوية، وخطف المزارعين اللبنانيين والتعرض للمدنيين».

 

بارود: لم يبقَ من القرار سوى «اليونيفيل»

ويقول بارود: «لا شك في أن هذا القرار أوقف الأعمال العسكرية في العام 2006، وأرسى وضعاً قانونياً على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، لكن بعد السابع من أكتوبر الماضي، لم يبقَ منه سوى وجود قوات الطوارئ الدولية التي تراقب الخروقات على الجانبين».

 

وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنّى بالإجماع في 12 أغسطس 2006 القرار 1701، الذي دعا إلى «وقف كامل للعمليات القتالية في لبنان». وطالب القرار “الحزب” بـ«الوقف الفوري لكل هجماته، وإسرائيل بالوقف الفوري لكل عملياتها العسكرية الهجومية، وسحب كل قواتها من جنوب لبنان». ودعا القرار الحكومة اللبنانية إلى «نشر قواتها المسلحة في الجنوب، بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)، وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي، لإيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، خالية من أيّ مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل». وحضّ القرار على «التطبيق الكامل لبنود اتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680، بما فيها تجريد كل الجماعات اللبنانية من سلاحها، وعدم وجود قوات أجنبية إلا بموافقة الحكومة».

 

طبارة: خروق من الجانبين

وتتقاطع القراءات حيال تفريغ قرار مجلس الأمن من مضمونه، إذ يتحدث سفير لبنان الأسبق في واشنطن، الدكتور رياض طبّارة، عن «انتهاك إسرائيل الدائم للقرار 1701، برّاً وبحراً وجوّاً، منذ العام 2006 وحتى اليوم»، مشيراً إلى أن «ذروة هذا الانتهاك تجلّت في الغارات الجوية الإسرائيلية على عمق الأراضي اللبنانية، والاغتيالات التي نفذتها لقادة من (الحزب) وقتل مدنيين».

 

على الجانب اللبناني، جرى أيضاً التنصّل من مضامين القرار. ويؤكد طبارة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «القرار 1701 أعاد التشديد على تنفيذ القرار 1559 الصادر في العام 2004، الذي ينصّ على انسحاب جميع القوات غير اللبنانية من لبنان، ونزع سلاح الميليشيات، وألا يبقى أي سلاح غير سلاح الجيش اللبناني والقوى الشرعية اللبنانية، إلا بموافقة الحكومة اللبنانية. لذلك يصر (الحزب) على تضمين البيانات الوزارية ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، من أجل تبرير وجود سلاحه»، مشيراً إلى أن «البند المركزي في القرار يتمثّل بمنع أي وجود مسلح ما بين الخط الأزرق ومجرى نهر الليطاني، باستثناء الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل)».

 

ويلفت طبارة إلى أن «القرار الدولي لم يطبّق بالشق المتعلق بترسيم الحدود وحلّ النزاعات على النقاط المتنازع عليها، بما فيها تلال كفرشوبا ومزارع شبعا».

 

مخاطرة كبيرة

وقد أدى ما طُبِّق من القرار إلى «استقرار الحدّ الأدنى» على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وفق تعبير وزير الداخلية الأسبق زياد بارود، الذي يرى أن «العنوان الأساسي للقرار هو رعاية قوات الطوارئ الدولية للأمن على الحدود. ورغم ما تعرّض له من انتكاسات، بقي الاستقرار مقبولاً منذ العام 2006 حتى السابع من أكتوبر 2023، إذ بات القرار معلّق التطبيق، إلى حين تطبيقه مجدداً أو إدخال تعديلات عليه والاتفاق على قرار آخر».

 

ويشدد بارود على أن «كل ما يسعى إليه المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، وكذلك الورقة الفرنسية، هو العودة إلى تطبيق القرار، لأن الخروج منه يعدّ مخاطرة كبيرة»، ولا يستبعد «إمكانية إدخال تعديلات عليه حتى يتكيّف مع مرحلة ما بعد وقف الأعمال العسكرية».

 

شبكات تجسس واغتيالات

ويبقى ما نفّذ من القرار متواضعاً أمام حجم الانتهاكات. ويعدد السفير طبارة أهم البنود التي تمّ تطبيقها، وأبرزها «تنفيذ إسرائيل بند الانسحاب من المناطق التي دخلتها خلال حرب العام 2006، وإطلاقها سراح الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، والذي حصل من ضمن صفقة تبادل مع جثث الجنود الذين أسرهم (الحزب) خلال عملية نفذها عند الخطّ الأزرق في 12 يوليو 2006، وكانت سبباً في اندلاع تلك الحرب، كما نفّذ الشق المتعلق بانتشار الجيش اللبناني مع قوات (اليونيفيل)، وإن لم يصل عدد عناصر الجيش إلى 15000 جندي وضابط، كما نصّ القرار».

 

بموازاة توقّف الأعمال العسكرية على الجبهة، لم تتوقف الأعمال الأمنية، إذ نجحت إسرائيل في تجنيد شبكات تجسس تعمل لصالحها في لبنان، إذ تمكن بعضها من اختراق الحلقة الضيقة في “الحزب”، ونفذت اغتيالات أودت بحياة قادة للحزب، كما قامت الدولة العبرية باغتيال عدد كبير من قادة “الحزب” في سوريا، أبرزهم القائد العسكري والأمني، عماد مغنية، في دمشق في 12 فبراير (شباط) 2008، ومن ثم قتل نجله جهاد والأسير المحرر سمير القنطار في منطقة القنيطرة المحاذية للجولان المحتلّ في 18 يناير (كانون الثاني) 2015، وذلك قبل أن تشتعل جبهة المساندة وتقدم إسرائيل على اغتيال القيادي في “حركة ح” صالح العاروري في عمق الضاحية الجنوبية، والذي تبعه اغتيال عدد من قادة الحزب العسكريين والميدانيين، كان آخرهم طالب عبد الله الملقب «أبو طالب»، والذي يعدُّ أعلى قيادي عسكري بعد عماد مغنية.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram