افتتاحية صحيفة الأخبار:
بايدن يطالب «حماس» بمساعدته انتخابياً وبترايوس يقود معركة العمليات الجراحية
وقائع من غزة: لا شيء يقول بوقف قريب للحرب
يبقى بنيامين نتنياهو أكثر صدقاً ووضوحاً من جو بايدن، بل أكثر صراحة من الوسطاء العرب الذين يدفنون رؤوسهم في الرمال، ويواصلون الضغط على المقاومة للسير بالخطة - الخدعة المطروحة على الطاولة. وقد صدق نتنياهو، ليس في مواقفه المعلنة برفض وقف الحرب فقط، بل بكل ما يرد من غزة ومن حولها من أخبار عن إجراءات ميدانية لقوات الاحتلال، وعن خطط تُعدّ بالتعاون مع كبار جنرالات الجيش الأميركي، وعن تواطؤ عرب أميركا في محاصرة غزة، والدفع نحو فتنة فلسطينية - فلسطينية.حتى اللحظة، قادة العدو غير قادرين على الإقرار بالفشل، ويتصرفون على أساس أن مهمة سحق المقاومة تسير جيداً، وأنهم يحتاجون إلى مزيد من الوقت لإنجازها. ويرفض هؤلاء، من عسكريين وسياسيين، أي ملاحظة أو نقد لما يقوم به جيشهم. ويعتبرون أن التقييم الأميركي ليس علمياً أو واقعياً، وأن مواصلة العمليات في كل مناطق القطاع هي السبيل لفرض الشروط على الفلسطينيين، بل ويتحدثون عن أنهم أخطأوا بعدم اجتياح رفح منذ بداية الحرب، ويعوّلون كثيراً على نتائج هذه العملية.
تتصرف قوات الاحتلال، الآن، على أنها مسؤولة عن إعادة تنظيم الوضع على كامل شريط الحدود بين مصر وغزة، وترفض البحث في أي ترتيبات خاصة، وتبدي استعداداً لإدخال المساعدات عبر معابر أخرى، ككرم أبو سالم وإيرتز وزيكيم في المنطقة الشمالية، وتعتبر أن الحصار الفعلي على القطاع يبدأ بإقفال الحدود كاملة مع مصر. وفي الوقت نفسه، يدير العدو عملية واسعة لتثبيت نقاط تموضعه الجديدة على طول خط نيتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه. وتشير أشغال البنى التحتية الجارية في المنطقة الوسطى، وعمليات التدمير والتجريف المستمرة لكل المحيط السكني على جانبي الممر، إلى أن العدو لا يفكر في الخروج من القطاع قريباً.
ولا يتوقف الأمر على ذلك، إذ تكشف المعطيات عن وصول القائد العسكري الأميركي السابق في العراق الجنرال ديفيد بترايوس إلى تل أبيب، ومشاركته مع ضباط عملوا معه في حرب تدمير العراق، في اجتماعات مع الضباط الأمنيين والعسكريين لقوات الاحتلال العاملة في غزة. وبترايوس الذي فرّ من العراق تحت ضربات المقاومة، يعرض على ضباط العدو تصوّراً لبرنامج جديد من العمليات استناداً إلى تجارب الجيش الأميركي في مدينتي الموصل والفلوجة. وهو قدّم نصيحة للإسرائيليين، باعتماد استراتيجية «العمليات الجراحية» التي تقضي بالعمل على الفصل التدريجي بين السكان والمقاتلين، ثم العمل على تصنيف المدنيين بين معارضين لحماس ومؤيدين لها، قبل نقل الجميع إلى «قرى المهجرين» في المنطقة الغربية من جنوب القطاع، حيث يجري بناء إدارة مدنية بديلة عن حماس، بينما تواصل القوات العسكرية عملياتها في كل منطقة يوجد فيها مقاومون.
وإلى ذلك، ثمة أدوار قذرة تقوم بها أطراف عربية وجهات عاملة في الحقل الأممي، لتوفير مناخ مساعد لمعركة الاحتلال ضد المقاومة. في مقدّم هؤلاء، قادة دولة الإمارات العربية المتحدة الذين يتولون تمويل كل «العمل الإنساني» الخاضع لإدارة الاحتلال، إذ يوفّر حكام أبو ظبي التمويل لشراء شحنات المساعدات الآتية من داخل الكيان ومن مصر وتلك التي نُقلت عبر الرصيف البحري العائم الذي قرر الجيش الأميركي معاودة العمل فيه غداً، إضافة إلى استضافة أبو ظبي مسؤول ملف المناطق الفلسطينية في جيش الاحتلال الضابط غسان عليان، وفتح الأبواب له لإجراء اتصالات وعقد اجتماعات مع قيادات وشخصيات فلسطينية من خصوم حماس، لا تقتصر فقط على جماعة القيادي الفتحاوي المنشق محمد الدحلان، بل تشمل تواصلاً شخصياً مع عائلات من قطاع غزة، يراهن العدو - ومعه الإمارات - على أن قبولها العمل معه في مشروع الإدارة المدنية البديلة لحماس. أضف إلى ذلك، تولي عليان إدارة عملية أكثر خطورة تهدف إلى عدم مرور برامج المساعدات عبر الأمم المتحدة، ومواصلة المعركة للإجهاز على وكالة «الأونروا». ويبدو أن عليان يتلقى أيضاً دعم موظفين بارزين في جهاز الأمم المتحدة العامل في غزة، وبينهم من يعمل في القسم السياسي مثل الثنائي طور ويسلاند وميروسلاف زافيروف، ومنسّقة برنامج الإعمار سيغريد كاخ التي تُفتح لها وحدها أبواب مكتب رئيس حكومة العدو، وتحظى بدعم خاص من الإمارات، إضافة إلى عاملين في «الحقل الإنساني». وكل هؤلاء يساعدون إسرائيل من خلال الإقرار بشروط العدو لكيفية إدارة برامج المساعدات أو حتى التصورات الخاصة بالإدارة المدنية البديلة عن المقاومة.
أما في مصر التي أُحرج مسؤولوها جراء ما فعله العدو في رفح، فلم يحصل تبدّل نوعي في الموقف. صحيح أن المصريين يرفضون طلبات العدو إدخال قوات إسرائيلية إلى منطقة سيناء لفحص ما يقولون إنها «أنفاق عُثر على مداخلها في رفح الفلسطينية»، لكنهم يقومون بكل ما يلزم لشد الخناق على القطاع. فبعد إقفال معبر رفح بحجة احتلال العدو له، رفض المصريون ممارسة أي ضغط لنقل كميات من المساعدات المكدّسة في منطقة العريش إلى داخل القطاع. بل عمدوا إلى مزيد من التضييق على أبناء القطاع، ومنع كل أنواع التحويلات المالية التي يحتاج إليها هؤلاء لتسيير أمورهم، واقتصرت التسهيلات التي قدّموها على من يرون فيهم الأقرب إلى شروطهم، بما في ذلك المشاركة في نقاش مع الإسرائيليين والأميركيين حول اختيار ما يعتبرونه البديل العملي عن حماس في غزة، خصوصاً في منطقة رفح. علماً أن القاهرة سبق أن طلبت من قيادة حماس وضع تصوّر بديل لإدارة المعبر للبحث فيه مع الإسرائيليين والأميركيين، إلا أن رئيس حركة حماس إسماعيل هنية أبلغهم شخصياً بأن لا بحث قبل خروج قوات الاحتلال من المعبر، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل اجتياحه.
لكن يبدو أن المصريين باتوا أكثر تفاعلاً مع طلبات الجانب الإسرائيلي لتمرير خدعة إضافية، تتمثل في اختيار عدد من أبناء غزة ممن يعملون في وظائف تديرها السلطة الفلسطينية في رام الله (يصل عدد هؤلاء إلى 60 ألفاً) وتكليفهم بإدارة أمور الشرطة المحلية والمعبر، من دون اعتبارهم من السلطة، وبعد تصنيفهم على أنهم ليسوا من حماس. ويعتقد المصريون بهذه الطريقة أنهم يوسّعون نفوذهم داخل القطاع، علماً أن تجربة الأشهر الثمانية الماضية أظهرت لهم أنه لا يمكن لأي فلسطيني التعاون مع برامج الأطراف الخارجية من دون غطاء محلي، والمسألة لم تعد تقتصر على غطاء حماس، بوصفها القوة القادرة على الأرض، بل بالمزاج العام كله. ويجري التداول بقصة اتصال أجراه عليان شخصياً بأحد وجهاء آل دلول، وهم من عائلات غزة الكبيرة والمعروفة بنفوذها المستقل، وطلب منه أن يكون ضمن فريق يتولى إدارة المساعدات بديلاً عن إدارة حماس. ولمّا أبلغه الفلسطيني نفسه رفضه المهمة قال له عليان: هل بت تخاف أن يقتلك عناصر حماس؟ فردّ عليه وجيه آل دلول: لا أخاف من حماس ولا من غير حماس، لكن أولادي وأحفادي هم من سيطلقون النار عليّ إن تعاونت معكم!
يمضي العدو في مشروعه لتدمير القطاع وتهجير أهله، وهو هدفه الأول والأخير، بينما يريد جو بايدن من حماس والمقاومة مساعدته في حملته الانتخابية من خلال القبول بمقترحاته التي تخدمه في مواجهة دونالد ترامب. فيما عرب أميركا، الذين يلمسون الفشل الإسرائيلي في الحرب المجنونة، لا يتوقفون عن ممارسة كل ألاعيب الاحتيال والتفرقة، ذلك أن خشيتهم على مصالحهم باتت تساوي خشيتهم على فشل الاحتلال!
جبهات الإسناد: التصعيد لحماية المقاومة
لم يتوقف الموفدون من عرب وأجانب عن نقل رسائل التهديد بأن العدو سيشنّ حرباً على لبنان إن لم يوقف حزب الله عملياته في الجنوب. لكنهم بدّلوا أخيراً في طريقة صياغة المطلب نفسه، وصاروا يتحدثون مع قنوات تتولى نقل الكلام إلى المقاومة في لبنان، بصيغة أن على حزب الله القيام بخطوات لمنع العدو من القيام بحرب يريدها على لبنان.
والصياغات الجديدة التي وصلت إلى قيادة المقاومة، فيها كلام مثل «إن على حزب الله أن يفوّت الفرصة على إسرائيل ويمنعها من شن حرب تريدها ضد لبنان»، أو «إن الولايات المتحدة وأوروبا وآخرين لا يريدون الحرب على لبنان، وهم يضغطون على إسرائيل، لكن على المقاومة أن تلاقيهم في منتصف الطريق لتنجح المهمة»، وصولاً إلى القول إن الإدارة الأميركية «تمارس الضغط السياسي على إسرائيل بشتى الطرق، وعلى حزب الله الدخول في حوار حول صيغة تتحول إلى ورقة ضغط على إسرائيل لمنعها من شن الحرب».
طبعاً، لا تحتاج المقاومة إلى قاموس لشرح خلفية كل ما يقال، وهي تعرف أن قرار الحرب، وإن احتاج إلى غطاء أميركي، فهو في الأصل يحتاج إلى إرادة إسرائيلية، وإلى توفير متطلبات معركة لا أحد يعرف كيف ستكون وأين حدودها، وهو تقدير تستند إليه المقاومة في قرارها استمرار العمل على الجبهة الجنوبية إسناداً لغزة.
لكن، يبدو أن الإسناد لم يعد يقتصر على إشغال العدو لتخفيف الضغط على غزة، إذ إن برامج العمل التي يقوم بها حزب الله في لبنان، و«أنصار الله» في اليمن، والمقاومة العراقية، باتت تأخذ في الاعتبار ما يساعد على تحقيق انتصار بيّن للمقاومة في غزة. وهو ما يجعل العمليات تتخذ طابعاً مختلفاً، وتسير في اتجاهات جديدة خلال المرحلة المقبلة، لإفهام العدو أولاً، والعالم الحليف له ثانياً، بأن استمرار الحرب على غزة باتت له كلفة تتجاوز منطقة المواجهة المباشرة، وهو برنامج ستكون له علاماته الكثيرة في الميدان، علماً أن برامج عمل المقاومة داخل غزة نفسها ستكشف عن قدرات إضافية لكتائب المقاومة في منع العدو من تثبيت أي قوة له في أي مكان من القطاع، إضافة إلى أن كل ما يجري من عمليات عسكرية لن يفيد بإعادة الهدوء والأمن إلى كل منطقة غلاف غزة.
إلى ذلك، سجّل حزب الله تطوراً نوعياً جديداً أمس، بإعلانه عن إطلاق صواريخ دفاع جوي على طائرات العدو الحربية وإجبارها على التراجع إلى خلف الحدود. وهذه المرة الأولى منذ الثامن من تشرين الأول الماضي يعلن فيها الحزب عن استخدام صواريخ دفاع جوي في المواجهات مع طائرات العدو الحربية. ويأتي ذلك في سياق الارتقاء المتواصل في العمليات وإدخال المزيد من القدرات العسكرية النوعية إلى ساحة المعركة. فالإعلان عن استخدام صواريخ الدفاع الجوي لا ينفصل عن السياق المتواصل والطويل من الارتقاء العملياتي الكمي والنوعي للحزب في الجبهة الشمالية، في وقت يدور الحديث عن المفاوضات الخاصة بغزة، ويسعّر العدو الإسرائيلي تهديداته بتوسيع الحرب باتجاه لبنان.
على أي حال، يمكن اعتبار التطور النوعي هذا حلقة من سلسلة طويلة من «التفوق بالنقاط» الذي يسجّله حزب الله ضد العدو الإسرائيلي، والذي يساهم بشدة في صنع المشهد المربَك والمتردّد لدى القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية حيال التعاطي مع هذه التطورات، وما ينتجه عنه من عقم على مستوى اتخاذ القرار المناسب لـ«إعادة الأمن إلى الشمال»، وهو ما دفع وسائل إعلام إسرائيلية الى القول إن «القبة الحديدية لم تعد تنفعنا في مواجهة صواريخ حزب الله»، كما دفعت «يديعوت أحرونوت» إلى القول إن «حزب الله نجح في تحويل الجليل ليس فقط إلى أرض مهجورة من قبل سكانه، بل أيضاً إلى مختبر بحث وتطوير للأسلحة، لتصنيع أسلحة دقيقة وفتّاكة استعداداً لمواجهة واسعة مع إسرائيل».
**************************
افتتاحية صحيفة البناء:
صفقة بايدن تراوح مكانها: نتنياهو والأولوية للحرب والمقاومة متمسكة بنص ينهيها
54 % من شباب بريطانيا بعد 51 % من الشباب الأميركي: نعم لزوال «إسرائيل»
بعد إسقاطها هرمس 900 وتدمير القبة الحديدية… المقاومة تردع الطيران الحربي
لم تنجح الضغوط الأميركية على حركة حماس، ومحاولات تجنيب حكومة بنيامين نتنياهو الالتزام العلني بوقف الحرب، في إحداث اختراق في مسار التوصل إلى اتفاق حول غزة، وفق ما كان يتمنّى الرئيس الأميركي جو بايدن مع مؤتمره الصحافي والديناميكية التي أراد إطلاقها عبره، لأن جوهر الاستعصاء القائم يعود لتمسّك نتنياهو بأولوية الحرب، وإصرار المقاومة على شرط إنهائها لتمرير أي اتفاق لتبادل الأسرى.
محاولات بايدن في مجلس الأمن لتمرير قرار يدعم مشروع الصفقة التي بشّر بها، تراوح مكانها هي الأخرى، لأن السعي لتذليل عقبة الفيتو الروسي والصيني توجب تعديلات على المشروع، تجعله متوازناً، وتزيل منه شبهة الانحياز لكيان الاحتلال بوجه المقاومة، ورغم أن التعديلات التي ادخلها الأميركيون على المشروع لم تلق بعد قبول روسيا والصين اللتين تنسقان مع قوى المقاومة قبل أي موافقة، فإن ممثل كيان الاحتلال في الأمم المتحدة أبلغ المندوبة الأميركية معارضة حكومته لمشروع القرار. وقالت هيئة البث الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني إنّ سفير تل أبيب لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان أبلغ نظيرته الأميركية ليندا توماس غرينفيلد معارضة «إسرائيل» مشروع القرار المقترح. وحسب هيئة البث، تظهر النسخة الأخيرة من مشروع القرار تغيّرا في الموقف الأميركي تجاه «إسرائيل». وأوضحت الهيئة أن النص الأخير للمشروع «يدعو حماس و»إسرائيل» إلى تنفيذ المقترح دون تأخير ودون شروط»، في حين دعت مسودة سابقة للمشروع حماس فقط إلى قبول المقترح. كما جاء في النسخة الأخيرة من المشروع أن الولايات المتحدة تعارض أي محاولة للتغيير الديموغرافيّ أو الوضع القائم في غزة، وفق هيئة البث.
في بريطانيا أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة «فوكل داتا» لحساب موقع «أنهيرد» الإخباري البريطاني أن غالبية الشباب في بريطانيا لا تعتقد بضرورة وجود «إسرائيل». وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي شمل 1012 شاباً ممن يحق لهم التصويت في الانتخابات حول السياسة الخارجية البريطانية، أن 54% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يتفقون مع العبارة القائلة بأن «دولة «إسرائيل» ينبغي أن لا توجد»، فيما لم يوافق على ذلك 21% فقط. ويأتي هذا الاستطلاع بنتيجة مشابهة لاستطلاع رأي أجرته قبل شهور جامعة هارفارد بالتعاون مع شركة هاريس على آراء الشباب الأميركي، أظهر أن 51% منهم يعتقدون ان الحل الجذري للصراع القائم في الشرق الأوسط يتمثل بزوال «إسرائيل» وإعادة فلسطين للفلسطينيين وعودة المستوطنين المهاجرين إلى البلدان التي جاؤوا منها.
على جبهات القتال تستمر المقاومة بمفاجآتها من كمائن غزة التي تحصد كل يوم المزيد من القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال، الى الطائرات المسيّرة والصواريخ اليمنية والعراقية بعد دخول التنسيق بين الطرفين حيّز التنفيذ، وفق ما كشفه السيد عبد الملك الحوثي، حيث تلقى ميناء حيفا ضربات موجعة، لكن الحدث يبقى على الجبهة اللبنانيّة، حيث تبدو المقاومة وقد أتقنت قواعد التحكم بمعارك البرّ قد انتقلت الى حسم معارك الجو، وبعد إسقاط طائرة مسيّرة متطوّرة من طراز هرمس 900 بصواريخ دفاع جويّ، وتدمير بطاريات عديدة للقبة الحديدية، أعلنت المقاومة عن نجاح صواريخها للدفاع الجوي بإجبار الطيران الحربي على مغادرة الأجواء اللبنانيّة، في رسالة ليست بعيدة عن رهانات جيش الاحتلال على سلاح الجو في أي مواجهة أوسع مع المقاومة.
واصلت المقاومة عملياتها ضد العدو الصهيوني، ونفّذت سلسلة عمليات جديدة استهدفت مواقع للاحتلال في شمال فلسطين المحتلة، كما استهدفت بصواريخ الدفاع الجويّ الطائرات الحربية التي اعتدت على الأجواء اللبنانية وخرقت جدار الصوت في محاولة لإرعاب الأطفال.
واستهدف المقاومون موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة، ومقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت وتموضعات الجنود في محيطها بصواريخ فلق 1 وأصابوها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدمير جزء منها وإيقاع خسائر مؤكدة فيها.
واستهدفت المقاومة التجهيزات التجسسيّة في موقعي الراهب والمطلة بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة وتم تدميرها. وفي عملية نوعيّة أخرى، أطلقت المقاومة صواريخ دفاع جوي على طائرات العدو الحربية التي كانت تعتدي على «سمائنا وخرقت جدار الصوت في محاولة لإرعاب الأطفال مما أجبرها على التراجع الى خلف الحدود».
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مسيّرة انطلقت من لبنان وانفجرت في المركز التجاري في كريات شمونة.
ولاحظ خبراء عسكريون أن المقاومة تعمل على طول الجبهة الجنوبية بأريحية كاملة وتتحكم بالميدان وتفرض على جيش الاحتلال قواعد اشتباك ومعادلة ردعية، ولديها بنك أهداف كثيرة ومعلومات استخبارية دقيقة عن كل هدف وتستخدم لضربه الأسلحة المناسبة وبشكل دقيق وتلحق خسائر كبيرة لكن يجري التعتيم الإعلامي عليها، كي لا تزيد في انهيار معنويات الجيش الإسرائيلي ومن غضب المستوطنين والرأي العام الإسرائيلي، وبالتالي تعمق من مأزق حكومة الاحتلال في جبهة الشمال، وأوضح الخبراء لـ»البناء» أن المقاومة رفعت من وتيرة عملياتها خلال الأسبوع المقبل وكشفت الكثير من المفاجآت التي سببت الحرائق والخراب في مستوطنات الشمال وأرهقت ألوية الجيش المنتشرة خلف تحصينات وفي المنازل، ولم تعُد تستطيع حكومة الاحتلال احتواء هذا الضغط واستيعابه، لذلك يطلقون التهديدات المستمرة ضد حزب الله ولبنان».
ولفتت جهات معنية ومطلعة لـ»البناء» الى أن «استخدام حزب الله الدفاعات الجوية ضد الطيران الحربي الإسرائيلي بعد استخدام سلاح المسيرات الانقضاضية، ينقل الصراع الى مرحلة جديدة وهي «الحرب الجوية» الحقيقيّة بامتياز، ما يؤثر على قدرة جيش الاحتلال على العمل في الأجواء اللبنانية من التحليق لا سيما على علو منخفض وتنفيذ غارات وهمية أو صاروخية أو خرق جدار الصوت، ما يعني أن حزب الله فرض معادلة ردعية جديدة في الجو، وهي استهداف الطائرات الحربية ومحاولة إسقاطها لردع الاحتلال الذي يستخدم سلاح الحرب النفسية ضد قرى الجنوب التي تقع خارج منطقة الاشتباك والتي لا يجرؤ على استهدافها خشية رد المقاومة على العمق نفسه، لذلك يحاول إرهاب المواطنين في إطار الحرب النفسية للضغط على المقاومة». ولفتت الى أن «التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان جوفاء وكاذبة ولا تعبر عن واقع جيش الاحتلال العاجز والمتهالك وتندرج في إطار تطمين المستوطنين الإسرائيليين الذين يطلقون نداءات الاستغاثة جراء ضربات المقاومة ويحملون حكومة الاحتلال المسؤولية»، ولفتت الى أن جيش الاحتلال لا يملك الطاقة القتالية لتوسيع جبهته في ظل غرقه وفشله في جبهتي غزة ورفح»، مع تأكيد الجهات بأن «المقاومة أعدت العدة لكافة السيناريوات ولديها مفاجآت كثيرة ستكشف عنها في الوقت المناسب».
وتوقّف معلّق الشؤون العسكرية في موقع «والا» أمير بوخبوط عند القوّة الجوية المتصاعدة لدى حزب الله ولا سيّما في الأيام الأخيرة، مشيرًا الى أن الجيش «الإسرائيلي» يستعدّ لتهديد الطائرات بدون طيّار منذ سنوات، لكن لا ردّ حتى الآن.
وبحسب بوخبوط، زاد حزب الله في الأشهر الأخيرة من استخدام الطائرات بدون طيّار الانتحارية التي حصل عليها من إيران في هجمات على الجبهة الداخلية «الإسرائيلية». الجيش يردّ على التهديد من خلال شراء الأدوات المناسبة، لكنه ينشغل بشكل أساسي بالأبحاث وبناء الردّ على هجمات حزب الله بالطائرات بدون طيّار.
وينقل بوخبوط عن مصدر عسكري صهيوني قوله «إننا نسعى لعدم استخدام كلمة «حلّ»، لأنّ التهديد الذي يطير على علوّ مُنخفض ويُطلق النار عليه من مسافة قصيرة مثل الطائرات بدون طيار، لا يمكن إيجاد ردّ عليه في هذه المرحلة».
ويتحدّث بوخبوط عن أن مسؤولين أمنيين صهاينة أرادوا التأكيد أنه طالما أن الجهود «الدفاعية» للجيش لا تصاحبها تحركات هجومية، فإن شدة الردّ الذي يمكن أن يقدّمه إلى منطقة خطّ المواجهة الشمالي ستكون محدودة».
وواصل العدو عدوانه على قرى الجنوب، وأغارت مسيرة إسرائيلية، بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية في ساحة بلدة عيترون، وأفيد عن وقوع إصابات. ونعى حزب الله حسين نعمة الحوراني «بدر» مواليد عام 1988 من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان.
كما أغار طيران الاحتلال الحربي على بلدة وادي جيلو في قضاء صور، مستهدفاً منزلاً غير مأهول، ما أدى الى تدميره واشتعال النيران في عدد من المنازل المحيطة بالمكان، ومستودعاً لأدوات التنظيف والزيوت، ما ألحق الأضرار بعشرات المنازل كتكسير الزجاج والنوافذ والتصدع، بالإضافة الى أضرار جسيمة في البنى التحتية، وبخاصة شبكتي الكهرباء والمياه.
وتوجّه عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، لرؤساء بلديات شمالي فلسطين المحتلة، زاعماً: «استعدّوا لقتال ولأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب». بدوره، ادعى وزير الحرب في حكومة العدو الإسرائيلي يوآف غالانت بأن «الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة وعليها الضغط على حزب الله».
على صعيد آخر، أشار وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، إلى توقف شركة «توتال» عن الحفر في البلوك رقم 9، حول أننا «ننتظر تقرير الحفر لنرى إن كان مقنعًا»، موضحًا أنّه «كانت لدى الشركة أسبابها الفنية، ولستُ متأكدًا إذا كان هذا الموضوع مرتبطاً بما حصل في غزة»، وحثّ «توتال» على الإسراع في تسليم التقرير.
وحول ملف الاستكشاف بشكل عام، رأى فياض أنّ السياسة لها دور، وحين حصلت الحرب على غزة «غابوا الجماعة»، في إشارة إلى «توتال».
قضائياً، كفّ النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي جمال الحجار، يد المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون عن الملفات القضائية التي تحقق فيها. ووجه تعميماً إلى الأجهزة الأمنية كافة لعدم تنفيذ أي إشارة صادرة عن القاضية عون وعدم مخابرتها بأي دعوى قديمة أو جديدة، وحصر الأمر بالمحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان.
وعلى الأثر أوضحت عون «ان قرار القاضي الحجار باطل ومخالف للقانون، لأنه لا يحق له توقيفي عن العمل». وأضافت في بيان: «هذا القرار يعود حصراً لوزير العدل بناء لطلب التفتيش القضائي. وأطلب من معالي الوزير التدخل لوقف هذه التجاوزات التي تعرقل سير العدالة بوجه مدعي عام استئنافي، يقوم بعمله بكل إخلاص وأمانة وتجرّد ونزاهة». وأضافت: «سأتقدم الاثنين بطعن أمام مجلس شورى الدولة بوجه القرار المذكور. لهذا السبب ولأن لا صفة للقاضي الحجار لاتخاذ أي قرار لهذه الجهة لأنه فضلاً عن عدم قانونية القرار المشار اليه وتجاوز لحد السلطة، فأنا لم أتبلغ قرار تعيينه مدعياً عاماً تمييزياً، وبرأيي هو مغتصب السلطة ولا يحق له ممارسة مهام مدعي عام التمييز».
بدوره، قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: «كيف يحقّ لأي كان أن يمنع الضابطة العدلية من أن تستجيب لإشارات مدّعي عام، أي أن يكفّ يده عملياً؟ هذا الأمر يعود للمجلس التأديبي وليس لقاضٍ آخر».
وأوضح باسيل في تصريح له، «لقد صحّ ما نبّهنا منه مراراً من أن تتم ملاحقة القضاة الذين يلاحقون الفاسدين ومن سرقوا أموال المودعين عوض مكافأتهم، وهذا ما يتمّ على يد المنظومة الحاكمة التي تريد إدامة إمساكها بالقرار المالي والاقتصادي والقضائي».
وأضاف باسيل: «هل كانت المنظومة لتفعلَ الأمر نفسه مع المدّعين والقضاة المتقاعسين والمحميين؟ أم أن الاستسهال وصل الى درجة المسّ فقط بمدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون، وجرمها أنها تتجرأ على فتح ملفات لا يجرؤ الآخرون عليها، فأين التدقيق الجنائي؟ أين ملف أوبتيموم؟ أين رياض سلامة المطارَد دولياً والمحميّ محلياً في كنف هذه المنظومة؟».
بيرم ينسحب ومعه وفود عشرات الدول عند بدء كلمة مندوب «إسرائيل» إلى مؤتمر جنيف
انسحب وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم والوفد المرافق عند بدء كلمة المندوب «الإسرائيلي» خلال مؤتمر العمل الدولي في جنيف.
وبعد انسحاب الوزير بيرم انسحبت وفود عشرات الدول تضامناً خلال اللقاء الدولي المخصص لبحث أوضاع العمال في فلسطين في مؤتمر العمل الدولي في جنيف.
وكان بيرم ألقى كلمة لبنان، شدّد فيها على «حق عودة المهجرين الفلسطينيين إلى بلدهم فلسطين وإنهاء مأساة تهجيرهم المستمرة ظلماً منذ 75 عاماً بفعل الاحتلال الإسرائيلي الضارب بعرض الحائط لكلّ القرارات والإرادة الدولية وصوت الشباب الجامعي في كلّ العالم لوقف حرب الإبادة في غزة والإنهاء الفوري للجرائم ضدّ الإنسانية «.
ولفت إلى أنّ «غزة تشكل اختباراً لشعارات حقوق الإنسان التي تطبق بمعايير غير عادلة، ولضمائرنا وإنسانيتنا حيث تميّز هذا الإجرام المستمرّ عن كلّ الجرائم المرتكبة سابقاً بأنه يتمّ ارتكابه عبر البث المباشر»، مشيراً إلى أنّ «العقد الاجتماعي الجديد الذي هو أساس في تقرير المدير العام لمنظمة العمل الدولية لا يكون إلا بالعدالة الإنسانية قبل الاجتماعية وعدم التعرّض لأبسط الحقوق الأساسية للإنسان. فلنا حقّ بالحياة والأمان والسلام والغذاء، والتعلم والكرامة وسنناضل من أجل هذه الحقوق».
وسأل بيرم: ماذا يعني أن تقصفوا بالفوسفور الأبيض مزارع الزيتون والليمون وكلّ حقولنا وأن ترموا صواريخ فيها قنابل عنقودية على شكل لُعب أطفال وكلّ قنبلة تقول لطفل تعال الْهُ لتجد الموت بانتظارك»؟
**************************
افتتاحية صحيفة النهار
مؤشرات الحرب تتدحرج بدخول “السلاح الكاسر”؟
تعاظمت المخاوف من مؤشرات اقتراب #لبنان من حافة انفجار حربي كبير بين إسرائيل و”الحزب”، في ظل تطورات تنبئ بتجاوز العمليات الميدانية المتبادلة الحدود القابلة للضبط لوقت طويل بعد أن عكست الأيام الأخيرة عاملاً مقلقاً للغاية تمثل في تقدم خطر انفجار الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية الى صدارة الإعلام العالمي واحتلاله الأولوية حتى على حرب #غزة، وذلك للمرة الأولى منذ عملية “طوفان الأقصى”.
ولم يفت بروز هذا التطور الأوساط الديبلوماسية المتابعة تطورات الموقفين الميداني والديبلوماسي على هذه الجبهة، اذ أكدت ما أوردته “النهار” قبل يومين، من أن سباقاً لاهثاً يجري بين الجهود الديبلوماسية الأميركية والفرنسية مع التصعيد الكبير والخطير الذي تشهده ضفّتا الجبهة القتالية في الجنوب اللبناني وشمال إسرائيل. ولعل الأمر اللافت في ما أوردته هذه الأوساط أنها اعتبرت التصعيد الواسع الذي حصل من جانب “الحزب” في الساعات الأخيرة رسالة متعمدة من الحزب وإيران الى القمة الفرنسية- الأميركية بين الرئيسين إيمانويل #ماكرون و#جو بايدن، علماً أن إسرائيل تصعّد من جانبها لحسابات مختلفة معظمها داخلي وميداني بعدما طوّر “الحزب” هجماته بزج أسلحة جديدة في الميدان أحرجت الجيش كما القيادة السياسية في #اسرائيل. ولم يكن أدل على هذا المناخ الضاغط بخطورة عالية مما أورده موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أفادوا أن إدارة بايدن حذرت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من فكرة حرب محدودة في لبنان وأن حرباً كهذه يمكن أن تدفع إيران الى التدخل.
واكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو في هذا السياق أن “ضغوطاً دولية صعبة تمارس علينا ولكن يمكنني أن أضمن شيئاً واحداً وهو أننا سنغير الواقع الحالي مهما حدث ونحارب في الشمال والجنوب”.
كما أن التطور الميداني الأبرز الذي سجل أمس تمثل في اعلان “الحزب” عصر أمس أن مقاتليه اطلقوا صواريخ دفاع جوي على الطائرات الحربية الإسرائيلية “التي كانت تعتدي على سمائنا وخرقت جدار الصوت في محاولة لإرعاب الأطفال ما أجبرها على التراجع الى خلف الحدود”. وهي المرة الأولى منذ اندلاع حرب غزة والمواجهات في الجنوب اللبناني يعلن فيها الحزب اطلاق صواريخ في اتجاه طائرات حربية إسرائيلية بما يعتبر ادخالاً لما يسمى بـ”السلاح الكاسر”.
وكان الجنوبيون عاشوا ليلاً نارياً شهد سلسلة غارات إسرائيلية على بلدات العديسة، بيت ياحون، صديقين وادي جيلو قضاء صور، حيث اندلع حريق هائل في مبنىً كبير على الخط العام للبلدة، إضافة إلى دمار في الممتلكات. ونشر الإعلام الإسرائيلي مشاهد للغارات التي شنّها الجيش ليلاً على لبنان.
وواصل الطيران الإسرائيلي غاراته أمس واستهدف بلدة عيترون على دفعتَين واستهدفت مسيّرة دراجة نارية أسفرت عن سقوط عنصر لـ”الحزب” هو حسين نعمة الحوراني إضافة إلى إصابة آخر. وشنّ الطيران الحربي غارة أخرى على مبنى مؤلّفٍ من ثلاث طبقات في عيترون بصاروخَي أرض- جوّ، فدمّره بالكامل. كما أفيد عن سقوط إصابتَين من المدنيّين. وتسبّبت الغارة وسط البلدة بدمار هائل في المنازل والمحال التجارية، فيما تُجري فرق الإسعاف مسحاً في المنطقة. وفي ساعات بعد الظهر، حاولت مسيّرة إسرائيلية استهداف آلية “رابيد” على طريق عام عيترون- بنت جبيل، إلّا أنّها لم تُصب هدفها، وأسفرت الغارة عن إصابة مدني بجروح طفيفة.
وعلى وَقع التصعيد الميداني، لم تتوان القيادة السياسية الإسرائيلية عن رفع مستوى تهديداتها للبنان، إذ نقلت صحيفة “معاريف” عن الوزير المتشدد إيتمار بن غفير “وجوب شنّ حرب شاملة على منظمة “الحزب” الإرهابية والدخول إلى لبنان والقتال هناك”. كما نقلت عن وزير الثقافة الإسرائيلي قوله إنّ “تأجيل المعركة مع “حركة ح” أدّى إلى 7 تشرين الأول (أكتوبر)، وتأجيلها مع “الحزب” سيؤدي إلى كارثة أكبر”. وأضاف: “الحرب في الشمال ستُفرَض علينا عاجلاً أم آجلاً”. ومن جهته، توجه الوزير في كابينيت الحرب الإسرائيليّ، بيني غانتس الى رؤساء بلديات شمال إسرائيل، قائلًا: “استعدوا لقتال ولأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب”. بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: “الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة وعليها الضغط على الحزب”.
اعتداء عوكر
اما على الصعيد الأمني في الداخل، فترددت أصداء الاعتداء على السفارة الأميركية في عوكر لجهة رصد التحقيقات الجارية في الحادث. وأفيد أن منفذ عملية اطلاق النار على السفارة السوري قيس فراج عمل منفرداً وليس ضمن خلية واشترى السلاح والذخيرة من ماله الخاص واستطلع السفارة الأميركية عبر مشغل “غوغل”.
وأفادت مصادر مطّلعة على التحقيق عن توقيف سائق الفان الذي نقل مطلق النار من البقاع، وتبيّن أنّه لم ينقل فراج خصيصاً، إنّما كان من عداد ركاب الباص. وتجري مراجعة حركة الاتصالات على هاتف السائق، إضافة إلى استمرار توقيف رجل دين قيد التحقيق، وكذلك شقيق مطلق النار ووالده أسوة بجميع الذين يشملهم التحقيق من المحيطين بمنفّذ العملية، في إطار جمع المعلومات عن الحادث.
وقد دانت دولة الإمارات بشدة، الاعتداء الذي استهدف سفارة الولايات المتحدة في بيروت، مشددة على “أهمية حماية المباني الديبلوماسية وفق الأعراف والمواثيق التي تحكم وتنظم العمل الديبلوماسي”. وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أن “دولة الإمارات، تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القانون الدولي”.
الرئاسة والوساطة القطرية
على الصعيد السياسي، تتجه الأنظار إلى زيارات الوفود اللبنانية الى الدوحة التي شملت حتى الآن وفوداً وشخصيات من “حركة أمل” والحزب التقدمي الاشتراكي و”القوات اللبنانية”. وفي المعلومات أن المسؤولين القطريين المولجين بمتابعة الملف اللبناني يجمعون الآراء تمهيداً لوساطة جديدة بين الافرقاء لتقريب وجهات النظر بين الأضداد الذين لا يلتقون على رؤية واحدة حيال انتخابات الرئاسة المعقدة. وأفاد بعض زوار الدوحة أخيراً أن قطر تتعاطى بجدية عالية مع ملف انتخابات الرئاسة في لبنان وتسعى إلى مساعدة الكتل النيابية والنواب المستقلين ودفعهم الى اتمام الاستحقاق ومن دون أن تتعارض وساطة الدوحة مع مهمة “المجموعة الخماسية” بل تشكل عاملاً مساعداً لها. وأفاد هؤلاء الزوار أن الوفود تلقت جملة اسئلة من الجانب القطري الذي يبدو أنه من اكثر المتحمسين لاجراء الانتخابات في أسرع فرصة ممكنة. واكد النائب ملحم الرياشي الذي كان عضواً في الوفد القواتي إلى الدوحة أن القطريين يتجهون إلى اعلان مبادرة جديدة في اتجاه لبنان في الأسابيع المقبلة، ونفى أن يكون التقى في الدوحة النائب علي حسن خليل ولكنه اكد أن التواصل قائم معه ومع النائب طوني فرنجية “ونأمل الوصول الى مخرج لبناني- لبناني”.
وتواصل التحرك الاشتراكي المتصل بالملف الرئاسي، فالتقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط أمس النائب طوني فرنجية في حضور النواب: وائل أبو فاعور، بلال عبدالله وراجي السعد. وأوضح النائب بلال عبدالله: “وضعنا “التكتل الوطني المستقل” في أجواء لقاءاتنا وإلى أين وصلنا وما هي نقاط الخلاف وأين يمكن تقريب وجهات النظر؟”. وشدّد على أنّ “الهدف الأساسي من تحرّكنا هو أن ننجز التسوية الداخلية اللبنانية حفاظاً على البلد ونحن يجب أن نُساعد أنفسنا كلبنانيين”.
بدوره، اشار النائب طوني فرنجيّة الى أنّه “لا يمكن أن نبقى مكتوفين أمام الشلل الذي يشهده لبنان”، مؤكّداً “أنّنا منفتحون على أيّ حوار بنّاء بعيداً من المصالح الضيّقة للبعض ولا مجال إلا بالحوار”. وقال: “علينا العمل على إيجاد حلول داخلية بعيداً عن الحلول الخارجية”. وأضاف: “إذا تعذّر وصول سليمان فرنجيّة أو انسحب من السباق الرئاسي وهذا غير مطروح حتى الآن، فإنّ الغالبية النيابية قادرة على إيصال رئيس ولكن ليس هذا ما نسعى إليه”.
*****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الولايات المتحدة تخشى حرباً في لبنان تدخلها إيران وميليشياتها
الجيش الإسرائيلي يُخطّط لغزو الجنوب.. واشنطن تطلب وساطة “الحزب” مع “حركة ح”
كشفت المعلومات الواردة من واشنطن أنّ الإدارة الأميركية تعمل حثيثاً على احتواء التصعيد على الجبهة الجنوبية خشية انزلاق المواجهات الى حرب ما تلبث أن تنخرط فيها ايران والميليشيات التابعة لها في المنطقة.
وعلمت «نداء الوطن» أنّ الولايات المتحدة طلبت في صورة غير مباشرة من «الحزب» الانخراط في جهود الوساطة مع حركة «ح» من أجل التوصل الى اتفاق يوقف حرب غزة ما يؤدي الى وقف المواجهات بين اسرائيل و»الحزب». ووفق هذه المعلومات اقترح المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، في اتصال أجراه برئيس مجلس النواب نبيه بري أن ينقل الى «الحزب» طلباً يقضي بتكثيف «الحزب» الجهود مع «حركة ح» في موازاة الجهود الجارية مع اسرائيل كي يتحقق وقف النار في غزة. وبرّر هوكشتاين طلبه غير المسبوق، بأنه يلاقي قرار «الحزب» بربط جبهة الجنوب بغزة، فإذا ما نجحت الجهود الجارية لوقف الحرب في القطاع الفلسطيني فسيؤدي ذلك تلقائياً الى وقف مواجهات الجنوب.
وبحسب المعلومات تلقّى بري من «الحزب» جواباً ضمّنه رفضاً للقيام بهذه الوساطة لاعتبارات وصلت الى عين التينة ونقلتها الى المبعوث الأميركي.
في موازاة ذلك، حذّرت إدارة بايدن إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من فكرة «حرب محدودة» في لبنان، خشية أن يدفع ذلك إيران للتدخل، حسبما قال مسؤولان أميركيان ومسؤول إسرائيلي لموقع «أكسيوس» الاخباري.
وما قاله مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إنّ هناك قلقاً متزايداً في الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الإسرائيلية من أنّ الوضع في لبنان يصل إلى نقطة تحوّل، علماً أنّ الولايات المتحدة وفرنسا تحاولان إيجاد حل ديبلوماسي للحدّ من التوترات على الحدود، لكنهما لم تحرزا تقدماً بعد.
و أبلغ مسؤولون أميركيون «أكسيوس» أنّ إدارة بايدن أخبرت إسرائيل أنها لا تعتقد أنّ «حرباً محدودة» في لبنان أو «حرباً إقليمية صغيرة» هي خيار واقعي، لأنه سيكون من الصعب منعها من الاتساع والخروج عن السيطرة. وحذرت إسرائيل من أنّ الغزو البري للبنان، حتى لو كان في المناطق القريبة من الحدود فقط، من المرجح أن يدفع إيران إلى التدخل.
ويشير أحد السيناريوات التي أثارتها واشنطن مع إسرائيل الى أنّ لبنان يمكن أن يغرق بمقاتلين من الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق وحتى اليمن الذين يرغبون في الانضمام إلى القتال.
في غضون ذلك، قال مسؤول اسرائيلي لـ»اكسيوس» إنه لم تتخذ أي قرارات في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الأخير، لكن الجيش الإسرائيلي قدم عدة خيارات لتوسيع القتال، بما في ذلك غزو بري يهدف إلى دفع قوات «الرضوان» التابعة لـ»الحزب» بعيداً عن الحدود.
وشدد على أنه منذ 7 تشرين الأول الماضي، كان توجيه القادة السياسيين للجيش الإسرائيلي هو التركيز على هزيمة «حركة ح» في غزة وتجنّب الحرب في لبنان. وقال المسؤول إنّ تغيير هذه السياسة قد تكون له عواقب بعيدة المدى. وأوضح أن الحرب مع «الحزب» أو عملية محدودة في لبنان ستكون لها «تداعيات كبيرة على إسرائيل»، وبعد أن تكلف أرواحاً وتستنزف الموارد، من المرجح أن تؤدي إلى اتفاق مماثل لذلك الذي يتم السعي إليه حالياً بين إسرائيل وغزة. وقال: «نحن في حاجة إلى فهم هذا قبل اتخاذ القرارات».
وفي المقابل، دعا عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس السلطات المحلية في شمال إسرائيل للاستعداد لأيام صعبة قد تتحوّل إلى حرب حقيقية. وقال في تصريح أمس: «الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة وعليها الضغط على «الحزب» .
ونقلت صحيفة «معاريف» عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قوله «علينا دخول لبنان وتدمير «الحزب» ونحن قادرون على ذلك» .
ميدانياً، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي فجر أمس، على بلدة وادي جيلو في قضاء صور، مستهدفاً منزلاً غير مأهول، ما أدى إلى تدميره واشتعال النيران في عدد من المنازل المحيطة بالمكان، ومستودع لأدوات التنظيف والزيوت، وألحقت الغارة الأضرار بعشرات المنازل كتكسير الزجاج والنوافذ والتصدع، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في البنى التحتية، وبخاصة شبكتي الكهرباء والمياه.
واستهدفت مسيّرة إسرائيلية، بصاروخ موجّه، دراجة نارية في ساحة بلدة عيترون. ولاحقاً، نعى «الحزب» حسين نعمة الحوراني «بدر» مواليد عام 1988 من مدينة بنت جبيل.
وفي المقابل، أعلن «الحزب» أنّ عناصره استهدفوا «التجهيزات التجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة وتم تدميرها». كما استهدفوا مقرّ قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت.
وعلى الجانب الاسرائيلي، أعلن الجيش مقتل جندي «سقط أثناء القتال في الشمال»، أول من أمس بعد إطلاق طائرتين مسيرتين متفجرتين من لبنان في اتجاه مستوطنة حرفيش.
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
تل أبيب تدعو سلطات الشمال للاستعداد للحرب وتوسّع استهدافها لجنوب لبنان
تصعيد إسرائيلي إثر مقتل جندي وإصابة آخرين في عملية لـ«الحزب»
شهدت الجبهة الجنوبية في لبنان ليلاً متوتراً نتيجة تكثيف القصف الإسرائيلي على بلدات عدّة مع تسجيل توسيع للمدى الجغرافي للضربات في عمق الجنوب، في وقت يستمر فيه التهديد من قبل المسؤولين الإسرائيليين وكان آخرها على لسان عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس الذي دعا رؤساء السلطات المحلية في شمال إسرائيل إلى الاستعداد لأيام «أكثر صعوبة… وقد يؤدي ذلك إلى الحرب».
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، عن غانتس قوله خلال اجتماع عقده، الثلاثاء الماضي، مع رؤساء عدد من البلديات والمجالس المحلية في الشمال: «أعتقد أن الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة النطاق، وكذلك (الحزب)، ومن الضروري الضغط عليه في هذا الوقت قبل أن يذهب الجميع إلى حرب أوسع».
وحذر الوزير من أن هذا الأمر «لن يكون بلا ثمن، وسنعيش لحظات مؤلمة جداً عندما يحدث هذا الشيء، لكن لن نهرب منه».
وبحسب هيئة البث، أجرى مسؤولون كبار على المستوى السياسي نقاشاً مغلقاً هذا الأسبوع، عقب التصعيد في الشمال، وقال الوزيران بمجلس الحرب غانتس وغادي آيزنكوت إن على إسرائيل أن تسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاق مع «حركة ح» من أجل التحول إلى حملتها في الشمال. واعترض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لافتاً إلى أن تحقيق أهداف الحرب في غزة هو الأولوية القصوى، وأنه لن يكون من المناسب التعامل مع الشمال إلا بعد تحقيق أهداف الحرب في الجنوب، وفق ما نقلته الهيئة.
والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في شمال البلاد، وقال في بيان له إنه «سقط في أثناء القتال في الشمال»، الأربعاء، بعد إطلاق طائرتين مسيرتين متفجرتين من لبنان في اتجاه بلدة حرفيش في شمال إسرائيل. وبحسب المراسل العسكري لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن الجندي قضى في هجوم الطائرة المسيرة الذي أدى إلى إصابة تسعة جنود آخرين، أحدهم في حالة حرجة، مساء الأربعاء. وأضاف: «قام (الحزب)… خلال الأشهر الثمانية الماضية بتصعيد هجماته ضد إسرائيل كل يوم تقريباً»، مشيراً إلى أن «الحزب» «يحاول اختراق الآليات الدفاعية الإسرائيلية».
وبمقتل الجندي، الأربعاء، يرتفع عدد القتلى في شمال إسرائيل بنيران «الحزب» إلى 15 جندياً و11 مدنياً وفقاً للجيش منذ بدء الاشتباكات، بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، فيما أسفر تبادل إطلاق النار في لبنان عن مقتل 455 شخصاً، بينهم 88 مدنياً، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وميدانياً، استمرت العمليات المتبادلة بين «الحزب» وإسرائيل، وقد أغارت مسيّرة إسرائيلية قرابة العاشرة صباحاً، بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية في ساحة بلدة عيترون، حيث أفيد عن وقوع إصابات، ليعود بعدها «الحزب» وينعى أحد مقاتليه ويدعى حسين نعمة الحوراني من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان.
وردّت «المقاومة الإسلامية» على «اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وآخرها في عيترون»، باستهداف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت وتموضعات الجنود في محيطها بصواريخ «فلق 1»، بحسب ما أعلنت في بيان لها.
وكانت قد شهدت ساعات الليل، بعد عملية حرفيش ومقتل الجندي الإسرائيلي، تكثيفاً للغارات والقصف الإسرائيلي في عمق الجنوب اللبناني، حيث أغار الطيران الحربي فجراً على بلدة وادي جيلو في قضاء صور، مستهدفاً منزلاً غير مأهول، ما أدى إلى تدميره واشتعال النيران في عدد من المنازل المحيطة بالمكان، ومستودع لأدوات التنظيف والزيوت، ما ألحق الأضرار بعشرات المنازل كتكسير الزجاج والنوافذ والتصدع، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في البنى التحتية، خاصة شبكتي الكهرباء والمياه، بحسب ما ذكرت. وقد هرعت إلى المكان فرق الدفاع المدني لإطفاء الحرائق المشتعلة ومعالجة الإصابات البشرية المتوسطة والطفيفة، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام». وتداول ناشطون صوراً لما قالوا إنه رسالة نصية وصلت إلى أحد السكان من رقم دانماركي تطلب منه إخلاء المكان كونه سيتعرض للقصف.
وكان الطيران الحربي قد شن غارة ليلاً على أطراف بلدة صديقين، مستهدفاً منزلاً، ما أدى إلى تدميره تدميراً كاملاً وإلحاق أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، كما أغار الطيران الإسرائيلي بُعيد منتصف الليل، على بلدة العديسة المحاذية لمستعمرة مسكفعام، ما أدى إلى اشتعال حريق في خزان مازوت بالقرب من عمود إرسال لشركة الهاتف «ألفا».
وألقى الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق خلال الليل، وسط تحليق الطيران الاستطلاعي فوق قرى قضاء صور والساحل البحري وفوق الخط الأزرق المتاخم للحدود، فيما تعرضت أطراف بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط لقصف مدفعي مباشر.
إلى ذلك تستمر إسرائيل في سياسة حرق الأحراج والمساحات الخضراء، حيث أدى القصف الفوسفوري إلى احتراق حرج مركبا.
*************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : مؤشرات إيجابية للحراك الجنبلاطي .. وفرنجية يده ممدودة لكل مبادرة
الاهتمام المتجدد بالاستحقاق الرئاسي عبر حراك الحزب التقدمي الاشتركي و«اللقاء الديموقراطي» في اتجاه القيادات والكتل السياسية والنيابية بناء على مبادرة الرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط، يسير جنباً الى جنب مع الاهتمام الاميركي ـ الفرنسي بالوضع في الجنوب لمنع اسرائيل من تنفيذ تهديداتها بشن عدوان واسع تخشى واشنطن وباريس من ان يتسبّب بحرب شاملة في المنطقة. وقد نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين ان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حذّرت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من فكرة «حرب محدودة» في لبنان.
إنتهى الأسبوع الأول للحراك الاشتراكي على ايجابيات تلمّسها أعضاء «اللقاء الديموقراطي» الذين توزّعوا على الكتل النيابية في مسعى جدي ديناميكي لتقريب المسافات تجاه خريطة طريق الحل للانسداد الرئاسي، اي حوار ثم انتخاب، وقد بَدت معظم الكتل الكبرى متجاوبة باستثناء «القوات اللبنانية» التي بقيت على موقفها الرافض للحوار كمُسمّى والمتجاوب مع فكرة التشاور السياسي غير المرتبط بأي آلية محددة في اعتبار انّ فلسفة التشاور ممكنة وغير لازمة…
وقال مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية» ان المسعى الجنبلاطي سيستكمل الأسبوع المقبل في اتجاه «القوات اللبنانية» ومَن تبقّى من قوى المعارضة، في اعتبار ان معظم الكتل الأخرى أبدت موافقة أو مرونة أو عدم عرقلة. وبالتالي، فإنّ الهدف يصبّ في المرحلة الأولى على تأمين النصاب لحضور الجلسات مع إبقاء باب التشاور مفتوحا عند إقفال الدورات الانتخابية الأربع وتعذر الانتخاب»…
وكشف المصدر ان المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية تراقب عن كثب مسعى الحزب التقدمي الاشتراكي، وقد وعدت بأن تساهم وتتحرك إفرادياً لتقديم المساعدة إذا اقتضى الأمر، محذّراً من انه قد تكون محاولة «الاشتراكي» هي الأخيرة قبل ان يدخل الاستحقاق الرئاسي مجددا في سبات عميق».
جولة «الديموقراطي»
وكان تكتل «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط قد واصل جولاته امس على الكتل النيابية، فيما افادت معلومات ان الجانب القطري في اللجنة الخماسية يواصل اتصالاته منفرداً بهدف تليين المواقف وتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية لإنجاز التوافق على انتخاب رئيس الجمهورية، لكنه لم يحقق اي تقدم بعد على رغم الحديث عن ليونة لدى بعض الاطراف في المعارضة بإستثناء «القوات اللبنانية».
وقد عاد وفد «القوات اللبنانية» من الدوحة، وسط معلومات عن محاولة قطرية لجمع عضو الوفد النائب ملحم الرياشي بالنائب علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، لكن الرياشي نفى حصول اي لقاء وقال: «لم نكن في المكان نفسه».
وفي اطار جولته، التقى جنبلاط عضو «التكتل الوطني المستقل» النائب طوني سليمان فرنجية في دارته بالأشرفية، في حضور النواب: وائل أبو فاعور، بلال عبدالله وراجي السعد، أمين السر العام في «التقدمي» ظافر ناصر، ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب. وبعد اللقاء، قال عبدالله: اللقاء مع «التكتل الوطني المستقل» كان ضمن الجولة التي نقوم بها لإيجاد خرق في جدار الاستحقاق الرئاسي، وأجرينا جولة أفق واسعة وناقشنا المسائل كافة بروح وطنية عالية. ووضعنا «التكتل الوطني المستقل» في أجواء لقاءاتنا وإلى أين وصلنا وما هي نقاط الخلاف وأين يمكن تقريب وجهات النظر». وشدّد عبدالله على أنّ «الهدف الأساسي من تحرّكنا هو أن نُنجز التسوية الداخلية اللبنانية حفاظاً على البلد ونحن يجب أن نُساعد أنفسنا كلبنانيين».
بدوره، قال النائب طوني فرنجيّة: «لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام الشلل الذي يشهده لبنان، ونؤكّد أنّنا منفتحون على أيّ حوار بنّاء بعيداً عن المصالح الضيّقة للبعض ولا مجال إلا بالحوار». واضاف: «علينا العمل على إيجاد حلول داخلية بعيداً عن الحلول الخارجية، ويدنا ممدودة لكلّ مبادرة تحفظ المصلحة الوطنية على أمل أن تحمل مبادرة «اللقاء الديمقراطي» حلولاً». وقال: «إذا تعذّر وصول سليمان فرنجيّة أو انسحب من السباق الرئاسي، وهذا غير مطروح حتى الآن، فإنّ الغالبية النيابية قادرة على إيصال رئيس ولكن ليس هذا ما نسعى إليه».
وكان عبد الله قد زار امس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقال بعد اللقاء: ناقشتُ مع دولته الاوضاع العامة والمسعى الذي يقوم به «اللقاء الديموقراطي» باتجاه الكتل النيابية لإيجاد خرق في موضوع رئاسة الجمهورية.
لهذه الأسباب ألغيت زيارة بكفيا
ولوحظ عصر أمس ان الوفد الإشتراكي أرجأ زيارته الى بكفيا في اللحظات الاخيرة التي سبقت الموعد مع قيادة حزب الكتائب. وإزاء بعض الشائعات التي راجت عن إشكال غامض فرضَ التأجيل، أجمعت مصادر الطرفين على التأكيد لـ«الجمهورية» ان للقاء مع النائب طوني فرنجية طال بما لم يكن متوقعاً، الامر الذي حال بسبب ضيق الوقت من دون التوجّه الى بكفيا في الموعد المحدد قبل اضطرار الوفد الى المشاركة في حفل تكريم الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في جامعة البلمند، فأُرجىء اللقاء في اتصال هاتفي مباشر الى الاثنين المقبل لا اكثر ولا اقل.
«القوات»
وكانت الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية» قد قالت في بيان اعتبرت فيه انّ القول انّ «القوات اللبنانية» ترفض الحوار والتوافق المسبق على انتخاب رئيس للجمهورية غير صحيح إطلاقًا، لأنها منفتحة دائمًا على الحوار والتشاور والأمثلة تعدّ ولا تحصى، وآخرها إنضاج التمديد العسكري والتوصيات النيابية في قضية الوجود السوري غير الشرعي، كما أنّ «القوات» تقدّمت بعدّة صيغ تشاورية لإنهاء الاستعصاء الرئاسي، ولكن الفريق الممانع متمسِّك بصيغة واحدة يشكل اعتمادها نَسفًا للآلية الانتخابية الواردة في الدستور، ويلغي الانتخابات وينسف نصوص الدستور لجهة التوازن بين الرئاسات عن طريق تحويل دور إحدى الرئاسات إلى دور الوصي على الرئاستين الأولى والثالثة. فـ»القوات اللبنانية» منفتحة على التشاور ضمن الأطر الطبيعية، ولكنها ضد طاولة الحوار الرسمية رفضًا لإدخال عُرف يتعارض كلّيًّا مع الدستور».
خفض التصعيد
وفي هذه الأجواء وصفت مراجع ديبلوماسية لبنانية عبر «الجمهورية» التهديدات الاسرائيلية بأنها «باتت روتينية وتقليدية، وقد اعتدنا عليها منذ السابع من تشرين الأول العام الماضي تاريخ بدء عملية «طوفان الاقصى» وما تلاها من حرب «الإلهاء والإسناد».
ولفتت هذه المراجع إلى انّ القوى الدولية الساعية إلى «خفض التصعيد» تدرك خلفيات التهديدات الإسرائيلية المبنية تارة على قراءة خاصة بإسرائيل وأخرى كرد فعل لحجم الازمة الداخلية التي تعيشها، وهذه التهديدات هي موضع متابعة عبر كل القنوات الديبلوماسية الصديقة وتلك التي تعهّدت بالسعي الى ترتيب الأجواء المؤدية إلى «اليوم التالي» في قطاع غزة وفلسطين بعدما تعاظمت الحملات الدولية الداعية الى «حل الدولتين» الفلسطينية والاسرائيلية كحل دائم وشامل، وهو مطلب لبناني مضت عقود عدة على الدعوة الى اعتماده.
وعلى هامش هذه القراءة للمواقف الاسرائيلية، لفتت المراجع إلى ان الحملات الديبلوماسية اللبنانية قد نجحت في كثير من المحطات المهمة في تجنيب لبنان مخاطر الخطط الاسرائيلية لتوسيع الحرب، ليس في اتجاه لبنان وحسب، إنما على مستوى المنطقة. وهو قرار يحظى بإجماع القوى الدولية الضامنة للقوى التي تخوض النزاع بمختلف وجوهه والساحات التي تحولت مسرحا له».
واعتبرت المراجع «ان مثل هذه القراءة للتهديدات الاسرائيلية والتحذيرات الدولية واضحة لدينا، وقد سبق للبنان ان وضع جميع الموفدين الدوليين والامميين في حقيقة الموقف اللبناني الذي لم يتبدل منذ اليوم الاول. وقد سبق لنا ان رفعنا مجموعة من الدعاوى امام مجلس الامن الدولي، وانّ النظر فيها بات أمراً ملحاً، وانّ رفض لبنان للحرب له ما يبرّره ولا بد من ان يتجاوب العالم مع مطالبنا بلجم التهديدات الإسرائيلية وتوفير الضمانات التي تُجنّب هذا البلد نتائجها المتهورة إذا أقدمت اسرائيل على توسيع نطاق الحرب».
تحذير أميركي
وكانت الولايات المتحدة الاميركية قد حذرت اسرائيل اكثر من مرة في الأسابيع الأخيرة من فكرة «الحرب المحدودة» في لبنان، خشية دفع إيران للتدخل، ما قد يؤدي إلى خروج الصراع عن السيطرة».
وقال موقع «أكسيوس» الإخباري نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين: «هناك قلق متزايد في الجيش الإسرائيلي من أن الوضع في لبنان وصل إلى نقطة تحول». وهو امر لن يحول دون «سعي الولايات المتحدة وفرنسا الى إيجاد حل دبلوماسي لتقليل التوترات على الحدود بين «الحزب» وإسرائيل، لكنهما لم يحرزا تقدماً بعد».
وأشار الموقع إلى أنّ «إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتقد أنه سيكون من المستحيل استعادة الهدوء إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية من دون وقف إطلاق النار في غزة». وأضاف أنّ «واشنطن حذرت إسرائيل من «أنّ الغزو البري للبنان، حتى لو كان فقط في المناطق القريبة من الحدود، من المرجّح أن يدفع إيران للتدخل».
ولفت الموقع إلى أن «أحد السيناريوهات التي طرحتها الإدارة الاميركية مع إسرائيل أن «لبنان قد يغمره مسلحون من الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق وحتى اليمن، الذين قد يرغبون في الانضمام إلى القتال».
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي أن “اجتماع مجلس الحرب لم يتخذ قراراً في شأن لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي قدّم خيارات عدة لتوسيع القتال، بما في ذلك غزو بريّ يهدف إلى دفع فرقة الرضوان التابعة للحزب بعيداً من الحدود”. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه “منذ 7 تشرين الأول كانت التوجيهات التي أصدرها القادة السياسيون للجيش الإسرائيلي تتلخّص في التركيز على هزيمة حركة «ح» في غزة وتجنّب الحرب في لبنان”، محذّراً من أن “تغيير هذه السياسة قد يخلّف عواقب بعيدة المدى”.
واستطرد أن الحرب مع “الحزب” أو عملية محدودة في لبنان “من شأنها أن تخلّف عواقب وخيمة على إسرائيل، وبعد أن تتسبب في خسائر في الأرواح واستنزاف الموارد، من المرجّح أن تُسفر عن اتفاق مماثل لذلك الذي يجري السعي إليه حالياً بين إسرائيل ولبنان”، مضيفاً “نحن بحاجة إلى فهم هذا قبل اتخاذ القرارات”.
صواريخ أرض جو في الجنوب
وفيما تواصل العدوان الاسرائيلي امس على قرى الجنوب، حصل تطور نوعي في المواجهة حيث أطلقت المقاومة للمرة الاولى صاروخ ارض ـ جو تجاه الطيران الحربي الاسرائيلي الذي شَن غارات عدة وغارات وهمية واخترق جدار الصوت فوق مناطق الجنوب، ما أجبره على الانكفاء والتراجع.
واعلنت «المقاومة الإسلامية»، في بيان، ان «مجاهديها اطلقوا صواريخ دفاع جوي على طائرات العدو الحربية التي كانت تعتدي على سمائنا وخرقت جدار الصوت في محاولة لإرعاب الأطفال والمدنيين، مما أجبرها على التراجع الى خلف الحدود».
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية «انّ «الحزب» نشر مقطع فيديو يُظهر فيه تدمير قاذفة دفاع جوي، وهذه حادثة غير عادية وخطيرة. ومن الواضح أن القبة الحديدية لم تعد تنفعنا في مواجهة صواريخ الحزب».
واعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية ان حرائق الشمال التهمت 22 ألف دونم على الأقل من الأراضي. ونقلت صحيفة «معاريف» عن رئيس بلدية كريات شمونة قوله: ان نتنياهو يقوم بالدعاية الانتخابية بدلاً من الانشغال بتحقيق النصر المطلق».
فيما نقلت «معاريف» عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قوله إنه «علينا دخول لبنان وتدمير «الحزب» ونحن قادرون على ذلك».
وقال قائد «القيادة الشمالية» لجيش الاحتلال الإسرائيلي: «أكملنا استعداداتنا لشن هجوم في الشمال، وقواتنا قادرة على مواجهة أي مهمة ضد الحزب».
وصباح أمس، قال رئيس «المعسكر الوطني» الوزير في «مجلس الحرب» الإسرائيليّ بيني غانتس لرؤساء بلديات المستوطنات الشمالية: «إستعدوا لقتال ولأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب». فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: «الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة وعليها الضغط على الحزب».
*************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الاحتلال يصرف الأنظار عن غزة بتدمير البنى الحيوية في الجنوب
صواريخ أرض – جو بوجه التهويل وباسيل في عين التينة الإثنين والحجار يكفّ يد عون
بعث الحزب، مع تزايد التهديدات الاسرائيلية المعادية بشن حرب محدودة من الحدود الى الجنوب الى مناطق معروفة في لبنان برسالة واضحة للاسرائيليين قبيل اجتماعات «كابينت الحرب» وبالتزامن مع تهديد قائد المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال روري غوردين من ان وحدات جيشه أنهت الاستعداد بهجوم عام، وأن الحزب سيواجه «جيشاً قوياً وجاهزاً»، من أن لديه ما يلزم لمواجهة التهديدات، بما في ذلك التوسع في الحرب.
وكانت المقاومة أعلنت في بيان لها بعد ظهر امس تصديها للطائرات الحربية الاسرائيلية بصواريخ ارض- جو، واجبرتها على التراجع الى داخل الحدود.
وصباح امس، عاد بيني غانتس بالتوعد بالحرب، لرؤساء بلديات شمالي اسرائيل: «استعدوا لقتال ولأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب». بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: «الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة وعليها الضغط على الحزب».
الحركة الرئاسية
رئاسياً، بالتوازي بين الحركة الجارية في قطر، ومضي اللقاء الديمقراطي في اتصالاته مع رؤساء الكتل النيابية، يزور وفد نيابي برئاسة النائب جبران باسيل عين التينة، اول الاسبوع المقبل (يوم الاثنين 10/6/2024) للاجتماع مع الرئيس نبيه بري، والتباحث في ترتيبات بالتشاور، ومن ثم تحديد موعد جلسة او جلسات للانتخابات.
وما بعد جولة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وحركة اللقاء الديمقراطي التي تجري بالتنسيق معه، بالرئيس بري مع السفير الفرنسي هيرفي ماغرو ما بلغته المساعي، وامكان ملاقاة الرئيس بري الحركة الجارية بخطوة الدعوة الى تشاور او الى جلسة.
فرنجية عن اللقاء مع جنبلاط: شفافية وحرص
رئاسياً، ابلغ النائب طوني فرنجية رئيس «التكتل الوطني المستقل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط،أن «اليد ممدودة لكل مبادرة تحمل المصلحة الوطنية، ولا يوجد فيها اي فخ» مشيراً الى اننا «لمسنا عند اللقاء الديمقراطي الشفافية والحرص على انجاز الاستحقاقات».
واشار فرنجية الى ان مساعي الرئيس نبيه بري هي الأكثر جدية للوصول الى حل بفصل المسائل الداخلية عن الخارجية، معتبرا ان انسحاب رئيس تيار المردة من السباق غير مطروح حتى الآن.
كف يد عون
وفي تطور قضائي، قرر مدعي عام التمييز القاضي جمال حجار كف يد القاضية غادة عون في الملفات التي تنظر فيها.
وجاء في بيان القاضي حجار ان القاضية عون «تعهد الى توسل الشعبوية والخروج عن الرصانة والحيادية والتزام موجب التحفظ، ومحاولة اللباس هذه المخالفات ثوب حماية حقوق المودعين بوجه المصارف في حين اصبح واضحا ان الاجراءات التي تقوم بها تهدف الى تأمين امتيازات لبعض المحظيين عبر صرف النفوذ الحاصل من خلال عملها، الذي يهدف الى تأمين امتيازات لقلة قليلة من الاشخاص على حساب اموال باقي المودعين لينتهي الى أن التغاضي عن هذه الممارسات التي تقوم بها القاضية المذكورة من شأنه ان يضرب اسس عمل النيابات العامة، وعلى رأسها النيابة العامة التمييزية مما اوجب على النائب العام التمييزي اتخاذ القرارات واصدار التعاميم اللازمة من اجل اعادة انتظام العمل الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان.
بدورها سارعت عون الى اعتبار القرار باطلا ومخالفا للقانون ويتجاوز حد السلطة.
وطالبت وزير العدل للتدخل لوقف ما وصفته بأنه «تجاوزات» واعلنت انها لم تتبلغه بعد.
ونقلت «OTV» عن عون قولها ان الهدف اقصاؤها عن ملفات كبيرة يمكن ان تطاول سياسيين مهمين (منهم رئيس حكومة تصريف الاعمال) على حد قولها.
وتحدثت عن تقدم في التحقيقات المالية، وكشفت عن تورط اكثر وأكثر لحاكم لبنان السابق رياض سلامة.
وتعتزم القاضية عون التقدم بطعن امام مجلس الشورى للدولة بوجه القرار الصادر عن القاضي حجار.
منصوري
مالياً، اعتبر حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري ان قرارات وقف تمويل الدولة ومنصة صيرفة، وتوقف المصرف المركزي عن التدخل في سوق القطع، ادت الى توقف النزف، «وتحسنت الجباية واستقرار مالية الدولة».
وكان منصوري تحدث امس امام اعضاء المجلس التنفيذي في الرابطة المارونية، مشيرا الى انه بالنسبة للودائع فإن خطة الاستعادة يجب ان تأخذ بالحسبان مصالح المودعين، كما انه يقتضي عدم خسارة القطاع المصرفي.
الوضع الميداني
ميدانياً، ذكرت مساء امس وسائل الإعلام العبرية ان «صفارات الانذار، دوت في مستوطنات «بيت هلل» و«كريات شمونة» و«كفر غلعادري» و«كفر يوفال» و«المطلة» و«المنارة» و«مسكاف عام».
ويأتي إطلاق الصفارات على خلفية تسلل طائرة مسيرة باتجاه مستعمرات الجليل الأعلى.
واستهدف الحزب تلة الطيحات مقابل ميس الجبل بصاروخ بركان، كما قصف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بدفعة صاروخية.
«وفي إطار الرد على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وآخرها في عيترون، استهدف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت وتموضعات الجنود في محيطها بصواريخ فلق 1 وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدمير جزء منها وإيقاع خسائر مؤكدة فيها».
واعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل جندي واصابة 11 آخرين بجروح.
وكان الطيران الحربي الاسرائيلي نفذ قرابة الواحدة الا ربعا من بعد ظهر أمس غارة مستهدفاً منطقة جبل كحيل في بلدة عيترون ملقياً صاروخين جو-ارض على المنطقة المستهدفة. ايضا، تعرضت صباح أمس اطراف بلدة عيتا الشعب في القطاع الاوسط لقصف مدفعي اسرائيلي مباشر. وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي فجر اليوم، على بلدة وادي جيلو في قضاء صور، مستهدفا منزلا غير مأهول، ما أدى الى تدميره واشتعال النيران في عدد من المنازل المحيطة بالمكان، ومستودع لأدوات التنظيف والزيوت، ما ألحق الأضرار بعشرات المنازل كتكسير الزجاج والنوافذ والتصدع، بالإضافة الى اضرار جسيمة في البنى التحتية، وبخاصة شبكتي الكهرباء والمياه.
*************************
افتتاحية صحيفة الديار
هوكشتاين يشارك باتصالات التهدئة… واشنطن تضغط لمنع الانفجار
ارباك ونفاق اسرائيلي: القبول بمعادلة نصرالله وقف الحرب في غزة… والا «الخراب»!
كف يد عون يثير ازمة في القضاء… وهجوم السفارة «ذئب منفرد»؟ – ابراهيم ناصرالدين
رفعت واشنطن من وتيرة حراكها الدبلوماسي والامني لانجاز «صفقة» في غزة، وتدخلت على نحو غير مسبوق في الساعات القليلة الماضية لمنع التدهور على الجبهة الجنوبية، خوفا على امن اسرائيل من جهة، كما قالت وزارة الخارجية الاميركية، ولمنع حرب اقليمية قد تجد نفسها قد غرقت في مستنقعها على ابواب انتخابات رئاسية لا تحتاج صعوبتها الى المزيد من الازمات المعقدة حول العالم. في هذا الوقت لم تتوقف «العنتريات» الاسرائيلية الممجوجة والتي تتحدث عن اكتمال الجهوزية لشن حرب شاملة على الحزب، من قبل بعض المسؤولين العسكريين والسياسيين، المدعومين من نسبة لا بأس بها من الراي العام الاسرائيلي الذي هاله سقوط الردع مع احتراق مستوطنات الشمال بقببها الحديدية التي باتت تقريبا خارج الخدمة، وهو امر استدعى دخول عدد كبير من جنرلات الاحتياط، وكبار الكتاب والمحليلين في كيان العدو على الخط، لتحذير رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو من السقوط في المستنقع اللبناني، ونصحوه بالقبول بمعادلة السيد نصرالله، التهدئة في غزة مقابل التهدئة في الشمال، والا فان اسرائيل ذاهبة بعيون مفتوحة الى «الخراب» الكبير.
داخليا، وبعد ان خاب أمل «خصوم» الحزب بما توصلت اليه التحقيقات في الهجوم على السفارة الاميركية، وخسروا «ورقة دسمة» للاستثمار السياسي، يبدو ان القوات اللبنانية قد حشرت في «زاوية» اتهامها بتعطيل الحوار المؤدي حتما الى انتخابات رئاسية، بحسب مبادرة رئيس المجلس المعلنة، فوجدت نفسها في موقع دفاعي اضطرها للرد عبر بيان، وتصريحات من مسؤوليها، وبعد جهد جهيد، قاموا بتفسير»الماء بعد جهد بالماء» ولم يقدموا اي اجابة مفيدة حول الرفض غير المنطقي للتشاور الذي يمكن ان «يحشر» رئيس المجلس النيابي نبيه بري، اذا لم يكن جادا في طروحاته!.
وفي الانتظار، يواصل وفد اللقاء الديموقراطي جولاته المكوكية دون نتائج ملموسة حتى الآن، ولم يحصل بالامس بعد لقاء النائب طوني فرنجية على اي اشارة تفيد بنية رئيس تيار المردة بالانسحاب من السباق الرئاسي. في هذا الوقت انفجرت «قنبلة» قضائية موقوتة ادت الى كف يد مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون التي اعلنت رفضها القرار الموقع من قبل النائب العام التمييزي بالانابة القاضي جمال الحجار باعتباره غير ذات صفة، ووعدت بالاستئناف يوم الاثنين.
اتصالات اميركية مكوكية
فبعد ساعات على الهجوم المسلح الذي نفذه السوري قيس فراج صباح أمس الاول في محيط السفارة الأميركية في عوكر، وبينت التحقيقات الالوية انه يعمل منفردا وليس ضمن خلية، وانه اشترى السلاح والذخيرة من امواله الخاصة لتنفيذ عملية نصرة لاهل غزة، تجاوزت الدوائر الامنية والدبلوماسية الاميركية الحدث، مشيدة بالاستجابة السريعة لمختلف الاجهزة الامنية اللبنانية، وانتقلت الى العمل الاكثر الحاحا وخطورة المتربط بارتفاع حدة التوتر على الحدود الجنوبية، واقترابها من لحظة «الانفجار». ووفقا لمصادر دبلوماسية، فان التقارير المرفوعة على عجل من عوكر الى الادارات الاميركية المختلفة وصفت الحالة بين اسرائيل والحزب بانها وصلت الى حالة من «الغليان» غير المسبوق والتي تذر بمخاطر غير محدودة على جانبي الحدود.
ماذا قال هوكشتاين؟
وبعد ان كشف موقع «اكسيوس» ان ادارة الرئيس الاميركي حذرت تل ابيب من اي حرب حتى لو كانت محدودة ضد لبنان، جرت اتصالات على ارفع المستويات خلال الساعات القليلة الماضية شارك فيها اكثر من مسؤول اميركي في البنتاغون، والخارجية، والبيت الابيض لمنع الانزلاق نحو وضع يصعب السيطرة عليه. وقد شارك في جزء من هذه الاتصالات المبعوث الاميركي الخاص عاموس هوكشتاين الذي ادار مروحة اتصالات مع المسؤولين الاسرائيليين واللبنانيين سعى من خلالها الى خفض منسوب التوتر والعودة الى قواعد الاشتباك المعمول بها، متحدثا عن فرصة جدية للتوصل الى تفاهمات مستدامة على الحدود المستركة مع الاقتراب من التوصل الى «صفقة في غزة»، تبدو حظوظ نجاحها مرتفعة برايه. لكنه، شدد بحسب المعلومات بان بلاده لا تريد وتعمل على منع الحرب الشاملة، لكنه شدد على ضرورة «ضبط النفس» وعدم ترك الامور تخرج عن السيطرة من الجهة اللبنانية، ومنع ما اسماه الضربات «الاستفزازية» من قبل الحزب، حتى لو لم تبصر الهدنة في غزة النور؟!
ماذا يريد لبنان؟
ووفقا لمصادر مطلعة، فان المسؤولين اللبنانيين اعادوا التذكير بعدم الرغبة في اي تصعيد، وطالبوا بالضغط على اسرائيل لوقف التمادي في اعتداءاتها على الاراضي اللبنانية، ووقف الحرب على غزة، كي تنطلق المباحثات الجدية غير المباشرة لترتيب الاوضاع على الحدود الجنوبية. وبعد نقل «الرسائل» اللبنانية الى اسرائيل اعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بان الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة وعليها الضغط على الحزب.
تهديدات اسرائيلية
في هذا الوقت، لم تتوقف التهديدات الاسرائيلية وجديدها امس، اعلان قائد القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي استكمال الاستعدادات لشن هجوم في الشمال قائلا ان الجيش الاسرائيلي قادر على مواجهة أي مهمة ضد الحزب.بدوره توجه رئيس «المعسكر الوطني»، الوزير في «كابينيت الحرب» الإسرائيليّ، بيني غانتس، لرؤساء بلديات شمالي إسرائيل، قائلًا: استعدوا لقتال ولأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب».
«هآرتس»: الوزراء يكذبون؟!
في المقابل، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، امس أنّ «كابينت الحرب» يخشى حرباً شاملةً مع الحزب، وذلك على خلاف ما وصفته بـ «هراء النصر المطلق»، في إشارة إلى مزاعم بعض المسؤولين الإسرائيليين بشأن شنّ هجوم كبير ضدّ لبنان. وأوضحت أنّ ثمة «فجوةً كبيرةً» بين التصريحات الحازمة لمسؤولين إسرائيليين يعدون بشنّ هجوم كبير على لبنان في أعقاب التصعيد في الشمال خلال الأسابيع الأخيرة، وتلك التي يتمّ الإدلاء بها في محادثات غير علنية. وأضافت أنّه خلافاً لتصريحات وزير «الأمن القومي»، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، والتي وصفتها بالجوفاء، فإنّ صنّاع السياسة يخشون حقاً رؤية إسرائيل تتدهور إلى حرب شاملة مع الحزب.
الفوضى الشاملة
وأبدت «هآرتس» خشيةً من الحرب الشاملة مع لبنان، في وقت تتصاعد المخاوف في كيان الاحتلال بشأن الجهوزية لها، محذّرةً من أنّها تعني دماراً على نطاق غير مسبوق في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ونقلت عن مصادر وزارية قولها إنّها قد تؤدي إلى عدة أسابيع من الفوضى الشاملة.ولهذا شككت بأهمية الدعوة إلى ضربة ساحقة، ومن دون كوابح، ضدّ الحزب، بسبب الثمن الذي ستدفعه الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
ماذا يريد «الكابينيت»؟
وكشفت الصحيفة ان الطموح المهيمن في كابينت الحرب هو بوضوح إبقاء القتال دون العتبة التي تدفع الحزب إلى شنّ هجوم كبير، معتبرةً أنّ انتهاء المرحلة المكثّفة في رفح وتنفيذ صفقة قد يزيدان من فرص إنهاء الاحتكاك في الشمال باتفاق سياسي. ونقلت «هآرتس» عن مصدر مشارك في عمل «الكابينت»، تحذيره من الخطر المتمثّل في الانجرار إلى معركة كبيرة مع الحزب، وقال «ان إسرائيل سبق أن رأت ما حدث عندما خاضت حرباً ضد لبنان».
الخيارات السيئة
وأمام كل ذلك، أملت الصحيفة «ألّا يتدهور كابينت الحرب ورئيس الحكومة إلى تعقيدات لا داعي لها، وقالت ان إسرائيل تواجه خياراتٍ سيئةً على جدول أعمالها، إلا أنّ أسوأها الآن، بلا شك، هو الانزلاق إلى هاوية الحرب الشاملة».
المخاوف الاميركية
ووفقا لعاموس هرئيل في الصحيفة نفسها، فان خوف الأميركيين من الحرب الإقليمية، حيث يكون لبنان مركزها، أكبر من خوفها من استمرار الحرب في غزة. فالإدارة الأميركية تريد إنزال هاتين المشكلتين بسرعة عن جدول الأعمال الدولي، قبل دخول حملة الانتخابات الرئاسية في الصيف إلى المرحلة الحاسمة، قبل الانتخابات في تشرين الثاني.فالمواجهة العسكرية، التي تشمل إيران أيضاً، قد ترفع أسعار النفط وتهدّد نية الديمقراطيين في عرض بايدن على أنه أصلح الاقتصاد في أميركا.
التحذيرات من الحرب؟
هذه السقوف المرتفعة، دفعت جنرالات الاحتياط وكبار الكتاب والمحليلين الى «رفع الصوت»، وتحذير رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو من الانجراف نحو حرب مع الحزب ستكون نتائجها كارثية وستؤدي الى «خراب» كبير في اسرائيل، وفي هذا السياق، حذر الكاتب أوري مسغاف من عدم قدرة إسرائيل على الدخول في حرب مع الحزب. وقال» لا تصدقوا هرتسي هليفي. نحن غير جاهزين لحرب في لبنان.
الخروج عن السيطرة و«الخراب»
وهذا ما يتفق معه محلل الشؤون العسكرية البارز في موقع «واينت» رون بن يشاي، الذي يقول إن الحزب بات يتقن تسيير المسيّرات، والنتائج على الأرض قاسية، وإسرائيل تدرس خيار التصعيد. وبراي بن يشاي فأن الحرب ليست قدراً، بل وليدة قرار يرتبط ارتباطاً مباشراً بما يجري في قطاع غزة. عملياً، على إسرائيل أن تختار بين حرب قاسية من المتوقع أن تنتشر على كل الجبهات وبين قبول الصفقة مع حركة ح التي عرضها الرئيس الأميركي بايدن. خصوصا ان الحزب سبق وأوضح بأنه في اللحظة التي يعلن فيها عن وقف نار في غزة سيوقف القتال، ولهذا يجب القبول بالصفقة او الذهاب الى «الخراب».
وفي هذا السياق، انتقد حيزي نحاما احد كبار ضباط الاحتياط، قيادة الجيش، وقال إنها منفصمة عن الواقع وعن الميدان. وأشار إلى نقص في المعدات والأسلحة لدى الجيش المستنزف داخل قطاع غزة، ولفت الى ان إدارة الحرب بهذه الطريقة، لن تؤدي لانتصار.
المواجهات جنوبا
ميدانيا، أغارت مسيرة اسرائيلية، بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية في ساحة بلدة عيترون، وأفيد عن وقوع اصابات. ونعى الحزب الشهيد على طريق القدس حسين نعمة الحوراني «بدر» مواليد عام 1988 من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان. كما نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة مستهدفاً منطقة جبل كحيل في بلدة عيترون ملقيا صاروخين جو-ارض على المنطقة المستهدفة . ايضا، تعرضت اطراف بلدة عيتا الشعب في القطاع الاوسط لقصف مدفعي اسرائيلي مباشر. وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي فجر امس، على بلدة وادي جيلو في قضاء صور، مستهدفا منزلا غير مأهول، ما أدى الى تدميره واشتعال النيران في عدد من المنازل المحيطة بالمكان، ومستودع لادوات التنظيف والزيوت، ما ألحق الأضرار بعشرات المنازل كتكسير الزجاج والنوافذ والتصدع، بالإضافة الى اضرار جسيمة في البنى التحتية، وبخاصة شبكتي الكهرباء والمياه. في المقابل، اعلن الحزب انه «وفي إطار الرد على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وآخرها في عيترون، استهدف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت وتموضعات الجنود في محيطها بصواريخ فلق 1 وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدمير جزء منها وإيقاع خسائر مؤكدة فيها».
هجوم السفارة الاميركية؟
في هذا الوقت، تتواصل التحقيقات مع منفذ الهجوم قيس فراج على السفارة الاميركية في عوكر، ووفقا للمعلومات، فان المهاجم استطلع السفارة عبر «غوغل»، ولم يحضر الى محيط السفارة من قبل، واستاجر الفان بـ 50 دولارا، ووصف نفسه «بالذئب المنفرد» المنتمي الى تنظيم «د»، واشار الى انه اشترى السلاح والذخائر من امواله الخاصة. وقد فتح هذا الهجوم ملف النازحين السوريين، خصوصا ان المنفذ مسجل على لوائح المنظمة الدولية التي تحجب المعلومات عن السلطات اللبنانية، وهذا ما يحتم زيادة الضغوط عليها لتسليم «الداتا» كاملة.
كف يد عون؟
قضائيا، قرر النائب العام التمييزي بالانابة القاضي جمال الحجار، كف يد المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون عن الملفات القضائية التي تحقق فيها. ووجه تعميما إلى الأجهزة الأمنية كافة لعدم تنفيذ اي إشارة صادرة عن القاضية عون وعدم مخابرتها بأي دعوى قديمة او جديدة، وحصر الأمر بالمحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان، وعلى الاثر اوضحت عون «ان قرار القاضي الحجار باطل ومخالف للقانون، لانه لا يحق له توقيفها عن العمل..واكدت انها ستتقدم بطعن امام مجلس شورى الدولة واصفة الحجار انه مغتصب للسلطة ولا يحق له ممارسة مهام مدعي عام التمييز. واتهمت عون الحجار بانه يريد افتعال مشكل لأنني وصلت الى مراحل متقدمة في التحقيقات المالية تطال سياسيين مهمين ولست موظفة عند النائب العام التمييزي بالانابة وهو ليس رئيسها.
مراوحة رئاسية
رئاسيا، التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي تيمور جنبلاط النائب طوني فرنجية في دارته في الأشرفية، وشدّد النائب بلال عبدالله على أنّ «الهدف الأساسي من تحرّك اللقاء الديموقراطي هو انجاز التسوية الداخلية اللبنانية حفاظاً على البلد..بدوره، اشار النائب طوني فرنجيّة الانفتاح على على أيّ حوار بنّاء بعيداً عن المصالح الضيّقة للبعض. ووفقا لمصادر مطلعة، لا جديد بعد في الملف الرئاسي، ولم يلمس وفد «اللقاء الديموقراطي» اي استعداد لدى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للانسحاب من السباق الرئاسي.
القوات تحاول التبرير
في هذا الوقت، اطلقت القوات اللبنانية حملة دفاعية عن موقفها بعد تحميلها مسؤولية تعطيل الحوار والانتخابات الرئاسية، واصدرت بيانا اكدت فيه انها منفتحة دائمًا على الحوار والتشاور وتقدّمت بعدّة صيغ تشاورية لإنهاء الاستعصاء الرئاسي، ولكن الفريق الممانع متمسِّك بصيغة واحدة يشكل اعتمادها نسفًا للآلية الانتخابية الواردة في الدستور، ويلغي الانتخابات وينسف نصوص الدستور لجهة التوازن بين الرئاسات عن طريق تحويل دور إحدى الرئاسات إلى دور الوصي على الرئاستين الأولى والثالثة.. وكشف النائب ملحم رياشي عن مبادرة قطرية جديدة باتجاه لبنان في الاسابيع المقبلة، مع دفع خارجي برايه نحو «الخيار الثالث»، وتحدث عن اتصالات مع النائبين علي حسن خليل وطوني فرنجية، وامل الوصول الى مخرج لبناني- لبناني، في المقابل اكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، ان اللقاءات بين النائبين ملحم رياشي وعلي حسن خليل، لم تصل إلى نتيجة.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
مفاوضات غزة تتأرجح .. وواشنطن تحذّر إسرائيل من حرب لبنان
حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن و16 من أبرز قادة العالم، بعضهم من أوروبا وأميركا اللاتينية “حركة ح” الخميس على قبول اتفاق الهدنة مع إسرائيل، ودعوا الأخيرة إلى القبول بالتسويات. وقال بيان للبيت الأبيض “ليس هناك وقت لنضيعه. ندعو حركة ح إلى إتمام هذا الاتفاق”.
ووقّع البيان قادة بارزون لدول من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا التي أثارت غضب إسرائيل باعترافها بالدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى دول متناقضة في مواقفها مثل البرازيل وكولومبيا اللتان دان رئيساهما اليساريان إسرائيل بشدة، والأرجنتين التي يدعم زعيمها إسرائيل.
وأضاف البيان “في هذه اللحظة الحاسمة، ندعو قادة إسرائيل وكذلك حركة ح إلى تقديم أي تنازل نهائي ضروري لإبرام هذا الاتفاق وتوفير الراحة لأسر الرهائن، وكذلك للأشخاص من جانبَي هذا الصراع الرهيب، بمن فيهم المدنيون”.
وتابع “حان الوقت لإنهاء الحرب وهذا الاتفاق هو نقطة الانطلاق الضرورية”. وكان مصدر مصري رفيع المستوى قال: إن مصر تلقت إشارات إيجابية من حركة المقاومة الفلسطينية “حركة ح” تشير إلى تطلعها لوقف إطلاق النار.
ونقل موقع “اكسيوس” عن مسؤولين ان رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير المخابرات المصرية عباس كامل التقيا في الدوحة مسؤولين بحركة ح وبحثوا معهم الصفقة المحتملة لوقف النار وتبادل الاسرى.
وقال عضو المكتب السياسي في حركة ح، حسام بدران إن الحركة موقفها واضح في موضوع التفاوض و”هي تعبر عن الموقف الفلسطيني عموما وخاصة فصائل المقاومة، لأننا ننسق ونتشاور في كل المحطات”.
وأضاف: “نحن عبّرنا عن استعدادنا للتعامل بإيجابية مع ما ورد في خطاب، الرئيس الأميركي جو بايدن، خصوصا موضوع الوصول إلى وقف تام للعدوان على غزة، لكن أهم شيء جدير بالذكر هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لم يعلن بشكل رسمي واضح موافقته على خطاب بايدن، خصوصاً أن بايدن نفسه ذكر أنها مبادرة إسرائيلية”. وأشار بدران إلى أنه على العكس من ذلك فإن عدداً “من اركان حكومة الاحتلال يصرحون أنهم ضد خطاب بايدن”.
وقال: “نحن سنتعامل بإيجابية مع كل مسار يؤدي إلى وقف تام لإطلاق النار وانسحاب شامل للاحتلال من غزة مع ضمان إغاثة وإعمار ثم تبادل أسرى جاد”.
وبموازاة هذه المواقف، اعلن ديوان رئاسة الوزراء الاسرائيلي إلغاء اجتماعي مجلس الحرب والمجلس الوزاري المصغر اللذين كانا مقررين الخميس لبحث المفاوضات مع “حركة ح” من دون توضيح الاسباب، ولكن مصادر اسرائيلية زعمت ان الإلغاء يعود لورود انباء عن رد سلبي لـ”حركة ح” على مقترح تبادل الاسرى.
“أكسيوس”: إدارة بايدن حذّرت إسرائيل من حرب محدودة بلبنان
توازيا حذرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من فكرة حرب محدودة ضد لبنان لأن غزوا بريا حتى وإن كان محدودا قد يدفع إيران للتدخل. واثارت واشنطن مع إسرائيل احتمال تدخل ميليشيات سورية وعراقية ويمنية موالية لإيران في لبنان.
ونقل “أكسيوس” عن مسؤول بالجيش الإسرائيلي قوله: “قدمنا خيارات لتوسيع القتال بينها غزو بري للبنان لإبعاد قوة الرضوان. فالحرب مع الحزب أو عملية محدودة في لبنان سيكون لها تأثير كبير على إسرائيل”.
وكان الوزير بمجلس الحرب الاسرائيلي بيني غانتس قد ابلغ رؤساء المستوطنات في الشمال قبل يومين ضرورة عدم الشكوى من الوضع الامني في الوقت الحاضر لأن المستقبل قد يكون اكثر إشكالية، وطلب منهم الاستعداد لقتال وأيام اكثر صعوبة قد تصل بهم الى الحرب. وفي المقابل، عبّر رؤساء المستوطنات عن إحباطهم من الوضع المستمر في التدهور منذ 8 اشهر.
وكان محللون وضباط اسرائيليون قد رأوا ان حكومة بنيامين نتانياهو غير قادرة على تحقيق شيء في غزة، وليست قادرة ايضا على حرب في الشمال لقوة الحزب المضاعفة عن “حركة ح”، وأنّ الحل الوحيد هو تغيير هذه الحكومة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :